The End
Start
"اصرخ به و افعل ما تريد لكن لا تكن هادئاً هكذا هممم؟"
جيون همست بقلق ليبتسم إليها جونغداي بخفة و أومأ برأسه فزفرت بخوف و اقتربت تحتضنه بقوة
هو لم يكن منهاراً كما كان حين تلقي خبر موت هيرين... جونغداي بدا غير مهتم للأمر بطريقة مخيفة
لا مبالاة لا تليق أبداً بشخص حساس مثله و هذا كان مرعباً بالنسبة إلي جيون التي شعرت أنها قد تفقده بأي لحظة بسبب مشاعره التي يكتمها بداخله
جونغداي جلس علي مقعد يفصل بينه و بين المقعد المقابل له طاولة خشبية صغيرة
و بعد لحظات فُتح الباب ليدخل ميونغ داي مُقيداً و جلس مقابلاً له
لم ينظر أي منهما نحو الآخر لوقت طويل
الوضع كان هادئاً حتي ضحك جونغداي بأعين لامعة فرفع ميونغ داي نظراته نحوه حين قال
"أنا فقط لا أفهم...لم فعلت ذلك؟"
رفع عينيه نحو توأمه ليُكمل بغضب ممزوج بحزن
"أنت لم تكن سيئاً أبداً ميونغ داي...أنت لطالما كنت تمتلك قلباً طيباً، أنا أعلم هذا، أعلم أنك حين تبدي انزعاجك من أحضاني و قبلاتي لك هذا يكون تعبيراً عن إعجابك بالأمر...أعرف أنك حتي و أنت تتصرف ببرود فبداخلك أنت حزين...ميونغ داي لماذا أصبحت مجرماً بشعاً كما أنت الآن؟ "
صرخ بإنفعال حتي انفجر باكياً بأنفاس ثقيلة...ما أخفاه جونغداي منذ إلقاء القبض علي أخيه و إلي هذه اللحظة هو أخرجه دفعة واحدة لينظر إليه الآخر بهدوء
ميونغ داي لم يُبدي أي رد فعل لدقائق معدودة
حديث جونغداي الآن و حديث والده حين أمسك بيده يجعله يرتكب أول جريمة له كلاهما تداخل برأسه بصورة مزعجة أفقدته هدوئه
و فجأة ميونغ داي صرخ بألم يبكي بحرقة هو الآخر... بكائه أكثر حدة من بكاء جونغداي
فألم نتيجة سنوات أسوأ من ألم دام لبضعة أيام
" لماذا لم تُخبره بذلك؟ لماذا لم تُخبره أنني لم أكن قاسياً؟ أنني كنت شخصاً جيداً...لماذا لم تقل له أن ميونغ داي يريد حياة طبيعية بعيداً عن مستقنعه القذر؟"
من بين بكائه صرخ بإنفعال حتي قاطعه سعالاً حاداً لينظر إليه جونغداي و لم يتمكن من نطق حرف بسبب شهقاته
" لقد أخبرني أنك التوأم الطيب و أنا الشرير، لقد...لقد أمسك بيدي و قتل طفلاً قد ترجاني أن أتركه علي قيد الحياة... "
" مـ من؟ "
جونغداي أمسك يده بلهفة يسأله بضياع فنظر إليه ميونغ داي يُحرك شفتيه بكلمة غير مفهومة
و ميونغ داي ردد إجابته عدة مرات حتي صرخ بها بضعف
"والدك"
التقط أنفاسه بصعوبة بعدما نطق بذلك فعقد جونغداي حاجبيه و مسح دموعه بعشوائية قبل أن يُمسك بيدي توأمه مُجدداً
" والد... والد من؟... ميونغ داي أخبرني... والد من تقصد؟"
ميونغ داي رمقه بحقد و جذب يديه بخشونة يُبعدها عنه ثم هسهس
"إنه والدك...لقد كان والدك أنت و ليس أنا...لقد أثبت لي أنني لم أكن ابنه يوماً كما كنت أنت"
جونغداي رمقه بعدم تصديق فوالده لم يكن كهذا الشخص الذي يتحدث عنه ميونغ داي
هو لطالما خرج مع ميونغ داي في رحلات قصيرة و خرجا كثيراً للتجول بدون جونغداي حتي شعر بالغيرة من توأمه
جونغداي شعر بأنه غير مرغوب من والده بسبب اهتمامه المبالغ بميونغ داي، تصرفاته و حتي عمله
" هل... هل هو السبب بأنك غيّرت حلمك؟"
بتردد تسائل لينظر إليه ميونغ داي قليلاً قبل أن يضحك بخفة و هز رأسه إلي الجانبين
" أنا لم أُغيّر حلمي...أنا فقط كنت مُجبراً علي حياة أخري غير التي أريدها...تم اختياري أنا لأنني السيئ بنظر والدي و تم تدريبي منذ أن كنت مراهقاً ثم تم فرض هذه المهنة عليّ كي أكون جاسوساً للعصابة كما كان هيون...لكنني لم أكن سيئاً مثل هيون...أنا لم أكن أقتل بدم بارد، و لم أحصل علي الراحة بسبب أولئك الأطفال الذين ساهمت في تحويلهم إلي متسولين، سارقين أو حتي أعضاء يتم بيعها بالسوق السوداء...والدك كان السبب بكل شيئ لكنه مات دون أن يُعاقب علي أفعاله "
الأمر نوعاً ما أصبح واضحاً بالنسبة إلي جونغداي
كان هناك العديد من المرات التي صرخ فيها ميونغ داي بوجهه بعد عودته من الخارج مع والده
معظم الوقت كان بمزاج سيئ خاصة حين يظهر جونغداي بوجهه
لذا بالوقت الذي كان يحسده جونغداي علي علاقته بوالدهما، الآخر كان يقضي أسوأ أوقاته
"لماذا...لم تُخبرني؟"
ابتلع ريقه بصعوبة و تنفس بعمق فزفر ميونغ داي بإبتسامة ساخرة
"و ماذا ستفعل لي؟ لو أنني أخبرتك كنت لتصبح جزءاً من العصابة مثلي أو أن حياتك ستتحول إلي جحيم كما حدث مع بارك جونغ مين"
جونغداي همهم بعدم فهم ليميل برأسه بتساؤل
" ماذا تقصد؟ "
ميونغ داي التزم الصمت لبعض الوقت قبل أن يجيبه بهدوء
"بارك جونغ مين اكتشف أمر تهريب البضائع الذي يتم بواسطة العصابة عن طريق زميل له..زميله وافق علي الإنضمام إلي العصابة لكن جونغ مين لم يفعل..."
"لذا قتلتموه؟"
جونغداي قاطعه بعدم تصديق ثم هز رأسه سريعاً
"لا، لا... سيهون ليس جزءاً منكم...أليس كذلك؟"
برجاء سأله ليومئ ميونغ داي سريعاً و بإندفاع تحدث
" سيهون لا يعرف الحقيقة، هو حتي لم يقتله بل هيون من فعل ذلك "
جونغداي شهق بصدمة ليبتلع الآخر ريقه ثم أكمل
" هيون أمرني بإستفزاز جونغ مين و أنا فعلت ذلك بالفعل لذا الأجواء أصبحت متوترة...سيهون حاول إصابة جونغ مين لكن هيون قتله بالوقت ذاته و استغل حقيقة أن سيهون متوتر لذا ألقي باللوم عليه و أنا ساعدته بذلك حتي حمل سيهون الذنب علي عاتقه"
"لذا حين ذهب سيهون لقتل سوشيل لم يكن هناك أي كاميرا مراقبة كما أخبرته...أنت فقط أردت التخلص من الدليل الأخير لما تفعلوه و بالوقت ذاته أردتم أن يشترك سيهون معكم كي يلا يفصح عن حقيقة ما حدث لجونغ مين! "
جونغداي نبس بتفكير ثم قهقه بعدم تصديق حين أومأ ميونغ داي بتردد
" أنا لم أرغب أبداً بأن يصبح سيهون جزءاً من كل هذا...لقد كنت مُجبراً "
ميونغ داي أغلق عينيه بعبوس و زفر بضيق حين مرت دقائق طويلة دون أن يسمع كلمة من توأمه
فقط لو أنه قُتل قبل هذه المواجهة لكان أفضل
لم جميع من أذنبوا قد ماتوا و ظل هو ليحصل علي أسوأ عقاب ألا و هو المواجهة و الإعتراف؟!
