21
Start
شهقات جيون اثر بكائها كانت لا تزال تصدر عنها من حين لآخر علي الرغم من مرور وقت طويل منذ أن هدأت و توقفت عن البكاء
خرجت من سيارة الأجرة أمام منزل سيهون الذي كان ينتظرها هناك فتقدم منها سريعاً ليدفع حساب السيارة ثم حمل الحقيبة عنها يُساعدها بالدخول
"آسفة لأنني أيقظتك بهذا الوقت"
همست بصوتٍ مُتحشرج فابتسم سيهون و هز رأسه إلي الجانبين
"لا مُشكلة...هل تُريدين التحدث؟"
سألها بلطف ليضع الحقيبة جانباً ثم جلس علي الأريكة و أشار إليها لتجلس مُقابلة له
" لا أريد تذكر الأمر"
همست بصوتٍ مُختنق ثم حركت عينيها إلي الأعلي محاولة عدم البكاء ليُهمهم سيهون بتفهم
"أعتقد أنكِ بحاجة إلي الراحة، ما رأيكِ أن تدخلي إلي الغُرفة، بدلي ثيابك و احظي ببعض الراحة"
"أنا حقاً آسفة لكنني لم أجد شخصاً غيرك ألجأ إليه الآن، و لم يعد معي أي أموال فمنذ فقدت عملي و أنا علي هذه الحال"
ابتسم سيهون و وقف من مكانه ليحمل حقيبتها و فرق بين شفتيه ليتحدث لولا صوت سوشيل الذي قاطعه
" سيهوني"
مسحت علي عينيها بنعاس لتنظر إليه بأعين ضيّقة بينما تتقدم منه حتي رأت جيون فتوقفت بمكانها ترمق الأخري بإستغراب
" حبيبتي، لماذا استيقظتي؟ "
تقدم منها بقلق ليضع حقيبة جيون بجانبه ثم احتضن وجنتي سوشيل بقلق فبرزت شفتها السُفلي بعبوس و احتضنت خصره لتدفن وجهها بعنقه
" أنت تركتني وحدي"
"ااه أعتذر"
همس ليحتضن كتفها بذراع و الأخري حمل بها حقيبة جيون ليدخل الغرفة، سوشيل بجانبه و خلفه جيون التي تلحق به كما طلب منها
"في الواقع منزلي ذو غرفة واحدة لذا...لا مانع لديكِ بالبقاء مع زوجتي بنفس الغُرفة صحيح؟"
سوشيل نظرت إليه بتفاجؤ بينما جيون رمقت السرير بإحراج قبل أن تهز رأسها بخفة
"يُمكنني النوم علي الأريكة بغرفة المعيشة، أعني هذا سيكون أفضل لي"
"بالطبع لا، أنا سأبقي بغرفة المعيشة و أنتِ ابقي هنا مع سوشيل "
سوشيل تشبثت به من الخلف تُبدي رفضها لذلك فابتسم بوجه جيون التي أومأت بتردد ثم جرّت حقيبتها معها لتضعها بجانب بعيد عن الطريق بينما سيهون التفت إلي سوشيل فعبست بوجهه بقوة هامسة
" أنا خائفة "
"لا تخافي، أنا بغرفة المعيشة لست بعيداً "
أمسك بيدها يجذبها معه نحو السرير ثم جعلها تتمدد و قام بوضع الغطاء عليها بحذر ليُقبّل جبينها
"تُصبحين علي خير"
همس بلطف و ربت علي كفها ليستقيم بوقفته ثم ابتسم إلي جيون لتبتسم إليه بتردد حتي خرج و أغلق الباب خلفه فزالت ابتسامتها و تنهيدة عميقة غادرت ثُغرها
نظرت إلي ثيابها بتردد ثم رفعت عينيها نحو سوشيل التي تُراقبها بأعين كالصقر فابتلعت ريقها و تقدمت من السرير لتصعد إلي جانب الأخري مقررة أنها لن تُبدّل ثيابها
هاتفها وضعته علي الطاولة بجانبها لتحتضن كفيها إلي صدرها بينما تنظر إلي السقف بشرود حيث كانت تنام علي ظهرها فزمت سوشيل شفتيها بعبوس
" أنتِ لديكِ زوج صحيح؟"
جيون همهمت بتساؤل لتنظر إلي سوشيل للحظات ثم هزت رأسها بخفة تنفي ذلك بعبوس
" هل انفصلتما؟ أنتِ لا يُمكنكِ أن تتركي زوجك و تُحبي سيهوني، سيهوني زوجي أنا فقط"
جيون ضحكت بخفة لتعقد سوشيل حاجبيها بعدم رضا فتنهدت جيون
" أنا لا أمتلك زوجاً لكنني أحب شخصاً ما و هذا الشخص ليس سيهون بالطبع..."
