6
Start
كُلاً من جونغداي و جيون تبادلا نظرات التحدي
رفعا أكمام قميصهما الرسمي إلي الأعلي حتي مرفقيهما ليرتديا القُفازات البلاستيكية
و ابتسامات جانبية تبادلاها قبل أن يسحب كلاً منهما قدم دجاج يتناولها
الأمر كان عشوائياً
الصلصة الحارة لطخت ثيابهما و حتي وجههما بينما شعرهما تبعثر بتلك الحرب
وجههما الأحمر، الدموع تسيل علي وجنتيهما كما أنفهما سال بقذارة لكن بالرغم من ذلك هما لم يهتمان
فقط يضحكان بصخب و هما يحاولان اللحاق ببعضهما
"سأبكي، هذا حار"
جونغداي صرخ و هو يضع العظام جانباً ليسحب قدماً أخري فضحكت جيون لتبتلع ما بفمها قائلة بسخرية
"أنت تبكي بالفعل جونغداي"
"و أنتِ أيضاً لذا لا تسخري"
كان عرضاً حصرياً للمتواجدين
كلاهما لم يكن ثملاً البتة...ولا أي نوع من الخمور تذوقاه... فقط أقدام الدجاج الحارة لكنهما أصبحا بفوضي عارمة أكثر من الثملين حولهم
" فمي يحترق"
صرخ من بين ضحكاته لتنفجر جيون ضاحكة ثم بدأت تضرب علي شفتيها بخفة بينما تُصدر أصواتاً تدل علي شدة الحرارة المُنتشرة بفمها
" أستسلم"
ترك قدم الدجاج جانباً ليسحب كوب الماء يشربه دُفعة واحدة فتحركت جيون بمكانها يميناً و يساراً بحماس و هي تُنهي القطعة الأخيرة
"لقد فُزت"
"مهلاً..."
جونغداي أشار لها بكفه ليرفع حاجبيه بينما يميل برأسه جانباً
"علي ماذا كان الرهان؟"
رمشت بضعة مرات تحاول التذكر قبل أن تميل برأسها جانباً
"نحن لم نضع أي رهان"
تبادلا النظرات للحظات قبل أن ينفجرا ضاحكين بصخب يجذب الأنظار تجاههما
خرجا من المطعم يتمايلان و هما يضحكان علي أشياء غير مُثيرة للضحك.. مثل التقاء عينيهما سوياً
صعدا إلي السيارة ليتحرك جونغداي من هُناك بينما جيون انشغلت بمحاولات فاشلة في أن تمحو آثار الطعام عن ثيابها
"يا إلهي، نحن ماذا كنا نفعل؟"
"لا أعلم، لكن بعد رؤيتكِ تتناولين أقدام الدجاج بهذه الطريقة تأكدت أنكِ واقعة بالحب معها.. تباً كيف تحملتي حرارتها؟"
نفث أنفاسه الحارة نهاية حديثه لترمقه جيون بنظرة جانبيه
"بالطبع لم أتحمل حرارتها و لا أعرف كيف سأنام ليلاً بعد هذا الكم الذي تناولته لكنني بالنهاية فُزت.. أنا لا أحب الخسارة "
" أووه "
همس بإعجاب و هو يسترق نظرات سريعة نحوها بينما يحاول أن لا يشغل عينيه عن الطريق
" و آنسة لا تُحب الخسارة لماذا تُعاملنا بحذر و خشونة في المنزل بينما بإمكانها أن تكون لطيفة و مرحة هكذا؟ "
مد كفه نحو شعرها يُبعثره بلطف فدفعت يده بعبوس و رتبت شعرها قبل أن تتنهد قائلة بجدية
"أنا لا أتصنع بل أتصرف علي طبيعتي فإذا لم أشعر بالأمان بمكان ما لن أكون مرحة بالطبع "
جونغداي عقد حاجبيه بإستغراب لينظر نحوها ثم أعاد عينيه نحو الطريق
" أعرف أنكِ لا تُحبين ميونغ داي لكن لا تشعرين بالأمان بالمنزل؟ ألا تبدو كلمة الأمان كبيرة علي أن تستخدميها بهكذا موقف؟ "
" الأمر لا يتعلق بـ ميونغ داي فقط..
المنزل أنا لا أُحبه ولا أشعر فيه بالأمان بسبب كل شيئ... روز ،ميونغ داي، ميون، علاقتك أنت و روز و حتي أنت نفسك.. "
رفع حاجبيه بتفاجؤ ليضحك بخفة
" ألم تقولي أنني ملاك؟ لم تشعرين بعدم الأمان معي؟ "
" هل أنت أحمق؟ لقد كنت أضحك معك منذ قليل و أتصرف بأريحية فكيف لا أشعر بالأمان معك؟ "
صاحت به بإنفعال و تكتفت ليرمش بضعة مرات بتوتر قبل أن يرمقها بنظرة سريعة
" أنتِ قُلتي للتو ذلك..."
