Happy Ending 2/2

Start

بشعر مُبعثر و أعين ناعسة استقام سيهون بجذعه لينظر إلي الفراش بتيهٍ يحاول استعادة وعيه و معه يستعيد ذكريات الليلة السابقة

لقد نام كشخص وقع بغيبوبة طويلة، لم يشعر بما حوله أو يسمع شيئاً

نام إلي ظهيرة اليوم التالي براحة لم يشعر بها منذ أشهر طويلة

ابتسم بخفة حين تذكر ما حدث البارحة...ابتداءً من ظهورها إلي أن غفي بحضنها و هو يتشبث بها كطفل صغير يخشي أن تتركه والدته

"سوشيل"

نادي بصوتٍ مسموع ليزيح الغطاء جانباً و تحرك من مكانه ليبحث عنها لكنها لم تكن هناك فقهقه

"بالطبع لم أكن... أتخيل"

ابتسامته زالت تدريجياً ليمسح علي شعره بقهقهات ساخرة

"أنا لم أفقد عقلي بعد"

تمتم ليركض نحو الحمام كي يغتسل و بعدها بدّل ثيابه قبل أن يخرج باحثاً عن صوفيا

"سيدة صوفيا"

صاح بأنفاس ثقيلة و هو يطرق علي باب منزلها بقوة إلي أن فتحت الخادمة الباب بحاجبين معقودين و أوشك علي نداء السيدة صوفيا مجدداً لولا أنها خرجت من خلف الخادمة

" سيدة صوفيا"

همس بتنهيدة خافته ثم تقدم منها ليُمسك بكفيها مُتسائلاً بلهفة

" البارحة أتت إمرأة ذات شعر قصير إلي هنا، ملامحها تبدو حادة و ابتسامتها لطيفة كما..."

"أوه ماريا"

قاطعته بضحكة قصيرة ليومئ بسرعة

"هي...كانت هي حقاً أليس كذلك؟"

حركت عينيها بدائرية و هي تومئ إليه بقهقهة خافته فتنهد سيهون براحة ثم ضغط علي كفي صوفيا

" أين منزلها؟"

" لا منزل لها"

همهم بعدم فهم لتحك صوفيا مؤخرة رأسها ثم ابتعدت عنه لتُحضر هاتفها ثم عادت إليه

" تحدث مع جونغداي أولاً "

رفع حاجبيه بإستغراب لتبتسم الأخري ثم اتصلت علي جونغداي و انتظرت قليلاً إلي أن أجاب 

" مرحباً"

أعين صوفيا اتسعت بحماس لتوجه هاتفها نحو سيهون ليلتقطه سريعاً

"جونغداي"

سيهون همس بخفوت ليعتدل جونغداي بجلسته و ترك سومين الصغيرة التي كان يُداعبها لتحملها روز سريعاً

" ما رأيك بأسبانيا؟"

"لماذا لم تُخبرني أنها مازالت علي قيد الحياة؟"

سيهون وبخه بعبوس فرفع جونغداي كتفيه و ابتعد عن الآخرين متوجهاً إلي الغرفة التي نام بها البارحة

" حالة سوشيل لم تكن مستقرة خاصة و أنها نزفت كثيراً و كانت حامل بذاك الوقت لذا بالطبع لم أكن لأخبرك كي لا تتأمل دون داعٍ "

حك مؤخرة رأسه نهاية حديثه ليُهمهم سيهون بتفهم ثم ابتلع غُصته هامساً

" لكنها تركتني مُجدداً...أعتقد أنها لا تُريد أن تبقي مع الشخص الذي قتل والدها بعد كل شيئ "

" حسناً بالنسبة إلي ذلك الأمر فقد أخفيت عنك شيئاً آخر... "

بتردد جونغداي نبس لتضيق عقدة حاجبي سيهون

" لم أرغب بإخبارك بهذا الأمر بعدما فقدت سوشيل كي لا أجرح مشاعرك أكثر من ذلك لكن بالواقع..."

جونغداي سحب نفساً عميقاً ليبتلع سيهون ريقه بتوتر و همهم يحثه علي الحديث

" أنت لم تقتل بارك جونغ مين...هيون هو من فعل ذلك و استغل الفرصة ليُلقي باللوم عليك...ميونغ داي أخبرني بذلك لذا حين اكتشفت أن سوشيل تذكر الحادثة أردت أن أخبرها بالحقيقة لكنني وصلت متأخراً...سيهون أنا آسف لأنني..."

"لا.."

سيهون قاطعه بشهقة مكتومة ليهز رأسه إلي الجانبين

" بل شكراً لكل ما فعلته لي جونغداي...لقد أنقذت سوشيل و أنقذتني أيضاً لذا أنا مُمتن لك.. "

" إذاً هل يُمكنني طلب شيئ بالمُقابل؟ "

همس بتردد ليُهمهم سيهون سريعاً

" بالطبع...أي شيئ "

" هل يُمكنك زيارة ميونغ داي؟ أعرف أنك لم تسامحه بعد لكن...أبي كان سبب كل شيئ و ميونغ داي لم يرغب بأن يكون سيئاً "

"هل تُدافع عنه الآن ؟ "

سيهون رفع حاجبيه بتفاجؤ ليُهمهم جونغداي

" استعد زوجتك أولاً ثم نتحدث بكل شيء حين تعد إلي كوريا "

" حسناً...شكراً لك جونغداي"

بإمتنان همس سيهون ليُغلق الهاتف ثم أغلق عينيه قليلاً

هو كان مخدوعاً بالكامل بـهيون

هو حاول تذكر ما حدث حينها ليزفر بضيق فهو بجدية لولا إلقاء اللوم عليه من طرف هيون لما ظن أنه القاتل

" أري أنك انتهيت "

فتح عينيه ينظر إلي صوفيا التي تبتسم بإتساع فابتسم بالمُقابل

" أين ماريا؟"

"لقد وعدتها بأنني لن أخبرك بذلك؟"

أجابته بأسف لتختفي ابتسامته تدريجياً فضمت صوفيا شفتيها قبل أن تصفق بحماس

"لكن يُمكنني إخبارك بمكان بارك تشانيول"

_____________

" جونغداي"

أغلق الهاتف و التفت نحو روز ليبتسم إليها ثم تقدم منها ليحمل سومين قائلاً بمرح

" هذه الصغيرة تخطف عقلي كلما رأيتها"

ابتسمت روز و رفعت كفها لتمسح علي وجنة طفلتها بلطف هامسه

"أريد أن يراها ميونغ داي "

رفع عينيه نحوها بتفاجؤ فابتلعت غُصتها و بإبتسامة منكسرة بررت

"إنها ابنته أيضاً"

" لم تنسي أمر ميونغ داي؟"

سألها عاقداً حاجبيه بخفة لتضحك روز بينما عينيها قد ذرفتا الدموع بالفعل

"أتظن لو أنني قادرة علي نسيانه كنا سنصل إلي هذه المرحلة؟ "

جونغداي أومأ بخفة موافقاً إياها لتتنهد روز

"لطالما أخبرته أنني أحبه لكن ميونغ داي لم يمتلك الثقة نحوي أو نحو أي شخص آخر "

" مشاعرك لم تتغير حتي بعد معرفتك بما فعله؟"

جونغداي بعدم تصديق تسائل لتنفي روز

" لقد أحببت ميونغ داي منذ البداية و أنا أعرف بأنه شخص سيئ لذا إذا كان أكثر سوءاً مما أعرف فهذا لن يُغير شيئاً... السيء سيء جونغداي "

" سوف أترك التحقيق و أبدأ بالكتابة عن الحب إنه هوس يحتاج إلي مقالات لتتحدث عنه "

تحدث بجدية مُصطنعة ثم ضحك لتضحك روز و هي تلحق به

"سأتحدث مع جيون قليلاً"

