Ash ..
When the cards all fold !
____________
- تايهيونق .. لقد اكتفيت ، اريد برحَ هذا المكان ! اريد الموت .
وسطَ دموعها تحدّثت فور اقتحامها المفاجئ لغرفته فاستقامَ هو بملامح مستفسرة عمّا يحدث .
اقتربَ منها مربّتاً على كتفها بابتسامة لم تظهر لها ازاء تغطيتها لوجهها بكفيّها وجلوسها ارضاً بنفسٍ مرهقة .
- مالّذي اوصلك الى هذه الحال ؟ كنتِ بخير سابقاً ؟
سأل بنبرة رزينة بينما يسراهُ خلسةً قد أخرجت من أحد ادراجه حُقنةً جهّزها خصّيصاً لها .
عانقته فجأة لتتسع ابتسامته فاتحاً غطاء الحُقنة بتمهيد لغرسها بجسدها الضّئيل وانهاء مسيرتها الحياتيّة .
- جوكر .. لقد اعتدى عليَّ ثلاثة مرّات هذا الشّهر ، وأنتَ كنتَ مشغولٌ عنّي بذهابك .
بتفاجؤ ابعد وجهها معيداً تغطية الحقنة ليطالعها بتساؤل واقتضاب .
- مالّذي تتفوّهين به ؟
قالت تشهقُ بين الفنية والأخرى لتخرجَ كلماتها عصيّة على الفهم .
- لقد حدثَ اوّل مرّة في ذات اليوم الّذي ارسلك فيه لمواجهة الومينات مع سحرة الاندية ، كان جيمين يطّلعُ على رقصي وقد استدعاني الى غرفته ، وحدث ما حدث ، وأخذ يتردد الى غرفتي مراراً امّا يعتدي عليّ او يفعل اموراً فاحشة أخرى .
شهقت فجأة وهو كأنَّما عُقد لسانه مما سمعه لتوّه اكتفى فقط بالنّظر اليها بتفاجؤ .
مسحت دموعها بهدوء لتنظر له بحزنٍ بليغٍ لم يؤثر به ولو قليلاً وبنبرة خجلة خافتة تمتمت :
- لكنَّني أحببتك انتَ تايهيونق .
رمقها بتفاجؤ وحاجباه قد ارتفعا لتسترسل هي بنبرة باكية وارتجافٍ واضح بما نزل كالصّاعقة عليه :
- لكنَّ أعراض الحملِ ظهرت علي .. ارجوك خلّصني .
يداهُ حاوطتها ضامَّةً ايّاه الى صدره امّا ابتسامته فاتّسعت وشروده سيطر عليه بأفكاره .
- سأهرّبك من هذا المكان .
..
- أينَ هيَ تايهيونق ؟!
زمجرَ ما ان اقتحمَ غرفة تايهيونق بملامح مقتضبة مقترباً نحوه اذ كان مستلقياً فوق سريره بابتسامة هادئة .
- من تقصد ؟ لا أعلم عمّا تتحدث ..
بابتسامة مستفزّة حدّثه الآخر ليضيق ذرع الأصغر من هذا المعتوه ، أمسكه من ياقته رافعاً جسده حتّى تقابلت عيونهما ، هو ينظر له بحدّة والآخر يبتسمُ بطريقة مستفزّة .
- لا تعبث باعصابي تايهيونق ، أين رو ؟
بامتعاضٍ حدّثه ونظراته تهدد بقتلِ حبيس يديه ليقهقه الأكبر مبعداً يد الصّغير ، رفعَ شعره ليعود مستلقياً على سريره مجدَّداً ليتحدّث واضعاً قدماً فوق الأخرى :
- أتعتدي عليها وتسأل عنها الآن ؟ يالشهامتك ، جائتني راجيةً ان أخلّصها منك ، واحزر ماذا يا أخي العزيز ؟
انهى سؤاله الأخير بضحكةٍ جلجلت مستفزّة دواخل أخاه الحانق .
- قد أصبحُ عمّاً .. ولكن للأسف قد يموت ابنك مرهوناً عند سيزار ..
كلماتهُ راقصت شياطين الآخر ليقترب من وجهِ أخيه وبنظراتٍ مظلمة ونبرةٌ باردةً خاطبه :
- ان تأذّت شعرةً منها هي او ابننا القادم فلتعلم انّك ستكون في عداد الموت جيون تايهيونق .
