9
Start
سيهون pov
ليس حُباً من النظرة الأولي
لا أؤمن بشيئ كهذا لكنني واثق أن تأثيرها علي قلبي بدأ منذ الوهلة الأولي
تلك اللحظة التي التقت بها أعيننا سوياً تسببت بشرارة بقلبي و بكامل جسدي
إنها تمتلك أعين ذات نظرة حادة لكن بريئة خاصة حين تلمعان أسفل الأضواء
ملامح وجهها حادة كإمرأة بالغة تبلغ السابعة و العشرون من عُمرها لكن حين تضحك أو تبدأ بالتحدث بتلك النبرة الطفولية تتحول إلي طفلة بريئة
و الآن ....أظن الأمر لا يقتصر علي تلك الشرارة أو إعجاب بتناقض شخصيتها مع ملامحها
لقد وصلت إلي مرحلة أُدرك بها أنني قد أكون وصلت إلي الهوس بهذه المرأة القابعة أمامي الآن
و كأنها إن تحولت إلي شيطان فجأة فسوف أُلقي بنفسي داخل جحيمه بكل صدر رحب
ألا يبدو هذا كـ هوس أم أنني بالغت بتقدير مشاعري ؟
" أري ظلالاً سوداء مُخيفة ..."
همست بعد صمت طويل لأنظر نحوها بتركيز حين أخفضت رأسها تنظر إلي صدري بعبوس و شفاهها ارتجفت
" جميعها تُحيط أبي "
هو الحاجز بيننا ...منذ الوهلة التي أدركت بها أنني مُهتم بها و أنا أشعر بوجود حاجز بيننا ، لقد كان والدها هذا الحاجز
سوشيل حين تُدرك أن من أرسل والدها إلي السماء لم يكن شخصاً سواي هل ستُسامحني ؟ أهي مُستعدة لإلقاء نفسها بين جُدران جحيمي أم أنني فقط الواقع بهذه الدوامة
" هناك رجلاً ذو ظل طويل مُخيف يوجه المُسدس نحوه "
لا
"ثم يقوم بقتله "
لقد رأتني
" هذا مؤلم "
شهقت باكية لتدفن نفسها بين ذراعاي و هي تُخفي وجهها الباكي بعُنقي
إنه كذلك ... مؤلم للغاية
End pov
_________
"لتجد بديلاً آخر "
جيون تمتمت من بين شهقاتها بينما تُغلق حقيبة ثيابها
لقد اتخذت قرارها بالفعل بمُغادرة المنزل ...لربما بذلك الوقت تضع روز بمأزق و تجد نفسها مُضطرة للقيام بدورها كزوجة جونغداي
ابتلعت غُصتها حين تذكرت ما تفوه به جونغداي لتضم شفتيها ثم سحبت الحقيبة بعيداً عن السرير
ارتدت حقيبة ظهرها لتجر الحقيبة الأخري و خرجت من تلك الغُرفة لكنها سرعان ما توقفت عن الحركة حين رأت جونغداي يتقدم من السلالم
لقد تجاهلها بالكامل ما جعل من الدموع تتغلغل إلي طرفي عينيها مرة أخري
استنشقت ماء أنفها لتعدل الحقيبة خلف ظهرها ثم نزلت السلالم بحذر كي لا تقع بحقائبها
" جيون .."
روز هتفت بإبتسامة حين رأت الأخري لكن ابتسامتها تلاشت مع رؤيتها لتلك الحقائب فحركت عينيها نحو زوجها الهادئ لا يُبدي أي رد فعل ،فقط ينظر إلي أطباق الطعام بشرود ، و من ثم رفعت عينيها حيث ميونغ داي المُقابل لها و الذي بدا مُستمتعاً بما يحدث
جيون تركت الحقيبة من يدها لتقترب من الطاولة حتي توقفت مُقابلة إلي جونغداي تنظر إليه بعبوس لم تتمكن من إخفائه
دون حديث وضعت مفاتيح المنزل أمامه ليرفع جونغداي عينيه ببطئ ينظر إلي المفاتيح بينما هي استدارت لتُغادر المنزل
روز وقفت من مكانها سريعاً كي تلحق بها فأمسك جونغداي بمعصمها هامساً دون أن يلتفت إليها
"اتركيها تذهب"
"ماذا حدث لك؟"
هزت رأسها بعدم تصديق لتدفع كفه بعيداً عنها ثم ركضت خلف الأخري
"جيون... جيون انتظري"
توقفت تلتقط أنفاسها حين أبطأت جيون خطواتها إلي أن وقفت بمكانها
"لمـ لماذا ستُغادرين؟"
المقصودة قلبت عينيها بملل لتتحرك مُجدداً فصرخت روز بإنفعال
"لا تتركيني وحدي جيون"
جيون قهقهت بصوت مكتوم ساخرة و استدارت بجسدها إلي الأخري تنظر إليها بإبتسامة جانبية
"هذه النظرة..."