التفت ليُعطي سومين إلي والدتها فأومأت روز و حملتها عنه لتخرج إلي غرفة المعيشة بينما جونغداي تحمحم و مسح علي ثيابه قبل أن يتوجه إلي غرفة جيون

فتح باب غُرفتها لتنظر نحوه قليلاً ثم ابتسمت

" جونغداي"

همست بخفوت فأغلق الباب و تقدم منها ليجلس علي طرف السرير بجانبها

" جيون"

همس مُقلداً إياها ليضحك كلاهما بخفة ثم رفع يده نحو وجنتها يحتضنها بلطف

"يجب أن أغادر...بالطبع لا أعرف كيف سأحصل علي إجازة مرة أخري لذا اهتمي بنفسك إلي أن نلتقي مُجدداً"

همهمت جيون لتُمسك بيده الحُرّة

" أعرف أنني طلبت بأن لا نتحدث عن الماضي لكنني أردت الإعتذار عن ما فعلته...ما كان يجب أن أتخلي عنكِ بسبب خطأ فعله ميونغ داي و روز،آسف لأنني تخليت عنكِ "

" للتو أدركت أن لا ذنب لي بذلك؟! "

وبخته بعبوس و ضربت علي كتفه ببعض القوة فتأوه جونغداي و أمسك بذراعه بألم

" يااا ها أنا أعتذر... إلهي ما هذه اليد؟ "

جعد ملامحه بألم لينظر إلي يديها ثم تنهد ليُمسك بكلتا كفيها بين خاصتيه بلطف

" جيون...حدث الكثير بهذا العام، لقد تشوشت بسبب تبادلك الأدوار مع روز ثم اكتشفت حقيقة توأمي و صديقتي المُقربة و التي فقدتها بطريقة بشعة...و من ثم اكتشفت أن الشخص الذي أردت أن أكون مثله للحصول علي اهتمام زوجتي لم يكن سوي توأمي، خيانة روز لي لم تكن مؤلمة بقدر ما آلمني حقيقة أنكِ كنتِ تعرفين بعلاقتهما...أنا فقط تمنيت أن أمتلك شخصاً واحداً صادقاً بحياتي و ظننتك ذاك الشخص "

زمت جيون شفتيها و أخفضت رأسها بخجل فابتسم جونغداي بخفة و رفع ذقنها بأطراف أنامله

" لا أقوم بتوبيخك الآن أو شيئاً من هذا القبيل...أنا فقط أبرر سبب ابتعادي عنكِ طوال هذه الفترة، أردت أن أبقي وحدي كي لا أترك الفرصة لأحد بأن يجرحني مرة أخرى لكن عند نقطة ما أدركت أنني لم أحيا وحيداً طوال تلك الأشهر بل ما أبقاني علي قيد الحياة هي تلك الذكريات التي جمعتني بكِ "

استنشقت جيون ماء أنفها لتعض علي شفتها السُفلي حين فشلت بالسيطرة علي بكائها فاحتضن جونغداي وجنتيها ليمسح دموعها بإبهاميه برقة

" إذا حدث شيئاً ما و شعرتي بأنه قد يجرح مشاعري أخبريني به فبجميع الأحوال سيتم اكتشافه لكنه يكون مؤلماً أكثر إذا تم إخفاؤه... لنكن صادقين سوياً جيون و نحافظ علي علاقتنا إلي أطول وقت ممكن"

"أنا لم أنتظرك طوال هذا الوقت لتخبرني بأن نُحافظ علي علاقتنا لأطول وقت ممكن "

صاحت بوجهه بإنفعال فعقد حاجبيه بقهقهة خافتة ثم ضغط علي وجنتيها حتي برزت شفتيها إلي الأمام لتستنشق ماء أنفها مرة أخرى

" إذاً ماذا يجب أن أقول؟ "

رفعت يديها لتحتضن كفيه حتي خفت قبضته علي وجنتيها لتهمس

" هذه العلاقة يجب أن تدوم إلي الأبد "

ابتسم جونغداي بحب ليميل برأسه بلطافة ينظر إليها قائلاً بمزاح

"و من قال أنني أريد البقاء معكِ إلي الأبد؟"

زفرت جيون بحنق لتدفع كفيه بعيداً عنها ثم ركلته بقدمها كي يقع أرضاً

"أنت مُزعج"

ضحك بصخب ليقترب من السرير و استند عليه بمرفقيه

" تمتلكين هذه القوة و أنتِ مريضة؟ واااه هذا مُبهر"

صفّق بدرامية فقلبت جيون عينيها بملل و أشارت إليه بالإقتراب ليقفز سريعاً و جلس بجانبها

"أنا أحبك لكن توقف عن إزعاجي قبل أن أركلك مُجدداً"

احتضنت وجنتيه تهمس بإبتسامة مُزيفة ثم قبّلت شفتيه بسطحية ليزم جونغداي شفتيه بإبتسامة

" تطلبين مني التوقف عن إزعاجك بينما تُقبلينني بسبب إزعاجي هذا و تظنين بأنني سأتوقف؟!"

قهقه بخبث لم يلق به فضحكت جيون حين أمال نحوها يعتليها بجذعه و استند بكفيه علي كلتا جانبيها

"لم أُقبلك لأنك مزعج بل لأنني أردت ذلك"

"حقاً؟"

أمال برأسه بإبتسامة بسيطة فهمهمت جيون لتُحرك إبهامها علي وجنته بلطف

" هل يُمكننا تعدي مرحلة القُبلة و الدخول إلي مرحلة أخري؟"

عض علي شفته السُفلي لتبتلع جيون ريقها بخجل، و بالرغم من أنه بدا لطيفاً حين حاول التحدث كشخص منحرف إلا أنها لم تتمكن من الضحك بسبب نظراته الهائمة

أغلقت عينيها ببطئ حين التقط شفتيها بين خاصتيه بقبلة لطيفه و بخفة ضغطت بأناملها علي كلتا وجنتيه ليبتسم ثم ابتعد عنها قليلاً

" يجب أن أغادر الآن لذا قبل رحيلي سأطلب شيئاً منكِ"

همهمت بأعين ناعسة تسترق النظرات نحو شفتيه فقهقه حين لاحظ ذلك و نقر بشفتيه ضد خاصتيها ثم همس

" تحدثي مع روز"

"لكن..."

عقدت حاجبيها لترفع نظراتها نحو عينيه فأكمل يقاطع اعتراضها

"روز كانت أنانية لكنها بذلت ما بوسعها كي تبقي مع من تُحب، أنتِ أيضاً أخفيتي عني كل شيئ كي لا تجرحي مشاعري أنا الشخص الذي تُحبينه، و أنا هنا أمامك أتغاضي عن كل ما حدث لأنني أحبك...ربما فقط جميعنا ضحايا للحب لذا دعينا نتفهم بعضنا البعض...ميونغ داي بالرغم من أنه لم يختر طريقه إلا أنه يُعاقب الآن علي أخطائه، يكفي أنه لا يستطيع مراقبة أطفاله و هم يكبرون أمام عينيه...و روز أسوأ عقاب حصلت عليه هو سجن ميونغ داي لذا ألا تظنين أنه يجب علي الأقل أن نكون الشيء الجيد بحياتهما؟! "

جيون أنصتت إليه بعبوس إلي أن أنهي حديثه و ختمه بقبلة طويلة علي جبينها

" أيضاً ميون و سومين لن يكونا بجانب والدهما لسنوات طويلة لذا علي الأقل دعينا نساعد الطفلين علي أن ينشآ ببيئة لطيفة و مليئة بالحب لا المشاكل...فقط لنحرص علي أن يحصلا علي مستقبل أفضل "

"تشه..و تُخبرني أنك لست ملاكاً"

تمتمت بعبوس ثم ضربت علي صدره بخفة حين ضحك علي ما تفوهت به

" سأتحدث معها...بعد كل شيئ أنا تشاجرت معها بسبب تركك لي لكنك معي الآن "

