البارت الخامس
اليوم الثاني الساعة الثامنة صباحا استيقظت تالا لتخوض عينيها حربا مع أشعة الشمس لتفوز عينيها أخيرا وتفتحهما ولكن سرعان ما أمسكت رأسها بألم لتغمض عينيها مجددا رمشت عدة مرات لتفتحهما أخيرا وتنظر حولها لاتزال داخل القطار ولكن لحظة!! ..يديها خاليتين ولاتشعر بأي ثقل عليها
لتتوسع عينيها وتهمس بخوف
إيفان!!!
وقفت بسرعة لتنظر حولها تبحث عن ذلك الشاب هي متأكدة بأن إيفان معه
'اللعنة إنه ليس هنا'
أسرعت بسيرها باتجاه باب القاطرة لتفتحه بغضب وتدخل القاطرة الثانية وهي تمشي بغضب بين الراكبين تبحث عن إيفان و النار تكاد تخرج من عينيها
و
قع نظرها على شاب بشعر بني داكن يرتدي سترة طويلة ويغطي رقبته وشاح صوفي بلون الفحم ويحمل بين يديه طفل صغير ..اشتعلت النار بداخلها أكثر لتسرع بخطواتها تجاهه وتأخذ أخيها منه بغضب ..نظر لها الشاب بصدمة ..لتلين ملامحه عندما تعرف على هويتها نظر لها بابتسامة
لقد استيقظتي
نظرت له تالا بغضب لتجيب بنبرة حادة
إياك أن تقترب من أخي مجددا
وأدارت ظهرها بنية المغادرة ليوقفها صوت الشاب العميق
ويليام
نظرت له تالا باستغراب
اتسعت ابتسامته أكثر
اسمي ويليام
تنهدت تالا بانزعاج لتكمل طريقها وهي تحمل إيفان وتعود لقاطرتها
الساعة الثانية عشر ظهرا توقف القطار أخيرا مصدرا صوت صرير حاد معلنا وصول القطار لسان روسا
وضعت تالا الحفاظتين المتبقيتان وأربع علب حليب وزجاجة الطفل داخل كيس بلاستيكي هذا كل ماتحمله معها الفتاة العشرينية نزلت من القطار وهي تحمل إيفان لتمشي مبتعدة عن القطار بعدة خطوات...لم تشعر الا بيد قد أمسكت يدها التفتت تالا بذعر لترى من صاحب تلك اليد ولم يكن سوى ويليام
انتظري!!
رفعت تالا حاجبها بانزعاج
ما الذي تريده؟
أدخل يده بجيب سترته الجوخ ليخرج منها ورقة صغيرة كتب عليها رقمه
إذا احتجت الى أي شيء اتصلي بهذا الرقم
قلبت تالا عينيها لتأخذ الورقة منه بلا اهتمام فقط لتتخلص منه وضعتها بجيبها ونظرت له بحاجب مرفوع لتردف بنبرة منزعجة وهي تنظر ليده
حسنا ..الآن هل يمكنك افلات ذراعي!!
نظر الشاب لمكان يده ليسحبها بسرعة ويضعها داخل جيبه باحراج
حسنا إذا ..الى اللقاء
تابعت تالا سيرها بدون أن ترد عليه
بعد أن ابتعدت عن مكان القطار وجدت نفسها في شارع فارغ لايوجد به أي أحد والصوت الوحيد المسموع هو صوت الرياح الباردة ..نظرت تالا لإيفان بابتسامة
أول شيء علينا فعله هو البحث عن هاتف عمومي لنتصل بأمي
مشت تالا مسافة ليست بطويلة لتجد كشكا زجاجيا بداخله الهاتف معلق بجداره اتجهت له بسرعة لتدخل من الباب الزجاجي نفخت على يدها لتدفئها
إن الجو بارد أليس كذلك إيفان
رعشات جسد الصغير كانت كافية كجواب لها
وضعت تالا أخيها فوق صندوق الهاتف بينما تسنده بيد واحدة
انتظر قليلا سأتصل بأمي
رفعت السماعة لتضغط على أزرار الهاتف برقم المستشفى
جعدت حاجبيها باستغراب
هل هو معطل؟؟!
