5

Start

"يا تُري لماذا تأخرت بالداخل؟"

قهقه بـشر و أغلق الهاتف بوجه سيهون ليركض الآخر نحو حمام النساء

"سيدي، إلي أيـ..."

دفع ذاك النادل الذي حاول منعه من الدخول ليدخل سريعاً فرآها تجلس القرفصاء بينما تُعطي وجهها للحائط ليقترب منها بقلق

"سوشيل، أنتِ بخير؟"

سحبها من ذراعها كي تقف و التفتت إليه بأعين لامعة ليحتضن وجنتيها بلطف

"سيدي، دخولك إلي هنا ممنوع "

تجاهل كلمات النادل و نبرته الحادة ليحتضن كتفي سوشيل و سحبها معه نحو الخارج

"بطاقتك سيدي"

همهم ليأخذ البطاقة واضعاً إياها بجيبه ثم غادر معها ليصعد كلاهما إلي السيارة

"هل حدث شيئ لكِ بالحمام؟"

"كان هناك..."

جسدها انتفض بشهقات مكتومة فهمهم يحثها علي الحديث بينما يحتضن كفيها بين خاصتيه

" كنت هناك و شخص... هو أتي و... قال أنني... "

انفجرت باكية ليُربت علي كفيها بقلق حين احمر وجهها ثم رفع إحدي يديه نحو وجنتيها يمسح دموعها

" حسناً اهدئي، سنتحدث لاحقاً"

انحني نحوها ليضع حزام الأمان من أجلها ثم مسح علي رأسها بلطف قبل أن يبدأ بقيادة السيارة و هو يسترق النظرات نحوها من حين إلي الآخر بقلق إلي أن غفت و وجنتيها مُلطختين بدموعها

حين وصل أمام المنزل أرسل برسالة إلي جونغداي ثم خرج من السيارة و التف حولها ليحمل سوشيل النائمة بحذر مُتجهاً بها إلي الداخل و خرج مُجدداً كي يُحضر الأغراض التي اشتراها من السيارة

بينما بمكان آخر حيث خرج جونغداي لتوه من غرفة التحقيقات و كان مُتجهاً إلي مكتبه

( لقد عدنا إلي المنزل، شكراً لمُساعدتك)

ابتسم بخفة ليُعيد الهاتف إلي جيبه مُتنهداً بينما يُتمتم بخفوت

"ليس و كأنني فعلت شيئاً"

دفع باب المكتب كي يدخل فقابله شخصاً ينتظره بالداخل ليعقد حاجبيه بإستغراب

"مرحباً؟"

" ااه أعتذر علي دخولي بهذه الطريقة أنا المُمثل كيم سون هون لدي دور مُحقق في درامتي القادمة لذا أتيت للتدريب"

تصافحا ليومئ جونغداي بإبتسامة ثم جلس علي مقعده قائلاً

" نعم، تشرفت بلقائك لكن في الواقع لا يُمكنني السماح لك بدخول غُرفة التحقيقات فهذا ضد القانون بسبب خصوصية القضايا كما تعرف "

" لم يُخبرني أحداً بهذا الشأن "

سون هون حك مؤخرة رأسه بإحراج فهمهم إليه جونغداي بتفهم

" سوف أحدد موعداً معك لتأتي به إلي هنا فمن الأفضل أن تفهم ما أقوله و تقوم بتنفيذه فبعد كل شيئ إذا رأيتني بداخل غرفة التحقيقات قد تبدأ بالتصرف مثلي بصورة لا إرادية ولا أظنه سيكون مُمتعاً للمُشاهد "

____________

"إذا لم ترغبي بتناول العشاء فعلي الأقل اشربي الحليب "

سيهون نبس بجدية و هو يُناول كوب الحليب إلي سوشيل لتلتقطه منه بهدوء ثم ارتشفت القليل منه بملامح مُجعدة تحت نظرات سيهون الهادئة التي تُراقبها

كانت تُمدد قدميها علي السرير بينما جذعها يتكئ علي مسنده خلفها كونها استيقظت منذ دقائق بينما سيهون يجلس علي طرف السرير مُجاوراً لها و يُقابلها بوجهه

رفع يده يمسح علي شعرها بلطف يُبعده عن عينيها فرفعت نظراتها نحوه لتبرز شفتها بعبوس هامسة بصوتٍ مُختنق

"هل أنا مجنونة؟"

كف سيهون توقف عن الحركة فوق شعرها لينظر إليها بإستغراب

"من قال هذا؟"

"ذاك الرجل... هو قال أنني..."

شهقت باكية ليضع كوب الحليب جانباً ثم اقترب منها و احتضنها هامساً

"لا أنتِ لستِ مجنونة بل هو كذلك لأنه قال عنكِ هذا"

"لكن هو.. هو قال أنني مجنونة لأنني بعقل طفلة و... و جسد امرأة"

ابتعدت عنه و هي تتحدث من بين شهقاتها ليهز سيهون رأسه إلي الجانبين ليتحدث بينما يحاول توضيح ذلك بالتمثيل بوجهه و يديه

" هذا لا يعني أنكِ مجنونة... مجنونة هذا يعني أنك تؤذين الآخرين دون مُبرر و أحياناً تُبعثرين شعرك و تصرخين و... "

توقف عن الحديث عندما قهقهت سوشيل بطفولية و هي تضع كفيها أمام شفتيها ليتنهد بإبتسامة ثم احتضن وجنتيها و مسح دموعها بـ رقة

" لذا هل تبدين كشخص مجنون؟ "