"ليس هذا ما أقصده جونغداي.. "
قاطعته بضيق لتتنهد
" هل يُمكنني سؤالك شيئاً و أجبني بصدق "
همهم و هو يومئ بخفة لتنظر إليه قليلاً قبل أن تهمس بتردد
" لماذا تزوجت روز؟"
"ماذا؟"
رفع حاجبيه بعدم فهم لتحك جبينها بتوتر
" أعرف أنها كانت صديقتك لكنها كانت علي علاقة بشخص آخر و لم تُخبرك بذلك سوي حين تخلي عنها كونها حامل بطفله... روز كان بإمكانها إجهاض الطفل لكنها تشبثت به و أنت تحملت المسؤولية أمام والداي كي لا يُصيب أبي مكروهاً حين يعرف بالأمر... أعرف كل ذلك ولا أفهمه، هي كان أمامها الحل بإجهاض الطفل فلماذا تتحمل أنت مسؤولية خطئها؟ لماذا عليك أن تكون بريئاً إلي هذا الحد؟ "
انفعلت نهاية حديثها ليلتزم جونغداي الصمت لبعض الوقت.. هو يعلم بأنها مُحقة لكن بالنسبة إليه هو فعل الصواب
" روز كانت بحالة نفسية سيئة كما أنه ليس بسهولة بالنسبة إلي أُم أن تتخلي عن طفلها لذا كان بإمكاني تفهّم الوضع، روز لم تكن أبداً تمتلك أي صفة من صفات فتاة أحلامي لكنني لم أكن أمتلك شخصاً بحياتي لذا لم يكن هناك أي ضرر بالزواج منها... أنا أحب والديكِ و كأنهما والداي، روز ليست سيئة كما أننا مؤخراً بدأنا نُصبح علي وفاق لذا ربما تتخذ علاقتنا مُنحني جدي.. و ميون سيجد الأب الذي يُحبه و يهتم به، أعني لا مُشكلة بكل هذا "
" هل فهمت الآن ما أقصده؟ "
تنهدت بيأس لتخفي وجهها خلف كفيها بقهقهة مُنكسرة قبل أن تنظر إليه مُجدداً
" لا أشعر بالأمان لأجلك... لأنك بريئ و تحاول إسعاد الجميع حتي و إن كان هذا علي حساب سعادتك أنت، أتعرف كم هذا مُزعج؟ "
جونغداي جعد ملامحه بعدم استيعاب... ملاك و بريئ؟ يراها صفات مُبالغة أن تُلقبه بها زوجته ثم أخت زوجته الآن
لا يدري حتي إن كان هذا شيئاً جيداً أم هو ذم؟ لذا كل ما فعله هو أنه التزم الصمت حتي وصلا إلي المنزل
جيون دخلت بالمُقدمة و بخطوات سريعة سبقت جونغداي نحو الأعلي ليُغلق هو باب المنزل بهدوء بينما يتجه إلي غُرفته بخطوات مُتباطئة يُفكر بحديثها
"لم تبدين هكذا؟"
جونغداي رفع رأسه إلي الأعلى - حين سمع صوت زوجته - حيث كان لايزال بمقدمة السلالم و بالأعلى كانت تقف جيون و بجانبها روز التي تُمسك مرفقها
جيون رمقت روز بهدوء... عينيها تحركتا ببطئ تنظر إلي حالة الأخري
بعثرة بسيطة بشعرها، اهتزاز مُقلتيها كما شفتيها ثم بالنهاية يدها التي ترتجف كما أنفاسها
حركت عينيها جانباً تنظر نحو غُرفة ميونغ داي حيث كان يقف بجانب الباب واضعاً يديه بجيوب بنطاله يُبادلها النظرات ببرود فابتسمت بسخرية لتُعيد نظراتها إلي روز ثم نفضت يدها بحدة و اتجهت إلي غُرفتها صافعة الباب خلفها بقوة مُتجاهلة نداءات روز لها
جونغداي تنهد ظناً منه أنه السبب بتعكير مزاجها ليصعد السلالم حتي توقف أمام روز هامساً بخفوت
"مساء الخير روز"
"لم تبدوان بهذه الفوضي؟ هل حدث بينكما شيئ؟"
سألته ببعض الإنفعال كونها كانت تحاول تنظيم أنفاسها المتوترة
هي ارتدت ثيابها بعشوائية حين سمعت صوت سيارة جونغداي و بطريقة ما تمكنت من الخروج من غُرفة ميونغ داي قبل صعود جيون بثوانٍ قليلة
لذا إلي الآن لازالت تحت تأثير خوفها
"لم أفهم السؤال "
عقد حاجبيه بعدم فهم فتركته و استدارت نحو غُرفتهما لتسبقه إليها فالتفت ينظر إلي ميونغ داي الذي رمقه بنظرة باردة قبل أن يُغلق الباب بوجهه
_____________
بالمطعم حيث وقع الحادث مع سوشيل... رجلاً طويل القامة يرتدي معطفاً ضخماً و قلنسوة يخفي بها رأسه
تقدم من العامل الذي يجلس خلف مكتبه ثم انحني بجذعه فوق المكتب لينظر إليه الآخر بإستغراب لإقترابه المُبالغ
" هل هُناك خطب ما سيدي؟"
تسائل برسمية لينظر إليه الآخر قليلاً قبل أن يُهمهم
" البارحة وقع حادثاً هنا بحمام المطعم و شخصاً ما حاول قتل زوجة الضابط أوه سيهون لذا بكل هدوء أريد الحصول علي جميع الكاميرات المتواجدة بهذا المكان قبل أن يتحول الأمر إلي قضية رسمية و يضر هذا بسُمعة المطعم"
العامل عقد حاجبيه قبل أن يقف من مكانه قائلاً
"عُذراً سيدي لكن لا يُمكنك الحصول علي أي شيئ دون... "
قاطعه الآخر برفع شارة الشرطة أمامه ليتحمحم ذاك العامل ثم أومأ
"سأحصل لك علي نُسخة من... "
" أين الجهاز المسؤول عن الكاميرات؟ سأقوم بذلك بنفسي "
قاطعه بحدة لينظر إليه ذاك العامل بإنزعاج قبل أن يُشير إليه نحو الشاشة المتواجدة بجانب المكتب
" هُنا لكن زميلي المسؤول عن المُراقبة في الحمـ..."