زمت شفتيها للحظات لتسحب نفساً عميقاً ثم أكملت بصوتٍ خافت
" أنا فقط لم أجد شخصاً غير سيهون ألجأ إليه بهذا الوقت، لكن لا تقلقي أنا لا أحب سيهون أبداً"
رفعت عينيها نحو خاصتي سوشيل بنهاية حديثها فتنهدت الأخري براحة و استقامت بجلستها
" جيد...يُمكنكِ البقاء هنا إذا كنتِ لا تُحبين سيهوني"
همهمت جيون بإبتسامة مُزيفة ثم أغلقت عينيها محاولة النوم لتنسحب سوشيل من جانبها
سيهون فتح عينيه الناعستين ببطئ حين شعر بثقل فوق جسده ليُضيّق عينيه بسبب وجه سوشيل الذي يكاد يلتصق بخاصته حيث كانت تعتليه بجسدها فوق الأريكة تُلقي بكامل حملها عليه
" ماذا تفعلين؟"
"سوف أنام هنا معك"
همست بصوتٍ خافت للغاية ليُغلق سيهون عينيه بنعاس
"عودي إلي الغُرفة سوشيل، الأريكة ستؤلم ظهرك"
" أنا أحظي بكوابيس مخيفة لا يُمكنني النوم سوي علي الأريكة، إنها تطرد الكوابيس"
همست بنبرة طفولية تُبدي إقتناعها بما تقول فتنهد سيهون كونه يعلم بأنها تكذب فقط لتنم بجانبه
"حسناً ابقي هنا"
استدار لينام علي أحد جانبيه فوقعت سوشيل بجانبه ليحتضن جسدها جاعلاً من أحد ذراعيه وسادة لها
" سيهوني... "
همهم بأعين مُغلقة و بالكاد عقله لازال يعمل فقبّلت سوشيل شفتيه بسطحية هامسة
"تُصبح علي خير"
ابتسم بخفة و همهم ليميل برأسه قليلاً كي يُقبّل جبينها، و من الخلف كفه تُربت علي شعرها بلطف
__________________
تنهيدات ثقيلة كانت تُغادر ثُغر جونغداي طوال فترة وقوفه أمام المرآة بينما يرتدي ثيابه
جونغداي يُمكنه وضع اليوم السابق ضمن قائمة أسوأ أيام حياته
سحب ربطة عنقه بعنف يُلقي بها جانباً عندما شعر بها تخنقه أكثر فتوقف عن الحركة حين حطت عينيه علي وجهه بالمرآة... تحديداً شفتيه
رفع يده بتلقائية يتحسس شفتيه ليعقد حاجبيه بضيق
هو يشعر بأنه غير طبيعي
لكنه و بدون قصد يُقارن من جديد بين قُبلة روز و قُبلة جيون
إحداهما مليئة بالمشاعر و الأخري خالية منها
و ما يُثير غضبه أكثر هو شعوره بوجود أمر غريب...كـأنه حين قبّل جيون من قبل وجد أن لا اختلاف بينها و بين لمسات زوجته
لكنه الآن يجد زوجته مختلفة... مختلفة عن جيون
و مختلفة عن المرات السابقة التي قبّلته بها، نظرة عينيها كذلك لم يكن بها أي مشاعر كالتي حملتها من قبل
"سأفقد عقلي"
هسهس من بين أسنانه و استند علي طاولة التزيين أمام المرآة و زفر بعمق
"لماذا كل شيئ يدفعني للتفكير بأن..."
تنهد و هز رأسه ثم رفع عينيه لينظر إليه نفسه
" لماذا تبدو و كأنها كانت جيون دائماً؟"
قلب عينيه بإنزعاج ثم استقام ليحمل أغراضه مُغادراً الغُرفة
وقف أمام غرفة جيون لبعض الوقت ينظر إلي الباب بتردد و مع كل لحظة تمر تُصبح وتيرة تنفسه أسرع كما ضربات قلبه
أشاح بوجهه بعيداً عن الغُرفة لينزل السلالم بخطوات سريعة حتي وقف أمام المطبخ من الخارج ينظر إلي روز التي تجلس أمام الطاولة وحدها و علي قدميها الصغير ميون
"أين الآخرين؟"
رفعت عينيها نحوه لتنظر إليه بهدوء للحظات ثم أجابته
" ميونغ داي لم يعد إلي المنزل منذ أمس و جيون... أعتقد أنها غادرت المنزل"
"ماذا؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم فتنهدت روز
"ذهبت لإيقاظها لكنني لم أجدها بالغرفة و جميع أغراضها اختفت"
"هل ربما عادت إلي المنزل؟ هل تحدثتي مع والديكِ؟"
تسائل بقلق فهزت روز رأسها إلي الجانبين بخفة
" تحدثت مع أمي و لم تذكر أمرها لذا أعتقد أنها لم تذهب إلي هناك"
عُقدة حاجبي جونغداي ضاقت أكثر ليخرج من المنزل بخطوات واسعة فتنهدت روز بعبوس
ألقي بأغراضه علي المقعد المجاور له بمجرد أن صعد إلي السيارة ثم أخرج هاتفه ليتصل علي هاتف جيون فجذب صوت الرنين كُلاً من سوشيل و سيهون الذي كان مشغولاً بوضع الطعام لكلتيهما
" جونغداي؟"
سيهون سألها بإهتمام لتومئ جيون
" علي الأقل أجيبي اتصال جونغداي، لن يكون جيداً أن تختفي من المنزل فجأة و لا أحد يعلم إن كنتِ بخير"
"لكن..."