هزت رأسها تنفي ذلك بعنف ليومئ بخفة ثم أمسك بكوب الحليب مُجدداً يدفعه نحوها

" هيا تناوليه، و لنخرج فبرنامجك المُفضل علي وشك أن يبدأ"

شهقت بأعين مُتسعة لتشرب الكوب بأكمله دفعة واحدة ثم ألقته نحوه ليلتقطه بصدمة بينما هي ركضت إلي الخارج و تربعت أمام التلفاز تنتظر برنامجها

سيهون خرج خلفها لينظر نحوها يري ما تفعله قبل أن يتجه إلي المطبخ لغسل الكوب و انضم إلي سوشيل بعدها

" لدي فيلم عن تلك السمكة المفقودة علي حاسوبي، هل ترغبين بمشاهدته بعد هذا البرنامج؟"

سألها مُحاولاً تلطيف الأجواء فالتفتت تنظر إليه ثم أومأت بحماس

لكن حين بدأ البرنامج انطفأ الحماس من عينيها و بدأتا تلمعان بحزن فابتلع سيهون ريقه و هو يُحرك عينيه نحو رأسها قبل أن يهمس بخفوت

" سوشيل "

همهمت ثم التفتت إليه بعبوس فـ ربت علي فخذه بتردد لتعقد حاجبيها بعدم فهم

تنهد ليُمسك بذراعها ثم جعلها تميل نحوه واضعة رأسها فوق فخذه فشهقت بتفاجؤ ثم ضحكت بطفولية ما جعله يبتسم و يتنهد براحة

أنامله أخذت تُداعب شعرها و هو ينظر إليها من الأعلي يتأكد من أن طريقته هذه تنجح حتي رآها تبتسم مع البرنامج و للمرة الأولي هي لم تبكي بينما تُشاهده

سيهون رمق هاتفه بنظرة جانبيه حين وصلته رسالة ليلتقطه و ابتسم حين رأي رسالة من ميونغ داي

(هل رتبت خزانتك؟)

قلب عينيه يتخيل سخرية صديقه ثم أومأ و كأن الآخر يراه ليخفض عينيه نحو سوشيل مُتمتماً بصوتٍ غير مسموع

"لقد رتبتها"

( عُد إلي العمل بداية الأسبوع القادم و كن بخير أيها الأحمق)

ميونغ داي أرسل رسالة أخري فضحك سيهون بخفة ثم سحب يده بعيداً عن رأس سوشيل ليُجيب صديقه

( شكراً لمُساعدتك)

ميونغ داي ابتسم ليهز رأسه

(شكراً علي ماذا؟ فقط تذكرني كشخص جيد حين أرحل سيكون هذا أفضل، ألا تظن ذلك؟)

ابتسامة سيهون تلاشت تدريجياً و هو يُمرر إبهامه فوق تلك الرسالة بشرود

هو فهم ما يقصده ميونغ داي بقوله' حين يرحل' لكن هل سيكون هو الأول أم سيهون؟ أو ربما يتمكنا من الإمساك بذاك القاتل

جفل حين نكزت سوشيل وجنته بسبابتها ليلتفت إليها ثم نظر إلي يده التي تُمسك بالهاتف

"أووه آسف لم ألحظ"

قصد بذلك كونه توقف عن مُداعبة شعرها فرفعت حاجبيها بينما تُشير بسبابتها إلي التلفاز

"البرنامج انتهي"

"أوه..."

هتف بتفاجؤ ثم قهقه

"انتظريني حتي أُحضر حاسوبي"

أومأت إليه لتعتدل بجلستها مُنتظرة عودته و هو لم يتأخر

جلس بجانبها مُجدداً ليُحرك الطاولة التي أمامه يجعلها قريبة من الأريكة ثم مدد قدميه عليها ليضع الحاسوب فوق فخذيه

"اقتربي هنا حتي تستطيعي الرؤية جيداً"

ربت علي جانبه كي تقترب أكثر فتبادلت النظرات معه للحظات قبل أن تقترب لتلتصق بذراعه لكن وضعيتها لم تكن مُريحة فأمسكت بذراعه ترفعها إلي أعلي لتجعلها تُحيط بكتفيها و اقتربت منه لتجعل رأسها تستقر فوق صدره

"هذا أفضل"

همست بطفولية و هي ترفع عينيها نحوه فارتفعت زوايا شفتيه بإبتسامة بسيطة و أومأ إليها بأعين مُبتسمة قبل أن يبدأ بتشغيل الفيلم

____________

"توقف عن التدخين ستنفجر رئتيك علي هذا المُعدل"

روز هسهست بحدة و هي تسحب السيجارة من بين شفتي ميونغ داي لينظر إليها ببرود ثم أخرج أخري و اتكأ بظهره ضد هيكل السيارة يعود للتدخين مُجدداً بلا مُبالاة

"ميونغ داي توقف عن..."

