Voodoo
Look into my eyes , it's where my demons hide !
_____________
ضمّت جسدها المتهالك مستلقيةً على السّريرِ الضّخم بوضعيّة الجنين ، الشّمسُ لم تبزُغ بعد ، وهي كانت محظوظة جدّاً بقدوم ايس البستوني وتخليصها من تايهيونق الّذي استرسل بصعقها ناسياً نفسه ، هي اقتربت من الموت كثيراً .
نظرت ليديها المرتجفتان وهي تستطيعُ رؤية شرايينها بوضوح ، هي كرهت هذا القصر ومن فيه وكرهت السّحر بأسره .
دموعها كانت تنهمر بصمت ولا حيلة لديها ، المعتوه أمر والمعتوه الآخر نفّذ لتندم على لحظاتٍ وجدت فيها انَّ كلاهما محلّ للثّقة .
سمعت صوت باب غرفتها يفتح لتغلقَ عينيها جاهدةً محاولةً اخفاء ارتجافها كونها لا تريد لقاء احد حاليّاً .
تقدّم مجهول الهوية حتّى توقف صوت خطواته لتسمع بعدها صوته العميق بينما شعرت بغطاءٍ خفيفٍ يحطُّ على جسدها .
- كلُّ هذا سينتهي .. لن أكذب واقول انَّ هناك اعضاءٌ من المجلس قد مرّوا بهذا ، ولكنَّ جوكر لا يسعى لايذائك كما تظنين .
فتحت عينيها المتورّمتان تطالعُ المتحدّث بنظراتٍ خالية من الحياة كان ايس البستونيّ (يونقي) ، ضحكةٌ مرهقة اطلقتها قبل ان تتحدّث بصعوبة بسبب صوتها المبحوح :
- يسعى لدغدغتي بالكهرباء .
هذا رجلٌ مختل ، يستحقُّ علاجاً بالصّدمات بدلاً من صعق الآخرين .
ما كان من الآخر الّا ان يتنهد بقلّة حيلة ويبرح الغرفة ، امّا هي فلن تنكر انّها قد هدأت قليلاً لتحاول النّوم قبل ان تبزغ الشّمس وتؤرقها .
مضت دقائق طويلة حتّى سمعت صوتَ الباب يفتحُ مجددّاً لتظنَّ ان يونقي قد عاد ، وبصوتٍ متعب اردفت دون الالتفات او فتح عينيها حتّى :
- غادر من فضلك ..
جفلت لدى شعورها بجسدٍ يحطُّ خلفَ جسدها وذراعان قويّتان تحيطان بها وتسحبهما نحوها بقوّة ، شعورٌ مفاجئ بالسّكون راودتها بعد جفلتها وصدى كلمةُ "آسف" يترددُ برأسها كما لو انَّ احداً يهمسُ لها بها ، قوتها خارت ويقظتها تلاشت لتسقُط نائمةً بين ذراعي الفاعل بلا شعور .
..
- مساءُ الخير .
بابتسامةٍ خاطبها ما ان دخلَ غرفتها لتومئ له ببرود كإجابة ، لن تفسح لنفسها مجالاً لتثق بهذا ايضاً وتُفجع بالنّهاية .
- نحنُ نتناولُ عشائنا وفطورنا معاً .. لذا من فضلك انّه وقت العشاء فهلّا رافقتني الى غرفة الطّعام ، وايضاً عليكِ الاستيقاظُ باكراً في الأيّام المقبلة ، لقد تغاضى جوكر عن هذا اليوم فقط .
كانت تسرّح شعرها اثناءَ حديثه الّذي امضّها أمامَ مرآتها لتضعَ فرشاة الشعر بقوّة على الطّاولة وملامح حانقة طغت على وجهها بعد ان التفتت للمتكلّم .
