Happy Ending 1/2

وصل البارت اللي مكتوب قبل ما الرواية كلها تتكتب 🎤 💃🏻 💃🏻 💃🏻

بالنسبة لأي حد بيحب النهايات الواقعية فالنهاية دي مش ليك و اكتفي بالبارت السابق كنهاية 👍🏻

و لو إن ماشاء الله اكتشفت إن كل اللي بيقروا الرواية أصلا بيكرهوا النهايات الحزينه أكتر مني و محدش فيهم طايقني من امبارح 😂😂🤦🏻‍♀️

استمتعوا نونبياتي الأعزاء 🖤🌨️

~~~~~~~~~~~~~~

Start

مر سبعة أشعر تقريباً منذ ما حدث...و طوال ذاك الوقت سيهون قضي معظم وقته بعيداً عن كل شيء

لم يمنح عمله أي تركيز و لم يهتم لمن حوله كما أنه لم يكن يتفاعل مع الآخرين علي عكس جونغداي الذي قرر أن يعمل بجدية و يتوقف عن التهور

سيهون الذي قرر الإستسلام لم يكن كما جونغداي الذي قرر أن يكون أفضل من والده

بخطوات متساوية اقترب من مكتب رئيسه لينظر إلي الظرف بين يديه قبل أن يتنهد ليضعه هناك

سيهون اتخذ قراره النهائي... بل فعل ذلك منذ فترة لكنه كان مضطراً للإنتظار إلي أن تمر فترة كافيه كي ينسي الجميع كل شيئ

هو لا يستحق أن يكون هناك، حتي و إن كان منذ البداية لم يقصد حدوث ذلك، حتي و إن كان مجرد خطأ أو سوء فهم فهو اكتفي و لا يليق به البقاء بهذه المهنة

لا يستحق أن يثق به شخص آخر

هو شخص سيئ بنظره

خرج من المكتب بعد أن وضع استقالته هناك ثم عاد إلي مكتبه الخاص يُلملم أغراضه إلي أن شعر بالباب يُفتح و يُغلق مرة أخرى ثم بصوت خطوات تقترب منه فتوقف عما يفعل دون أن يلتفت إلي الزائر

رأسه تحركت إلي الجانب قليلاً حين وُضعت ورقة علي الطاولة بجانب صندوق أغراضه التي يجمعها فتنهد جونغداي الذي دخل لتوه

" لا أعرف هل ستسامحني أم لا و لا أستطيع لومك فهذا طبيعي كوني أمتلك ملامحه، صوته و ربما بعض تصرفاته التي ستُذكرك به دائماً لذا... اقبل هذا كإعتذار مني و أتمني أن..."

قاطعه سيهون بإلتفاته نحوه بحركة سريعه مُحتضناً إياه فأغلق جونغداي عينيه بقوة بينما يدفن رأسه بعنق الأطول يشهق ببكاء كما فعل سيهون

كلاهما تأذي

كلاهما كان ضحية و ظالم بالوقت ذاته لذا ربما يتفهمان موقف بعضهما

" أنا لن أكرهك أبداً... لطالما كنت نقياً بنظري و لازلت حتي و ان امتلكت ملامحه..."

"لا تكرهه هو الآخر رجاءً، لقد حصل علي عقابه بالفعل لذا رجاءً سامحه... أخي لم يكن سيئاً بإرادته "

تشبث بسيهون بقوة و الآخر أومأ بضعف ليشهق بعدها

" أنا أكرهه لأنه تركني وحيداً مرة أخرى... كلاهما تركني، و لا يُمكنني النظر بوجهك لأنني أخطأت بحقك أنت الآخر و لم أخبرك بأمر علاقته هو و روز حين اكتشفت ذلك "

زفر بإرتجاف فدفعه جونغداي بلطف كي يبتعد عنه ثم احتضن وجنتيه ليمسح دموعه بإبهاميه هامساً

"يوماً ما سنلتقي مرة أخرى لذا حين نلتقي أتمني أن يكون كلانا قد تخطي ما حدث و لنجد سعادتنا الخاصة... ستجد امرأة تستحق مشاعرك و..."

"لا يُمكنني إيجاد غيرها..."

سيهون قاطعه بخفوت ليعض علي شفته السُفلي بألم

"أعلم أنها قتلت الكثيرين بدافع الانتقام ، و أعلم أنها لم تكن كما ظننتها لكنني مازلت لا أريد سواها...لا أستطيع تخطي مشاعري نحوها و لا يُمكنني نسيان موتها بين ذراعاي "

رفع كفيه ينظر إليهما بشرود فابتسم جونغداي بخفه ليسحب الورقة التي وضعها علي المكتب سابقاً ثم وضعها بجيب سيهون هامساً

" ستلتقيها قريباً "

ربت علي كتفه ليخرج بعدها من المكتب

و ذاك كان اللقاء الثالث بينهما منذ تلك الحادثه، الحديث الأول بينهما و كذلك الأخير قبل مُغادرة سيهون لكوريا

الورقة التي وضعها جونغداي بجيبه لم تكن سوي عنوان لمنزل ما بأسبانيا و معه جملة صغيرة مُختصره جعلت سيهون مُشتتاً و فضولياً تجاه الأمر

(هناك ستُقابل السيدة صوفيا فقط أخبرها بإسمك و هي ستُساعدك)

سيهون وصل إلي أسبانيا و استقل سيارة أجرة بعدما أعطي السائق العنوان و إلي الآن هو لم يفهم فيم ستُساعده صوفيا تلك لكنه علي أي حال لم يتلقي من جونغداي أي رد و لم يجده أبداً لذا هو مُضطر إلي اكتشاف الأمر بنفسه و اكتشاف ما خطط له صديقه

" مرحباً..."