ماهي الا خمس ثوان لتصفع جبهتها بغباء
كيف نسيت بأنه يجب علي وضع عملة معدنية بداخل الهاتف ليعمل
وضعت يدها داخل جيبها لتخرج بطانته منه
الهي أنا لا أملك عملة واحدة ...
تنهدت بيأس لتسمع غاغات أخيها الصغير وكأنه يقوم بمواساتها
ابتسمت تالا وهي تنظر له بأمل
صحيح إيفان أمنا بخير..كل ماعلينا فعله الآن هو الذهاب الى شركة والدي وبعدها الإنطلاق للبحث عن عمل وشقة صغيرة ..
لتهتف بسعادة
وكسب الكثييير من المال
أمسكت تالا بأيدي إيفان الصغيرة لتضعهم بلطف داخل جيوب معطفه حملته بهدوء لتخرج من كشك الهاتف
سنبحث الآن عن شركة bop للملابس ..ونستلم راتب والدنا ...وعندها ستشعر بالدفئ
همست بآخر كلامها لتكمل سيرها مع أخيها تبحث عن أحد تسأله عن مكان الشركة ولكن في هذا الوقت الجميع في عمله ومدارسه
بعد نصف ساعة هي لم تجد بشري واحد حولها والجو يزداد برودة أمنية تالا كانت أن لاتمطر
'ربما يجدر بي المشي أكثر باتجاه سوق أو شيء من هذا القبيل'
أحست تالا بارتجاف أخيها هو يشعر بالبرد ضمته أكثر لها محاولة صنع بعض الدفئ له بهذا العناق
مشت أكثر لترى أخيرا محلات للملابس مشت بسرعة تتجول بين محلات الملابس لتجد العلامة التجارية التي كانت تبحث عنها محل ملابس تابع لشركة bop
همست لإيفان
لقد اقتربنا من الحصول على بعض المال إيفان
دخلت تالا من الباب الآلي الذي فتح من تلقاء نفسه لتخطو الى داخل المحل وتشعر بالدفئ بجسدها أخيرا وتجد أن إيفان ارتخى قليلا لشعوره بالدفئ
اتجهت نحو المحاسب لتسأله بابتسامة
المعذرة!!
نظر لها المحاسب ليبادلها الابتسام ويترك الملابس التي كانت بين يديه
تفضلي آنستي
تالا
هل يمكنك أن تكتب لي عنوان شركة bop
ابتسامة المحاسب تحولت لملامح مستغربة
هل هنالك شيء يزعجك سيدتي..بإمكانك تقديم الشكوة لي
نفت تالا بيديها
كلا كلا ... والدي كان يعمل لدى شركتكم ولكنه توفي أريد أن آخذ راتبه التقاعدي
أومئ لها الموظف بفهم ليمسك بورقة وقلم ويكتب لها عنوان الشركة لتأخذ الورقة الصغيرة وتخرج من المحل
مشت تالا وهي تسأل هذا وذاك عن العنوان والناس كانت تشير لها ..