" أخي "
فرق بين جفونه ببطئ حين شعر بكف دافئة تحتضن خاصته المُقيدة ثم التفت ينظر إلي جونغداي الذي جلس علي رُكبتيه بجانبه يبكي بصمت
" سأكون بجانبك لذا لا تخف"
"لا تكن بجانبي لأنني أكرهك...اغرب عن وجهي و لا تعد مجدداً"
بحدة مزيفة هسهس ميونغ داي و حاول سحب كفه من خاصة توأمه إلا أن الآخر ضغط علي كفه بقوة يمنعه عن ذلك
"أنت لا تكرهني..."
نفي ببكاء لتقاطعة شهقة مختنقة ثم اقترب من ميونغ داي أكثر ليحتضن وجنته بكفه الأخري يجعله ينظر إليه
" لو أنك تفعل كنت ستخبرني بكل شيئ لتجعل من حياتي جحيماً لكنك لم تفعل ذلك...لقد تحملت كل شيئ طوال الوقت، ربما أنت مخطئ لكن لا يمكنني إلقاء اللوم عليك أو حتي كرهك... ميونغ داي أنت أخي، توأمي و عائلتي الوحيدة التي أحبها"
همس من بين بكائه ليترك كف ميونغ داي كي يحتضن وجنتيه فزم الآخر شفتيه ببكاء
" لا تفعل هذا...أنت تجعلني أشعر... بأنني حقاً التوأم السيئ و أنت الجيد "
ميونغ داي من بين شهقاته المكتومة همس و حاول الإبتعاد عن جونغداي فضغط الآخر بكفيه علي وجنتيه ببعض القوة و جذبه نحوه ليستند بجبينه ضد خاصته
" أنت لست سيئاً ميونغ داي.."
"لقد قتلت أطفالاً و لوّثت آخرين بأعمال مشبوهة "
ميونغ داي قاطعه بنبرة مهتزة لينفي جونغداي برأسه سريعاً و اعتدل بجلسته يحتضن الآخر بقوة و دفن رأس ميونغ داي بعنقه
" أنت لم ترغب بفعل ذلك، أنا أصدقك...حتي و إن كنت كاذباً سأُكذّب الجميع و أصدقك أنت "
بإستغراب عقد ميونغ داي حاجبيه ليدفع جونغداي بخفة كي يبتعد عنه ثم همس بتلعثم
"لما..لماذا ؟"
"لأنك عائلتي الوحيدة...لقد سامحت هيرين لأنها صديقتي فهل لن أسامح توأمي؟...لن أنتظر حتي أندم لاحقاً كما حدث مع هيرين...لذا أنا سأبقي بجانبك مهما حدث "
" جونغداي "
ميونغ داي همس بعدم تصديق و ابتلع ريقه من نظرات الآخر
جونغداي لم يبدو طبيعياً...كما و كأنه فقد عقله لكن قراره لم يبدو كقرار قد يتراجع به لاحقاً
هو بالفعل خسر هيرين و نسي كل ما فعلته لذا سينسي ما فعله أخيه و هو علي قيد الحياة كي لا يندم لاحقاً
" إذا حدث شيئاً لي..."
"لا تقل هذا رجاءً"
جونغداي قاطعه بذعر و احتضنه مُجدداً فابتلع ميونغ داي ريقه بتوتر ثم رفع يده يُربت علي ظهر جونغداي
" منذ البداية كنت علي علمٍ بهوية القاتل جونغداي، لذا... أنا فقط كنت أنتظر دوري بصمت لأنني لم أعد أرغب بهذه الحياة بعد الآن "
تنهد بثقل ثم أكمل
"لذا إذا حدث لي شيئاً....اعتني بميون و الطفل الآخر"
بعدم فهم همهم جونغداي و ابتعد عنه قليلاً لينظر إليه بحاجبين معقودين
"ميون و... الطفل الآخر ؟"
سأل بتلعثم لينظر إليه ميونغ داي ثم أمسك بيديه هامساً
"إنهما طفلاي"
______________
"هل جون بخير؟"
سيهون سأل بهدوء و هو يقف أمام الحجرة التي يقبع بها جون فأومأ إليه الطبيب
"جسده يتحسن تدريجياً و قد يستيقظ قريباً"
همهم سيهون بتفهم و غادر بعدها ذاك المكان ليعود إلي مقر عمله
بالنسبة إلي المتواجدين بقسم الشرطة فالتنفس بجانب أوه سيهون بهذا الوقت أشبه بالإنتحار لذا الجميع كان يميل إلي تجنبه طالما لا يوجد قضية تجمعهم سوياً
هيونغجاي فقط الذي يُصبح مُلتصقاً به مهما صرخ الآخر بوجهه
هو يتفهمه لذا لم يكن يمانع صراخه إذا كانت هذه هي الطريقة التي يرغب الآخر بتقليل غضبه و حزنه من خلالها
" هيونغجاي اغرب عن وجهي الآن"
سيهون صرخ به بغضب حين لحق به الآخر لكن هيونغجاي تجاهله و لحق به رغم ذلك كونه يعلم بوجود تشانيول بمكتب سيهون و لم يكن ليتركهما وحدهما
ربما لأن المرة الأخيرة كادا يقتلان بعضهما
سيهون وقف بمكانه للحظات حين فتح باب المكتب و رأي تشانيول يجلس بالداخل فأمال هيونغجاي من خلفه لينظر إلي الآخر ثم زفر بتوتر
"هل توصلت إلي أي شيئ؟"
تشانيول سأله بهدوء لينظر إليه سيهون ثم تقدم و جلس خلف مكتبه قبل أن يُهمهم بالنفي
" لا شيئ بعد"
"نعم بالطبع، هذا ما توقعته منك"
بسخرية قلب تشانيول عينيه ليبتلع هيونغجاي ريقه حين رأي الغضب يظهر بمعالم وجه سيهون مرة أخرى إلي أن برزت عروقه بشدة
" كيف تكون ضابط شرطة و لا تستطيع استعادة زوجتك؟ مهلاً..."