نبس بتوتر و الخادمة أمامه لم تفهم ما تفوه به لتوه كونه تحدث بالكورية و هي لا تفهمها فأشار إلي نفسه بسبابته بينما ينطق إسمه لعدة مرات

"أوه سيهون، أوه سيهون هذا اسمي"

هزت رأسها بعدم فهم لتُغلق الباب بوجهه فتنهد و حرك حقيبته قليلاً ليجلس علي الأرضية بجانبها

لا يعلم أين سيذهب أو ماذا سيفعل في هذا البلد الغريب

استقام سريعاً حين سمع صوت الباب يُفتح مُجدداً ليُربت علي ثيابه يُبعد الغبار عنها بينما ينحني لتلك المرأة التي فتحت الباب من أجله عاقدة حاجبيها

"أوه سيهون"

عرّف عن نفسه و شعر بالبلاهة كونه لا يعرف شيئاً سوي إسمه ليقوله بينما تلك المرأة أمامه اتسعت عينيها كما ابتسامتها

"  أوه سيهون ؟انتظرني لحظه"

هتفت بحماس بلغة كورية ركيكه و ركضت بعدها نحو الداخل فعقد سيهون حاجبيه و حرك رأسه في الأرجاء بتوتر إلي أن عادت إليه و أغلقت الباب خلفها فسارت أمامه و هو بتردد لحق بها بينما يسحب حقيبته خلفه

" هذه القرية السياحية إنها ملك لزوجي لذا أي شيئ تُريده ستجده أمامك و لا تهتم بالتكاليف لأن جونغداي اهتم بكل شيئ"

التفت إليها بعدم فهم لتفتح إليه باب منزل آخر يطل علي البحر و بالنسبة إلي سيهون الوضع يُصبح أكثر غرابة مع مرور الوقت

"عذراً، لكن ماذا أفعل هنا؟ "

سأل بتردد كونه وجده سؤالاً غبياً لكن إذا كانت ستُقدم المُساعدة فهذا يعني أنها تمتلك الإجابة

"في الواقع نحن نُقيم عشاء جماعي كل مساء كنوع من التقرب بين سكان القرية لذا يُمكنك الإنضمام إلينا إذا أردت"

"ربما غداً فأنا اليوم مُرهق"

تنهد حين تجاهلت الإجابة علي سؤاله لتُغادر بعدها تاركة إياه هناك ينظر إلي هاتفه

"أحتاج إلي شريحة جديدة"

تمتم ليضع هاتفه جانباً ثم سار نحو الداخل يستكشف المنزل الصغير قبل أن يتجه إلي الحمام كي يستحم

ابتسم بخفة حين فتح الماء و تركه ينساب فوق رأسه مُتذكراً اقتحام سوشيل الحمام كلما تأخر، و تلك المرات التي زيّفت فيها رغبتها بدخول الحمام فقط كي تخرجه من هناك كونه تأخر

تورد وجنتيها الطبيعي و خجلها الذي لم يكن به أي زيف جعل من قلبه ينبض حينها كما الآن

و ذكري أخري حين التقيا للمرة الأولي...هي وافقت علي العودة معه إلي منزله فقط لأنه سيتدفأ فجسده كان بارداً بذاك الوقت

"أحبها رغم زيفها"

همس قاصداً الذكريات التي حظي بها معها

هو قادر علي العيش علي ذكراها لوقت طويل لكن لن يسمح لإمرأة أخري أن تدخل حياته... وقته ،جسده، مشاعره و قلبه كل شيئ ملك لها هي فقط

و نعم سيهون تأكد أنه بالفعل كان مهووساً بها و مازال كذلك

خرج من الحمام يُجفف شعره بمنشفة صغيره ليُلقي بها جانباً بعد أن انتهي و استلقي فوق سريره بنعاس

بينما في كوريا و حيث كان جونغداي يجلس بغرفة المعيشة بمنزله يُشاهد التلفاز إلي أن وصلته رسالة من صوفيا تُخبره فيها بأن سيهون قد وصل فابتسم هو ليقف من مكانه و أغلق التلفاز ليُغادر بعدها بسرعه مُتجهاً إلي مكان آخر

______________

flash back

" سوجو؟ "

" سوجو و نحن فقط بالمنزل؟ لا أظنها فكرة جيدة"

هزت رأسها ساخرة ليضحك جونغداي بصخب

" هذه المرة إذا فعلت شيئاً لتكسري اصبعي دون تردد"

قلبت عينيها تُهمهم بتفكير ثم أومأت إليه بإبتسامة

"إذاً لا مُشكلة "

-----------

" لماذا لم أثمل؟ أردت أن أفقد الوعي"

"لماذا أردتِ ذلك؟"

رفع رأسها عن كتفه مُحتضناً وجنتيها يُثبّت وجهها كي ينظر إليها و بينما هو كان مشغولاً بالمسح علي وجنتيها المتوردتين اثر ثمالتها كانت هي تنظر إلي شفتيه بشرود

" أنت تبدو كملاك"

"أنا لست كذلك"

ضحك بخجل لتضحك هي الأخري ببلاهة و هي تبتعد عنه لتسير نحو السيارة

"بلي أنت كذلك، أنت ملاك لا يستحقه هذا العالم البشع"

شهقت حين أوشكت علي الوقوع فأمسك بخصرها سريعاً كي يسندها قائلاً بينما يدفعها برفق نحو السيارة

"حسناً أنا كذلك لكن احذري خطواتك "

------------------

"أنت تبكي بالفعل جونغداي"

"و أنتِ أيضاً لذا لا تسخري"

كان عرضاً حصرياً للمتواجدين

كلاهما لم يكن ثملاً البتة...ولا أي نوع من الخمور تذوقاه... فقط أقدام الدجاج الحارة لكنهما أصبحا بفوضي عارمة أكثر من الثملين حولهم

" فمي يحترق"

صرخ من بين ضحكاته لتنفجر جيون ضاحكة ثم بدأت تضرب علي شفتيها بخفة بينما تُصدر أصواتاً تدل علي شدة الحرارة المُنتشرة بفمها

" أستسلم"

ترك قدم الدجاج جانباً ليسحب كوب الماء يشربه دُفعة واحدة فتحركت جيون بمكانها يميناً و يساراً بحماس و هي تُنهي القطعة الأخيرة

"لقد فُزت"

"مهلاً..."