"حبيبتي"

ابتلعت كلماتها حين ظهر صوت جونغداي من خلفها لتلتفت إليه بإبتسامة مُصطنعة فاقترب منها حتي أحاط كتفيها و ترك قبلة صغيرة علي وجنتها

"لم تقفين هنا؟ الجو بارد"

"أردت إعطائه نصيحة كي يتوقف عن التدخين لكنه لا يُنصت إلي أحد"

نبست بإنزعاج واضح لينظر جونغداي نحو أخيه الذي ينظر أمامه و كأنهما غير متواجدين فتنهد ليُمسك بكتفيها و هو يدفعها نحو المنزل بلطف

"اسبقيني إلي الداخل و أنا سأتحدث معه"

همهمت إليه لترمق ميونغ داي بنظرة أخيرة قبل دخولها

" إنها مُحقة "

جونغداي التفت إليه ليقلب ميونغ داي عينيه بعدم اهتمام فسحب الآخر السيجارة و ألقاها أرضاً ليضغط عليها بقدمه

" منذ البداية و أنا أكره كونك تُدخن لكنني تغاضيت عن الأمر، لكن مؤخراً أصبحت لا تفعل شيئاً سوي التدخين و هذا يقتلك ببطئ"

"ببطئ أو بسرعة.. بالنهاية سوف أموت"

رفع كتفيه نهاية حديثه ليُخرج العُلبة كي يحصل علي سيجارة فلكمه جونغداي بقوة أدارت وجهه ثم سحبه من ياقته و هسهس بحده

" هذا الأسلوب المُستفز لا ينفع معي ميونغ داي، إذا كنت أتجاهل جميع تصرفاتك فليس لأنني خائف منك بل لأنني أحترمك لكن إذا كنت ستتصرف بهذه الطريقة فأنت لا تستحق إحترامي"

تبادلا النظرات الحادة من طرف جونغداي و الباردة من ميونغ داي حتي ابتسم بجانبية

"من الجيد أنك تعرف كيف تغضب "

مسح علي وجنته حيث لكمه الآخر فزفر جونغداي بعدم تصديق و سحب علبة السجائر يضعها بجيبه بعشوائية

" كُلما أحضرت أخري سآخذها منك حتي تشعر بالملل و تتوقف عن هذه العادة السيئة "

لم يتلقي من أخيه سوي التجاهل فأمسك بيده يجرّه معه نحو الداخل حتي توقفا أمام جيون التي كانت تتجول بأرجاء المنزل و هي تتحدث مع نفسها

"هل لديكِ لقاءً هاماً ؟"

جونغداي سألها و لم يلحظ حدة نبرته فرمقته بإستغراب هو و ميونغ داي

كلاهما كان يرتدي البذلات الرسمية لأجل العمل و كونها لم تري أي منهما حين غادرا صباحاً فهي لم تعرف من منهما جونغداي و من ميونغ داي

" كيف حالك جيون؟"

ميونغ داي هتف بمرح ليترك جانب أخيه و اقترب ليحتضن كتفي الأخري فانكمشت علي نفسها بتوتر و هي تتبادل النظرات بينهما ليعقد جونغداي حاجبيه من تصرف أخيه

"ماذا تفعل أنت؟ ابتعد عنها"

جونغداي ضرب كتفه بإنزعاج كونه مُدرك أن جيون تكره اقتراب الآخر منها بينما هي فقط ظلت تنظر إليهما بإستغراب حتي سحبها جونغداي من ذراعها كي تبتعد عن أخيه

"ميونغ داي توقف عن هذا"

ميونغ داي هتف بصوتٍ صاخب لتبتعد جيون عن جونغداي بتردد فسحبها ميونغ داي مُجدداً و أحاط كتفها بذراعه ليبتسم بجانبية فصرخ جونغداي بعدم تصديق

"ماذا ميونغ داي؟ أنا هو جونغداي"

"و ماذا عن عُلبة السجائر بجيبك؟"

ميونغ داي رفع حاجبيه بإستفزاز نحو أخيه الذي اتسعت عينيه لينظر نحو جيون التي أخفضت عينيها تنظر إلي جيوبه حتي لمحت علبة السجائر لتصفعه بغضب

"توقف عن الإدّعاء أيها الحقير"

دفعت ميونغ داي هو الآخر بعيداً عنها لتركض إلي الأعلي حيث غُرفتها فرمقها جونغداي بعدم تصديق و هو يحتضن وجنته ثم التفت إلي أخيه الذي راقص حاجبيه بخبث

"أنت حقير بالفعل"

"شكراً لك، و الآن أعد إلي سجائري"

مد يده نحو جونغداي ليصفعها بخفة ثم هز رأسه إلي الجانبين

"أنت تحلم"

دفع صدره كي يبتعد عنه ثم صعد السلالم بخطوات واسعة مُتجهاً إلي غُرفته كي يُبدّل ثيابه

"ميون لم ينم بعد؟"

سأل بإستغراب حين رأي روز تجلس علي السرير و الصغير بين ذراعيها تُداعبه

" كان نائماً لكنه استيقظ للتو بسبب صوتي، أخيك المُزعج جعلني أصرخ لشدة غيظي و نسيت أن ميون نائم"

عبست بإنزعاج ليضحك جونغداي بخفة ثم أغلق خزانة ثيابه قائلاً بينما يفك أزرار قميصه

" ظننتكِ تكرهين أخي لكن بالنهاية أنتِ قلقة عليه، هذا جيد "

"من قال أنني أكرهه؟ هو فقط يُزعجني بتصرفاته الباردة "

همهم بتفهم ليقترب منها ثم قبّل جبينها قائلاً

" و ذاك البارد تسبب بسوء فهم بيني و بين جيون لذا سأذهب للتحدث معها"

أومأت إليه بإبتسامة ليخرج ذاهباً إلي غُرفة جيون و طرق الباب فردت من الداخل بصوتٍ مسموع

" من؟ "

ابتسم ليفتح الباب قليلاً ثم أمال بوجهه ينظر إليها بإبتسامة حيث كانت تجلس علي سريرها