تشانيول قهقه قبل أن يلتفت إلي سيهون بجذعه و أكمل بأعين ضاقت بشك
" أم أنها خطتك منذ البداية؟ هل ادّعيت حبك لها كي لا نشك بك حين تختفي؟ بالطبع أنت خائف من أن يُدرك الآخرين بأنك قتلت والدها"
تزامناً مع انتهاء حديثه المستفز ضرب سيهون بكفه بقوة علي مكتبه لينتفض هيونغجاي
" أنا بالكاد أتحملك لذا توقف قبل أن أفقد صوابي"
هسهس بحدة من بين أسنانه ليبتسم تشانيول بإستفزاز
" هل ستقتلني أنا أيضاً؟ "
" بارك تشانيول "
صاح بغضب ليتنهد تشانيول ثم وقف من مكانه
" مر شهر تقريباً لكنك إلي الآن لم تصل إلي شيئ لذا أنا كنت محقاً، أنت لا تستحق سوشيل "
سيهون رفع عينيه نحوه فأمال تشانيول نحو المكتب قليلاً ليضع عليه شيئ أشبه بالكتاب ثم دفعه نحو سيهون ليلتقطه الآخر
" أعتقد أنك بحاجة إلي هذا...لقد طويت الصفحات الهامة من أجلك "
نقر بسبابته فوق ذاك الكتاب نهاية حديثه ثم استدار ليُغادر بينما سيهون تبادل النظرات مع هيونغجاي قبل أن يخفض عينيه حيث ذاك الكتاب و الذي اتضح بعد لحظات أنه مذكرات حيث كتب بالصفحة الأولي
-يوميات بارك جونغ مين لصغيرته المُدللة و حبيبته بارك سوشيل -
سيهون ابتلع ريقه حين لمح اسم سوشيل ليُمرر أنامله علي الاسم
هو اشتاق إليها
ربما بالمرة الأخيرة التي تحدثا بها أخبرها أن تتركه إذا أرادت إلا أنه منذ يوم اختفائها و هو أدرك أنه لا شيئ بدونها
"سيد أوه"
هيونغجاي همس بتردد و اقترب منه بحذر إلي أن وقف بجانبه ليُربت علي كتفه
"لا تقلق...كل شيئ سيكون علي ما يُرام...لو أنه أراد قتلها..."
سيهون رفع عينيه نحوه سريعاً ليبتلع هيونغجاي كلماته للحظات قبل أن يُكمل
"لو أنه يريد قتلها لفعل ذلك دون الحاجة إلي اختطافها...لقد قتل الكثيرين دون اختطاف لذا ربما هو يريد اخافتك فقط"
"سأعود إلي المنزل "
سيهون نبس بهدوء ليدفع مقعده إلي الخلف ثم غادر المكتب بخطوات ثقيلة و أنفاس غير مُنتظمة
_____________
"إلي أين تقود؟"
جيون تسائلت بقلق وهي تتبادل النظرات بين الطريق و بين جونغداي الصامت بجانبها لا يُبدي تفاعل نحوها
" هل حدث شيئ بينك و بين ميونغ داي؟"
" رأسي يؤلمني جيون لذا اصمتي قليلاً"
أجابها بهدوء ثم تنهد فأومأت هي براحة كونه تحدث معها ثم مدت يدها نحو إحدي كفيه لتحتضنها بقوة فالتفت ينظر إليها ثم أعاد نظراته إلي الطريق بينما ترك يد واحده تتولي القيادة
حين توقف أمام منزل والديها رفعت حاجبيها بتفاجؤ تنظر إليه بإستغراب لكنه جذب يده من خاصتها دون أن يلقي نظرة نحوها ثم خرج من السيارة فلحقت به سريعاً
"هل أتيت لرؤية أبي؟"
مُجدداً جونغداي تجاهلها لتسحبه من ذراعه كي ينظر إليها
"جونغداي توقف عن تجاهلي لأن هذا يجرحني"
"أووه أعتذر لجرح مشاعرك الثمينة "
السخرية الواضحة بنبرته جعلتها تعقد حاجبيها و التفتت معه حين رفع يده ليدق الجرس ثم دقائق حتي فتحت روز الباب
" أنتما! "
رفعت حاجبيها بتفاجؤ ثم ابتسمت لتتراجع بخطواتها تسمح لهما بالدخول فتقدم جونغداي يدخل أولاً
" مرحباً بني "
والدتهما وقفت لتُرحب به فاحتضنها جونغداي بجانبية ثم جلس مُقابلاً لها لتتقدم روز و جلست علي إحدي جانبي والدتها بينما جيون علي الجانب الآخر
ثلاثتهم تبادلوا النظرات حين لاحظوا شرود جونغداي بالفراغ و كفيه متعاقدين بقوة
"بُنـ..."
"أين.. ميون؟"
جونغداي سأل بتردد ثم ابتسم بصعوبة لتعقد روز حاجبيها بينما جيون شعرت بقلبها ينقبض بعنف و لم تشعر بالراحة تجاه سؤاله
" ميون نائم"
روز أجابته بإستنكار ثم التفتت تنظر إلي جيون التي ابتلعت ريقها بخوف
"بُني...هل حدث شيئ ما؟...لا أقصد شيئ لكنك أتيت بهذا الوقت المتأخر من الليل لذا..."
بقلق تسائلت ليسحب جونغداي نفساً عميقاً ثم رفع عينيه يتبادل النظرات بين روز و جيون التي أوشكت علي البكاء حين شعرت بأن كل شيئ قد فُضح
" ماذا أيضاً جيون؟"
سأل بصوتٍ مُختنق فأخفضت عينيها ثم انحنت لتخفي وجهها خلف كفيها و أجهشت بالبكاء لتنظر إليها والدتها بتفاجؤ ثم التفتت نحو جونغداي
"بُني...ما الذي يحدث؟ أنا لا أفهم شيئاً"
"بل أنا من لا يفهم شيئاً"
جونغداي هسهس من بين أسنانه ليلتفت إلي روز
" ألم يكن من القاسي فعل هذا بي روز؟"
"أنا...لا أفهم"
قهقهت بتوتر ليومئ جونغداي بسخرية
"أخبريني الحقيقة... كم كذبة أخري تبقت؟ أريد حقاً أن أعرف الآن لأن قلبي لن يتحمل المزيد لاحقاً "
" بُني أخبرني أولاً ما الذي يحدث لأنني لا أفهم شيئاً"
"ما يحدث هو..."
تنفس بعمق و هز رأسه إلي الجانبين
" ما يحدث هو أن حياتي بأكملها كذبة..."
"جونغداي أنا حقاً آسـ.. "
جيون من بين شهقاتها تحدثت فقاطعها بإنفعال
" لا تعتذري جيون... ليس هذه المرة "
"لم يجب عليّ تحمل أخطاء روز و ميونغ داي؟ أنا لم أفعل شيئاً "
صرخت به هي الأخري ببكاء فاتسعت أعين روز حين أدركت بأنه يعرف بالحقيقة الآن بينما والدتها كانت لاتزال تتبادل النظرات بينهم بعدم فهم
" ألا تعتقدين بأنك مُخطئة؟ "
جونغداي وقف من مكانه مُضيّقاً عينيه فوقفت هي الأخري لتمسح دموعها بعنف ثم تقدمت لتقف أمامه ثم أومأت
"أنا لم أخطئ بشيئ عدا أنني قمت بدور روز سابقاً و هذا أمر اعتذرت عنه و أنت سامحتني...لكن أن تخونك مع أخيك هذا ليس لي علاقة به"
والدتها شهقت بتفاجؤ لتنظر إلي روز التي ابتلعت ريقها بصعوبة بينما جيون أمسكت يد جونغداي و أكملت برجاء
" جونغداي رجاءً لا تظلمني..."