- ومن قال أنَّني سأبقى هنا ؟! ماللّعنةُ الّتي تظنون نفسكم فاعليها ؟ وذاك السّافل من يظنُّ نفسه ؟
هو استند على الباب ينتظرها ان تنهي حديثها بينما يرمقها ببرود ، عقد حاجبيه قبل ان يتكتّف يحدّثها برزانة :
- البواباتُ لن تفتحَ لكِ وحتى لو حدث ما ان تخرجي من هذا المكان وتتوقفي عن كونكِ جزءاً منّا فستصبحين تحت قبضة من هُم اسوأ من جوكر ..
- اشكُّ بأنَّ هناك اسوأ منه .
تجاهل تعليقها السّاخر ليتقدّم نحوها واضعاً يديه في جيوبه .
- انظري ، مصيركِ هُنا محتم .. نحنُ سَحرة ، ولن تستطيعي النّفاذ منّا ، وأعتقد انَّ تايهيونق قد ذكرَ لكِ أمر سيرا ، ولأحيطكِ علماً بأنَّ سيرا لم تكُن الوحيدة الّتي تموت على يديه ، فهناك كثيرٌ من سبقوها .. اغضابهُ والتّمردُ عليه ليسا بصالحك بتاتاً .. لذا
مدَّ يدهُ لها هي الّتي تطالعه بقهرٍ واضح
- لا تغضبيه ولنذهب فهو ينتظرنا .. قبل ان اضطرَّ للتّحكُّم بأفكارك .
استكانت كونها تدركُ فئة يونقي ، سلّمت يدها بيده ليبتسم ببرود ويجرّها خلفه نحو غرفة الطّعام .
ما ان دخلا حتّى تحوّلت جميعُ انظار المتواجدين عليها ، أمّا هي فأنظارها حطّت مباشرة على تايهيونق بتساؤل لتعيد نظرها لجوكر الّذي كان يطالعها بابتسامةٍ لم ترُقها بتاتاً .
سحبها يونقي نحو مقعدها المتموضع بجانب تايهيونق ليتّجه بعدها لمقعده .
- وأخيراً استيقظت الأميرة .
سمعت نبرته السّاخرة لتلتفت لهُ بحنق ، شرعَ بالأكل كما فعل الجميع ليردفَ بهدوء بعد ان بدأ يقلّب الطّعام في طبقه وهي تشربُ المياه .
- اتسائل ، هل مرّة واحدة من الصَّدمات الكهربائية تكفي ؟
ما ان سمعت حديثه حتّى شرقت فيما تشرب ، ربَّتت فتاةٌ كانت بجانبها على ظهرها بهدوء لتلتفت للّذي يحملق بها مبتسماً تنظرُ له بشزر ، توقّع الجميعُ ان تصمت الّا انّها بحنقٍ قالت :
- اذن .. ما رأيكَ ان تشاركني ؟
اتّسعت ابتسامته أكثر بينما تايهيونق نظر لها بتساؤل ، ليس هذا ما توقّعه منها .
- بكلُّ سرور ..
..
- لِمَ لا نبدأ بك ؟
حدّثته بينما نظرها مركّزٌ على الكرسيّ حيثُ تلقّت تعذيبها أوّل مرة لتلتفت اليه وتجده يطالعها بابتسامة مريضة ، هزَّ رأسه بهدوء وكأنَّ الفكرة راقته ، ذهبَ ليحطَّ بجسده على الكرسي وهو يطّلعُ على جهازِ الصّعق أمامه ، وهذا كان آخر ما توقّعته الممتثلة أمامه .
التفت هوَ لتايهيونق ويونقي الواقفان خلفها ليأمرهما بابتسامة سعيدة :
- أخرجا .
فعلَ يونقي بهدوء الّا انَّ الآخر ظلَّ متصنّماً مكانه ليرمقه الجالسُ بشزر ، حتّى ادرك نفسه وأردف ببرود قبل ان يغادرَ تاركاً ايّاهما وحدهما :
- لا تؤذها .
