8
Start
Flash back
"أبي لا تتركني رجاءً"
سوشيل صرخت ببكاء مُتشبثة بثياب والدها، بينما من حولهم بضعة ممرضات بملامح غير آسيوية تقفن بعيداً عنها ينظرن نحوها بحزن فكما يبدو هي مُتعلّقة بوالدها كثيراً
السيد بارك جونغ مين أشار بيده نحو المُمرضات كي تخرجن من الغُرفة فـ فعلن ذلك ليُمسك هو بذراع سوشيل و سحبها معه حيث السرير كي يجعلها تستلقي فوقه قائلاً بلطف
"يُمكنكِ مُغادرة هذا المكان معي الآن و أعدك لن أُجادلك لكن هذا يعني أنكِ ستبقين مريضة، أنفك سيظل ينزف كل فترة ثم يبدأ الألم ينتشر بجسدك و لن أستطيع مُساعدتك،كما أن أولئك المتنمرين سيظلون يُلقبونك بالضعيفة، ألا تعتقدين أن أفضل انتقام منهم هو أن تتحدي المرض و تعودي بصحة جيدة "
أخذ يمسح علي شعرها برقة و هي فقط اكتفت بالإنصات إليه بعبوس بينما تنظر إلي كفيها المُنعقدين فوق فخذيها ليتنهد والدها
" تشانيول سيكون بجانبك و يأتي كل يوم للتحدث معكِ كي لا تشعري بالوحدة لكن بالوقت الحالي أنا يجب أن أعود إلي كوريا بسبب عملي... أعدك سأتصل بكِ كل يوم و كذلك كلما حصلت علي إجازة سآتي إلي هنا فوراً"
شهقت باكية فضم شفتيه و اقترب ليحتضن جسدها بين ذراعيه و ربت علي رأسها من الخلف
" أنا أكره الغُرباء "
" لستِ مُضطرة للإختلاط بهم حبيبتي، و تشانيول ليس غريباً... إنه تشاني ابن عمك، ألا تُحبينه؟ "
استنشقت ماء أنفها لترفع رأسها عن صدره و نظرت إليه قليلاً قبل أن تهز رأسها بالنفي
"لا أذكره"
"هذا جيد، سيكون لديكما وقتاً رائعاً و أنتما تتذكران كل شيئ سوياً"
نقر أنفها بمزاح لترمش بعبوس هامسة
" لا أريد..."
"إذاً عودي معي إلي كوريا الآن لكن لا تبكي حين يُخبرك الآخرين بأنكِ ضعيفة"
أمسك بيدها يجذبها نحوه كي تبتعد عن السرير فضغطت علي كفه بخفة متسائلة بتردد
" هل ستغضب مني إذا عُدت معك؟ "
" افعلي ما تُريدينه سوشيل لكن من حقي أن أُخبرك أنكِ بهذه الطريقة خيّبتي ظني بكِ و سيصبح الجميع مُحقاً و أنا الخاسر الوحيد لأنني وثقت بأنكِ قوية"
توقف عن الحديث لينظر إليها بترقب ينتظر رداً منها فحركة عينيها تؤكد أنها بدأت التفكير بما قاله
سوشيل اقتربت منه ليزم شفتيه بقلة حيلة مُعتقداً أنها ستُغادر معه لكنها اكتفت بوضع قُبلة لطيفة علي وجنته اليُمني ثم أخري علي اليُسري قبل أن تتراجع بظهرها و تمددت علي السرير بينما تسحب الغطاء فوقها
"إذا لم تتصل بي كل يوم ستكون كاذباً و الكذب سيئ هااا"
أشارت إليه بسبابتها بتحذير فضحك بصخب ليومئ إليها ثم ترك قُبلة فوق جبينها قبل أن يخرج
"عمي"
تشانيول اقترب من جونغ مين حين خرج من الغُرفة ليتنهد المقصود و مسح علي عينيه بإرهاق
"هي بالكاد تركتني أذهب، تعرف أنني لا أأمن علي تركها بعيداً عني لكنني مُضطر إلي ذلك لذا رجاءً ابذل ما بوسعك لتعود طفلتي بخير...أن تكون بخير تماماً تشانيول، صحتها العقلية و البدنية لا ضرر بهما"
ابتسم تشانيول بخفة و أومأ إلي عمه برأسه
" أعدك كل شيئ سيكون علي ما يُرام "
همهم جونغ مين ليُغادر المشفي كي يلحق بطائرته بينما تشانيول سحب نفساً عميقاً و تقدم من الغُرفة حيث تقبع سوشيل
