Survivor
- الضّحيّةُ تُساهِمُ في صُنعِ قاتِلِها .
___________
- تايهيونق .
ما ان فتحت عينيها ووجدته يحتضن يدها بخاصّتيه لتهمس باسمه بضعف ، نظرَ لها بابتسامةٍ هادئة مربّتاً على رأسها.
- لا تقلقي ، كلُّ شيء سيكون بخير ..
- مالّذي حدث لي ؟
لقد .. لقد كنتُ اسمعُ صراخاً وكأنّ أذني تُثقب وظلالٌ حامت حولي ، كنتُ اختتق وألمٌ قاتلٌ دبَّ بأوصالي .
برجفة قالت تستذكرُ ما حدث وتصفه له قبل ان تشعرَ بجسدها يتهاوى .
- لقد استحضرتِ مارداً ، جوكر طلب من روز انهاء الامر سريعاً ، كنتِ لتموتي لولا انقاذي لك .
عانقته فجأة ليربّت على ظهرها ، ابعد وجهها بعدَ ثوانٍ مسهباً بصره في عينيه محيطاً بوجنتيها ليقطع كلُّ سبلها بالفرار من نظراته .
- حياتكِ بانقاذي لك أصبحت ملكي .. أنتِ خاضعةٌ لي الآن ، روڤينا .
شهقت تمسحُ دموعها لتومئ له انصياعاً ، وهذا كان خيارُها الوحيد ، بعدَ كلِّ شيء ، هي جُوكر وَهو مُعالج
اتّسعت ابتسامته الّتي لم تلحظ مدى جنونها لتعيد رأسها الى عضده معانقةً ايّاه .
..
- مرحباً .
طالعها بابتسامة ، رماديّ الشّعر قصير القامة .
- أخُ يونقي ؟
سألت بسبب شبههما بالطّول وتقاربِ لون شعرهما فنفى الآخرُ سريعاً بيديه الصّغريتان وابتسامته المتوتّرة الّتي جعلت عيناه تبدوان كخطٍّ واحد .
- أنا بارك جيمين .. فئةُ (كرييتور) .
عرّف بنفسه ليخرجَ بطاقة اثنان البستونيّ هزّها قليلاً لتتحوّل الى لوحة مصغّرة بحجم الورقة بعد تعريفه بفئته ويمنحها للّتي نظرت لها باعجاب شديد .
- جوكر .. طلب منّي أخذك للمدرسة ، اليوم سأعلّم الطّلاب بعض الأمور ..
حدّثها بينما يحكُّ مؤخرة رأسه بتوتُّر ، امّا هي فابتسمت ساخرة .
- كيف ستكون محاولة قتلي اليوم ؟ لم أعد احب المفاجآت بصراحة .
نفى صغير الطول بيديه توتُّراً ، روڤينا تشعره بتوترٍ رهيب كما لو انّه يقف امام جونقكوك بذاته .
- رأيتُ ما حدث الأمس وآسف بشأن ذلك .. اليوم لن يشمل طقوساً غريبة ، سنقضيه مع الطُّلاب ريثما يحلُّ جوكر اموراً هنا .
..
- اختر بطاقة .
طلبَ المُعلّم الصّغير من الفتى الّذي يفوقه طولاً بينما يبسطُ أمامه حزمةً من أوراق الكوتشينة ، ليختار الآخر بعد تفكيرٍ عميق .
- فكّر بمقطوعة موسيقيّة .
ومجدداً طلبه ليفعلَ الأطول ويومئ له ايجاباً بأنّه قد فعل بعد دقيقةٍ قد طالت من تفكيره والأخرى تطالع الأمر باهتمام .
جمعَ بطاقاته معاً ليضعهم جانباً ثمَّ طرقَ بوسطاه وابهامه لتختفي البطاقة من يد الفتى وصوتُ موسيقى مُزعجةٌ كانت للمُعظم بات مسموعاً ليصفّق الطُّلاب باعجابٍ لاستاذهم ، طلبَ بعدها من التلميذ ان يتفحّص الفونوغراف ليجد بداخله البطاقة الّتي اختارها .
ابتسمَ الاستاذُ سعيداً ليبدأ بشرحِ طريقة التّنفيذ للتّلاميذ تحت انظار المُعجبة في زاوية الفصل .
- كان يوماً متعباً .
قال وهو يسير جنباً الى جنب قليلة الكلام ، كانت هي ممتنّة جدّاً له فهذا يومها الجيّد الوحيد هُنا حتّى الآن ، رفقتهُ ممتعة وسحره مميّز .
