4
Start
"ربما أغراضي وقعت من الخزانة فأنا بعثرت كل شيئ لأُخرج هذه الثياب"
سيهون أشار إلي ثيابه بهدوء مُحاولاً تبرير الموقف دون إظهار توتره فالتفت إليه ميونغ داي بإبتسامة جانبية ليضحك الآخر بخفة مُوضحاً
"أنا لا أستقبل النساء بمنزلي"
ميونغ داي ضحك ثم ربت علي كتفه
"سأُغادر أنا، و لتنل قسطاً من الراحة ثم عد لي كما كنت سيهون "
همهم و لحق به إلي الباب كي يودعه فتوقف ميونغ داي أمام باب المنزل للحظات و استدار برأسه ينظر نحو غُرفة سيهون ثم رفع عينيه نحو الآخر قائلاً بسخرية
" و رتب خزانتك كي لا تتبعثر أغراضك مُجدداً"
سيهون قلب عينيه بقهقهة بسيطة قبل أن يدفع الآخر إلي الخارج ثم لوّح إليه مُودعاً إياه
ابتسامته تلاشت حين أغلق الباب و بخطوات واسعة اتجه إلي الغُرفة كي يوبخ سوشيل علي إصدارها لهذا الصوت
لكن عينيه اتسعتا حين رؤيتها واقعة أرضاً فانحني إليها سريعاً و رفع رأسها يسندها علي صدره بينما يضرب وجنتها بلطف بيده الأخري
"سوشيل.. سوشيل ماذا حدث؟"
رمشت بعينيها بخمول فحرك عينيه علي وجهها ليمسح عليه بلطف بسبب احمراره فهمست هي بتقطع
"قُلت.. لا تتـ ـنفسي"
شهقت نهاية حديثها فعقد حاجبيه و حملها بين ذراعيه هامساً بتوبيخ
"لم أقصدها حرفياً أيتها الغبية"
"أنا جائعة"
صاحت بعبوس حين وضعها فوق السرير و استقامت بجذعها بحركة سريعه ليتنهد سيهون
"للتو كُنتِ تدعين الموت ماذا حدث فجأة؟"
"هيا أنا جائعة، هل يُمكننا تناول الطعام بالخارج؟ أبي كان يذهب بي إلي..."
تحدثت بحماس ليهز رأسه بالنفي أثناء حديثها فتجاهلته ليضع سبابته علي شفتيها مُقاطعاً كلماتها بصرامة
"لا سوشيل، لا يُمكنكِ الخروج من هذا المنزل و لا يُمكنكِ فتح الباب لأي شخص و حين يكون هناك أحد معي يجب أن تختبئي عن أنظاره ولا تُصدري صوتاً "
سحب سبابته بعيداً عن شفتيها حين عبست ليُكمل بهدوء
"حين قُلت أنكِ بخطر فأنا لم أكن أمزح، أنتِ بخطر و لا يجب أن تثقي بأي شخص مهما كانت هويته "
" أنا لست صغيرة، أعرف أنني إذا كنت في خطر فيجب أن أتصل بالشرطة و أيضاً أنا أعرف رقم الشُرطة هل أُخبرك به؟ "
تكتفت أمامه بثقة طفولية ليضرب سيهون جبينها بسبابته
"لا يجب أن تثقي بالجميع و الجميع هذه تشمل رجال الشُرطة أيضاً... قد يكونوا سيئين و أنتِ لا تعرفين ذلك "
" لكنهم رجال شُرطة كيف يكونوا سيئين؟ "
عبست عاقدة حاجبيها بإستغراب فسحب نفساً عميقاً ثم زفره ليجلس علي طرف السرير مُقابلاً لها
"أنت رجل شُرطة، هل أنت سيئ؟ "
أشارت إليه بسبابتها ليخفض عينيه حيث ذاك الإصبع الذي شعر و كأنها توجه نحوه اتهام مؤكد من خلاله و ليس مُجرد سؤال ثم رفع عينيه نحوها
" لست سيئاً لكنني أحياناً أكون كذلك دون قصد، وهذا لا يعني أن الجميع مثلي فهناك من هم جيدون دائماً و هناك من هم سيئون و يدّعون عكس ذلك و أنتِ لا يُمكنك معرفة هويتهم الحقيقية لذا لا تثقي بأي أحد"
"لكنني أثق بك"
قفزت علي ذراعيها نحوه حتي أصبح وجهيهما مُتقاربين ليرمش عدة مرات و هو ينظر إلي ابتسامتها المُتسعة ثم ابتلع ريقه قائلاً
" لنتناول إفطارنا "
وقف من مكانه سريعاً كي يسبقها فرفعت ذراعيها تقول بنبرة طفولية
" هل يُمكنك حملي إلي الخارج؟ "
استدار نحوها بأعين مُتسعة ثم حرك عينيه علي كامل جسدها قبل أن يصرخ
"لا، و الحقي بي بسرعة سوشيل"
زمت شفتيها بعبوس ليخرج بينما هي اتجهت إلي الحائط و جلست أمامه تُعطيه وجهها ثم ضمت قدميها إلي صدرها تستند بذقنها فوقهما
" أُراعي حالتك الصحية لكن يجب أن تتذكري بأنكِ علي الأقل تمتلكين جسد أنثي و أنا رجل لذا يجب أن يكون هناك بعض الخصوصية و المسـ... "
التفت خلفه بينما يُشير بيده بتحذير لكنه توقف عن الحديث حين لم يجدها تسير خلفه
"سوشيل"
عقد حاجبيه بإستغراب و عاد بخطواته إلي الغُرفة فزفر حين رآها تُعطيه ظهرها جالسة أمام الحائط كعادتها كلما انزعجت
اقترب منها بإنزعاج و انحني ليسحب ياقتها فاختل توازنها و كادت تقع بينما هو يجُرها خلفه إلي الخارج حتي وصل المطبخ ليدفعها نحو أحد الكراسي المتواجدة حول طاولة الطعام
"لا تتحركي من هنا حتي أنتهي"
حذرها بصرامة لتقلب عينيها فضرب رأسها بقبضته
"هذه وقاحة لا تفعلي هذا مرة أخري"
تنهدت لتومئ إليه برأسها ثم وقفت ليدفع كتفها مُجدداً كي تجلس و انحني إلي مستواها فتراجعت برأسها قليلاً وهي تنظر إلي وجهه القريب منها
"و إياكي أن تجلسي علي الأرض مُجدداً و تُعطيني ظهرك كما تفعلين، هل تفهمين؟"
برزت شفتها السُفلي بعبوس ليخفض عينيه نحو شفتيها يرمقهما بنظرة سريعه قبل أن يستقيم
"أنت سـ.."