طرق الباب عدة مرات ثم فتحه ليري أعين تنظر إليه من أسفل الغطاء فابتسم بإتساع و هو يميل برأسه بلطافة كي يراها ثم لوّح لها بكفه
" مرحباً سوشيل"
رآها تنكمش علي نفسها أسفل الغطاء ليستقيم بوقفته و تحمحم يُكمل
"بارك تشانيول ابن عمك و صديقك طوال رحلة علاجك"
End flash back
___________
جيون فتحت باب غُرفتها بحركة عنيفة بعض الشيء حين سمعت طرقاً عليه لتزفر بحنق حين رؤيتها ميونغ داي يقف أمامها عاقداً ذراعيه إلي صدره و بظهره يتكئ علي الحائط بجانب الباب
تجاهلته لتسحب حقيبتها و أغراضها من فوق الطاولة ثم غادرت فأمسك بيدها يوقفها لكنها دفعته بخشونة كي يبتعد عنها و رمقته بحدة و نظرة تحذيرية
"ماذا حدث بينكِ و بين جونغداي؟"
"لا تتدخل"
هسهست من بين أسنانها بنفاذ صبر ليشخر بسخرية ثم تقدم منها ليقف أمامها تماماً دون وجود ما يُدعي بالمساحة الشخصية
" جونغداي منذ يومين لا يقوم بتحضير طعام الإفطار و يتجنب تناول الطعام مع الجميع، أنتِ يتم تجاهلك بشكل واضح بواسطته فهل لي أن أعرف ما الغباء الذي افتعلته كي يحدث ذلك"
عقدت حاجبيها بإنزعاج من نبرته المُستفزة و بالرغم من أنه لم يقصد شيئاً مما فكرت به إلا أنها ظنته يسخر منها بأنه لربما جونغداي ألقي بها قبل أن تحصل عليه
" أخبرته أنني أُحبه "
رفعت كتفيها بلا مُبالاة ليقلب عينيه بسخرية فأكملت هي بإبتسامة جانبية
" جيون من أخبرته، كنت أمامه كـ جيون و ليس روز"
نظرات ميونغ داي الساخرة تلاشت تدريجياً يحل محلها ملامح أخري غاضبة فاتسعت ابتسامتها لتقترب منه و رمقت شفتيه بنظرة سريعه قبل أن تنظر إلي عينيه هامسة
"و قُمت بتقبيله كذلك"
"أنتِ..."
هسهس من بين أسنانه ليُمسك بفكها بين أنامله بقوة ما جعل من ملامح الإنتصار تعلو وجهها
"ماذا تفعلان؟"
ضم قبضته بغضب و التفت ينظر نحو روز التي خرجت من غُرفتها للتو فصفعت جيون كفه ثم غادرت دون أن ترمق توأمها و لو بنظرة واحدة
" ميونغ داي ما الذي كنت تفعله معها الآن؟ ألم تقل أنك ستنسي أمرها؟"
روز تقدمت منه تدفع كتفه بإنزعاج فنظر نحوها بهدوء ليضع يديه بجيوب بنطاله و تحرك كي يُغادر هو الآخر فأمسكت بمرفقه سريعاً
"أتتلاعب بي؟ مُجدداً؟"
"من قال ذلك؟"
همس بلطف مُزيف ليقترب منها بحركة مُفاجئة حتي تلامس جبينيهما فأغمضت روز عينيها بتخدر
" تصرفاتك تقول ذلك"
"هذا غريب"
همس بخفوت ليُحرك أنامله علي طول ذراعها حتي احتضن وجنتها
"كنت أُفكر بأن تُرسلي جيون مع جونغداي إلي المنزل الصيفي و نحن كنا لنقضي وقتنا سوياً.. وحدنا... فقط أنا و أنتِ"
عينيها اتسعتا بعدم تصديق و ابتعدت عنه تنظر إليه بحماس فابتسم هو بالمُقابل
" لا تُريدين ذلك؟"
"بل أُريد، بالطبع أُريد ذلك"
أومأت بعنف لترتمي بأحضانه سريعاً فبادلها الحضن و هو يبتسم بجانبية علي ما فكر به
ميونغ داي يعرف كيف سيُدمر حياة الجميع... حياة وردية ثم بوووم حقيقة مُرّة
______________
"هذه جميع المعلومات التي طلبتها أنت منذ أن سافرت و حتي يوم وصولها إلي كوريا "
جونغداي نبس بهدوء غير مُعتاد و هو يجلس مُقابلاً إلي سيهون
"نفس المعلومات التي أحضرتها إليك من قبل و أضعتها أنت، لا يوجد أي تغيير، سوشيل كان من المُفترض أنها تتعالج من السرطان و تحصل علي جلسات مع طبيب نفسي و الذي يكون ابن عمها و الصديق المُقرّب لأخيها الأكبر... "