ضحكت بينما تهز رأسها لتُكمل
"لو أنني لا أعرف الحقيقة لظننتكِ تُريدينني بجانبك ليس لشيئ آخر سوي أننا أُختين"
"و هذه الحقيقة... "
روز قاطعتها لتقترب منها حتي وقفت أمامها ثم مدت يدها لتُمسك بخاصة جيون فأخفضت الأخري عينيها تنظر إلي يدها التي أصبحت بين يدي توأمها
"نحن أُختين جيون، توأم و روح واحدة بجسدين فلا يُمكنكِ تركي وحدي بهذا المكان و... "
" لا تكذبي عليّ بهذه الكلمات روز، نحن لم نكن يوماً روح واحدة... أتريدين الحقيقة؟ لقد قتلتِ روحي حين تزوجتي جونغداي و أنتِ تعرفين بحقيقة مشاعري نحوه، لم تُفكري سوي بنفسك حينها و حتي الآن أنتِ مازلتي لا تُفكرين سوي بنفسك، و بهذه اللحظة خوفك بأكمله يكمن في معرفة هل سأقبل أن أحصل علي دورك مُجدداً أم لا و الإجابة هي لا... حان الوقت لأن تُكملي ما بدأته أنتِ، أعرف أن خوفي علي مشاعر جونغداي هي الشيئ الذي يمنعني عن إخباره بالحقيقة لكن لا تعرفين... ربما أُخبره بكل شيء... "
بيدها الحُرة أزاحت كفي روز بعيداً عن كفها ثم سحبت نفساً عميقاً
" و كل شيء هذا يعني والد ميون أيضاً... "
" جيون أنا... "
" أنتِ مُحقة روز "
أومأت مُقاطعة الأخري
" نحن توأم لكنني لا أرغب بأن أكون مثلكِ، لذا ها أنا أنسحب و أنتِ أكملي حياتك بالطريقة التي تُريدينها، أفسدي حياة جونغداي لكن علي الأقل لن أكون مُشاركة بذلك"
تراجعت بخطواتها ثم التفتت لتُغادر بينما روز ضمت شفتيها بعبوس و هي تُراقب توأمها تُغادر لتهمس بصوتٍ خافت
"لست سيئة إلي هذا الحد جيون، أنا حقاً أُحبك "
تنهدت بعبوس و التفتت لتعود إلي الداخل حيث يجلس زوجها مُمسكاً بهاتفه أمام طاولة الطعام و مُقابلاً له يجلس توأمه البارد
" غادرت؟ "
جونغداي تسائل بتردد بينما يفتح رسالة سيهون التي وصلته للتو فهمهمت روز و هي تجلس بجانبه
"يا تُري ما الذي جعلها تُغادر المنزل هكذا؟"
ميونغ داي سأل بإهتمام مُزيف ليرفع جونغداي عينيه نحوه فابتسم الآخر بتصنع
" هل ستذهبان إلي القرية اليوم؟"
روز رمقت ميونغ داي بقلق و هزت رأسها بحركة بسيطة كي لا يُلاحظها جونغداي لكن الأمر لم يتطلب التفكير بشيئ ما حيث وقف جونغداي من مكانه بهدوء قائلاً
"هل يُمكنك أنت اصطحاب ميون و روز إلي القرية؟ لدي عمل هام يجب عليّ إنجازه أولاً قبل أن نُسافر بالغد "
" لا يوجد مُشكلة بذلك لكن كما تعرف لا يُمكننا العودة غداً إلي هنا ثم الذهاب إلي المطار فهل..."
ميونغ داي حرك عينيه بينما يتحدث بتقطع و كأنه يُفكر بحل ما فقاطعه جونغداي
" سأنتظر روز بالمطار "
أمال يترك قُبلة فوق رأس زوجته قبل أن يصعد إلي الأعلي بينما يتصل بـ سيهون
" جونغداي "
سيهون اعتدل بجلسته حيث كان يجلس بسيارته بالخارج أمام منزله فهمهم جونغداي و هو يُغلق باب الغُرفة خلفه
" بالنسبة إلي بارك تشانيول... لا أعلم هل سيقبل أن نتقابل اليوم بهذه السُرعة أم ماذا فهو دائماً مشغول، سوف أحاول التحدث معه لكن لا أعدك بشيئ"
نبس بهدوء و تنهد بصوتٍ عالٍ جعل من سيهون يعقد حاجبيه لكنه لم يرغب بالتدخل لذا هو فقط هز رأسه
"أخبره أنه شيئ يتعلق بإبنة عمه سوشيل، لربما يوافق علي هذا اللقاء "
" و هل أنت بخير مع هذا؟ تشانيول يبحث عنها و ربما لن... "
جونغداي تسائل بقلق فقاطعه سيهون بصرامة
"هي الآن أوه سوشيل، إنها زوجتي لذا لا يستطيع فعل شيئ بهذا الشأن"
عقد جونغداي حاجبيه بخفة لتلك النبرة الغريبة التي سمعها من سيهون لكنه سرعان ما همهم بتفهم ليُغلق الخط
عض علي شفتيه بعبوس و هو يرمق الأرض بشرود
لقد فقد حماسه تماماً تجاه تلك الرحلة، روز لا تبدو مُتحمسة كذلك، ثم هناك مشكلة جيون من جانب آخر
و برأسه هو يظن أنه قام بخيانة روز حين سمح لأختها بتقبيله لذا لا يشعر بالراحة و لا مزاج له لأن يتصرف بحماس و صخب و هو يحمل هذا العبء بقلبه
"بارك تشانيول"
تمتم ليرفع هاتفه يبحث عن الرقم المقصود حتي توقف أمام إسمه ليسحب نفساً عميقاً قبل أن يتصل به
_____________
سيهون وصل إلي مقر العمل و علي غير عادته هو كان يسير شارداً لا يُعطي انتباهاً لأي شخص يُقابله و ينحني إليه بإحترام
كلمات سوشيل لازالت تتردد بعقله