رفع أحد حاجبيه بتحذير لتضم شفتيها بحركة سريعه و هزت رأسها إلي الجانبين بعنف
"آسفة"
" فتاة جيدة "
ربت علي رأسها بلطف و استدار كي يُحضّر الطعام لكلاهما بينما أعين سوشيل تُراقبه بهدوء
" ذاك الشخص الذي قابلته سابقاً يُدعي جونغداي لكن الذي أتي منذ قليل يُدعي ميونغ داي و هو شخص يجب أن تتجنبيه"
"أوه.. إنه يُشبهه لذا ظننت أنه.."
أمالت برأسها بتفاجؤ فالتفت سيهون إليها برأسه قائلاً
"انهما توأم أي وُلدا من نفس الأم بنفس اليوم و الساعة و التاريخ و أغلب التوائم يكونوا مُتشابهين إلي هذا الحد و كأنهم نُسخة واحدة.. من الجيد أنكِ لم تفتحي الباب و حين يأتي أي زائر آخر فلا تقومي بفتح الباب أو تظهري أمامه"
أومأت بعنف فاقترب يضع كأسين من الحليب و أطباق الطعام أمامهما ثم سحب كُرسياً ليجلس بجانبها
" أحضرت ثياباً لأجلك لذا توقفي عن ارتداء ثيابي"
أمسك بطرف قميصه الذي ترتديه هي بإنزعاج ثم تركه لتنظر إلي ثيابه التي تُغطيها ثم هزت رأسها
" أنا أحب هذه الملابس أكثر"
تنهد لينقر بسبابته علي الطاولة قائلاً
"و مرة أخري حين أدخل الحمام إياكي و إقتحامه لأي سببٍ كان"
أوشكت علي أن تقلب عينيها فزمجر بحدة لتتحمحم و تعتدل بجلستها
" هل يُمكننا الذهاب إلي..."
"لا"
قاطعها ببرود لتبتلع ريقها ثم سحبت كوب الحليب لتشربه دُفعة واحدة بغيظ لتُخرج لسانها بتقزز بعدما انتهت منه
____________
" ياااا كيم جونغداي"
هيرين صرخت بحماس و هي تلحق بجونغداي ثم ركضت تجاهه لتصعد فوق ظهره مما جعله يضحك بصخب
" بجدية كيف فعلت ذلك؟ الرجل اعترف حقاً أنه من قتل صديقه... لا بجدية أنت كيف خمنت الحادثة و كأنك كنت مُتواجداً؟"
"أنا ذكي فحسب، هذا هو الأمر"
رفع كتفيه بغرور لتضرب كتفه بقهقهة صاخبة كخاصته قبل أن يتوقف كلاهما
"أرغب بتقبيله"
همست بصراخ مكتوم حين لمحت جون يقف مع شخص ما علي مسافة بعيدة عنهما فضحك جونغداي قبل أن يتقدم من جون
" هااي جون ما رأيك أن نخرج معاً اليوم؟ العشاء علي حسابي "
أشار إليه بسبابته فالتفت نحوه الآخر ثم همهم ببرود ليُشير جونغداي إلي الرجل الآخر قائلاً
" و أنت أيضاً يونهو .. مهلاً أحضر حبيبتك و لنذهب كثُنائيات سيكون هذا رائعاً"
"و هل أبدو لك كشخصين؟"
جون أردف بسخرية ليهز جونغداي حاجبيه بإبتسامة خبيثة بينما يسحب هيرين مُمسكاً بكتفيها
"لا، و لكن تبدو هيرين كـ نصفك الآخر، ما رأيك؟"
توردت وجنتي هيرين بخجل لترتجف بتوتر حين مرر جون عينيه عليها بنظرة باردة ثم وضع كفيه بجيوب بنطاله قبل أن يسير مُبتعداً عنهم
"هذا مُحرج"
همست بإحراج ليرفع جونغداي كتفيه
"هو لم يرفض"
"لكنه لم يوافق"
هسهست بإنزعاج و التفتت تنظر إلي جونغداي الذي ابتسم بجانبية ليُدندن بينما يسير مُبتعداً عنها
"لكنه لم يرفض"
تنهدت هيرين لتدور حول نفسها بخجل حين خرج جون مُجدداً لكنه مر بجانبها دون أن يُعيرها اهتماماً فجعدت أنفها و رفعت قبضتها تضرب الهواء بغضب طفيف
_____________
جيون دخلت إلي غُرفتها لتتمدد بتعب بينما تضع حقيبتها فوق طاولة المكتب حتي أوقفها دخول روز
" جونغداي ينتظرك بالمطعم مع أصدقائه... سأرسل لكِ العنوان و لتذهبي إليه بسرعه فهم علي وشك الوصول"
جيون استدارت نحوها بإستغراب فتقدمت روز تضع بعض من ثيابها فوق السرير كي ترتديهم الأخري
"ينتظرني؟"
أخفضت عينيها نحو تلك الثياب لتعقد حاجبيها
"أنا لن آخذ مكانك مُجدداً روز، هذا مُستحيل "
هسهست بحنق و التفتت تخلع ثيابها فأمسكت روز ذراعها بقوة و سحبتها نحوها قائلة بإبتسامة جانبية
