3
Start
سيهون ركض بداخل مركز الشُرطة حيث أخبره جونغداي بمكانه إلي أن وصل حيث كان جونغداي يقف أمام مكتب صغير و خلف ذاك المكتب كان يجلس شاباً آخر يكتب شيئاً ما
"جونغداي"
سيهون اقترب منه بخطوات واسعة لتتسع أعين سوشيل حيث كانت تجلس علي أحد المقاعد قريباً من الحائط فلم يُلاحظها هو
"أين.. أين هي ؟"
سأل بلهفة فأشار جونغداي نحوها لتنتفض سوشيل بفزع بينما سيهون التفت إليها سريعاً و اقترب منها
"ألم أُحذِركِ من الخُروج؟ هل أنتِ غبية؟"
أخفض عينيه نحو كفها المجروحة حين لاحظ الضمادة الموجودة حولها فزفر بغضب و أمسك بيدها لتسحبها بخوف ثم ركضت نحو ذاك الضابط الجالس خلف مكتبه
" أبـ أبعده عني"
"سوشيل"
صرخ بها بغضب لتهز رأسها بعنف و التفتت تُعطيه ظهرها و هي تتحرك بمكانها بذعر
" هل يُمكنك أن تجلس سيد أوه؟ نحن بحاجة إلي الحديث"
ذاك الضابط تحدث ليتجاهله سيهون و لم تبتعد عينيه الحادتين عن سوشيل فابتسم جونغداي بإرتباك و جرّ سيهون من كتفه كي يجلس ثم جلس هو الآخر بالكُرسي المقابل له
"هذه الفتاة أتت إلي هنا و قالت أن رجل طويل يُدعي سيهون و هو ضابط شرطة قام بإختطافها... لقد حاولت الإتصال بك لكنك لم تكن بمكتبك، و ميونغ داي أيضاً لم يكن بمكتبه لذا تحدثت مع جونغداي... هي لا تبدو طبيعية و لا يُمكنني تصديق حديثها لذا قبل تحويل المحضر إلي شيئ رسمي أردت التحدث معك كوني أعرفك جيداً و أنك لست شخصاً كذلك النوع "
شرح الأمر بهدوء ليضرب جونغداي قدم سيهون بخفة كي يُجيبه لكن الآخر بدا تائهاً
" سيهون، من تكون هذه؟ أنت لا تمتلك عائلة لذا لا أظن أنها.. "
" إنها حبيبتي"
سيهون قاطع حديث جونغداي فاتسعت أعين الآخر و التفت ينظر نحو سوشيل قبل أن يقول بتفاجؤ
" لكنها تبدو... أعني لا أقصد الإساءة لكنها تبدو غير مُتزنة و هذا.. غريب نوعاً ما"
حك مؤخرة رأسه بإحراج ليُغلق سيهون عينيه بضعة لحظات قبل أن يقول
" أنا لم أختطفها إنها حبيبتي، لكن لا أعرف ما الذي حدث لهذه الغبية فجأة"
هسهس بحدة نهاية حديثه و هو يرمقها بغضب بينما هي أدارت وجهها بعيداً عنه بسرعة بعدما كانت تسترق النظرات نحوه
" سوشيل "
ناداها بنفاذ صبر لترفع كتفيها رافضة الرد
"سوشيل تعالي إلي هنا"
" لا أنت سيئ، أنا أريد أبي "
"ااه انها كانت تبحث عن والدها و قالت شيئ كـ أنك ترغب ببيعها أو شيئ كهذا لم أفهم شيئاً من حديثها العشوائي"
ذاك الضابط هتف بتذكر ليشهق سيهون بعدم تصديق و وقف من مكانه و اقترب منها يسحبها من ذراعها
"تعالي إلي هنا، من ذكر أمر بيعك هذا؟ هل أنتِ غبية؟ تُريدين تدمير مُستقبلي؟ "
" أنت قُلت أنك ستجعلني أُسافر و لن أعود إلي هنا "
صرخت به ببكاء ليصرخ هو الآخر بالمُقابل
"لكنني لم أقل أنني سأقوم ببيعك، أنا هنا أحاول حمايتك"
"لا أنت سيئ، أنا أكرهك، أريد أبي الآن "
تحركت بين يديه بتخبط محاولة التحرر من قبضتيه ليصرخ بنفاذ صبر
" والدكِ مات، هو بالسماء لم يعد هناك له أي وجود، هل تفهمين؟"
"سيهون"
جونغداي همس بعدم تصديق بينما هي توقفت عن الحركة و الصراخ لتنظر إليه بأعين مُتسعة و دموعها لم تتوقف للحظة
" سوشيل، والدك ليس هنا و أنا حقاً أُريد حمايتك"
همس بتعب لترتجف شفتيها و أخفضت عينيها لتشهق باكية
" عودي معي إلي المنزل، حسناً؟ "
أمال برأسه محاولاً رؤية وجهها فهزت رأسها ترفض ذلك
"سوشيل، رجاءً"
"لا تتركني"
همست بصوتٍ مُختنق ثم رفعت عينيها إليه ليقشعر بدنه حين التقت عينيه مع عينيها الدامعتين
" لن أهرب مُجدداً و لن أقول أنك سيئ لكن لا تتركني للأشخاص السيئين "
تنهد ليعض علي شفته السُفلي قبل أن يُهمهم إليها بغُصة توسطت حلقه
"دعينا نعد إلي المنزل "
" لن تتركني؟"
رمقها بهدوء للحظات قبل أن يومئ برأسه بحركة خفيفه
"لن أفعل"
ابتسمت بإتساع لتمسح علي عينيها بعشوائية ثم احتضنت خصره فتنهد جونغداي براحة و هو يلتفت لينظر إلي ذاك الضابط أمامه يتأكد من أنه رأي ذلك
بعد دقائق كان كُلاً من جونغداي و سيهون يسيران بجانب بعضهما بينما سوشيل كانت تحتضن خصر سيهون بقوة و تدفن وجهها بصدره بخوف تُعرقل بذلك حركته، ذراع سيهون كانت تلتف حول جسدها و بين لحظة و أخري يضغط علي جسدها بحركة خفيفة
" لم أكن أعرف أنك تمتلك حبيبة، أعني ميونغ داي كان يقول بأنك عازب لذا.."