" بارك جينيونغ؟ هذا الشخص لا يوجد شيئ حوله؟"
سيهون عقد حاجبيه بإستغراب حين رأي علامات استفهام حول إسم الأخ الأكبر لسوشيل فهز جونغداي رأسه
" خطيبته قالت أنه مات و بعض الأشخاص المُقربين منه قالوا أنه هرب بسبب ما حدث مع والده و الفضيحة التي لحقت بالعائلة لكن الغريب أنه اختفي قبل قيام الشرطة بإقتحام منزل والده بأيام... مباشرةً بعد انتحار أخته الوسطي"
سيهون وضع الأوراق أمامه قائلاً
"تذكر كل شيئ بهذه الأوراق؟ "
جونغداي همهم إليه فسحب سيهون الأوراق و أخرج قداحة ليقوم بإحراقها
" أعتذر علي مجهودك لكن أخبرني بالتفاصيل بنفسك فهذا أكثر أماناً "
جونغداي قهقه بعدم تصديق ليهز رأسه إلي الجانبين
" ألهذه الدرجة تخشي علي مشاعر زوجتك؟"
نظر إليه سيهون قليلاً قبل أن يومئ
"لا تتخيل مدي تعلقها بوالدها، و إذا علمت بما حدث معه فستسوء حالتها... لا أظنني مُستعداً لرؤيتها تنهار أو أخسرها "
جونغداي همهم بتفهم ثم طرق بسبابته فوق الطاولة قائلاً
" أسرة سوشيل كانت تتكون من خمسة أفراد، الأب، الأم، الإبن الأكبر، الإبنة الوسطي ثم الصغيرة سوشيل... الأمر حدث كالتالي... منذ أربعة أعوام تقريباً والد سوشيل اصطحبها إلي أسبانيا حيث يعمل بارك تشانيول ابن عمها بإحدي المُستشفيات كطبيب نفسي..."
"هل يوجد أي شيئ مُثير للريبة حول تشانيول ذاك؟ ربما هو علي علم بما حدث مع بارك جينيونغ؟ "
جونغداي همهم بتفكير قبل أن يهز رأسه
" لقد سافرت إلي أسبانيا عدة مرات فكما تعرف عمتي الوحيدة تعيش هُناك و لذا أنا أعرف الكثيرين من الكوريين الذين يعيشون هناك و بارك تشانيول من ضمن أولئك الأشخاص الذين أعرفهم لذا أنا حصلت علي رقم هاتفه و سوف أتصل به لنلتقي، سأحاول بطريقتي معرفة ذلك لكن ليس حالياً... قد يجدنا هو أولاً فهو يبحث عن ابنة عمه و التي تكون زوجتك الآن "
سيهون عقد حاجبيه ثم أشار إليه بأن يُكمل
" أين وصلنا؟ ااه تذكرت... السيد بارك كان سكرتيراً بشركة كيم التُجارية و التي فيما بعد تم اكتشاف أنها لها علاقة بعصابة تايلند، بالطبع أنت علي علم بجميع تفاصيل هذه القضية كونك كنت مسؤولاً عنها "
جونغداي أشار بيده بينما يتحدث و سيهون اكتفي بتحريك رأسه بإيماءة بسيطه
" سوشيل ذهبت للعلاج منذ أربعة أعوام تقريباً بينما والدها بدأ بالعمل مع عصابة تايلند حسب التحقيقات منذ عام و نصف، ابنه الأكبر كان متواطئاً معه كذلك لكن لا اثر له أبداً و لا يوجد دليل ضده...وقع حادث مع الإبنة الكُبري بسبب والدها، يبدو أنه كان بينه و بين عصابة تايلند بعض المشاكل لذا للأسف تم اغتصاب ابنته الكُبري و تعرضت لأذي جسدي و نفسي شديد أدي إلي انتحارها بعد يومين تقريباً من تلك الحادثة... "
سيهون ابتلع ريقه و شعر بإنقباضة بقلبه حين تخيل ردة فعل سوشيل إذا أدركت كل ذلك... ربما تفقد عقلها تماماً حينها
جونغداي تنهد بحزن حين لاحظ نظرات سيهون ليُكمل
" بدأت انتشار شائعات حول عائلة بارك و ما حدث مع ابنته لذا الإبن الأكبر اختفي و حينها والدة سوشيل تعرضت إلي أزمة قلبية و توفيت..."