"إنه أنا "

اتسعت ابتسامته أكثر ليفتح الباب كي يدخل ثم أغلقه خلفه فتركت هي مكانها و وقفت عاقدة حاجبيها بينما تنظر إلي ثيابه المنزلية حتي تذكرت أن جونغداي ارتداها من قبل فتنهدت براحة

"جونغداي"

"من الجيد أنكِ تتعرفين عليّ من ثيابي المنزلية فعلي الأقل لن أتعرض للصفع مُجدداً"

قهقه مُمازحاً إياها لتعقد حاجبيها بعدم فهم

"علبة السجائر أخذتها من ميونغ داي لأنني كنت مُنزعجاً من تدخينه المتواصل لكنه بالنهاية استغل الأمر ضدي و بالطبع لم أعرف كيف أُذكّرك بأمر محاولتك كسر إصبعي.. لأن أخي كان متواجداً و هذا سر بيننا "

تنهد بين كلماته و هو يرفع إصبعه أمامها لتتسع عينيها و دون وعي منها اقتربت بقلق تحتضن وجنته التي صفعتها غير مُدركة لإقترابها المُبالغ منه فكل ما فكرت به هو أنها أفرغت كامل غضبها بتلك الصفعة القوية لذا لا بد أنها كانت مؤلمة

" آسفة، هل كانت قوية؟ هي تؤلمك؟ "

" تمتلكين يداً قوية "

همس بخفوت و هو ينظر إليها بإبتسامة لتُحرك عينيها نحو خاصتيه بعدما كانت تصب كامل اهتمامها علي وجنته

أنفاسهما اختلطت لقُربهما الشديد و عينيهما وقعت بتواصل بصري دام لثوانٍ طويلة حتي تحمحم جونغداي يتدارك الموقف و تراجع بظهره لتبتلع جيون ريقها و هي تمسح علي شعرها بخجل بينما تُحرك عينيها بالأرجاء

"فقط أتيت لأُخبرك أنه كان أنا، الشخص الذي تعرض للصفع لم يكن سواي"

"آسفة لذلك"

همست بخجل فضحك بخفة ثم أشار إليها بكفه

"لا، لا...أعني أنتِ لم تعرفي أنه أنا لكن أتعرفين ما أفضل حل؟"

رفعت عينيها إليه بتردد ليرفع إصبعه الذي كادت تكسره مُسبقاً

"حين يحدث هذا مُجدداً سوف أُشير إليك بهذا الإصبع دون أن يلحظ الآخرين، لتكون كلمة السر الخاصة بنا"

راقص إصبعه أمامها بمزاح فضحكت بخفة ثم أومأت إليه موافقة ذلك

___________

صوت شخيرها الخافت تسرب إلي أذني سيهون ليخفض عينيه ينظر نحوها فوجدها نائمة

أغلق الحاسوب ليضعه علي الأريكة بحذر ثم أسند رأسها بكفه كي تبتعد عن صدره لكنها عادت تضع رأسها علي صدره بينما تحتضن خصره فتنهد

تحرك قليلاً ليضع ذراعه الأخري أسفل فخذيها بينما ذراعه التي تُحيط كتفيها أخفضها قليلاً كي يُحيط بها خصرها ليذهب بها إلي الغُرفة و وضعها علي السرير ثم سحب الغطاء فوقها

وقف بمكانه ينظر إليها بهدوء حتي توقفت عن الحركة فوق السرير تتخذ لنفسها وضعية مُريحة أكثر ثم ابتسم لينحني نحوها

"تبدو ناضجة أكثر و هي نائمة و كذلك... "

همس بخفوت و هو يُمرر سبابته فوق أنفها ليبتسم بخفة بينما يُحرك إصبعه نحو خُصلات شعرها القريبة من وجهها ليمسح عليها بلطف

" و كذلك فاتنة"

نقر أنفها بحركة خفيفه قبل أن يستقيم بجذعه ثم أغلق الأضواء لينضم إلي سوشيل فوق السرير

اقترب منها بجسده حين عادت تتحرك مُجدداً ليلتصق بها ثم أحاط خصرها بذراعه بتردد حتي توقفت عن الحركة حين دفنت رأسها بعُنقه نائمة براحة

____________

جيون ارتدت ثيابها علي عجل بينما تُعيد قراءة تلك الأسئلة التي حضّرتها مع نفسها بالليلة السابقة، و بعد أن انتهت من جمع أغراضها سحبت حقيبة يدها و الحقيبة الأخري المتواجد بها حاسوبها و الأوراق الهامة لتفتح باب الغُرفة فقابلها ميونغ داي الذي ابتسم بجانبية حالما رآها ثم أكمل طريقه كي ينزل السلالم

زفرت بحنق و صفعت الباب خلفها بقوة جعلته يضحك بخفة دون أن يلتفت إليها فتخطته لتدفع كتفه بخاصتها و هي تمر من جانبه

"أكرهك"

هسهست بغضب مُتذكرة أنه السبب في صفعها جونغداي و هو لم يُبالي لما قالته

"صباح الخير"

جونغداي هتف بحماسه المُعتاد بينما يضع أطباق الطعام فوق الطاولة لتُهمهم جيون بإحراج و اقتربت لتشرب كوب الحليب دُفعة واحدة قائلة

"سأتأخر اليوم فـ لدي لقاء هام بعد انتهاء عملي"

" يُمكنني إعادتكِ إلي المنزل فـ مقر عملك بطريقي"