"ألم تكوني أنتِ من سمحتي له بأن يتقرب منكِ بصفتكِ أنا؟ إذاً تحملي ذلك "
ضاقت عُقدة حاجبي جيون لتهز رأسها بعدم تصديق
" أنتِ جاحدة، كيف تتصرفين هكذا مع شخص مثل جونغداي؟"
سحبت ذراعها بقوة من يد روز لتدفع كتفها و صرخت بها بغضب
"شخص مثله يجب أن تكوني مُمتنة له لأنه تحمل أن يكون والداً لطفل رجل آخر و أنقذك من الفضيحة أيتها العاهرة"
صُفعت بقوة لتشهق بصوتٍ مكتوم ثم أشاحت بوجهها جانباً حين انزلقت دموعها علي وجنتيها
" تتحدثين و كأنكِ لم تقومي بخيانتي، ألم تُخبري جونغداي بأنكِ تُحبينه؟ إذاً ماذا؟ هل تظنين أنكِ تختلفين عني؟ كلانا سيئ، لذا لا تدّعي البراءة أمامي أختي العزيزة "
روز دفعت كتفها لتُشير إليها بصرامة
"ارتدي ثيابي بسرعة"
خرجت من الغُرفة لتصفع الباب خلفها فشهقت جيون تسمح لصوت شهقاتها بالخروج مُتمتمة بضعف
" أنا لست سيئة... أنا.. لست مثلكما"
وقفت من مكانها ترتدي ثياب روز ثم وقفت أمام المرآة تنظر إلي وجهها الحزين
ابتسمت بإنكسار لترفع شعرها إلي الأعلي ثم وضعت بعض مساحيق التجميل علي وجهها
"أخبرتك أنه لم يرفض"
جونغداي أمال نحو هيرين التي تجلس بجانبه فابتسمت الأخري بخجل و ضربت كتفه بخفة بينما تسترق النظرات نحو جون المُقابل لها في حين جونغداي التفت ينظر إلى الباب ينتظر قدوم زوجته
تنهد لينظر إلي ساعته ثم استدار ينظر إلي الآخرين بإبتسامة
"ربما لن تأتي، دعونا نطلب الطعام كي..."
"أعتذر ،هل تأخرت؟"
صوت جيون قاطعه لينظروا إليها جميعاً و إبتسامة خفيفة ظهرت علي شفتي جونغداي فهز رأسه نافياً و حرك الكُرسي لأجلها كي تجلس علي جانبه الآخر
"ظننتك لن تأتي"
همس بجانب أذنها بعدما أخبر الجميع النادل بطلبهم فابتسمت بخفة تهمس كاذبة
" انتظرت حتي ينام ميون كي لا يُزعج جيون و هما بالخارج "
همهم ليمسح علي شعرها بلطف ثم ترك ذراعه تُحيط بكتفها لتبتلع ريقها حين شعرت بإنكماش معدتها
"أنتِ روز؟... أنتِ تُشبهين صحفية أعرفها.. ماذا كان اسمها؟"
تلك الفتاة حبيبة يونهو تحدثت فجأة بينما تُشير نحو روز التي ابتسمت بتوتر فقهقه جونغداي
"جيون"
"ااه نعم جيون، حضرت حفل تكريم لها من قبل لذا أذكر ملامحها قليلاً"
قهقهت بخفة ليومئ جونغداي
" جيون و روز انهما توأم "
"واااه مثلك أنت و ميونغ داي"
هيرين هتفت بحماس ليضحك جونغداي و أومأ برأسه
"إذاً من منهما هي الإصدار البارد و المُخيف مثل ميونغ داي؟ "
جون سأل بهدوء و هو يتكئ برأسه فوق كفه بينما ينظر نحو جيون التي ارتبكت من نظراته لتتنهد هيرين بهيام و هي تنظر إلي عروق يده البارزة
" أعتقد.. ربما جيون"
قهقهت بتوتر بينما تتبادل النظرات بين جون و جونغداي الذي رفع حاجبيه بتفاجؤ
" لا أظن ذلك... جيون اممم كيف أقول ذلك؟"
همهم بتفكير لتسترق جيون النظرات نحوه تحاول إخفاء فضولها حتي ضحك هو
" هي صارمة لكن لطيفة... ليست مثل ميونغ داي بالطبع، ربما تتعرفون عليها يوماً ما سوف تحبونها فهي تُناسب ذوق جون كثيراً"
"ياااا ما قصدك بأنها تُناسب ذوقه؟ "
هيرين صاحت بإنفعال لينظر إليها الجميع فرمشت بضعة مرات حتي استوعبت ما فعلته
" الحمام"
صرخت بإحراج و هي تركض إلي الحمام فتحركت معها أعين الجميع لتقوم حبيبة يونهو كي تلحق بها بينما تضحك في حين التفت جونغداي إلي جون
" توقف عن كونك بارداً، ألم تكن مُعجباً بها من قبل؟"
جون تنهد بضيق ليهز رأسه
" لا أريد الارتباط جونغداي... بعد ما حدث مؤخراً لا أظنني مُستعداً لأري نفسي أخسر أقرب شخص إلي قلبي بسبب انتقام غبي أو هوس مريض ما.. هذا أفضل لكلينا"