"ثم نحن ذهبنا لإلقاء القبض علي بارك و قُتل أثناء مقاومته"
جونغداي أمال برأسه بإستغراب ليعقد حاجبيه
"قُتل؟ بارك لم ينتحر؟ "
استوعب سيهون ما تفوه به لينظر سريعاً إلي جونغداي ثم هز رأسه
" أقصد أنه انتحر... التعبير خانني فيبدو أنني مشوش الآن "
قهقه بتردد ليومئ جونغداي بتفهم ثم وقف من مكانه قائلاً
" هذا كل شيئ بخصوص عائلة بارك...بالرغم من معرفتي لتفاصيل هذه القضية لكن بعد أن أدركت أن ابنة تلك العائلة تكون حبيبتك و زوجتك الآن فأصبحت أري الأمر بطريقة أسوأ من السابق... بجدية أنت يجب أن تحمي زوجتك جيداً"
سيهون أومأ موافقاً إياه فالتفت جونغداي كي يُغادر لكن سيهون استوقفه
" لم لست صاخباً كالعاده؟ لا تبدو بخير... هل أنت مريض؟ "
جونغداي استدار ينظر إليه قليلاً ثم ابتسم بخفة و أغلق عينيه ثم فتحهما ببطئ
" أظنني مريضاً حقاً لذا طلبت إجازة و تمت الموافقة عليها بالفعل"
"ااه هذا جيد، أتمني أن تتعافي سريعاً"
همهم جونغداي ثم غادر المكتب ليلتف سيهون بكُرسيه حول نفسه
عصابة تايلند، قاتل مجهول، و ميونغ داي
رائع هل يُخفي سوشيل بجيوب بنطاله كي يتأكد من سلامتها؟
____________
" هل حصلت علي إجازة حقاً؟ ماذا عن تدريبي؟ "
سون هون سأل بإستغراب و هو يجلس مُقابلاً لجونغداي فرفعت جيون عينيها تنظر نحو المقصود و الذي ابتسم ابتسامة باهتة جعلتها تكره نفسها
" المُحققة هيرين ستتولي الأمر، أخبرتها بما عليها فعله... آسف لذلك لكنني بحاجة إلي هذه الإجازة "
المُقابل له أومأ بتفهم قبل أن يستكمل حديثه مع جونغداي بينما جيون تلتقط الصور لـ سون هون و أخري مسروقة إلي جونغداي و هي تدون إجابات المُمثل لأسئلتها
كلا الرجلين تصافحا ليُغادر سون هون بينما جيون بدأت بلملمة أغراضها و غادرت خلفه فتنهد جونغداي بضيق و هو ينظر إلي حيث كانت تجلس
"هذا أفضل للجميع"
تمتم بخفوت ليدفع مقعده إلي الخلف واقفاً من مكانه كي يُغادر هو الآخر
أغلق مكتبه بإحكام و لوّح إلي هيرين بكسل لتُحرك رأسها معه تُراقبه حتي غادر فتنهدت بضيق كونها لا تعرف ما خطب صديقها
_____________
بمنزل جونغداي... هو كان قد تأخر بالعودة كونه بين كل فينة و أخري سيتوقف بالسيارة يُفكر مع نفسه قبل أن يتحرك مُجدداً و قد بقي علي هذه الحال إلي أن وصل المنزل
لكن علي عكس ما توقع فالجميع كان مُستيقظاً و جميعهم كانوا بغرفة المعيشه
جيون بدت مغصوبة علي الجلوس بينهم و نظراتها الحاقدة نحو كلاً من روز و ميونغ كانت واضحة للغاية و جونغداي كما العادة فكر بأمراً مُختلفاً عن حقيقة ما تشعر به هي
" جونغداي تعال"
ميونغداي استوقفه حين أوشك علي تجاهلهم و الصعود إلي الأعلي
تنهد و عاد بخطواته كي ينضم إليهم ليجلس علي أريكة مُنفردة بعيدة عنهم جميعاً و عينيه لا تنظر إلي أي منهم
" ستذهبان إلي المنزل الصيفي بعد غد؟"
ميونغ داي سأل لتنظر نحوه جيون بإستغراب ثم التفتت تتبادل النظرات بين جونغداي و روز
"لم ستذهبان؟"
سألت بعدم فهم فابتسم ميونغ داي بجانبية ليضع قدماً فوق الأخري
"زوجان يرغبان بقضاء بعض الوقت وحدهما، يوجد مانع جيون؟ "
رمقته بحدة لتتسع ابتسامته بينما روز نظرت إليهما بإنزعاج أخفته خلف ملامحها الهادئة
" لدي عملاً بالصباح الباكر"
زفرت بغضب و غادرت بعدها فرفع جونغداي عينيه بتردد ينظر إلي ظهرها حتي اختفت من غُرفة المعيشه
" حادة الطباع، لا أدري ما خطبها "
ميونغ داي هز رأسه بعبوس مُصطنع قبل أن يُعيد نظراته إلي جونغداي
"غداً ستصطحب ميون إلي منزل جِديه فأنا أقنعت روز بأن تذهبا وحدكما كما أنني و جيون لسنا مُتفرغين للصغير لذا الأفضل أن يكون مع جِديه"
جونغداي أومأ برأسه بتفهم ثم وقف من مكانه هامساً بخفوت
"هل ستنامين الآن؟"
"لا، الفيلم لازال بمنتصفه حين ينتهي سألحق بك"
روز أجابته بإبتسامة فهمهم ثم صعد السلالم بخطوات ثقيلة
وجهته تبدلت من غُرفته إلي غُرفة جيون، و ها هو بعد مرور أيام من مُقاطعته إياها وقف أمام غُرفتها و طرق الباب
جيون فتحت الباب بعنف و ملامحها الغاضبة تعلو وجهها لكنها تلاشت تدريجياً حين رؤيته يقف أمامها
"جونغداي"
همست بإبتسامة تكاد تُلاحظ فسحب نفساً عميقاً و حرك عينيه بعشوائية يمتنع عن النظر نحوها
" لقد وعدتك بأنني لن أسمح لميونغ داي بالإقتراب منكِ لذا في فترة غيابي إذا أردتي يُمكنكِ الذهاب إلي منزل أحد أصدقائك أو..."