جونغداي أشار لها بكفه ليرفع حاجبيه بينما يميل برأسه جانباً

"علي ماذا كان الرهان؟"

رمشت بضعة مرات تحاول التذكر قبل أن تميل برأسها جانباً

"نحن لم نضع أي رهان"

تبادلا النظرات للحظات قبل أن ينفجرا ضاحكين بصخب يجذب الأنظار تجاههما

----------------

"جونغداي"

التفت إليها سريعاً بقلق لكن ما قابله كانت قُبلة لطيفة علي شفتيه

ابتسمت جيون بإتساع لتسحب يدها من خاصته و صرخت بخجل

"أتمني أن نقضي ما تبقي من حياتنا سوياً"

---------------

" احذري كي لا تقعي "

همس بإبتسامة كونها كانت تسير بصورة عكسية حيث تُعطيه وجهها و تتراجع بخطواتها إلي الخلف

"لا يهم، هذا سيُعطيك الفرصة لتتقرب مني و تقم بدور البطولة"

قهقهت بمزاح ليقلب عينيه بإبتسامة

" يُمكنني القيام بدور البطولة دون الحاجة لإيذاء نفسك "

" أُفضّل رؤية قلقك الحقيقي"

----------------

جونغداي رفع كف جيون يُقبّل أطراف أناملها الظاهرة بعدما انتهي من تضميد جرحها فقهقهت هي بخفوت بينما تُراقص أناملها بخجل

"ستكون بخير قريباً"

نبس بهدوء فهمهمت جيون لتميل نحوه حين أحاط كتفيها بذراعه حتي حطت برأسها ضد صدره و أحاطت خصره بذراعيها

" أووه لماذا قلبك صاخب يا تري؟"

هتفت ببراءة مُصطنعه لتُحرك رأسها علي صدره محاولة الإنصات إلي قلبه بصورة أفضل فضحك جونغداي بصخب و دغدغ كتفها بلطف بينما يهمس

"أووه لماذا يا تُري؟"

رفع حاجبيه يُجاريها بالحديث لترفع جيون كتفيها

"ربما بسبب الماء البارد"

أشارت إلي المسبح أسفل قدميهما و رفعت عينيها نحو جونغداي ببراءة فقلب عينيه بسخرية بينما يومئ

"نعم، إنه الماء البارد"

-----------------

" لقد قبّلتك... هل ستتمكن من تخطي الأمر؟ "

" لقد تخطيته بالفعل"

همس بالمُقابل ليسترق نظرة نحو شفتيها ثم حرك عينيه نحو خاصتيها

" لكنني ربما أفعلها مُجدداً و حينها سيكون الوضع غير مُريح أبداً، تعرف لن أحب أن يتم طردي مرة أخري"

رفعت كتفيها نهاية حديثها و هي تميل نحوه حتي تلامس أنفيهما ليبتلع جونغداي ريقه و دون قصد منه عينيه انخفضتا مُجدداً حيث شفتيها

"و ربما لن يحدث هذا مُجدداً"

جيون همهمت لتميل بشفتيها نحو أذنه هامسة بتساؤل

" ما الذي لن يحدث مُجدداً ؟ "

حركت رأسها ببطئ تصنع احتكاكاً بين وجنتيهما جعل من قلب جونغداي في حالة من الفزع لتلك المشاعر الني اجتاحته فجأة بينما أعينه تحركت معها حتي توقفت قريباً من وجهه

كلاهما كان بإمكانه الشعور بأنفاس الآخر الدافئة علي وجهه

و جونغداي لم يعي حتي علي فعلته حين احتضنت كفه وجنة جيون ليقشعر جسدها

"جونغداي"

همست بخفوت ليُهمهم بينما يرفع عينيه نحو خاصتيها و حين تلاقت نظراتهما لم يجد أحدهما ما يقوله

تبادلا النظرات للحظات و رأس جونغداي بخمول أمال نحو جيون أكثر إلي أن شعرت بأنفاسه تُداعب شفتيها حتي تلامست مع شفاهه بقبلة سطحية لم تدم سطحية لوقت طويل

--------------

" إذاً... أصبحتِ تشعرين بالأمان بالمنزل؟"

" لا..."

هزت رأسها بصراحة فعقد جونغداي حاجبيه لتضحك الأخري بخفة

" لكنني لن أبخل عليك بإبتسامتي الجميلة كيم.. جونغ..داي "

End flash back

___________________

جونغداي ابتسم بخفة يستعيد تلك الذكريات التي ساعدته علي أن يكون سعيداً طوال الفترة الماضية...ذكريات كانت تراوده يومياً لتُخبره بشيء واحد ألا وهو... سعادتك هي جيون

وقف أمام باب المنزل الذي لم يزره منذ وقت طويل ليتنهد ثم اقترب أكثر ليدق الجرس

حان الوقت لإصلاح كل شيئ دون أن يشعر بالذنب تجاه أي شخص

ربما لم يُخطئ لكن أخطاء ميونغ داي يري أنه قد شارك بها كونه توأمه

والدة جيون فتحت الباب لتتسع عينيها تدريجياً حين رؤيته يقف أمامها فابتسم بلطف و اقترب منها بتردد لتحتضنه هي سريعاً

" آسف"

همس بخفوت ليُقبّل جانب رأسها فأومأت برأسها بعبوس و ابتعدت عنه قليلاً

"بل أنا الآسفة علي ما فعلته ابنتاي"

هز رأسه بالنفي ليرفع نظراته بعدها حين شعر بإقتراب شخص ما

روز ابتسمت بخجل حين رؤيته و كأنها توقعت قدومه لتقترب منه بطفل صغير بين ذراعيها فتنهد هو بالمُقابل

" مهما حدث لا يُمكنني التخلي عن أبناء أخي "

قهقه بخفه و كأنه تناسي كل شيئ

لكن جونغداي يجب أن يتخطي كل شيئ ليعيش بسعادة... كي يعيش ابن أخيه بسعادة و الذي لم يكن له أي ذنب فيما افتعله الكبار من ذنوب

"هذه سومين "

روز همست ليرفع جونغداي حاجبيه بتفاجؤ و نظر إلي الصغيرة بين ذراعيها

" ميونغ داي كان يحب والدته كثيراً لذا وجدت أنه سيكون من اللطيف أن تحمل طفلتنا اسمها"

"هذا لطيف بالفعل"

جونغداي قهقه بسعادة ليحمل الصغيرة بحذر ثم قبّل وجنتها

"أين ميون؟ "

"إنه نائم"

همست بخفوت ليومئ برأسه ثم اتجه معهم إلي الداخل حيث غرفة المعيشة فجلست روز مقابلة له بينما والدتها دخلت المطبخ كي تُحضر له كوب ماء

"جونغداي أنا..."