كلماته هته جعلتها شبهُ متأكدّة من انّه كان من عانقها في صباحِ اليوم ، تنهدت لتنظرُ للجالس وتتقدّم منه بهدوء ، أمسكت بالأسلاك تصلُها بجسده بتردد ورجفة سيطرت عليها ، صحيحُ انّها لن ترغب بأن يذوق أحدٌ ما ذاقته صباحاً ولكن عليه هو ذاتاً ان يفعل ، علّه يفهم مدى سوء الأمر .
جلست القرفصاء تطالعُ عينيه بهدوءٍ قبل ان تشغّل الجهاز ، تنفّست بعمق لتضعَ كلتا يديها على ركبتيه ، تحدّثت بعدها بتلعثم .
- انظر .. أنا لـ.. لا أكرهك ، لكنَّني أريدُ منكَ أن تعرف ما عانيته .. الأمرُ انَّنـ ..
ابتعدت عنهُ فوراً تحدّق به بصدمة اذ انّه شغّل الجهاز سريعاً دون ان يسمحَ لها بأكمال حديثها ، ما صدمها هو ضحكاته الّتي أخذت تتعالى كما لو انّ أحداً يدغدغه .
جسدُها ارتجفَ وكأنّها هي من تسري بها الكهرباء ، وفي خضام صراعها الدّاخليّ تمرّد جسدها عليها مطفئاً الجهاز بأناملها المرتجفة لتسحب الأسلاك عن جسده بعنف ، أمّا هو فسكن بشكلٍ مفاجئ ما ان اطفأت الجاهز .
شهقت بارتجافٍ وهي تطالعه كونه بدا لها ميّتاً لوهلة الّا انّها هدأت لدى استقامته ومطالعته لها بملامح مبهمة كشخصٍ عاقل .
ابتلعت رمقها تنتظر أمرهُ لها بالجُّلوس مكانه بينما يتقدّمُ نحوها مما سبب تراجعها باوجال .
كانَ عناقهُ لها أشدُّ عليها من الصّعقات الكهربائيّة ، ضاقَ نفسها وحاولت جاهدةً ابعاده الّا انَّ كلماته أخرستها .
- أعدتِ لي شعوراً افتقدتُه ، شكراً .
ابتعد بعد ثوانٍ يطالعها بسكون ، هدأت تعابيرها لتعاود الصّدمة احتلالها ما أن ارتفعَ جسدها عن الأرض وأصبح على الكرسيّ ، حدّقت به مشدوهة لتعاود ابتسامته المجنونة للظُّهور .
- والاتِّفاق يبقى اتّفاقاً .
خرجَ من الغرفة البائسة يحملُ جسدها الغائبُ عن الوعي بين يديه ليطالعُها كلٌّ من يونقي وتايهيونق بصدمة .
- مالّذي فعلته بها جونقكوك ؟!
تحدّث ذا الشعر الفضّي لينظرَ له المقصود بنظراتٍ متعبة وابتسامة مجنونة .
- الكوتشينه بها جوكران .
- جوكر الثّاني خُلق ليموت ، لا تَدعها تُصبحُ مثلك !
حُنق كستنائيّ الشّعر - تايهيونق - كان واضحاً من نبرته بينما ينتزعُ الفتاةَ من بين ذراعيّ جونقكوك الّذي نظرَ لها بتعب وذات الابتسامة المجنونة .
- لكنّها مثلي بالفعل ، ڤي .
ارخى يداه عن الفتاة مفسحاً المجال لتايهيونق بأخذها ليغادر المكان بعدها ؛ لينظر يونقي مخاطباً القلق على الفتاة بهدوء :
- سكارليت لم تستطع قراءة افكارها واليوم قد حاولت التّحكم بها ، كلانا فشل ، وهذا يعني انّها جوكر الأخير ، لا تعلّق نفسك بهذا الأمل تايهيونق فمصيرها مجهول .
- قد تكون جاك !