أومأ موافقاً إياها ثم استقام بجذعه و فرد ذراعيه علي كلتا جانبيه لتحتضنه سريعاً فأحاطها بهما و أخذ يميل يميناً و يساراً بلطافة

" هذه جيون التي أحبها"

_____________________

" مرحباً هل يُمكنك أن تدلني علي مكان الطبيب بارك تشانيول؟...مرحباً هل يُمكنك أن تدلني علي مكان الطبيب بارك تشانيول؟"

سيهون تمتم بالاسبانية يُكرر الجملة التي حفظها من السيدة صوفيا إلي أن دخل المشفي و توجه نحو موظفي الإستقبال

" مرحباً هل يمكنك أن تدلني علي مكان الطبيب بارك تشانيول؟ "

موظفة الإستقبال ابتسمت له بلطف ثم أومأت إليه لتُشير إلي أحد الحراس و أخبرته بشيئ ما قبل أن يطلب من سيهون أن يلحق به

سيهون سار خلفه بتوتر و هو يتلفت حوله إلي أن دخل كلاهما إلي المصعد و ذاك الحارس يُثرثر بشيء لم يفهمه سيهون فتحمحم سيهون بإحراج يتحدث بإنكليزية متلكئة

"عذراً لكن لا أفهم ما تقول، أنا لا أفهم الاسبانية"

ذاك الحارس التفت ينظر إليه قليلاً ثم أومأ برأسه ليُشير إلي سيهون بالخروج من المصعد يوجهه حيث مكتب بارك تشانيول

" سيد بارك هناك شخصاً يبحث عنك؟"

ذاك الحارس نبس بجدية بمجرد أن فتح باب مكتب تشانيول فرفع الآخر رأسه نحوه ليعقد حاجبيه

" لكن جميع مواعيد اليوم قد انتهت بالفعل"

سيهون أمال برأسه من خلف الباب حين سمع صوت تشانيول فرمقه الآخر بإستغراب قبل أن يرتفع حاجبيه بتفاجؤ

" حسناً يُمكنك الذهاب "

أشار إلي الحارس بالرحيل ففعل ذلك بينما سيهون دخل ليُغلق الباب خلفه

" أوه سيهون! لا يُمكنني إنكار ذلك لكنني متفاجئ من رؤيتك هنا "

تكتف واضعاً قدم فوق الأخري ليجلس سيهون مُقابلاً له

"أين سوشيل؟"

هسهس بحدة ليضحك تشانيول بسخرية

"إذاً هي قد هربت من المشفي للقائك أنت"

بعدم فهم سيهون عقد حاجبيه ليفك تشانيول عقدة ذراعيه و اقترب من الطاولة يستند عليها بمرفقيه

" شعرت بالغرابة لأنها تركت المشفي فجأة لكن الأمور أصبحت واضحة الآن"

"لماذا سوشيل بالمشفي؟ هل عاد مرضها مُجدداً؟" "

طرق بأنامله علي الطاولة بذعر لينظر إليها تشانيول ثم رفع عينيه نحو سيهون مُجدداً

" ألم تُخبرك بما حدث لها؟ "

" أخبرتني لكن لم تُخبرني بأنها تقريباً تعيش بالمشفي أو أي شيء من هذا القبيل"

تشانيول همهم بتفهم ثم وقف من مكانه ليدور حول المكتب إلي أن وقف بجانب سيهون

"الحق بي"

"إلي أين؟"

سيهون تسائل بقلق لكنه لم يتلقي إجابة فزفر بضيق قبل أن يلحق تشانيول بصمت إلي أن وصلا إلي دور آخر

وقفا أمام نافذة غرفة من الخارج و بداخلها كانت ممتلئة بأعداد من الأطفال حديثي الولادة لينظر إليهم سيهون بشرود إلي أن أشار تشانيول نحو أحد الأطفال

" أوه سولي"

سيهون رفع عينيه نحوه ليبتسم تشانيول بخفة حين لاحظ نظرات الآخر

" وُلدت بشهرها السابع...كان من الصعب أن يستمر حمل سوشيل بسبب ما حدث لذا اضطرت إلي وضع صغيرتها قبل موعد ولادتها بشهرين و بمعجزة هذه الصغيرة لاتزال علي قيد الحياة"

رفع سيهون حاجبيه بتفاجؤ ليُعيد نظراته إلي الداخل حيث تلك الصغيرة و ابتلع غُصته بينما كفه ارتفع يُلامس الزجاج بأعين لامعة

" ابنتي! "

همس بعدم تصديق فهمهم تشانيول لينظر سيهون إلي الصغيرة لبعض الوقت قبل أن يلتفت إلي تشانيول قائلاً بتلعثم

" لكن...سوشيل قالت بأنها..أنها فقدت رحمها"

تشانيول همهم مُجدداً ثم تكتف و التفت إلي سيهون يُجيبه بهدوء

" حمل سوشيل لم يكن سهلاً أبداً سواء كان ذاك بسبب فقدانها الدماء حين تلك الحادثة أو حتي بسبب حالتها النفسية لذا أنا أخبرتك بأنها كانت معجزة أن تبقي سولي علي قيد الحياة إلي الآن...كذلك سوشيل "

" لماذا لم تمنع سوشيل عن ذلك؟ لماذا لم تمنعها عن الإنتقام من نفسها بهذه الطريقة؟ "

سيهون تسائل بصوتٍ مُختنق ليمسح علي عينيه بعشوائية حين انزلقت دموعه بضعف

" سوشيل لم تتحمل ما حدث مع عائلتها و لم أتمكن من منعها عن التفكير بالإنتقام لهم لكنني لم أعرف أبداً بأنها غيّرت خطتها..."

تنهد و هز رأسه إلي الجانبين ليُكمل

" ظننت أن مشاعرها نحوك ستوقفها عن ما تُفكر به و لم أدرك بأنها ستضحي بنفسها كي لا تتألم مُجدداً بعد فقدانك "

" لكنني لم أقتل والدها،جونغذاي أخبرني أن... "

سيهون تحدث بلهفة فقاطعه تشانيول بإيماءة بسيطة

" جونغداي أخبرنا بذلك و هذا جعل سوشيل تُعاني أكثر...لا أعرف فيم تُفكر أو ماذا ستفعل لكن لا يُمكنني تحمل أفكارها بعد الآن و من الجيد أنك هنا...سوشيل و سولي بحاجتك سيهون و لا أحد يمكنه أن يأخذ مكانك بحياتهما"

بنهاية حديثه ربت علي كتف سيهون و التفت كلاهما يُراقبان تلك الصغيرة

تشانيول لم يلتفت نحو سيهون مجدداً أو يتحدث معه خاصة حين سمع شهقات مكتومة تصدر عن الآخر

فقط تركه يبكي بصمت إلي أن شعر بأنه يهدأ تدريجياً

" أين سوشيل؟ "

سيهون همس بصوتٍ مبحوح ليتحرك تشانيول و سيهون لحق به بصمت إلي أن وقفا أمام باب الغرفة حيث سوشيل

"سأخبرك بشيئ أخير قبل أن أفتح هذا الباب"

ترك مقبض الباب و استدار ينظر إلي سيهون

"سوشيل يجب أن تخضع للعلاج النفسي مُجدداً، ما حدث جعل من حالتها تسوء...ربما تقتل نفسها و تقتل الصغيرة سولي لاحقاً ظناً منها أن هذا سيجعلك تشعر بالراحة"

أعين سيهون اتسعت بخوف فرفع تشانيول كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة

"يُمكنني تفهمك لو أنك تخليت عن سوشيل بهذه المرحلة لكن لا تمنحها الأمل ثم تختفي من حياتها...لذا اتخذ قرارك الآن لأنني لا أعتقد بأن حالة سوشيل النفسية قد تتحمل صدمات أخري "