" لن أظلمكِ جيون"
ابتسم بخفة و أمسك بيدها التي تمسك بخاصته فابتسمت هي الأخري إلي أن شعرت به يدفع يدها بلطف كي تتركه
" لن أعاتبكِ أو أصرخ بوجهك أو أي شيئ...فقط دعينا لا نلتقي مُجدداً"
"جونغداي"
همست ببكاء ليضم شفتيه و هز رأسه إلي الجانبين
" لا جيون...قلبي لم يعد يتحمل أي صدمات...سيكون أفضل لو أنني بقيت وحيداً...لذا رجاءً لو أنكِ امتلكتي أي مشاعر حقيقية نحوي فلا تظهري أمامي مرة أخري "
تراجع بخطواته إلي الخلف ليُغادر المنزل فانحنت جيون بضعف لتبكي بصوتٍ عالٍ آلم قلب والدتها التي جلست بجانبها و جذبتها كي تحتضنها
" اهدئي حبيبتي"
"جيون أنا.. "
روز ربتت علي كتفها فصرخت بها جيون
" ابتعدي عني، أنا أكرهكِ روز.. أنا أكرهكِ "
_______________
" ما هذه الحياة التي أعيشها؟"
جونغداي تمتم بصوتٍ مُختنق محاولاً تمالك نفسه إلا أنه بالنهاية انفجر باكياً ليضرب بيده علي المقود بغضب
" أنا ماذا فعلت ليحدث هذا لي؟"
______________
" سيد بارك، هذا نداء رحلتك "
تشانيول أفاق من شروده علي صوت أحد حراسه فرفع رأسه نحوه ينظر إليه قليلاً قبل أن يومئ من ثم وقف من مكانه ليجر حقائبه خلفه كي يُغادر كوريا
بينما في مكان آخر...هيونغجاي تنهد بعمق ثم قلب الصفحة التالية بتلك المذكرات حيث كان يجلس بمكتب سيهون يقرأ المذكرات التي تركها تشانيول
"رجل طبيعي للغاية"
قهقه بخفوت يقرأ يوميات بارك جونغ مين و التي امتلأت بالكثير من المواقف منها الدرامية و منها الكوميدية لكن بين كل سطرين تقريباً هو يتغزل بإبنته التي من المفترض أن تقرأ يومياته هذه
_____________
الساعة تعدت الثانية عشر منتصف الليل تُعلن بدء يوم آخر بتاريخ الثامن عشر من شهر مايو
هاتف سيهون صدح صوت رنينه بأرجاء الغُرفة ليعقد حاجبيه بإنزعاج و مد يده نحو الطاولة يسحب الهاتف ليري المُتصل
و بلحظات اختفي نعاسه و اعتدل بجلسته سريعاً حين كان الرقم مجهول الهوية ليُجيب بلهفة
" أيـ.. أين سوشيل ؟"
صدره أخذ يعلو و يهبط بوتيرة سريعة و قلبه أخذ ينبض بعنف حين مرت لحظات صامته من الجانب الآخر يسمع فقط صوت أنفاس المُتصل
" سوشيل...بخير؟"
تسائل بضعف ليسمع همهمة خافتة من الجانب الآخر
" اليوم، بالساعة التاسعة مساءً سأنتظرك بمنزل بارك جونغ مين...إذا أردت زوجتك علي قيد الحياة فلتأتي وحدك"
أُغلق الهاتف بوجهه قبل أن يتفوه بحرف فعقد سيهون حاجبيه لينظر إلي الهاتف بإستغراب
"منزل بارك جونغ مين؟ "
______________
الساعة الثامنة مساءً
هيونغجاي كان يعمل بجد لكن كلما سنحت له الفرصة هو سيركض نحو مكتبه يسترق النظرات إلي سطرين أو أكثر من مذكرات بارك جونغ مين
"اليوم العاشر من شهر مايو"
تمتم بخفوت لينقر بسبابته علي التاريخ قبل أن يقرأ أحداث ذاك اليوم و ما يليه
حاجبيه عُقدا تدريجياً و هو يقرأ ما حدث حينها إلي أن شهق بصوتٍ عالٍ جذب الأنظار نحوه
حرك عينيه ينظر إلي زملائه بإحراج ثم أخفض عينيه مُجدداً يُعيد قراءة تلك الكلمات
" حسناً السيد أوه يجب أن يري هذا"
وقف من مكانه سريعاً ليسير نحو مكتب سيهون تزامناً مع خروج الآخر من هناك فارتطم به بقوة ليقع كلاهما
"ااه سيد أوه هناك شيئاً ما أريدك أن..."
اعتدل و هو يتحدث مع الآخر لكن سيهون قاطعه بوقوفه و أكمل طريقه بخطوات سريعة فلحق به هيونغجاي
" سيد أوه انتظر "
"ليس الآن هيونغجاي"
دفعه بخفة كي يتركه فتشبث به هيونغجاي بإستغراب
"إلي أين ستذهب؟"
"كي أنقذ زوجتي لذا ابتعد"
تحدث بتسرع ليجذبه هيونغجاي حين أوشك علي المغادرة ليقلب سيهون عينيه
"هيونغجاي سوف أتأخر"
"من أين ستنقذها؟ أنا قادم معك "
" لا...ابقي هنا "
دفعه بعنف هذه المرة و ركض بعدها نحو سيارته فرمش هيونغجاي بعدم فهم ثم استدار ليركض نحو المصعد قاصداً مكتب جونغداي كي يُخبره بما وجده
"جو... اوه"
ابتلع كلماته حين لم يجد الآخر بمكتبه ليذهب حيث غرفة التحقيقات فوجده يجلس هناك أمام امرأة ما يبدو بأنها تخضع للتحقيق فاقترب ليقف خلف الزجاج ينتظر انتهاء التحقيق
بعد بعض الوقت انتهي التحقيق لتخرج تلك المرأة مع أحد رجال الشرطة بينما جونغداي ألقي برأسه فوق الطاولة يتنهد بإرهاق إلي أن سمع صوت طرق علي زجاج الغرفة من الخارج فرفع رأسه لينظر إلي هيونغجاي الذي أشار له بالتقدم
و جونغداي عقد حاجبيه بإستغراب لينسحب إلي خارج الغُرفة حيث يقف الآخر
"ما الأمر؟"
"لا أعرف هل أنا أتخيل أم لا لكن هناك أمراً غريباً أفكر به"
جونغداي تنهد بصوتٍ عالٍ ثم أشار إلي هيونغجاي بالخروج ليتوجه كلاهما إلي مكتب جونغداي
"ما الأمر هذه المرة؟"
" الأمر هو أن..."
هيونغجاي اقترب منه ليقف بجانبه حيث يجلس جونغداي علي مقعده خلف المكتب ثم وضع تلك المذكرات أمامه
" بارك تشانيول أعطي السيد أوه هذه المذكرات البارحة و أنا قرأتها بدافع الفضول..."