بحنقٍ قابضاً فكّه تكلّم بينما يُطالع فضيّ الشّعر الّذي ابتسمَ ساخراً مستنداً على الحائط :
- لا يوجد مكانٌ فارغ لجاك آخر كما تعلم ، لذا ، حتى لو كانت فستموت .. أونسيتَ نفسكَ كيفَ كُنت تعذّبها صباحاً ؟ لو لم اوقفك بنفسي لكانت ميّتة الآن .
ابتسامةٌ نمت على ثغر الآخر ليقهقه .
- ميّتة أفضل من جوكر اخر مستولي .. جوكر خُلق ليكون وحيداً او يحترق في الجحيم .
اومئ يونقي له بهدوء متكتّفاً .
- لهذا أردت قتلها ومازلت تحاول قتلها وتخططُ لقتلها ، ولربّما فعلتَ لو لم امنعك بنفسي .. ولكن ليكُن بعلمك ،
جوكر لن يترُككَ حيّاً لو آذيتها .
- هو لا يهتمُّ لأمرها ، هو فقط يريدُ جوكر حامي لمواجهة سيزار ونامجون ، وهذا ما سيحدث ، هي لن تصبح كوِين .
- أنتَ جاهلٌ حقّاً ، لا تعلمُ ما يجول بخاطر جونقكوك ، عموماً .. حاول كما تشاء ، لكنَّني أؤكد لكَ انّك لن تنجح ، كما انَّ جوكر قد عرفها منذ فترة وكان يراقبها لضمّها ، لكنّك سهّلت كلّ شيء عليه بظنّك انّها قد تضمُ كساحرة عاديّة .
..
- أبعدي ملامحَ البوكر هذه عن وجهك .
حدّثها ما ان دخلت مكتبه اذ ارسل يونقي خصّيصاً لمناداتها لتهتفَ باقتضاب وهي تطالعه بشزر :
- بعدَ ان تُبعدَ ملامح المهرّج المجنون هذه عن وجهك !
مرَّر لسانه في فمه مبعداً ابتسامته لينظر لها ببرود جعل حالها افضل قليلاً مما كان اثناء رؤيتها لابتسامته المجنونة ، زفرت ليُشير لها بالجلوس الّا انّها عادت لتستند على الحائط مقابلةً له وتعقد يديها بترقُّب ، رفعَ حاجبه بنظرات ساخرة لابتعادها بقدر ما تستطيع ليعدّل ملامحه بعدَ ثوانٍ منظّفاً حلقه قبل ان يتكلّم :
- طلبتُك لتحديد فئتك ، فايڤ (ڤودو) ، تصنيف الأندية ..
اقتضبت لتستقيم من استنادها على الحائط معترضة .
- لا شأنَ لي بالشّعوذة !
تجاهَل تعليقها تماماً منادياً بصوتٍ مرتفع :
- روزالين .
دخلت بعد ثوانٍ الفتاة الّتي رأتها منذُ دخولها لهذا المكان المشؤوم لترمقها ببرود قبل ان تعيد بصرها لجونقكوك الّذي عرّف بها :
- روزالين ، فايڤ البستوني ، ستعلّمك بعض الأشياء مؤقّتاً ..
ثمَّ اعاد بصره لروزالين مخاطباً ايّاها :
- علّميها كلّ ما يخصُّ الفئة .
تحوّلت ملامحه الباردة لابتسامةٍ مجنونة مسترسلاً :
- حتّى تَصلَ للمارد !
ما تفوّه به جعل روز تطالعه بصدمة مبديةً ملامح معترضة ، ظنّت انّ الأمر سيكون بسيطاً كتعليم الطُّلاب ولكنّه يطلبُ منها شيئاً قد يقتلُ مجهولةَ المصير على يسارها .
- لكن جوكـ..
قاطعها بنظراتٍ حادّة دون ان يزحزح ابتسامته :
- أمري واضح .. فايڤ .
اومأت بخضوع لتتّجه للخروج ساحبةً الفتاة التّي لم يُسمع لها رأي خلفها ، وفي اثناءِ خروجهما وجدا يونقي الّذي طالعهما مستغرباً ليدخلَ الى مكتب جونقكوك .