أخفض سيهون عينيه نحو مقبض الباب ينظر إليه للحظات قبل أن يخطو نحوه ثم فتح الباب ليبتسم تشانيول بخفة و غادر ليتركهما وحدهما

سيهون تنهد براحة حين رؤيته سوشيل نائمة بحقنة المُغذي مُتصلة بإحدي كفيها

أغلق الباب خلفه و تقدم بحذر ليجلس علي الكرسي بجانب سريرها

حرك عينيه علي كامل جسدها ببطئ شديد ابتداءً من شعرها القصير إلي أصابع قدمها الظاهرة من غطائها الخفيف

أمال نحوها ليحتضن كفها المجاورة له و الأخري استند بمرفقه علي المسند بجانبها و مسح علي شعرها بلطف

" حبيبتي"

همس بخفوت ثم تنهد بإرتجاف عابساً لرؤيته آثار التعب واضحة بوجهها ليميل واضعاً قبلة طويلة علي جبينها حتي شعرت سوشيل بلمسته

فرقت بين جفونها ببطئ و ما إن رأته انتفضت فوضع يده فوق رأسها يمنعها عن الاستقامة

"كيف...أتيت إلي هنا؟"

تسائلت بقلق فابتسم بخفة هامساً

"استيقظت صباحاً و وجدت بأنني أريد زيارة المشفي لذا ها أنا هنا...يُمكنني إدراك السبب خلف اختيار قلبي لهذا المشفي"

زم شفتيه بجدية مُصطنعة فعقدت سوشيل حاجبيها لتستقيم بجذعها حتي استقر علي مسند السرير خلفها

" سيهون...أنا.."

ابتلعت غُصتها لتُحرك عينيها بحركة دائرية كي لا تبكي

" لا أعرف ماذا يجب أن أفعل "

شهقت باكية و أخفضت رأسها ليتنهد سيهون

" ماريا... "

همس بخفوت فرفعت عينيها نحوه بتفاجؤ ليبتسم بخفة ثم أمسك بكلتا كفيها يحتضنهما بين خاصتيه

"سأُخبرك أنا بما سنفعله كلانا..."

رفع حاجبيه بتوكيد حين نطق كلمة 'كلانا' فحركت سوشيل رأسها بخفة مُنصتة إليه

"أنا أوه سيهون عاطل عن العمل حالياً لكن سأبحث عن عمل هنا، و أنتِ أوه ماريا زوجتي...عائلة صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد نعيش هنا في أسبانيا و لا نمتلك أي أقارب سوي بارك تشانيول...لا أعتقد أن أي شخص آخر سيترك حياته و يبحث خلفنا"

"بهذه السهولة؟"

قاطعته بنبرة منكسرة حملت القليل من السخرية بطياتها فنفي سيهون برأسه

" لا ليس بهذه السهولة و لن يكن سهلاً أبداً لو أن كلينا لم يتخطي ما حدث...لقد جربنا الإبتعاد عن بعضنا و لم يكن سهلاً بل كان أسوأ ما عايشناه طوال الفترة الماضية لذا دعينا نجرب أن نكون معاً لربما ننجح..."

ضغط علي كفيها بخفة حين أوشكت علي الرفض ثم رفع إحدي يديه ليمسح دموعها برقة

" لن تري والدكِ يطوف من حولي مجدداً كلما رأيتي وجهي لأنني لم أقتله،و أنا لن أري بوجهك سوي المرأة الوحيدة التي أحبها لأنني لم أخسر شخصاً جيداً...جميع من فُقدوا امتلكت معهم ذكريات مزيفة و صديقي الذي أحببته بصدق لازال علي قيد الحياة لذا لم أخسر شيئاً..."

"أنا حقاً أردت أن أموت لكن... "

تمتمت ببكاء ليبتسم سيهون من بين دموعه هو الآخر و رفع وجهها بوضع أنامله أسفل ذقنها يجعلها تنظر إليه

" وجود سولي منعكِ عن ذلك.. "

أعين سوشيل اللامعة اتسعت بخفة و حاجبيها ارتفعا بتفاجؤ ليميل سيهون برأسه

" إنه القدر...ربما قدرنا أن نكون سوياً "

" لكن سولي لا تستحق أن تمتلك والدة مثلي قد أتسبب في جعلها شخص سيئ بالمستقبل "

قاطعته ببعض الإنفعال ليتنهد سيهون

" أنتِ لستِ سيئة...فقط كنتِ تنتقمين لعائلتك "

" أنت الآن تُبرر القتل"

"لا...بل أبرر ما فعلتيه أنتِ كي ننسي و لأنني واثق بأنكِ لن تفعلي شيئاً كهذا مُجدداً و لأنني واثق أيضاً بأنكِ ستعتنين بطفلتنا حتي تُصبح شخصاً جيداً..."

قاطعها بنبرة عالية لتبتلع سوشيل ريقها و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه فأكمل بهدوء

" والد جونغداي كان سيئاً لكن ها هو جونغداي أمامك هل هو شخص سيئ؟ الإجابة هي لا بل هو شخص أكثر من رائع... مهما بلغنا من السوء يُمكننا أن نُربي طفلتنا علي الأفضل سوشيل"

"أنت الآن تتحدث بثقة لأنك اشتقت إلي لكن بعد مرور بعض الوقت ستُدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته بتشبثك بي "

همهم ليومئ بحركة عنيفة

" حسناً حينها سأتحمل نتائج هذا الخطأ... "

أمال نحوها قليلاً ليُقبل وجنتها برقة ثم تهمس بخفوت

" ليت جميع الأخطاء تُشبه هذا لإرتكبتها دون تفكير "

ضحكت سوشيل بخجل لتمسح دموعها و هي تشيح بنظراتها جانباً فاعتدل سيهون بجلسته و احتضن وجنتيها ليمسح دموعها بدلاً منها

" تشانيول قال أنني بحاجة إلي..."

"أعرف لقد أخبرني بذلك"

قاطعها بهدوء فرفعت حاجبيها بتفاجؤ قبل أن تسأله بتردد

" و ما رأيك أنت؟ "

أخفض كفيه عن وجنتيها لينظر إليها لبعض الوقت بصمت قبل أن يُجيبها بتنهيدة خافته سبقت حديثه

" لقد اخترت أن أفتح باب هذه الغرفة لأكون بجانبكِ...اخترت أن نكون معاً إلي الأبد لذا سأُخبركِ بشيئ ما"

همهمت بتساؤل تُحثه علي استكمال حديثه فأخفض عينيه ينظر إلي يدها المجاورة له و بلطف احتضنها بين كفيه قبل أن يُعيد نظراته نحو عينيها قائلاً بجدية

" لذا إذا فكرتي بإنهاء حياتك ظناً منكِ بأنني سأبقي بجانب سولي فأنتِ مُخطئة، هذه المرة سألحق بكِ حيث تكونين لذا لأجل طفلتنا ابقي معي"

"سيهون..."

