24

Start

" هل ستأتين إلي المنزل؟ تعرفين أنا لا أُمانع ذلك"

رفع كتفيه نهاية حديثه ليدفع باب مكتبه كي يدخل فهو لتوه انتهي من التحقيق بإحدى القضايا

"لا، لن يكون الوضع مُريحاً فلا صلة لي بك كي أبقي معك بنفس المنزل"

جونغداي ضحك بخفة و سحب مقعده ليجلس عليه خلف مكتبه

" صلة ماذا جيون؟ نحن حبيبين الآن، هل يوجد خطب ما بعقلك؟"

المقصودة عضت علي شفتها السُفلي بإبتسامة متحمسة لتحك مؤخرة رأسها

" أعني...هذا منزلك أنت و ميونغ داي لذا..."

ضربت بكفها علي فخذها بخجل حين لم تعرف ما تقول ليُهمهم جونغداي بتفهم

"علي الرغم من أن ميونغ داي لا يمكث بالمنزل مؤخراً إلا أنكِ مُحقة... إذاً أين ستبقين؟"

رفعت كتفيها بعدم معرفة و حركت عينيها تنظر حولها

" لا أعرف، حين يخرج أبي من المشفي سأنتقل إلي منزل آخر يكون قريباً منك و من منزلنا"

"و كيف حال الجميع الآن؟"

سألها بتردد لتضم جيون شفتيها ثم حركت عينيها تنظر نحو والدتها و روز اللتان تجلسان مُتباعدتين و الصغير ميون علي فخذي جدته التي تحتضنه

" أبي بخير الآن لكنه لا يريد رؤية أي أحد، أمي لا تتحدث معي أو مع روز كما أنها تعتني بميون لأنها مُصرّة بأن روز ليست الأم التي يستحقها هذا الصغير... مازالت البداية و لكن الأمور معقدة بالفعل"

تنهدت نهاية حديثها ليُبلل جونغداي شفتيه بهمهمة خافته

" جونغداي...هل حقاً سامحتني؟ "

سألته بتردد فحرك جونغداي عينيه نحو الباب الذي فُتح فجأة و أشار إلي هيونغجاي بالإنتظار ثم استدار بمقعده يُعطي ظهره للآخر

" هلا تخطينا الحديث بهذا الشأن جيون؟ "

" أنا فقط...قلقة و لا أشعر بالراحة كلما فكرت في..."

أجابته بعبوس فتنهد مُقاطعاً إياها

" أحاول النسيان جيون...لأكون صريحاً هذا لم يكن بالشيء الهين لكنني أحاول النسيان لذا التحدث عن الأمر يُزعجني"

نبس بصدق لتزم الأخري شفتيها بخجل هامسة

" جونغداي أنا حقاً آسفة..."

"ما رأيكِ أن نختم هذا الحديث بقبلة لطيفة لأنني أمتلك عملاً هاماً الآن"

قاطعها بنبرة مرحة يحاول تغيير الموضوع بينما نبرته كانت خافتة كي لا يسمعه هيونغجاي

جيون ابتسمت بخفة و همهمت ثم أرسلت إليه قبلة عبر الهاتف فتنهد جونغداي بإبتسامة

" سأشتاق إليكِ "

قهقهت بخجل لتومئ برأسها بخفة و كأنه يراها فأغلق هو الخط و التفت ينظر إلي هيونغجاي و ابتسامته لم يتمكن من اخفائها

ربما ما تعرض له من خداع لم يكن بالشيئ الهين لكن جونغداي يحاول النظر إلي الأمر من جوانب أخري

مثل أنه لم يكن ليتقرب من جيون و يُدرك مشاعرها نحوه

و جونغداي بجدية لا يظن أنه قد يجد شخصاً أفضل من جيون

هو واقع بحبها بعمق

حتي و إن كانت كاذبة و قامت بخداعه فهو مازال لا يتخيل حياته بدونها

حين يكون وحيداً سيُفكر بأنه لا يجب أن يكون معها و لا يجب أن يُسامح من خدعه

لكن تلك الأفكار تتلاشي بمجرد سماعه لصوتها

جونغداي كاد يفقد عقله حين رآها منذ يومين

كانت المرة الأولي التي يراها بها منذ طردها من منزله، و علي الرغم من معرفته أنها كانت تعرف بحقيقة أن روز مازالت علي علاقة بحبيبها السابق إلا أن جونغداي تعامل و كأنه لم يُلاحظ ذلك

روز من خانته و هو لن يأخذ جيون بذنبها

ليس لأجل جيون بل لأجله هو

"جونغداي..."

هيونغجاي نبس بتردد فهمهم الآخر و هو ينظر إليه بإبتسامته التي بدأت تتلاشي تدريجياً يشعر بوجود خطب ما

______________

جونغداي ركض كالمجنون بأرجاء المشفي يبكي بهيستيرية و عينيه غرقتا بالدموع حتي تشوشت رؤيته

هيونغجاي كان خلفه يحاول اللحاق به لكن جونغداي لم يُنصت إليه و لم يتوقف للحظة كي يُجيب نداءات الآخر

هو نسي كل شيئ عن صديقته بمجرد أن سمع هيونغجاي يتفوه بتلك الجملة

"هيرين انتحرت"

لم يهتم إلي شيئ مما عرفه عنها..حتي و إن كانت جزءاً من عصابة تايلند فعقله ألقي بتلك الشكوك إلي أبعد نقطة بهذا العالم

فقط ما يذكره هو ضحكاتها التي أخذت تتردد بأذنه

بسمتها حين تري جون يقف قريباً منها

مزاحها بالأرجاء

و مرحها...جونغداي فقط لا يستطيع تصديق ذلك

كيف تنتحر و لماذا؟!