جيون اعترضت فسحب سيهون الهاتف يُجيب الإتصال ثم مد الهاتف نحوها لتنظر إليه بتردد قبل أن تُجيب بتلعثم
" مـ مرحباً... جونغداي"
"أين أنتِ؟ لماذا غادرتي المنزل مُجدداً و بدون أن تُخبريني حتي؟ "
صاح بها بإنفعال فعقدت حاجبيها بإنزعاج و صورته حين دخل الغُرفة مع روز مرت من أمام عينيها لوهلة، و هذا لم يكن ليُخفف من حدة الموقف أبداً
" و ما دخلك أنت؟ أفعل ما أريد و أذهب حيثما شئت، لا تتدخل بحياتي "
سوشيل رفعت حاجبيها بتفاجؤ و أشارت نحوها بسبابتها حين لاحظت بأن الأخري تبكي بالفعل فأخفض سيهون يد سوشيل و ابتسم بينما يحمل كوب العصير يُقّربه من شفتيها
"سيهوني، إنها تبكي"
" ستهدأ بعد قليل، هيا تناولي إفطارك كي أطمئن عليكِ قبل مُغادرتي "
همهمت إليه لتُمسك كوب العصير بيديها و بينما ترتشف منه عينيها كانتا تُراقبان جيون
جونغداي قهقه بغضب واضح من حديثها ليضرب بيده علي المقود
" لا أتدخل؟ حقاً جيون؟ هذا فقط ما يُمكنكِ قوله؟"
زفر بصوتٍ عالٍ ثم جذب شعره إلي الخلف بخفة قبل أن يومئ برأسه
" أين أنتِ؟ سأُعيدك إلي المنزل"
"لن أعود إلي المنزل جونغداي...و لا أريد رؤيتك مُجدداً"
أغلقت الهاتف لتضعه علي الطاولة ثم أخفت وجهها خلف كفيها بينما تبكي بصوتٍ عالٍ لم تتمكن من كبته فعبست سوشيل و تركت جانب سيهون لتجلس بجانب جيون
"لا تبكي حسناً؟"
همست بعبوس و أمالت قليلاً كي تري وجه جيون ليتنهد سيهون
" إذا كان الأمر صعباً فما كان يجب أن تتنازلي لأجل روز...مازلت أري أن لا أحد يستحق جونغداي غيركِ"
لم يتلقي منها إجابة سوي صوت بكائها ليُحرك عينيه نحو سوشيل
" سوف أغادر الآن، إذا حدث شيئاً فلتتصلي بي"
أومأت إليه ثم وقفت من مكانها لتلحق به حين حمل أغراضه كي يُغادر
" سيهوني"
التفت ينظر إليها بإهتمام و هو يرتدي حذائه فابتسمت بإتساع و أمالت لتُقبّل شفتيه بسطحية مُخلّفة بذلك ابتسامة خفيفة علي شفتيه
" لا تتأخر "
همهم بإيماءة بسيطة ثم استقام بوقفته و قبّل جبينها قبل أن يُغادر المنزل فتنهدت سوشيل و التفتت تنظر حيث تجلس جيون التي هدأ بكائها لكن شهقاتها مازالت مسموعة
____________
" جونغداي..ماذا عن خطيبة جينيونغ؟هل توصلت بمصادرك إلي أي شيء؟ "
سيهون سأل بجدية لينظر إليه المقصود و بوجه حاد لم يراه أي من سيهون أو هيونغجاي من قبل هو أجاب ببرود
" إنها تعمل في البرازيل فقط، تعيش مع ثلاثة آخرين بمبني تابع لمقر عملها، لا تخرج كثيراً سوي للعمل، و لا أثر لأي رجل كوري الجنسية من حولها "
" هذا يعني أنها حقاً لا تعرف مكان بارك جينيونغ"
هيونغجاي علّق رافعاً كتفيه نهاية حديثه ليومئ سيهون
" ربما جينيونغ قُتل بالفعل، لكن السؤال العالق هنا، أين جثته؟ و كذلك من القاتل و لماذا؟ "