رفع كتفيه نهاية حديثه ليتنهد سيهون بضيق
"ميونغ داي لا يعرف بذلك و أتمني أن لا يعرف بالأمر أبداً.."
"هل هو لأنها ابنة ذاك الرجل؟"
جونغداي همس بتردد ليلتفت إليه سيهون يرمقه بحدة و يده بتلقائية تحركت نحو أذن سوشيل يضغط عليها بخفة خشية أن تسمع ذلك
" أعتذر، عرفت ذلك بالصدفة و أنا أطلّع علي المحضر قبل تمزيقه "
ضم شفتيه بأسف ليزفر سيهون قبل أن يُهمهم
" إنه لذلك السبب لذا رجاءً لا تُخبره"
"بالطبع لن أُخبره، أنا لا أحب الثرثرة بأشياء لا تخصني لكن هل أُعطيك نصيحة كصديق؟"
سيهون أمال برأسه فأخفض جونغداي عينيه نحو سوشيل ففهم سيهون مقصده ليفتح باب السيارة لأجلها ثم وضع كفه فوق رأسها بينما يُساعدها بالدخول حتي لا ترتطم بسقف السيارة
استقام ينظر إلي جونغداي بحاجبين معقودين بعدما أغلق الباب فاقترب منه الآخر قائلاً
"أعرف أنها ليست بعقلها و زواجكما أمر مرفوض بهذا الوقت لكن برأيي علي الأقل زواج بالمحكمة فقط لكي تكون هناك ورقة تُثبت أنكما زوجين فإذا تكرر الأمر لا نضمن أن تكون محظوظاً و قد يتحول الأمر إلي قضية حقيقية فتخسر عملك و مُستقبلك كاملاً، أنت تفهمني بالتأكيد"
سيهون همهم بتفهم ليُربت جونغداي علي كتفه قبل أن يُغادر مُتجهاً إلي منزله
______________
سيهون فتح باب المنزل لتركض سوشيل نحو غرفة المعيشة و فتحت التلفاز سريعاً كي تُشاهد برنامجها المُفضل لكن سيهون أغلق التلفاز لترفع عينيها نحوه ببراءة هامسة بخفوت
" برنامجي"
برزت شفتها السُفلي بعبوس و هي تنظر إلي التلفاز بأعين لامعة فانحني سيهون إلي مستواها و أمسك بذقنها يجعلها تنظر إليه
" لا برنامج اليوم للأطفال المُشاغبين"
"لكن.. لكن أنا.."
همست بصوت مُختنق ليهز رأسه إلي الجانبين
"كسرتي زُجاج النافذة، جرحتي يدك، هربتي من المنزل و كدتي تتسببين بكارثة لي لذا أنت مُعاقبة"
همس ببرود ليخفض عينيه نحو شفتيها اللتان ترتجفان بينما تُنذران ببكائها ثم رفع نظره نحو عينيها قبل أن يستقيم بوقفته و أبعد أنامله عن ذقنها
" ما فعلتيه كان سيئاً"
"آسفة "
أخفضت رأسها بعبوس فتنهد و جلس بجانبها
" أنا أيضاً آسف لأنني قُلت أن والدكِ لم يعد موجوداً"
همهمت بعدم فهم لتلتفت إليه بجسدها
"لكنني لست حزينة أنك قُلت ذلك"
التفت ينظر إليها بعدم استيعاب فقهقهت و هي تضع كفيها أمام شفتيها بحركة طفولية
" أبي قال من قبل أن جدتي كانت تُراقب أمي من السماء لكنها أرسلت إليها أبي ليحميها لذا أنا أيضاً أبي يراني من السماء و هو أرسلك لي لتحميني.."
شرحت إليه الأمر و هي تُشير بيديها بسعادة قبل أن ترتمي علي صدره تُحيط عُنقه بذراعيها
"أنت ملاكي الحارس الذي أرسله أبي"
صاحت بحماس فأخفض سيهون عينيه ينظر إلي جسدها الذي يحتضنه قبل أن يرفع كفه ليُربت علي ظهرها بخفة مُبتسماً بسخرية
ملاكها الحارس!