"لا تعتذري..."

قاطعها بهدوء دون أن يلتفت نحوها ثم تنهد لينظر إلي سومين الصغيرة

" دعينا لا نعتذر و لا نذكر الماضي، لا نريد أن نذكره وقت سعادتنا، حزننا، أو غضبنا... لا أريد لأبناء أخي أن يعلموا بأي مما حدث و لا أريد لشيئ أن يؤثر عليهما لذا رجاءً دعينا لا نتحدث عن أي شيئ حتي و إن كان بين أنفسنا"

جونغداي كان خائفاً... الإعتذار هو لا يُريد قبوله غصباً و إذا كان سيستمع إلي مُبررات ربما يفقد صبره و يعود إلي نقطة الصفر و هذا ما لا يُريده هو

كي لا يبقي وحيداً، تعيساً و يترك خلفه طفلي ميونغ داي و هما بحاجة إلي الرعاية

" أين جيون؟ "

همس بخفوت لتتنهد الأخري

" هي تُحمّلني مسؤولية ما حدث لذا تتجنبني و لا تعود إلي المنزل سوي بأوقات متأخره"

التفت إليها عاقداً حاجبيه لتبتسم بإنكسار

"لا تقلق هي لا تقضي وقتها بأمور سيئة بل تعمل بعدة أماكن كي تشغل نفسها عنا و عن ما حدث"

ابتسم هو بالمُقابل ثم تنهد هامساً

"أنا واثق من ذلك، جيون لن تكون أبداً سيئة "

رغم كذبها و مساعدة أختها بكل ما حدث هي لم و لن تكن سيئة بنظره

ربما... غبيه

"هل بإمكاني البقاء هنا اليوم؟ "

حين دخلت والدة جيون هو سألها لتتبادل النظرات بينهما قبل أن تومئ

"بالطبع عزيزي و هل سأرفض ذلك؟"

" إذاً...أريد رؤية ميون "

رفع حاجبيه بحماس فأومأت إليه لتضع كوب الماء فوق الطاولة ثم أشارت إليه نحو الأعلي كي يلحق بها ففعل

فتحت الباب ببطئ تطل علي الصغير النائم بحضن جده غارقاً بين ذراعيه فابتسم جونغداي حين رؤيته و ترك سومين إلي جدتها لتحملها

" ربما يقلق عمي إذا... "

" لا بأس هو بالفعل سيستيقظ بعد قليل من أجل الدواء خاصته"

همهم بتفهم فسبقته هي إلي الداخل لتهز جسد زوجها بخفه كي يستيقظ و حين فرق بين جفونه كان جونغداي أول من قابله بإبتسامة بسيطه جعلت الرجل يعقد حاجبيه بإستغراب

لوهلة هو ظن أنه يحلم إلي أن اقترب منه جونغداي مُقبّلاً رأسه ليبتسم الآخر و وقف من مكانه سريعاً يحتضنه

" كيف تبتعد عنا هكذا؟"

تلقي توبيخاً خافتاً منه ليضم جونغداي شفتيه لأنه مهما فعل لا يُمكنه إنكار أنه أخطأ بحق والدي جيون فمهما ارتكبت هي من أخطاء كلاهما كانا جيدان معه و لم يرتكبا ذنباً بحقه كي يتجاهلهما هكذا

"لن أبتعد مرة أخري"

فصلا العناق بعدما همس جونغداي بخفوت كي لا يوقظ الصغير لكنه كان قد استيقظ بالفعل بسبب ابتعاد جده عنه و ها هو بدأ البكاء بصوتٍ عالٍ فاقترب منه جونغداي سريعاً بملامح عابسة و حمله بين ذراعيه يهزه بلطف كي يهدأ بينما يُصدر أصواتاً لطيفه كي يتوقف الصغير عن البكاء و بعد لحظات هو نجح بذلك ليبتسم بخفه ثم رفع رأسه نحو البقية

" من وقت للآخر سآتي لزيارتهما و ربما إذا بإمكاني اصطحابهما للبقاء معي في بعض الأيام..."

هو همس بتردد قبل أن يضع والد جيون يده علي كتفه مُقاطعاً إياه

"و لم الزيارة؟ ابقي هنا و كن بجانبه جونغداي فأنت جزء من عائلته و عائلتنا"

المقصود ابتسم بلطف ليهز رأسه بالنفي ثم رفع عينيه نحو زوجته السابقة التي عضت علي شفتها بخجل

" لن يكون ذلك مُريحاً كما السابق لذا من الأفضل أن أُغادر، و أيضاً.."