همست بتلعثم و جذبت يدها من بين خاصتيه كي لا يشعر بإرتجاف جسدها... و لن تنكر بينها وبين نفسها علي الأقل فهي بالفعل فكرت بذلك بعد أن تركته باليوم السابق

" أعتقد بأنني لست الوحيدة التي تحتاج إلي علاج هنا "

قهقهت بتوتر ليضحك سيهون ثم رفع ذراعيه يدعوها إلي احتضانه

"يُمكنكِ قبول هذا العرض بلا تراجع أو أن تتركيني أنتظر الإجابة إلي وقت غير معلوم"

صنع تواصلاً بصرياً معها يحاول فهم ما يدور بخاطرها فأخفضت سوشيل عينيها تنظر إلي صدره بتوتر حتي اهتزت مُقلتيها بوضوح

"أنت لن تتركني لاحقاً؟"

"لقد جربت بالفعل ألم ابتعادكِ عني لذا بثقة الإجابة هي...مستحيل أن أفعل ذلك"

أجابها بثقة فابتلعت ريقها لترفع عينيها نحو خاصتيه مُجدداً

"و لن تجرحني بكلماتك حين نتشاجر و تذكر ما حدث بالماضي؟"

"أوه ماريا لا ماضي لها سواي أنا...لذا لا بأس بذكر الماضي "

ابتسم بحنان لترتجف طرف شفتيها إلي أن ارتسمت عليهما ابتسامة لطيفة و بتردد اقتربت منه حتي استقر رأسها فوق صدره فأحاطها سيهون بذراعيه سريعاً

" لا يُمكنكِ التراجع الآن "

همهمت بإيماءة بسيطة و رفعت إحدي كفيها تحتضنه ثم ربتت علي ظهره من الخلف هامسة

" كن...حاضري و مستقبلي أيضاً سيهون"

________________

بعد أن تأكد سيهون من نومها انسحب من الغُرفة و أغلق الباب خلفه بحذر ليتنفس بعمق

حرك رأسه بالأرجاء يتذكر الطريق الذي سلكه حتي وصل إلي هنا يعود إلي تلك الغُرفة حيث ابنته

تقدم من هناك يقف خلف الزجاج حيث كان يقف تشانيول الذي التفت ينظر إليه قليلاً قبل أن يُعيد نظراته إلي تلك الصغيرة بالداخل هامساً

"كنت واثقاً من عودتك إلي هنا"

همهم سيهون ليبتسم بخفة و عينيه ترمقان الطفلة بدفء

"أردت توديعها"

أعين تشانيول اتسعت بصدمة و التفت ينظر إلي سيهون الذي ضحك بخفة

"لا تقلق..."

تنهد و استدار بجسده ينظر إليه مُتكتفاً

"لقد أتيت هنا للسياحة و لدي أياماً مُحددة للبقاء هنا كما أن كل ما يتعلق بي يوجد في كوريا و أحتاج الكثير من الإجراءات للإنتقال إلي هنا لذا.."

رفع يده و ربت علي كتف تشانيول ثم ضغط عليه بخفة

"رجاءً اعتني بهما إلي حين عودتي"

تشانيول أومأ بإبتسامة ليلتفت كلاهما حيث الصغيرة يستكملان مُراقبتها براحة داخلية لم يشعرا بها منذ فترة طويلة

_________________

ميونغ داي دخل غُرفة الزيارة برأس مُنخفض و علامات الإرهاق و الحزن واضحة بمعالم وجهه

"ميونغ داي "

رفع رأسه نحو مصدر الصوت ليرتفع حاجبيه بتفاجؤ حين رؤيته روز و طفل صغير بين ذراعيها...هو توقع أن يكون الزائر جونغداي

"ماذا تفعلين هنا؟"

تسائل بإستغراب و اقترب يجلس مُقابلاً لها لتضم شفتيها بإبتسامة

"اشتقت إليك"

تمتمت باكية لتستنشق ماء أنفها بينما الآخر كان ينظر إليها بعدم استيعاب

ميونغ داي لم يراها منذ دخوله إلي السجن و ما يذكره أنهما كانا قد انفصلا فظن أنها نسيت أمره

أخفض عينيه ببطئ إلي أن استقرت علي الصغيرة بين يديها ليهمس بتساؤل

" طفلنا؟"

" طفلتنا "

صححت له سريعاً و وقفت من مكانها لتقترب منه فوقف هو الآخر و التفت إليها حين وقفت بجانبه

ابتلع ريقه بتوتر لينظر إلي الصغيرة النائمة و قلبه أخذ ينبض بعنف حين رؤية تلك الأنامل الصغيرة التي تستقر أمام شفتيها

"سومين"

أطلعته عن إسم الصغيرة ليُفرق ميونغ داي بين شفتيه يُطلق أنفاسه الثقيلة و بتردد رفع يديه ليحمل تلك الصغيرة ثم أمال يُقبّل وجنتها فسارت قشعريرة بأنحاء جسده حين لامست شفتيه وجنتها الناعمة

" أردت إحضار ميون أيضاً لكنني لم أكن واثقة من ردة فعلك"

همست بخفوت و ابتسمت حين لاحظت دموع ميونغ داي و هو ينظر إلي سومين فرفعت كفها نحو وجنته لتمسح دموعه بلطف

" أعرف أنك لا تُحبني و لم تُحبني يوماً لكنني سأنتظر خروجك من هنا...من أجل طفلينا و لأجل مشاعري نحوك التي لم تتغير أبداً "

رفع عينيه نحوها بعدم تصديق فاتسعت ابتسامتها ولم تتوقف عينيها عن ذرف الدموع

"حين أخرج من هنا قد نكون قد حصلنا علي أحفاد بالفعل"

قهقه بسخرية ليضم شفتيه بعبوس فضحكت روز

" لن تكون جذاباً حينها بأعين النساء و سوف تضطر للبقاء معي أنا "

قهقهت مُمازحة إياه ليعقد ميونغ داي حاجبيه

"روز أنا لا أمزح، لقد أفسدت حياتك بما يكفي لذا ابتعدي عني و ابحثي عن شخص آخر يستحقك "

" و أنا لا أمزح...لو أنه يوجد شخصاً آخر يستحقني لما أتيت إليك الآن...لا أريد سواك أنت ميونغ داي، لذا حتي و إن رفضتني الآن أو لاحقاً فأنا لن أبحث عن رجل آخر غيرك"

"لماذا؟ "

تنهد بضيق فرفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة

" لقد أخبرتك...أنا أحبك...أنا حقاً أفعل "

" الوقت المسموح به للزيارة انتهي "

قوطع حديثهما ليلتفتا نحو ذاك الرجل الذي قاطعهما فحرك ميونغ داي عينيه نحو سومين و قبّل وجنتها بلطف قبل أن يتركها إلي روز كي تحملها

تحرك خلف ذاك الرجل كي يخرجا من الغرفة إلي أن قاطعه صوت روز

" سوف أنتظرك ميونغ داي... سأنتظر عودتك لي و لطفلينا "

توقفت قدمي ميونغ داي عن الحركة ليلتفت إليها فاتسعت ابتسامتها و معها ارتفع طرف شفتيه بإبتسامة بسيطة

"إذا كُنتِ لاتزالين بإنتظاري حين خروجي من هنا..."

رفعت حاجبيها تترقب أن يُكمل فرفع كتفيه و أخفضهما

" ربما أعرض عليكِ الزواج حينها "

أعين روز اتسعت بخفة إلي أن استوعبت الأمر لتضحك بسعادة ثم أومأت بعنف من بين دموعها

"سأعتبر هذا وعداً لذا لا تتراجع لاحقاً "

_______________

" صباح الخير "

تشانيول أطل من خلف الباب بإبتسامة مُتسعة فرفعت سوشيل عينيها نحوه ببطئ ثم أخفضت رأسها مُجدداً ليعقد حاجبيه

"ما بها الأميرة عابسة؟"

أغلق الباب و تقدم ليجلس علي طرف السرير مُقابلاً لها

" ما الأمر ماريا ؟ "

عقدت حاجبيها و رفعت رأسها تنظر إليه

" لم تناديني بهذا الإسم؟"

ابتسم بإتساع ليُصفق بكفيه بحماس

" سيهون قال أننا نتخذ خطوة نحو المستقبل لذا أولاً علينا تخطي الماضي...و أوه ماريا لا ماضي لها سوي زوجها الذي تحمل اسمه لذا.."