اومأت بهدوء مؤيّدةً حديثه ، كان يوماً مُرهقاً ولكنّ هذا الارهاق راقها ، كما انَّها وجدت الطّلاب هُنا مثيرين للاهتمام ، على عكسِ المراهقين السّخفاء والاطفال المُزعجين الّذين اعتادت ان تتطوّع لتعليمهم الكيمياء والأدب سابقاً في مدينتها .
- الطُّلابُ هُنا مختلفون .
علّقت لينظرَ لها رماديَّ الشّعر بتعجُّب .
- أكنتِ معلّمة ؟
اومأت بهدوء لتوضّح :
- معلّمة متطوّعة ، منذُ ان بلغتُ الخامسة عشرة من عمري كنتُ اعلّمُ الصّغار الانجليزيّة وبعضاً من المواد العلميّة ، وعندما انهيتُ تعليمي في الكيمياء العضويّة صرتُ أعلّمُ المُراهقين كون قريتنا لم يكُن بها ما يكفي من المعلّمين ، فيتطوّع افضلُ الطُّلاب للتّعليم .. كانت حياتي هادئة وجميلة .
- وماذا عن السّحر ؟ من علّمك ايّاه ؟
سألها بتعجّب ، تبدو له فتاةٌ أرزنُ من ان تهتمَّ بالسّحر ، سرحت بالسّماء اثناء اجابتها له بابتسامةٍ عذبة :
- مُعلّمي كانَ شابّاً يافعاً ، شعرٌ فضّيُّ ملائلٌ للبنفسجيّ تقريباً ، كان وسيماً ويكبرني بسبعة أعوام ، عندما أتى لمدينتنا الصّغيرة أوّل مرةٍ كنتُ في الثّانية عشر ، مراهقةٌ جديدة أُعجبت به ، لذا بتُّ اتبعه وأُراقبه كثيراً ، حتّى انتبه لي ذات مرّة وبدأ يُحادثني ، كانَ يُعاملني كأختٍ صغيرة له .. كان لهُ كلبٌ صغيرٌ ولطيف من نوع هاسكي ، ربّما قد اعجبت به اكثر من الاستاذ ، كان كثير النّوم برفقتي ويلازمني دائماً .
قهقهت تتذكّرُ سخافتها في طفولتها ، لا تصدّقُ انّها أعجبت بأستاذها الأول لتسترسل :
- ذاتَ مرّة ارتديتُ فستاناً ورديّاً مفتوحَ الظّهر ورفعتُ شعري لأثير إعجابه .. بذلك الفستان تحديداً تعلّمتُ درسي الأول في السّحر ، لستُ أعلمُ سبب تعليمه لي تماماً ، ولكنَّه لدى رؤيتي بذلك الفستان بدا وكأنّه عثر على ضالّته ، اذكرُ نظارته تماماً اذ ظننتُ حينها بأنّها نظراتُ اعجاب .. قضيتُ خمسة سنينٍ بالتّعلم ، أخبرني بأنَّه لم يعُد ينقصني شيء وأرسلني لأستاذٍ يهوديّ ليعلّمني الكيمياء العضويّة كونه كان بعيداً عن هذا المجال ، انهيتُ تعليمي تماماً قبلَ سنةٍ ونصف وهو اختفي من حياتي تماماً قبل ثلاثة سنواتٍ ولم أعُد اعلم عنه شيئاً ، وها انا ذا .
- أكنتِ على علمٍ بأنّه ساحر ؟
- هذا كان سبب اعجابي به بالاساس ، كان دائماً ما يقوم بخدعٍ سحريّة لي ، كان يبهرني دائماً .
- امازلتِ معجبةٌ به ؟
- تخلّصتُ من اعجابي به منذُ زمن طويل .. انا اراه كمعلّم وأخ ، كنتُ صغيرةً جدّاً لأدرك انَّ انبهاري بسحره ورغبتي بأن يكون صديقي الحميم لإغاظة صديقتي سارا الّتي لم تكُن تنفك عن التّفاخرِ بعلاقتها بشابٍ في الخامسة عشر كان قد أبلغَ مؤخراً لم يكُن حبّاً .
قهقه ووجنتاه احمرّتا لدى ذكرها لأمر شابِ الخمس عشرة عاماً لتدركً امراً مهمّاً حوله ، بارك جيمين فتى خجولٌ جدّاً .