اوشكَ على الذّهاب لولا ضحكات الآخر الّتي استوقفته ، ليستمع ما تفوّه به دون الالتفات اليه :
- لكن يا أخي السّاحرةُ بذاتها لم ترد ذلك الطّفل ، حتّى انّها ترجّتني لصعقها علَّها تتخلّص من ذلك الطفل وكما تعلم ، أخاك الشّهم لن يفوّت فرصةً يؤذي بها تلك الفتاة .
استقام ليقفَ خلف أخاه الّذي كان يتمالك نفسه بصعوبة وهذا واضحٌ من قبضتيه وعروقه البارزة .
- والأهمُّ من كلِّ هذا انّها لا تحبّك ، فقط صرّحت بمدى عشقها لي قبل ذهابها ، وكم كانت قبلتنا رائعة قبل ان ارسلها الى سيزار .
غادرَ الأصغر سريعاً صافعاً الباب خلفه بقوّة لئلّا يقترف جرماً بحقِّ تؤامه الأكبر بينما الأخير أخذ يضحك بجنون داخل حجرته .
..
أشارَ الخمسينيّ للشّاب الّذي أدخل الفتاةَ مرغماً ايّاها على الركوع أمامه بالذّهاب ليفعل الأخير بعد انحنائه باحترام .
استقامَ العجوز متقدّماً نحو الفتاة مجهولة الملامح بسبب قبّعتها الكببرة ليسحبها بقوّة ، نظرَ لرماديّة الخصال بابتسامة ساخرة قبل ان يتحدّث بصوته الثّخين :
- من أنتِ ومن أرسلك ؟
- رو .. روڤينا ، لقد هـ..هربت من هيكاتي .
قهقه الأكبرُ ساخراً ليمسكَ فكّها بعنفٍ ساحبَاً وجهها اليه بقوّة اوشكت على فصل رأسها عن جسدها متحدّثاً :
- كذبةٌ أفضل من هذه يا جميلة ، جوكر لا يسمح لأحد ان يهرب منه ، ولاسيّما ان كانت كوِين الجديدة .
ابعدت الأخرى يده بعنفٍ لترمق العجُوز المتعجّب بملامح محتدّة :
- وهل تظنّني أفقه معنى كوين حتّى ؟! السّافلُ ذاك اعتدى عليَّ ثلاثاً تاركاً خطيئتهُ بأحشائي ، وكان يصعقني بالكهرباء وأجبرني على القيام بأشياءَ فظيعة .. لكنَّ حبيبي هو من هرّبني من ذلك الجحيم .
رمقها الملكُ مضيّقاً مقلّتيه ، لاحظت وميضهما ليبتسمَ رافعاً حاجبه بابتسامة منتشية :
- يبدو أنَّك صادقة اذن .. من أرسلكِ الى هنا ؟ من يكون حبيبك ؟
- تايهيونق ..
ما ان تفوّهت باسمه حتّى ضحك أشمط الرّأس بصخب ، استقام بعدها ممسكاً بيد الشّابة مساعداً ايّاها على الاستقامة .
- اذن .. يريدنا ان ننهي أمرَ هيكاتي معاً .
أهلاً بكِ يا صغيرة .
آر ام .
انهى كلامه بندائه الاسم الّذي لم يكُن غريباً عليها بتاتاً ، سمعت صوتَ الباب خلفها يُفتح ليخاطب العجوز الّذي أمامها الّذي فتح الباب :
- اجعلها تتشاركُ الغرفة مع آشلي .
اقتضبَ المأمور يطالعُ غريبة الخصال الّتي لم يرى وجهها الى الآن متسائلاً :
- من تكون ؟
أمسك العجوز بكتفيها يديرها نحو ذا الغمازتين بابتسامةٍ منتصرة بينما يعرّف بها :
- كوِين الجوكر ، روڤينا .
كلاهما ما ان ابصرا الآخر اتّسعت مقلّتيهما بتفاجؤ ، الّا انَّ الشّاب قد سيطر على ملامحه وهي فعلت المثل ، انحنى ودحرها العجوز بخفّة نحوه ليصحبها الى غرفتها الجديدة .
استقامَ يطالع الّتي أصبحت تقفُ أمامه تماماً بهدوء ، كلاهما يسهبُ بصره بعينيّ الآخر ، حتى زفر مادّاً يمناه مشيراً لها بالتّقدم لتفعل بهدوء ، اغلق الباب خلفه ليسيرا في ممرات ذلك القصر .