"أنت أحمق"
جونغداي هسهس بإنزعاج ليعقد ذراعيه إلي صدره بينما جيون كانت تنظر إليهم بعدم فهم فالأمر أصبح جدياً فجأة
" حبيبتي، هل مُنزعجة من التواجد هنا؟ "
أمال نحو جيون يهمس بتساؤل فحركت عينيها إليه لتهز رأسها بخفة تنفي ذلك ثم ابتسمت بخفة
" الطعام لم يأتي بعد؟ "
هيرين عادت إلي الطاولة و هي تمسح علي وجهها تدّعي و كأن شيئاً لم يحدث ثم صفقت بيديها بحماس حين وصل الطعام
جونغداي قام بتقطيع قطع اللحم بطبقه ليستبدله بعدها بخاصة جيون لتصدر 'أوووه' خبيثة من الآخرين جعلته يضحك بصخب بينما جيون ابتسمت بخجل و أخفضت رأسها لتتناول طعامها بهدوء
" حين تدعونا لتناول الطعام مُجدداً قم بدعوة زوجتك بدلاً من أخيك، إنه مُخيف"
هيرين صاحت بصخب و هي تترنح بمكانها ليُمسك جون بذراعها كي تتوازن ثم سحبها خلفه بعدما ودع البقية و يونهو كذلك غادر مع حبيبته ليلتفت جونغداي نحو جيون
"روز.. هل أنتِ بخير؟"
أومأت إليه بأعين ناعسة لتقترب منه ببطئ حتي استقرت برأسها فوق صدره هامسة
" الأرض تدور بي"
ضحك ليميل برأسه محاولاً رؤية وجهها بينما يمسح علي ظهرها بلطف
"هيا لنعد إلي المنزل"
رفعت رأسها ببطئ كي تنظر إليه ثم حركت عينيها نحو شفتيه لتبتلع ريقها
" لماذا؟"
"لماذا ماذا؟"
رفع حاجبيه بإبتسامة لتتنهد ثم ألقت برأسها فوق كتفه مُجدداً
" لماذا لم أثمل؟ أردت أن أفقد الوعي"
"لماذا أردتِ ذلك؟"
رفع رأسها عن كتفه مُحتضناً وجنتيها يُثبّت وجهها كي ينظر إليها و بينما هو كان مشغولاً بالمسح علي وجنتيها المتوردتين اثر ثمالتها كانت هي تنظر إلي شفتيه بشرود
" أنت تبدو كملاك"
"أنا لست كذلك"
ضحك بخجل لتضحك هي الأخري ببلاهة و هي تبتعد عنه لتسير نحو السيارة
"بلي أنت كذلك، أنت ملاك لا يستحقه هذا العالم البشع"
شهقت حين أوشكت علي الوقوع فأمسك بخصرها سريعاً كي يسندها قائلاً بينما يدفعها برفق نحو السيارة
"حسناً أنا كذلك لكن احذري خطواتك "
أومأت بينما تبتلع ريقها لتستقر فوق المقعد بسيارته فأمال يُدخل جذعه إلي الداخل كي يضع لها حزام الأمان
" جونغداي "
همست بخفوت فهمهم إليها ليُغلق الحزام ثم التفت إليها فابتسمت بخفة ثم رفعت كفيها تُمسك بوجنتيه لتنقر شفتيه بقُبلة سطحية جعلت من عينيه تتسعان
"أنت لطيف"
أخفضت كفيها ليقعا علي جانبيها ثم أغلقت عينيها بنعاس فسحب جونغداي نفساً عميقاً ثم استقام بوقفته بعدما أخرج جذعه من السيارة
استدار حول السيارة ليصعد إلي مقعده المجاور لها ثم وضع حزام الأمان لنفسه ليسترق نظرة سريعة نحو جيون قبل أن يبتسم و هو يمسح علي يسار صدره بحركة خفيفه
قاد نحو المنزل ليتوقف بالسيارة خارجاً ثم ساعد جيون بالخروج لتُحيط عُنقه بذراعها بينما تتحرك معه بخطوات مُترنحة نحو الداخل
أضواء المنزل كانت مُغلقة بالكامل و علي الرغم من تأخر الوقت إلا أن المنزل فارغاً من أي شخص آخر
صعد السلالم مع جيون التي تُقاوم النعاس بصعوبة حتي بدأ جونغداي يتحرك نحو غُرفته هو و زوجته لتبتعد عنه
"أنا سأنام بتلك... الغرفة"
أشارت نحو غُرفتها ليعقد حاجبيه بإستغراب و اقترب يُمسك بذراعها فابتعدت بضحكة بلهاء
"لا، لا أنا سوف أنام بغرفتي..غرفة جيون ؟روز؟.. أياً يكن سوف أنام هناك "
لوّحت إليه لتتشبث بالباب كي لا تقع ثم استدارت نحوه مُجدداً لتبتسم بإتساع و لوّحت إليه مرة أخري قبل أن تُغلق الباب خلفها
"لطيفة"
همس بإبتسامة ليتجه إلي غُرفته فقابله الفراغ ليتنهد