سوشيل قد رأته... بذلك اليوم رجال الشُرطة أحاطت والدها من جميع الجهات
كان خائفاً و مذعوراً
عينيه كانتا تنظران إلي سيهون تترجاه بأن يُصدقه لكن بسبب تصرف والدها المُتهور سيهون اضطر إلي قتله... الرصاصة كانت من مُسدسه هو
علي الرغم من أن الأمر حدث بسرعة و سيهون لم يقصد قتله لكن بالنهاية هو مات
سيهون شهق بإختناق و ألقي بجسده بعشوائية فوق مقعده خلف المكتب لينظر إلي السقف بأعين حزينة
و كل ما يُفكر به هو أنه سبب كوابيسها
سوشيل ماذا ستفعل إذا تذكرت ملامحه؟
أخفض عينيه ينظر إلي هاتفه الذي أعلن صوته العالي وصول رسالة قبل أن يُضيئ بإسم جونغداي
استقام بجلسته سريعاً ليسحب الهاتف مُجيباً بقلق
"جونغداي"
"لقد أرسلت إليك الموقع حيث سيُقابلك غداً الساعة الواحدة ظُهراً فهو ليس مُتفرغاً اليوم، أعتذر هذا ما تمكنت من فعله"
"لا، لا... شكراً لك جونغداي"
نفي برأسه سريعاً ليتنهد بعدما أغلق الهاتف
"رُبما... هذا يُساعدني علي فهم ما يحدث لها"
تمتم بخفوت ليُربت علي صدره بقلق
" هي زوجتي أنا لذا لن يأخذها مني... أنا واثق من ذلك "
و بغير ثقة هو همس يحاول إقناع نفسه بذلك إلي أن قاطع حديثه مع نفسه دخول مُساعده علي عجل و كما يبدو لديهم مُهمة طارئة
______________
" لماذا ترتدي ثياب جونغداي؟"
روز رفعت حاجبيها بإستغراب و هي تتقدم من ميونغ داي الذي خرج من غُرفته للتو يرتدي ثياباً مُريحة كالتي يرتديها جونغداي في العادة فابتسم الآخر بجانبية ليميل نحوها قليلاً ما جعلها تتراجع برأسها بتفاجؤ حين أصبحت المسافة بين وجهيهما تكاد تنعدم و ذراعيها عانقا صغيرها ميون بإحكام
" هذا كي لا نضطر إلي البقاء بغرفة مُنفصلة ليلاً بسبب والديكِ"
روز ضمت شفتيها بخجل لتضرب صدره بخفة فاستقام بظهره واضعاً يديه بجيوب بنطاله
"لكن... ماذا لو عرف جونغداي بذلك؟... أعني.."
"من سيُخبره؟ والديكِ؟ لماذا سيفعلان ذلك و هما لا يعرفان بأننا لسنا بنفس الشخص ؟"
رفع كتفيه بلا مُبالاة ثم جرّ حقيبته خلفه فالتفتت روز تُشير إليه نحو حقيبتها ظناً منها أنه سيحملها إلا أنه نزل السلالم بالفعل فابتلعت ريقها لتنظر إلي ميون
" سأحرص علي أن لا تمتلك قلب والدك البارد"
همست بخفوت نحو صغيرها ثم قهقهت قبل أن تضع قُبلة علي وجنته و التفتت بعدها تُمسك بيد حقيبتها لتجرّها خلفها
_______________
علي الطريق المُقابل للمبني الذي تعمل به جيون
جونغداي كان يجلس بمقهي هُناك و بشرود حرك القشة بداخل كوب القهوة الباردة أمامه
تنهد ليرفع عينيه ينظر نحو ذاك المبني ثم نظر إلي ساعته فتنهد ليقترب من الكوب يشرب منه القليل بملل تاركاً الكوب فوق الطاولة دون أن يُمسك به
"أمسك الكوب بيدك لربما تقع القهوة فوق ثيابك"
رفع عينيه سريعاً نحو جيون حين سمع نبرتها المُمازحة فشعر بالتوتر ليبتعد برأسه عن الكوب ثم مسح علي شفتيه و هو يخفض عينيه عنها حين جلست مُقابلة له
بعض الوقت مر عليهما و هما مُلتزمان الصمت
جيون طلبت كوب قهوة باردة كخاصة جونغداي بينما تُراقبه بهدوء
حين أتي النادل مُجدداً جيون وضعت الكوب فوق الطاولة و اقتربت تشرب من القشة تُقلّد بذلك جونغداي كما رأته يشرب من الكوب حين دخولها فرفع عينيه عن حجره لينظر إليها بهدوء ثم ابتسم بخفة دون وعي منه
" ظننتكِ ستكرهين رؤيتي بعدما طردتكِ من المنزل بتلك الطريقة"
همس بخفوت لتضم جيون شفتيها ثم هزت رأسها إلي الجانبين
"قد أكره نفسي لكن ليس أنت جونغداي"
تنهد بضيق و ابتلع ريقه لتضحك جيون بخفة
"مشاعري تُشعرك بالضيق إلي هذا الحد؟"
رمقها بهدوء للحظات قبل أن يتسائل بنبرة خافته يُغيّر الموضوع
" البارحة... ما الذي حدث بينك و بين روز لـتتشاجرا بهذا العُنف؟"
بدا فضولياً للغاية و جيون اكتفت بالنظر إليه بصمت كونها مُدركة أنها قد تتفوه بما سيجرح مشاعره
جونغداي شخص رقيق و ما يحدث من خلف ظهره ليس بالشيء الهين
و هي أنانية... ربما أكثر ما يُخيفها بالأمر هو أن يكرهها هي الأخري
هي و بدون قصد اضطرت للمُشاركة بتلك الفوضي، و هل جونغداي سيتخذ صفها و يتفهم كونها خشيت أن تتضرر مشاعره و أن يُصيب الحُزن قلبه؟!