ميونغ داي نبس ببرود و لم ينظر إلي أي منهم بينما يضع اهتمامه بالطعام أمامه فتجاهلته جيون لتنظر إلي جونغداي

" لدي لقاء بقسم الشُرطة الذي تعمل به لذا رُبما بإمكاني العودة معك إن لم تكن تُمانع "

جونغداي تبادل النظرات بينها و بين ميونغ داي الذي توقف عن تناول الطعام بصورة ملحوظة ثم أومأ بإبتسامة متوترة

"لا بأس.. أنا أيضاً سأتأخر بعملي لذا يُمكنني انتظارك"

"كلانا بنفس المبني فلماذا تُريدين العودة معه بدلاً مني؟ "

ميونغ داي سأل بجدية و التفت ينظر إلي جيون التي تجاهلته مُجدداً و تحركت كي تُغادر فضرب بيده بقوة علي طاولة الطعام جاعلاً من أجسادهم جميعاً تنتفض في حين استدارت هي إليه بحاجبين معقودين حين صرخ بها آمراً

" لا تتجاهليني جيون "

" من تظن نفسك حتي تأمرني و تصرخ بوجهي؟"

صاحت به بإنفعال فاقترب ليُمسك بذراعها بقوة ليترك جونغداي ما بيده و اقترب منهما محاولاً تهدئة الأوضاع بينما روز ضمت قبضتها بغضب و هي ترمق ميونغ داي بحدة

" أخي، إهدأ و دعـ..."

"لا تتدخل أنت "

قاطعه دون أن يخفض عينيه الغاضبتين عن جيون فدفعت صدره بغضب هي الأخري كي يتركها ثم تراجعت بظهرها

"بل أنت من لا يجب أن تتدخل، إذا كنت تظنني ضعيفة، سأقبل صراخك بوجهي و أرتمي تحت أقدامك كما تفعل النساء الرخيصات بحياتك فأنت مُخطئ "

روز حركت عينيها بصدمة نحو توأمها التي بصقت حديثها بنبرة مُستهزئة بوجه ذاك الغاضب ليُزمجر ميونغ داي بحدة

"جيون"

"جونغداي، سأُغادر قبل أن اتأخر "

ابتسمت نحو المقصود لتخرج من المنزل ببرود فتقدم ميونغ داي يلحق بها لولا توأمه الذي وقف بطريقه يمنعه عن ذلك

" يكفي إلي هذا الحد"

جونغداي همس بجدية ليعقد الآخر حاجبيه قبل أن يعود إلي مكانه فوقفت روز من مكانها و صعدت إلي الأعلي دون أن تنبس بحرف ليتنهد جونغداي بضيق

____________

"هذا ليس لوجبة الإفطار"

سيهون أردف بجدية و هو يسحب علبة رقائق البطاطا من يدي سوشيل لتنظر إليها بعبوس و أعين لامعة فدفع نحوها كوب الحليب ليُشير إليه بعينيه كي تشربه

"أنت..."

صاحت به ببكاء لتضم شفتيها سريعاً حين زمجر بحدة فتنهدت و وقفت من مكانها ثم تحركت من هناك مُتجهة نحو الحائط فلحق بها سريعاً و سحبها من ياقتها يُعيدها إلي مقعدها

" الحليب و البيض أو لن يكون هناك برنامج مُفضل أو رقائق البطاطا"

نبس بجدية ليترك ياقتها حين استقرت فوق الكُرسي لتنظر إليه بأعين الجراء لكن ذلك لم يكن له أي تأثير علي سيهون الذي جلس علي الكُرسي المجاور لها و بدأ يطرق بسبابته فوق الطاولة مُنتظراً أن تتناول إفطارها

" هل يُمكننا تغيير وجبة الإفطار؟ مثلاً بدلاً من الحليب يُمكننا وضع القليل.. فقط القليل من الشكولاته ثم البيض نستبدله برقائق الذرة المقرمشة إنها صحية صدقني"

"هل أنتِ طبيبة؟"

هزت رأسها بالنفي ليقترب منها برأسه هامساً

"إذاً لا تتحدثي بما لا تعرفينه و تناولي طعامك "

أشار بعينيه نهاية حديثه نحو الطعام ثم أعاد نظراته إليها لتتنهد عاقدة حاجبيها بطفولية

" لست بحاجة لأن أكون طبيبة كي أعرف أن الحليب صحي و إذا أضفنا له بعض الشكولاته فهو مازال حليب لذا سأحصل علي ما به من فوائد، أليس كذلك؟ "

ختمت حديثها بحماس فخورة بذكائها فتنهد سيهون ليعود برأسه إلي الخلف مُتكتفاً

"إذا كنتِ تعرفين أن الحليب صحي فتناوليه دون جدال هيا "

" لا أنا لا أعرف و أنت لست طبيباً لذا لا تعرف، هيا ضعه جانباً حتي نسأل الطبيب "

هزت رأسها بإقتناع ليزفر بحنق ثم أمسك بوجنتيها بقوة و ضغط عليهما مُفرقاً بين شفتيها قبل أن يرفع كوب الحليب نحو فمها ليجعلها تشربه قِسراً تحت صراخها المكتوم و محاولاتها الفاشلة في دفعه

حين انتهت من تناول الكوب بأكمله كانت قد لوّثت ثيابها، فمها و حتي الطاولة أمامها فابتسم سيهون بخفة قائلاً بينما يمسح بأنامله حول شفتيها مُتجاهلاً عبوسها و نظراتها الغاضبة نحوه