جونغداي قهقه بسخرية علي ما قاله سيهون لينظر إليه الآخرين بإستغراب
" هل يجب أن نطرح سؤالاً كهذا و نحن نعرف من الفاعل؟"
سيهون تنهد ليهز رأسه إلي الجانبين قائلاً
"جونغداي... نحن لا يجب أن نُلقي باللوم علي ميونغ داي بكل شيئ، ربما نكون مُخطئين "
"ااه نعم، بالطبع"
قلب عينيه بسخرية واضحة ثم وقف من مكانه بلا مُبالاة ليُغادر المكتب ليعقد هيونغجاي حاجبيه بإستغراب
" يوجد خطب ما أم أنني أتخيل؟! جونغداي يبدو غاضباً و علي وشك الإنفجار "
سيهون التفت ينظر إليه للحظات ثم زفر بضيق قبل أن يُشير إليه
" بالنسبة إلي ما طلبته منك، ماذا فعلت؟"
هيونغجاي اعتدل بجلسته ليهز رأسه إلي الجانبين
"روز تقريباً لا تخرج من المنزل سوي للقاء صديقاتها أو الذهاب إلي المشفي؟ "
" المشفي؟ هل هي مريضة؟ "
سيهون عقد حاجبيه بإستغراب فرفع هيونغجاي كتفيه بعدم معرفة
"لا أعلم، لكن إذا أردت يُمكنني معرفة الأمر من المشفي؟"
"نعم افعل هذا... ماذا بشأن المجموعة التي قُلت بأنك ستجمعها؟ "
شابك يديه فوق الطاولة أمامه يتسائل بجدية فابتسم هيونغجاي بخفة
" كل شيئ جاهز، و التدريبات ستبدأ منذ الغد، هذه المرة لا أعتقد بأن عصابة تايلند قد تجد مخرجاً "
أومأ سيهون بإبتسامة واثقة
" جيد بعد أن نضع الخطة و نجهز كل شيئ سأخبر الرئيس لأحصل علي إذن الخروج بالمُهمة بسرية و بعدها لنضع الرئيس تحت المراقبة"
"هل تشك أن الرئيس جزء من العصابة؟ "
هيونغجاي سأل بإستغراب ليهز سيهون رأسه بالنفي
" لا يوجد أي شك تجاهه لكن لتنجح المهمة يجب أن نتخذ حذرنا من كل شيئ "
____________
" هذا يكون والدي... "
سوشيل تحدثت بإبتسامة مُتسعة بينما تخرج صورة أخري تضعها بين يدي جيون التي ابتسمت بخفة
" و هذا الطويل بجانبه يكون تشانيول و أنا أناديه تشاني لأنه لطيف ، لكن لا تُخبري سيهوني أنني قُلت عنه تشاني لأنه غيور للغاية و عينيه تصبحان هكذا"
سوشيل سحبت جفونها إلي الأعلي بيديها تشرح كيف يبدو سيهون حين يكون غيوراً فضحكت جيون بصخب بينما شهقات خافتة للغاية تصدر عنها من حين لآخر
" كيف تعرفتي أنتِ و سيهون؟ "
جيون سألت بفضول فتوقفت سوشيل عن البحث بين الصور لتنظر إليها قليلاً قبل أن ترفع كتفيها
" لا أذكر جيداً"
"هل تُحبينه؟"
سوشيل أومأت بتردد قبل أن تضع ابتسامة علي شفتيها
"سيهوني...شخص جيد"
همهمت جيون موافقة إياها ثم تنهدت بعبوس لتضم قدميها إلي صدرها
" هل جونغداي ليس جيداً؟"
همهمت جيون بعدم فهم و رفعت عينيها نحو سوشيل لتبتسم الأخري ببلاهة
" سمعت سيهون يقول إسمه و أنتِ بكيتي بعدما تحدثتي معه"
حكت مؤخرة رأسها بإحراج و تدريجياً بدأت شفتي جيون بالإرتجاف حتي عادت للبكاء مُجدداً
"جونغداي...هو أفضل شخص قابلته طوال حياتي...فقط...تقابلنا بظروف سيئة و جميع من حولنا سيئين،حتي أنا سيئة"