وقف بجانب جثتها المُغطاة بغطاء أبيض يخفي جسدها و انحني ليجلس بجانبها

بشفاه تتفرق لمرات عديدة محاولاً التحدث هو حرك كفيه عليها دون تلامس إلي أن وقعت يديه علي جانبيه تصطدمان بالأرضية

"هيـ.. هيرين.."

همس بصوتٍ مُختنق من بين أنفاسه و حاول لمسها مُجدداً إلا أنه فشل بذلك....يديه تنفران منها كلما اقتربتا خشية أن يلمس جثتها فيتأكد من أن ما يعيشه الآن هو الواقع

"هيرين...لستِ ضعيفة لتفعلي ذلك"

تمتم بضعف ليُغلق هيونغجاي عينيه و استدار يخرج من الغرفة مُنتظراً إياه بالخارج

"لا يُمكنكِ الهروب من أخطائك بهذه الطريقة"

صرخ بإنفعال و ضرب علي السرير بجانبها بغضب لينفجر باكياً

"هيرين لا تتركيني"

هيونغجاي تنهد بضيق و هو يستمع إلي نحيب الآخر داخل الغُرفة

"هيرين"

صرخ بإسمها ببكاء فمسح هيونغجاي علي جبينه بتوتر ثم تحرك مُبتعداً عن الغُرفة و رفع هاتفه ليتصل علي سيهون لكن الآخر كان مشغولاً بالفعل و لم يُجب إتصالاته

_____________

ميونغ داي جلس بغرفته ينظر إلي كفه المُرتجف بأعين لامعة

تنهد بثقل و حرك يده يبحث بجيبه عن علبة سجائره ليُخرج واحدة ألقي بها بين شفتيه بتوتر ثم أشعلها

كان شيئاً اعتاد علي أن يخفف توتره من خلاله إلا أنه لم يكن له أي تأثير الآن

----------

ميونغ داي pov

لم يبقي سواي... هيرين ماتت بالفعل و أنا من أفهم استراتيجية ذاك القاتل

أنا التالي و قد كنت مُستعداً...

لكن لم علىّ أن أموت بهذه الطريقة؟ أنا لم أحصل علي فرصة واحدة لتحقيق ما أتمناه

أنا لم أحصل علي فرصة لتحقيق حلمي كسبّاح عالمي

لم أرغب يوماً بأن أكون جزءاً من عصابة تقوم بكل ما هو غير قانوني

و لم أرغب يوماً بأن أكون سيئاً

لطالما كنت هادئاً، ربما حاد الطباع لكنني لم أكن سيئاً في شيئ سوي التواصل مع الآخرين

لكن أبي فسر كل ذلك بأنني عديم الرحمة و لا أملك قلباً لذا ضحي بي و ترك ابنه الآخر يحقق أحلامه

لم أكره بحياتي المقارنات بيني و بين جونغداي

لطالما أحببت شخصيته لكن هذا لم يكن لصالحي

و بتلك اللحظة التي قتلت بها طفلاً بريئاً أدركت أنه لا مجال للعودة و كرهت جونغداي لأنه لم يتم التضحية به هو ... أبي ألقي بي داخل عصابة إذا علمت بأمرها فإما أن تكون جزءاً منها أو أن تُقتل

و أنا كنت متلهفاً للبقاء علي قيد الحياة علّني أحقق حلماً واحداً علي الأقل

و كنت مخطئاً فحياتي أصبحت ملكاً لهم

حتي من أُعجبت بها أحبت جونغداي

و طفلي أصبح كطفل لرجل آخر و ياللصدفة إنه جونغداي الأحمق

ليس و كأنني كنت قاسياً إلي هذا الحد

لكنني خشيت الحصول علي طفل أتعلق به فيموت بنفس الطريقة التي اضطررت بها بأن أقتل أطفالاً آخرين

لكن روز تمسكت بالطفل و جونغداي قام بدور البطل و تحمل المسؤولية ليجعل طفلي قريباً مني

و هذا جعلني أمقته أكثر

أو لا أفعل...

مشاعري نحو جونغداي لا يُمكنني تحديدها

حين نكون وحدنا، أنظر إليه و كيف يتحدث معي بطريقة ما تُمحي ذكريات الماضي من عقلي

أرغب بإحتضانه لأستمد الأمان و الراحة منه

لكن حين رؤيته بجانب الآخرين أذكر أن توأمي سرق مني كل شيئ

لماذا تم اختياري لأكون الشخص الشرير؟! أنا لم أطمح يوماً لأكون كذلك

حُلمي دائماً كان أن أكون بطلاً

حتي بالتحاقي بالشُرطة لم يكن لي الفرصة كي أكون بطلاً فأنا بهذه الطريقة أصبحت مُجنداً للعصابة رسمياً

الشيئ الوحيد الذي فزت به من هذه الفوضي كان سيهون

سيهون...هو لطالما كان صادقاً معي

يُخبرني بوجهي أنني بارد لكنه رأي ما هو مخفي بداخلي

و رغم السوء الذي يُحيط بي هو اختارني كصديقه المُقرب و ليس جونغداي

كانت المرة الأولي التي أشعر فيها بأن ميونغ داي المُراهق مازال ملحوظاً للآخرين علي الرغم من أنه كان سيهون فقط من يراه

لذا لم أستطع رؤية جونغداي يحل محلي... ليس مع سيهون

لا أعلم هل أصبحت درامياً فجأة لأن الموت اقترب مني بالفعل أم لأن سيهون اكتشف حقيقتي...