رفع كتفيه نهاية حديثه فتنهدت سوشيل و أخفضت رأسها مُجدداً

" قال بأنه سيبقي بجانبي لكنه تركني و لم يعد"

"لا تكوني درامية...هو فقط يقوم بتجهيز نفسه للبقاء هنا معكِ أنتِ و سولي...الإنتقال إلي هنا ليس سهلاً كما تعتقدين "

همهمت سوشيل بتفهم لترفع كفها و بخفة ربتت علي يسار صدرها

"لكن قلبي يؤلمني...كلما تذكرت أنني كنت هنا بهذه المشفي و أبي بعيداً عني يُعاني هو و عائلتي و انتهي الأمر بفقداني لهم أشعر بالخوف أكثر... ماذا لو أصاب سيهون مكروهاً ما و أنا هنا بعيدة عنه؟! "

شهقت باكية لتدفن وجهها خلف كفيها فقلب تشانيول شفتيه بتفكير

" سيعود قريباً، و لا تقلقي سيهون ترك عمله دون مشاكل و ليس بخطر من أي جانب كما أنه يتحدث معكِ كل ليلة و لا يبدو لي أنه ليس بخير بل يبدو في أفضل حالاته...حسناً دعينا نكون واقعيين فوجه سيهون يكاد ينشق من الابتسامة وهو يتحدث معكِ، أيبدو كرجل في خطر؟"

ختم حديثه بسخرية فضحكت سوشيل من بين بكائها ليبتسم تشانيول و اقترب منها كي يحتضن وجنتيها

" هيا توقفي عن البكاء و تناولي طعامك فموعد الدواء اقترب "

" هل تعتقد بأن سيهون سيتحمل البقاء معي حقاً؟ "

تسائلت بعبوس و هي تُحرك عينيها مع تشانيول الذي ترك مكانه و اقترب من أواني الطعام المُغطاة فابتسم بثقة ليميل برأسه حيث الجهة التي تجلس بها

"لا أعتقد ذلك بل أنا واثق... الحب الذي رأيته بأعين سيهون لكِ الآن لا يبدو مُختلفاً عما رأيته سابقاً لذا بالنسبة لي لا مجال للشك نحوه"

________________

سيهون تنهد بعمق و هو يرمق صديقه من خلف نافذة الغُرفة قبل أن يفتح الباب ليدخل بخطوات مترددة جذبت انتباه ميونغ داي إليه

سرعان ما انتفض ميونغ داي من مكانه ينظر إلي سيهون بعدم تصديق إلي أن جلس سيهون مُقابلاً له فعاد يجلس مجدداً ببطئ

" كنت قد فقدت الأمل بأن تأتي"

ميونغ داي نبس و عينيه اللامعتين تفضحان سعادته لرؤية الآخر

" هناك شيئاً أردت اخبار صديقي به..."

سيهون تحدث بهدوء ليقترب من الطاولة التي تفصل بينه و بين صديقه و استند بمرفقيه فوقها يُكمل ببعض الانفعال

" جونغداي يعرف به و تشانيول كذلك لكنني مازلت أشعر بأن هناك شيئاً ينقص سعادتي هذه..."

الآخر رفع حاجبيه بعدم فهم حين أخفض سيهون عينيه للحظات قبل أن يكمل

" لكنني سرعان ما أدركت أن سعادتي ستكتمل بمشاركة صديقي المقرب لأفضل شيئ حدث لي"

ارتخت حاجبي ميونغ داي تدريجياً حين رفع الآخر عينيه نحوه ينظر إليه مرة أخري

" بعد كل ما حدث مازلت أنت صديقي المُفضل...أعتقد بأنني أميل للوقوع في حب الأشخاص السيئين"

ختم حديثه بمزاح ليضحك كلاهما قبل أن يُصفق سيهون بحماس

" لن تُصدق...لقد رُزقت بطفلة لطيفة إنها بحجم كف يدي...صغيرة للغاية و جميلة"

"أووه...هل تزوجت؟"

ميونغ داي رفع حاجبيه بتفاجؤ ليبتسم الآخر و أومأ

" أوه ماريا...إنها المرأة الوحيدة التي أحببت و سأظل معها إلي الأبد، إحدي أقارب بارك تشانيول"

سيهون همس يحاول شرح الأمر إلي الآخر ليعقد ميونغ داي حاجبيه بعدم فهم لكن بطريقة ما هو شك فيما يقوله و إيماءة سيهون مع نظرته الغريبة تلك جعلته يتأكد من شكوكه ليضحك بعدم تصديق

" أنت بالفعل تميل إلي الأشخاص السيئين "

بغرور رفع سيهون كتفيه ليتنهد ميونغ داي

"آسف لكل ما حدث"

"لن أسامحك حتي تخرج من هنا فأنا لن أبقي بدون صديق لوقت طويل...ربما إذا قمت ببعض الأعمال الخيرية و أحسنت التصرف فسيتم تقليل عقوبتك و حينها سنلتقي بخارج هذه الجدران "

سيهون أومأ أثناء حديثه ليضحك ميونغ داي و هز رأسه إلي الجانبين

" ستنتهي مدة الزيارة قريباً لذا... هل يُمكنني معانقتك ؟"

ميونغ داي تسائل بتوتر فوقف سيهون من مكانه كرد علي سؤاله ليتقدم منه ميونغ داي بإبتسامة بسيطة

" شكراً لأنك مازلت بجانبي "

تمتم بخجل فجذبه سيهون واحتضنه بقوة جعلت من ابتسامة ميونغ داي تتسع

" أنصت لي و كن شخصاً جيداً كي تخرج من هنا بسرعة "

______________

بعد بضعة أعوام

جيون فتحت باب المنزل بينما تجر حقيبتها خلفها و ابتسامة مُتسعة ظهرت علي شفتيها حين سمعت أصواتاً صاخبة تصدر من المطبخ

"لقد أتيت"

صاحت بصوتٍ مسموع لتسمع أصوات الركض نحوها إلي أن اُحتضنت قدميها بواسطة طفلتيها التوأم لتنحني نحوهما و احتضنتهما

"اشتقنا إليكِ أمي"

صرختا سوياً بسعادة لتضحك جيون علي صوتهما الصاخب كصوت والدهما

"و أنا أيضاً اشتقت لكما"

"انظروا من تذكرت منزلها و عادت الآن؟"

رفعت عينيها نحو زوجها الذي خرج من المطبخ يحمل بإحدي كفيه ملعقة الطعام و الذراع الأخري كانت تحمل صغيرهما الذي يبلغ من العمر أشهر معدودة

" يليق بك دور ربة المنزل"

ضحكت ساخرة منه فقلب جونغداي عينيه و تقدم منها ليُلقي بالصغير بين ذراعيها فالتقطته بأعين متسعة

"جونغداي ستقتله"

"لا يوجد عمل بعد اليوم جيون، كدت أفقد عقلي مع هؤلاء المُزعجين"

تكتف بإنزعاج لتضحك الصغيرتين و ركضتا نحو غُرفتهما حين رمقتهما جيون بحدة أخافتهما

"ماذا حدث؟"

"اضطررت إلي الذهاب إلي العمل بوجه ملطخ بالألوان... جيون لقد أخبرتك أن لا تحضري الأقلام الملونة ذات الحبر الدائم "

تذمر و ألقي برأسه فوق كتفها فرفعت يدها الحُرة تربت علي جانب رأسه

"آسفة حبيبي، سوف أعاقبهما"

"لا تفعلي ذلك، هذا سيجرح مشاعرهما"

رفع رأسه سريعاً يرفض ذلك فقلبت جيون عينيها و تقدمت من غرفة المعيشة لتضع الصغير فوق الأريكة ثم جلست بجانبه قائلة بنبرة موبخة

"لذلك هما مدللتين، أنت السبب بما تفعلانه"

"لا يُمكنني رؤيتهما حزينتين "

تمتم بعبوس فتنهدت جيون لتقف من مكانها ثم أحاطت عنقه بذراعيها

" إذاً لا تتذمر من أفعالهما فأنت من يستحق العقاب"

التفت ذراعيه حول خصرها بعدما القي الملعقة بعشوائية ليهمس بنبرة خبيثة

" إذاً و ما عقابي سيدة كيم؟ "