"لا أنت لستِ سيئة "
سوشيل نفت بعبوس و اقتربت من الأخري لتمسح دموعها بلطف فهزت جيون رأسها إلي الجانبين
"بلي أنا سيئة...لقد سمحت لهم بالكذب عليه و شاركتهم بذلك لذا أنا أيضاً سيئة و أستحق ما يحدث لي...لكن ما يحدث لي يؤلم قلبي حقاً و لا يُمكنني تحمله "
غمغمت بنهاية حديثها بعنق سوشيل حين اقتربت منها أثناء حديثها مُحتضنة إياها
سوشيل ربتت علي ظهر جيون محاولة تهدئتها بينما الأخري تشبثت بها و هي تضم شفتيها تحاول كتم شهقاتها
" أبي كان يُخبرني دائماً أنه بقدر الخطأ ستحصل علي العقاب، إذا كان خطئك مؤقتاً فسيكون عقابك قصيراً، أما إذا كان خطئك يدوم للأبد فعقابك سيلحق بكِ أينما ذهبتي"
ابتعدت عن جيون و ابتسمت بإتساع لتُكمل
" لذا جيون يجب أن تتوقف عن الكذب و ستصبح حياتها وردية... اللون الوردي يعني السعادة للأبد "
عينيها اتسعتا بلطافة بنهاية حديثها و هي تشرح ذلك فابتسم سيهون الذي وصل منذ دقائق و اكتفي بالمشاهدة من بعيد
" حياتي مع سيهوني ليست وردية لأنه يجعلني أشرب الحليب"
أخرجت لسانها بتقزز لتضحك جيون بخفة بينما سيهون شهق بصدمة جاذباً انتباههما بصوته
" ياااا، لقد توقفت عن ذلك، استبدلت الحليب بالعصير منذ فترة و أنتِ الآن تقولين بأن حياتكِ ليست وردية معي؟"
"نعم لقد استبدله بالعصير لأنه كان يشعر بالغيرة من تشاني "
أمالت نحو جيون تهمس بطفولية ما جعل من الأخري تضحك بصخب ليقلب سيهون عينيه بإبتسامة و تقدم منهما لينحني نحو سوشيل مُقبّلاً وجنتها بقوة
" بم تهمسين لها هااا؟ "
" أُخبرها أن سيهوني هو أفضل شخص بالعالم "
أجابته كاذبة ليُضيّق عينيه فرمشت ببراءة بينما هو تنهد بعمق و قبّل جبينها قبل أن يذهب إلي الغُرفة كي يُبدّل ثيابه
____________
مرت فترة تُقارب الأسبوعين منذ غادرت جيون منزل جونغداي
بمرور الوقت أصبحت هي و سوشيل أقرب...ربما طفولية سوشيل و شغبها هما ما ساعداها علي تخطي ما حدث...علي الأقل تكون بخير طوال اليوم
سيهون كان سعيداً بذلك كونه وجد أن سوشيل تُصبح أكثر صخباً و سعادة بوجود جيون
هي لم تحظي بأصدقاء من قبل لذا حصولها علي صديقة الآن يجعلها تُفرغ الطاقة المكبوتة بداخلها لسنوات
لكن جونغداي لم يكن كذلك...هالة رمادية كانت تُحيط به
و أغلب وقته أصبح يقضيه بخارج منزله
روز لا تُشعره بالراحة كما ميونغ داي
و أفكاره الغريبة بالنسبة إليه تجعله يفقد أعصابه
جونغداي بعد تفكير طويل وقف أمام ذاك المبني الذي عملت به جيون سابقاً
سحب نفساً عميقاً ثم زفره قبل أن يخطو إلي الداخل حيث المكتب الذي جمع جيون بأصدقائها من قبل
حرك عينيه علي المتواجدين بالداخل إلي أن لمح شخصاً مألوفاً و لم تكن سوي صديقة جيون فتقدم منها ليقف أمامها
"جونغداي؟!"