هي تحاول جاهدةً المحافظة على اتّزانها ، الّا انّها لم تستطع كتم ما في جعبتها لتخاطبه بتردد :
- أأنتَ ذاته ؟ معلّمي نامجون ؟
التفت لها اذ بات يتقدّمها ليجدَ دموعاً مجتمعةً بمقلّتيها ، هو لوهلة لم يصدّق انَّ تلميذته الصّغيرة قد حضرت وأخيراً ، يدهُ امتدّت تمسحُ دموعها الّتي انهمرت بالفعل الّا انّ ذلك لم يرضِها فانكبّت تعانقه .
- لمَ تركتني مع السّحرة ؟ لم جعلتني طعماً لهم ؟!
وسط شهقاتها قالت ليفهم ما ترمي اليه ، ابعد وجهها ممسكاً به مرغماً ايّاها على النّظر اليه ليومئ لها نفياً بهدوء .
- كوِين لم ولن تكون طعماً ، السّحرةُ ليسوا طعماً .
اشارَ للغرفة الّتي خلفها ليسترسل :
- تلكَ غرفتك ، حجمكِ كآشلي لذا تستطيعان مشاركة الثّياب .. عليّ الذّهاب الان .
اوشكت على منعه فهناك الكثير تريد سؤاله عنه اذ انّها غادرت هيكاتي وفي جعبتها اسئلةٌ طويلة وها قد ازدادت الآن ، الّا انّه قد تركها سريعاً دون ان يفصحَ لها مجالاً بالسُّؤال عن حاله حتّى .
دخلت للغرفة الّتي قصدها بتعب وانكسار لتبصرَ فتاةً طريحة السّرير الّذي ينتصفُ الغرفة ، بشعرٍ أحمر وعينانٍ خضراوان ، لوهلة شعرت انّها لوحةٌ متجسّدة على هيئة بشر ، اقتربت قليلاً لتفتحَ الفاتنةُ عينيها اذ شعرت بحركةٍ حولها ، جفلت معتدلةً بجلستها متّخذةً وضعَ الدِّفاع تطالعُ رماديّة العينان .
شعرت روڤينا بتخوّف الحمراء منها لتبتسمَ مطمئنة وتنفي بيديها :
- لا تقلقي .. أنا لن اؤذيك ، قيل لي انَّني سأشاركك الغرفة .. أعتذر لو ازعجتك .
اقتضب الأخرى مومئة بحذار ، لتتنهد رو بهدوء ، شعرت بالضّيق من ثيابها اذ انَّ رحلتها الى هنا كانت طويلة عبر الغابة المائيّة لتستأذن الأخرى بينما تشير للخزانة :
- هل استطيعُ مشاركة الثّياب ، أخبرني نامجون انّ احجامنا متماثلة .
ما ان سمعت الحمراء باسم نامجون حتّى هدأت نفسها تلقائيّاً مومئة لها ايجاباً لتتجه رو مخرجةً ثياباً من الخزانة ، ثمَّ بحرج قالت تطالعُ الّتي عادت مستلقيةً على السرير مسدلةً لأهدابها .
- اسفة على اسئلتي الكثيرة ، لكن أينَ أستطيعُ الاستحمام ؟
اشارت الحمراءُ بهدوء لبابٍ على يمينها لتومئ روڤينا متّجهةً اليه .
مضت ساعة لتخرجَ بعدها من الحمّام ، كان من الصّعب عليها ارتداءُ هذه الثّياب وحدها اذّ انّ لديها خيوطاً من الخلفِ نقيض ما اعتادت عليه طوال حياتها .
ابعدت شعرها المبلل لتسأل المستلقية بتوتّر :
- المعذرة .. هل ، هل تستطيعين مساعدتي ؟
فتحت الحمراء عينيها لتبتسمَ اثر ملاحظتها لخجل رماديّة الخصال ، اعتدلت بجلستها مومئة لتجلسَ الأخرى امامها على السّرير بهدوء ، اوشكت الحمراء على ربطِ الحبال عند ظهرها الّا انّها اقتضبت وملامحها باتت لا تفسّر ما ان رأت رسمةً على ظهر القابعة أمامها لتسأل فجأة ملاشيةً ظنون رو بكونها بكماء :
- من تكونين ؟ من أين أتيت ؟
ولمَ بطاقة جوكر على ظهرك ؟
اقتضبت رو اذ لا تدري شيئاً عن سؤالها الأخير لتجيب :
- روڤينا ، أتيتُ من هيكاتي ، ولا أعـ ..