"جيون"
"لست السبب جونغداي..."
قاطعته بهدوء كاذبة لتبتسم قبل أن تحمل الكوب بيدها و ارتشفت منه الكثير دُفعة واحده
" أنا و روز بيننا الكثير من المشاكل..."
"مشاكل قد تدفعك لمحاولة قتلها؟ "
قاطعها ببعض الإنفعال لتضحك جيون بإنزعاج
"جونغداي... هل تظن أنني قد أقتلها لأجلك؟ نعم، أنا أحـ... لا مهلاً.."
هزت رأسها سريعاً تنفي ذلك لتبتلع ريقها و اقتربت من الطاولة
"أنا عاشقة لك و لكل ما يتعلق بك لكنني لن أحصل عليك بقتل أختي... أنا أرغب بقضاء ما تبقي من حياتي معك و ليس بالسجن"
ختمت حديثها بمزاح لم يُعجب جونغداي و لم يُعجبه حقيقة أن قلبه اضطرب لسماع تلك الكلمات الصادقة
" ما الذي حدث بينكما جيون؟"
تنهدت تقلب عينيها لترفع كتفيها ثم أخفضتهما بحركة سريعة
" إذا أخبرتك بأن زوجتك ليست جيدة كما تظن أنت فلن تُصدقني و قد تظنني أقول ذلك فقط لأنني أغار عليك لذا من الأفضل أن لا تعرف بما يدور بيني و بين روز لكن صدقني أنت لست السبب بتوتر علاقتي مع روز "
أشارت إليه بنهاية حديثها ليخفض جونغداي عينيه عنها و رمق كوب القهوة بشرود قبل أن يهمس
" لم أقصد طردك من المنزل، كنت غاضباً فقط لذا.. هل يُمكنكِ العودة مُجدداً؟ "
ابتسمت جيون لتنقر بأناملها فوق الطاولة عدة مرات ثم هزت رأسها نافية
" لقد قُلت بوضوح أن وجودي بالمنزل لم يعد مُريحاً و أنا لا أرغب بأن أكون عبئاً علي الآخرين... لكن إذا أردت رؤيتي فأنت تعرف أين تجدني "
أشارت نحو المبني الذي تعمل به لتقف بعدها و سحبت كوب القهوة تشرب ما تبقي به
" كونك طردتني من المنزل سيد كيم فلتدفع الحساب كإعتذار و أنا قد تقبلت اعتذارك مُسبقاً "
ابتسمت بإتساع لتلوّح إليه بمرح و هي تتراجع بظهرها ثم استدارت حين اقتربت من الباب لتدفعه كي تخرج
بمجرد أن وطأت أقدامها خارج ذاك المقهي ترهلت أكتافها بشكل واضح لجونغداي الذي رأي ذلك من مكانه
ابتسامتها تلاشت لتتنهد بشفاه ارتجفت بعبوس ثم خطت نحو مقر عملها فأخفض جونغداي رأسه قبل أن يُلقي به فوق الطاولة ليُحركه يميناً و يساراً بعدم راحة
_______________
"سيهوني انظر"
معدة سيهون انكمشت بإعجاب حين سمع صوت سوشيل تُناديه مُضيفة ياء الملكية إلي إسمه
سوشيل ركضت نحوه تُمسك بذراعه لتجره خلفها حيث غُرفة المعيشه و هو ببلاهة ابتسم يري فراشات تُحيط به
و كيف تحول ركض سوشيل إلي التصوير البطيئ بنظره؟ لا يعلم لكن هذا قد حدث بالفعل
" انظر إلي هذا..."
أشارت إلي شاشة التلفاز بحماس ثم ضربت كتف سيهون بخفه فاستفاق من شروده بها ليرمش بضعة مرات و هو يُحرك رأسع معها حتي نظر إلي حيث تُشير
"هذه... دراما"
همس بإبتسامة متوترة كونه لم يفهم ما تقصده فهزت رأسها إلي الجانبين بعنف قائلة
"انتظر... اااه ها هو انظر إليه"
أشارت إلي البطل حين ظهر ليتبادل سيهون النظرات بينها و بين شاشة التلفاز بعدم فهم حتي صفقت سوشيل بقهقهة صاخبة و هي تلتفت إليه حتي وقفت أمامه قائلة
" إنه يُشبهك كثيراً، سوف أشاهده كل يوم و أنت بالعمل كي لا أشتاق إليك"
"هممم، هذا جيد "
همهم يهمس بخفوت ليرفع يده نحو وجنتها يمسح عليها بأنامله بلطف
"هل تشتاقين إليّ و أنا بالعمل؟"
حركت عينيها بحركة دائرية خجولة و هي تُشابك يديها خلف ظهرها قبل أن تومئ بخجل فاقترب منها لينحني برأسه نحوها هامساً أمام شفتيها
" أنا أيضاً أشتاق إليكِ كثيراً سوشيل"
تنهد بثُقل و هو ينظر إلي شفتيها ثم رفع عينيه نحو خاصتيها لتبتلع سوشيل ريقها بتوتر
" سيـ ـهون"