قاطعته بإغلاق الباب بوجهه فتنهد ليرفع عينيه ينظر إلي الباب للحظات قبل أن يتجه إلي غُرفته
جيون شخرت بسخرية لترمق الباب المُغلق بنظرة جانبية ثم سارت نحو السرير لتتمدد فوقه
" غبي، أحمق يظن بأنني بحاجة إلي حمايته ... "
أمسكت بهاتفها تبعث برسالة إلي روز ثم انتظرت قليلاً حتي صعدت الأخري إلي الغُرفة
روز فتحت الباب دون إذن ثم أغلقته خلفها لتقترب من السرير حيث تجلس جيون و جلست علي الطرف مُقابلة لها
تبادلتا النظرات بصمت، روز كانت تنتظر أن تتحدث الأخري بما جعلها تجرها إلي غُرفتها بهذا الوقت
و جيون كانت تمنع نفسها بصعوبة عن الصراخ بوجه أختها
" رحلة؟ مع جونغداي؟"
قهقهت بعدم تصديق لتقلب روز عينيها بملل
" دعيني أُخمّن... الشخص الذي سيذهب معه هو أنا و ليس أنتِ"
"هذا واضح جيون"
رفعت كتفيها ببساطة لتعتدل جيون بجلستها
"أنتِ ماذا تكونين؟ هل لديكِ قلب أو.."
"إذا جعلتني آتي إلي هنا لإلقاء مُحاضرة بوجهي فأنا لا أهتم لذلك"
وقفت كي تُغادر فسحبتها جيون من مِرفقها و ألقت بها فوق السرير لتعتليها
" اتركيه، إذا كنتِ تكرهين اقترابه منكِ إلي هذا الحد اتركيه و شأنه..."
صرخت بها بإنفعال لتُقاطعها شهقة باكية
" لا أريد أن يراني أنتِ فقط، لم عليكِ الحصول علي ما تُريدينه و علي ما أُريده أنا؟ لم أنتِ أنانية إلي هذا الحد هااا؟"
أمالت نحو روز و هي تصرخ عليها من بين بكائها بينما ذراعي الأخري تحاولان دفعها بعيداً عنها
" و هل تُريدين أن أتطلق منه و يعرف والداي بكل شيئ؟ أنتِ الأنانية جيون لأنكِ تُريدين تدمير حياة أختك لأجل سعادتك "
" سأتركه، أقسم بأنني سأتنازل عنه لكن لا تطعنيه بظهره أكثر من ذلك، جونغداي..."