زفر بحنق حين قاطعه ذاك الطويل و اقترب يجلس خلف المكتب يعبث بذاك الجهاز حتي انتهي ليقف من مكانه ثم غادر ببرود دون أن ينبس بحرف آخر
_____________
"سوشيل"
هسهس بغضب ليسحب جسده من حوض الاستحمام.. مرت أيام بالفعل منذ أن حصل علي حمام دافئ يُريح به جسده و أعصابه لكن كالمُعتاد تم قطع لحظاته الهادئة حين طرقت سوشيل علي باب الحمام بقوة
"سأدخل إذا لم..."
شهقت تبتلع كلماتها حين فتح الباب يُقابلها بمنشفة تستر نصفه السُفلي و أُخري تُحيط عُنقه
عينيه الحادتين كانتا مُخيفتان لكنها لم تنتظر أن يصرخ عليها و دفعته بقوة ليخرج من الحمام ثم دخلت هي
"هذه الـ..."
رفع قبضته في الهواء بغضب ثم زفر ليضرب علي الباب بحنق
"كان يجب أن أحصل علي شقة ذات حمامين"
تمتم بإنزعاج مُتجهاً إلي غُرفته يُخرج ثياباً لنفسه ثم توقف فجأة بينما يشخر بسخرية
"و لماذا أبحث عن شقة غالية لأجلها؟ فقط لأقتلها و ينتهي الأمر"
قلب عينيه نهاية حديثه مُدركاً أنه لن يفعل ذلك....هو بالنهاية مُضطر إلي تحمل هذه الطفلة
" سيهون "
صوتها الطفولي أتاه من الخارج ليلتفت برأسه ينظر نحو الباب و انتظر للحظات حتي ظهرت هي بإبتسامة... غريبة!
" ما بكِ تبتسمين هكذا؟ "
رمشت بضعة مرات و اقتربت منه بينما تزحف بقدميها علي الأرض تصنع صوتاً مُزعجاً بسبب احتكاك شحاطها بالأرضية الملساء إلي أن وقفت أمامه لتنظر إليه بأعين لامعة
" أريد مُثلجات"
"لا يوجد هُنا مُثلجات، سوف أُحضـرها لكِ غداً"
تحمحم بتوتر من نظراتها ليشيح بنظراته بعيداً عنها فعبست تبرز شفتها السُفلي بلطافة
"لنذهب لشرائها سوياً..."
نفي برأسه و فرق بين شفتيه كي يرفض فوضعت كلتا كفيها فوق شفتيه بحركة سريعة تُقاطعه ليُخفض عينيه ينظر إلي يديها حيث وضعتهما
" لا ترفض، أعدك لن أترك يدك و لن أتحدث مع الغُرباء"
تنهد ليُمسك يدها بلطف يُبعدهما عن شفتيه ثم همس
" هذا خطر سوشيل و لا..."