همست بتقطع بنبرة تكاد تُسمع لكن سيهون الهائم بملامحها همهم بعدما سمع همسها بوضوح فرفعت كفيها بتردد تحتضن وجنتيه
"عينيك "
إبتسم بخفة ليميل نحوها أكثر يهمهم بالمُقابل
"ما بهما؟"
رمشت سوشيل ببطئ لتخفض عينيها حيث شفتيه ثم رفعتهما مُجدداً لتلتقيا مع خاصتي سيهون
" لا أعلم"
رفعت كتفيها بعدم معرفة لتقترب منه أكثر ثم جعلت من جبينها يلتصق بخاصته القريب منها للغاية
سيهون شعر بجسده يتخدر حين تحركت أنامل سوشيل فوق وجنتيه ثم عينيها بدأتا تُغلقا تدريجياً تحت نظراته ليبتلع ريقه بصعوبة
هي اقتربت منه أكثر تمحو المسافة بين شفتيهما تجعلهما يتلامسان بقُبلة سطحية أطالت بها قليلاً و هي تضغط بشفتيها ضد شفتي سيهون الذي ضم قبضته ليُغلق عينيه ببطئ
سوشيل ابتعدت عنه قليلاً و هي تتنفس بوتيرة سريعة لتنظر إلي عينيه المُغلقتين فابتلعت ريقها قبل أن تميل إلي الجانب الآخر و هي تنقر شفتيه بقُبلات متفرقة بدت طفولية و عشوائية للغاية مما دفع سيهون إلي الضحك بخفة
فتح عينيه فجأة لتتوقف عن تقبيله ثم ضمت شفتيها بخجل واضح بتورد وجنتيها فرفع سيهون كفه الحُرّة يُحيط بها وجنتها الأخري قائلاً بمزاح
"يبدو أنكِ شاهدتِ الدراما طوال اليوم"
عضت علي شفتها السُفلي بعبوس و أخفضت عينيها لتتسع ابتسامة سيهون ثم استقام بوقفته و اقترب بشفتيه من جبينها يُقبله بلطف هامساً
"لا داعي للحُزن، أنا فقط أمزح"
أحاط جسدها بذراعيه ليضع إحداهما حول خصرها و الأخري قد أحاطت كتفها حيث حطت كفه علي رأسها من الخلف بينما يجعله يستقر بعنقه
"هل فعلت شيئاً سيئاً؟"
غمغمت بصوتٍ مُختنق و هي تُحيط خصره بذراعيها بينما بداخلها هي كانت واثقة أن هذا خاطئ... كل شيئ خاطئ حتي تلك الدغدغة التي تشعر بها كلما اقترب منها سيهون
" سيكون سيئاً إذا فعلته مع شخص آخر غيري لكن معي أنا هو ليس خاطئاً"
همس بخفوت بجانب أذنها قبل أن يميل قليلاً تاركاً قُبلة علي جانب رأسها
"حقاً؟"
سألته بصوتٍ مُهتز و أغلقت عينيها بقوة بينما تتشبث بثيابه ليتنهد سيهون بإرتجاف قبل أن يومئ بهمهمة بسيطه
" أنا مُرهق لذا سأجلس بحوض الاستحمام قليلاً "
ابتعد عنها يتحدث بإبتسامة مُتسعة فاستنشقت ماء أنفها لتتسع ابتسامته أكثر علي خجل زوجته المُبالغ بنظره ثم نقر أنفها بسبابته مُمازحاً
"و لا تدخلي الحمام عليّ أيتها الصغيرة"
عبست بإنزعاج لتزفر بينما تتكتف بطفولية
" أنت... لماذا تتركه مفتوحاً؟ "
صاحت بوجهه تُلقي اللوم عليه فقهقه بعدم تصديق
"و هل أنا المُخطئ الآن؟ ثم أنا أقوم بإغلاق الباب و أنتِ من تقومين بفتحه"
"لكنك لا تُغلقه بالمُفتاح و هذا يعني أنك المُخطئ، أليس كذلك؟"
رفعت حاجبيها بتحدي ليرمش سيهون بضعة مرات بإستغراب قبل أن يُقهقه بتوتر ثم حك مؤخرة رأسه بإرتباك
"أنا أخاف لذا لا أستطيع إغلاقه من الداخل، أعني... إنها إحدي عاداتي لذلك.. "
رفع كتفيه محاولاً شرح الأمر لها لكن بالنهاية استوعب أن سوشيل مجرد طفلة بعد كل شيئ لذا لن تفهم ما يقوله، و ربما ما يقوله سيُخيفها و قد لا تُغلق باب الحمام أبداً و تتركه مفتوحاً علي وسعه بعد ذلك
استرخي بجسده داخل الحوض المليئ بالمياه الدافئة و ابتسامة بسيطة نمت علي شفتيه حين تذكر تلك القُبلة السطحية
شيئ لم يتوقعه أن يحدث...هو بنفسه كان خائفاً أن يتهور و يفتعل هكذا فعل قد يتسبب بإفزاع سوشيل لكنها بالنهاية هي من فاجئته
" هيون..."
تمتم بخفوت قبل أن يتنهد بحزن و هو يُغلق عينيه
"كان ليكون سعيداً حين يعرف بأنني وقعت بالحب..."