" أكملي طعامك، اغتسلي و بدلي ثيابك ثم الحقي بي إلي غُرفة المعيشه"

فتح عُلبة الرقائق ليلتقط واحدة يتناولها بتلذذ أمام عينيها فبرزت شفتيها بعبوس ليضحك بخفة بينما يتجه إلي غُرفة المعيشه

ملامحه الباسمة تحولت إلي أخري جادة ليجلس علي الأريكة و وضع حاسوبه فوق فخذيه بعدما ترك تلك العُلبة بجانبه

أخرج هاتفه ليُدون الرقم الموجود علي الشاشة أمامه ثم اتصل به و انتظر حتي يأتيه الرد

"مرحباً هيونسوك معك أوه سيهون... نعم ،سأُعطيك عنوان مطعم متواجد ضمن حدود منطقتك، أريد منك أن تحصل لي علي جميع لقطات الكاميرا المتواجدة بذاك المطعم بتاريخ البارحة... جميعها"

أكد نهاية حديثه لينتفض حين رأي رأس سوشيل يميل نحو الهاتف تتنصت علي المُكالمة فأغلق الهاتف ليُعيده إلي جيبه ثم رفع حاجبيه نحوها

" ماذا تفعلين؟ "

مدت كفها نحوه لينظر إليه بعدم فهم ثم رفع عينيه نحوها فهمست بجدية طفولية

" رقائقي "

أمال برأسه دون أن يُبعد عينيه عنها ليُحركهما بحذر كي ينظر حيث طاولة المطبخ ثم أعاد نظراته إليها

"لماذا لم تُبدلي ثيابك؟"

" لا أريد ذلك، هيا أعطني رقائقي "

سحب نفساً عميقاً و اعتدل بجلسته ليلتفت بجذعه إليها مُستنداً بمرفقيه علي مسند الأريكة ثم تسائل

"ألا تظنين أن أسلوبك أصبح وقحاً معي بعض الشيئ؟"

"أنت قُلت أنني حبيبتك لذا ألا يعني هذا أنني أتصرف بطريقة طبيعية؟ "

سيهون رمش بضعة مرات حين شعر بنبرتها و كأنها تخرج من شخص ناضج ثم أمال برأسه عاقداً حاجبيه

" أنتِ غريبة بارك سوشيل"

أمالت برأسها نحوه بإبتسامة لينظر نحو شفتيها الباسمتين و ابتلع ريقه بصعوبة

" و كيف ذلك؟ "

همست بخفوت ليرمش مُجدداً وهو في محاولات فاشلة بدفع عينيه بعيداً عن شفتيها حتي شعر بها تسحب عُلبة الرقائق من جانبه فأمسك بيدها سريعاً

"ماذا تفعلين صغيرتي؟ "

رفع حاجبيه ساخراً لتضحك ببلاهة ثم سحبت علبة الرقائق بحركة سريعة و ركضت مُبتعدة عنه

" لقد أصبحت معي"

أخرجت لسانها له بغيظ و هي تتراقص بمكانها ثم بدأت بتناولها أمام عينيه تحاول إزعاجه

لكن سيهون كان لايزال تحت تأثير تلك النبرة

كانت و كأنها شخص آخر

ناضجة، نبرتها أكثر هدوءاً و عُمقاً و هذا يجعلها بنظره... فاتنة

تنهد حين عضت علي لسانها دون قصد بسبب تحركاتها العشوائية وهي تتراقص ثم استدار يُكمل عمله بينما يهز رأسه يطرد تلك الأفكار بعيداً

ربما يكون لأنها بجسد امرأة ناضجة لكن بعد كل شيئ هي طفلة

هي سُرعان ما أعادته إلي صوابه تُذكره بحقيقتها

____________

"أثناء التحقيق أهم شيئ هو الهدوء فبعض المُجرمين يحبون إثارة غضبك و الغضب لن يجعلك تُفكر بأي شيئ بصورة جيدة، سوف تتسرع بكلماتك و حتي تصرفاتك"

جونغداي كان يتحدث بإبتسامة بينما يحاول شرح الأمر للمدعو سون هون و الآخر يومئ معه بتفهم حتي رن هاتفه ليُشير إلي جونغداي قبل أن يُجيب

" مرحباً.. هل وصلتي؟.. حسناً أنا قادم "

أغلق الهاتف لينظر إلي جونغداي بإبتسامة مُحرجة

" الصحفية التي أرسلتها الشركة لتغطية أخبار تدريبي قد وصلت، أتمني أن لا تُمانع أن تنضم إلينا"

جونغداي همهم بتفهم و ابتسم بخفة حين أدرك هويتها ثم أشار إليه بالذهاب

سون هون خرج من المكتب بسرعة بينما جونغداي تنهد بصوتٍ عالٍ و هو يدور حول نفسه بكُرسيه الخاص إلي أن طُرق باب المكتب ليدخل سون هون و خلفه تلك الصحفية و التي لم تكن سوي جيون

" جونغداي!"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ حين رؤيته فابتسم يلوّح إليها بينما سون هون تبادل النظرات بينهما

"تعرفان بعضكما؟"

"نحن عائلة"

جونغداي أخبره يسبق بذلك جيون فابتسمت هي تومئ موافقة إياه لتجلس علي الأريكة و بدأت تُخرج أغراضها

"إذاً.. هل نُكمل ؟"

جونغداي تسائل وهو يُشير إلي سون هون فجلس الآخر بمكانه مُجدداً بينما جيون بدأت بإلتقاط الصور إلي سون هون و من وقت إلي آخر تطرح عليه الأسئلة التي حضّرتها كي تدون الإجابات