لكنني مُدرك بأنني لم أرغب بأن تتشوه صورتي بأعينه

أنا لم أطلب أن أكون سيئاً لذا أليس أحد حقوقي أن أموت و الشخص الذي أحبه يذكرني بالخير؟!

علي الأقل لأكون قد حققت شيئاً بهذه الحياة

للمرة الثانية بحياتي بأكملها أشعر بالضياع و التوتر الشديد حين أدركت أن سيهون يبحث خلفي

لذا أنا فقط استسلمت للواقع كي لا ينشب بيننا عراك قد ينهي حياته...

علي الرغم من معرفتي لما يُخطط له لم أخبر العصابة بذلك و تركته ينهي المهمة كما يُريد

حتي أنني جعلت البضاعة هذه المرة خالية من أي روح بشرية كي لا تتخذهم العصابة رهائن

هذا انتقامي منهم علي ما فعلوه بحياتي

لكن سيهون سيُسامحني أليس كذلك؟

هو لن يكرهني؟!

أتمني ذلك و لكن...

كما كنت دائماً غير مرئي بسبب وجود جونغداي المرح من حولي

فسأختفي دون أن يهتم الآخرين، و لربما ذكراي ستكون كمجرد سافل فلن ينظر أحد لأنني كنت مضطراً إلي كل ذلك

لم أرغب بأن أكون مُثيراً للشفقة بأعين الآخرين، لكنني بالواقع أشعر بالشفقة تجاه نفسي

End pov

_____________

تشانيول استند بكتفه علي إطار الباب الخاص بغرفة سوشيل ينظر إليها مُتكتفاً و حاجبيه معقودين بينما الأخري منغمسة ببكائها

" سوشيل...توقفي رجاءً هذا ليس جيداً لصحة طفلك"

وبخها بإنزعاج فتجاهلته تستكمل نحيبها مُتشبثة بغطائها بكفين ترتجفان

استقام بوقفته حين دق جرس المنزل و بهدوء قال

"اتصلت بزوجكِ، أعتقد أن تواجدك معه سيكون أفضل من التواجد معي أنا"

أعين سوشيل اتسعت لترفع عينيها نحو تشانيول لكن الآخر تجاهلها و خرج لإستقبال سيهون

" لم يمر نصف ساعة منذ اتصلت بك، هل تحوم حول منزلي؟"

تشانيول قهقه يستقبل الآخر بسخرية فعقد سيهون حاجبيه

" ماذا حدث لـسوشيل؟ "

ابتسامة تشانيول الساخرة تحولت إلي أخري بسيطة تكاد تُلاحظ ثم رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة

" زوجتك مُدللة لذا من الأفضل أن تستعيدها و أنا سأعطيك النظام الغذائي الخاص بها لذا اهتم بها أنت"

"لكنني أمتلك مهمة خاصة بوقت قريب و قد لا أتمكن من رعايتها لذا لم لا..."

سيهون تحدث بقلق، و علي الرغم من كونه لم يشعر بالراحة طوال اليومين اللذان انقطع بهما التواصل بينه و بين زوجته بسبب عمله و بسبب تواجدها بمنزل تشانيول إلا أنه كان لايزال قلقاً من فكرة تركها بالمنزل وحدها و هي بهذه الحالة

" ستعودان وحدكما حتي أن الحراس لن يعودوا معكما لأن أكثر ما يُضعف نفسية سوشيل هو شعورها بأنها مسجونة و لا تقلق...كل شيئ سيكون بخير"

تشانيول قاطعه بهدوء فعقد سيهون حاجبيه بإستغراب من حديث الآخر

" هناك خطر يُحيط سوشيل و.."

"لأكون واضحاً معك لقد تراهنت مع نفسي إن لم تستعد سوشيل اليوم فلن أسمح لك أبداً بإستعادتها و سأُعيدها إلي أسبانيا لذا اتخذ قرارك بسرعة لأنني لست صبوراً "

تشانيول بلا مُبالاة قاطع حديث سيهون مُجدداً و نبرته لم تعجب الآخر

سيهون لم يجد مُبرراً لما قاله تشانيول لأنه و بجدية منذ يومين فقط كان هو من أصر علي أن تبقي سوشيل تحت حمايته و بالوقت ذاته يمكنها التواصل مع سيهون وقتما تشاء لكنه الآن يتراجع عن قراره ذلك و بدون أي مبرر

تشانيول تكتف ينظر إلي سيهون الذي أبدت نظراته مدي تخبط أفكاره ثم تنهد حين رفع الآخر عينيه نحوه بصمت

" سأتحدث مع سوشيل إلي أن تُقرر"

تشانيول ربت علي كتفه و هو يتخطاه ليصعد إلي الأعلي لكنه كان يعلم بقرار سيهون مُسبقاً لذا جعل سوشيل تتجهز للمُغادرة

سيهون ابتسم حين رؤيتها تنزل السلالم ببطئ شديد و تردد واضح لتتلاشي ابتسامته تدريجياً مع وضوح وجهها الذي لم يخلو من آثار بكائها

تقدم منها بقلق لتنظر إليه بعبوس ثم عادت تخفض رأسها بخجل فحرك عينيه إلي تشانيول الذي ادّعي عدم ملاحظته لأي مما يحدث