ثم قهقه بخفة قبل أن يهز رأسه
"بل كان سيفقد وعيه من السعادة إذا علم بأنني تزوجت"
قهقهته تدريجياً تحولت إلي عبوس التوت به شفتيه ليشهق باكياً قبل أن يرفع يديه يخفي بهما وجهه حين فقد القُدرة للسيطرة علي نفسه
سيهون حاول تجاهل ذلك طوال الوقت
حاول الإنشغال بأي شيء آخر
عمله
أو سوشيل
لكنه مازال غير قادر علي تخطي موت هيون
لقد ترك فراغاً بحياته لا يُمكن تعويضه
____________
جونغداي وقف بمكانه ينظر إلي ساعته بنفاذ صبر، موعد الطائرة اقترب و إلي الآن روز لم تصل
اتصالاته كانت تصل كلاً من زوجته و أخيه التوأم لكن تم إغلاق هواتفهما فجأة و منذ ذلك الحين و هو لا يعرف كيف يصل إليهما
النداء الأخير لرحلته
تنهد بضيق يشعر بالإختناق حين نظر إلي الساعة
و ها هو موعد إقلاع طائرته قد حل
ثم نصف ساعة أخري مرت و هو لم يتلقي أي إجابة من هاتف زوجته أو أخيه... فقط الرد الآلي يُخبره بإنغلاق هاتفيهما
شعر بعينيه تلسعه ليرفع عينيه إلي الأعلي مُحاولاً عدم البُكاء لكن هذا الموقف كان مؤلماً بصورة سيئة
تحرك من مكانه مُتجهاً إلي باب الخروج بخطوات بطيئة و ثقيلة للغاية
يشعر بالخذلان و قلبه يكاد ينفجر لما يشعر به من حزن بتلك اللحظة
"جو جونغداي"
صوت زوجته الباكي يُنادي إسمه جعله يرفع عينيه نحوها فوجدها تركض تجاهه و هي تجر حقيبتها خلفها ببكاء هيستيري إلي أن توقفت أمامه فابتلع ريقه بصعوبة لتشهق الأخري
"لم أقصد التأخير أنا حقاً.. آسفة"
من بين بكائها الصاخب اعتذرت و هي تحاول تجميع كلماتها فابتسم دون وعي ليحتضن وجنتيها بينما يمسح دموعها الغزيرة فعبست أكثر
"ظننتكِ لن تأتي حين وجدت هاتفك أنتِ و ميونغ داي مُغلقاً، روز"
همس بعبوس حاول إخفائه و فشل بذلك لتنظر إليه بأعين لامعة و هو يمسح دموعها بكل رقة و إهتمام فانفجرت باكية ليرفع حاجبيه بتفاجؤ
لقد كانت جيون
حتي بعد أن تركت المنزل و اعترضت علي المُشاركة بتلك اللعبة القذرة فهي لم تتمكن من الوقوف بمكانها و رؤيته يتعرض للخذلان
------
Flash back
"جيون هاتفك لا يتوقف عن الرنين"
زميل جيون بالمكتب تحدث بإنزعاج بسبب صوت هاتفها المُزعج لكن الأخري تجاهلت كل شيئ و ادّعت انشغالها بما تكتبه علي الحاسوب أمامها
تبادل زملائها النظرات ليُشيروا نحو إحداهن فتنهدت تلك الفتاة لتقف من مكانها و اقتربت من جيون لتميل نحوها بتوتر بينما تتبادل النظرات بين زُملائها قبل أن تهمس لها
"أجيبي الإتصال جيون فهذا يُزعج الجميع و بجميع الأحوال قد يتسبب في تعليق إتصال أكثر أهمية ألا تظنين ذلك؟"
جيون حرّكت عينيها نحو زميلتها تلك تنظر إليها ببرود فابتسمت الأخري بتوتر لتنسحب إلي الخلف تعود إلي خلف مكتبها ثم رفعت كتفها إلي البقية فـ جيون تبدو بمزاج سيئ و لا ترغب بالتحدث مع أي شخص بالوقت الحالي
بينما جيون حركت عينيها تنظر إلي هاتفها بإنزعاج
لم يكن إتصال روز الأول و هي تعلم سبب اتصال الأخري لذا لم ترغب بالرد أبداً
لكن إصرار روز مع إنزعاج زُملائها و شعورها بالغضب من محاولات أختها المُستميتة في عدم قضاء الوقت بجانب جونغداي جعلها تُجيب الإتصال بصراخ غاضب جعل منهم جميعاً ينتفضون بفزع
"ماذا؟ ماذا تُريدين؟ توقفي عن الإتصال بي روز فهذا مُزعج و أنا..."
"هذا أنا... ميونغ داي"
صوته البارد قاطعها لتُبعد الهاتف عن أذنها تتأكد من اسم روز قبل أن تُعيد الهاتف إلي أذنها بغضب يتفاقم
"ماذا تفعل بهاتف روز؟"
هسهست بحنق فابتسم الآخر لينظر نحو باب الحمام حيث تستحم الأخري ثم قهقه بخفة
" أنا و روز بمكان ما لن تستطيعي الوصول لنا به، في الواقع لا أرغب بتركها تذهب مع جونغداي لذا..."
"لا تُفكر بذلك حتي أيها الحُثالة"
صرخت بإنفعال لينظر إليها زُملائها بصدمة و قلق فضمت قبضتها بقوة
" ظلت ساعة و نصف فقط علي موعد الطائرة و..."