" يبدو أن جيون تحظي بنزهة طويلة مع الصغير "
تمتم ليهز رأسه حين وجد سرير ميون فارغاً ثم تقدم من الحمام كي يستحم قبل أن ينام
__________
سيهون كان يرمق سوشيل بنظرات جانبية.. بجدية هو لا يتحمل هذا الأمر
هي تبدو كصنبور مياه يتم فتحه بمجرد أن يبدأ ذاك البرنامج الخاص بالأطفال و هو قد ملّ من هذا الأمر
إنه مُزعج
"إنه برنامج كوميدي، لماذا تبكين؟"
وضع هاتفه جانباً يسألها بنفاذ صبر فالتفتت تنظر إليه بعبوس و استنشقت ماء أنفها قبل أن تلتفت إلي التلفاز مُجدداً
" سوشيل، لا تتجاهلي حديثي فهذه وقاحة"
نكز فخذها بأصابع قدميه فأخفضت رأسها لتنظر إلي أناملها بعبوس هامسة
" أشتاق إلي أبي "
عقد حاجبيه فابتلعت ريقها لتعض علي شفتها السُفلي
" هو دائماً كان يُتابع هذا البرنامج معي و يقوم بمُداعبة رأسي بلطف بينما يبتسم بوجهي.. هذا كان يجعلني أشعر بالأمان لكن الآن..."
شهقت باكية لتُغطي عينيها بكفيها
"أنا أشعر بالبرد كلما شاهدته، أفتقد يدي والدي فوق رأسي"
سيهون رمقها بهدوء ليُحرك عينيه ينظر إلى رأسها بتردد ثم زفر و وقف من مكانه مُتجهاً إلي غرفة النوم
سحب أحد الكُتب من مكتبته بعشوائية ليجلس علي السرير يستند بجذعه ضد المسند ثم فتح الكتاب ليقرأ ما به
عينيه كانتا تتحركان علي تلك الكلمات باللون الأسود، و بالرغم من أنه يقرأها بعينيه لكنه لم يستوعب شيئاً فهو بالنهاية كان شارداً و لا يُعطي تركيزه لأي من تلك الأحرف
سحب نفساً عميقاً ثم زفره حين سمع صوت خطواتها معه بالغُرفة فصعدت علي السرير لتتمدد بجانبه بينما تُعطيه ظهرها
حرك عينيه تجاهها لينظر إليها قليلاً قبل أن يضع الكتاب بجانبه ثم أغلق الأضواء و تمدد بجانبها كي ينام
نام علي جانبه الآخر يُعطيها ظهره لينام كلاهما لكن ككل يوم هو استيقظ و هي نائمة بين ذراعيه مُتشبثة به
أزاحها بلطف كي يدفعها بعيداً عنه لينظر إليها للحظات يتأكد أنه لم يوقظها بحركته تلك قبل أن يخرج من الغُرفة
استحم سريعاً و من حين إلي آخر كان يلتفت إلي الباب بقلق خشية أن تفتحه فجأة و كلما ارتطم الماء بأرضية الحوض بقوة سينظر نحو الباب بذعر ظناً أنه فُتح بواسطتها
لكن بالنهاية هي لم تستيقظ طوال فترة تواجده بالداخل
خرج من الحمام و عاد إلي الغُرفة مُجدداً كي يُحضر ثياباً لنفسه و بعد أن ارتداها ذهب إلي المطبخ كي يُجهز الإفطار لكلاهما
"أوه"
همس بخفوت حين أوشك علي حرق اصبعه ليُغلق الموقد سريعاً و استدار حيث الطبقين بجانبه يضع بهما البيض قبل أن يرفع عينيه ينظر إلي باب الغُرفة حين سمع صوت رنين هاتفه
ترك ما بيده ليركض نحو الغُرفة دون أن يُصدر صوتاً و سحب الهاتف كي يُجيب بينما ينظر نحو سوشيل التي بدأت تتحرك بمكانها بسبب صوت هاتفه العالي
"مرحباً؟ لا أنا بخير فقط مجرد إرهاق... جونغداي لا تقلق أخبرتك أنني مُرهق فحسب"
رفع سبابته أمام شفتيه سريعاً يُشير إلي سوشيل بالصمت فعقدت حاجبيها بنعاس و استقامت بجذعها بينما تنظر نحوه فأشار إليها بالخروج لتفعل ذلك دون جدال
"لا، لم يتصل بي مُجدداً... لم أفهم شيئاً من حديثه حتي الآن، هل هذا انتقام أم مجرد هوس بالقتل لكن ما أعرفه هو أنه لن يتوقف عند هذا الحد، هل ميونغ داي بالمنزل؟"
ختم حديثه بسؤال لينظر جونغداي حوله قائلاً
"لقد غادرت في الصباح الباكر قبل استيقاظهم جميعاً لذا لا أعرف هل مازال بالمنزل أم لا، هل هناك خطب ما؟ "
بلل سيهون شفتيه لينظر نحو الباب قبل أن يهمس
" هل يُمكنك أن تُراقبه لأجلي لمدة ثلاث ساعات "
