الخطـوة السـابـعـة

_____

و كأن الراية البيضاء حلقت من سواد أعينها تطلب بالتحرير و الإستغاثة ،إلا أني لم أعتبر الراية البيضاء يوماً راية للإستسلام هي فقط راية تطالب بالسلام طمسناها بعنوان الإستسلام

إتصلت بالإسعاف و الشرطة سريعاً فجروحها بليغة ،لا أعتقد أن كل هذه الجروح ناتجة من ضربات السيد جون فقط هناك جروح أخرى ذات آثر ليس بقديم كثيراً و لا جديد حاليًا

ألقت الشرطة القبض على السيد جون للتحقيق معه في حين رافقت الأخرى بسيارة الإسعاف و لم أنسى أخذ حقيبتها الملقاة على الأرض

قررت إستبدال دور البائع و الزبونة اليوم إلى دور المنقذ و الغارق ،هي التي تغرق بالخطأ و أنا سأحاول سحبها منه لأضعها ببركة أخطاء أقل عمق من التي كانت تغرق بها

لن أساعدها على مسح كل أخطائها فأنا لستُ بذلك الطيب ولست ملاكًا نزل من السماء لغفر الأخطاء بنفخه منه تغادرك آثامك

« ما صلتك بها سيدي؟ »
سألتني الطبيبة بعد أن أخذوها لغرفة ما ليفحصوها

إهتزت عدستاي بتوتر ، ما الذي سأجيبها به الآن؟
الكذب اول خيار مسح عليه لساني

بللت شفاهي بتوتر و انا أردف
« صديقها المقرب »

« لا تخف هي بخير لكنها تعاني من جروح آثر تعرضها للضرب بشدة قبل فترة تقع بين يومان أو ثلاث و ضربات اليوم التي تلقتها ما زادت الطين سوى بلة »

أردفت و هي تربت على كتفي ببسمة لطيفة ،من الجيد أنها فهمت توتري بهذا النحو و لكن ما أخبرتني به لم يعجبني بأكمله

« هل أخبرتك إذ كانت تتعرض للعنف من قبل أحدهم؟»

« لا أعلم… أعني هي كتومة بشأن ما يحصل معها كي لا تثير قلقي عليها »

أردفت بإبتسامة محرجة بعد أن تلعثمت بالحديث ،لتعيد رسم بسمة لطيفه أخرى على ثغرها و هي تردف

« بإمكانك أخذها من المشفى الآن إذ أردت بعد أن نقوم بتخديرها لتخف آلام جروحها »

« شكراً لكِ »

أردفت بإبتسامة لتردها لي بإمائة
زفرت بتعب بعدها أمسح على وجهي ،هذا اليوم منذ بدايته إلى نهايته كان شاقًا

إقتربت من السرير الموضوعة عليه حملتها لأقف قليلاً أدرك مدى غبائي بأني لم أحضر سيارتي ،رائع هل سأحملها من هنا للمنزل على ظهري و هي مخدرة الأضلاع مع حقيبة أغراضها هذه!!

قلبت عيناي بإنزعاج لتقفز فكرة رائعة إلى عقلي و هي أخذها لمنزلي

صديقي تشين لن يأتي إلى الشقة اليوم و أنا لن أنام وحدي بالشقة لذا سأخذها معي هذا لن يضر طالما أجسادنا متباعدة بشكل آمن

مشيت بالطرقات و هي على ظهري مظهرنا غريب الا أني لم أهتم كثيرًا كانت تشغل فكري كما يشغل ثقلها ظهري ،كُنت أفكر بكم المعاناة التي تحملها هذه الفتاة على أوراق حياتها؟

فتحت شقتي و أنا ألهث من التعب
دخلت إلى شقتي التي تكبر شقتها بكثير

تخطيت غرفة الجلوس لأدخل إلى غرفتي أنا و تشين  ،من يرى حجم الغرفة و عدم مقدرتي على النوم من دونه يعتقد بأننا أزواج أو أحباء

لكن ماذا نفعل لكل حادث آثار جانبية ~

وضعتها على السرير المزدوج الواسع بتعب ،و كانت الطبيبة قد حرصت على تغيير ثيابها بنفسها بالمشفى ،أعتقد بأنها لاحظت هالة هذه الأفروديت و تعلم عن الشياطين التي تكمن في عقل كل واحد منا

هذه الأفروديت تطبق عليها مقولة
" لستُ ملاك لكني لا زلت أملك هالة "

حركت رأسي إلى اليمين و الشمال لأجلس بعيدًا عنها أمام الحائط الزجاجي الخاص بغرفتي عند آخر زاوية بها بعيداً عنها

أعترف انا غني و أحب إنتقاء ما هو فخم ،غالي و غريب

خلعت قميصي بفتور و معه خلعت كل أفكاري الخاصة بالواقع ،سحبت زجاجتي النبيذ العتيق خاصتي من على البار الموجود في الغرفة

