البارت الثاني
ترتدي سترتها الجلدية السوداء وبنطال أزرق تحمل أخيها الصغير وتجر خلفها حقيبة السفر وعلى ظهرها تحمل حقيبة صغيرة بها أغراض أخيها
تنتظر في موقف القطار بينما تداعب أخيها ليأتي شاب ويجلس بجانبها ولكن لم تلقي بالا له واستمرت بمداعبة أخيها نظر الشاب مرات عديدة لتالا ولكن هي مشغولة بأخيها جدا لتلاحظ نظراته ..ليستقيم بسرعة مستغلا إنشغالها بأخيها ويحمل حقيبة سفرها ليجري مسرعا لتلحظه تالا وتصرخ
لص!!!!!
ولكن لا حياة لمن تنادي الشرطي كان بعيد ليسمع صراخها وباقي الناس لن يتركوا الموقف خوفا من أن تفوتهم الرحلة لتشد تالا يديها حول أخيها وتبدأ بالركض خلف ذلك اللص تاركة خلفها حقيبة أخيها الصغير ...بعد أن ركضت لحوالي خمس دقائق اختفى اللص ولم تستطع اللحاق به لتتنهد بغضب وتعود أدراجها بسرعة فالقطار سينطلق بعد خمس دقائق
وصلت تالا بأعجوبة لتصعد القطار بسرعى وتبحث عن مقعدها وتجلس وبحضنها إيفان
ماهي الا دقائق لينطلق البخار ويصدح صوته لتتحرك عجلات القطار الحديدية مصدرة صريرا مخلفا شرارة صغيرة بسبب احتكاك العجلات بالسكة الحديدية لينطلق بعدها بسرعة متوسطة متوجها نحو سان روسا
تالا نظرت للنافذة التي بجانبها لترى مقعدها الذي كانت تجلس عليه لتتوسع عينيها بسرعة وتقف
تالا همست
حقيبة إيفان!!
ليأتي صبي صغير بعمر العشر سنوات ويختطف الحقيبة ويركض بها بينما تالا تطرق بغضب على نافذتها وتصرخ
إنها حقيبتي أيهااا اللص أعدهااا
ولكن بربك تالا من سيسمعك وأنت داخل القطار وهل رأيت من قبل لصا يعيد شيئا سرقه
جلست على مقعدها بإحباط وهي تنظر لإيفان وتكاد تبكي من القهر
أختك الغبية أضاعت طعامك وملابسك
ستأخذ الرحلة يومان ونصف ليصلوا الى سان روسا حيث عمل والد تالا
بعد ساعتين من إنطلاق القطار تالا لاتحمل معها لا طعام ولا شراب ولانقود حسنا هي ستحتمل الأمر ولكن إيفان بالتأكيد لن يفعل
بدأ إيفان بالبكاء طالبا الطعام لتنظر له تالا وهي تهزه
رجلي الصغير إهدأ ..أختك لن تتركك تشعر بالجوع
نظرت للرجل العجوز الذي يجلس أمامها لتقول بلطف
المعذرة!!
أزاح العجوز الجريدة التي كان يقرأها من أمام وجهه بصمت
هل يمكنني أن أترك أخي معك فقط لبضع دقائق؟
لمعت عينا العجوز ولكن لايزال وجهه يحمل تعابير البرود ليمد يديه لتالا التي نظرت له لبعض الوقت لتستوعب في النهاية أنه قبل أن يبقي إيفان معه أعطته إيفان بسعادة وشكرته وذهبت
نظرت تالا الى الركاب لتبحث بعينيها عن شخص معه طفل بعمر السنة سرعان ما وجدت عائلة صغيرة تتكون من أب وأم وطفل بعمر السبع سنوات وطفل بعمر السنة لتسرع باتجاههما وتقف بينما تتحدث بأدب
المعذرة
نظرت لها السيدة بابتسامة
ما الأمر أيتها الجميلة
احمرت وجنتا تالا بخجل ولكن في داخلها هي قالت بأن هذه بداية جيدة لطلب الحليب
شكرا لك..أعتذر للإزعاج ولكن أنا برفقة أخي الصغير وقد نفذ الحليب مني لذا كنت أتسائل إن كان بإمكانك إعطائي زجاجة حليب لأخي
ابتسمت السيدة لتالا بلطف بينما تسأل
أين هو أخاك؟
أشارت لها تالا لمكان أخيها الذي يجلس بحجر الرجل العجوز ليتهجم وجه السيدة بغضب وإنزعاج
لا أملك حليبا إضافيا
نظرت لها تالا باستغراب كيف تحولت ملامحها بثانية
ولكن!!