قهقهت جيون تراه لطيفاً كلما تحدث بتلك النبرة لتدفع رأسه من الخلف كي يقترب منها

"العقاب ليس ما يدور بعقلك أيها المنحرف "

" لو أنه ليس هو فلماذا فكرتي به؟"

رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة فقبّلت جيون شفتيه بسطحية

"نبرتك واضحة جونغداي "

" و ما بها نبرتي؟"

نظرت إليه قليلاً قبل أن تحرك رأسها إلي الجانبين

"مُضحكة"

"عذراً، لا سيدة جيون لكن نبرتي مثيرة "

اعترض بعبوس لتضحك جيون بصخب أفزع الصغير فاستدارت كي تحمله

"ماما آسفة صغيري"

تمتمت بلطافة و هي تُقبّل وجنة الصغير ثم تحركت كي تصعد إلي الأعلي فأمسك جونغداي بذراعها

"انتظري جيون، ماذا تقصدين بهذه الضحكة؟ "

عقد حاجبيه يدّعي الغضب لترفع الأخري حاجبيها

" جونغداي لا تحاول لعب دور الصارم لأنك تُصبح أكثر لطافة"

زفر بحنق و تكتف مُعترضاً

" لا يجب أن تُخبري زوجك بأنه لطيف"

"بلي سأخبره بذلك لأنني أحب اللطفاء"

معاندة إياه تحدثت فتقدم منها جونغداي لكنه سرعان ما تراجع و هو ينظر إلي طفله الذي جعد ملامحه يُنذر بالبكاء مُجدداً

" لنجعل هذا الصغير ينام في سريره أولاً لأنني أرغب بتقبيلك"

جيون ضحكت بخجل لتتجه إلي الغرفة و جونغداي صعد خلفها حاملاً حقيبتها معه

و بعدما بدلت ثيابها قامت بإرضاع الصغير قبل أن تجعله ينام بينما جونغداي تولي أمر تفريغ حقيبتها

جونغداي اعتاد ذلك بالفعل... كلما غابت جيون عن المنزل سيتولي هو أمر كل شيئ و أحيانا روز قد تأتي للإعتناء بالأطفال بسبب عمل جونغداي الذي يتأخر به أحياناً

لكن الجزء المفضل لدي جونغداي هو تفريغ حقيبة جيون عند عودتها كي يُخرج إطار اللغز الذي يحمل صورته ...ذاك الإطار الذي أعطاها إياه منذ أعوام مازالت تحمله بكل مكان تذهب إليه و هذا يُشعر كلاهما براحة غريبة

"لقد نام بالفعل"

جيون همست بعدما وقفت أمام جونغداي ليبتسم هو بحب ثم أمسك بكفها يجذبها لتجلس علي فخذيه و أحاط خصرها بكلتا ذراعيه

" اشتقت إليكِ كثيراً"

" أنا أيضاً اشتقت إليك"

داعبت أنفه بخاصتها لتُقبّل شفتيه بسطحية

" ماذا طبخت علي الغداء فأنا جائعة؟ "

مدت شفتيها تتحدث بطفولية فضحك جونغداي بخفة يُقبّل شفتيها مُجدداً

" شيئاً غريباً...في الواقع رأيت صورته علي أحد المواقع و شعرت بأنه لذيذ لكنني لسه واثقاً من ذلك "

" بالطبع سيكون لذيذاً و هل يوجد أفضل من زوجي بتحضير الطعام؟"

رفعت رأسها بغرور ليجذبها جونغداي نحوه فأمالت برأسها أكثر حتي تلاقت شفاههما بقبلة لطيفة

"مهلاً..."

جونغداي فصل القُبلة بأعين مُتسعة فرفعت جيون حاجبيها بإستغراب

" أين ذهب ذاك التوأم المُزعج؟ "

ضيّق عينيه بشك لتميل جيون برأسها قليلاً

تبادلا النظرات للحظات قبل أن يدفعها جونغداي و هو يصرخ بفزع

"لا شك أنهما تفتعلان مصيبة أخري"

ركض إلي الخارج باحثاً عن الطفلتين و صوته المُزعج تسبب بإيقاظ الرضيع الذي نام لتوه فأغلقت جيون عينيها بإنزعاج قبل أن تفتحهما مرة أخري و صرخت بغضب

"جونغداي أنت ستُعاقب بجدية"

________________

تلك الصغيرة ذات الملامح الحادة كوالديها أخذت تتمايل كالفراشة بثيابها ذات اللون الوردي الفاتح و حذاء الرقص خاصتها

انحنت بإبتسامة رقيقة بعد أن أنهت تدريبها و سيهون أخذ يُصفّق لها بحماس فاتسعت عينيها بسعادة حين رؤية والدها و ركضت نحوه فانحني يستقبلها بين ذراعيه مُحتضناً جسدها الصغير

" صغيرتي تبدو كما الأميرات و هي ترقص"

"حقاً؟!"

أمالت برأسها بلطافة فأومأ سيهون ليُقبّل وجنتها

"هيا بدلي ثيابك كي نعد إلي المنزل"

ربت علي رأسها بلطف فأومأت إليه و سارت نحو غرف تبديل الثياب بينما سيهون استقام بوقفته و تنهد بإبتسامة إلي أن قاطعه وقوف امرأة بجانبه

" سيد أوه "

التفت ينظر إلي مُدربة الباليه الخاصة بإبنته لينحني إليها بإحترام فابتسمت الأخري

" شكراً علي موافقتك بأن تقوم سولي بالأداء في الحفل الخيري"

"ااه لا بأس"

ابتسم إليها بتوتر و تمني بداخله أن تخرج الصغيرة سريعاً قبل أن تبدأ الأخري بالثرثرة و هو معرفته باللغة الاسبانية مازالت محدودة ولا يريد أن يحرج نفسه أو حتي ابنته

و قد كان محظوظاً حين خرجت سولي من الغرفة فتقدم منها و حمل عنها حقيبتها ثم أمسك بيدها ليودعا المدربة و بقية زملائها قبل أن يرحلا

بمساء ذلك اليوم سيهون و ابنته جلسا أمام التلفاز بغرفة المعيشة يلعبان سوياً بالمُكعبات

" ألن تُخرج أمي من الخزانة؟"

سولي همست لسيهون فهمهم إليها و همس بالمُقابل

"ستختنق بعد خمس دقائق و تخرج وحدها لذا دعينا نتظاهر بأننا لا نعرف بمكانها"

الصغيرة لم تبدو مطمئنة لتلك الفكرة لكنها أومأت بتردد و بين دقيقة و أخري تنظر إلي الغرفة حيث تختبئ والدتها

" أبي...مر وقت طويل منذ أن اختبأت بالداخل"

نبست بقلق فعقد سيهون حاجبيه لينظر إلي ساعته.. هي بالفعل تأخرت بداخل الخزانة هذه المرة

" سأذهب لرؤيتها"

مسح علي شعرها فأومأت إليه ليقف بعدها متوجهاً إلي الغرفة

أمسك بمقبض الخزانة ليفتحها علي حين غُرة فلم يجدها بالداخل

" أين ذهبت؟ "

"تبحث عني؟ "

تلفت حول نفسه باحثاً عنها فجذبت بنطاله

"أنا بالأسفل"

عقد حاجبيه حين رؤيتها تنام أسفل السرير فانحني ليجلس أرضاً و أمال برأسه كي يراها

"ماذا تفعلين هنا؟"

"أوقعت خاتم زواجنا و كنت أبحث عنه لكن الأرضية كانت باردة تجذبني إليها كي أنام هنا"

رمشت ببراءة فتنهد سيهون و أمال أكثر ليجذبها من ذراعيها كي تخرج و بمجرد أن أخرجها احتضنته لتدفن وجهها بعنقه

"سيهون يجب أن تُصلح المكيف الهوائي الحر سيقتلني "