شهقت لتمسح بأحد كفيها علي عينيها ثم عادت تُمسك بياقة القابعة أسفلها
" جونغداي لا يستحق أن تُدهس مشاعره بهذه القسوة لذا رجاءً توقفي "
" أعرف أنه لا يستحق لذا أنا أفعل ذلك،و لذا أنتِ عليكِ الحصول علي مكاني كلما أردت ذلك، يجب أن تكوني مُمتنة لي لأنه بدوني لم تكوني لتُصبحي قريبة منه إلي هذا الحد"
هسهست من بين أسنانها و أمسكت بيدي جيون تحاول إبعادها عن ياقتها فهزت جيون رأسها بعنف و هي تضغط علي ياقة روز أكثر
" لن أكون أنتِ.. ليس بعد الآن، إما أن تذهبي معه أو اتركيه نهائياً لأنني لن أذهب مكانك مُجدداً "
" لا تذهبي إذاً و أنا أيضاً لن أذهب و لنري ما سيفعله جونغداي "
روز ابتسمت بإستفزاز مُدركة أن الأخري لن تضع جونغداي بهكذا موقف فضغطت جيون علي أسنانها بقوة محاولة تمالك نفسها لكن بالنهاية هي صرخت بقهر قبل أن تُحيط عُنق روز بكفيها
" أنتِ شيطانة لا تستحقين هذه الحياة "
همست من بين شهقاتها، و دموعها جعلت الرؤية أمامها ضبابية فصرخت روز و هي تسحب أنفاسها بصعوبة محاولة دفع الأخري بعيداً عنها
جيون لم تكن واعية، حُزنها و غضبها أعماها عن حقيقة ما تفعله من جريمة بحق توأمها
كل ما أرادته هو التخلص من هذه الصورة الشيطانية أمامها و التي تضغط علي أنفاسها لكنها فجأة وجدت يديها لا تُمسكان بشيئ و جسدها مُلقي علي الأرضية
"روز"
جونغداي احتضن وجنتي زوجته بقلق بينما هي كانت تسعل بعنف فاحتضنها يُربت علي ظهرها بلطف ثم رمق جيون بنظرة غاضبة
"هل جُننتِ؟ ما الذي تحاولين فعله جيون؟"
صرخ بها بغضب لتضم المقصودة شفتيها بعبوس و أخفت وجهها خلف كفيها تبكي بصمت
جونغداي رفع عينيه نحو أخيه الذي يقف أمام الباب يُشاهد ببرود فكلاهما ركض إلي هذه الغرفة بمجرد سماعهما لصوت الصراخ العالي لكن علي عكس جونغداي القلق فـ ميونغ داي لم يكن مُهتماً كثيراً
"اهدئي حبيبتي"
همس ليضع قُبلة رقيقة فوق رأس روز ثم رفع جسدها عن السرير بواسطة كتفيها اللذان يحتضنهما و خرج معها من هُناك مُتجهاً إلي غُرفتهما الخاصة
" هذا سيئ، هل توجد توأم بهذه القسوة في هذا العالم؟"
ميونغ داي هز رأسه بحزن مُصطنع ثم أطلق قهقهة قصيرة ساخرة و هو يتجه إلي غُرفته فضمت جيون قدميها إلي صدرها لتدفن وجهها بهما بينما تضغط جفونها سوياً و بقوة محاولة كتم صوت شهقاتها
___________
" لا تخافي "
جونغداي مسح علي رأس زوجته كي تهدأ فأمسكت بيده لتحتضنها هامسة
"جيون... هي ليست.. "
"سأتحدث معها"
ربت علي يدها ليدفعها بعيداً عن خاصته ثم تراجع بخطواته قبل أن يستدير مُتجهاً حيث غُرفة جيون
أطلّ برأسه كي يراها فوجدها تجلس بنفس مكانها منذ دفعها عن زوجته و من اهتزاز كتفيها الواضح هو أيقن أنها تبكي
تقدم منها بخطوات بطيئة لينحني إلي مستواها ثم تنهد فرفعت عينيها الدامعتين تنظر إليه بصمت و شفتيها ترتجفان بعبوس
"ما الذي حدث بينكما لتفعلي هذا بها؟"
نبرته حملت الكثير من القسوة بطياتها حتي كادت جيون تُخبره الحقيقة لكنها منعت نفسها من ذلك و ضمت شفتيها بقوة فـبالنهاية لن يتأذي أحداً بقدره
" لطالما أحببت تفكيركِ و تصرفاتك و اهتماماتك جيون، كنتِ دائماً تبدين كشخص ناضج و جذاب لكن لم أتوقعكِ بهذه الدناءة "
"جونغداي"
همست بصوتٍ مُختنق ثم شهقت فهز هو رأسه
"وجودكِ هنا كان لحمايتك، لأنني قلقت من أن يلحق بكِ مكروهاً لكن إذا كُنتِ ستُشكلين خطراً علي زوجتي فسيكون من الأفضل أن تُغادري هذا المنزل"
وقف من مكانه لترفع رأسها معه فتنهد جونغداي و هز رأسه بأسي
" و لا أعتقد أن وجودكِ هنا سيكون مُريحاً بعد الآن"
شهقت لتبكي بصوتٍ عالٍ فخرج هو من هناك و عاد إلي غُرفته يدفن زوجته بين أحضانه كي يزيل عنها خوفها و برأسه كان هو سبب ما يحدث... علي الأقل هذه المرة هو كان مُحقاً بنقطة ما
______________
" نصف الكوب مليئ سوشيل فكيف أنهيته؟ "
سيهون زفر بنفاذ صبر و هو يقف علي جانب من الطاولة بينما علي الجانب الآخر كانت تقف سوشيل التي تتخصر بإنزعاج
"لقد أنهيت نصفه انظر إلي النصف الفارغ"
"تعالي إلي هنا سوشيل لأنني لو أمسكت بكِ لن يُعجبكِ ما سأفعله"
أشار إليها بتهديد فهزت كتفيها برفض لتصرخ حين حرك خطواته الواسعة نحوها فأكملت ركضها حول الطاولة و هو خلفها حتي تنهد ليُبعد أحد المقاعد كي يصعد فوق الطاولة فصرخت مُجدداً و ركضت نحو غُرفة المعيشة ثم غُرفة النوم و الأمر لم ينتهي عند هذا الحد
لقد جالت أنحاء المنزل لنصف ساعة أخري حتي لم تعد قدميها تحملانها و وقعت فوق الأريكة و سيهون حاصرها فوقها بينما يلتقط كلاهما أنفاسه
"سأتقيأ"
همست بعبوس و وضعت يديها فوق شفتيها كي يُبعد كوب الحليب عنها فوضع الكوب علي الطاولة بجانب رأسها ثم قيّد كلتا يديها خلف ظهرها ليضغط بجسده فوق خاصتها يمنعها عن تحرير يديها
"سيـ..."