"أنا أختنق هنا، لا أحب البقاء بالمنزل طوال الوقت، هذا يجعلني أشعر بأنني بالمشفي، لا أري شيئ سوي الجُدران و الكثير من الأوامر "
شهقت بصوتٍ مُختنق ثم رفعت يديها تمسح علي وجهها بعشوائية لينظر إليها الآخر بتردد
" لن.. أخرج عارٍ.. بالطبع "
صاح بإنفعال فجفلت بفزع و هي تنظر إليه بأعين لامعة اتسعت قليلاً ليرفع يده يُشير نحو الخارج
" انتظري حتي أرتدي ثيابي "
أشرقت ملامحها تدريجياً لتومئ إليه بحماس و ركضت نحو الباب لكنها سرعان ما عادت أدراجها تقف أمامه بإبتسامة مُتسعة
" ماذا تُريـ... "
عينيه اتسعتا بخفة حين حطت شفتيها فوق وجنته بقُبلة لطيفة و بريئة ليبتلع ريقه و معه كلماته
انكماش قاسِ صار بمعدته، و قلبه اضطرب حين ابتعدت عنه تُقهقه بوجنتين متوردتين
"أنت شخص جيد"
صاحت بها و هي تركض إلي الخارج بخجل ليُحرك عينيه معها، و بلا وعي أخذ يتلمس وجنته
أخفض رأسه بتنهيدة خافته و سحب يده بعيداً عن وجنته يتجاهل ما شعر به للتو
" يبدو أنني لم أواعد منذ فترة طويلة، أكانت المرة الأخيرة بالمرحلة الثانوية؟ أووه لا.. كانت الإعدادية قبل وفاة والداي مُباشرة، نعم هذا منذ زمن لذا يبدو الشخص غبياً أمام هكذا تصرفات"
قهقه بإستنكار محاولاً تبرير المشاعر التي اجتاحت دواخله و اقترب ليُلقي بثيابه فوق السرير قبل أن يبدأ بإرتدائها و هو يتحدث مع نفسه بالكثير من الترهات التي لا قيمة لها
أشياء مثل متي كانت قُبلته الأخيرة و كيف كانت علاقته مع حبيبته السابقة
و كم أنثي كانت بحياته عدا والدته و بالنهاية اكتشف أنهما اثنتين فقط
سحب معطفين من الخزانة ليخرج من الغُرفة ثم ألقي واحداً نحوها حين وقف أمامها فالتقطته سريعاً
"ارتدي هذا فالجو بارد بالخارج"
أغلق سحاب معطفه ليضع القلنسوة فوق رأسه ثم اقترب منها يُساعدها بإرتداء الآخر
"أنا أغرق"
صرخت بطفولية لينظر إليها سيهون بضحكة مكتومة ثم اقترب أكثر ليسحب القلنسوة يضعها علي رأسها حتي أخفت نصف وجهها بالكامل، تقريباً إلي نهاية أنفها
" الآن أنا حقاً أغرق"
لوّحت بكفيها الغارقين بداخل أكمام المعطف بينما ترفع رأسها محاولة إنزال تلك القلنسوة التي يُمسك سيهون بأطرافها
عينيه الباسمتين كانتا ترمقان شفتيها و هما تتحركان أمامه بكلمات غير مفهومة
مشاعره الغريبة عادت مُجدداً و هو رغم محاولاته في تشتيت عقله نحو حقيقة هذه المشاعر إلا أنه يستسلم الآن لما يشعر به
أمال برأسه نحوها ببطئ شديد و عينيه شاردتين بتلك الشفاه التي تتحرك دون توقف
"سيهون، هل تحاول قتلي؟"
رفعت يديها تُزيح القلنسوة عن رأسها فأفاقته مما أوشك علي فعله ليرفع عينيه نحو خاصتيها
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يتبادل النظرات معها حتي بدأت هي بتحريك عينيها بحركة طفولية عشوائية
"ماذا تفعلين؟"
سألها بإستغراب لتهز رأسها إلي الجانبين كإجابة فترك أطراف القلنسوة التي كان يُمسك بها قريباً من وجنتيها ليسبقها نحو الباب و هو يشتم ذاته من تحت أنفاسه
سوشيل ركضت تجاهه لتقفز مُتشبثة بذراعه بقوة ثم ضحكت بينما تستند بوجنتها علي ذراعه فتنهد و أعاد القلنسوة فوق رأسها مما جعل منها تستبدل ابتسامتها بعبوس
خرجا من المنزل و توتر سيهون قد بدأ
هو كان يتلفت حول نفسه بخوف
محل البقالة لم يكن بعيداً عن منزله، ربما عشر دقائق سيراً علي الأقدام كانت كافية كي يصلا إلي هناك لذا هو قرر عدم استخدام السيارة خاصة و أن سوشيل ترغب بقضاء بعض الوقت خارج المنزل
" أبي كان يذهب إلي العمل ثم يعود ليقضي الليل معي لأنني لم أمتلك أصدقاء، دائماً كانوا يبتعدون عني قائلين أنني مجنونة و أحياناً يقولون أن شعري سيتساقط و أصبح صلعاء قبيحة لذا لم يقبل بي أحد كصديقة له لكن أبي وعدني أن شعري سينمو مُجدداً لكنني كنت حزينة لأنني وحيدة لست مثل البقية، انظر إلي شعري الآن هو جميل أليس كذلك؟سيكون لدي أصدقاء "