ضيّقت عينيها بشك ليومئ إليها بإبتسامة مُصطنعة
"هل يُمكننا التحدث لبعض الوقت؟"
"ااه بالطبع"
أومأت سريعاً و استدارت حول المكتب لتقف أمامه ثم أشارت إليه بالخروج ليخرج كلاهما من هناك
وقفا أمام السور علي سطح ذاك المبني، جونغداي عاقداً حاجبيه مُتكتفاً أمامها بينما هي أمامه تحك كفيها سوياً بتوتر فهو بدا غاضباً و مُخيفاً
" لماذا طُردت جيون من العمل؟"
همهمت بتساؤل ليرفع جونغداي حاجبيه
" يجب أن تسألها هي و ليس أنا"
" جيون لن تُخبرني السبب مهما حدث لذا أخبريني لعلي أساعدها... أشك أنني السبب في ذلك لذا أرغب بمساعدتها"
أجابها كاذباً فاتسعت أعين الأخري بحماس مُتسائلة
"يُمكنك إعادتها للعمل؟ "
" سأحاول...لكن أخبريني أولاً"
______________
" ضع الصناديق المُحمّلة بالسُكر بالشاحنة الزرقاء"
الرجل ذو الذراع المُصابة أمر رجاله ليقوموا بذلك بينما هو نفث دخان سيجارته بالهواء ثم قهقه و التفت ينظر إلي ميونغ داي الواقف بجانبه يُدخّن ببرود
" رؤية وجه أوه سيهون يخسر أمامي مُجدداً هو أكثر ما أتشوق إليه"
ميونغ داي رمقه بجانبية و تجاهله ليُعيد نظراته إلي الأمام حيث الفراغ
" كم طفلاً جمعت؟"
ميونغ داي همس بجدية ليرفع الآخر عينيه بتفكير قبل أن يُجيب
" سبعة و ثلاثون فتاة و عشرون فتي، أيضاً أربعة مُراهقات لتسلية الطريق "
ختم حديثه بنبرة خبيثة فالتفت ينظر إليه ميونغ داي للحظات ثم نفث الدخان بوجهه ليسعل الآخر
"أطلق سراحهم"
ذو الذراع المُصابة استقام بوقفته يتسائل بإستغراب
"ماذا؟"
"أطلق سراحهم"
رفع حاجبيه يُعيد كلماته بحدة ثم أخرج مُسدسه ليضعه أمام جبين الآخر و أمال برأسه قليلاً لينظر إليه
" و حذر رجالك...خدش واحد يُصيب أوه سيهون ستندمون جميعاً"
استدار كي يُغادر فاستوقفه الآخر بسخرية
"ما طبيعة علاقتك مع أوه سيهون؟ لم تُحبه إلي هذا الحد؟ هل يا تري أنت..."
استدار ميونغ داي بحركة سريعة و أطلق رصاصة بجانب قدم الآخر لتتلاشي ابتسامته الساخرة فابتسم ميونغ داي ببرود ثم أعاد مسدسه إلي مكانه قبل أن يُغادر
___________
"أحضر العشاء إلي هنا، أشعر بالكسل "
سوشيل أشارت إلي سيهون من غُرفة المعيشة بلا اهتمام فتخصر ذاك الذي يقف بالمطبخ أمام طاولة الطعام
"سوشيل إذا لم تأتي الآن سأُعاقبكِ بجدية"
نبرته الحادة المُصطنعة لم تُخيفها كما كان يتخيل و ما فعلته هي أنها تجاهلته لتُلقي برأسها علي وسادة الأريكة فتنهد و حرك عينيه نحو جيون الشاردة أمام النافذة
تنهد و تقدم من جيون ليقف بجانبها ثم نقر كتفها فجفلت و حركت عينيها سريعاً تنظر إليه بإحراج
" لن تتناولي العشاء اليوم أيضاً؟ "
"أعتذر، أنا فقط ليس لي مزاج لذلك"
همهم بتفهم ثم التفت إليها بجسده حين همست بإبتسامة
"زوجتك لطيفة للغاية"
التفت ينظر نحو سوشيل التي تُراقبهما بأعين ناعسة ليبتسم لها ثم أعاد نظراته إلي جيون مُجدداً
" أتعلمين بأنكِ صديقتها الأولي؟ هي سعيدة للغاية بوجودك "
" لقد أخبرتني بذلك...مُمتنة لأنني لم أجعلها تشعر بعدم الراحة"
أصدر سيهون همهمة بسيطة ليُبعثر شعر جيون بلطف
"هيا لنتناول العشاء و لن أقبل أي أعذار"
أشار إليها بسبابته نهاية حديثه بتحذير و نبرة ممازحة ليسبقها هو مُتجهاً إلي سوشيل
" سوشيل هيا لتتناولي العشاء"
مسح علي شعرها بلطف و انحني إلي مستواها فرمقته بصمت للحظات ثم أخفضت عينيها بعبوس هامسة
"لا أريد"
"لماذا؟ "
أمال برأسه يهمس بنفس نبرتها و كفه تتحرك فوق رأسها برقة مُبالغة لتزم سوشيل شفتيها