أمسك بوجنتيها بأحد كفيه يجعل بقية اسمه يخرج منها بغمغمة غير مفهومه ثم أعاد الكوب إلي يده ليُقرّبه من فمها و ألقي به هناك دفعة واحدة حتي كادت تختنق
" شكراً لأنكِ محوتي فكرة الحصول علي طفل من رأسي سوشيل لأنني لن أكرر هذه المُعاناة مع طفل آخر شقي ... حقاً شكراً لكِ"
صاح بإنفعال و وضع الكوب جانباً ليمسح حول شفتيها حيث أوقع الحليب فبرزت شفتها السُفلي بعبوس
" أنا لا أُحب الحليب، أبي لم يجعلني أشربه لأنني أكرهه"
سيهون توقف قليلاً عن ما يفعله لينظر إلي عينيها... تلك الأعين التي تجعله يتخبط بمشاعره
تنهد و ملامحه لانت تدريجياً ليخفض عينيه عن خاصتيها و برُكبته استند علي الأريكة مُميلاً نحوها أكثر بينما أنامله تتجول حول شفتيها ببطئ
" و أنا لست والدك سوشيل بل زوجك لذا لا تتوقعي مني أن أمنع.."
"لكنني لا أُحبه"
همست بتغنج و رفعت كفيها من خلف ظهرها لتُحيط بهما عُنق سيهون الذي تجمد لفعلتها تلك و أنامله توقفت عن الحركة ليبتلع ريقه بتوتر
" لكن أنا أفعل، الحليب صحي لذا كل من يدخل منزلي عليه أن يشربه و بصفة خاصة زوجتي "
همس بخفوت ليرفع كفيه حيث يديها المُعانقتين له ليُمسك بهما دون أن يُبعدهما ثم همس بخفوت
"اليوم و لمدة ثلاثة أيام لا يوجد برنامجك المُفضل"
عينيها اتسعتا و قبل أن تستوعب قام بحملها بين ذراعيه يُشابك كفيه خلف ظهرها لتُحيط خصره بقدميها بفزع
" لكنني تناولت الحليب "
صاحت بعدم تصديق ليضرب أنفه بخاصتها ببعض القوة فجعدت ملامحها بألم
"بعد أن أرهقتني لذا يجب أن يكون هناك عقاب لذلك "
رفع كتفيه ببساطة ليدفع باب الحمام بقدمه ثم تقدم بها ليقف أمام الحوض و أنزلها هناك ليقف خلفها
سيهون سحب فُرشاة الأسنان خاصته و وضع عليها المعجون ليضعها بفمه فنظرت إليه سوشيل مما جعله يخفض عينيه نحوها عاقداً حاجبيه بعدم فهم
فرقت بين شفتيها لتبرز أسنانها بالكامل أمامه فضحك بخفة و سحب فُرشاتها كي يضع عليها المعجون ثم وضعها علي أسنانها لتُمسك هي بها بقهقهة طفولية و التفتت بعدها تنظر إليه من المرآة تُقلّده
"أنت طويل للغاية"
همست و عينيها اتسعتا بإعجاب و هي تنظر إلي فارق الطول بينهما حيث رأسها يصل إلي كتفه تقريباً فابتسم سيهون و تقدم ليغسل أسنانه
"لكن هذا يؤلم عُنقي، النظر إلي الأعلي أقصد... هل يجب عليّ أن لا أنظر إليك؟ "
مسح علي شفتيه بالمنشفة و تقدم منها ليسحب الفُرشاة من كفها كي يُفرش لها أسنانها جيداً
"والدكِ كان أطول مني سوشيل لذا توقفي عن التظاهر لأنني أعرف إلي أين سيصل هذا الحديث"
"و إلي أين سيصل؟ "
أجابته بكلمات تكاد تُفهم بسبب حركة الفرشاة فوق أسنانها فأمسك سيهون بكتفيها يُديرها حيث الحوض ثم ضغط علي رأسها من الخلف كي تنحني ليجعلها تغسل فمها بالمياه مُجيباً إياها
" لا يجب أن تجعل الآخرين يتألمون بسبب طولك فهذا النمو سببه الحليب لذا أنا سأكون فتاة جيدة و لن أتناوله بعد الآن كي لا أنمو و يتألم أعناق الآخرين و هم يتحدثون معي"