"لماذا؟"
بعدم فهم جونغداي عقد حاجبيه ليطرق بأنامله فوق طاولة المكتب
" لا أظن أنني سأستطيع طلب مساعدة شخص آخر بهذا الشأن، سوشيل ملّت من بقائها بالمنزل و ربما أنا بحاجة للخروج معها لذا أخشي أن نتقابل مع ميونغ داي صُدفة "
" حسناً سأحاول مراقبته لأجلك لأتأكد من أن تكونا بعيدين عن بعضكما لكن ألم تحصل علي إجازة لأنك مريض؟ يُمكنك أن تخرج معها إلي مدينة أخري"
سيهون همهم إليه قبل أن يومئ
" فقط راقبه لأجلي "
" حسناً سأفعل"
جونغداي همهم ليُغلق الخط و نظر إلي هاتفه قليلاً قبل أن يعود إلي عمله بينما سيهون تنهد ليضع الهاتف بجيب بنطاله ثم خرج من الغُرفة
" ماذا تفعلين؟"
ضرب رأس سوشيل من الخلف بينما يسحب منها أكياس الراميون الغير مطهوة فابتلعت ما بفمها بإبتسامة طفولية ثم جلست علي الكُرسي حول طاولة الطعام تدّعي البراءة و نظراته الحادة هي حاولت تجاهلها
"سأعود إلي عملي قريباً لذا عليّ إنجاز بعض الأمور المُهمة أولاً و التي تتطلب وجودك معي"
حركت عينيها إلي الجانبين بعدم فهم ليعقد ذراعيه إلي صدره
"سنخرج سوياً و قبل أن نفعل فيجب أن نتفق علي بعض الأمور و أهمها هو أنه لا يجب أن تتحدثي مع أي شخص ما دمت لم أسمح بذلك... ما أقوله تقومين بتنفيذه و ما سيحدث بيننا تفاصيله يجب أن تبقي سراً، سأحصل لكِ علي هاتف و ذاك الهاتف سيكون للإتصال بي فقط، هل تفهمين؟"
رمشت بضعة مرات ليزفر بنفاذ صبر فأومأت سريعاً
"نعم، نعم... لكن هل سنخرج حقاً؟ "
تنهد ليومئ إليها فقهقهت قبل أن تطرق علي الطاولة بحماس
" هيا ضع الطعام فأنا جائعة "
قلب عينيه و هو يفك عُقدة ذراعيه ليتقدم من الثلاجة يُخرج زُجاجة الحليب ثم بدأ بوضع الطعام لكلاهما مع كوبين من الحليب البارد
" لن أُحذرك مُجدداً سوشيل، خروجي معكِ من المنزل يُعد مُخاطرة لذا ضعي خطاً أحمر أسفل كلماتي هذه... التصقي بي كالغراء "
أشار إليها بجدية فتجاهلت ما يقوله بينما تتناول كل ما أمامها بحماس و كأنها كانت بمجاعة فزفر سيهون و اكتفي بشرب كوب الحليب ليدفع طبقه نحوها
حين اندمجت بتناول طعامها و تجاهلت ما قاله هو ظن أنها لم تسمعه و الآن هو تمني لو أنها لم تسمعه بحق
كلاهما كانا يسيران متجاورين بأحد المراكز التُجارية و سوشيل حرفياً كانت تلتصق به تبدو كذراع زائد بجسده كونها صغيرة و تلتصق بذراعه بينما ثيابها كلها سوداء كما خاصته، و قناع الوجه الأسود يُغطي نصف وجهها، و قلنسوة الهودي غطت حتي عينيها
توقفا أمام قِسماً للملابس الداخلية الخاصة بالنساء ليدفعها قليلاً كي تبتعد عنه لكنها ظلت مُتشبثة بذراعه بقوة
"سوشيل"
هسهس بحدة و هو يُمسك بذراعها يُبعدها عنه ثم شابك أناملهما سوياً كي يدخلا ذاك المحل
"أهلاً بكما، هل تبحثان عن شيئ مُعين؟"
العاملة هناك انحنت لهما تتحدث بإبتسامة مُتسعة فهمهم إليها سيهون ثم دفع سوشيل نحوها
" أريد ثياباً داخلية تُناسبها"
"اتبعيني سيدتي"
تلك العاملة سبقتها فالتفتت سوشيل تنظر إلي سيهون بتردد ليُشير إليها برأسه أن تلحق بالأخري
عينيه راقبتاها و هي تبتعد بخطوات مُترددة واضحة و دون أن يُبعد عينيه عنها حتي قاطع نظراته تلك اتصالاً ما
"مرحباً...نحن هناك الآن سننتهي من شيئ ما إلي أن تأتي "
همهم بجدية قبل أن يُغلق الهاتف ثم تنهد ليضعه بجيب بنطاله بينما ينظر نحو سوشيل التي تتبع تلك العاملة بخجل و تسترق النظرات نحوه من حين إلي آخر
كلاهما خرج من ذاك المحل لتُمسك سوشيل بذراع سيهون بينما هو حمل بيده الأخري الأغراض التي اشتراها لأجلها