" لنعد إلي المنزل"

أمسك يدها بإحكام ليشعر بإرتجافها فعادت عقدة حاجبيه من جديد يشعر بالغرابة من ما يحدث لكنه اكتفي بالصمت إلي أن عاد إلي المنزل مع سوشيل

و بمجرد أن فتح الباب سبقته بخطواتها إلي الغُرفة فتنهد ليُوصد الباب جيداً قبل أن يلحق بها

" تعرفين أنني لم أدخل المنزل منذ يومين؟ منذ أن تركتكِ بمنزل تشانيول و أنا أعمل فقط"

سيهون تحدث بإبتسامة مُتسعة بينما يخلع ثيابه العلوية يضعها جانباً محاولاً فتح حديث مع سوشيل لكن الأخري دفنت وجهها أسفل الغطاء

حك مؤخرة رأسه ثم تخصر ينظر إليها لبعض الوقت قبل أن يتقدم ليصعد علي السرير بجانبها

تمدد علي بطنه و وجهه قريب من خاصتها

" هل وقعتي بالحب مع تشانيول و لم تعودي ترغبين برؤيتي؟"

بعبوس مزيف همس فرفعت وجهها تنظر إليه ليرتطم أنفها بخاصته بسبب المسافة التي تكاد تنعدم بينهما فابتسم سيهون بخفة

" بالطبع لم تقعي بالحب معه...أنا فقط أمزح"

قلب عينيه يتحدث بثقة فارتجفت شفتي سوشيل بعبوس و اقتربت منه لتدفن وجهها بعنقه فارتفع حاجبيه بتفاجؤ

" سيهون..."

همست بصوت مختنق فهمهم و أمال يُقبّل جانب رأسها

" أنا أحبك "

"أنا أيضاً أحبكِ"

ابتعد عنها قليلاً كي يري وجهها بوضوح ثم رفع كفه ليحتضن وجنتها بلطف بينما ابهامه يتحرك عليها بحركة خفيفة

" لكنني شخص سيئ..."

عقد حاجبيه بتفاجؤ لينظر إلي عينيها الدامعتين

" و لا أريد هذا الطفل..."

سيهون سحب كفه بعيداً عن وجهها بحركة سريعة و كأنه صُعق بالكهرباء ثم استقام بجلسته لتعتدل هي الأخري تجلس مُقابلة له

"مُجدداً؟"

تنهد بضيق لتقترب منه سوشيل بتردد ثم أمسكت بيده

" سيهون صدقني... أنا لست الأم المثالية و لا أنت تستحق أن تكون أباً..."

"ماذا ؟"

بعدم فهم ضيّق عينيه فهزت سوشيل رأسها إلي الجانبين

" لنتخلص من هذا الطفل و..."

"هذا الطفل يكون طفلنا سوشيل"

قاطعها بإنفعال و وقف من مكانه مُبتعداً عنها

" نقتل طفلنا؟ لماذا؟ روح بريئة كهذه لماذا نتخلص منها؟ هل بسبب أوهام ليست متواجدة سوي بعقلك أنتِ؟ من أخبرك بأنكِ لستِ الأم المثالية أو أنني لا أستحق أن أكون أباً؟ "

" سيهون نحن... "

قاطعته ببكاء ليبتر حديثها بصوتٍ أعلي من السابق و وجهه قد تحول بالكامل إلي اللون الأحمر لشدة غضبه

" نحن ماذا سوشيل؟ نحن ماذا هااا؟...نحن نصبح تدريجياً أتعس زوجين علي وجه الأرض بسبب عقلك الغبي...تقفزين إلي استنتاجات لا أعلم من أي مكان تأتين بها و لا تُقدرين مشاعري... سوشيل أنا أحبك لدرجة أنني قد ألحق بكِ إلي الجحيم بصدر رحب، مشاعري نحوك أصبحت كالهوس،إنها مرض يلازمني و أنا أتقبل هذا طالما أن سعادتي بجانبك لكن أنتِ أفكارك جميعها عن ماذا تدور؟... فقط آراء من حولنا و آرائك الخاصة التي تُقلل من شأنك دائماً "

توقف يلتقط أنفاسه و بعبوس مسح علي مُقدمة رأسه يحاول تمالك أعصابه

" أنتِ لا تعرفين بماذا أمر لكنكِ.. "

شهق باكياً ليمسح علي وجهه بكلتا كفيه

" أنتِ فقط تُزيدين من حالتي سوءاً...أشعر بأنني أخسر كل شيئ و أخسر جميع من حولي و ها أنتِ تؤكدين ذلك الآن "

"سيهون"

همست بصوت مُختنق لتقف علي رُكبتيها و اقتربت من طرف السرير حيث يقف

" لم أقصد... "

و بنفس نبرتها الرقيقة هي جذبته من يده كي يقترب منها لتستقيم بجذعها و أحاطت عنقه بذراعيها فاحتضن خصرها بتردد يدفن وجهه بعنقها

" أنا خائفة "

" لم لا تثقي بي فحسب؟ "

همس بضعف ليضيق العناق حول خصرها فزفرت سوشيل بإرتجاف و ابتعدت عنه قليلاً كي تنظر إليه

ببطئ حركت ذراعيها لتترك عنقه ثم احتضنت وجنتيه لتمسح دموعه بإبهاميها بلطف ثم جذبته تجعل من جبينه يستقر فوق خاصتها