" إنه يعمل ماريا، أنتِ من لا تعرفين كيفية تشغيله "

قلب عينيه بملل ليحملها بين ذراعيه و وقف من مكانه لترفع رأسها عن عنقه

"حاولت تشغيله لكنه لم يعمل"

برزت شفتها السُفلي بعبوس ليُقبلها سيهون يُزيل هذا العبوس

" هذا لأنكِ لم تفتحي المقبس "

أشار بعينيه نحو المقبس لتنظر نحوه ثم شهقت بتفاجؤ

" يبدو أنني نسيت"

"ااه نعم يبدو ذلك"

قلب عينيه بسخرية ليضغط علي ظهرها من الخلف كي تقترب منه فأحاطت عنقه بذراعيها

" أشعر أحياناً بأنني أعيش مع قرد بهذا المنزل"

"سيهون لا يجب أن تقول هذا عن سولي "

وبخته ترمش ببراءة ليضحك بعدم تصديق

"ماريا...أنتِ حقاً لا تُصدَقِين"

قهقهت بطفولية و حركت قدميها في الهواء لتُلقي برأسها علي صدره فترك قُبلة علي رأسها قبل أن يخرج بها إلي غرفة المعيشه

وضعها بجانب سولي لتحتضنها الأخري سريعاً قائلة بعبوس

" أمي لا تختبئي بالخزانة مُجدداً"

"أنا لم أكن مختبئة بالخزانة...أنا لست حزينة أو غاضبة حتي لأفعل ذلك"

رفعت سوشيل حاجبيها بتفاجؤ ليمسد سيهون وجنتها بينما عينيه تنظران إلي سولي

"والدتك كانت نائمة أسفل السرير لأن الأرضية باردة...دعينا نُعاقبها"

"لاااااااااااااا"

سوشيل صرخت بدرامية ليضحك سيهون بشر و كتفها سريعاً قبل أن تهرب فضحكت سولي لتركض نحو المطبخ و بعد لحظات عادت و معها زجاجة حليب

"لا سيهون لا تفعلا هذا"

هزت رأسها بعنف و هي تحاول التملص من بين ذراعي سيهون لكنه قيدها جيداً و أمسك وجهها بإحدي كفيه يضغط علي وجنتيها كي تفتح فمها فبدأت سولي بسكب الحليب داخل فم والدتها و هي تضحك

أنهت زجاجة الحليب و ابتعدت سريعاً عن سوشيل حين تركها سيهون لتتبادل النظرات مع والدها بصمت ينتظران ما ستفعله سوشيل تالياً

لحظات معدودة مرت إلي أن تجشأت سوشيل فانفجر سيهون و سولي ضاحكين بصخب لتتذمر سوشيل بعبوس

"أنتما شريران"

"لا أمي... أنا أحبك "

سولي نفت سريعاً و ركضت نحوها تحتضنها فتكتف سيهون

"هي فقط؟"

سولي ابتعدت قليلاً تتبادل النظرات بين والديها بتشوش ثم قهقهت بخفة قبل أن تُلقي بجسدها بينهما ليحتضناها

"أحب كليكما"

_________________

" كيف حالكما يا رفاق ؟ "

جونغداي صاح بصخب من بعيد ليركض نحو سيهون الذي فرد ذراعيه كي يستقبله لكن باللحظة الأخيرة جونغداي غير مساره نحو تشانيول ليقلب سيهون عينيه بينما تشانيول ضحك بخفة ليحتضن جونغداي

" أنتما مزعجين في الواقع...احترماني قليلاً فأنا من دعوتكما "

تذمر و كلاهما تجاهلاه ليتجها إلي الداخل فزفر بعبوس و ركض خلفهما كي يلحق بهما

بحثوا عن سوشيل و جيون حيث كانتا تجلسان بالمقاعد الأمامية و تقدموا ليجلسوا هناك...سيهون جلس علي أحد جانبي سوشيل، تشانيول علي الجانب الآخر و بجانبه جونغداي ثم جيون

رُفعت الستائر لتُغلق الأضواء تدريجياً حتي لم يعد هناك ما يُضيئ القاعة سوي أضواء المسرح

موسيقي هادئة ملأت المكان ليبدأ الصغار بالتحرك فوق المسرح برشاقة تقودهم سولي بطلة العرض

مميزة بملامحها الأسيوية الحادة و تحركاتها بينهم

جذابة للغاية بأعين الجميع لكن بأعين والديها لم يكن سواها علي المسرح

كلاهما كان فخوراً بالصغيرة و لما وصلت إليه بهذا السن

انتهي العرض و تعالت أصوات التصفيق لتمسح سوشيل علي عينيها ثم وقفت هي الأخري تُصفق

"سيهون"

نكزت كتفه تجذب انتباهه لها لينظر إليها و ابتسامته تلاشت تدريجياً حين رؤيته دموعها و أنفها الأحمر اثر بكائها

"كنت مُحقاً... لقد نجحنا بالفعل"

تمتمت بصوتٍ مُختنق ليبتسم سيهون ثم أحاط وجنتيها وجذبها نحوه ليترك قبلة طويلة فوق جبينها قبل أن يلتفتا حيث تقف الصغيرة فوق المسرح تضحك بسعادة و ورود حمراء تُلقي نحوها من الجماهير المعجبة بهذا العرض المُتناسق

سيهون كان مُحقاً منذ البداية... لم يكن الأمر سهلاً

فترة علاج سوشيل و خوفها من المستقبل كانا الأصعب

البداية الجديدة لعلاقتهما و تخطي الماضي أيضاً

كانت هناك الكثير من اللحظات الحزينة التي مرا بها

و فترة لم تكن قصيرة قد عانت فيها سوشيل من الكوابيس و هي تري سيهون يتخلي عنها بسبب ما حدث بالماضي

الضغط الذي شعر به سيهون وهو يحاول البدء من جديد في بلد غريب لا يعرف به شيئاً ولا حتي اللغة

لكن بالنهاية حياتهما استقرت

سوشيل عادت كما كانت قبل أن تصاب بأي أمراض

و طفلتهما نشأت في بيئة مستقرة

أصبحت طفلة رقيقة ذات سمعة طيبة و أخلاقاً عالية كما أنها رقم واحد بفريق الباليه خاصتها

سوشيل ظنت أن حياتهما لن تصل أبداً إلي هذه المرحلة

ظنت أنه ربما ينتهي الأمر بسيهون مريضاً نفسياً بسببها خاصة بعد أسلوب حديثه معها حين التقيا مُجدداً

لكنها مع الوقت أدركت أن سيهون لم يفقد عقله

هو فقط كان يُحب بصدق


The End

_________________

خلونا نقول إن أجمل صدفة في الرواية إنها بإسم تاريخ أول مرة كتبت فيها فانفيك، و إنها انتهت في الذكري السنوية بتاعتنا 🖤🌨️

البارت اللي فات كنت حاسه النهاية السعيدة دي قلبت هندي بس بعد البارت ده أنا راضية عن النهاية دي ♥️

ممكن تكون مخيبة للبعض بس أنا نزلت قبل كده علي منصة الرسايل بتاعتي إن أي رواية ليها نهاية واقعية حزينة هيبقي ليها نهاية سعيدة حتي لو هتقلب هندي مش مشكلة المهم إنها سعيدة و عشان كده في أي وقت هيبقي فيه نهاية حزينة هيبقي فيه نهاية إضافية زي دي عشان مهما كانت الرواية مليانه بمشاهد حزينة النهاية هي اللي بتعدل النفسية أو بتخليها أسوأ و أنا عامة بتأثر و مبحبش النهايات الحزينة 🌚👍🏻

نلتقي قريباً مع أقذر ثنائي اللي كنت بقول عنه قبل كده و أي حد هيشوف الرواية اللي جايه ان شاء الله يعمل نفسه ميعرفنيش 👀🚶‍♀️🚶‍♀️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top