صرخت السيدة
لقد قلت بأنني لا أملك حليبا إضافيا ...الهي فتيات آخر زمن
نظرت لها تالا بعدم فهم وانزعاج
ما الذي تقصدينه بكلامك؟
أجابت السيدة بوقاحة
أقصد بأن الفتيات أصبحوا وقحات بما فيه الكفاية ليتزوحوا من رجل عجوز وينجبوا منه أيضا ..اغربي عن وجهي فقط
نظرت لها تالا بصدمة
ما الذي تهذين به أيتها العجوز القذرة إنه أخي وذلك الرجل العجوز لا أعرفه..[هزت رأسها بعدم تصديق]تشه يا الهي لماذا أبرر لمتخلفة مثلك أتمنى أن تختنقي بالحليب أنت وابنك
وقف زوج السيدة ليدفع تالا بغضب لتسقط على الأرض بقوة
اذهبي من هنا أيتها السافلة ..تقومين بالتسول ثم تتطاولين على أسيادك ..فتاة بلا خجل
تحولت جميع أنظار الركاب نحو تالا الساقطة على الأرض ليصدح صوت بكاء طفل في القطار ولم يكن سوى إيفان الذي يحاول التخلص من من أيدي العجوز ليذهب لأخته المرمية على الأرض
مشى العجوز بهيبة باتجاه تالا المرمية على الأرض وهو يحمل إيفان ليمسكها من معصمها لتقف بينما شعرها يغطي وجهها الذي ينظر للأرض فقط ..تحدث العجوز ببرود بينما ينظر للرجل الذي أمامه
هل للتو وصفتها بالمتسولة و وصفت نفسك بالسيد ..[ليتحدث بحدة]
اعتذر منها
شخر الرجل بسخرية ليقترب من العجوز وينظر له من رأسه لقدميه
أجل فعلت ذلك أيها العجوز...هل ستقوم برمي بدلة أسنانك علي؟
ابتسم العجوز ببرود ليجيب
كلا سأفعل العكس..
كور العجوز قبضته ليلكم بها الرجل بقوة ليسقط على الأرض ويسقط سن من فمه
نظر له الرجل بغضب ليستقيم بنية رد اللكمة للعجوز ولكن قبل أن يفعل ذلك وقع على الأرض والدماء بدأت تسيل من رأسه الذي تم تفجيره برصاصة مصدرها غير معروف
ليبدأ الناس بالصراخ برعب
نظر العجوز لتالا المصدومة
لا بأس ..لاتخافي
همس بهذه الكلمات ليعود الى مقعده ويجلس وبحضنه إيفان
نظرت له تالا بصدمة هي لم تتوقع كل هذا من رجل عجوز اتجهت لعنده لتأخذ أخيها منه بينما هو يتحدث على الهاتف
اجلب لي زجاجة أطفال و10 علب حليب بودرة لطفل بعمر السنة ...فورا
أغلق الخط لينظر لتالا المرعوبة محتضنة أخيها وتهزه بخوف
ليأتي بعدها شاب يرتدي الأسود من رأسه لأخمض قدميه ويعطي زجاجة الأطفال وعلب الحليب للعجوز
أمسك العجوز بالأغراض ليضعهم أمام تالا ويكمل تصفح جريدته
الغريب في الأمر أن الشرطة الذين في القطار لم يحركوا ساكنا حتى بعد سماع الطلق الناري أما باقي الركاب فالتزموا الهدوء وجثة الرجل تم أخذها بعيدا من قبل رجال يرتدون الأسود ..
أيها القاتلووون...أين الشرطة أين الشرطة من كل هذااااا!!!!
أمسك العجوز رأسه بألم لينظر لأحد الرجال المرتدين الأسود بإنزعاج ليفهم الشاب الأمر ويطلق النار على المرأة التي سقطت جثة هامدة ليتم سحبها هي الأخرى ..أما أطفالها فتم أخذهم أيضا
وكل هذا تحت أنظار تالا المرعوبة التي شدت باحتضانها لأخيها
تفاعلوا 😄❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top