RIP

" I'm nuts , I'm mad , the craziest friend that you've ever had ..!"






______________

استفاقت بسبب شعورها بهواء يلفحُ جسدها ، اقتضبت ازاء الصّداع الّذي تشعر به لتنظر حولها ، هذه الغرفة تعرفها جيّداً وهي تعود لجوكر ، مما يعني انّها نجت .

استقامت عن سريره متقدّمة للخارج الّا انّ الباب فُتح فجأة ليدخلَ هو مسبباً جفولها .

بنظراتٍ باردة تقدّم نحوها حتّى باتت لا تفصلهما سوى انشات قليلة ، شعرت بالخوف من نظراته نحوها اذ بدا كما لو انّه سيقتلها في أيَّة لحظة .

رطّبت شفتاها بتوتّر لتوشكَ على الحديث لولا انَه سبقها :
- لقد صفعتني ، وتفوّهت بكلامٍ سخيف ..
خالفت أوامري وأرسلتِ آشلي بدلاً منك ، ومتأكدٌ من أنَّك من جعلت سيزر يغلقُ المنفذ الى قصره ،
عرّضتِ حياتك للخطر ولو لم يلغي نامجون القيود عنّي لكنتِ ميّتةً الآن ..
أخبريني ، كيفَ سيكونُ حسابك ؟

زمّت شفتيها بتوتّر ، نبرتهُ كانت حادّة وغضبه كانت واضحاً رغم نظراته الباردة .

- سألقيكِ من قمّة القصر !

استرسلَ بحدّةٍ لتهتفَ فجأة بانزعاج اذ انّها اكتفت من الصّمت :
- قمتُ بِـ الغرض الاساسي من وجودي الا وهو حمايتك وفعلت ، صفعتك بسبب ايلامك لي و جمعتُك بعشيقتك لكيلا تستمرَّ بالعبث بقلبي .

ضحكةٌ ساخرةً اطلقها مقترباً أكثر لتوشكَ المسافة بينهما على الانعدامِ فيما تخصّر ليسأل بحاجبٍ مرفوع :
- جمعتني بعشقيتي ؟

اومأت ايجاباً بشكلٍ سريعٍ ليسترسل بذات النّبرة :
- متأكدة ؟

بثقة تحدّثت :
- نعم.

وما لبثت ان تلاشت ثقتها بسبب محاوطته لجسدها بيديه ولشفاهها بشفتيه تحت صدمتها .
حاولت دفعه اذ انّه بدأ يتمادى في ايلامِها تحديداً مما ادى الى نزيف شفتها .

ما كان ليتوقّف لولا الطّفلة الّتي فتحت البابَ فجأة وصوتها الّذي صدح :

- لكنَّني لا اريدك ان تنساني !

ابتعدَ عن القابعة بين يديه دون ان يحرر جسدها ليبتسمَ مقابلاً وجهها فيما هي اخذت تحاول دفعه بقوّة أكبر بسبب دخول ابنته الّتي تنظر لهما بصدمة .

- ابتعد الا ترى ابنتك ؟

قهقهته ازعجتها ، لكنَّ كلماته صدمتها :

- أعرّفكِ بابنة أخي الاس ، أمّا عن ظنّك بكون آشلي حبيبتي فسنتحدّث بشأنه لاحقاً .

تركها تحتَ صدمتها لتهوي جالسةً على السّرير فيما تلتقط انفاسها امّا هو التفت نحو الصّغيرة الّتي حدّثته بتذمّر :

- لكنّني اريد ابوين ، ماما الجديدة وبابا الجديد يقومان بقلّة ادبٍ معاً الان .. حتّى انتَ تخليّت عني !

جلَس على إحدى ركبتيه يحيطُ بالصّغيرة بابتسامة ليردف :

- العم جيمين أخبرني بأنّهُ معجبٌ بشدّة بطريقة تنفيذك للخدع السّحريّة ..
اعتقد انّه ينتظرك بغرفة الخالة سكارليت الان .

تهللت اسارير الفتاة بسعادة لتركض خارجاً بضحكات عالية بعد ان طبعت قبلةً على وجنة جونقكوك الّذي اغلقَ خلفها الباب ليلتفت للمشدوهة الجالسة على سريره .

- اذن ، لنعد لموضوعنا .