دخلا القصر معاً ليتوقّفا يطالعان جونقكوك وتايهيونق اللَّذان يحدّقان ببعضهما كأنّهما على وشكِ قتل بعضيهما .
- الم أخبرك مراراً ؟ تايهيونق لا تجبرني على ما لا اريده .
تحدّث قاتم الشّعر بنظراتٍ حادّة ليبتسمَ الكستنائيّ باتّساع ، وبنبرةٍ هادئة حدّثه :
- لمَ جوكر ؟ كلانا نعلمُ النّهاية ، وأنا لا أجبرك على ايذائي .. فقط كفَّ عن هذه المماطلة الّتي لا طائلَ منها .
رفعَ الآخر شعره وتحدّث بتعب :
- توقّف عن المكابرة تايهيونق ، انتَ لستَ ندّاً لي .
- الكهرباءُ لن تمسَّ جسدي جوكر ! لمَ انتَ خائفٌ الآن من اجباري كالعادة ، الهذا ارسلتها مع جيمين اليوم ؟
زمَّ القصير بجانبها شفتيه بتوتُّر لتدركَ هي انّهما لم يننبها لوجودهما او على الاقل أحدهما فقط لم ينتبه ، تقدّمت قليلاً الّا انّها اقتضبت لدى رؤيتها لكلب من نوعِ هاسكي بعينين زرقاوان يقفُ بجانبِ جوكر بملامح مقتضبة وهو يطالعُ تايهيونق ، امّا جوكر فارتخت ملامحه المستغربة فور رؤيتها لتحلَّ محلّها أُخرى باردة .
لاحظت جونقكوك الّذي انحنى محرَّراً الكلبَ من طوقه لتدرك ما سيحدث ، بسرعةٍ تحرّكت لتقفَ امام تايهيونق الّذي ابتسم باتّساع فاتحةً يديها تحدِّقُ بالكلبِ بلا استيعاب .
- سيباستيان ..!
همست ليتوقّف الكلبُ دون ان يؤذيها ، رفعت بصرها منه لجوكر الّذي يطالعُ تصرّف الكلب بهدوء .
تايهيونق طالعها لينظر لجونقكوك بابتسامة منتشية ، امّا الآخر فقلّب عينيه منزعجاً يطالعُ الّتي انحنت للكلبِ الّذي جلسَ أرضاً بهدوء .
امالت رأسها وهي تربّتُ على رأسِ الكلبٍ بفتور وشعورٌ بالدُّوار قد اصابها ، جونقكوك لا يشبهُ استاذها بشيء ، ولكنّها متأكدة من أنَّ هذا الكلب الضّخم هو ذاته سيباستيان كلبُ معلّمها الصّغير .
انتبهت لجوكر الّذي اتّجه للذّهاب لتوقفه مستقيمةً سريعاً .
- مهلاً !
لم يلتفت ، سمِعَ صوتها تهوي أرضاً بسبب ضربةٍ قويّة شعرت بها خلف رأسها ، أمسكها يونقي قبل ان يلامس رأسها الارض لينظر بحنق لتايهيونق الّذي ضربها وذهب بعدها ببرود .
..
- كيفَ حالكِ الان ؟
سألها ما ان سمع خطواتها الغاضبة تقتحم مكتبه دون ان يرفعَ رأسه ناظراً اليها حتّى .
- ما علاقتكَ بأستاذي ؟
حانقةً بدت اثناء سؤالها وقد تراودت لها أبشعُ السيناريوهات الّتي فعلها هذا المختلُّ لمعلّمها الوسيم ، ابتسم جوكر ومازال يطالعُ ما بين يديه .
- جيّد ، ظننتكِ مريضة .. تستطيعين الذّهاب .
- بربّك ! كفاك سخرية ، ماللَّعنة الّتي فعلتها لمعلّمي ؟! ولمَ سيباستيان معك ؟
بشزر رمقته بعد ان تقدّمت صافعةً مكتبها بكلتا يديها ، لربّما تهابهُ وكثيراً ، لكن ان طال الأمرُ معلّمها فهي تصبحُ حادّة .
نظرَ ليديها فوق مكتبه بنظرات ساخرة ، رفعَ رأسهُ اليها ليتأمّل وجهها الغاضب قليلاً قبل ان يتحدّث .
- اراكِ بتِّ تستطيعين الاقتراب منّي .