"سيهون سيقتلك إذا علم بذلك"
جونغداي قاطعه بسخرية ليومئ هيونغجاي و هو يُشير بسبابته علي تاريخ مكتوب بإحدي الصفحات
" دعك من هذا و ركز معي الآن...هذا تاريخ وفاة بارك سورين و التي من المفترض أنها انتحرت لكن مذكور هنا أنها خرجت من المنزل لتقديم شكوي ضد الأشخاص الذين اغتصبوها لكنها وُجدت لاحقاً ميتة بغرفتها لذا هي لم تنتحر بل قُتلت حسب ما ذكر والدها هنا "
جونغداي همهم بعدم فهم و استقام بجلسته سريعاً لينظر إلي ما هو مكتوب
" لقد قُتلت باليوم العاشر من شهر مايو العام الماضي...من اغتصبها كان من رجال الشرطة لكن لا يبدو بأن بارك جونغ مين يعرف هويته لذا هو قد يكون... "
جونغداي رفع عينيه نحوه سريعاً فابتلع هيونغجاي ريقه و امتنع عن نطق اسم ميونغ داي ليُكمل بينما يقلب الصفحات
"السادس عشر من شهر مايو...يوم اختفاء بارك جينيونغ و الذي ذهب للإنتقام من أجل أخته... "
جونغداي حرك عينيه علي الكلمات المكتوبة أمامه ثم رفع عينيه مُجدداً نحو هيونغجاي قائلاً
" مكتوب هنا أن بارك جونغ مين حاول قتل ميونغ داي بعدما أوصل إليه بنفسه ثياب جينيونغ المُغطاة بدمائه.. "
" و هذا يعني أن بارك جينيونغ قُتل بالفعل و يمكننا تفسير أسباب عدم وجود جثة بأن العصابة استغلت أعضاء جسده كأحد الاحتمالات"
هيونغجاي أكمل الحديث عنه ليومئ جونغداي ثم همس
" هذا يعني أن جينيونغ ليس القاتل المجهول "
" نعم لكن مازال الأمر لم يخرج عن عائلة بارك "
هيونغجاي بلل شفتيه ليسحب ورقة و قلم و بدأ بالرسم بعشوائية
" في شهر مايو الماضي قُتل بارك جونغ مين علي يد سيهون ثم اشتركت مجموعة في إخفاء الأمر هذا إلي جانب قتل أبنائه سورين و جينيونغ و الذي ترتب عليه موت زوجته...الأشخاص الذين اشتركوا في كل ذلك كان دويونغ و الذي وقع كأول ضحية للقاتل المجهول، ثم هيون و الذي كان موجوداً أثناء مهمة إلقاء القبض علي بارك، هيرين انتحرت وهذا غريب بالنسبة لي كونها انتحرت بنفس الطريقة التي انتحرت بها بارك سورين... "
" تقصد أن هيرين قد قُتلت؟ "
ضيّق جونغداي عينيه بتشوش ليومئ هيونغجاي
" لقد ماتت باليوم العاشر من شهر أبريل...و إذا فكرنا قليلاً ستجد أن الأمر مقصود، جونغداي هل تذكر تلك الرسالة التي وصلتك منذ خمسة أشهر تقريباً؟ "
جونغداي همهم بإستغراب فطرق الآخر بيده علي الطاولة
" رقم عشرة يُشير إلي موت سورين، السادس عشر يُشير إلي اختفاء جينيونغ... "
" و الثامن عشر يُشير إلي وفاة بارك جونغ مين "
جونغداي همس بصدمة فهمهم هيونغجاي ثم أكمل بتفكير
" ربما يكون بارك تشانيول، أعني لو أن ابنة عمه حقاً اختُطفت فهل سينتظر شهراً كاملاً بهدوء دون أن يقتل السيد أوه لأنه لم يحميها حقاً؟ "
" أين سيهون؟ هل أخبرته بذلك؟ "
" لا، لقد أردت اخباره بذلك لكنه هرب مني قائلاً أنه سيبحث عن زوجته...لا أعلم ما خطبه"
هيونغجاي حك مؤخرة رأسه بعدم فهم لتشرد أعين جونغداي بالفراغ
~~~~~~~~
" و إن يكن...هذه أيضاً حياة سيهون الخاصة إذا كانت زوجته ابنة رجل عصابات أو هي بنفسها امرأة سيئة فلا دخل لك بحياته... سوشيل ليست كوالدها و ليس لها أي علاقة بعمل والدها لذا اتركه و شأنه "
" أنت ساذج و غبي مثله تماماً"
-----
" منذ البداية كنت علي علمٍ بهوية القاتل جونغداي، لذا... أنا فقط كنت أنتظر دوري بصمت لأنني لم أعد أرغب بهذه الحياة بعد الآن "
~~~~~~~~
ومض بعقل جونغداي ذكريات سريعة لحديثه مع ميونغ داي ثم حرك عينيه بتردد نحو هيونغجاي فرمقه الآخر بإستغراب
" هيونغجاي...ما تاريخ اليوم؟ "
همهم هيونغجاي بتفكير قبل أن يُخرج هاتفه ليري التاريخ
" إنه الثامن عشر من مايو "
جونغداي ظل ينظر إليه فابتسم هيونغجاي بعدم فهم إلي أن بدأت عينيه تتسعان تدريجياً
"هيرين الأولي،ميونغ داي الثاني ثم سيهون هو الثالت... تبقي ثلاثة "
هيونغجاي صرخ بفزع نهاية حديثه يُردد تلك الجملة من الرسالة التي وصلت جونغداي سابقاً
" يا إلهي إنها سوشيل...لقد رأت السيد أوه بالفعل و هو يقتل والدها"
و تفكير هيونغجاي جعل جونغداي يتأكد من أفكاره فوقف من مكانه سريعاً يقول بفزع
" سيهون لم يقتل بارك جونغ مين بل هيون... يجب أن ننقذ سيهون"
"ماذا؟"
هيونغجاي صرخ بفزع لكن جونغداي كان قد ركض إلي الخارج و هو يحاول الإتصال بسيهون فلحق به سريعاً
" إنه لا يُجيب هاتفه"
"قد يكون بمنزله...أو ربما منزل تشانيول"
هيونغجاي صاح من خلفه بتفكير ليومئ جونغداي موافقاً إياه
" هيونغجاي "
التفت كلاهما ينظران إلي سوهيوك الذي يركض نحوهما حتي وقف أمامهما يلتقط أنفاسه
"السيد أوه ليس بمكتبه لكن وصلنا إتصالاً من زوجته للتو ...إنها مخطوفة بمنزل بارك جونغ مين "
أعين هيونغجاي اتسعت لينظر إلي جونغداي الذي ابتلع ريقه بصعوبة ثم همس
" إنها سوشيل"
______________
أوقف سيهون سيارته أمام باب ذاك المنزل...مر عام منذ ذاك الحادث، و ها هي ذكريات الماضي ومضت بعقله لوهلة قبل أن يهز رأسه و بدأ يتقدم حتي استوقفه رنين هاتفه
أخرج الهاتف و أجاب سريعاً حين وجده رقم مجهول الهوية
" ذات مرة... "
سمع ذاك الصوت علي الجانب الآخر من هاتفه ليبتلع ريقه بصعوبة
" تأخرت بالحمام ..."