لم تكمل كلماتها بسبب الأخرى الّتي سألت مع شهقةٍ غادرت ثغرها :
- هيكاتي ؟
اومأت الأخرى ايجاباً مشدوهة لتلتفت للّتي ربطت لها الفستان سريعاً وجعلتها تقابلها بملامح شوق .
- أنا آش .. آشلي .. من هيكاتي أيضاً ، كيفَ حاله ؟
لقد قابلته صحيح ؟
لم تستوعب رو عمّن تتحدّث حتى فهمت ، تذكّرت أخيراً الشّبه الكبير بينها وبين آلاس لتدرك انّها والدتها وحبيبة جونقكوك ذاتها .
ابتسمت بهدوء ملقيةً بغصّة اختلجتها عرض الحائط ، كيفَ ستخبرها انَّ اب ابنتها ومعشوقها قد فعلَ بها الكثير ؛ لتجيبها :
- هو بخير .. والآس أيضاً ، ابنتك تشبهك كثيراً .
كلامها جعل من وتيرة انهمار دموع الحمراء تزداد وابتسامتها اتّسعت لتردف :
- اذن هو يحبّها .. هل تعيشُ جيّداً ؟
اومأت لها الأخرى ايجاباً رغم انّها لم تقابل الاس سوى مرّتان او ثلاثاً الّا انّه كان من الواضح انَها سعيدة .
- اباها يعتني بها جيّداً ، لا تقلقي .
قهقهت الأخرى بسعادة وسط دموعها لتجلسَ جانباً مشيرةً للأخرى بالاستلقاء بجانبها ففعلت.
- أخبريني أكثر ، هل قصَّ شعره ؟ اعتاد على تهديدي بالأمر اذ كنتُ احبّه جدّاً .
ابتسمت رو بدفئ لتومئ لها ايجاباً مسترسلة لدى ملاحظتها لملامحا الّتي باتت حزينة :
- لكن لا تقلقي ، لاحظتُ انَّ شعره يطول بسرعة .
ابتسمت الحمراء لتقهقه موافقة ايّاها :
- أجل ، لاحظتُ ذلك ، لطالما تمنّيتُ ان يكونَ شعري أسود كسواد شعره وبذات قوّته .
- لون شعرك مميّز .
اعترضت رو مقتضبة ، هذه الفتاةُ وكأنّها الجمال متجسّد على هيئة بشر بالنّسبة لها ، ابتسمت الحمراء بهدوء تمسحُ دموعها .
- اعتاد ان يخبرني بهذا ايضاً .. لقد ورثته عن أُمّي .
صورةٌ اخترقت عقل رو فجأة ، ملكةُ البستوني الآس ، تشبه آش كثيراً .
- أأنتِ ابنةُ ملكة البستوني ؟
اومأت الأخيرة بهدوء كإجابة :
- أجل .
انا من فئة تو (كرييتور) ، تصنيفُ الماس .
..
خلالَ الشّهر المُنصرم .
- وَقِحٌ أنت !
صوتها طغى على سكون المكان ونظراتها كانتَ سهاماً نحوَ من يحاوطُ خاصرتها بُغيه الحِفاظِ على ظهرها من أيِّ كسر قد يلحقُ به .
رفعَ حاجبه بتهكّم مع ابتسامةٍ رُسمت لذات الغَرض .
- بلهاءٌ أنتِ ! الحفاظُ على جسدك سليماً يعتمدُ على يداي .
- في لحظة ما ، والان ، ما الغرضُ من محاوطتك لجسدي كلَّ هذه المدّة ؟
بذات نبرته تهكّمت ليعقد حاجبيه ، هو ما ان لمسها حتّى اتّهمته بالوقاحة ولكن سَرعان ما تجلَّت ابتسامةٌ تهكّميّة اوسع من سابقتها على ثغره رافعاً يديه أمام وجهها كَمن أمسكَهُ شرطيّ بالجرم المشهود .
ما لبثت ان تبصرَ يديه حتّى شعرت بجسدها يتهاوى عبر ذلكَ السلّم الخطير ، مقلّتاها اتّسعتا وقلبها أخذَ يضخُّ دمها بسخاء بالرّغم من تعطُّل جهازها التّنفسيّ مؤقتاً .