قلّبت عينيها لتزفر بنفاذ صبر ، هذّه المرّة نبرتها باتت تهديديّة وهذا آخر ما توقّعته هي ذاتها من نفسها :
- أحذّرك ، لو اكتشفتُ انَّك آذيت شعرةً من معلّمي فسأقلبُ هيكاتي رأساً على عقب ..
- ويحك !
تحدّث بتعجُّبٍ بعد ان خرجت صافعةً باب مكتبه خلفها بقوّة .
..
بانذهال تقفُ بينما تطالعُ ذاك الّذي يرقصُ بغرفته ، تاركاً جزءاً من الباب مفتوحٍ دون قصد كما ترى ، توقّفت الموسيقى بعد دقائق لتصفّق من مكانها فيجفلَ هو ملتفتاً لها بتفاجؤ .
- اوه ، آنسة رو !
طالعها متقدّماً ليفتحَ لها الباب جيّداً مُشيراً لها بالدُّخول وخجلٌ طفيفٌ قد بان في طلائعه المتورّدة .
- رقصكَ مبهر ، جيمين .. أتمنى لو كنتُ بهذه الاحترافيّة .
قهقه هو خجلاً لاطرائها اللامتوقع ، لكنَّ رقصه كان يستحقُّ أكثر من ذلك للحق فهي نسيت كلَّ شيء اثناء مشاهدتها له ، وكانت محقّة بقرارها في القدوم اليه ، رفقته هو أكثر ما راقتها فهي لا تعرفُ سوى قلّة هنا وجيمين الوحيد الّذي لم تشعر بالسُّوء حوله .
- أُعلّمك لو أردتِ ؟
عرض بابتسامة لتتهلل أساريرها هي بأخرى اوسع من خاصّته ممسكةً بيمناهُ بكلتا يديها وعينيها تكادُ تخرجُ قلوباً .
- حقّاً ؟
بتفاجؤ لردّة فعلها اللامتوقّعة والّتي جعلته يرتدُّ برأسه للخلف قليلاً اومئ ايجاباً .
..
- أبي .. أُنظر ، لقد علّمني العم هوسوك هذه الخدعة اليوم .
بابتسامة واسعة قالت الصّهباءُ لأبيها بينما تقفُ على الأريكةِ بسعادة تُمسك بمجموعة اوراق لعب بينما غرابيُّ الشعر يطالعها بابتسامة عذبة مترقّباً .
بحيويّة نثرت بطاقات اللّعب في الهواء بعد أن عرضتها على أبيها مؤكدةً له بأنّها أصليّة ولا تتشابه ولا تحتوي على أيّة جوكر .
- الآن أختر مجموعة بطاقات .
انحنى ملتقطاً عن الارض مجموعة عشوائيّة ليطالعها كلها بهدوء وجميعها كانت جوكر ، قهقه لتقفز ابنته بنصر .
قفزت تعانقه ابنة السّادسة بسعادة .
- أحسنت سموَّ الأميرة ، لكن صدّقيني لو سمعك هوسوك تنادينه بالعم فلن يعلّمك ولو خدعةُ قلب الاوراق مجددّاً .
خاطبها بينما يحملها لتبعد رأسها عن عضّه تكلّمه بارتياب :
- أنت لن تخبره صحيح ؟
زمَّ شفتيه مدّعياً التّفكير ليجيبها :
- ان ذهبت للنّوم الآن مع بقيّة زُملائك فلن أفعل .
بفزعٍ انتفضت طابعةً قبلةً على وجنته لتقفز من بين يديه ارضاً وتركض خارجاً بينما هو لحقها ببصره ليطمئنَّ عليها .
قابلت أمام باب غرفة أبيها تلك الّتي كانت تخطو لغرفتها بسلام لتقف الصّغيرة تطالعها بتفاجؤ :
- أنتِ كوِين الجديدة ؟ لا تُغضبي أبي .
لم تستوعب رو ما تفوّهت هذه الصّغيرة ، الّا انّها ادركت بأنّها ابنةُ جوكر ذاته لتطالعها بتفاجؤ ، انحنت قليلاً تخاطبها دون ان تنتبه لللذي يطالع ابنته :
- هل انتِ ابنةُ جوكر ؟
- أجل .. اسمي ألاس الثّانية .
اقتضبت رو بتساؤل لتجفل لدى سماع صوتِ جوكر الّذي خاطب ابنته كما اتضح لها :
- الى غرفتك الاس !
قفزت الصّغيرة بفزعٍ تستأنف ركضها الى غرفتها امّا الجافلة نظرت لجوكر بتعجُّب .