نعم الذي أوشك علي قتلها
_______________
جونغداي عاد إلي المنزل و صعد إلي غُرفته مُباشرةً فقابله ظلام الغُرفة ليتنهد بضيق حين وجد الغُرفة فارغة
بدّل ثيابه إلي أخري مُريحة لينزل إلي الدور السُفلي حيث المطبخ
"جيون!"
هتف بتفاجؤ حين لمحها تفتح الزُجاج المُطل علي الحديقة لتدخل المنزل فأشارت إليه بإبتسامة كي يصمت فالصغير كان فوق ذراعيها
"آسف"
حرك شفتيه بصوتٍ غير مسموع لتومئ إليه بلطف ثم صعدت إلي الأعلي لتضع ميون بسريره و تأكدت من فتح جهاز الصوت بجانبه كي تتمكن من سماعه إذا استيقظ و سحبت السماعة الصغيرة معها قبل أن تنزل
" ماذا تُريد أن تأكل؟ سأصنعه لأجلك"
قالت بهدوء و هي تقترب منه ليحك مؤخرة رأسه بإحراج و هو يتراجع بخطواته حين تقدمت هي لتغسل الخضراوات بدلاً منه
"أي شيء، أنا جائع لذا لن أُمانع أي شيئ"
همهمت بتفهم لتحمل مصفاة تضع بها الخضراوات ثم اتجهت إلي الثلاجة لتري ما يُمكن صنعه
" روز ليست هنا؟"
طرح سؤالاً يعرف إجابته فأومأت برأسها قبل أن تُغلق الثلاجة و أعين جونغداي كانت تتحرك معها
"أين ذهبت؟"
سأل بتردد لترفع جيون كتفيها بعدم معرفة
" جيون..."
همس بتردد فهمهمت إليه لكنه ابتلع ريقه و هز رأسه سريعاً بإبتسامة
"لا، لا شيئ.. انسي الأمر "
عقدت حاجبيها بإستغراب و التفتت تنظر إليه فابتسم بإتساع
"هل تُبلين جيداً بعملك؟"
"ما الذي أردت قوله للتو؟"
تجاهلت سؤاله و اقتربت منه حتي وقفت أمامه بمسافة صغيرة بينهما فهز رأسه إلي الجانبين
"حقاً، لا شيئ"
" لا أحب هذا الأسلوب جونغداي، إذا الأمر تردد إلي ذهنك فهذا يعني أنه مُهم لذا تحدث"
نبست بجدية عاقدة حاجبيها بإنزعاج ليضحك جونغداي بتوتر
" فقط أردت سؤالك عن والد ميون، أعني كيف كانت شخصيته التي تجعل روز غير قادرة علي تخطي مشاعرها نحوه و البدء معي من جديد رغم تخليه عنها... لكن لا أعتقد أن هذا أمر مهم "
رمقته عدة لحظات بهدوء قبل أن تومئ
"هذا حقاً غير مُهم"
ثم التفتت لتعد إلي ما كانت تفعله بينما هو زم شفتيه
" سأُشاهد التلفاز إلي أن تنتهي "
لم تُجيبه فركض هو بينما يُصدر أصواتاً صاخبة حتي اختفي بغرفة المعيشة ليفتح التلفاز و جلس أمامه بينما جيون تنهدت بضيق و التفتت تنظر إلي المكان الذي كان يقف به
" لا تحاول أن تكون مثله أبداً جونغداي، أنت مثالي كما أنت"
تمتمت بخفوت تتمني لو أخبرته بذلك بوجهه لكنها لم تكن قادرة علي التفوه بذلك أمامه
حين انتهت من تحضير طبقين من المعكرونة بالخُضرة و قطع الدجاج، هي اتجهت إلي غُرفة المعيشة و ناولته أحد الطبقين ثم جلست بجانبه ليقف مُتسائلاً
" سوجو؟ "
" سوجو و نحن فقط بالمنزل؟ لا أظنها فكرة جيدة"
هزت رأسها ساخرة ليضحك جونغداي بصخب
" هذه المرة إذا فعلت شيئاً لتكسري اصبعي دون تردد"
قلبت عينيها تُهمهم بتفكير ثم أومأت إليه بإبتسامة
"إذاً لا مُشكلة "
قهقه جونغداي بخفه قبل أن يركض نحو المطبخ كي يُحضر الكؤوس الصغيرة و زجاجتي سوجو بينما جيون تنهدت قبل أن تلتفت إلي التلفاز
سحبت جهاز التحكم لتُقلّب بين القنوات باحثة عن شيئ يُشاهدانه حتي استقرت علي فيلم ما فتركته و وضعت وسادة فوق قدميها المُتعاقدتين لتضع طبق المعكرونة فوقها
"السوجو وصل"
جونغداي لحّنها فرفعت رأسها نحوه بإبتسامة لتأخذ منه كأساً ليجلس بجانبها ثم بدأ بصب القليل لها و لنفسه
" أليس لديك عملاً صباحاً؟"
"لدي لكنني لن أثمل، فقط سأشرب قليلاً"
ضم شفتيه و التفت يُشاهد التلفاز فعقد حاجبيه
"هل أنا من أحضرت هذا الفيلم؟ "
جيون همهمت بالنفي لتلتفت إليه برأسها
"لقد أحضرته أنا للتو، هل ترغب بمشاهدة شيئ آخر؟"
"لا، هذا يبدو جيداً "