ابتسمت بأعين لامعة و هي تتحدث عن والدها بحماس، بالرغم من أن سيهون لم يُحب هذا الحديث بتاتاً لكنها بدت سعيدة بذلك لذا لم يعترض
أخفض عينيه ينظر إلي أطراف شعرها القصير و الذي لا يظهر الكثير منه بسبب القلنسوة الضخمة فوق رأسها ، هو لطيف و يليق بوجهها الدائري
" حتي و إن كُنتِ صلعاء فأنتِ مازلتي أنتِ سوشيل"
توقف عن السير ليجذبها إليه بكفيهما المُتشابكين فرفعت رأسها نحوه كي تراه من أسفل القلنسوة
"لا يوجد الكثيرين ممن يُقدرون القلب النقي و البريئ لذا لا تحزني علي شخص تخلي عنكِ لأي سبب كان فهو لا يستحقك.. الشخص الوحيد الذي يستحقك هو من يُحب جوهركِ الحقيقي و ليس فقط المظاهر السطحية"
همس بجدية فرمشت بضعة مرات قبل أن تميل برأسها إلي الجانب تتسائل بطفولية
" هل هذا يعني أنني جميلة؟ "
رمقها بهدوء لبعض الوقت قبل أن يومئ بخفة
" هممم، جميلة للغاية سوشيل "
مرر عينيه علي ما يظهر من وجهها، عينيها جزء صغير يظهر منهما من أسفل القلنسوة لكنه تمكن من مُلاحظة ارتجاف مُقلتيها و تلك الحُمرة الخفيفة التي تشرّبت بها وجنتيها كانت لطيفة بنظره... و كذلك جذابه
"حين تكونين هادئة تبدين كشخص ناضج و هذا يجعلكِ فاتنة "
همس بخفوت دون وعي منه بما يتفوه به، و سوشيل لم تكن مُهتمة تماماً بما يقوله
أوه سيهون بنظرها كان يمتلك شيئاً غريباً بعينيه الهلاليتين
و بنظره عينيها كانتا جذابتين بصورة غريبة
لكن بغباء هو ردد جملة سخيفة بعقله يُلقي اللوم علي القمر المُنير بالسماء فهو ما يجعل من عينيها لامعتين تخطفان أبصار الناظر لهما علي الرغم من أن القمر لم يكن ظاهراً أبداً بسبب الغيوم التي تخفيه خلفها
"المُثلجات"
همهم بعدم فهم لتضحك سوشيل بطفولية ثم حركت قدميها كي يسير هو الآخر
"المُثلجات، نحن خرجنا لشرائها و يجب أن نعود إلي المنزل سريعاً فالجو بارد"
"اتركي المُثلجات للغد و استبدليها بشيء آخر.. ستتأذي حنجرتك كثيراً إذا تناولتي المُثلجات بهذا الطقس "
تحدث بهدوء يستعيد بذلك جديته و عقله الغائب هذا اليوم ثم سبقها بخطوتين كي يدفع باب المحل لأجلها
" واااه هل هذه فواكه مُجففة؟ "
شهقت بإنبهار و هي تُمسك بعلبة صغيرة تحمل صورة فواكه من الخارج كالفروالة و التوت فأومأ إليها سيهون لتبتسم بإتساع و هي تحتضن العُلبة إلي صدرها
"أريدها، سأتناولها اليوم، و المُثلجات غداً"
"لا، إما هي أو المُثلجات"
هز رأسه بالنفي لتعبس ثم بدأت شفتيها بالإرتجاف تُنذران بالبكاء فزفر بحدة و سحب العُلبة من بين يديها قبل أن يتجه إلى الثلاجة
"طفلة مُزعجة"
هسهس بإنزعاج و بقلبه هو يتحسر علي بطاقته... في شهر واحد سوشيل ستتسبب بإفلاسه بلا شك
خرجت من هُناك بعدة أكياس مُحمّلة بما اشتهته سوشيل
هي أمسكت بمصاصة تتناولها بأصوات سعيدة تخرج منها بينما سيهون كان يرمقها بنظرات حانقة
إحدي يديه تمسك يدها بإحكام بينما الأخري حمل بها تلك الأكياس و هو يقبض عليها بغيظ
" هل تُريد؟"
مدتها نحوه حين لاحظت نظراته تجاهها فأخفض عينيه ينظر إلي المصاصة قبل أن يشيح بنظراته بعيداً عنها و هو يطلق صوتاً قصيراً يدل علي عدم اهتمامه
حين وقفا أمام المنزل وضع يده التي يحمل بها الأكياس خلف ظهرها حتي فتح الباب بيده الأخري ليدفعها بخفة كي تدخل ثم لحق بها قائلاً
" سأضع المُثلجات بالثلاجة لكن لا تتناوليها جميعها بنفس اليوم، حاولي تقسيم هذه الأغراض علي الأيام القادمة فأنا لا أمتلك الأموال لشرائها كل يوم"
اقترب يضع الأغراض التي بيده فوق طاولة المطبخ و هي خلفه تتبعه كـ ظله
" إلي متي سأبقي هنا؟"
توقف عن ما يفعله ليستدير نحوها ببطئ
" هل تُريدين الرحيل؟ لقد أخبرتك سابقاً أن تُسافري لكنكِ رفضتي ذلك "
اعتدل بوقفته و التفت إليها بكامل جسده بينما إحدي كفيه استند به فوق الكُرسي المتواجد بجانبه