- أأنجبت من خطيبتك طفلة بهذا العُمر ولم تتزوّجها الى الان ؟!
أنتَ جامحٌ يا رَجُل !
- اين كنتِ حتّى الآن ؟
تجاهل سؤالها مستفزّاً ايّاها ، بحنقٍ قلّبت عينيها لتجيبه رغماً عنها دون شعور :
- عند جيمين .
صمتت لوهلة لتتذمّر :
- واللعنة لمَ استمرُّ باجابتك رغماً عني ؟!
جوابه كان كامناً باقفال باب غرفته في وجهها لتخرجَ لسانها وكأنّه يراها قبل ان تتجه لغرفتها .
- أينَ كنتِ ؟
بصوته العميق سألها لتلحظ وجوده في الغرفة فتجفل ، اذ كانت على وشك تبديل ملابسها وهو كان جالساً في زاوية غرفتها فلم تلحظه .
- ارعبتني ڤي ! كنتُ عند جيمين .
اومئ الأخيرُ مستقيماً حتّى وصلَ أمامها تماماً ، عانقها مسنداً رأسه على خاصّتها ليحدّثها بصوته العميق بينما كفيّها تموضعا على صدره .
- لننم ، لا أشعرُ برغبة في البقاء وحيداً هذه اللّيلة ، سأغادرُ في صباحِ الغد .
- الى أين ؟
بتوتُّرٍ سألته ، طالعها هو ببسمةٍ جانبية .
- لأعقدَ هُدنةً مع الومينات .
اومأت له بانصياع لتبعده قليلاً ناظرة في عينيه النّاعستان .
- سأستحمُّ اوّلاً .
..
صوتُ صرخةٍ فزعة صدحَ في المسرحِ من ثُغر القصير الفزع ليطالعَ الهوجاء الّتي ابتسمت ببراءة بعدما أوشكت على التّسبب بانهاء مسيرة قلبه .
- أفزعتني !!
بانزعاجٍ رمقها بعد صرخته لتقهقه فيما تشابك يديها خلفَ ظهرها ، بدت لهُ كطفلة في العاشرة وهي تتكلّم بينما تحرِّكُ قدمها بعشوائية وحمرةٌ طفيفة قد طالت وجنتيها ؛ ليبتسمَ بهدوء مركّزاً فيمَ تتفوّه به :
- لقد قضيتُ اليومين المنصرمين أتدرّب على الرّقصة الّتي علمتني .. هـ..هل استطيعُ اخذ رأيك ؟
بسرورٍ اومأ لها متنحيّاً جانباً ليجلس في مقاعد المسرحِ المُظلمة اذ لا بؤرة مضيئة سوى خشبة المسرح حيثُ وقفت هي ، بدأت المُوسيقى لتسمحَ لجسدها باظهار ما تعلّمته منه باتقانٍ ابهره وجعلَ مُطالعها من الشُّرفة المطلّة على المسرح يسرحُ بحركاتها باهتمام .
انتهت لتخرَّ ارضاً لاهثةً بتعب وابتسامة سعيدة زيّنت ثغرها بينما مُعلّمها الصّغيرُ صفّق بفخرٍ صاعداً نحوها .
- لم أخل أنَّ هناك من قد يتقنُ رقصي ! بتُّ أشعرُ بالتّهديد يا رماديّة الخصال !
- فاتَ الأوانُ لشعورك بالتّهديد ، جيمين .. لنعترف بأنَّ رقصكَ يُشبه البطَّة المسلوخة بجانبها ..
أمّا هي كالبجعة .
التفتَ كلاهما للذي خاطب جيمين من الشُّرفة بتفاجؤ اذ لم يلحظا وجوده بتاتاً ، قهقه جيمين بهدوء يضربُ على ظهر الّتي طالعت جوكر بانزعاجٍ واضحٍ بينما هو ثبّت نظره عليها بطريقة مستفزّة .
- من الوقاحة ان تراقب أحداً دون اذنه ، ثمَّ تغازله أيضاً .
ابتسمَ بتكلّف يجيبها اثناء ذهابه حيث اختفى من مجال بصريهما :
- من الوقاحة ان تستخدمي مسرحَ أحدهم دون اذنه ..
ولا تأخذي ما قلتُه كمُغازلة ، على القائد أن يرفع من معنويّاتِ جُنوده
اتبعيني الى غرفتي ، هناك أمرٌ علينا الحديث به .