" المطبخ بعيد للغاية"
همست بدرامية فضحك سيهون بخفة كما فعلت جيون ليضع سيهون إحدي ذراعيه أسفل قدمها و الأخري أسفل رأسها فأحاطت عنقه بذراعيها حين حملها عن الأريكة متوجهاً بها إلي المطبخ
" أرأيتي؟! أصبحتي كسولة منذ توقفتي عن شرب الحليب"
نبس بسخرية و هو يضعها أرضاً ثم دفعها بلطف كي تجلس علي كُرسيها لكنها سرعان ما دفعته و ركضت نحو الحمام فركض خلفها بهلع
أمسك شعرها بإحدي كفيه و الأخري أخذت تُمسد ظهرها حين تقيأت فوقفت جيون أمام الباب بقلق
" هل تناولتي شيئاً فاسداً؟ "
" كانت تشعر بالحر بعدما استحمت صباح اليوم لذا قامت بفتح مكيف الهواء رغم تحذيري لها"
جيون أخبرته لينظر إليها بعدم تصديق ثم أعاد عينيه نحو سوشيل التي بدأت تبكي بينما تفرغ ما بمعدتها
"هل جُننتي؟ الطقس مازال بارداً، ثم كيف تفعلين ذلك بعد استحمامك مباشرةً سوشيل؟ "
شهقت باكية فتنهد ليُساعدها بالوقوف كي يغسل وجهها
" سنذهب إلي المشفي، جيون هل ستأتين معنا؟"
جيون أومأت سريعاً فأمسكت سوشيل بكف سيهون بعبوس و هزت رأسها نافية لتقول بصوتٍ مُختنق
" لا أريد "
" لا... ستذهبين ،يجب أن نطمئن عليكِ "
نفي بصرامة ليسحب المنشفة و جفف وجهها فانفجرت سوشيل باكية
" قلت لا أريد، لقد أصبحت بخير حقاً، انظر أنا بخير "
صاحت من بين شهقاتها ليزفر سيهون بضيق ثم همهم إليها و احتضن وجنتيها بلطف هامساً
"حسناً لن نذهب، لكن اليوم ستنامين بغرفة النوم "
نظرت إليه قليلاً قبل أن تومئ بتردد ليخرج كلاهما من الحمام و خلفهما جيون
سيهون ساعد زوجته بالتمدد علي السرير و سحب الغطاء فوقها ليتأكد من تدفئة معدتها بينما جيون تقدمت كي تجلس بجانب سوشيل
و بعدما تأكد سيهون من أن سوشيل قد نامت خرج من الغرفة ليتمدد علي الأريكة بغرفة المعيشة حيث أصبح ينام مؤخراً
تنهد ليرمق غرفة النوم بنظرة أخيرة قبل أن يُغلق عينيه
صوت رنين هاتفه أيقظه ليفتح عينيه مُجدداً و حرك رأسه حيث الهاتف ليسترق نظرة نحو اسم المتصل و اعتدل سريعاً حين لم يكن سوي هيونغجاي مُساعده
"مرحباً هيونغجاي"
"مرحباً سيد أوه...لقد سألت بالمشفي حيث تتردد السيدة روز"
اعتدل سيهون بجلسته يُهمهم بتساؤل فرفع هيونغجاي كتفيه
"لا يوجد شيئاً خطيراً فهي تُتابع مع طبيب النساء كونها حامل ، لم أتمكن من الحصول علي المعلومات الكاملة بسبب الخصوصية لكن إحدي المُمرضات أخبرتني أنها تتردد علي الطبيب منذ شهرين تقريباً "
عقد سيهون حاجبيه بإستغراب ليومئ برأسه
"شكراً لك هيونغجاي...حسناً لنلتقي غداً"
أغلق الهاتف و ألقاه بجانبه بينما عُقدة حاجبيه تضيقان أكثر حتي فهم ما يحدث فوقف من مكانه سريعاً و استدار نحو الغُرفة فتجمدت سوشيل بمكانها حيث كانت تسير بحذر كي لا يشعر بها
"سوشيل! ماذا تفعلين؟"
"لا يُمكنني النوم بدونك "
برزت شفتها السُفلي بعبوس فأغلق سيهون عينيه بتنهيدة عميقة ثم فتح عينيه مُجدداً
"هل جيون مُستيقظة؟"
أومأت إليه لتهمس بصوتٍ مسموع
"إنها تدّعي النوم لكن أعرف أنها مُستيقظة و تبكي كما تفعل كل ليلة"
همهم سيهون بتفهم و تقدم من سوشيل ليحتضن كتفيها بينما يجذبها معه إلي الغُرفة
"جيون"
طرق الباب أولاً فمسحت عينيها سريعاً و استقامت بجلستها بينما هو دفع الباب بخفة و بإبتسامة واسعة قابلها لتبتسم إليه بتصنع
" غداً ستعودين إلي منزل جونغداي "
" أوه "
همست ترفع حاجبيها بتفاجؤ لتتبادل النظرات بين سيهون و سوشيل ثم تحمحمت بخجل
"كنت سأغادر سابقاً لكن لأنكما أخبرتماني أن لا أفعل فأنا..."