نفي بإبتسامة مُتسعة و استدار نحو التلفاز يتناول طبقه بإستمتاع غافلاً عن تلك الأعين التي تُراقبه بحب
_______________
جونغداي تأوه و هو يعتدل بجلسته لينظر حوله يستوعب مكان تواجده إلي أن تذكر أنه بالمرة الأخيرة كان هنا بنفس المكان وبدون أن يشعر نام بمكانه كما فعلت جيون التي كان يتكئ برأسه علي كتفها
هز رأسه إلي الجانبين كي يستفيق ثم سحب هاتفه كي يري الوقت فاتسعت عينيه ليهز كتف جيون
"جيون، جيون ستتأخرين علي عملك هيا"
فتحت عينيها بنعاس لتنظر إليه بتشوش
"العمل، هيا استيقظي"
صاح بصخب قبل أن يركض إلي الأعلي سريعاً حيث غُرفته لكنه توقف للحظات حين لمح زوجته نائمة بجانبها ميون الصغير
ابتلع غُصته ليُكمل طريقه نحو خزانة ثيابه يُخرج شيئاً كي يرتديه لأجل العمل وبعدها توجه إلي الحمام
____________
كُلاً من سيهون و ميونغ داي كانا يقفان مُتجاورين بداخل غُرفة المشفي حيث الدور الخاص بالجنازات
وجه سيهون كان شاحباً أكثر عن العادة و من يراه سيُدرك أنه يُخفي بداخله الكثير من البُكاء
بينما عينيه كانتا شاردتين بالنظر نحو صورة صديقه و الذي لطالما رآه كأخيه الأكبر
هيون قد قُتل
تلك الحقيقة تجعل حتي البُكاء عاجزاً عن إفراغ ما بداخل سيهون من ألم
كان واثقاً أن هذا سيحدث لكن لا هو أو حتي الحراسة المُشددة أنقذت صديقه
"سيهون"
ميونغ داي أمسك بذراعه كي يُغادرا فسحب سيهون ذراعه بحركة قوية يُهسهس بحدة
"لا تلمسني"
و الآخر تنهد ليُغادر الغُرفة ثم خرج من المشفي بأكمله حتي أصبح بداخل سيارته فأخرج سيجارته و بدأ بالتدخين
أخرج سيهون من شروده إتصال من رقم غريب.. و من شخص مجهول الهوية لا يعرفه أحد لكن سيهون كان يعرف أنه يكره هذا الشخص أياً كانت هويته
" هل أعجبتك هديتي؟"
ذاك الصوت الرجولي الساخر جعله يُغلق عينيه بقوة ثم انسحب إلي خارج الغُرفة بهدوء كي لا يُلاحظ الآخرين
"سأقتلك، أقسم أنني سأفعل، هل تفهم؟"
صرخ بإنفعال نهاية تهديده الغاضب ليضحك الآخر بصخب
"أوه سيهون أنت تجعلني أضحك، لكن يا تُري كيف ستفعل ذلك؟
ضم قبضته بغضب ليلكم الحائط أمامه بينما الآخر قال
" لن تري وجهي سوي عندما يحين دورك كما حدث مع السابقين و سيحدث مع اللاحقين.. هيون ليس الأول و لن يكون الأخير "
سيهون سحب نفساً مُستعداً للصُراخ مُجدداً لكن الآخر أغلق الخط بوجهه بالفعل
صرخ بغضب ليضرب الحائط بقبضته مُجدداً قبل أن يُغادر من هناك
قيادته بالنسبة إلي رجل مُنضبط مثله كانت متهورة.. ربما كان لحسن حظه أنه لم يتعرض لأي حادث حتي وصل منزله بسلام
فتح باب المنزل ليري سوشيل تقف أمامه بإبتسامة مُتسعة ثم رفعت يديها بالهواء بسعادة
"رأيت؟ أنا لم أحاول الهرب"
قهقهت بطفولية ليومئ إليها بهدوء ثم أغلق باب المنزل و اتجه إلي الغُرفة بخطوات ثقيلة
كان يجر قدميه خلفه بصعوبة تحت نظرات سوشيل التي تُراقبه بهدوء قبل أن تتجه إلي غُرفة المعيشه لتُشاهد التلفاز
بينما سيهون أخرج تأوه عالٍ بمجرد أن أغلق باب الغُرفة خلفه
تلك الـ 'آآه' الصاخبة التي خرجت منه لم تُنهي ألم قلبه أو تخففه حتي
ما كان يشعر به سيهون لم يكن له علاج أو حل
نيران كانت تلتهم قلبه و أمام عينيه شريط ذكرياته مع صديقه الراحل يمر
سيهون منذ التحق بالشُرطة و هو امتلك الكثير من الأصدقاء لكن لم يكن هناك شخصاً مُهماً في حياته كما هيون
ليس مجرد صديق... الأخ الأكبر و الأب الحنون تجاه صديقه الصغير
عائلة سيهون الوحيدة التي لا يُمكن تعويضها
"لااا، هيون"
صرخ بألم و هو يُمسك بجهة قلبه بينما يجلس علي الأرض برُكبتيه
يبكي و ينتحب بضعف لكن ذلك لن يُعيد صديقه
"أرجوك عُد لأجلي"
تأوه حتي شعر بأنفاسه تُصبح ثقيلة و انهارت قوته لكن نحيبه لم يتوقف