- لمَ اخترتَ لها فئة ڤودوو ؟ هيَ لا تمتُّ بصلةٍ لهم !
تسائل بينما يتقدّم للجلوس مقابل مكتب الّذي لم يزحزح نظره عن كتابٍ ما اثناء إجابته له :
- تماماً ، ڤودوو الفئة الوحيدة الّتي لا تفقه بها شيئاً ، أمّا بقيةُ الفئات فهي تجهل التقنيّات فحسب .. كما أنَّ روزالين عليها أن تدرك أنّها لن تكون كوِين قطعاً .
- هل تقصِدُ أنّكَ ستوصلها للمارد ؟! جونقكوك هذا جنون !! أنتَ لن تقتل ساحرةً مثلها !
بانفعالٍ تحدّث ليرفع الآخر نظراته عن كتابه ناظراً له بابتسامة .
- لن تموت .. الماردُ لن يحتملَ الكهرباء الّتي باتت في جسدها ، كما انّها ساحرةٌ متمَكّنة بالفعل ، لديّ فضولٌ حول طاقتها الكامنة .
..
كانت ترتجفُ ودموعها تنهمر بشدّة بينما تعانقُ قدميها وتطالعُ الدّماءَ الّتي تقيّأتها ، شعرت بجسدٍ يحتضنها لتلتفت مطالعةً وجهه .
- تايهيونق ..
همست باسمه محاوطةً خصره بينما تسندُ برأسها على صدره وهو يربّت على رأسها بهدوء .
- صرتِ من فئة ڤودو ؟
سألها يطالعُ الدّماء لتومئ ايجاباً ، تنهد ليبعدها قليلاً حاملاً ايّاها متّجهاً نحو سريرها بينما يتحدّث :
- آسفٌ لهذا ، لكنَّ شربَ الدّماءٍ هو أقلُّ الأشياء الّتي ستحدثُ لكِ بهذه الفئة سوءاً ..
نظرت له بينما تشدُّ اللّحاف على جسدها ودموعها لم تكفَّ عن الانهمار لتتحدّث بصوتٍ مختنق :
- لم لستُ من فئتكَ اذن ؟ أنا لا أعرفُ شيئاً عن هذه الفئة لكنَّني درستُ الكيمياء العضويّة .
- لأنَّ جوكر يسعى لتعذيبك .. لن يرتاح الّا وأنتِ تعانين ..
كلماته أجَّجت بها كرهاً نحو جوكر ، ابتسمت ساخرةً وسط دموعها بينما هو أخذ يمسحُ على رأسها بحنان .
- لطالما كانت بطاقةُ الجوكر المفضّلة عندي .. لكنَّني الآن أتمنّى لو لم توجد قط .
استلقى بجانبها بينما اناملهُ أخذت تتحرّكُ على وجهها بطريقة جعلتها تسترخي ، ليتحدّث بصوته العميق :
- جوكر يسعى لانهائنا جميعاً ، هذا قدرنا نحن ورضينا بهذا .. لكنّك لا تستحقين ذات المصير .
صوتُ من اقتحمت الغرفة جعل كلاهما ينظران لها ، وهي كانت تتحدّث ببرود على عجلة :
- استراحتك انتهت ، هيّا ، جوكر منحني ثلاثةُ ايّامٍ لذا اتبعيني سريعاً .
نظرت لتايهيونق لتحدّثه بسخرية بعد ان لاحظت وجوده واستلقائه بجانب روڤينا :
- أرى ألّا تتعبَ نفسكَ ڤي .. هي من ستواجهُ نامجون بالنّهاية ، ارجّحُ دمارها .. هذا ان لم تنتهي ما أن تصلَ للمارد .
وسّع المعنيُّ عينيه يطالعُ ذات الملامح الباردة ليسأل بانفعال مكتوم .