أخفض عينيه نحوها ينظر إليها كيف تعض شفتيها بخجل مُتجاهلة النظر إليه و تلك الظلال الوردية تُحلق علي وجنتيها فابتسم بخفة قبل أن يدفع باب محل آخر، أعين سوشيل اتسعت بإنبهار و هي تتفحص تلك الهواتف لكن سيهون دمر كل أحلامها حين اختار واحداً هي لم تنظر إليه حتي ثم خرجا من هناك بعد أن حصل علي الهاتف و شريحة له
"أردت الوردي"
همست بعبوس فبلل سيهون شفتيه ثم أمال نحوها هامساً دون أن يتوقفا عن السير
"لا أمتلك أموالاً تكفيه هل رأيتي الأسعار؟"
برزت شفتها السُفلي بعبوس لتخفض رأسها بينما تسير معه بإستسلام حتي توقفت أمام محل كبير
"هل تتناولين الأشياء الغير صحية هذه؟ "
أشار نحو الحلوي المُرتصة بجانب بعضها فوق الأرفف بالداخل و علي جانب آخر أنواع متعددة من رقائق البطاطس و الذُرة فجحظت سوشيل بعينيها و هي تنظر نحوهم بلمعان تُبلل شفتيها ثم ابتلعت ريقها ليقلب هو عينيه
"بالطبع تُحبينها فمن أنهي الراميون بمنزلي و تناوله دون طهوه فقط لأنه مُقرمش؟! "
دفع باب المحل بيده و أشار إليها برأسه كي تدخل ليلحق بها بينما يُراقب حماسها و هي تضع كل شيئ تقريباً بعربة التسوق
"هل تنوين تفريغ بطاقتي؟"
قهقه مُمازحاً لتلتفت إليه بأعين مُتسعة ثم وضعت علبة الرقائق الدائرية من يدها بإحراج و تحمحمت
" آسفة "
همست بخفوت ليضم شفتيه ثم سحب علبة الرقائق يضعها بعربة التسوق قبل أن يذهب إلي العامل كي يدفع الحساب و سوشيل خلفه تُمسك بطرف قميصه
" سنُقابل صديقاً لي الآن، لا تتفوهي بحرف"
حذرها بينما يُمسك بكفها يجرها خلفه إلي الطابق الأول حيث بعض المقاهي و المطاعم
اتجه إلي مقهي مُعين ليجلس علي طاولة ما ثم رفع يده إلي النادل
"هل تشربين شيئاً؟"
نظرت إليه لعدة لحظات ثم هزت رأسها بالنفي فطلب لنفسه قبل أن يعتدل بجلسته بينما ينظر إلي ساعته من حين إلي آخر
"هل صديقك هذا خطر؟"
سألته بنبرة طفولية و هي تميل برأسها إلي الجانب قليلاً فأخفض عينيه ينظر إليها قبل أن يرفعها مُجدداً ينظر إلي المدخل خلفها
"الجميع خطر، و الجميع سيئ لذا ضعي هذا برأسك سوشيل"
همهمت وهي تومئ بعنف قبل أن تميل نحوه برأسها حتي استندت بذقنها فوق صدره وهي تنظر إليه فأخفض نظره نحوها عاقداً حاجبيه
"أنت أيضاً سيئ؟"
حرك عينيه نحو شفتيها بتفكير قبل أن يُهمهم و صنع تواصلاً بصرياً مع عينيها
" أحياناً لكن لا تثقي بأي شخص آخر غيري حتي و إن كنت سيئاً فأنا لن أؤذيكي"
"لماذا؟ ألا يعني هذا أنك شخص جيد؟"
رمشت بضعة مرات تتسائل ببراءة فابتلع سيهون ريقه و هو يتبادل معها النظرات بهدوء حتي قاطعهما صوت حمحمة من خلفه
سوشيل ابتعدت برأسها عن سيهون لتستقيم بظهرها بينما سيهون وقف يُصافح ذاك الشاب ذو الشعر المُبعثر بعشوائية، أقصر منه، و ذو وجه وسيم
" ماذا ستفعل هذه المرة؟ لقائنا الأخير كسرت ذراعي"
ذاك الشاب رفع حاجبيه بسخرية ليبتسم سيهون بخفة
"أنت مُستفز و أنا سيئ أثناء انفعالي لذا لا تضع اللوم عليّ بيكهيون"
المقصود قلب عينيه قبل أن ينظر نحو سوشيل ثم أعاد عينيه إلي سيهون بإستغراب
" من هذا؟"
أشار بسبابته إلي سوشيل التي عقدت حاجبيها و التفتت تنظر إلي سيهون بغضب طفولي كونه أشار إليها بصيغة الذكر
" إنها حبيبتي "
سوشيل شهقت بصوتٍ مسموع ليضغط سيهون علي قدمها أسفل الطاولة و ابتسم بتصنع بينما ينظر إلي بيكهيون
"حبيـ ـبتك؟"
بيكهيون سأل بإستغراب و هو ينظر إلي تلك القطعة السوداء أمامه و التي لا يظهر منها شيئاً فسحبت سوشيل مقعدها تجعله يلتصق بخاصة سيهون ثم تشبثت بذراعه و رفعت رأسها تهمس بجانب أذنه بإنزعاج