أطلّت سوشيل عليه و هي تصنع شِقاً بالباب كي تري ما يحدث بالداخل و حينها رأته مُنهاراً علي الأرضية بجانب سريره و وجهه قد أصبح أحمر بينما وجهه غارق بدموعه
عادت بظهرها بيد ترتجف لتُغلق الباب مُجدداً، و فوق الأريكة بغرفة المعيشه جلست تضم ساقيها إلي صدرها تبكي بصمت و شهقات مكتومة كانت تتسرب منها من حين إلي آخر
_______________
"ااه هذا كان... أعني سابقاً لكنني الآن عزباء"
هيرين همست بخجل و هي تُعيد خُصلات شعرها خلف أذنها بخجل حيث كانت تقف أمام زميلها جون ذاك الشاب ذو الأعين الناعسة، بشرة تميل إلي السُمرة، شعر أسمر غُرابي، طويل ربما يُقارب المئة و تسعون سم
بينما جسده المُعضل كان ذو هيئة مقبولة غير مُنفرة و غير ضخم
" حسناً"
أجابها ببرود و تحرك ليتخطاها كي يعود إلي مكتبه فعقدت حاجبيها بإنزعاج و تكتفت بغيظ
" بارد للغاية"
جونغداي تأتأ و هو يهز رأسه إلي الجانبين بينما يتقدم منها فهو دخل لتوه و رأي القليل من ما حدث
" جونغداي"
انتحبت بعبوس و اقتربت لتُلقي برأسها فوق كتفه فربت علي ظهرها بقهقهة خافته
" إنه حاد الطباع لكن انظري إلي الجانب الإيجابي فهو ابتسم لكِ ذات مرة و هو لم يفعل ذلك مع أي أحد من قبل"
رفعت رأسها عن كتفه بحركة سريعه لتعقد حاجبيها قائلة
"كان يبتسم بسخرية و هذا حين تم تعييني لأنه كان يُقلل من شأني جونغداي"
همهم بتفكير و هو يُحرك عينيه بالأرجاء قبل أن يرفع كتفيه
"لكنها كانت ابتسامة، أليس كذلك؟ "
ضمت شفتيها بغضب مُصطنع لكنها لم تتمالك نفسها حتي انفجرت بالضحك مع جونغداي
بعد لحظات مر ميونغ داي من أمامهما ليتوقفا عن الضحك بينما يُراقبانه هو و سيهون الذي دخل خلفه
كلاهما كان عاقداً حاجبيه و هالة مُخيفة باردة تُحيط بهما فتنهد جونغداي بضيق
" لا أظن أنهما سيتخطيان أمر وفاة هيون بسهولة فحتي الآن مر أسبوع و هما بنفس الحالة بل يُصبحان أسوأ"
جونغداي همس بحزن لتُهمهم هيرين موافقة إياه
"خسارته ليست سهلة لنا جميعاً لكن سيهون... أنا حقاً لا يُمكنني تخيل ما مدي سوء ما يشعر به، هو لن يرحم ذاك القاتل حين يضع يديه عليه "
_________
" سيهون "
سوشيل همست بعبوس حين مر من جانبها دون أن يرمقها بنظرة لتبتلع ريقها ثم لحقته بعينيها حتي دخل الحمام
هو لم يكن بخير
تخطي موت هيون لن يكون قريباً بأي طريقة، هذا و إن كان لديه فرصة لتخطي الأمر
رأسه كان يتكئ به علي الحوض بينما عينيه تنظران إلي السقف بشرود و علي جانبي عينيه الدموع تنزلق الواحدة تلو الأخري حتي بدأ يشعر بالدوار و استسلم لتعبه لينزلق بجسده حتي غطي الماء وجهه
أغلق عينيه حين سمع صوت باب الحمام يُفتح ليستقيم بجذعه ببطئ حتي خرج رأسه من الماء و التفت نحو سوشيل التي تقف أمام الباب بعبوس فتنهد قبل أن يقترب بجذعه من الحوض يُخفي جسده عنها قائلاً بنفاذ صبر
"لا تدخلي هكذا سوشيل، أخبرتك أنني رجل.. ألا تفهمين؟"
صرخ بها بإنفعال نهاية حديثه و فكه ارتجف من شدة غضبه لتشهق الأخري بفزع ثم تراجعت ببطئ حتي أصبحت بخارج الحمام فركضت سريعاً تختفي من أمامه بعدما صفعت الباب خلفها
زفر بضيق ليُمرر أنامله بشعره المُبلل قبل أن يقف من مكانه كي يغسل جسده ثم سحب المنشفة يُحيط بها خصره و ألقي أخري حول رقبته بإهمال
جرّ جسده إلي الخارج بإرهاق يترنح كشخص وصل إلي أعلي مراحل الثمالة
عينيه الحمراوتين كانتا شبيهتين بأعين شخص مُدمن
"سوشيل"
نادي بصوتٍ ضعيف بينما عينيه أخذتا ترمشان ببطئ و هو يستند علي الحائط محاولاً الوصول إلي الغُرفة
مرر عينيه علي غُرفة المعيشة و هو يمر من هناك باحثاً عنها، و كما توقع فهي لم تكن هناك لذا أكمل طريقه إلي الغُرفة ليدفع الباب بخفة
"سوشـ..."