"لم لا نقضي ما تبقي لنا من وقت سوياً؟أنا و أنت فقط...دعنا لا نُضيف شخصاً آخر إلي هذه العلاقة السامة"

سيهون رمش بعدم فهم ليترك خصرها و رفع كفيه يُمسك بخاصتيها فوق وجنتيه يهمس بتلعثم متفاجئ مما سمعه

"هل للتو... وصفتي علاقتنا بالـ... السامة؟"

عقد حاجبيه بقهقهات مصدومة ففرقت سوشيل بين شفتيها محاولة التبرير لكن سيهون جذب كفيها بعيداً عن وجهه

" أعتقد أنني فهمت ماذا أكون بالنسبة إليكِ"

قهقهاته الساخرة المتألمة تخللت حديثه تُزيد من وتيرة تنفس الأخري بسبب حزنها

" افعلي ما تُريدينه...قتل طفلنا و ارتكاب جريمة بحقه و بحق كلينا..."

ضحك بخفة ليحك جبينه بخشونة بينما يُكمل

"اااه يُمكنكِ أيضاً العودة إلي أسبانيا و التخلي عني فعلاقتنا سامة"

"سيهون"

نبست ببكاء و اقتربت منه أكثر بعدما تركت السرير فابتعد هو إلي الخلف بخطوة واسعة

" لا، لا...أنتِ مُحقة سوشيل...هذه العلاقة سامة، كنت...كنت أعرف أنها ستنتهي يوماً ما لكن..."

تنفس بعمق ليُمسد صدره العاري حين شعر بأنفاسه تتلاشي

" لكنني لم أتخيلها ستنتهي لهذا السبب"

عض علي شفته السُفلي بعبوس ثم التفت ليُغادر الغرفة دون إضافة حديث آخر و اتخذ من الحمام ملجأ له كي لا تراه سوشيل ضعيفاً أكثر من ذلك بينما هي لم تعي علي وجوده داخل الحمام فترة طويلة كونها انهارت باكية إلي أن غرقت بالنوم

_______________

جيون سحبت نفساً عميقاً بعدما دقت جرس منزل جونغداي للمرة الثالثة ثم أخفضت يدها تعبث بحقيبة ملابسها بعبوس حين لم تتلقي رداً مُجدداً

استدارت كي تُغادر باحثة عن مكان قريب تنتظر به عودة جونغداي فقد لا يكون بالداخل لكن بمجرد تحركها من مكانها فُتح الباب و ظهر هو من خلفه بحالة يُرثي لها

التفتت مُجدداً تنظر إليه بإبتسامة مُتسعة تلاشت تدريجياً حين رؤيته بتلك الحالة لتترك حقيبتها ثم تقدمت منه بخطوات واسعة حتي وقفت أمامه

"جونغداي...ماذا حدث؟"

رفعت كفيها نحوه بتردد إلي أن استقرتا فوق وجنتيه لتزفر بعمق حين شعرت بحرارة وجهه

" حرارتك مُرتفعة"

جونغداي شهق باكياً و ألقي برأسه فوق كتفها لتتسع عينيها بتفاجؤ

" دعنا ندخل أولاً"

همست بخفوت و استدارت برأسها بحذر لتمد كفها نحو حقيبتها تجرها خلفها نحو الداخل بينما ذراعها الأخري تُحيط بخصره إلي أن وصلا غرفة المعيشة فتركت حقيبتها جانباً ثم ساعدته كي يجلس لتجلس بجانبه

" ماذا يحدث؟"

سألته بأعين تتفحصه بقلق محاولة فهم سبب بكائه الحاد هذا لكن الآخر لم يفعل شيئاً سوي البُكاء

" أنت لم تُجب علي مُكالماتي منذ أسبوع تقريباً لذا كنت قلقة من أن شيئاً قد حدث"

بررت سبب تواجدها بمنزله، و جونغداي لم يبدو واعياً لما تقوله

جيون تنهدت بضيق حين لم تتمكن من الحصول علي أي تفسير منه و اكتفت بمُشابكة أناملها مع خاصته و جذبت رأسه لتستقر علي كتفها تُربت علي وجنته بلطف كي يهدأ

ميونغ داي ألقي بسيجارته أسفل قدمه كي يُطفئها قبل أن يدخل المنزل فتوقفت خطواته حين رأي جيون و التفتت نحوه هي الأخري

جيون قلبت عينيها بإنزعاج حين رؤيته و استدارت لتنظر إلي جونغداي مُجدداً فتقدم ميونغ داي منهما حتي وقف أمامهما

" أمتلك عملاً هاماً لذا سأُغادر المنزل لبعض الوقت"

ميونغ داي تحدث بهدوء و لم يتلقي رداً...لكن هو متي كان بالمنزل ليُغادره؟

ميونغ داي بالفعل أصبح يقضي الكثير من الوقت بعيداً عن المنزل

و ربما مر أكثر من شهر و نصف منذ أن حظي هو و توأمه بوجبة سوياً أو حواراً طبيعياً

استدار ميونغ داي كي يصعد إلي غُرفته ليجمع ثيابه فأمسك جونغداي بكفه سريعاً ثم رفع عينيه نحو الآخر لتلتقي نظراتهما

قلب ميونغ داي ارتجف حين رأي أعين توأمه الحمراوتين اثر بكائه

و لمحات سريعة من الماضي مرت من أمام عينيه...حين كانا كتوأمين طبيعيين

العلاقة بينهما قوية كما مشاعرهما تجاه بعضهما

و تلك المشاكل السخيفة بينهما التي تنتهي بمجرد ابتسامة يتبادلاها

"ستعود إلي هنا مُجدداً؟"

جونغداي سأل بصوتٍ مُختنق خائفاً من خسارته هو الآخر فابتلع ميونغ داي ريقه و ابتسم بتصنع

" علي الأغلب لا"

تنهد جونغداي بإرتجاف و وقف من مكانه كي يكون مُقابلاً للآخر

" ميونغ داي"

همس ليشهق بخفوت ثم تشبث بتوأمه بخوف و هذا لم يكن سهلاً علي ميونغ داي

لم يرغب بالضعف أمام جونغداي و الآخر لا يُساعده

" ميونغ داي أنا..."