"لن أذهب، حقاً لن أذهب إذا لم ترغب تلك العاهرة بالذهاب فلا تفعل و لتتحمل نتائج أفعالها "
أغلقت الهاتف بوجهه بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة ثم مسحت علي وجهها و هي تبتلع ريقها
عادت تستكمل عملها لكن يديها المُرتجفتين لم تُساعدانها بذلك
قلبها ظل ينقبض مع كل لحظة تمر حتي شعرت بأنها لو انتظرت دقيقة أخري قد تُغادرها روحها
سحبت هاتفها عن طاولة المكتب لتتشبث به بكلتا كفيها
استنشقت ماء أنفها ثم سحبت نفساً عميقاً و زفرته لتُكرر الأمر عدة مرات كي تهدأ
ضغطت بإبهامها فوق اسم روز لترفع الهاتف بتردد نحو أذنها فوجدت الهاتف مُغلقاً لتشهق دون قصد
"ربما هي... ربما علي متن الطائرة و.."
حاولت التبرير لنفسها و هي تنظر إلي الساعة حيث لم يتبقي سوي أقل من خمسة و أربعون دقيقة علي موعد إقلاع الطائرة
لكن جيون اقتنعت سريعاً بالحقيقة
هي لا تكذب سوي علي نفسها
روز أنانية و إذا كانت مع ميونغ داي فهي لن تهتم إلي أي كائن آخر علي وجه الأرض
ميونغ داي ليس سوي شيطان يسعي للخراب و لن يهتم إذا عرف جونغداي بالحقيقة
بينما هي...
لقد أصبحت جزءاً من تلك اللعبة منذ البداية و هي مُضطرة إلي...
إما أن تستكمل اللعبة حتي تنتهي و لا يبدو أن لها نهاية أو...
أو عليها الإنسحاب و رؤية جونغداي ينهار أمامها
و جيون تتمني الموت علي رؤيته مُنهاراً بسببها أو لأي سبب آخر
End flash back
----------
كلاهما جلس بقاعة الإنتظار حتي موعد الرحلة التي تليها
علي الرغم من رغبة جونغداي بالعودة إلي المنزل لكن جيون كانت واثقة أن عودتهما تعني أن كل شيئ سينكشف فـ بلا شك كُلاً من روز و ميونغ داي سيستغلان عدم وجودهما لقضاء وقتهما سوياً و الذي لن يكون بريئاً
استنشقت ماء أنفها لتشهق بخفة أثر بكائها سابقاً و أمالت برأسها فوق كتفه الذي تحتضنه قبل أن تُشابك أناملهما سوياً
جونغداي أخفض عينيه ينظر نحو كفيهما المُتشابكين للحظات قبل أن يرفعهما نحو شفتيه يترك قبلة علي ظاهر كفها ثم ابتسم حين لم تنزعج من فعلته
جيون أغلقت عينيها بتعب بينما جونغداي وجد أن مُراقبتها من موقعه و بهذا القُرب هو أفضل ما سيقضي به ما تبقي من وقت
"هل ميون بخير؟"
جونغداي سأل بهدوء فهمهمت جيون لتهمس
"والداي كانا سعيدين برؤيته"
بلل شفتيه ليبتلع ريقه بينما يقبض بأنامله علي خاصتها بلطف
"ظننتكِ لن تأتي..."
قهقه بخفة ليضم شفتيه بعبوس لم يرغب بأن تراه الأخري ثم أكمل
" ظننت... ربما هربتي مني لأنني أُجبركِ أو شيئاً من هذا القبيل"
رفع عينيه للأعلي و هو يُفرق شفتيه عن بعضهما محاولاً عدم البُكاء لتضم جيون شفتيها ببكاء مكتوم
"آسفة لأنني أجعلك تشعر بالحُزن طوال الوقت"
" أنا أيضاً أقوم ببعض الأمور الـ..."
"أنت لا تقوم بشيئ جونغداي "
قاطعته بنبرة مُنفعلة قليلاً لترفع رأسها عن كتفه كي تنظر إليه فحرك عينيه معها إلي أن التقت مع خاصتيها
" أنا الشخص المتهور الذي أقام علاقة مع شخص حقير لا يُحبني، ثم تمسكت بطفله و بسببي أنت ضحيت و تزوجت بي لذا أنا مُمتنة لك علي فعلك هذا، إذا أردت توبيخي و الصراخ بوجهي لأنني لا أُعاملك كزوجة صالحه فلا بأس... اكسر رأسي لأنني غبية و لا أعطيك ما تستحق لكن لا تُلقي باللوم أبداً علي نفسك لأن بهذا العالم لا يوجد صديق مثالي أو زوج حنون مثلك، أنا فقط الغبية التي لا تفهم هذا "
جونغداي رمقها بهدوء ليُفرق بين شفتيه عدة مرات محاولاً الرد لكن هي لم ترغب بسماع أي شيئ منه و هو بنفسه لم يجد ما قد يقوله
التناقض بشخصية زوجته يجعله غير قادر علي معرفة ما قد يقوله و إذا وجد فهو لا يعرف بأي موقف أو وقت يتفوه بتلك الكلمات
" حين رؤية هذه النظرة بعينيكِ..."
همس بخفوت ليرفع كفه الحُرّة بتردد يحتضن بها وجنتها فأمالت جيون برأسها مع تلامس أنامله لبشرتها ثم همهمت بخفوت تحثه علي أن يُكمل
" أشعر... أشعر بأن..."