سوشيل حركت عينيها بحركة دائرية تُهمهم بتفكير ثم بدأت بتحريك المصاصة بداخل فمها يميناً و يساراً ليخفض عينيه نحو شفتيها ثم رفع يده يُمسك بيدها كي تتوقف عن تحريك المصاصة و همس بتساؤل عاقداً حاجبيه
"تُريدين الرحيل؟"
زمت شفتيها و هي تتجاهل النظر نحوه لتضيق عُقدة حاجبيه أكثر
تراجعت خطوة ليجذبها من يدها تجاهه ثم بيده الأخري رفع ذقنها بأطراف أنامله هامساً بخفوت و عينيه تتبادلان النظر مع خاصتها بينما أنفاسه تضرب وجهها بلطف
"إلي أين تُريدين الذهاب؟"
أطياف وردية تسربت إلي وجنتيها لترفع حاجبيها بخجل مُفرقة بين شفتيها عدة مرات كي تُجيبه لكن عينيه... تبدوان جذابتين أكثر من العادة؟ أهذا بسبب عقدة حاجبيه التي تُزيد من حدتهما؟ أم لنبرته الرجولية الهادئة التي تجعل من نظراته و كأنها هائمة بها؟
" لا.. لا أعرف"
همست بتلعثم لترفع كتفيها بعدم معرفة فأمال برأسه قليلاً بينما ابتسامة جانبية تكاد تُلاحظ قد ارتسمت علي شفتيه مُعجباً بتخبط نظراتها و تأثيره الملحوظ عليها
" أبي في السماء و يُمكنه رؤيتي لكن لا يُمكنني رؤيته لذا لا أعرف كيف أذهب إليه، و أنا لا أعرف أحداً آخر، هناك ظل طويل أذكره و يتردد أحياناً إلي أحلامي لكن لا أذكر من هو..."
همست بخفوت و هي تخفض عينيها بعبوس فضغط بخفة علي ذقنها يجعلها ترفع عينيها نحوه مُجدداً لتُكمل
" أنت رُبما تكرهني لاحقاً كما يفعل الجميع و أنا حينها سأجد نفسي وحيدة، لا أريد العودة إلي المشفي و لا أريد أن أعود إلي ذاك المنزل المُخيف، إنه مُظلم و هناك أشخاصاً يسخرون مني كلما حاولت أن أنام لذا قد يكون ذو الظل الطويل شخصاً يعرفني و يُساعدني "
سيهون همهم بعدم فهم حين ذكرت أولئك الأشخاص لكنه سرعان ما استوعب أن هذا سبب بُكائها أثناء النوم
" إذا أردت بقائك هنا هل ستظلين معي إلي الأبد؟ "
سألها بتردد غير واثق بما يُفكر به فابتسمت هي تدريجياً حتي لمعت عينيها بحماس لتومئ بعنف مما جعله يبتسم بخفة و تردده تلاشي
انحني برأسه أكثر لينظر نحو شفتيها للحظات قبل أن ينظر إلي عينيها هامساً بخفوت
"أنا أيضاً وحيد ، لم أمتلك يوماً أحداً ينتظرني حين عودتي من المنزل حتي و إن كان لمحاولة الهروب مني"
قهقه بخفة لينقر أنفها بسبابته فجعدته بضحكة خافته
"لم أُشارك أحداً السرير من قبل، و لم أشعر بالمسؤولية تجاه أي شخص كما أفعل الآن... يبدو أنني اعتدت ذلك سوشيل لذا ابقي بجانبي، هل توافقين؟ "
حركت عينيها بحركة طفولية دائرية و هي تزم شفتيها بخجل قبل أن تومئ إليه هامسة
" أبي يُحبني كثيراً لقد أرسل إلي رجلاً وسيماً و رائعاً للغاية كي يحميني "
حركت رأسها بإيماءة بسيطة توافق حديثها فتنهد سيهون ليقترب منها حتي استقرت بين ذراعيه و رأسها استند فوق صدره لتُحيط خصره بذراعيها
" هل أنا وسيم؟"
رفع حاجبيه بتساؤل و هو يُحرك جسديهما يميناً و يساراً فرفعت سوشيل رأسها عن صدره سريعاً لتنظر إليه بأعين مُتسعة
"هل أنا قُلت ذلك؟"
"أعتقد أنني سمعت شيئاً من هذا القبيل"
أجابها بضحكة خافته لتشهق بطفولية واضعة كفيها أمام شفتيها
"هذا سيئ، أبي قال أنه لا يجب أن أقول هذه الأشياء إلي الرجال الغرباء بوجههم فقد يظنون أنني سهلة المنال أو شيئاً من هذا القبيل "
عينيها كانتا تتسعان أكثر فأكثر و ابتسامة سيهون تتسع معها... سوشيل لطيفة تُضيف إلي حياة سيهون الرمادية ألواناً مُختلفة
ملامحها و نبرتها الناضجة التي نادراً ما تظهر تجعله يشعر و كأنه يعيش مع إمرأة أنثوية جذابة تخطف العقل و تتلاشي لها الأنفاس
ثم هناك شخصيتها الطفولية حيث يُحركها عقلها الغير ناضج... ليست طفولية مُزعجة بل لطيفة و كأنه يتعامل مع إبنته المُدللة
و تلك مشاعر لم يعشها سيهون منذ سنوات طويلة
" هل تعرفين ما معني الزواج؟"
سألها بهدوء لتنظر إليه لبعض الوقت قبل أن تومئ بتردد ثم رفعت كفيها أمامه بينما تُشير بهما قائلة
" رجل واحد و امرأة واحدة يعيشان معاً و يحصلان علي الأطفال ثم يقومان بتكبير الأطفال و..."