اقترب يحتضنه بقوة فقاطعه ميونغ داي بحاجبين معقودين

" حرارتك مُرتفعة"

التفت ينظر إلي جيون وهو يدفع جونغداي بعيداً عنه بلطف ثم نبس بجدية

" أحضري الماء البارد و قطعة قماش ثم الحقي بي"

جيون أومأت بإستغراب و اتجهت إلي المطبخ في حين ميونغ داي احتضن جسد توأمه بحذر يُساعده علي الصعود إلي غُرفته

وضعه علي السرير ليجلس بجانبه حين أمسك جونغداي كفه بإحكام

قبضته حول كف ميونغ داي كانت قوية رغم ضعف جسده لكن شعوره بأنه سيفقد ميونغ داي بمجرد أن تنفصل كفيهما جعله يُنفق ما بجسده من طاقه بتلك القبضة

" ابقي معي"

جونغداي همس بصوته الضعيف جاعلاً من غصة تتوسط حلق أخيه الذي ضغط علي كفه بخفة ثم التفت ينظر إلي الباب حين دخلت جيون بصحن الماء البارد

مد يديه نحوها يحمل الصحن عنها فأعطته إياه بنظرات التعجب التي تعلو عينيها

لم يسبق و أن رأت ميونغ داي يهتم لأخيه أو لأي شخص آخر بهذه الطريقة

ميونغ داي رغم برودة ملامحه إلا أن عينيه لم تكذبا

هو قلق علي جونغداي

ليس بسبب حرارة قد تزول ببعض الكمادات الباردة ثم التعرق و هو نائم أو شيئاً من هذا القبيل

ميونغ داي كان قلقاً لأنه سيترك جونغداي وحده

هو سيتخطي هذه الصدمات بوجود جيون بجانبه صحيح؟!

ميونغ داي رفع عينيه نحو جيون حين ومض ذاك السؤال بعقله فرمقته بحاجبين معقودين ثم التفتت تنظر إلي جونغداي

اقتربت منه قليلاً و أمالت نحوه لتُقبل جبينه فتنهد ثم مد كفه الأخري تُمسك بيد جيون قبل أن يُغلق عينيه بتعب

حين تأكد ميونغ داي من أن توأمه قد نام بالفعل جذب يده من خاصته بحذر كي لا يستيقظ ثم غادر الغُرفة بصمت لتلحق به جيون معترضة طريقه قبل أن يدخل غرفته

أمال برأسه قليلاً حين وقفت أمامه فابتلعت ريقها بتوتر متسائلة

"ما به جونغداي؟ و لماذا تتصرفان بهذه الطريقة الـ... غريبة"

ختمت حديثها بعدم فهم فالتزم الآخر الصمت للحظات قبل أن يُجيب بهدوء

"هيرين صديقته المُقربة... لقد انتحرت"

جيون شهقت بصدمة واضعة كفيها أمام شفتيها بأعين اتسعت قليلاً

" أعتقد أنه كان يحاول تخطي الأمر بسرعة، كان هادئاً للغاية بأول يومين لكن بعد ذلك انفجر مجدداً كما كان حين تلقي الخبر أول مرة و منذ ذلك الحين و هو بهذه الحالة "

رفع كتفيه نهاية حديثه لتتنهد جيون بعبوس و أخفضت عينيها عنه غافلة عن أعين ميونغ داي التي تنظر إليها بحزن

" جيون "

همس إسمها بخفوت فرفعت عينيها نحوه تنظر إليه بتساؤل

" لم أرغب بأن يتزوج جونغداي بـ روز...أنا لست سيئاً إلي هذا الحد "

عقدت حاجبيها بإستغراب قبل أن تبتسم بسخرية

" لكنك تركته يفعل ذلك...كن واقعياً ميونغ داي فلولا تخليك عن طفلك لما حدث كل هذا لذا نعم أنت سيئ، بل الأسوأ علي الإطلاق"

تخطته كي تدخل الغرفة مُجدداً حيث جونغداي فظل هو بمكانه لبعض الوقت ينظر إلي البقعة حيث كانت تقف بشرود و ابتسامة منكسرة تعلو شفتيه

ميونغ داي لم يرغب بأن يتزوج جونغداي من روز خاصة و أنه والد الطفل

لكن ماذا سيقول؟ جونغداي الطفل الذي تريد أن تتحمل مسؤليته أكون أنا والده!