بين الحين و الآخر جونغداي كان يخطف نظرة نحوها و يبتسم خفاءً علي تركيزها بما تفعله

كان غافلاً تماماً عن الصور التي تم التقاطها له حين انشغاله بالحديث مع سون هون

لو شخصاً رأي جميع الصور التي التقطتها سيظن أن هذا اللقاء لأجل المُحقق و ليس المُمثل

" أنت بحاجة إلي قراءة هذا الكتاب أيضاً"

أخرج كتاباً من دُرج مكتبه و ناوله لـ سون هون ثم ضحك قائلاً

"هذا جُهدي الخاص لذا لا تقم ببيعه هااا"

جيون ضحكت بخفة لتلتقط صورة أخري إلي جونغداي حين ضحك بصخب بينما يتبادل الحديث مع سون هون و الذي لم يخلو من المُزاح بينهما حتي انتهي لقائهما

" لنلتقي يوم الإثنين إذاً"

سون هون صافحه ثم غادر فبدأت جيون بجمع أغراضها تحت نظرات جونغداي التي تُراقبها بهدوء

"هل تناولتي عشائك؟"

توقفت عن ما تفعله لتنظر إليه بضعة لحظات قبل أن تهز رأسها بالنفي فترك مقعده و اقترب منها لينحني إلي مستواها بينما يمد كفه نحوها هامساً بإبتسامة

"هل تقبلين دعوتي علي العشاء آنسة جيون؟"

رفعت عينيها نحو خاصتيه بهمهمة خافتة ليرفع حاجبيه

" جيون... العشاء"

همس بقهقهة مكتومة حين مرت لحظات دون أن تُجيبه مُكتفية بإشباع عينيها بالنظر إلي خاصتيه فرمشت عدة مرات ثم تحمحمت لتعود إلي جمع أغراضها قائلة بخجل

" أتعرف مطعماً جيداً قريباً من هنا يبيع أقدام الدجاج الحارة؟ "

استقامت من مكانها بينما ترتدي حقائبها ليعتدل بوقفته و هو يُحرك عينيه بتفكير قبل أن يحك مؤخرة رأسه

" و هل أقدام الدجاج الحارة ستُشبع جوعك؟"

هزت رأسها بالنفي لتبتسم بجانبية

"لا، لذا لنتناولها حتي تمتلئ معدتنا "

ربتت علي كتفه و هي تتجاوزه ليرمش جونغداي عدة مرات قبل أن يلتفت ليلحق بها بضحكة خافته

"أخبريني الحقيقة جيون..."

أمال برأسه أمامها ينظر إليها بينما يحاول موازنة خطواته مع خاصتها فرمقته بجانبية

"هل تمتلكين ميولاً رومانسية نحو الدجاج؟ "

ضحك بصخب لترتخي ملامحها إلي أن ظهرت ابتسامة خفيفه علي شفتيها

" هل سأتناوله إذا كنت أمتلك ميولاً رومانسية نحوه؟ "

" ربما تفعلين ذلك لأنكِ تُريدين أن يكون ملكاً لكِ فقط"

رفع كتفيه بينما يتحدث بإقتناع مُصطنع لتضحك جيون

" جونغداي، هذا سخيف "

تقدمته كي تصعد إلي سيارته فضغط علي زر الفتح كي تُفتح السيارة مُجيباً إياها

" سخيف لكنه جعلكِ تضحكين "

" نعم، نعم"

أومأت بإبتسامة ساخرة تدّعي اللامُبالاة ثم صعدت إلي السيارة ليصعد إلي جانبها بينما يضحك بصخب تحت نظرات ميونغ داي الذي كان يجلس بسيارته

نفث دُخان سيجارته بحدة ثم ألقي بها من النافذة بجانبه قبل أن يتحرك نحو المنزل بأعين قادرة علي حرق أي شيئ تلمحه لشدة غضبه

"تفضلي آنستي"

جونغداي بلباقة سحب الكُرسي من أجل جيون كي تجلس ثم التف حول الطاولة ليجلس مُقابلاً لها قبل أن يُشير بيده إلي النادل

طلبا ما يُريدانه ليُغادر النادل ثم اقترب جونغداي يستند بمرفقيه فوق الطاولة و أمال برأسه مُتسائلاً

"هل يُمكننا التحدث حتي يصل الطعام؟ "

نظرت إليه قليلاً قبل أن تتنهد مومئة إليه

"تعرفين ما أرغب بالحديث عنه"

"هذا واضح بالفعل"

رفعت كتفيها لتتكتف ثم عادت بظهرها إلي الخلف

" ما سبب كراهيتك المُبالغة تجاه ميونغ داي؟ أعني.. ربما هو بارد و سيئ الطباع قليلاً لكنه شخص جيد صدقيني، من الواضح أن ميونغ داي مُعجب بكِ لذا يُحب إزعاجك لكن... "

" جونغداي... "

قاطعته بهدوء ليبتلع ريقه

" ميونغ داي ليس مُعجباً بي بل هو يُحبني و أنا أعرف هذا جيداً "

" إذاً لماذا تتصرفين معه بهذه الطريقة؟هل تظنين أن هناك امرأة أخري بحياته؟ لقد قُلتِ شيئاً من هذا القبيل لذا أظن أنكِ تفهمين الأمور بطريقة خاطئة.. ميونغ داي ليس سيئاً أبداً لذا لم لا تحاولي منحه فرصة؟ "