عقد حاجبيه بإستغراب و تقدم من الباب المفتوح قليلاً ليدفعه كي يُفتح تماماً ثم اتجه إلي الداخل بخطوات حذرة
"لم تُجب عليّ رغم ندائي المُتكرر لك و حينها أدركت أنني لا أستطيع أن أتحمل فقدانك "
"سوشيل "
همس بتفاجؤ حين رآها تقف أمامه ترتدي ثياباً سوداء و قلنسوة تغطي رأسها، تضع الهاتف علي أذنها و بيدها الأخري تضع جهازاً صغيراً أمام شفتيها يُصدر ذاك الصوت فرفعت عينيها الدامعتين تنظر إليه بعبوس
_________
Flash back
" لكن أبي لم ينتحر تشانيول...كلانا رأي ذلك... لقد قتله رجال الشُرطة أمام عيناي"
سوشيل صرخت ببكاء ليتنهد تشانيول ثم اقترب منها ليجلس علي ركبتيه أمامها ثم أمسك بكفيها المُرتجفين
"لقد رأيتي بنفسك ما كتبه عمي بمذكراته، لا يُمكننا الوثوق برجال الشرطة و ما حدث أمر متوقع منهم "
" هذه المرة سأنتقم أنا "
هسهست بحقد لتسحب يديها من خاصتي تشانيول و مسحت دموعها بعشوائية فعقد حاجبيه
"سوشيل...كم مرة حذرتك من التفكير بأمر هذا الإنتقام؟ نحن لسنا رجال عصابات سوشيل و هذه ليست شخصيتكِ أبداً لذا توقفي عن التفكير بهذه الأمور "
______________
" سوشيل! "
تشانيول رفع حاجبيه بتفاجؤ حين وجدها أمام باب منزله مُبللة بالكامل و تبكي بهيستيرية فتبادل النظرات بينها و بين السلالم يذكر أنها كانت نائمة بغرفتها
" أين كُنتِ؟ "
احتضن كتفيها يُساعدها بالدخول إلي أن جلست علي الأريكة فركض نحو غرفتها يُحضر منشفة لأجلها و عاد إليها ليُساعدها بتجفيف شعرها
"ماذا حدث سوشيل؟"
سألها مُجدداً بنبرة قلقة فتمتمت بكلمات غير مفهومة إلي أن التقطت أذني تشانيول كلمة واحدة
"قتلته "
" قتلتِه؟ من؟ سوشيل ماذا فعلتي؟"
انحني نحوها ليمسك بذقنها يجعلها تنظر إليه فضمت شفتيها ببكاء
" لقد قتلته...هو ساعدهم بقتل أبي لذا قتلته... سأقتلهم جميعاً"
"يا إلهي، أنتِ ماذا فعلتي سوشيل؟"
______________
" لماذا سأنتقل إلي هنا؟"
سوشيل عقدت حاجبيها تنظر إلي المنزل المُهترئ ليتنهد تشانيول
"يبدو بأن هناك من يبحث عنكِ بسبب قتل والدكِ لذا هذا المكان بعيد عن أعين الجميع و لن يعرف أي أحد عن أمر تواجدكِ هنا"
" لقد أخبرتك سابقاً...لا يُمكننا الوثوق بهم...هذه حرب تشانيول و علي أحد الطرفين أن يموت"
زمت شفتيها بعبوس ليومئ الآخر رغم إدراكه أن الإنتقام ليس بالشيء السهل إلا أنه أيضاً مدرك أن ابنة عمه لن تتوقف عن ما بدأته و بالوقت ذاته لا يُمكنه تركها وحدها تفعل ذلك
_____________
" لا أعرف سوشيل...لا أشعر بالراحة تجاه هذا التخطيط، أخشي أن تتحولي لتُصبحي مثلهم"
تشانيول تحدث بقلق لتزفر سوشيل
" تشانيول أنا أيضاً خائفة لكن كابوس من ذاك اليوم يُطاردني... لا يُمكنني نسيان حقيقة أنهم قتلوا أبي، لم يقتلوا عائلتي فقط بل لوثوا سمعة أبي البريئ...إذا أردت يُمكنك الإنسحاب و صدقني لن... "
توقفت عن الحديث حين سمعت صوت خطوات تدخل المنزل فعقد تشانيول حاجبيه و اختبأ سريعاً ليُخرج مسدسه من حزام بنطاله
قبض علي المسدس بكلتا كفيه يستمع إلي تلك الخطوات التي تتجول بالمنزل إلي أن لمح ظلاً لشخص طويل يقف أمام سوشيل
تشانيول أوشك علي الهجوم عليه لولا صوت سوشيل الطفولي الذي سمعه
"أ أبي؟!"
فتراجع عن فكرته حين أخفض سيهون سلاحه...ربما لم يكن مُخططاً له لكن سيهون دون أن يُدرك ذلك جعل من القاتل المجهول أكثر قرباً منهم جميعاً
________
"ماذا تقصدين بأنكِ هربتي من منزله؟"
تشانيول استقام من مكانه سريعاً ينظر إلي سوشيل الباكية و قد كان مُدركاً بأنها قامت بإرتكاب جريمة أخري تحت مسمي الإنتقام
" كان يجب أن أقتل هيون...لكن سيهون ،إنه يبحث عني بلا شك... ماذا أفعل الآن؟"
"حسناً اهدئي و لنُفكر بحل سوياً "
تشانيول ساعدها بالجلوس ثم ذهب لإحضار كوب ماء من أجلها قبل أن يعود ليجلس أمامها
" اذهبي إلى مركز الشُرطة و قومي بتقديم شكوي ضده.."
"ماذا؟ لكن ذاك المدعو ميونغ داي سيعرف بأنني... "
تشانيول همهم بالنفي ثم ابتسم ليُربت علي كتفها بلطف
" ميونغ داي لن يعرف شيئاً...ستصفين أوه سيهون لهم و سيقومون بإستدعائه حينها هو سيجدك...سأساعدكِ بذلك ،لا تقلقي "
____________
" تشانيول لا يُمكنني الخروج من هنا خاصة مع وجود رجالك بالخارج...سيهون لن يصدق أي شيئ إذا هربت مُجدداً، هل يُمكنك مُساعدتي؟"
تشانيول تنهد و أغلق الهاتف لينظر إليه قليلاً
و حينها هو اتخذ من أمر مرض سوشيل حجة لتنتقل معه
لكن ما فاجئه هو أنها كانت مريضة حقاً
و ليس أي مرض
بل ابنة عمه كانت حامل من زوجها و الذي يفترض أن لا تنشأ بينهما أي علاقة من أي نوع لأن نهايتها قد قررتها سوشيل مُسبقاً
"ما التالي سوشيل؟"
تشانيول سألها بجدية و تكتف لتنظر إليه سوشيل بخجل ثم أخفضت رأسها مجدداً تنظر إلي الفراش
"حمل؟... هذا شيئ لم نتفق عليه أبداً...هل تُحبين سيهون ؟"
ضيّق عينيه بتساؤل فعضت سوشيل علي شفتها السُفلي تمنع نفسها عن البكاء فرفع تشانيول رأسها بوضع أنامله أسفل ذقنها
"تُحبينه،هذا واضح للغاية في الواقع"
رفع كتفيه ثم أخفضهما بحركة سريعة ليتنهد بعدها
" أنهي كل شيئ سوشيل، انسي الماضي و لا تُفسدي حياتك أكثر من ذلك"
"أنسي الماضي؟ لقد قتل أبي أمام عيناي"
همست بصوت مختنق ليعقد تشانيول حاجبيه
"كان يجب أن تضعي هذا أمامك قبل أن تنجرفي خلف مشاعركِ "
ابتلعت سوشيل ريقها ثم رفعت رأسها نحوه
"مشاعري شيئ يُمكنني التعامل معه لذا لا يوجد شيئ قد تغير "
" بلي يوجد سوشيل... يوجد هذا الطفل البريئ الذي ينمو بداخلك"
وضع كفه علي بطنها لترتجف شفتي الأخري و بتلعثم همست
" سو..ف... أجهض هذا.. الطفل "
" تجهضينه؟"
صاح بصدمة و وقف من مكانه ينظر إليها بعدم تصديق
" لا سوشيل...أنا لن أسمح لكِ أن تقتلي طفلك...لقد ساعدتك بالفعل في كل شيئ لكن هذه الجريمة علي وجه الخصوص لن أساعدك و لن أسامحك عليها أبداً إذا قمتي بها"