تنهد و التزم الصمت قليلاً قبل أن يتبادل النظرات بين ثلاثتهم

" ربما أتزوج قريباً لذا لا أعتقد أنني و زوجتي قد نبقي هنا"

كلماته قوطعت حين ارتطم شيئ ما بالباب و بفزع التفتوا جميعاً إلي الباب قبل أن يركضوا نحوه حيث جسد جيون الفاقدة للوعي

جونغداي وضع ميون بين ذراعي جده قبل أن ينحني ليحمل جيون بين ذراعيه و اقترب بها يضعها فوق السرير ليتفحص نبضها بقلق لكن عقدة حاجبيه ظهرت حين شعر بملمس يدها

نحيفة أكثر من السابق و وجهها شاحب فالتفت إليهم بذعر قائلاً

"اتصلوا بالطبيب"

والد جيون خرج من هناك سريعاً يبحث عن هاتفه كي يتصل بالطبيب بينما أعين روز كانت تُراقب لهفة جونغداي علي توأمها

كيف يحتضن وجنتيها بخوف بينما يُمسدهما بهمسات لطيفة محاولاً جعلها تستيقظ

"سيأتي بعد قليل"

و جونغداي لم يسمع كلمات الرجل هنا كونه كان مشغولاً بخوفه علي جيون

متي وصلت و ماذا حدث؟ هو لم يلحظ وجودها حتي ارتطمت بالباب

الطبيب وصل ليفحصها و حين مُغادرته كان قد وضع إليها محلول مُغذي كونها فقدت الوعي لضعفها

"بُني، تعال معي"

والد جيون أشار إلي جونغداي بالمُغادرة معه، كان هو من لاحظ دخول ابنته و كيف ابتسمت حين رؤية جونغداي

هو من لاحظ انكسارها حين ذُكر أمر الزواج و هو الوحيد الذي يُدرك أن ما أصابها لم يكن بسبب ضعف جسدها بل قلبها المُحب لهذا الرجل بجانبه

" هل... ستتزوج حقاً ؟"

ربت علي فخذ جونغداي يتساءل محاولاً فتح حديث معه بينما الآخر همهم إليه و هو ينظر إلي الغرفة بالأعلي بأعين يملأها القلق قبل أن يلتفت إليه

"ربما نعم و ربما لا... لازلت لا أعرف إذا ستوافق حبيبتي علي الزواج بي"

"و من يُمكنه رفضك؟"

قهقه بمزاح رغم حزنه الداخلي ليبتسم جونغداي و حرك يده يُمسك بخاصته

"بعض المواقف قد تجعل الأحمق يتخلي عن من يُحب لذا حتي الآن لا يُمكنني التنبؤ بأي شيئ"

الآخر همهم بتفهم لينظر كلاهما نحو الغُرفة بالأعلي

بينما بالغُرفة كانت روز تحمل ميون بين ذراعيها بينما والدتها تجلس بجانب جيون التي بدأت تستعيد وعيها و علي فخذيها الصغيرة سومين

جيون تأوهت بخفوت و هي تفتح عينيها لتنظر إلي سقف الغُرفة ثم رفعت يدها قليلاً لتنظر إلي الإبرة المُتصلة بيدها

"ماذا يحدث؟"

همست بإختناق و هي تُحرك عينيها بالمكان باحثة عن جونغداي

متأكدة أنه رأته و سمعت صوته لكنه لم يكن هنا

"لقد فقدتي وعيك و..."

"اتركوني وحدي"

قاطعت كلمات روز فتبادلت الأخري النظرات مع والدتها التي اومأت إليها لتُغادر كلاهما الغرفة كي لا تفقد جيون أعصابها علي أختها فهذا ما يحدث كلما تحدثتا سوياً... جيون قد أصبحت عصبية بصورة سيئة

جونغداي انتفض من مكانه حين رآهما تنزلان السُلم فعقد حاجبيه بقلق و اقترب منهما يتسائل

"لم تركتماها؟"

"أرادت البقاء وحدها"

والدة جيون أجابته بهدوء و اقتربت من الأريكة كي تنضم إلي زوجها بينما جونغداي التفت ينظر إليهم قبل أن يبتلع ريقه قائلاً

"أريد رؤيتها"

"لكن..."

"يُمكنك ذلك"

والد جيون قاطع اعتراض روز لينحني إليه جونغداي برأسه قبل أن يصعد إلي الأعلي

أمسك بمقبض الباب و أغلق عينيه ليتنفس بعمق ثم فتح الباب فأغلقت جيون عينيها تدّعي النوم بينما تميل برأسها كي لا يري من دخل للتو دموعها

جلس علي طرف السرير بجانبها لينظر إليها بصمت

عينيه تفحصتا وجهها بأكمله، تلك التفاصيل التي اشتاق إليها كثيراً هو نظر إليها دون ملل حتي شعرت جيون بالغرابة من هذا الصمت ففتحت عينيها ببطئ لتُقابلها نظراته الهادئة

قلبها انقبض بعنف حين تلاقت أعينهما و بتوتر هي ابتلعت ريقها لتُحرك عينيها إلي الأسفل حين شعرت بأنامله تتجول فوق كفها براحة قبل أن تحتضنه بلطف

" لم تُهملين صحتك؟"

بصمت هي رفعت عينيها نحو خاصتيه مرة أخرى لتضم شفتيها بعبوس و ارتجاف فابتسم و اقترب منها قليلاً ثم أمال يُقبّل جبينها فأغلقت عينيها حينما شعرت بملمس شفتيه و أعادت فتحهما حين ابتعد

"اشتقت إليكِ جيون"

حركت مُقلتيها بصورة دائرية بسبب دموعها التي انزلقت علي جانبي عينيها ليتنهد جونغداي بضيق و اقترب أكثر كي يتمدد بجانبها

رأسه حط بجانب خاصتها ليُحيط خصرها بذراع بينما الأخري كانت لاتزال تحتضن كفها

" لم أرغب يوماً بفقدان الثقة بكِ لكنني فعلت "

ضمت شفتيها بشهقة باكية ليزفر بإرتجاف و أغلق عينيه بينما يدفع جسدها نحوه أكثر حتي اختفي وجهها بعنقه

" لكنني أشتاق إليكِ... ملامحك، تصرفاتك، صوتك و لمساتك...أنا حقاً أشتاق إلي كل ما يخصك جيون"

"هل.. ستتزوج ؟"

سألته من بين شهقاتها فهمهم بعدم معرفة

"إذا وافقتي بالطبع سأفعل"

"أنا لا أوافق"

رفضت بحده لترفع رأسها عن عنقه

"لا يُمكنك عقابي بهذه القسوة جونغداي "

بعدم فهم عقد حاجبيه لينزلق بجسده إلي أن استقر رأسه علي الوسادة موازياً لرأسها