تحدث بنبرة طفولية مُقلّداً إياها ثم أدارها نحوه ليمسح علي شفتيها بالمنشفة بينما هي قلبت عينيها بالأرجاء بخجل و حُمرة طفيفة تسربت إلي وجنتيها كونه علم بما كانت علي وشك أن تقول... هذا تماماً ما كانت ستتفوه به لكنها فضّلت الكذب
" لا لم أكن سأقول ذلك "
رفعت كتفيها تتحدث بلا مُبالاة زائفة ليرفع هو حاجبيه بعدم تصديق ساخراً من زوجته الصغيرة
"صدقني... كنت سأقول بأنه حينما ترغب بالحديث معي قُم بحملي كي أصل إلي طولك حتي لا يتألم عُنقي لكنك ظلمت سوشيل المسكينة"
هزت رأسها بعبوس ليضحك بخفة ثم انحني قليلاً كي يحملها واضعاً إحدي ذراعيه خلف ظهرها و الأخري أسفل فخذيها
"سوشيل ليست مسكينة بل هي طفلة مُشاغبة "
" مهلاً برنامجي "
صرخت بفزع حين دخل بها غُرفة النوم و انتفضت بجسدها و هي تنظر إلي غُرفة المعيشة التي تبتعد عنها إلي أن حط جسدها فوق السرير و سحب الغطاء عليها
" لم أكن أمزح، أنتِ مُعاقبة"
"لاااا"
صرخت بدرامية و هي تتقلب فوق السرير فابتسم سيهون ليدور حول السرير إلي أن صعد علي الجانب الآخر و تمدد بجانبها
"أنت لا تُكافئني حين أشرب الحليب لكنك تُعاقبني حين لا أفعل، أنت رجل غير عادل لا يُمكنك أن تكون شُرطياً"
استقامت بجذعها تصرخ به بعبوس بينما تتخصر فرمقها بإبتسامة مُستفزة ثم جذبها من عنقها نحوه لتستقر برأسها فوق صدره و تثاءب هامساً
"لنري بشأن هذا الأمر غداً فأنا أرغب بالنوم الآن "
" ابتعد عني أيها السيئ "
دفعته من خصره كي يبتعد عنها فأمال بجسده ينام علي جانبه حيث وجهه يُقابل خاصتها و ذراعه تُحيط خصرها
"هل يُمكنني سؤالك عن أمر ما؟"
همس بتساؤل ليرفع يده عن خصرها و مسح علي غُرّتها بلطف قبل أن يُعيد ذراعه حيث خصرها مُجدداً حين همهمت له بحاجبين عُقدا بلطافة
" ما الذي تحلمين به؟..."
شعر برجفة سارت بجسدها أسفل ذراعه فتنهد
"لماذا تبكين أثناء نومك سوشيل؟ "
مُقلتيها اهتزتا و هي تنظر إليه فشعر بجسدها ينسحب من أسفل ذراعه ليجذبها نحوه مُقيداً جسدها بإحكام يجعل من كلتا ذراعيه تُحيطان به
"يُمكنكِ الوثوق بي"
شهقت بخفة تُنذر ببداية بُكائها هامسة بعبوس
"إذا تحدثنا عن الأحلام السيئة فهي تتحقق "
هز رأسه إلي الجانبين ينفي ذلك ثم ترك قُبلة رقيقة فوق جبينها قبل أن يدفن رأسها بعنقه
"لن أسمح له بأن يتحقق، لن أسمح لأن تشعري بالخوف أو الحزن و أنا بجانبك "
" ماذا لو تركتني؟"
رفعت رأسها عن عُنقه تنظر إليه فأخفض نظراته نحوها ينظر إليها بهدوء
" لن أفعل... هذا لن يحدث أبداً"
زمت شفتيها بعبوس و بدت غير مُصدقة له ليبتسم بخفة
" لن أفعل ذلك ليس لأنني أريد إبقائك بجانبي سوشيل، بل لأنني لن أستطيع الإبتعاد عنكِ، أصبح هذا لأجلي أكثر من أنه لحمايتك لذا ثقي بي"
أخفضت عينيها بخجل و أعادت رأسها ببطئ حيث عُنقه ليُربت علي شعرها من الخلف بتنهيدة خافته
"إذاً أخبريني بما يُزعج نومك"
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top