- متأكدة من ما تتفوّهين به ؟
هزّت شقراءُ الشّعر كتفيها بلا مبالاة بينما تتقدّم لتسحب الملتصقة بسريرها بعنادٍ من معصمها متكلّمة :
- اسأله بنفسك ، هيّا لستُ متفرّغةً لعنادك .
- اقتليه .
أمرتها ببرود تنظرُ لها لتطالعَ المعنيّة للقطِّ الأسود الّذي ينظرُ لها بخوف بملامح شفقة ، نظرت للشّقراء باقتضاب .
- ومالهدف ؟!
رفعت الأخيرة حاجبها باستفزازٍ تُجيب البلهاء بنظرها بينما تضغطُ على فكّها :
- ألم تقرأي جميعَ كُتُب الفئة ؟ انّه قُربان .
- هذه سخافة ، لن أقتلَ حيواناً اليفاً لأُرضي مسخاً لا أسطيعُ رؤيته حتّى !
قلّبت عينيها تُجيبُ الشّقراء متكتّفة بنظراتِ تحدٍّ لتصرُخ الأخرى بحدّة بها ، فهي تستفزّها منذ قدومها الى هيكاتي :
- اقتليه قبل أن أجعلَ منكِ القُربان !
بابتسامةٍ صفراء أجابتها الأخرى دون ان يرفَّ لها جفن :
- اذن تفضّلي .
قهقهت الشّقراءُ مستفزّة لتنحني واضعةً القط الصَّغيرَ بحُضنها بينما تربّت عليه بهدوء الّا انَّ خوفه منها ما زال جليّاً ، ابتسمت بهدوء محدّثةً الّتي استغربت تصرّفها :
- تحاولين لعبَ دور الرّقيقة هنا ؟ جوكر لا يفضّل الرّقيقات .. حياته ملأى بالعاهرات وأنتِ منهن ، ولكن أتعلمين .. أنا أشفقُ عليكِ ، خسارةٌ ان تموتين هُنا .. وان لم تموتي أنتِ وفشلتِ بما أعلّمك إيّاه فعندها سنضطرُّ لقتل عائلتك الصّغيرة ..
ملامحها احتدّت ونظراتها نحو الأخرى لو كانت رماحاً لاخترقتها ، مشدَّدة على حروفها وقبضتها تكلّمت :
- مالّذي تفوّهت به ؟
- كما سمعت .
- أتتحرقين شوقاً للذهاب للجحيم ؛ لأنَّني لا اعتقدُ بأنَّ الجنّة قد تستقبلكِ لدى موتك .
- أنتِ فاشلةٌ لم تقوي على قتلِ حيوانٍ صغيرٍ حتّى .
- أنا لستُ قاتلة .
- أنتِ ساحرة ، السّحرةُ قتلة .
- السّحرةُ ليسوا قتلة .
- بلى .. ان لم تقتليني او تقتلي الحيوان فستقتلي عائلتك ، ستكونين قاتلةً مهما كان الأمر .
- قلتُ ، لستُ ، قاتلة !
تحدّثت بغضبٍ وقبضتيها ترتجفان بينما القطّ الصّغير بحجر الشّقراء كان وكأنَّ أحداً يعتصرُ رقبته ليخرَّ بعدها جثّةٌ في حضنَ روزالين الّتي حملقت به بصدمة .
اطلقت ضحكة غير مصدّقة تنظر للّتي هدأ جسدها بينما تتطالعُ القط الصّغير بنظراتٍ خاوية .
- حسناً .. هذا اجراميّ كثيراً على قط صغير ..
نظرت لها رمادية الخصيلات ببرود لتحملَ القط بيديها الباردتين بهدوء وتتقدَّم نحوَ الصّليبِ المقلوب في منتصفِ الحديقة واضعةً ايّاه أمامه ، جرحت كفَّ يدها لتنسابَ دمائُها في نيرانٍ مشتعلة كانت أمام الصّليب متمتمةً بكلماتٍ حفظتها من كتابٍ يخصُّ الفئة مغلقةً عينيها .