بالطبع لم يكن ليفعل ذلك كي لا يضطر إلي تحمل مسؤليته

ثم التعلق به و تكوين أسرة صغيرة تكون هي نقطة ضعفه لاحقاً كما حدث مع هيون

ربما هيون كان أسوأ شخص قابله ميونغ داي طوال حياته و الذي يبدو كشخص لن يتأثر بأي شيئ خاصة و أن ميونغ داي كان يعرف حقيقته

هو الوحيد الذي كان علي علم بأن هيون يمتلك قلباً قاسياً كالحجارة إلا أنه كان مُدركاً أن نقطة ضعفه هي عائلته و هذا ما دفع ذاك القاتل لقتلهم أولاً

لذا أمام نفسه هو كان محقاً... العائلة ليست سوي نقاط تُضعفنا أمام العدو و هو لم يرغب يوماً بأن يكون ضعيفاً

_____________

" هيا لتتناول العشاء"

جيون بإبتسامة تحدثت و هي تدخل من باب غرفة جونغداي تحمل صينية الطعام معها فاستقام بجلسته و رفع عينيه نحوها بهدوء حين جلست مقابلة له علي جانبه الأيسر

" بالطبع كنت أرغب بالقيام بمسابقة للدجاج الحار معك كوني كنت متلهفة للحصول علي جائزتي لكن بسبب إهمالك لنفسك ها نحن مضطرين لتناول العصيدة"

أخرجت لسانها بتقزز نهاية حديثها ليبتسم جونغداي بإرهاق ثم مد يده نحو خاصتها و شابك أناملهما سوياً ليقرّب كفها من شفتيه يُقبّلها بلطف

" لنعتبر أنكِ فُزتي، ماذا تُريدين؟ "

همس بصوت مبحوح يبدو عليه الإرهاق فهمهمت جيون بتفكير ثم رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة

"ماذا عن أن تتناول العصيدة أولاً؟"

ابتسم جونغداي و همهم بخفوت ثم فرق بين شفتيه حين بدأت جيون بمساعدته علي تناول طعامه و هي تتحدث عن أمور عشوائية

أنهي جونغداي طعامه لتمسح جيون علي شفتيه بمنديل مُبلل برقة ثم تنهدت بصوتٍ عالٍ و ابتسامة مُتسعة

" إذاً...هل يُمكنني الحصول علي قُبلة؟ "

اقتربت منه فاتسعت عينيه ليضع كفه أمام شفتيه سريعاً يمنعها عن ذلك

" ستلتقطين المرض مني"

"لا تكن درامياً"

قلبت عينيها و أمسكت بيده تدفعها عن شفتيه ثم قبلتهما بسطحية

"أووه لم يُصيبني المرض"

هتفت بتفاجؤ مُزيف لتُقبّل شفتيه مُجدداً فرفع جونغداي حاجبيه

"جيون توقفي"

همس بقهقهة خافتة فأومأت بعبوس لكنها عادت مُجدداً تُقبل شفتيه بقبلة أخري رطبة قصيرة ثم ابتعدت عنه

"حسناً، هذه كانت الأخيرة"

جونغداي ضحك بعدم تصديق لتبتسم جيون ثم حملت الصينية تضعها علي الطاولة بجانبهما قبل أن تميل برأسها تستند به فوق صدر جونغداي

" اشتقت إليك كثيراً جونغداي"

المقصود همهم كإجابة ليرفع كفه يُربت بها علي رأسها بلطف

"أحبكِ جيون"

______________

" تأكدوا من درجات الحرارة بداخل المخازن أولاً قبل إغلاقها "

قائدهم ذو الذراع المُصابة أمرهم بذلك ثم التفت ينظر إلي ميونغ داي الذي لا يفعل شيئاً سوي التدخين ليعقد حاجبيه

"ألن تُغادر؟ الشُرطة ستأتي إلي الميناء قريباً "

تسائل بإستغراب لينظر إليه ميونغ داي للحظات ثم نفث دخان سيجارته بوجهه و ألقي بها أسفل قدمه قبل أن يخرج من تلك المركبة يتجه إلي المجاورة لها و الآخر لحق به

"ميونغ داي أنت تتصرف بغرابة و هذا ليس الوقت المناسب، أنت تُفسد خطتنا "

صوته العالي جذب أنظار الجميع إليه إلا أن ميونغ داي لم يلتفت نحوه

هو فقط تصرف و كأن لا أحد خلفه

" سيدي، وجدنا هذا الشخص بالداخل"

أحد رجاله قاطعه قبل أن يتحدث فالتفت ينظر إلي من وجدوه فعقد حاجبيه

لقد كان أحد أفراد فريق سيهون

و بالتحديد الشخص الذي يُلازمه بمعظم مهماته و المساعد الأول لسيهون...هيونغجاي

"انظروا من لدينا هنا"

ذو الذراع المصابة ضحك بسخرية و تقدم من هيونغجاي فضربه ذاك الذي وجده ليجعله ينحني علي ركبتيه أمام قائدهم إلا أن أعين هيونغجاي كانت تتبادل النظرات مع ميونغ داي بعبوس يعلو وجهه

" فاشل... ستبقي فاشل كما قائدك"

ميونغ داي ضم قبضته و التفت يبتعد عنهم إلي أن سمع صوت إطلاق الرصاص ليتوقف بمكانه و رفع عينيه ينظر إلي سيهون و رجاله الذين حاصروا المكان

خطوات سيهون أصبحت أبطأ حين تلاقت نظراته مع صديقه لكنه سرعان ما جمع شتات أفكاره و انضم إلي رجاله بينما مُسدسه يوجه إلي قائد تلك العصابة

" ااه هذا مُزعج"

ذو الذراع المصابة تحدث بسخرية و حرك رأسه بحركة دائرية ثم رفع يده يُشير إلي رجاله فوجهوا أسلحتهم نحو رجال الشُرطة بينما مسدسه بحركة سريعة أصبحت فوهته تُلامس رأس هيونغجاي