تقدّم لتنظرَ له بملامح عدم الاستيعاب خاصّتها ، قهقه لتتفاجأ بهِ يعتليها على السّرير مستنداً على يديه .

كانت تمرر بصرها بين عينيه ليجيبَ ما جال في رأسها من اسئلة :

- اشلي وتايهيونق كانا عشيقان ، انحبا الاس واختطفت آش ، تبعها تايهيونق فحررته ، كان هو جوكر ايضاً وقتذاك ، الّا انّه فقد عقله ولم يعد موزوناً اثر رؤيته لآش تُعذّب ، عندما عاد لم يكُن قادراً على النّظر لابنته حتّى ، اذ كانت تشبه امّها كثيرا وتعهّد بالّا يقترب منها حتّى تعود لهُ آش ، ظنناها جميعاً ميّته ، وأنا اعتنيتُ بالآس كابنتي بدلاً من أخي ..

تايهيونق بات مهووساً بفكرة حمايتي كثيراً ، وبات يجلبُ كلَّ ساحر يقابله ظنّاً منه بأنّه جوكر البديل لكي يقتله بعدها معتقداً بأنّها طريقة الحماية ، ادّعيتُ قتل ساحرة بسيطة تدعى سيرا بطريقة وحشية لكي يكفَّ عمّا يفعل ، عندها قابلتك وعلمتُ صدفةً بأنّك ساحرة .

هتفت فجأةً ممسكةً بياقته :

- مهلاً ، من كانت خطيبتك آنذاك اذن؟

ضحكَ مستلقياً بجانبها لدى ادراكه بأنَّ اسئلتها ستطول ليجيب بعد ان عانقها :

- كذبت ، ظننتكِ من النّوع الّذي يلتصقُ بالشُّبان ، ولم أشأ تعليق قلبكِ برجلٍ مثلي .

قلّبت عينيها تحاول ابعاده الّا انّه أبى ذلك شادّاً وثاقه حولها لتردف بانزعاج :
- ومالّذي تفعله الان اذن ايّها السّافل ؟

طبعَ قبلةً على رأسها ليرفعَ قدمه محيطاً بقيّة جسدها بها .

- الان الوضعُ مختلف ، بعد ان علمتُ بكونكِ ساحرة بتُّ الاحقك ، في اليوم الّذي انقذتك فيه من بيت الدّعارة ، عندما سقطنا تحديداً وذهبت منزعجة ، رأيتُ بطاقة الجوكر على ظهرك اذ انَّ قميصك كان قد قُدَّ قليلاً ولم يكُن بالقماش الثّقيل .. لهذا تحديداً ناديتكِ الّا انَّني تراجعت ، لم اشأ اقحامك بالخطر لأجلي ولكنَّ تايهيونق كان قد جلبك بالفعل الى هنا ..

الكهرباء كانت لسببين ، اوّلاً لابعاد المردة عنك ، وثانياً لتكوني جوكر .. كانت تدريجيّة لأنّه في حال سقطّت بين يدي سيزر كسجينة فأساليبُ التّعذيب ستكون كثيرة ، حَدَثَ وسقطتُّ بين يديه بالفعل ، لنقل انَّني كنتُ ادرِّبك على احتمالها .

جعلت تايهيونق يرسلكِ بعدها الى سيزر لأنَّني لو ارسلتكِ هكذا دون سبب سيشكُّ بأمر حياة اشلي ولم اشأ خلقَ املٍ كاذب له دون ان اتأكد فيزداد جنونه .. ارسلتك للتأكد من امر حياةِ آشلي لكي اعلم ما اذا كان سيستخدمها في الحرب كرهينة .. وخططتُ لاسترجاعك ، عندها كنتُ انانيّاً ، كانَ يفترضُ بي استرجاعُ كلاكما لكنّني ولّيتُ استرجاعك ، أردتكِ بقربي وكنتُ قد تعبتُ من التّخلي باستمرار لأجل تايهيونق وآشلي ..
خاصَّةً آشلي .. لم تكُن تكترثُ سوى بذاتها وتايهيونق ، ما كان ليحدث كلّ هذا لو لم تتهوّر معه .. لذا انا نوعاً ما ، لا أطيقها ، لا سيّما بعد اتّهامك لي باستغلالك بسببها وهربها بدلا منك .