وقفت تالا قليلا لتستريح ..رفعت إيفان الى الأعلى قليلا هي تشعر بتخدر يديها نظرت للرصيف قليلا ثم أخذت قرارها بالجلوس عليه عندما جلست أحست برعشة خفيفة تسللت لجسدها بسبب برودة الرصيف
بدأ إيفان بإصدار أصوات تدل على إنزعاجه نظرت له تالا قليلا لتفهم ما الذي يريده ابتسمت له
هل تشعر بالجوع إيفان؟..لاتقلق أختك ستعد حليبا لذيذا لك..هو لن يكون دافئا ولكن لا بأس رجلي الصغير سيحتمل صحيح؟؟
سرعان ما اختفت ابتسامتها لتتنهد
'أنا لا أملك حتى ثمن الماء كيف سأحضر له الحليب'
وقفت وهي تحمل إيفان لتهمس له بابتسامة منكسرة
تحمل قليلا حسنا؟...أختك ستركض لشركة والدنا لنأخذ المال سريعا وتشتري به بعض الماء لتحضر حليب البودرة خاصتك
أنهت كلامها لترتسم ملامح الجدية على وجهها وتبدأ بالركض باتجاه شركة والدهما وكانت تتوقف بين حين وحين لتسأل المارة عن العنوان
وقفت تالا وهي تلتقط أنفاسها الضائعة بسبب جريها نظرت الى الأعلى لترتسم ابتسامة على وجهها عندما رأت اسم bop مكتوب بخط كبير على بناية متوسطة الحجم
بدأ إيفان بالبكاء لشعوره بالجوع هزته تالا وهي تهمس له بينما تخطو لداخل الشركة
إهدأ إيفان سنحصل على المال الآن وأحضر لك زجاجة حليب دافئة لذا إهدأ حسنا
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقترب من طاولة الموظف
لو سمحت!
نظر لها الموظف المشغول بالأوراق التي أمامه
تفضلي
تالا
أنا ابنة السيد جون ..كان يعمل بهذه الشركة قبل أن يتوفى
نظر لها الموظف بصدمة
جون توفي!!!!كيف؟؟؟
نظرت تالا للأسفل بحزن
لقد كان يقود سيارته عندما وقع الزلزال لذا فقد السيطرة على سيارته و..حدث ماحدث
الرجل ولاتزال ملامح الصدمة تعتلي وجهه
الهي إن جون كان صديقي ..بماذا أستطيع مساعدتك
آنستي؟
تالا
فقط أريد راتبه التقاعدي فأنا بحاجة للمال
هز الموظف رأسه بأسف
أنا أعتذر ولكنني لا أستطيع ذلك
نظرت له تالا باستغراب وذعر
لماذا!!!
نظر لها الموظف
بصراحة لقد استقال السيد جون من هذه الشركة ...وقتها أراد أن يأخذ إجازة لمدة اسبوع ..كما تعلمين المسافة بين سان روسا وبين ترينيداد ليست بقصيرة لذا يحتاج أقل شيء الى أسبوع إجازة للذهاب والعودة..لم يسمح له المدير بذلك وكان والدك يريد هذه الإجازة بشدة لأجل عيد مولد إبنه الأول والمدير أبى أن يسمح له لأن العمل كان كثيرا جدا..غضب والدك كثيرا وقدم استقالته وخرج من الشركة ..لذا لا راتب تقاعدي لوالدك
تالا كانت تنظر له بأعين غير مصدقة لماذا فعل والدها ذلك لماذاا هي غاضبة مذعورة حزينة جميع المشاعر السيئة اقتحمت روحها بلا رحمة لتجثو على الأرض بلا قوة قدميها لم تعد تحملها بعد كلام الموظف هي لاتعلم ما الذي ستفعله هي سافرت كل هذه المسافة من أجل راتب والدها أملها الوحيد لوالدتها ..هي فجأة لم تعد تشعر بأي جزء من جسدها ...أعطاها الموظف بعض النقود لتخرج من الشركة وتعابير الصدمة لاتزال على وجهها ...جلست على الأرض لتسند جسدها ضد حائط الشركة وتسمح لعيونها بذرف الدموع بدون صوت فقط الدموع تنزل بدأت السماء تشاركها دموعها لتمطر بغزارة وإيفان صدح صوت بكائه بهذا الشارع الذي بدأ يخلو من الناس ...الجميع يجري باتجاه بيته ليحصل على الدفئ
توقعاااتكم للبااارت القاااادم 😍❤
ويسعدلي المتفاعلين😄💓💖💋
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top