ضحك سيهون بصخب مُقاطعاً حديثها لترمش عدة مرات بعدم فهم
" كيف.. كيف يقومان بتكبير الأطفال؟"
سأل من بين ضحكاته لتضحك ببلاهة و هي تحك مؤخرة رأسها بعدم معرفة
"حسناً انظري إليّ سوشيل "
احتضن وجنتيها بين كفيه كي تنظر إليه ثم نبس بحذر
" أنا و أنتِ...رجل واحد و امرأة واحدة أليس كذلك؟"
همهمت إليه ليُحرك رأسه إلي الأعلي و الأسفل ببطئ بينما يُكمل
"نعيش معاً بمنزل واحد..."
"هل تُريد أن تقول أننا أصبحنا متزوجين؟"
قاطعته بإستفهام لينظر إليها بضعة لحظات قبل أن يومئ
" لكن أين الأطفال؟"
عينيه اتسعتا قليلاً ليهز رأسه إلي الجانبين
" هذا لا... أعني هم.. لا يأتون بهذه الطريقة.. ربما في المُستقبل أو.. لا أعرف "
تحدث بتلعثم و هو يبتعد عنها قليلاً فعقدت حاجبيها
" ما أردت قوله هو أنني لست غريباً"
تنهد بإستسلام حين لم يعرف ما يجب أن يقوله فأشارت إليه بكفها بصرامة طفولية
"لا أطفال أقوم بتكبيرهم هذا يعني لا زواج و أنت غريب "
عقدت ذراعيها إلي صدرها لتسير حيث غُرفة المعيشة كي تُشاهد برنامجها المُفضل بينما هو بقي واقفاً بمكانه فاغر الفاه
" من أين أُحضر لها أطفالاً كي تقوم بتكبيرهم الآن؟"
حك مؤخرة رأسه بإنزعاج ليُنهي ما كان يفعله قبل أن يلحق بها
جلس بجانبها يسترق النظرات نحوها، فرّق عدة مرات بين شفتيه كي يفتتح معها موضوعاً ما لكنها كانت مُندمجة مع ما تُشاهده
لم يكن شيئاً تُتابعه لكنه جذب اهتمامها فهو بدي برنامجاً كوميدياً و هذا ما يُفسر ضحكاتها التي تتسرب منها بين لحظة و أخري
سيهون أمال بوجنته فوق كفه بينما يستند بمرفقه علي مسند الأريكة بجانبه كي يتمكن من مُراقبتها بصورة مُريحة أكثر
كلما ضحكت هو سيبتسم معها دون وعي، كان غائباً عن وعيه لعدة دقائق حتي شعر بوخزات بقلبه و دغدغة أسفل معدته لينظر إلي صدره تحديداً يساره ثم رفع عينيه حيث سوشيل مُجدداً ليتنهد مُتمتماً بصوت غير مسموع
" يبدو أنني مُعجب بهذه الصغيرة"
تنهد بصوتٍ عالٍ ليُكمل مُراقبتها حتي اختفت ضحكاتها تدريجياً و عبوس بدأ يحتل شفتيها لينظر إلي التلفاز حيث بدأ برنامجها ثم التفت إليها ليُلاحظ نظراتها نحوه
ابتسم ابتسامة دافئة حنونه ثم اعتدل بجلسته ليُربت علي فخذه فأمالت هي بتردد حتي تمددت علي الأريكة واضعة رأسها فوق قدمه ليقوم هو بالتربيت علي شعرها بلطف
___________
جونغداي أخذ يدور بالكُرسي و هو ينظر نحو السقف بشرود
لا يوجد شيئ مُحدد لكنه يشعر بالغرابة مما يحدث بالمنزل
روز و جيون قالتا له بأنه ملاك و هذا يجعله يشعر بالغرابة خاصة و أنه يظن أن من أخبره بهذه الكلمة كان شخصين مُختلفين و ليس نفس الشخص
أخيه يرمقه بنظرات غريبة منذ البارحة حتي أنه قام بتجاهله حين قام بمُناداته لتناول الإفطار
"هل لا يشعرون بالراحة؟"
توقف فجأة يتسائل بحاجبين معقودين و بطريقة ما هو فكر بأنه كان أنانياً لأنه جمعهم جميعاً بنفس المنزل دون التفكير بمشاعرهم أو بما يُريدونه
ربما ميونغ داي لا يشعر بالراحة لوجوده هو و زوجته و ابنها معه بنفس المنزل
و روز ربما بحاجة إلي بعض الخصوصية
ثم هُناك جيون التي لا تشعر بالراحة أبداً بسبب ميونغ داي
زفر بصوتٍ عالٍ ليضرب رأسه بطاولة المكتب حتي سمع صوتاً أنثوياً ساخراً
"ماذا؟ هل اقتنعت و أخيراً أن أسلوبك في التحقيق خاطئ؟"