- ولم لم تخبرني بهذا منذ البداية ؟

بحنقٍ سألت تضربُه بانزعاج ، قهقه ليجيبها مستفزّاً ايّاها :

- لأن اسئلتك كثيرة ، كما أنّني خشيتُ أن ترفضي الذّهاب لسيزر ان علمتِ بالسّبب الحقيقيّ ، وعقلك ما كان ليستوعب ما تفوّهت به الآن دون ان تعلمي بالقصّة كاملةً منذ البداية لذا تركتُ الأمر على نامجون .

التفتت مستديرة له تُضيّق عينيها :

- كنتما على حلف ؟ كلاكما ؟!

- وكيف تفسّرين وجود سيباستيان معه في السّابق وعودته اليّ ؟ آشلي اخته وهو كان يسعى لحماية جوكر من الأساس.

بسخريةٍ اجابها لتغلقَ عينيها سامحةً لعقلها بهضمِ كلّ تلك المعلومات ، زفرت وقد شعرت بالضّيق لتردف بهدوء :

- اريد شرب الماء ..

اومئ لها ليبعدَ جسده بغرض تناول كأس الماء المتموضع بجانبه الّا أنّه شعرَ بجسدها ينتفضُ مستقيماً ما ان فعل .

التفتَ لها يرمقها بشزر الّا انّها قابلته بتهديد :
- سأقلعُ رأسكَ ان حاولت استغلالي مجدَّداً ، ثمَّ .. متأكدٌ من أنَّك لم تكن عشيقَ آشلي ؟ لقد ظلّت اياماً تتغزّل بشعر اسود ولكنَّ تايهيونق شعره كستنائي .

احاجبها بحاجبٍ مرفوع ونظرات ساخرة بينما يستندُ برأسه على يده :
- صبغَ شعره عندما ظنّها ميّتةً لأنّه كان يذكره بها اذ كانت مهووسةً بلونه القاتم .. كان يحاول تخطّيها ، أمّا بالنّسبة للأمر الآخر ، فاذكري بأنَّني أستغلّك مجدداً وستندمين .

- لمَ مالّذي ستفعله لو ذكرت الحقيقة مجدّداً ؟

بتحدٍّ سألته متكتّفةً لتظهر ابتسامته المستفزّة :

- سأستغلُّ أحشائك لتحمل ابني ..

- انا حتماً لن ابقى هنا لدقيقة واحدة بعد !

تمتمت بحنقٍ متّجهة للباب ، شهقت عندما وجدته مقفلاً لتلتفتَ نحو السّرير بشزر الّا انّها وجدته خالياً من جسده ، جفلت بسبب همهمته الّتي شعرت بها خلفها لتلتفتَ له باوجال .

أخرجَ بطاقة جوكر لا تدري من اين واضعاً ايّاها أمام بصرها ، حرّكها سريعاً لتستبدل بوردةٍ حمراء وهذه كانت أكثرُ خدعة مبتذلة تعلّمتها في حياتها الّا انّها جعلت من الدّم يتدفّق الى وجهها مع ابتسامته ونظراته نحوها .

مررت بصرها بين وجهه والوردة ، كسر ساقها ليثبّتها بين خصيلاتها بهدوء .

- أعدك .. لن ألمسكِ دون ارادتك من الآن فصاعداً .

تكتّفت متجاهلةً مدى قربِ وجهيهما لتنبس بتحاذق :

- اي انّك لن تمسّني ابداً ، هل تراني معتوهة لأسمحَ لك بانتهاك جسدي وقلبي مجدّداً ؟

اقتضب فقد ضاق ذرعاً من اتّهامها له باستغلالها .

- انا لا أستغلّك رو !

- آها ، وماذا تسمّي ما تفعله بي ؟
معاملةٌ أخويّة ؟

ساخرةً قالت ليقلّب عينيه زافراً بتعب .

- قطعاً .. هذه مُعاملة عُشّاق .

- معاملةُ العشّاق دون تواجدُ الحب وعدمِ رضى أحد الاطراف تعدُّ استغلالاً وتكادُ تكون نوعاً من الاغتصاب .. ما رأيك اذن ؟

طالعته بتحاذق وهو ابتلع ما في حلقه زافراً بغضبٍ واضح ليردف بحدّة منزلاً بصره اليها :

- لكنَّني اريدكِ رو !