"زواجك مني عقاب قاسٍ؟"

همهمت بتساؤل بينما ترفع حاجبيها إلي أن فهمت مقصده فاتسعت عينيها تدريجياً لتنفي بعنف و ألقت برأسها نحوه تميل به قليلاً دافنة إياه بعنقه

" لا لم أقصد ذلك... أنا.. لقد ظننتك ترغب بالزواج من أخري"

همست بخجل لتمسح برأسها ضد عنقه فتنهد

" لا يُمكنني ذلك... لقد كرهت الزواج بحق، كرهت الإقتراب من النساء جميعاً و لم تعد لدي الطاقة في تحمل خيانة أخري لذا ابتعدت"

تنهد حين شعر بأناملها تضغط علي كفه بخفه ليبتسم بإنكسار

" كُنتِ أكثر من أذى مشاعري لأنني لم أتوقع هذا الخُبث منكِ أنتِ جيون "

عضت علي شفتها بندم لتهمس بآسفة خافته جعلت من جونغداي يضحك بخفوت

" ليست كافية جيون... هذه الآسفة لن تكفيني أبداً لكنني لا أعرف كيف أتخلي عنكِ و بالوقت ذاته لا أثق بكِ"

رفعت رأسها عن عنقه تنظر إليه ببكاء مُطلقة العنان لصوتها فأمال برأسه يستند به ضد خاصتها باكياً بصمت

" ابتعدت عنكِ لكنني فشلت بطردك من حياتي لذا هذه مُهتمك جيون، كوني مصدراً للثقة و أعيدي لي الراحة و الأمان فأنتِ من سلبتهما مني "

اومأت برأسها و ارتفعت بجسدها قليلاً كي تضع قُبلة عميقة فوق جبينه

" لن أخدعك مُجدداً و لن أكذب عليك و لو بشئ تافه لا قيمة له... أقسم أنني لن أخذلك مرة أخرى جونغداي "

" أنا لا أستحق ما فعلتموه بي"

غمغم ببكاء ليدفن رأسه بعنقها بينما كفه تركت خاصتها ليحتضن خصرها بقوة فهمهمت إليه و هي تضم شفتيها ببكاء

"أعلم... أعلم و أنا حقيرة لمُشاركتي إياهم بتلك اللعبة القذرة لكن صدقني لن أخذلك مُجدداً "

_______________

-أسبانيا -

مساء اليوم التالي و حيث المكان الذي أخبرت الخادمة سيهون به هو سار يتبع الأضواء المُعلّقة بالمكان إلي أن وصل إلي طاولة طويلة للغاية تضم العديد من المقاعد فانحني برأسه بإحترام للمتواجدين بينما يبحث بعينيه بتوتر عن صوفيا التي سرعان ما ركضت نحوه حين لمحته

"سيهون، مرحباً بك"

ابتسم بتردد ليقف بجانبها حين التفتت هي إلي الآخرين تقول شيئ ما لم يفهمه سيهون لكن حين نُطق إسمه هو خمن أنها تقوم بتعريفه فانحني برأسه مرة أخرى مع ابتسامة مترددة حين لوحوا إليه بكلمات لم يفهمها... ربما يُلقون التحية

" سبب تواجدك سيصل بعد قليل، لذا استمتع إلي ذلك الحين"

عقد حاجبيه بإستغراب ليتلفت حول نفسه بـ تيهٍ حين تركته يقف بمكانه وحيداً لكن سرعان ما تم جذبه من مجموعة من السكان يجعلونه ينضم إليهم علي الطاولة

لم يكن ذلك مُريحاً كونه لا يفهم أي شيئ مما يحدث و لا يفهم ما يتفوهون به و ما أسباب هذا الضحك الصاخب

" ماريا"

التفتوا جميعاً حيث صاحبة الإسم و الكثيرين قد صاحوا بحماس ليرفع سيهون حاجبيه بتفاجؤ و التفت كي يري من تلك ماريا التي مجرد نطق إسمها جعلهم جميعاً صاخبين هكذا

صمت

كل شيئ تلاشي

تلك الأصوات الصاخبة، تلك الأضواء المُشعة و حتي صوت سيهون تلاشي

لقد أصبح هو الآخر صاخباً من الداخل حين رؤيتها

تلك الإبتسامة اللطيفة التي تمتلكها

شعرها الذي يصل إلي أسفل ذقنها و غُرتها التي تكاد تُغطي عينيها

هل يقول أنها مُعجزة ربما؟

مرت من جانبه و كأنه غير موجود، ابتسمت بإتساع بينما تحتضن صوفيا التي أشارت إليها نحو سيهون فلحقت بها تلك المدعوة ماريا

"أوه سيهون"

أشارت إلي سيهون تُعرّف الفتاة عليه فمدت ماريا كفها نحوه بينما الآخر كان ينظر إليها بشرود حتي أنه لم يستوعب أنه يبكي بصمت

"سيد أوه"

ماريا همست لكن لم تتلقي إجابة فرفعت كفها تنكز كتفه بسبابتها كي يستفيق من شروده فانتفض جسده بفزع لكنها لم تختفي

عقد حاجبيه ليمد كفه نحو وجنتها فأبعدت وجهها سريعاً بينما تُقهقه غير مُدركة لما تفتعله به الآن و بقلبه الضعيف

" أتتحرش بي سيد أوه؟"

رفع حاجبيه بعدم فهم لينظر إلي صوفيا التي تكتم ضحكتها ثم أعاد نظراته إلي ماريا ليعقد كفيه سوياً خلف ظهره

"آ.. آسف فقط... أنتِ تُشبهين شخص ما"

"إنها جُملة  يستخدمها الرجال للتقرب من النساء"

قلبت عينيها ساخرة فابتلع ريقه بتوتر... ربما مجرد شبه أو... لا هو لا يعرف أي شيئ و لا يفهم أي شيء

" أنا آسف"

همس بها بخفوت و التفت ليجلس بمكانه مُتجاهلاً النظر نحوها بينما هي بعينيها كانت تُراقبه حتي وصلت إلي زوج صوفيا الذي ابتسم إليها و أشار إليها لتجلس بجانبه ففعلت بينما تسترق النظرات نحو سيهون الذي يشرب من الماء الكثير إلي أن شعر بأنه سيتقيأ

سيهون لم يتمكن من تناول شيئ

منذ أول لُقمة وضعها بفمه شعر أنها تنزلق إلي قلبه و ليس معدته

كانت مؤلمة كما أنفاسه الثقيلة، و عينيه بضعف كانت تحاول تجاهل تلك المرأة التي لم تكن سوي نسخة عن زوجته الراحله

و بصعوبة هو كان يتحمل كل ذلك و يتحمل رغبته الشديدة في البكاء

أيظن جونغداي أنه سينسي زوجته مع امرأة أخري لمجرد أنها تُشبهها؟!