رفع رأسه عن الطاولة ينظر إلي هيرين بعبوس فعقدت حاجبيها و تقدمت منه سريعاً لتقف بجانبه واضعة كفها فوق كتفه
" ما خطبك جونغداي؟ هل حدث شيئ ما؟"
"لا، رأسي يؤلمني قليلاً"
هز رأسه كاذباً لتشهق هيرين بدرامية ثم وقفت خلف كُرسيه و هي تُمسد رأسه بلطف
" كيف يكون مُحققنا العزيز مريضاً و نحن لا نعرف بذلك؟"
"هيرين إنه مُجرد صُداع"
قلب عينيه ساخراً ليُريح رأسه إلي الخلف يشعر بالتخدر من لمساتها الناعمة التي أراحت رأسه المليئ بالأفكار المُتداخلة
"الصُداع مرض أيها الأحمق فلماذا نحصل علي دواء له إن لم يكن كذلك؟ "
" مُقنعة للغاية "
ضحك بخفة لتضحك هي الأُخري ثم أمالت برأسها فوق خاصته لينظر إليها بإستغراب فعينيها تقريباً تلتصق بخاصته
"ماذا تُريدين؟"
"من تكون هيونا التي خرج جون ليُقابلها؟"
عقد حاجبيه بإستغراب و قبل أن يُجيبها فُتح باب مكتبه لينتفض كلاهما و ينظران نحو الباب
جونغداي ابتسم بخفة حين رأي جيون تقف أمامه لتُلوّح إليها هيرين ببلاهة
"مرحباً روز"
"إنها جيون توأمها"
جونغداي ضحك بخفة و التفت بكُرسيه نحو هيرين يُصحح لها فـ أطلقت 'أوه' مُتفاجئة ثم حركت عينيها نحو جيون التي لم تبدو سعيدة برؤيتها... فكيف تكون كذلك بعدما رأتهما قريبين إلي هذا الحد
"آسفة.. مرحباً جيون"
المقصودة تجاهلتها لتتجه إلي الداخل حيث الأريكة بجانب الغُرفة لتجلس هناك ثم وضعت أغراضها بجانبها و شابكت كفيها سوياً بعقدة بين حاجبيها تنظر إلي الأرض
هيرين و جونغداي تبادلا النظرات لبعض الوقت قبل أن يُشير إليها بعينيه أن تُغادر ففعلت ذلك بهدوء
" جيون"
التفت بكُرسيه نحوها لينظر إلي قدمها التي بدأت تهزها بحركة عنيفة
" لم كانت قريبة منك إلي هذا الحد؟"
"عُذراً؟"
أمال برأسه بعدم فهم لتلتفت إليه بحركة سريعة و هسهست بحدة
"لقد سمعتني جيداً جونغداي، تلك الفتاة لم كانت قريبة منك إلي هذا الحد؟ ألا تعلم بأنك رجل مُتزوج؟"
نظر إليها قليلاً يستوعب ما قالته قبل أن يضحك بصخب
" هل تخشين أن أقوم بخيانة روز؟ يا إلهي لا أُصدق هذا، روز بنفسها لم تغر عليّ هكذا"
ابتلعت ريقها لتشيح بنظراتها بعيداً فنقر بأنامله فوق الطاولة أمامه قائلاً بإبتسامة مُتسعة
" إنها صديقتي المُقرّبة و بالمُناسبة هي تمتلك رجلاً ضخماً و وسيماً للغاية لذا لن تنظر إلي شخصاً مثلي فلا تقلقي "
" و ما خطبك أنت؟ لماذا لن تنظر إليك؟ أنت أيضاً وسيم و رائع كما أنك طيب القلب و وفي لمن تُحبهم لا يوجد رجال مثلك جونغداي لذا لا تُقلل من نفسك"
انفعلت بوجهه حتي وقفت من مكانها بدون شعور و هي تُشير إليه بسبابتها لينظر إليها بهدوء و ابتسامته تلاشت تدريجياً
" إذا... "
قهقه بتوتر ليُحرر ربطة عُنقه قليلاً
" إذا لم أكن أعرفك لظننتكِ مُعجبة بي جيون،هذا مُضحك "
قهقه مُجدداً وهو يُحرك عينيه بالأرجاء محاولاً تجاهل النظر نحوها فاقتربت من مكتبه أكثر لتقف مُقابلة له فرفع عينيه نحوها
"إذاً أنت لا تعرفني أبداً جونغداي "
أمال برأسه قليلاً ليرفع طرف شفتيه بإبتسامة متوترة
" ماذا.. تقصدين ؟"
" أقصد أنني أُحبك، ليس كزوج أختي، و ليس كصديق و ليس كأخ بل أحبك كرجل جونغداي، كرجل أرغب بإمتلاكه و سأفعل ذلك"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top