أأنتِ مغفّلة للحد الّذي يجعلكِ تظنّين بأنَّ كلَّ ما اردت فعله لأجلك كان ففط لمجرّد حمايتي ؟ لا بل انّني حتّى اردتُ اعادتك لكي تبقي هُنا في خلال المعركة ولا يحدث لكِ ولو ضرر بسيط ، لم أخل أنّك قد تصلين لهذا الحدِّ من الغباء الطاعن!

ملامحها الّتي كانت تحدّق به بلا تصديق باتت مقتضبةً مع كلماته الأخيرة ، دفعته بخفّة وتحدّثت كأنما تصرخ :

- أنتَ الغبي لا أنا ! هل يوصل أحدهم مشاعره بتلك الطّريقة ؟! أنتَ لم تلمح لي حتّى بأنّك لم تكُن تحبّها ، أذكرُ تماما "اعتني بآشلي" ! أكان يفترض بي أن آتي واستسلمَ لقبلاتك وأنا عالمة بأنّك لامرأة أخرى ؟ لا بل هل كنتُ حتّى أعرفُ أسبابك ؟ أنا حرفياً كنتُ أراك تتصرف وما من أحدٍ يشرحُ لي القصّة او سبب أفعالك فأحلل من ذاتي الّتي تظنُّ بأنّك متزوج ! 

تكتّف بانزعاجٍ واضحٍ من حديثها الّذي كان يقرُّ فيه بأنّها على حق .

- وماذا عن الآن بعد ان علمت بكلِّ شيء .. أمازلتِ تقولين بأنَّني استغلّك ؟

- أنتَ اعترفت لي برغبتك فيَّ منذُ دقائق فقط ، ولم أذكر بعدها انّك تستغلّني ، ولكن هذا لا يعني بتاتاً بأنَّني ارتضي هذا الأمر فماذا لو لم أكُن اريدك ؟ أنت حتى لا تستطيعُ التّصريح بمشاعرك يشكلٍ مُباشر ، وهذا يُعيدنا لنقطة البداية وهي أنّك تنتهكني بلا معرفةٍ بإرادتي .

ابتسامته الحقيرة تجلّت على وجهه منحنياً ليتقابل الوجهان بقربٍ شديد ، استند بكفيّه على الباب وخاطبها بصوته العميق ونبرته المستفزّة :

- للأسف .. كلُّ ما يجول بخاطرك أشعرُ به ، كما أنَّ صوت قلبك بِقُربي حتّى الحوائط تسمعه ..
تماماً كما الان .!

بنظراتِ تحدٍ تكتّفت متجاهلةً قربه ، ابتسامته ، انفاسهما اللّتان يتشاركاها وأخيراً قلبها الصّاخب لتردف بتحاذق :

- حسناً اذن ، ما تريده منّي مرفوض ، لا اريد ان استمع لقلب الثيران الّذي يقبعُ بداخلي .. ايُّ اعتراضٍ بلا مؤاخذة ؟

زفرَ بتعب من هذه الفتاة صاحبة عقل الثيران لا قلبهم كما ذكرت ، وضعَ سبابته ووسطاه على جبهته بتعب لينظر لها .

- حسناً .

فتحَ الباب خلفها سامحاً لها بالخروج .








..







دلفت لقاعة الاجتماعات بهدوء ، كانت آخر الحُضور لتجد آشلي تجلسُ في مكانها بجوار تايهيونق ، اوشكت على الجلوس في مكان خاوٍ اذ انَّ صاحبهُ قد توفيَ في المعركة لولا يونقي الّذي اشارَ لها بالحلوس بجانبه ، جوار جوكر تحديداً لتفعلَ رامقةً بارد النّظرات بحنق .

- بدأ الاجتماع .
نُزعت الأقنعة فور تفوّه يونقي لتلتفت هي للصهباء الّتي كانت تنظر لها بالفعل بابتسامة واسعة فتفعل روڤينا المثل .

- كما تعلمون ، ما حدث في المعركة الأخيرة جعلنا نخسر مُعظم فئة الأندية .. لذا ، سيتمُ ضمُّ الطُّلاب المستعدّين الى المجلس ، وضمُّ طلّابٍ جُدد بدلاً منهم للتّعلّم في هيكاتي .

تحدّث جونقكوك بهدوء وبلا مقدّمات ، كان الجميعُ مُصغياً له عدا القابعة بجانبه والّتي كانت تتأمّلُ قناعها ونقوشه الذّهبيّة الغريبة .