هذا روتيني بعد إقلاعي عن إدمان الهيروين حاولت إستبداله بما هو أقل ضرر فوجدت النبيذ أمامي

أكره تواجدي لوحدي
أكره هذا الهدوء
حين أتطاير كورقة خريف رقيقة بين زوابع الهواء المنذر على حلول الشتاء و لا أجد منقذًا لي منها

وقعت أعيني على الطاولة القابعة بجانب السرير ،بقيت أحدق بالدولاب الثاني منها أخترقه بنظراتي في حين إرتجف جسدي بنشوة

سحبت أقدامي نحو الطاولة و أعيني تتوسع بجوع في كل خطوة ،وقعت يدي على الدولاب لأفتحه ببطىء في حين شهقت بألم و أنا أتأمل تلك العلبة

لحظة تفصلني عن السم
لحظة تُعيدني إلى الصفر
لحظة واحدة كفيلة بتدمير كل ما جاهدت لأجله طوال السنتين الفائتتين

مددت أناملي لتلامس العلبة و كانت أناملي ترتجف بشدة تطالب بعناق تلك العلبة سريعًا و عقلي غائب عن العمل تتخذ الرغبة مكانه و قلبي يخفق برهبة لهول ما سيحدث

هل هذه النهاية؟

جفلت بفزع قبل وصول بناني إلى العلبة بلحظات اثر فزعي على صوت حطام زجاج ، شهقت بقوة و كأني كنت غارقًا أسفل الماء منذ فترة و زفرت أنفاسي و انا استجمع أفكاري

« سحقاً ما الذي كنت أفعله »
همست بحنق و انا اضغط على أعيني بتعب إلى أن شدني صوتها

« إياك و الإقتراب! »

نظرت إليها لانتبه أنها كانت تحاول الهرب إلى أن خدر جسدها تسبب بميلانها على إحدى الڤازات الغالية لدي

هل أعاقبها بكسرها لها
أم أغفر لها لأنها السبب بإيقاضي

« إهدئي لن أفعل شيئاً لكِ »
أردفت بهدوء و انا أقوم للتقدم إليها لتصرخ

« إذن لا تقترب »

رفعت يداي الإثنتين بإستسلام ،إنتبهت لها تشيح بنظرها بعيداً عني بعد أن توردت وجنتاها بلون ورد الربيع الأحمر لأتذكر عري جزئي العلوي

« ماذا ؟! ليست و كأنها أول مرة ترين أحدهم هكذا! »

أردفت بسخرية و انا اقترب اكثر منها احاول العبث بأعصابها لتصل لي صوت أنفاسها الثائرة ،لا أعلم على ماذا هي بالضبط الآن ثائرة إلا أنها تنافس الثيران بصوت أنفاسها هذا

جيد أنها لا تسمع أفكاري الداخلية

هيئتها المبعثرة و أعينها التي تعاني من تقلب فصولي و أنفاسها التي تتسابق كل هذه الأمور كافية لردعي عنها فهي تبدو متعبة

و مثيرة أيضًا

غادرت الغرفة لشرب الماء ،لحقتني و هي تمشي بصعوبة لتخبرني بحدة و أنا اشرب الماء
« أريد مغادرة »

« و إذ لم أسمح لكِ؟ »
أردفت بحاجب مرفوع بعد أن انزلت الكأس عن فمي لتتخذ من الصمت إجابة لها

« ماذا ستفعلين؟ »
استفزيتها أكثر لأراها تشد على قبضة يديها لتصرخ لي بنواياها

« سأطعنك بالكأس الذي تحمله الآن و حين يسألوني سأخبرهم دفاع عن النفس لأنك حاولت التعدي علي »

أردفت بنظرة شريرة لأبقى مصدوما من فكرتها هذه من يستطيع أن يخرج من معركة ما و يهدد منقذه!

« لن تغادري ليس هناك مكان يأويك الليلة »
أردفت بجمود لتناظرني بتحدي

« كيف لك أن تقرر؟ »

« ربما لأن سيادتك مُعرضة لعنف شديد منذ يومان و جروحك لم تُعالج سوى اليوم بفضلي »

أردفت بإبتسامة هزت ثقتها لأعيد برودي رادفاً
« غداً إذ وجدتي شقة تغادرين إليها أم الآن الليل قد حل و الشوارع ليست بالحل الأمن لكِ »

أنهيت كلامي بأمر بديهي يمكن لأي أحد أن يردفه حين يرى حسنها، و لم أكن متفاجئًا من نظراتها تلك

حين تغوص بأعينها ترى بأنها تخوض العديد من المعارك و تتعرض للعديد من الإنهزامات و الإنتصارات في آنٍ واحد

و الإنهزام و الإنتصار أمر ملفت
يجذب الجميع لإلقاء نظرة عليه و معرفة تفاصيله

« عودي إلى الغرفة »