صاح بوجهها بإنفعال لتبكي هي بصمت فانحني نحوها مُجدداً يُمسك بوجهها كي تنظر إليه
"افعلي ما تُريدين سوشيل، إذا أردتِ يُمكنكِ استكمال انتقامك و إذا أردتِ أن تلغي الأمر فافعلي ذلك لكن ما يهمني هو أن هذا الطفل لن تقتليه "
________________
" سوشيل "
تشانيول حرك عينيه نحوها ثم وقف من مكانه ليتقدم منها حيث كان يجلس بغرفة المعيشة و هي تقف بمقدمة السلالم
" هيرين؟"
سألها بهدوء فأومأت بعبوس قبل أن تلتفت كي تنظر إليه
" أنا أصبح وحشاً مثلهم تشانيول "
تمتمت بصوتٍ مُختنق ليتنهد تشانيول ثم اقترب منها ليحتضنها بلطف
"أخبرتك أن تتوقفي عن هذا "
"لا يُمكنني...لقد قتلوا عائلتي بدم بارد، أنا حقاً لا أستطيع تخطي الأمر "
تشانيول زفر بضيق حين شعر بإرتجاف جسد الأخري ليُساعدها بالصعود إلي غُرفتها ثم خرج من الغرفة
و كما توقع هو وجدها تبكي حين عاد إليها مرة أخري...إنها عادة سوشيل بعد كل إنتقام
لكن هذه المرة كانت هيستيرية
و كأنها نادمة لكن لا يُمكنها التوقف
" سوشيل...توقفي رجاءً هذا ليس جيداً لصحة طفلك"
وبخها بإنزعاج فتجاهلته تستكمل نحيبها مُتشبثة بغطائها بكفين ترتجفان
استقام بوقفته حين دق جرس المنزل و بهدوء قال
"اتصلت بزوجكِ، أعتقد أن تواجدك معه سيكون أفضل من التواجد معي أنا"
أعين سوشيل اتسعت لترفع عينيها نحو تشانيول لكن الآخر تجاهلها و خرج لإستقبال سيهون
حركت عينيها بالأرجاء بخوف و كأن سيهون اكتشف أمرها...كانت تائهة بين فكرتين
احداهما أن تركض إلي ذراعي سيهون تختبئ هناك من العالم أجمع وبالفعل هي تركت مكانها و ركضت نحو الباب لكن استوقفتها الفكرة الأخري
أن تختبئ بسريرها وحدها كي لا تعتاد علي سيهون أكثر من ذلك
رفعت رأسها بشهقة متفاجئة و تجمدت بمكانها حين رؤية تشانيول يدخل الغرفة مجدداً فتقدم منها لتتراجع حتي جلست علي طرف السرير
"لم... اتصلت به؟"
سألته بصوت ضعيف فجلس تشانيول بجانبها ليُشابك كفيه سوياً و همس بجدية
"لا يُمكنني مساعدتكِ بعد الآن سوشيل، أنتِ تُفسدين حياتكِ و أنا لا يمكنني مساعدتك بهذا أكثر...إذا أردتِ يُمكنكِ إجهاض هذا الطفل أو اختاري سعادتك و انسي الماضي ثم ابني حياة سعيدة مع سيهون...لن أقول شيئاً و لن أفرض رأيي عليكِ لكن يجب أن تتذكري...أنتِ تنتقمين من أولئك الأشخاص لأنهم قتلوا عائلتك لكنكِ تنوين قتل فرد جديد منها لذا أنتِ لا تختلفين عنهم بشيئ "
التفت ينظر إليها ثم أخفض نظراته نحو بطنها يُشير إلى طفلها بحديثه
____________
" تم إلقاء القبض علي ميونغ داي "
تشانيول تحدث مع سوشيل علي الهاتف فاستقامت الأخري بجلستها تنظر إلي الفراغ
" هو بالسجن الآن سوشيل، لن تقتليه أليس كذلك؟ "
زمت شفتيها بحزن و غضب ثم هزت رأسها إلي الجانبين بعنف و هسهست
"أتمني لو يُمكنني ذلك، لكنني منذ البداية كنت أنتقم لأنني أعلم بأنهم لن ينالوا جزاء ما فعلوا...إذا قتلت ميونغ داي بعد أن تم إلقاء القبض عليه فسأكون مثلهم، فقط و كأنني أستمتع بالقتل "
تشانيول تنهد براحة ثم ابتسم
" لا تعرفين كم أنا ممتن لإجابتك هذه، علي الأقل تأكدت أن بعد ما حدث مازالت سوشيل خاصتي بريئة كما كانت دائماً "
همهمت بصوتٍ مُرتجف ثم مسحت علي عينيها بعبوس
" سوشيل عودي إلي منزل سيهون رجاءً...أوقفي إنتقامكِ إلي هنا "
" أردت فعل ذلك...لكن لا يُمكنني النظر بوجهه دون تذكر ما حدث مع أبي "
____________
" تشانيول عُد إلي أسبانيا "
سوشيل همست بهدوء محاولة تصنع القوة أمام ابن عمها لكن الآخر لم ينخدع
"ماذا ستفعلين سوشيل؟ "
" ما اتفقنا عليه منذ البداية "
" ظننتكِ نسيتي الأمر، لماذا احتفظتي بالطفل إذاً؟ "
اندفع بتساؤل و أمسك بكتفيها فدفعت يديه بعيداً عنها ثم تنهدت
" سأحتفظ بالطفل لأنني لن أقتل طفلي ..."
"لا يُمكنني تصديقك، لم تفعلين هذا بنفسك ؟ "
" هم من فعلوا هذا بي تشانيول...هم من أفسدوا حياتي "
شهقت باكية ليحك تشانيول جبينه بتوتر
" لنُغادر سوياً و ننسي كل شيئ سوشيل...لا أشعر بالراحة نحو الإنتقام من سيهون...حين أنظر إليه أشعر بأنه بريئ لا يجرؤ علي فعل شيئ سيئ "
" لكن حين أنظر أنا إلي عينيه أري دماء أبي تلوث وجهه"
قاطعته بصراخ باكي ليضم تشانيول شفتيه
"لن أترككِ هنا وحدك"
"عد إلي أسبانيا و أنا سوف ألحق بك...أعدك بذلك لكن أريد أن أنهي كل شيئ كي أتمكن من العيش براحة "
" راحتكِ ليست بالإنتقام من سيهون "
" و ليست بجانبه أيضاً "
End flash back
_______________
سيهون أخفض هاتفه ينظر إليها بأعين لامعة
باللحظات الأولي هو لم يعي علي ذاك الجهاز الذي استخدمته لتغيير صوتها أو علي أنها من كانت تتحدث معه
هو حتي لم يهتم لما قيل للتو و الذي يؤكد بأنها و القاتل نفس الشخص
فقط كل ما رآه أمامه هي زوجته التي اشتاق إليها
سيهون قطع المسافة المتبقية بينهما بخطوات واسعة حتي أصبح قريباً منها فجذبها إلي صدره يحتضنها بقوة
"يا إلهي"
همس بتنهيدة عميقة ثم ابتعد عنها قليلاً ليحتضن وجنتيها بكفيه و هو يتفحص جسدها و وجهها
"أنتِ بخير؟ ماذا فعل بكِ؟ يا إلهي لقد اشتقت إليكِ كثيراً"
نبس بلهفة ليُقبّل جبينها ثم عقد حاجبيه بلطف و هو يمسح دموعها
"لا تبكي أنا هنا الآن و كل شيئ سيكون بخير "
همهمت سوشيل ثم رفعت كفيها لتمسح دموعها بعشوائية و هي تبتعد عنه
"نعم.. كل شيئ سيكون بخير "
زفرت بأنفاس مُرتجفة ثم تقدمت من بقعة معينة لتقف هناك و بعدها رفعت عينيها نحو سيهون و ابتسمت من بين دموعها
" هل كان يقف هنا حين قتلته؟ "
انتفض قلب سيهون حين التقط المعني خلف سؤالها ليقترب منها فأخرجت سلاحاً من حزام بنطالها و وجهته نحوه تجعله يتوقف سريعاً
"سوشيل اسمعيني أولاً... ذاك الشخص كذب عليكي حسناً؟ أنا لم..."