هذا لن يحدث فسوشيل هي سوشيل و ليست غيرها

"لم تقف بعيداً وحدك؟"

ماريا اقتربت منه تُمسك بكأس نبيذ كالذي يُمسك به بينما تُحركه بين أناملها بتلاعب فابتسم سيهون بخفه بعدما سيطر علي توتره و أقنع نفسه أن هذه ليست زوجته و لن تكون

"لا أرغب بالرقص"

همس بخفوت و هو ينظر إلي الآخرين كيف يرقصون بحماس دون تعب رغم انهم للتو تناولوا العشاء و من المفترض أن يشعروا و لو بالقليل من التعب و ربما الكسل

" ما رأيك أن ترقص معي؟"

"لا، شُكراً لكِ"

رفض بتهذيب و انحني إليها برأسه ليتجه إلي الطاولة كي يضع الكأس عليها و استأذن من صوفيا كي يرحل فلحقت به ماريا و وضعت الكأس هي الأخري فوق الطاولة لتسير خلفه بينما يتجه هو إلي منزله

" لم لا تنظر إلي سيد أوه؟"

قهقهت بخفه و هو تجاهل قهقهتها ليُمسد يسار صدره بألم بينما هي رفعت يدها تضعها علي صدرها بتنهيدة عميقه ارتجفت بها شفتيها بضعف

" نحن لم نتعرف جيداً سيد أوه.."

توقف بمكانه للحظات قبل أن يلتفت إليها فابتسمت هي بتصنع بينما تقترب منه إلي أن وقفت أمامه

" آنسه ماريا أعتذر لكنني حقاً لا أرغب بالتعرف علي أي شخص أو التحدث مع أي شخص و بصفة خاصه أنتِ"

مرر لسانه علي طرف شفته السُفلي حين أدرك ما تفوه به ليُشير إليها بكفه هامساً

"أعتذر، لم أقصدها بهذه الطريقة"

"تتهرب مني لأنني أُشبهها؟"

تسائلت بخفوت لتخفض عينيها لبضعة لحظات ثم أعادت رفعهما تنظر إلي عينيه بأنفاس لاهثة

" لم نتعرف جيداً سيهون... "

تنفسه اضطرب حين تلاشت ابتسامتها تتحدث بجدية ليضم شفتيه حين مدت كفها نحوه و بتردد رفع كفه يُصافحها

" أوه ماريا... "

سحب كفه من خاصتها بفزع فقابلته بنظرات بها شيئ غريب لم يفهمه

"لم أستطع تغيير الإسم رغم رغبتي بالتخلص منه"

تراجع خطوة حين رآها تمسح دمعتها و سيهون حينها بدا ضائعاً

هو لا يفهم بشكل خاطئ

اقترب منها بضعة خطوات حتي شعرت بأنفاسه قريبة منها لتخفض عينيها حيث أنامله التي تتجه إلي أطراف قميصها بتردد إلي أن أمسك به و جعلها تلتفت كي تُعطيه ظهرها

ابتلع ريقه بصعوبة كما فعلت هي و رفعت كفيها تستند بهما علي معصميه بضعف حين شعرت به يسحب قميصها خارج البنطال كاشفاً عن ظهرها و مع كل جزء يظهر من جسدها كانت أنفاس كليهما تضطرب أكثر

ثبّت القميص فوق صدرها بيد و الأخري ارتفعت تلمس تلك الآثار بظهرها حينها شعر بدموعه تنزلق علي وجنتيه ليضم شفتيه بعبوس كما فعلت هي

"سوشيل"

تمتم بصوتٍ غير مسموع حين مرر يده علي تلك الآثار فأغلقت هي عينيها بضعف سامحة لدموعها أن تنزلق علي وجنتيها

" هذ... هذا مُستحيل"

همس بخفوت بينما يُديرها إليه ليتفقد معدتها... هناك حيث كان من المفترض أن يكون طفله

عض علي شفته حين لاحظ جرح أسفل معدتها ليُمرر أنامله عليه بإرتجاف فأمسكت يده توقفه عن ذلك لكنه لم يرفع عينيه نحوها و اكتفي بمراقبة ذاك الجرح

"الرصاصة لم تُصب الطفل... هذا الجرح كان من المفترض أن يكون جرح ولادتي فقط لكن انتهي بي المطاف دون رحم... رحمي تأذي أثناء الولادة لذا خسرته هو و الطفل"

همست بإختناق فرفع سيهون عينيه المُتسعتين نحوها لتضحك هي بخفوت

"أخبرتك سابقاً...نحن لا نستحق أن نكون والدين"

شهق باكياً ليميل برأسه ضد خاصتها بينما ينتحب بصوتٍ عالٍ كطفل صغير فرفعت سوشيل ذراعيها تُحيط عنقه ليدفن رأسه بعنقها

" فقط... أتمني لو أنني مت حينها"

صوت شهقاته احتد حين قالت ذلك ليضيق العناق حول جسدها فتنهدت هي و أغلقت عينيها براحة لم تشعر بها منذ فترة طويله

____________

" لقد استيقظت و وجدت نفسي ببلد غريب و السيدة صوفيا بجانبي... لم أعلم ماذا حدث إلي أن أتي جونغداي إلي هنا و تحدث إليّ بنفسه... هو من تولي أمر نقلي إلي هنا و أخفي حقيقة وجودي علي قيد الحياة...قال أنه الإعتذار الملائم بعد ما تسبب به توأمه و أخبرني بالحقيقة كاملة "

توقفت عن الحديث قليلاً لترفع رأسها تنظر إلي السماء بأعين لامعة

كلاهما كانا يجلسان أمام منزل سيهون من الخارج و رأس سوشيل يتكئ علي صدره بينما ذقنه يحط فوق

عناقه حول جسدها كان ضيّقاً و بين الحين و الآخر هو كان يضغط علي جسدها و كأنه يتأكد أنها لن تختفي إذا فعل

هو لازال يشعر بالخوف من أن لا تكون هذه حقيقه

" أي حقيقة؟ "

سألها بخفوت لتهمس

"جونغداي قال بأنه سيُخبرك بكل شيئ بنفسه لكن بالوقت المُناسب...لكن حتي بعد ما أخبرني به مازلت أري أن..."