ابتلع ريقه و هز رأسه بينما يسحب يده بعيداً عن وجنتها فرفعت هي حاجبيها بتفاجؤ حين قهقه بتوتر
" أنا فقط أحمق، ربما أنا متشوق لأن تقعي بحُبي لذا... لذا أري أموراً غريبة"
مسد جبينه محاولاً النظر بعيداً عنها لتعض جيون علي شفتها بحزن هامسة
" و ربما أنا الحمقاء التي لا تقع بحُبك سوي و نحن معاً...وحدنا فقط"
همهم بعدم فهم ليميل برأسه نحوها فضحكت جيون ما جعل من دمعة تنزلق علي وجنتها ثم أعادت رأسها فوق كتفه مُجدداً بينما تهمس بخفوت ممازحة إياه
" هل يُمكنني إضاعة اليوم الأول بالنوم؟ لقد ركضت كثيراً "
_________________
سيهون دخل المقهي ليتلفت يميناً و يساراً حتي وقف أمامه النادل
"طاولة محجوزة بإسم بارك تشانيول"
النادل انحني إليه بإحترام ثم سار أمام سيهون ليلحق به الآخر حتي وصل إلي الطاولة المقصودة فجلس سيهون هُناك ينتظر حضور المدعو بارك تشانيول
بعد دقائق طويلة قاطع شرود سيهون جلوس رجل طويل القامة بالمقعد المُقابل له
سيهون حرك عينيه نحوه ينظر إليه بهدوء و الآخر بدا كشخص سيء المزاج... و ربما هو لا يرغب بهذا اللقاء
"أوه سيهون"
سيهون مد كفه نحوه يُصافحه فرمق الآخر كفه ثم رفع عينيه نحوه يسأل ببرود
"ما الذي لديك بشأن سوشيل ابنة عمي؟"
عقد ذراعيه إلي صدره ليسحب سيهون كفه إلي صدره هو الآخر يتكتف أمامه عاقداً حاجبيه
" قبل أربع سنوات تقريباً..."
نبس بجدية ليرفع تشانيول حاجبيه بلا مُبالاة
" لقد سافرت سوشيل إلي أسبانيا للخضوع إلي العلاج، كان من المُفترض أن تتعالج نفسياً لكن يبدو أنها تعالجت فقط من السرطان و..."
قاطعته قهقهة من الرجل المُقابل لتضيق عُقدة حاجبي سيهون أكثر
" هل قُلت شيئاً مُضحكاً سيد بارك؟"
المقصود أشار إليه بكفه ليتحمحم بإبتسامة قائلاً
" أنت تتحدث بتفاصيل أنا أعرفها "
" ااه أعتذر... أنا فقط أردت معرفة السبب الذي جعلها بهذه الحالة"
تشانيول رفع حاجبيه ليتنهد سيهون فيبدو أن الأمر لن يكون بهذه السهولة و هذا أمر طبيعي
"هناك بعض الأشخاص هي لا تذكرهم لذا..."
رفع كتفيه محاولاً شرح الأمر فهمهم تشانيول بتفهم
" سوشيل تخشي الاختلاط بالآخرين، ما حدث لعقلها كان نتيجة حادث قديم فهي لم تولد هكذا..."
تشانيول سحب نفساً عميقاً ليُكمل
"سوشيل كانت مُغرمة بمُعلمها لكن بسبب القوانين التي تمنعهما عن المواعدة حدث الكثير من المشاكل إلي أن وُجِد ذاك المُعلم مُنتحراً بحمام منزله... عائلة مُعلمها ألقت اللوم عليها و أُصيبت بإكتئاب لفترة لكن عقلها لم يتحمل ما يحدث خاصة و أن جميع من حولها كان رافضاً لتلك العلاقة لذا سمعت الكثير من الأحاديث اللاذعة فـ عاد عقل سوشيل إلي الخلف بالوقت قبل أن تلتقي بمُعلمها للمرة الأولي و هذا حين كانت طفلة و بالطبع طالبة بالثانوية بعقل طفله شيئاً جعلها عُرضة للتنمر ... "
عُقدة حاجبي سيهون بدأت ترتخي تدريجياً ليخفض تشانيول عينيه عن الآخر و نظر إلي كفه المتواجدة فوق الطاولة أمامه
" حالة سوشيل لم تكن سيئة أو عصيبة لكن بسبب التنمر الزائد عن حده و خاصة حين اكتشف أمر إصابتها بالسرطان فهي بدأت تنسي الجميع عدا والدها كونه كان أكثر الأشخاص قُرباً منها و الوحيد الذي لم يكره حقيقة أنها كانت تُحب مُعلمها... كانت بحاجة إلي أقل من أسبوع لتنسي الأشخاص و ما تذكره فقط والدها حتي و ان ابتعدا لأشهر فهي لن تنساه فأصبح علاجها صعباً بالفعل ، لذا إذا لم تكن أمام عينيها طوال الوقت سوف تنسي وجهك بأقل من أسبوع "
نهاية حديثه تحولت نبرته إلي أخري هامسة و هو يميل بجذعه فوق الطاولة فنظر إليه سيهون ليبتسم الآخر بجانبية
"ها أنا أُخبرك بحقيقة حالة سوشيل الصحية، أليس هذا ما تُريد معرفته؟ "
سيهون أمال برأسه بعدم فهم
نبرة الآخر كانت غير مُريحة و مليئة بالسُخرية
سيهون حتي نسي ما أراد قوله... هو لم يعرف بتفاصيل الحادث الذي وقع مع سوشيل
و لسبب ما قلبه ارتجف بألم فيبدو بأن حياة سوشيل لم تكن بها ذكري واحدة سعيدة
كانت هناك واحدة و هو قام بقتلها
"لذا لا تقلق سيد أوه.."
تشانيول عاد بظهره إلي الخلف مُجدداً و هو يتحدث بصوتٍ هادئ
"مهما حدث... سوشيل لن تتذكر بأنك قاتل والدها"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top