سحب نفساً مُختنقاً ليُفرق بين شفتيه محاولاً التقاط أنفاسه قبل أن يضرب علي خزانة الثياب بضعف حين حاول الإمساك بالمقبض كي يفتحها لكن وقع أرضاً بضعف شبه فاقد لوعيه
أعين سوشيل اتسعت بذعر حين سمعت ذاك الصوت الذي ضرب الباب بجانبها ثم صوت آخر لإرتطام قوي بالأرض فابتلعت ريقها لتضع يدها علي الباب تدفعه بحذر حتي بدأ يتضح لها جسد سيهون الواقع أرضاً
دفعت الباب سريعاً لتخرج من الخزانة و انحنت علي الأرض بجانبه تتفحصه بحرص ثم مررت أناملها أمام أنفه تتأكد من أنه لازال يتنفس
"سيهون"
نكزت صدره بخفة لكن لا رد فمررت عينيها علي جسده العاري بتردد قبل أن تضرب كتفه بخفة
"سيهون"
همهم بخمول ليُحرك رأسه بملامح مُتألمة فهمست
"سيهون، أنت بخير؟"
دفعت رأسه بيدها لتتحرك معها دون مقاومة فعقدت حاجبيها ثم ضمت شفتيها بعبوس حين فتح عينيه بضعف
" آ. سف"
همهمت بعدم فهم و رفعت حاجبيها فتأوه بخفوت و هو يحاول التحرك من مكانه لتنظر إليه سوشيل بقلق حين حاول النهوض
اقتربت منه سريعاً تسنده من الخلف فالتفت ينظر إليها للحظات قبل أن يتحرك مُجدداً كي يقف
ألقي بكامل ثُقله عليها دون قصد ليختل توازنها حتي كادت تقع فاستندت بيدها سريعاً علي الخزانة بجانبها
و بصعوبة حتي أوصلته إلي السرير لتُلقي به عليه فتحرك بمكانه بغير راحة محاولاً الإعتدال
"ناوليني شيئاً أرتديه "
أشار إليها بأعين ناعسة فالتفتت تنظر إلي الخزانة قبل أن تقترب منها و قامت بإخراج بنطال و قميص منزلي لأجله ثم اقتربت منه
وضع كفيه علي السرير محاولاً الاستقامة حتي جلس علي طرفه بجسد يميل إلي الأمام و الخلف بعدم اتزان ثم رفع إحدي كفيه يُشير إليها بحركة دائرية
"استديري"
وضعت كفيها فوق عينيها بحركة سريعه و هي تلتفت تُعطيه ظهرها فرمقها بنظرة مُرهقة لبضعة لحظات قبل أن يبدأ بإرتداء ملابسه و التي عاني معها فهو لم يقوي علي تحريك جسده و السيطرة عليه بشكل جيد
كان كما الهُلام مع الكثير من الحزن الذي ترجمه جسده في صورة ألم شديد
"انتهيت"
همس بخفوت و سحب نفساً عميقاً بينما يحاول سحب جسده إلي الخلف أكثر كي يتمدد علي السرير فالتفتت إليه سوشيل ثم ركضت نحوه تُساعده حين أوشك علي الوقوع
رفع عينيه نحوها حين شعر بأنفاسها تضرب وجهه، حاجبيها كانا معقودين بتركيز و هي تعض علي شفتيها محاولة تثبيت جذعه حتي تعدل الوسادة أسفل رأسه ثم استقامت لترفع قدميه عن الأرض و عينيه تُراقبانها بصمت
خرجت من الغُرفة ليتنهد و رفع عينيه ينظر إلي السقف بشرود حتي عادت هي بعد قليل و معها كوب ماء و كوب حليب لتضعهما علي الطاولة بجانبه قبل أن تجلس علي طرف السرير بجانب خصره و إحدي يديها رفعتها نحو صدره تُربت عليه بلطف
" يجب أن تشرب الحليب كي تكون قوياً"
رمشت بعينيها عدة مرات بإبتسامة طفولية ليُطلق سيهون قهقهة قصيرة مع إبتسامة تكاد تُلاحظ قبل أن يُغلق عينيه
"لماذا لا تتحدث معي؟ هل أنت غاضب مني لأنني حاولت الهرب؟ صدقني لن أفعل هذا مُجدداً"
فتح عينيه ببطئ لينظر نحوها ثم تنهد حين رآها تبكي قبل أن يُربت علي السرير بجانبه بضعف
استنشقت ماء أنفها لتصعد علي السرير مُتخطية إياه كي تنام علي الجانب الآخر فمد يده نحوها يُمسك بخاصتها جاذباً إياه لتستقر برأسها فوق صدره و بخفة كفه كانت تتحرك علي رأسها من الخلف يُربت عليه بلطف كي تنام