" لماذا ينظر إليّ هكذا هذا السيئ؟"
سيهون ربت علي كفها ثم طرق علي الطاولة يقطع نظرات بيكهيون نحو سوشيل فالتفت إليه الآخر و تحمحم
"ما العمل الذي لديك هذه المرة؟ لم أستلم أي قضية من مكتبكم"
رفع كتفيه نهاية حديثه ليومئ إليه سيهون ثم أخرج هاتفه قائلاً بعدما وصلت بيكهيون رسالة
" هذه البيانات التي ستحتاجها لتملأ وثيقة زواج و تختمها لي من المحكمة في أقل من يومين أريد أن تكون هذه الأوراق جاهزة و متواجدة معي"
بيكهيون أخرج هاتفه يقرأ تلك الرسالة و التي تواجد بها بعض الصور ليتبادل النظر بين هاتفه و سوشيل
"سوشيل؟"
أشار نحو سوشيل بسبابته فأومأت هي سريعاً ليضرب سيهون كتفها بغضب طفيف فانتفضت بفزع و نظرت إليه بعدم فهم بينما بيكهيون عاد ينظر إلي الهاتف
"لم بهذه الطريقة ؟"
"ليس من شأنك، أريد أن يتم تنفيذ الأمر سريعاً و و إذا عرف أي شخص بهذا الأمر فلن يكفيني كسر ذراعك هذه المرة"
طرق علي الطاولة بسبابته بتحذير فقلب بيكهيون عينيه ثم أشار إليه بثقة
"أنت تعرف أنني لا أُفشي الأسرار و لا أهتم للتفاصيل لذا لجأت لي بالرغم من أنك مُقرب من الكثيرين بالمحكمة و أكثر مني أيضاً "
" نعم، لكن الحرص واجب "
____________
" اخلعي هذا القناع كي تتنفسي"
سيهون أشار إلي سوشيل كي تخلع القناع بعدما جلسا بمطعم ما خارج المدينة فخلعته لتشهق و هي تسحب نفساً عميقاً فضحك بخفة بينما يهز رأسه إلي الجانبين علي مُبالغتها
" هل يُمكنني التحدث الآن؟"
سألته بحذر ليومئ إليها فصفقت بحماس
"كدت أختنق من هذا الشيئ، لا أحد يعرفني فلماذا تظن أن الأشرار سيفعلون بي شيئاً ما؟"
"ربما لأنكِ معي؟"
"إذا أرادوا قتلي لأنني معك ألا يعني هذا أنهم سيقتلونني حتي و إن لم يستطيعوا رؤية وجهي؟ "
سألت بتقطع و هي تُشير بيدها محاولة شرح الأمر له لينظر إليها بتفكير قبل أن يومئ
" نعم، أنتِ مُحقة"
" أنا ذكية، أليس كذلك؟"
سألته بقهقهة سعيدة فابتسم ليومئ إليها ثم ابتعد كلاهما عن الطاولة حين وضع النادل الطعام أمامهما
" هل يُمكننا الخروج هكذا مرة أخري؟ ربما كل عطلة أسبوع؟"
سألته بينما تمضغ طعامها ليهز رأسه رافضاً ذلك فبرزت شفتيها بعبوس
" لماذا؟"
تنهد ليرفع عينيه نحوها ثم ابتلع ما بفمه قائلاً
"لأن الوضع خطر ، لولا أنني مرضت و حصلت علي هذه الإجازة لم نكن لنخرج لكنني كنت بحاجة إلي مُقابلة صديقي الذي قابلناه اليوم، و أيضاً أردت شراء بعض الأغراض لكِ لذا اصطحبتك معي لكن لا يُمكنني فعل هذا دائماً... أعدكِ إذا قضينا علي الأشرار سنخرج كثيراً بعدها "
عينيها اتسعتا بلمعان متسائلة بصوتٍ عالٍ ظهر به الحماس
" حقاً؟ "
" هممم، حقاً "
أومأ إليها بإبتسامة كاذباً فعادت تتناول طعامها بينما هو ينظر إليها بشرود
بعد أن انتهي كلاهما من تناول الطعام اتجه كلاً منهما إلي الحمام كي يغسلا يديهما و سيهون كان من خرج أولاً كي يدفع الفاتورة
"نعم، تفضل"
مد يده بالبطاقة كي يدفع بها ثم أخرج هاتفه حين رن برقم غريب ليعقد حاجبيه مُجيباً
"مرحباً؟"
"تلك الطفلة مُحقة"
سيهون استقام بوقفته سريعاً حين سمع ذاك الصوت المألوف ليتلفت حوله باحثاً عنه
"يُمكنني قتلها إذا أردت فلماذا أحتاج إلي رؤية وجهها؟ "
سيهون استدار ينظر إلي باب حمام النساء سريعاً ليشهق الآخر بتصنع قائلاً
"يا تُري لماذا تأخرت بالداخل؟"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top