"تقبض عليّ؟ .. لا أعتقد هذا"

هز رأسه بإبتسامة ساخرة لتبدأ المراكب بالتحرك ليهز سيهون رأسه ثم رفع يده يُطلق ألعاباً نارية و الهدوء بعدها أحاط المكان ليتبادل رجال العصابة التايلندية النظرات قبل أن ينفجروا ضاحكين هم و قائدهم

"هذا ما لديك؟"

صرخ من مكانه بصوتٍ عالٍ ساخراً من سيهون لكن الأمر لم يدم طويلاً حين بدأت مراكب صغيرة تقترب من بعيد من الجانب الآخر تُحاصرهم مُحملة برجال من الشرطة و أسلحتهم موجهة إليهم

هيونغجاي ابتسم حين رأي أعين القائد ذو الذراع المصابة تتحول من الساخرة إلي أخري متوترة و بحركة سريعة ضرب من خلفه و سحب مسدس ذاك القائد ليوجهه إلي رأسه

"قائدي فاشل؟..لا أعتقد هذا"

مُقلداً إياه سخر منه بنفس نبرته السابقة قبل أن تبدأ حرب بين الجانبين وقع بها مصابين من كلتا الجهتين

لكن علي الأقل فريق سيهون اتبع التعليمات... و بالنهاية هو لم يخسر أحداً

عدا أن بعضهم سيمكث بالمشفي لبعض الوقت

بعد دقائق طويلة كان من تبقي علي قيد الحياة من رجال تلك العصابة قد تم تقييده و يتم جذبه إلي سيارة الشرطة

و مثلهم ميونغ داي كذلك كان يتم سحبه

تايانغ كان يُقيده من الخلف بإحكام علي الرغم من عدم وجود مقاومة من جانب ميونغ داي فهو بدا مُستسلماً

و ربما كُسر غروره المزيف حين رؤيته نظرة الإنكسار و الخذلان بأعين صديقه المقرب عند مروره من جانبه

سيهون أشاح بوجهه بعيداً عنه و تنهد بضيق محاولاً أن يشغل نفسه بأي شيئ آخر فأخفض ميونغ داي عينيه بخجل و حزن

______________

هيونغجاي جلس مع سيهون بمكتبه ينظر إلي الحالة التي وصل إليها الآخر

كان من المفترض أن يكون هناك احتفالاً بعد نجاحه بتلك المهمة إلا أن سيهون كان حزيناً...سيهون خسر شخصاً آخر للتو

هو لم يعد يمتلك أحداً...حتي سوشيل منذ شجارهما الأخير و لم تجمعهما محادثة واحدة و إن كانت مجرد شجار

" أعرف أنه ليس الوقت المناسب لذلك و لكن..."

هيونغجاي تحدث فجأة لكن سيهون لم ينظر إليه و اكتفي بالطرق علي الطاولة بأنامله ينظر إليها بشرود و يبكي بصمت

" أجد الأمر غريباً أن ميونغ داي كان يعرف بأننا نبحث خلفه و نعرف بأمر مهمتهم هذه إلا أنه لم يلغي شيئاً... هو حتي لم يهرب أو يحاول إخراج نفسه من هذه القضية بعدم الإنضمام لهم اليوم"

ابتلع ريقه لينظر إلي دموع قائده ثم استكمل حديثه

" أعتقد أنك يجب أن تعود إلي المنزل الآن و لنتحدث حين تهدأ "

هيونغجاي عاد بظهره إلي الخلف بتنهيدة عميقة حين لم يحصل علي رد مجدداً و اكتفي بمراقبة سيهون إلي أن توقفت أنامل الآخر عن الطرق علي الطاولة بسبب رنين هاتفه برقم مجهول

أعين سيهون رمقت الهاتف بصمت لبعض الوقت قبل أن يسحب الهاتف ليُجيب الإتصال

"كنت أفكر مؤخراً كيف أنتقم منك"

أتاه ذاك الصوت المُزعج علي الجانب الآخر من الهاتف ليتنهد بضيق

"قتلك؟ يبدو هذا رحيماً"

مجهول الهوية ضحك بصخب ليُغلق سيهون عينيه يستمع إليه بهدوء

"قتل زوجتك؟ "

أنفاس سيهون تسارعت حين ذكر زوجته و انتفض من مكانه عاقداً حاجبيه و معه هيونغجاي المقابل له رفع حاجبيه بإستغراب ليُكمل الآخر

" لا، لا... هذا لا يُعجبني"

أصدر همهمات تدل علي التفكير و معه خوف سيهون كان يتصاعد

" ااه هل زوجتك فاقدة العقل تعرف أنك قاتل والدها؟... سيكون رائعاً حين تعرف أن الشخص الذي يحميها ليس سوي قاتل عائلتها"

أغلق الهاتف بعدها ليرتجف جسد سيهون بخوف بينما يبحث عن رقم سوشيل كي يتصل بها لكن هاتفها كان مُغلقاً

" من المُتصل؟"

هيونغجاي تسائل ليهز سيهون رأسه إلي الجانبين حين لم يتلقي رداً من سوشيل ليهمس بصوت مرتجف

" يـ يجب أن أعود إلي المنزل "

To be continued.....


أبغي أقول إن البارت الجاي هو الأخير و هتلاقوني حاشرة فيه كل الأحداث اللي باقية يعني نكد متقلقوش 👍🏻

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top