- ماذا عن فئة الماس ؟
سألَ هوسوك ناظراً لنامجون القابع بجانب جونقكوك ليلتفت جونقكوك له مومئاً .

- تقدّموا .
اردف نامجون بصوتٍ مرتفع ليفتحَ البوابة ويتقدّم عبرها مجموعةٌ كبيرةٌ من الافراد والّذين يكونون فئة الماس الّتي انفصلت سابقاً عن هيكاتي .

- فئةُ الماس سيضمُّ منها عشرةُ أفراد ، البقيّة سيُرسلون الى ملك الأندية في آسيا الصُّغرى وملك القلوب في الولايات المُتّحدة .

لم ينبس احدهما ببنت شفةٍ بعدها ليسترسل جونقكوك :
- أما بالنّسبة لآشلي ، فستكون ملكة البستوني ، بوصاية من والدتها ، وتايهيونق سيصبح ملك البستوني أيضاً .

- لم أفهم بعد ، مالّذي يفعله الملوك بالضّبط ؟

وأخيراً ارتفعَ صوت روڤينا رامقةً جونقكوك باقتضاب ، رطّب الأخيرُ شفتيه ناظراً لها بحاجب مرفوع ، ولولا المتواجدين في هذه اللحظة لأفحمها باجابته الّا انّه اختارَ المُسالمة .

- هُم من يختارون التّلاميذ ، يُنظمون الأمور الخارجية ، نحنُ نساعد بسحرنا ، لذا هُم من يطّلعون على من يحتاجُ للمُساعدة ويرسلون الفئات بحسب ذلك ، وأيضاً ، هُناك برتوكول لنا نتّبعه ، أيُّ ساحرٍ يُخالف او يستخدمُ السّحر بأمور غير الّتي صُرّح بها فهم من ينظرون بأمر عقابه .

بنصف اجابته هي عادت للعبث بقناعها .

تنهد موشكاً على الاسترسال بعد ان حوّل نظره لتايهيونق الّا انّها قاطعته بصوتها المنخفض والمسموع :
- هذه سخافة ، أنتم تأخذون الموضوع بجديّة أكثر من اللّازم .

هي لم تدرك انّها لتوّها قد تفوّهت بأكثر ما يستفزّه ، وهذا تحديداً ما جعله يصفعُ الطّاولة بكفّه مسبباً اجفالها .

التفت لهُ بتفاجؤ مقابلةً نظراتهُ المُحتدّة ؛
لتُدرك انّها أخطأت بشكل ما .

- ان تتهمي سحراً ماتَ بسببه كُثر بالسّخافة أمرٌ لن أسكُت عنه ،
لولا الفئات هَذه والتّصنيفات لكنّا الآن ضدّ بعضنا ، ولا أعتقد انّك تجهلين ما سيحدثُ بالعالمِ لو بدأت حربٌ بين السّحرة ، الأبرياءُ كَعائلتكِ مثلاً هُم اوّل من ستقعُ عليهم المصائب يا آنسة ، ولأحيطكِ علمَاً ، العائلةُ الملكيّة هُنا خاضعة لنا ، لأنّهم يدركون هذا جيّداً ، لستِ بالذّكاء الّذي توقّعته ، روڤينا !

- رائع ، ليس العاهراتُ فحسب ، بل صرنا نجعلُ من صغار العقولِ سَحَرة .
تحدّثت شقراءُ الشّعرِ تهكُّماً ، قاصدةً اثنتين لا تُطيقهما ،
ليلتفتَ لها أسودُ الشّعر بحدّة .

- كرري هذا روزالين وسترينَ ما لن يُعجبك .
صمتت هيَ مقلّبةً عينيها ليتحدّث تايهيونق الّذي أدرك أخيراً بأنّها قصدت آشلي بالعاهرة :

- مهلاً ، أَكُنتِ تتحدّثين عن آش ؟ روزالين ، أعليَّ أن أُذكركِ بمن كانت عاهرةً لمخلوقاتٍ لا نعرفُ ما حقيقتها ؟!

- أنتَ لا يحقُّ لكَ التّحدثَ بهذا الشّكل ، سيّد تايهيونق !
بانفعال تحدّثت حبيبةُ القصير الّذي حاول تهدئتها - سكارليت - ، اثرَ تهجُّم الآخر على صديقتها بموضوعٍ حسّاس .