"سيهون أفق فلا يوجد شخص آخر بل أنا... لقد كنت أنا "
صاحت به بإنفعال و ختمت حديثها بضعف ليعقد سيهون حاجبيه ثم بدأ يستوعب الأمر بهدوء
ذاك الجهاز، الهاتف و حتي ما قيل
هو بدأ يعي لكل ما يحدث حوله فابتلع ريقه...بالنهاية القاتل لم يكن سوي سوشيل
" لم... أقصد أن أقتله "
همس و عينيه كانتا تنظران إليها بتفحص يحاول استيعاب تلك القسوة التي تحملها نظراتها نحوه
"لقد رأيتك سيهون...رأيت كيف أصبت رأسه بتلك الرصاصة، في الواقع كنت أري المشهد كل ليلة طوال العام"
ارتجف صوتها ببكاء حين أجهش سيهون باكياً بضعف
" والدكِ كان رجل عصابة لكن لم أقصد قتله"
"أبي لم يكن كذلك"
صرخت به بإنفعال ثم شهقت ليمسح سيهون علي وجهه بحزن
" سوشيل صدقيني.. "
" كيف أصدق رجلاً حاول قتلي بلقائنا الأول؟ "
قاطعته بسخرية لتمسح علي وجهها بكفها الحُرة
" سوشيل أنا حقاً آسف... هلا أخفضتي هذا السلاح و لنتحدث بهدوء "
تحدث و هو يقترب منها بحذر فعقدت حاجبيها لتصرخ به بغضب
"عد إلي الخلف"
أومأ و توقف عن التقدم منها ثم ابتلع ريقه
" لا تتحدث بشيئ لأنني لا أثق بك و لا أصدقك سيهون...أنت قتلت أبي من ثم حاولت قتلي...برأيك أتبدو كشخص يستحق الثقة؟ "
أمالت برأسها بعبوس ليُغلق سيهون عينيه للحظات ثم أعاد فتحها مُجدداً حين أكملت هي
" و بماذا سنتحدث؟ إنها النهاية سيهون...لا يُمكننا أن نكون سوياً بعد كل ما حدث، لقد قتلت أبي و ساعدتهم بقتل عائلتي بينما أنا... "
أشارت إلي نفسها ثم قهقهت بسخرية بينما تحك رأسها بمقدمة السلاح ما جعل من قلب سيهون ينقبض بخوف و هو يراقب حركة المسدس
" لقد قتلت الكثير من الأشخاص..."
"لا يهم...لا تهتمي للآخرين، فقط نحن... أنا و أنتِ ،دعينا نتحدث عن أنفسنا و لننسي الآخرين "
سيهون تحدث بهيستيرية لتنظر إليه سوشيل بأعين تشوشت رؤيتها بفعل دموعها
هي رأت كيف كان سيهون غريباً
حديثه لم يبدو طبيعياً لكنه كان صادقاً بصورة مخيفة
" ألم... تمتلكي أي مشاعر حقيقية نحوي؟ "
همس بضعف لتنظر إليه سوشيل قليلاً ثم أومأت بإبتسامة منكسرة
"امتلكت...لقد أحببتك بالفعل سيهون"
قهقهت بسخرية لتوجه السلاح نحوه
"أخبرتك بهذا منذ قليل لكنك لم تلحظ ذلك... أحبك سيهون"
ابتلعت ريقها ثم ضمت شفتيها بعبوس
"لذا لا يُمكنني قتلك...أنت الشخص الذي يجب أن يتعذب و ليس أنا...و قد أدركت أن موتك عذاباً لي بذلك اليوم الذي تأخرت به بالحمام و لم تُجب عليّ...ظننت أن مكروهاً قد أصابك و تلك الفكرة لم أتحملها أبداً...حينها فقط أدركت أنني لا أستطيع التحكم بمشاعري"
حركت يدها بالسلاح لتستقر بجانب رأسها فاتسعت أعين سيهون و هز رأسه بهيستيرية
" سيكون هذا عقابك علي ما فعلته بي سيهون "
" سوشيل، رجاءً لا تفعلي هذا بي "
صرخ ببكاء لتبتسم سوشيل
" أنا و طفلي لا نستحق هذا العذاب لذا يجب أن ينتهي كل شيئ "
" لا...سوشيل نحن... نحن يمكننا أن نبتعد عن هنا، لننسي كل شيئ، أنا و أنتِ و طفلنا فقط، رجاءً سوشيل "
تنفس بوتيرة سريعة و هو ينظر إلي كفها القريبة من رأسها تحمل ذاك المسدس إلي أن سمع كلاهما صوت سيارات الشُرطة فاتسعت أعين سيهون بينما سوشيل التفتت تنظر نحو الخارج
" الشرطة تصل متأخرة دائماً، اتصلت بهم منذ وقت طويل و ها هم للتو قد وصلوا "
قهقهت بسخرية ثم شهقت بتفاجؤ حين وجدت نفسها مُقيدة بين ذراعي سيهون الذي احتضنها بعدما قطع تلك المسافة التي كانت تفصل بينهما
"لنهرب سوشيل، دعينا ننسي كل شيء و نهرب رجاءً"
همس ببكاء و ذراعيه ضاقتا حول جسدها لتبتسم سوشيل
" لا يُمكنني فعل ذلك و أنا أري روح أبي تطوف حولك دائماً "
همست بخفوت لتُغلق عينيها حين شعرت بسيهون يحتضنها بقوة أكبر ما جعلها تشعر بإرتجاف جسده بأكمله
"سوشيل "
غمغم ببكاء حين سمع خطوات رجال الشرطة تقترب منهما لتتنفس سوشيل بعمق ثم ضغطت علي الزناد فأطلقت رصاصة عشوائية خلف سيهون الذي يحتضنها
و بسبب صوت تلك الرصاصة أطلق بعض رجال الشرطة النيران نحو سوشيل فبسبب ثيابها لم تبدو كإمرأة من الخلف
"توقفوا عن إطلاق النار"
صرخ بهيستيرية ليدخل كلاً من جونغداي و هيونغجاي و هما يلتقطان أنفاسهما فاتسعت أعينهما حين رؤية الدماء تُغطي ثياب سوشيل السوداء من الخلف و سيهون الذي يحتضنها بأعين متسعة
تبادلا النظرات بصدمة بينما جسد سيهون كان يميل ببطئ مع جسد زوجته الغارقة بدمائها حتي جلس أرضاً
" سوشيل"
همس بصوتٍ مُختنق لترمش سوشيل بتعب ثم أغلقت عينيها فاحتضنها بقوة و هو يصرخ بأعلي صوت يمتلكه ليركض جونغداي إلي الخارج كي يستدعي سيارة الإسعاف بينما هيونغجاي ظل بمكانه ينظر إلي سيهون
هيونغجاي كان موقناً أن انهيار رئيسه بهذه الطريقة يعني أنه بالفعل قد فقد زوجته
و سوشيل لم تبدو بأنها علي قيد الحياة
بعدما أدرك رجال الشرطة هوية الشخص الذي قتلوه و الذي كان القاتل بالفعل لكنه بالوقت ذاته زوجة قائدهم أصبح المكان فوضوياً فجأة من حول سيهون لكنه لم يكن يسمع شيئاً سوي صوت صراخه و لا يشعر سوي بنزيف قلبه ألماً و حزناً علي زوجته
"لا تتركيني سوشيل"
صرخ بتأوه عالٍ و هو يضم رأسها إلي صدره بقوة لكن ما كان هناك إجابة من طرفها
سيهون لم يكن يُبالغ حين قال سابقاً بأنه سيلحق بزوجته إلي الجحيم فقط كي يكون معها
لكنها غادرت و تركته وحده يتألم من بعدها
The End
👀
لأ بس البارت مطلعش نكدي زي ما كنت متخيلاه 🌚
Happy ending - - - - - > soon...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top