رفعت رأسها عن صدره لتنظر إلي عينيه بعبوس

"تواجدنا سوياً خاطئ"

"و بُعدنا عن بعضنا خاطئ سوشيل... أنا حرفياً أموت بدونك، هل تفهمين ذلك؟"

همس بضعف ليرفع كفه نحو وجنتها مُحتضناً إياها فأغلقت عينيها حين شعرت به يحتضن شفتيها بين خاصتيه بقبلة رطبة ثم ابتعد قليلاً

"لقد قتلت أصدقائك سيهون... قتلت الكثيرين "

" و أنا أيضاً كنت شخصاً سيئاً لذا نحن متعادلين "

" نحن سيئين و لا يُمكننا البقاء سوياً"

هز رأسه بالنفي ليرفع يده الأخري كذلك نحو وجنتها و هسهس بحده

"ليس و كأننا سنتحول إلي ملاكين إذا ابتعدنا عن بعضنا... سواء كنا سوياً أو لا فهذا لن يُغير من حقيقة أننا ارتكبنا الكثير من الأخطاء "

" إذاً هل علينا أن نموت؟ أنا لم يعد لدي رغبة بالموت سيهون "

أمالت برأسها تتحدث ببلاهة فهز رأسه نافياً

"لنكون سيئين حتي النهاية"

بعدم فهم رفعت حاجبيها ليُقبّل شفتيها مرة أخرى قبل أن يهمس أمامهما كشخص فقد عقله

" لننسي جميع من ماتوا و نعيش بسعادة... لنكون سيئين و نهتم فقط لأنفسنا "

" أنا كنت مُحقة، نحن لا نستحق أن نكون والدين"

قهقهت بخفه لترفع كفيها نحو ياقته جاذبة إياه نحوها تُقبّل شفتيه بقوة قبل أن تبتعد و يضحك كلاهما

" يُمكننا أن نتبادل الأدوار... يوماً أحدنا يتخذ دور الطفل و الآخر يتخذ دور الوالدين ثم نعكس الأدوار باليوم التالي، سننجح كوالدين لبعضنا و حينها لن نحتاج إلي عائلة كبيرة سنكتفي ببعضنا فقط "

"سيهون أنت تتحدث كشخص مجنون الآن"

همست بصدق لتصرخ بفزع عندما شعرت بجسدها يرتفع عن الأرض حين أمسك بفخذيها لتُحيط عُنقه سريعاً بذراعيها و ساقيها قد أحاطتا خصره

" قلبي يؤلمني بحق "

همس أمام شفتيها قبل أن يدمجها مع خاصته و اتجه نحو الداخل بينما يُغلق الباب بقدمه

تخبطا بالحائط بعشوائية و هو يتجه بها إلي غُرفة النوم و رغم ذلك كلاهما لم يتوقف للحظة عن تبادل القُبلات و كلما توقفا كي يلتقطا أنفاسهما سيعودان مرة أخري لتقبيل بعضهما بلهفة أكبر

سوشيل لاحظت ذلك... أن قُبلات سيهون كانت مُختلفه و كذلك لمساته أكثر خشونة و كأنه يتفحص جسدها يتأكد من وجوده

احتضانه لها و كأنه يرغب بإخفائها بين أضلاعه كان مُهلكاً لقلبها و مؤلم

غفي بين أحضانها لتخفض نظراتها نحو رأسه الذي يستقر فوق صدرها و حين تأكدت من نومه تنهدت براحة و دفعته برفق كي يتمدد فوق السرير و سحبت الغطاء فوق جسده قبل أن تُغادر المنزل بهدوء دون أن يشعر بها

سارت نحو التجمع القريب من منزل صوفيا بعقل مُشتت

هذه العلاقة مُعقدة البُعد بها كما القُرب... كلاهما عذاب

رفعت رأسها حين شعرت بشخص يتوقف أمامها لتبتسم إليها صوفيا بإتساع لكن عبوس سوشيل جعل من ابتسامتها تلك تتلاشي بقلق

" هل تشاجرتما؟"

سوشيل ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تهز رأسها بالنفي

"أنا خائفة... أشعر أن علاقتنا ستفشل"

"مجدداً؟ لماذا أنتِ سلبية هكذا ماريا؟"

تنهدت سوشيل بضيق لتميل برأسها فوق كتف الأخري التي رفعت يدها نحو رأسها تمسح عليه بلطف

" لا يبدو كشخص يريد الإنتقام مني، رغم كل ما حدث هو بدي مُشتاقاً إليّ بصورة لم أتخيلها لكنني مازلت خائفه... لا يُمكننا أن نُكمل سوياً فربما أتركه أنا لاحقاً، قد لا أتحمل و أتسبب بجرحه "

" لا أفهم ما حدث بينكما و لا أهتم بالتفاصيل لكن لو أن اقترابكما من بعض بهذه الصورة سيئ فبُعدكما أسوأ... هل رأيتي نظراته؟.. لا ،لا... هل تستوعبين أنكِ أتيتي إلي هنا بهذه الحالة بمجرد معرفتك أنه هنا علي الرغم من أن حالتك لا تسمح بأن تتركي المشفي ؟! ... إنها حياتكما و ليس لي دخل بها لكن أعطي علاقتكما فرصه، لا تكوني أنانية ماريا فهناك طفلة بينكما "

رفعت ماريا رأسها عن كتف صوفيا بينما تهز رأسها بعنف

" لا تُخبريه بذلك رجاءً... لا أريده أن يبقي معي فقط بسبب ابنتنا "

" لن أُخبره بشيئ لكن مهما كان قرارك فهو يمتلك الحق بمعرفة أنه يمتلك طفلة صغيرة تحتاج إلي الرعاية "

سحبت ماريا نفساً عميقاً ثم همست بخفوت

"يجب أن أعود إلي المشفي"

صوفيا همهمت بتفهم لتتراجع سوشيل بخطواتها قبل أن تُغادر المكان

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top