انتبهت روڤينا لجونقكوك الّذي أراحَ ظهره يطالعُ ما يحدثُ امامه بهدوء وكأنّه مُستمتع لتعيد التفاتها لآشلي اذ ارتفعَ صوتها .

- صديقتكِ هي من لم تلزم لسانها اوّلاً ! هل يحقُّ لها نعتي بالعاهرة اذن ؟ اليست هي العاهرة الحقيقيّة هُنا ؟

لاحظت آشلي نظرات روزالين الحانقة لتسترسل بابتسامةٍ مستفزّة ونبرة ساخرة :
- ماذا ؟ ألست تحاولين اغواء جونقكوك ولو لليلةٍ واحدة منذُ سنوات ؟!
أنتِ مُشتعلة يا عزيزتي !

هذه المرّة قد طفح كيلُ روزالين لتصفعَ هي الطّاولة وتستقيمُ بغضبٍ جليّ ازاء اهانتها بهذا الشّكل القبيح :
- الزمي حدودك ، لستُ من قبّلتُ الأقدامَ لأجلِ رجلٍ لا يدري ما اذا كنتُ حيّة او ميّتة حتّى ، لولاي وفئتي لكنتِ الان في عداد الأموات .

حاول تايهيونق تهدئة محبوبته اذ بدأت الأمورُ تأخُذُ منحنى سيّئاً الّا انّها رفضت ذلك قطعاً واسترسلت بذات نبرتها المُتهكّمة والّتي قد خالطها شيءٌ من الغضب :

- هذا الرّجل هو أبُ ابنتي ، كما انّه كان ينتظرني ، على غرارك ، فجونقكوك يا عزيزتي لا يراك حتّى ، بل ويسعى لفتاةٍ أُخرى ! ما أنتِ سوى عاهرة نحنُ من جعلنا منها انساناً !
يا مُشعوذة !

روڤينا صفعت جبهتها غير مصدّقة ، يونقي ابتلعَ رُمقه اثر ملاحظته لروزالين الّتي بدأت تفقدُ سيطرتها ، تتنفّسُ بوتيرةٍ سريعة وتضمُّ قبضتها ، الجميعُ وجّه أنظارهُ لآشلي اذ توقّعوا بأنّها ستكون المتضررة بترقُّب .

الشّموع أُطفأت وظلالٌ استباحت المكان ، شقراءُ الشّعرِ أخذتُ تُتَمتم بكلماتٍ لا مفهومة ، ثوانٍ مضت لتُغلقَ روڤينا أُذنيها بكلتا يديها وتغمضَ عينيها مع ملامحَ متألمَة اكتسحت وجهها .

هبَّ جونقكوك نحوها الّا انّه قبلَ ان يلمسها حتّى بات جسدها مُرتفعاً عالياً بعد ان التفتت لها روزالين بنظراتٍ غريبة وكأنّما أحدٌ قد احتلَّ جسدها .

شهقت آشلي بعد ان خرّت جالسة على كُرسيّها مغلّفةً فاها بكلتا يديها :
- سَتقتُلها !

- روزالين أنهِ هذه المهزلة حالاً !
زمجرَ جونقكوك حانقاً وأدواجه قد برزت ، الّا انَّها لم تأبه ، بل أخذت تضحكُ مثيرةً استفزازه بشكلٍ غريب .

- لقد استخدمت قوّتها كاملة ، امّا ان تموتَ روزالين أو روڤينا !
سمعَ صوتَ يونقي خلفه لتتّسع عينيه بصدمة ، هي حرفيّاً فقدت سيطرتها .

- سأنقذها بنفسي .
حدّثه جونقكوك بثقة ليعترض يونقي سريعاً :

- راعي انّك تواجهُ مشعوذةً نقيّة ، جونقكوك بهذه الأمور أنتَ لستَ ندّاً لها حتّى ولو كنت جوكر .

- التّخلي عن روڤينا هو القرارُ الصّائب .
كان هذا قراراً صعباً لنامجون ، لكنَّ مصلحة الجماعة تفوق مصلحة الفرد .



____________

"يتبع.."

ترحموا على روڤينا من هلأ ..

باقي اخر تشابتر 🥺

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top