طلبهُ جعل جيمين يتحوّل لقطعة طماطم حمراء ، جوكر لديه مكتب ، فمالّذي سيكون عليهما الحديث به في غرفته ؟
اوشكت هي على الذّهاب بانزعاج الّا انّها توقفت بسبب يد القصير الّتي أحاطت بذراعها لتلتفت نحوه بتساؤل وتجده يصوّب نظراته الجديّة اليها وشيءٌ من التوترِ واضحٌ عليه .
- ان .. اردت شيئاً لمنع .. أعني ان لم تكوني مستعدّة ، يعني ما زلت صغيرة على الانجاب .. سَـ.. ستجدين ما يُشبه البالون عـند .. سكارليت ..
ادركت ما سبب توتّره وتلعثمه الفظيع كما انّها أدركت هويّة معشوقة هذا الصّغير لتقهقه بهدوء مومئة له ، على الرغمِّ مما يظهر عليه من براءةٍ فتّاكة الّا انّ لديه دماغاً قذراً لا تعتقدُ بأنَّ جونقكوك قد يفكّرُ مثله .
افلت يدها لتذهب بعدها الى المعتوه الّذي طلبها .
..
- ارجوك ، دعني أذهب من هنا ، لقد تعبت .
وسط دموعها تكلّمت بينما الخمسينيّ يطالعها بابتسامة شثنةً واضعاً قدماً فوق الأخرى ، بيمناهُ كأس نبيذ أحمر قاتم وانامل يسراه تتلمّس وجنةَ طريحة الأرض الرّاجية بابتسامة منتشيه .
- لا يا عزيزتي ، انتِ ولدتِ لتكوني هنا .
قهقه قائلاً لها لينزل قدمه عن الأخرى مقترباً من وجهها فيتحدّث لتخترق رائحةُ النبيذ من المنبعثة من ثغره انفها مشعرةً ايّاها برغبة في التَّقيُّؤ .
- ثمَّ انّه قد نسيك منذُ زمن ، حبيبك العظيم قد أحضر عشيقةً له الى هيكاتي ، وباتت تطارحه المضجع .
اومأت برأسها نفياً تمسحُ دموعها بكمِّ فستانها بعنف ليلفلفَ هو خصالها الحمراء في سبابته فتنظر اليه بعينيها اللّازورديّتان بحنق :
- هوَ سيقتلك ، لن يرحمك ولن أُصدّق هذا الأفك ، أنا سأعود اليه وضع كلامي هذا في رأسك الكبير .
استقامت تطالعه بشزر مبتعدةً عنه خطيّات قليلة :
- هو لن ينظر لامرأة غيري ، وأفعالُك السّافلة ستكشف ، أقربُهم اليك هو من سيرديكَ ويهوي بك الى قعر الجحيم الّذي ستحققُ الخلود به .
ضحكَ هو بصخب لتخرجَ هي ماسحةً دموعها تحتَ نظراتِ بنفسجيّ الشّعر الهادئة .
- سمعتُ انَّ تلك الفتاةِ ستكون ذاتها جوكر وكوِين ، لا تكذب على ابنتك بهذا الشّكل وتحطّمها .
ضغطُ الخمسينيّ على كأسه جعله يتهشّمُ مخترقاً جلده بحنقٍ واضحٍ ليطالع ابيض الخصل بشزر .
بصوته الحاد الشثن أعرب :
- تلكَ عاهرتي لا ابنتي ، ابنةُ السّفلة ، والدتها فضّلت ذلك السّافل فلم أحصل عليها ، اذن سأحصل على ابنتها .
- لكنّها بعمر ابنتك .
مقلّباً عينيه قال صاحب الغمازات الفاتنة ليمتعضَ العجوز مقلّباً عينيه بملل من هذا الحديث المتكرر :
- فلتكن بعمر حفيدتي ، ما أريده أحصل عليه .
كما انَّ المواجهة قد اقتربت .
زفرَ الشّاب بضيقٍ ليخرج من غرفة العجوز النّتن ويكملَ أعمالاً توجّب عليه اتمامها .
______________
"يتبع.."
دخول جذاب حد العذاب لنمجن ..
دوره ثانوريسي في الرواية بس اخرته 🤤 .
المهم يا شباب ، هاي ام شعر احمر وعيون خضر بعد بتكون البطلة الثانية بالرواية ، ودورها مش بسيط .
اسمها بيكوووونننن
سربرايز ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
احزرو دورها هي ونامجون !
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top