« لا أريد »

رفضت بتحدي متجهة نحو الباب لأقلب عيناي بغضب و انا ألحقها و قد إنتبهت للتو بأنها تحمل حقيبتها بيدها

« توقفي »

صحت بحدة و أنا ألحقها لأعيد الكرة حين رأيتها تحاول فتح الباب الذي حرصت على إغلاقه سابقًا

« قلت توقفي »

« و اللعنة توقفي »

صرخت بوجهها بعد أن سحبت جسدها نحوي مغيرًا وجهتها من الباب إلي

تراجعت رايات الغضب عن الثبات على أرصفة عيناها مع إنسحاب جنود الغضب عن أعيني تدريجياً ضحية لجنود الحزن التي تقف على أرصفة أعينها تسكب مياه الآلم منها ناشرة تعازيها عن قلة حيلتها

كانت تلمع
دموع عينيها تلمع كلمعة إنعكاس القمر على مياه البحر ليلاً كانت لوحة فنية حزينة تكبت الشهقات في ثنايا ورقها

عضت شفتاها بألم لأنتبه أني أضغط على جرح كان بجانب خصرها بعد أن عانقته أناملي بقسوة

بدأت أتراجع عن الحرب التي كنت سأقومها عليها

لن أتظاهر بأني أتفهم آلامها فأنا لم أعاني سوى من علة الإدمان عكسها التي تشغل العلل فراغ حياتها

صامتة هي هادئة بشكل يؤلم

رؤيتها بهذا الشكل تحارب مؤلم ، كل أفكاري تصرخ بأن ألف ذراعي حول عيوبها لأغطيها لها ولكني لستُ بكفؤ لذلك لدي ذراعان يتخللها الثقوب مهما أحاطتها لن تكف عنها الأذى

« جبان »
نبست بخفوت لأوسع عيناي بصدمة في حين أكملت

« هل الفاسق اللعين يخشى المكوث وحده في الشقة؟ »

هسهست أمام وجهي لأشعر بوجهي يغلي كخط الإستواء و أحك رقبتي بإحراج مشيحاً بوجهي عنها أهتف معاتباً

« يـا كل ما في الأمر أني لا أريد تركك للفاسقين بالشوارع و قطاع الطرق »

« حقاً ؟ »

أردفت بشك لأنظر إليها بإرتباك لتقترب مني أكثر هامساً أمام وجهي

« هل بإمكانك إعلامي عن الفرق بينك و بين المخمورين بالخارج؟ »

« ألا تفوح رائحة الخمر نفسها من أجسادكم، ألا تصرخ أعينكم بنفس نظرة الرغبة ، ألا تقبضون أناملكم حول الجروح بنفس القسوة؟ »

سألت بغضب لأتخذ من الصمت موطناً لي

لم أرد جدالها
لأن الجدال لن يحط من كرامتي سوى أكثر من هذا ، إذ جادلتها سأصرخ بأني مدمن على الكحول عوضاً عن المخدرات ،سأصرخ بأن هالتك اللعينة هي السبب يا آلهة الحب و أخيراً سأخبرها بأن أنين الألم هو أكثر ما يستهوينا في الليالي الوحيدة الباردة

غادرت مجال بصري إلى الغرفة مغلقاً بابها بقوة ،شغلت نفسي بالتلفاز لمدة ساعتين إلا أني لاحظت تأخر الوقت و حاجتي للنوم

بالطبع لن أنام على الآرائك بل على سريري
و انا لم أحضرها إلى منزلي كرماً مني بل لأني بحاجة إلى رفيق في الليل

هي لا تريد مشاركتي الحديث لا مشكلة ، لكنها ستشاركني دفئها ، قبلت بذلك أو رفضته

حتى تشين القوي لم يجرأ على الرفض يوماً
او أنا لم أعطيه فرصة ربما ~

دخلت إلى الغرفة لأراها تغط بنوم عميق بسبب المخدر على ما أعتقد
حاوطتها من الخلف أزودها بدفئي لتنعم بليلة سعيدة عكس لياليها السابقة التي عجزت عن النوم بها

هل تعلمون ما الذي تعلمناه عن علاج إدمان الحبوب المنومة يوماً في الجامعة ؟؟

زود المدمن بحضن دافىء قبل النوم على فراشٍ بارد و الظلام يحيط الغرفة  و ستجده غريق أحلامه سريعاً فهو حين يحط بثقل جسده بين أحضانك يكون قد أفضى أثقال قلبه قبل جسده بين يديك

حين يرسو الأمان الذي فقده للحظات إليه يشعر بعقله خالي من الأفكار السلبية و كل ما يفكر فيه هو الدفىء ثم الدفىء ثم الدفىء إلى الأحلام




تصبحون على خير ~

___

رأيكم في البارت ؟؟

توقعاتكم ؟؟

الشخصية الجديدة تشين ؟؟









دمتم سالمين 🥰❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top