رفع حاجبيه بعدم فهم لتعض علي شفتها السُفلي بينما تُخفض نظراتها عنه للحظات قبل أن تُعيد رفع عينيها نحوه

" لأنني أكرهه... ميونغ داي سيئ بنظري حتي و إن لم يكن كذلك بنظرك، اقترابه مني يجعلني أكرهه أكثر، أخيك يظن أنه حين يأمرني بأن أكون له فسأنحني إليه و أقول أمرك سيدي...أنا لست هكذا جونغداي...أنا أستحق الإحترام و شخصاً مثل ميونغ داي لن يُقدمه لي...لو كنت أنت لم أكن سأُفكر للحظة و كنت سأوافق... أتعرف لماذا؟ "

ابتلعت غُصتها لتضم شفتيها بعبوس بينما جونغداي كان ينظر لها بهدوء واضح عكس ما يشعر به من تخبطات داخل عقله

" لأنك لم تشترك مع ميونغ داي سوي بالملامح... أنت تعرف كيف تُحب بصدق، كيف تحترم من معك و كيف تُقدّره.. أنت بيننا أشبه بملاك يُحاصره الشياطين و أنا شيطان طامع بالأفضل جونغداي"

عقد حاجبيه بإستغراب من نبرتها التي ارتجفت فترك مقعده و اقترب يجلس علي الكُرسي المُجاور لها ثم أمال نحوها بينما يسحب كفها نحوه ليحتضنه بلطف

" أنتِ لستِ شيطاناً جيون...أنتِ فتاة جيدة، و أنا لست بملاك بل شخص عادي..."

عينيه اتسعتا بخفة حين بدأت الدموع بالإنزلاق علي وجنتيها ليرفع يديه سريعاً يحتضن وجنتيها

"جيون"

همس بعدم تصديق...تلك كانت المرة الأولي التي يري جيون تبكي بها بضعف منذ تعرف عليها

هي لطالما كانت قوية و صارمة كما أنها لا تبدو كشخص قد يبكي بسهولة لذا هو شعر بالسوء كونه تسبب ببكائها

"أنا آسف... لن أتحدث معكِ بهذا الأمر مُجدداً،و أعدكِ أنني سأمنع ميونغ داي من الإقتراب منكِ إذا كان هذا ما تُريدينه لذا اهدئي"

مسد وجنتيها بإبهاميه بلطف و هو ينحني برأسه نحوها كي يري وجهها جيداً

"حبيبك وصل"

قهقه مُمازحاً حين اقترب النادل كي يضع الأطباق أمامهما فضحكت من بين بكائها ليبتسم و هو يمسح دموعها جيداً

" لا تتناوليه بدوني... سأغسل يداي ثم أعود سريعاً "

همهمت إليه ليتركها مُتجهاً نحو الحمام كي يغسل يديه بينما هي تنهدت بعبوس و هي تُراقبه

_____________

ميونغ داي أوقف سيارته أمام المنزل ليصفع الباب خلفة بقوة كما فعل بباب المنزل

سيجارته التي يحرقها دخل بها إلي المنزل بعدم اهتمام من وجود طفل بالداخل قد يضره ذلك

هو كان أعمي بسبب غضبه و لم يرغب بأن يقف أي شخص بوجهه بهذه اللحظة لكن روز التي سمعت صوت الباب خرجت من غُرفتها لتقف أمامه مانعة إياه من دخول غُرفته

" التدخين؟ مُجدداً؟"

تنهدت بإنزعاج لتسحب السيجارة من بين شفتيه فأمسك بمعصمها بقوة يمنعها عن إطفائها ثم رفع يده الأخري ليسحب السيجارة من بين أناملها يضعها بين شفتيه

"هل جُننت؟ الطبيب منعك من التدخين، هل تريد قتل نفسك أيها الأحمق؟"

صرخت به بإنفعال لينفث الدخان بوجهها ثم قهقه حين سعلت بإختناق

" أنا لست زوجك روز لذا بدلاً من تأديبي اذهبي إلي زوجك الذي يخونك مع أختك الآن"

"أنا لا أهتم له"

هسهست بحده لتضغط بأناملها علي طرف السيجارة تُطفئها فعقد حاجبيه و هو يسحب يدها لينظر إلي أصابعها

مد يده الأخري يُمرر أنامله بشرود حيث الاحمرار الذي تركته السيجارة علي طرفي سبابتها و ابهامها لتنظر إليه بأعين لامعة و رفعت كفها الأخري لتسحب السيجارة من بين شفتيه تُلقيها بعيداً ثم احتضنت وجنته

"لا تفعل هذا بي رجاءً"

همست بصوتٍ مُختنق ليرفع عينيه نحوها

"أنا أحبك ميونغ داي، لا أريد خسارتك لذا توقف عن التدخين رجاءً"

شهقت باكية لتضم شفتيها بعبوس بينما هو ينظر إليها ببرود

شارد بشيئ آخر تماماً

يتذكر ضحكات جيون مع أخيه و نظراتها نحوه

ترك يدي روز فجأة و أمسك بوجنتيها يجذبها نحوه ليسحب شفتيها بين خاصتيه بقبلة بها من العنف الكثير بينما يستدير بجسديهما حيث باب غُرفته

دفع جسده ضد خاصتها ليُحرك كفه علي طول جسدها حتي وصل إلي خصرها فمد يده خلفها كي يفتح الباب ثم بدأ بدفعها إلي الداخل لتُحيط عُنقه بذراعيها

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top