"أنت لن تتخلي عني، أليس كذلك؟"
سألته بصوتٍ مُختنق بينما تُحيط خصره بذراعها ليبتلع ريقه بصعوبة
"لن أكون فتاة سيئة لكن لا تتركني"
بلل شفتيه بأعين مُغمضة وكان علي وشك إجابتها لكنه و بدون أن يشعر امتنع عن إجابتها و مع مرور لحظات كان قد نام بالفعل
___________
أمام ذاك المنزل الكبير حيث يعيش التوأمين، سيارة ميونغ داي كانت تقف هناك حيث يجلس هو بداخلها ينظر أمامه بشرود بينما بين شفتيه يضع سيجارته التي أوشكت علي الإنتهاء
رمش بعينيه ببطئ قبل أن يلتفت جانباً حين طُرق علي زجاج السيارة فقابلته جيون عاقدة حاجبيها بإنزعاج ليبتسم بجانبية قبل أن يُخفض الزجاج و أمال برأسه قليلاً
"جونغداي يُخبرك بأن تتوقف عن التدخين و تدخل فهو جهز العشاء لأجل الجميع"
تنهد بصوتٍ عالٍ و هو يُغلق النافذة ليخرج فتقدمت هي تسبقه بخطوات غاضبة مما جعله يضحك بخفة قبل أن يُمسك بذراعها يجذبها نحوه مُحاصراً خصرها بذراعيه
"لم تهربين؟ ربما أرغب بالتحدث معكِ لبعض الوقت؟ "
" أنا لا أريد، و ابتعد عني كي لا تري شيئاً لن يُعجبك "
هسهست بغضب و تحركت بين ذراعيه بعشوائية محاولة التحرر منه فاتسعت ابتسامته الجانبية و جذبها إليه أكثر بينما يُشدد بعناقه حول جسدها فانكمشت ملامحها بضيق
" لكنني أُريد ذلك، ماذا عن... "
همهم بتفكير و هو يميل نحوها بينما عينيه انخفضتا حيث شفتيها لتصرخ بغضب و بقوة رفعت كفها لتحط به علي وجنته بصفعة أدارت وجهه
"لا تُفكر بلمسي أيها الحقير، أقتلك حينها ولن أتردد بذلك"
أشارت إليه بسبابتها بتهديد و عينيها اللامعتين لم يراهما كونه كان لا يزال ينظر جانباً
استدارت لتعود إلي داخل المنزل بعبوس فحرك رأسه نحوها مُراقباً إياها حتي دخلت ليزفر بغضب ثم لحق بها إلي الداخل
" جيون هيا العشـ... "
جونغداي ابتلع كلماته الصاخبة حين لمحها تمسح دموعها بعشوائية لتتخطاه كي تصعد إلي الأعلي مُتجاهلة حديثه فحرك عينيه نحو الباب حتي لمح ميونغ داي يدخل
"ماذا حدث بينكما؟"
سأله بذهول لتُحرك روز عينيها جانباً تُعطي اهتمامها لحديثهما فرفع ميونغ داي كتفيه بلا مُبالاة
"إنها حساسة ليس أكثر، لا تهتم"
تخطاه كي يصعد إلي غُرفته فاستوقفه جونغداي متسائلاً
"ألن تتناول عشائك؟لقد حضّرت العشاء كي نجتمع سوياً"
"لا، لست جائعاً "
أشار إليه بعدم اهتمام و هو يصعد السلالم فتنهد جونغداي و التفت كي يعود إلي المطبخ بينما أعين روز كانت تُراقب ميونغ داي بحدة حتي اختفي بالدور العلوي
" أمرهما غريب، هما لا يتحدثان بكلمة دون شجار "
جونغداي همس بإستغراب ثم مد يده نحو كف روز المتموضعة فوق الطاولة لتجفل و التفتت إليه بإبتسامة
"ماذا كنت تقول؟"
"ألم تسمعيني؟"
ضحك بخفة فهزت رأسها إلي الجانبين قبل أن تسحب يدها من أسفل خاصته ببطئ فأخفض عينيه نحو كفها التي أمسكت بالملعقة ليضم كفيه إلي صدره
" أبي كان يمتلك منزلاً صيفياً رائعاً بجزيرة جيجو، أنتِ لم ترينه بعد"
جونغداي بعد مرور بعض الوقت تحدث فجأة بينما يتناولان طعامهما فهمهمت إليه روز و حركت عينيها نحوه
"رأيت أجزاء منه بالصور"
همهم بإبتسامة مُتسعة ليبتلع ما بفمه قائلاً
" كُنت أفكر بالحصول علي إجازة و الذهاب إلي هناك لنقضي بعض الوقت سوياً، أنا و أنتِ فقط لذا..."