شعرت بأجسامٍ تحيطها وانامل طويلة تحاوطُ رقبتها بقوّة لتخنقها ، جسدها ارتفعَ عن الأرض تحتَ نظراتِ الشّقراءِ المفزوعة من الأمور الّتي خرجت عن السّيطرة .
فتحت عينيها لتلمحَ ظلال سوداء تتحرّكُ حولها وهمساتٌ بشكلٍ مثيرٌ للجنون تتردَّد برأسها وقد فقدت قدرتها على التّنفس .
شعرت بابتعادِ ما يخنقها لتشعر فجأة بألمٍ يعتصرُ دواخلها لتخرجَ صرخةً أفزعت جميعَ من في القصر فيطلّوا من نوافذهم نحو الحديقة ويروا المنظرَ المهول للفتاة المعلّقة بالهواء ومن بينهم جوكر الّذي ما أن رأى ما يحدُث حتّى هرعَ الى الحديقة بأسرعِ مالديه كما فعل بقيّةُ اعضاء المجلس .
جميعُ الواصلين قبلَ جونقكوك وقفوا يطالعون ما يحدث بفزع دون ان يجرؤ احدٌ منهم على الاقتراب ، تقدّم جوكر بملامحَ محتدّة ليقتربَ من المعلّقة بالهواء ببصرٍ شاخص ودماءٌ تخرجُ من أذنيها .
جرحَ يده بذات الاداة الّتي جرحت بها يدها ليتمتم بكلماتٍ عيرُ مفهومة سامحاً لدمائه بالانسياب فوق النيران ليلقي بعدها بجثّة القط في تلك النّيران .
ثوانٍ حتّى تهاوى جسدُ الفتاةٍ كورقة صفراء في الخريف ليلتقطها جوكر خائرُ القوى مطالعاً وجهها الّذي شَحُبَ بشدّة ، حملها ليستقيم متّجهاً للدّاخل تحتَ انظار المفزوعين .
- اتبعني .
خاطب ڤي ما ان اصبح بجانبه ليفعلَ الآخر وهو ينظر للجثّة بين يديه .
وضعها فوق سريره ليلتفتَ للآخر الّذي ينظرُ لها ببرود .
- عالجها .
تكتّف تايهيونق بحاجب مرفوع وابتسامة ساخرة :
- الا يستطيعُ جوكر معالجتها ؟
ام انَّك كدتَ تموت بانقاذكَ لها وأنتَ في أضعف حالاتك الان ؟
رفعَ الآخر شعره بحنق لينظر للآخر بحدّة
- نعم ، لا استطيعُ معالجتها ، ونعم انا في اضعف حالاتي الان ..
وأعلمُ انّك تسعى لقتلها لذا لن تعالجها ، لكن ليكُن بعلمك ، ان لم تعالجها الآن فسيعالجها شخصٌ آخر وأنتَ ستُنفى ، عندها هي من ستقضي عليك ، دعها تكُن ممتنّة لك على الاقل لكي لا ينتهي أمرك .
ابتسمَ المُعالجُ ساخراً
- هي أضعفُ من ان تقتلني ، جلسةُ استحضارٍ بسيطة جعلتها شبهَ ميّتة .. هل تظنُّ بأنّها قادرةٌ على مساسي ؟ او حتّى حمايتك ؟! فقط استبدلها .
- وهل أنتَ مغفّل لدرجةِ ظنّك بأنَّ ايقاف جلسة استحضار عاديّة قد يؤذيني لهذا الحد ؟ هي استحضرت مارداً .
________________
"يتبع.."
روڤينا عملت مُصيبة مبدئياً .
تايهيونق خرج عن السيطرة ، ما توقعتها منه ")
كوك ما يحب روڤينا - للتوضيح - كلهم يبون مصلحة .
روڤينا حتصدمكم مستقبلاً :)
وشكراً .
عفواً
نعتذر للسيد قط على ما حدس له ..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top