زفرت براحة ما أن ادركت انّها حطّت بين يدي أحد ما لتلتفت له ، انحنت بخفّة ليبتسم الأخير مسبباً أزمةً قلبيّة لمن وصفته بداخلها بالملاك .
عجباً ، أيكون رَجُلاً بهذه الوسامة ؟!
كان يحطُّ قبّعةً تُشابه خاصّة روبن هود على رأسه ، ابتسامته لم تتزحزح مع افراجه عن كلماته :
- جوكر قاسٍ بالفعل ، لكنَّني بحماية الجميلات دائماً !
هي ظلَّت تُحدّق به بدهشةً كما لو انّه فارسٌ خياليّ خرج من رواية ما ، الّا انَّ ما أخرجها من تأملها العميق لمن قبّل يدها بحركة دراميّة لتوّه هو نكزُ من نزل السُّلم خلفها لرأسها وتخطيه ايّاهما متحدّثاً بصوته العميق :
- ستلتهمينه بعينيك ، جاك البستوني ، الى مكتبي ، وأنتِ سأُحادثك لاحقاً .
ابتسمَ الوسيمُ ناظراً لجوكر بهدوء ليمسَ للفتاة قبل ان يتبعه :
- الوَسيمُ سوكجين ، سررتُ بلقائك !
- من تلك الفتاةُ جونقكوك ؟ لم يسبق لي ورأيتها هنا قط !
سأله بعد ان جلسَ مقابلاً ليونقي أمام مكتب جونقكوك الّذي لم يتكلّف حتّى عناء اجابته كونه منشغلٌ بأوراقٍ بين يديه ليجيبه النّاعس .
- الحَامية .. جوكر الجديدة ومن يدري ماذا ايضاً .
تقدّم الوسيم بجسده ناظراً للناعس وبملامح مدهوشةً تحدّث رافقها صوته المرتفع ازاء حماسه البيّن .
- حقاً ! ماذا عن تايهيونق ؟ كيفَ ابقاها حيّة الى الان ؟
تنهدُ جونقكوك هو ما سُمع تالياً قبل ان يتحدّث تاركاً سؤال الاكبر بلا إجابة :
- الحربُ قريبة جاك ، هُناك خطّة أحتاجكَ بها .. نصري أنا يعتمدُ عليك .
نظرَ له الأكبر باهتمام مشابك يديه ليبدأ الأصغر بالحديث بجديّة .
..
- ما بالك تنظرين هكذا ؟
ببرود سألها بينما يُخرجُ ثياباً من خزانته لتجلسَ فوقَ الطاولة المتوسّطة لغرفته متحدّثة اثناء هزّها لقدماها .
- هل سيعيشُ ذلك الوسيم هُنا ؟
التفت لها عاقداً حاجبيه ، عينيها كانتا تلمعان وابتسامتها واسعة كما انَّ حماسها كان واضحاً وامالها كانت عاليةً سرعان ما حطّمها بجليده الخارج من ثغره :
- ولو كان سيفعل ، بعد ما رأيته الان .. مُستحيل !
كشَّرت ملقيةً على وجهه كُرةً مطاطيّة أخرجتها من كُمها بطريقةً استعراضيّة مسببةً ارتداد رأسه للخلف بشكلٍ طفيف .
- أنتَ لئيم !
رفعَ حاجبيه بدهشة ، جُنّت الفتاةُ أخيراً ، وبلا تصديق تحدّث :
- تضربينني أنا .. بهذا الشّكل ؟! تتحدّثين معي ، أنا ، هكذا !!
قلّبت عينيها لشعورها بغرورٍ خالطه ، زمّت شفتيها هازّةً كتفيها بلا مبالاة .
- كلانا سحرة ، كلانا جوكر ، لا تغترَّ بذاتك .
بطاقاتٌ لا تدري من أين تأتي اصبحت تنتطلقُ امامها من كلِّ جانب ، ما عاد ضوء ينيرُ الغرفة سوى نور القمر المنبعث عبر بابا الشرفة المفتوح لتشعرَ بعدها بهمساتٍ بجانب أذنها تماماً مما سبب جفولها وقشعريرتها بالان ذاته .
- لا ، لسنا متماثلين ، أقدرُ على قتلكِ بأيّ لحظة ، لا تحاولي مجابهتي رو !
شفتاهُ كانتا تحطّان على اذنها مما مكنها من الشّعور بابتسامته
المريضة ..
____________
"يتبع .."
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top