"لكن نحن بفصل الشتاء، لا أظن أجواء جيجو بهذا الوقت ستكون جيدة لقضاء عُطلة هناك "
قاطعته بحاجبين معقودين ليُهمهم بتفهم
"أعرف ذلك لكن ما أقصده هو أن نحاول التقرب من بعضنا، لقد قُلتي أنكِ لا تشعرين بالراحة كثيراً لأننا لا نعيش وحدنا وهذا ما يجعلك مُختلفة بخارج المنزل لذا فكرت في ذلك، أعني نحن الإثنين فقط و نُصبح أقرب... من يعلم ربما بعد تلك العُطلة تتحول كلمة أُحبك التي قُلتها إلي حقيقة "
رفع كتفيه نهاية حديثه بقهقهة لطيفة قبل أن يعود إلي تناول طعامه غافلاً عن اتساع أعين روز المصدومة
" هـ هل قُلت.. أنني أحبك ؟"
تحمحمت بإبتسامة مُصطنعة ليومئ هو ثم مد يده يُربت علي خاصتها قائلاً
" لستِ مُضطرة للتسرع بما يخص مشاعرك روز، لم يمر عام علي زواجنا و بالطبع نحن بحاجة إلي بعض الوقت لذا ببطئ سنحاول التقرب من بعضنا حتي تُصبح هذه المشاعر حقيقية فلا تحاولي تزييف مشاعركِ لأجلي، صدقيني أنا أتفهم الوضع"
ابتلعت ريقها و همهمت إليه قبل أن تُعيد عينيها نحو الطعام بشرود
___________
رنين جرس منزل سيهون لم يتوقف فبتعب أمال علي جانبه الآخر واضعاً الوسادة فوق رأسه يمنع ذاك الصوت المُزعج من التسلل إلي أذنيه بينما بالخارج سوشيل كانت تنظر إلي تلك الشاشة الصغيرة المتواجدة بجانب الباب مُطلعة علي هوية الزائر و بهدوء استدارت لتتجه إلي الغُرفة
"سيهون"
هزته بخفة ليُهمهم بإنزعاج
"ذاك الرجل، اااه ما كان اسمه؟"
توقفت تُفكر قليلاً قبل أن ترفع كتفيها
"لا أذكر إسمه لكنه صديقك، ذاك الذي كان معنا أنا و أنت و الشُرطي"
أكملت محاولة التفسير لتمر لحظات هادئة دون رد من سيهون حتي فتح عينيه ببطئ يستوعب ما قالته
عينيه اتسعتا ليستقيم بجذعه سريعاً ما أصابه بدوار فهز رأسه إلي الجانبين قبل أن يلتفت إليها
"هل فتحتي الباب له؟ "
هزت رأسها إلي الجانبين ثم حركته بحركة أسرع بسبب نظرات سيهون الحادة لتبتلع ريقها
"تعالي"
همس و هو يستقيم عن السرير ليُمسك بمرفقها و جرّها معه نحو خزانة الملابس ثم فتحها قائلاً
"أدخلي إلي هنا، و لا تُصدري صوتاً"
أمرها بجدية فعقدت حاجبيها بإستغراب و هي تتبادل النظرات بينه و بين الخزانة المفتوحة أمامها فزفر بغضب لتتسع عينيها و سريعاً قفزت لتجلس أسفل الثياب المُعلقة بداخل الخزانة
"فتاة جيدة، و الآن لا تتنفسي، مفهوم؟"
أومأت إليه سريعاً ليُغلق الخزانة عليها ثم اتجه إلي الخارج كي يفتح الباب فقابلته نظرات ميونغ داي الباردة
" لم استغرقت كل هذا الوقت؟"
دفعه بإنزعاج كي يدخل فلحقه سيهون بعينيه حتي جلس الآخر بغرفة المعيشة واضعاً قدم فوق الأخري فأغلق سيهون الباب ثم لحق به و جلس مُقابلاً له
"هل لديك نساء هنا؟ لم تبدو بهذه الحالة؟"
قهقه ساخراً و هو يُشير نحو سيهون لينظر الآخر إلي ثيابه
شعره كان مُبعثراً بطريقة عشوائية كونه لم يُجففه قبل نومه و أزرار قميصه المنزلي لم تكن مُغلقة بصورة جيدة فضحك سيهون بخفوت بينما يهز رأسه
"أنا فقط مُرهق"
"توقعت ذلك خاصة حين تغيبت عن العمل و هذه ليست إحدي عاداتك"
ميونغ داي تنهد ليُفرق بين قدميه ثم أمال بجذعه إلي الأمام يستند عليهما بمرفقيه قائلاً بجدية
"سأطلب إجازة لأجلك حتي تستعيد وعيك، حين تعود رجاءً كن أوه سيهون الذي أعرفه"
وقف من مكانه نهاية حديثه ليقف سيهون مُقابلاً له فاقترب منه ميونغ داي و احتضنه هامساً
"أعرف أنك لست بخير لكن يجب أن تتخطي الأمر"
ربت علي ظهر سيهون بلطف ليُهمهم الأطول بعبوس ثم ابتعد عنه يحاول تصنع الإبتسامة
" سأحاول... صدقني سأحاول "
أومأ ميونغ داي بإبتسامة ثم رفع يده يُبعثر شعر سيهون بلطف فاتسعت إبتسامة الآخر حتي سمعا صوت شيئ يقع بداخل غُرفة سيهون ليلتفت كلاهما ينظران إلي الباب بحركة سريعة و أعين سيهون قد اتسعت بذعر
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top