"ليس هذا السبب بالطبع"
سيهون قاطعها و تقدم ليجعل سوشيل تتمدد علي السرير مُجدداً لتعبس أكثر، و حين انتهي جلس علي طرف السرير بجانب سوشيل مُمسكاً بيدها بينما ينظر إلي جيون
" روز حامل"
قلب جيون انقبض و ابتلعت ريقها بصعوبة لتخفض عينيها فأكمل سيهون
" حامل ربما بأكثر من شهرين"
"ماذا؟"
جيون رفعت رأسها سريعاً و بصدمة خرجت نبرتها عالية فأومأ سيهون
"كيف... كيف عرفت بذلك؟"
"لقد شككت بالأمر منذ البداية...أعني لماذا قد تنفصل روز عن ميونغ داي و تُقرر فجأة أن تمنح علاقتها مع جونغداي فرصة لذا طلبت من مُساعدي أن يُراقبها بسرية و علي الرغم من أنها لم تُقابل ميونغ داي إلا أنها كانت تتردد علي المشفي و بذلك عرفت...الآن الأمر أصبح واضحاً، روز حامل من ميونغ داي مُجدداً، و مُجدداً هو رفض الاعتراف بالطفل لذا هي أرادت أن يظن جونغداي بأن الطفل طفله هو "
أغلقت جيون عينيها بقوة و تنفسها أصبح ذو وتيرة سريعة لتُهسهس بحدة
" تلك السافلة "
" الآن يجب عليكِ العودة و لن تقومي بالتلميح إلي جونغداي بل ستُخبريه بالحقيقة "
" و هل تعتقد بأنه سيصدقني بهذه السهولة؟ "
تنهدت بإحباط ليهز سيهون رأسه بالنفي
" بالطبع لن يفعل...لكن إذا أخبرته و أنتِ روز سيضطر إلي ذلك"
جيون عقدت حاجبيها بعدم فهم فابتسم سيهون و أومأ برأسه قبل أن يقف من مكانه
" فكري الآن و صباحاً أخبريني بقرارك و أنا سأبذل ما بوسعي لمُساعدتك "
" شكراً لك "
همست بإبتسامة ليهز رأسه إلي الجانبين ثم استدار ليُغادر و خلفه سوشيل التي سحبت الغطاء عن جسدها بحذر و أوشكت قدمها علي مُلامسة الأرض لولا صوت سيهون الذي جمدها بمكانها دون حركة
" و سوشيل...إذا لحقتي بي فلن تنامي بجانبي أبداً حتي بعد رحيل جيون"
حذرها دون أن يلتفت إليها و خرج من الغرفة لتعود هي إلي مكانها ببطئ ثم سحبت الغطاء فوق جسدها و كأنها إنسان آلي لتُقهقه جيون بصوتٍ مكتوم
و كما طلب منها سيهون فهي قضت الليل بالتفكير إلي أن غفت
هي لم تكن بخير مع ذلك... لولا سيهون لكانت خسرت جونغداي إلي الأبد لكنها كانت ستخسره و بالمقابل ألقت به بكذبة ليست هينة
بسبب سوشيل هي لم تتمكن من التعبير عن مشاعرها لكنها و بجدية أرادت الصراخ بأعلي صوت تملكه لتُعبر عن القليل مما تشعر به
روز و كذلك ميونغ داي ليسا طبيعيين و هي واثقة من ذلك
كيف لهما أن يصلا إلي هذه الدرجة من الدناءة و لا يشعرا بالذنب علي الأقل؟!
"صباح الخير"
هتف سيهون بإبتسامة حين خرجت جيون من غرفة النوم تحمل حقيبة ثيابها فتركت الحقيبة جانباً و تقدمت منه هو و سوشيل التي تتناول طعامها بعبوس
" شكراً لكما علي استضافتي طوال هذا الوقت"
"لا تتركيني"
سوشيل التفتت تنظر إليها بأعين لامعة فاقتربت منها جيون لتحتضنها بجانبية قائلة
" لقد حصلتي علي رقم هاتفي، اتصلي بي بأي وقت و أعدك سنتقابل كثيراً حتي تشعري بالملل مني"
"وعد؟"
جيون أومأت بإبتسامة مُتسعة ليبتسم سيهون ثم مد كفه نحو سوشيل ليمسح علي وجنتها بلطف بينما حديثه وجهه إلي جيون
"هل فكرتي؟"
رفع عينيه نحو المقصودة فهمهمت جيون ثم تنهدت
" الذكري الأولي لزواجهما بعد أيام، لكن لا أعتقد بأن روز ستطلب مني مُجدداً أن أحل محلها"
همهم سيهون بتفكير ليُفرقع أنامله بحماس حين توصل إلي حل ما
" لنكن علي تواصل، سأجد شيئاً يشغل روز عن جونغداي إلي أن تضطر هي إلي السماح لكِ بأن تحلي محلها...حينها أخبري جونغداي الحقيقة...مهما حدث يجب أن تُخبريه قبل أن يُنسب إليه ذاك الطفل "
أومأت جيون بتفهم ثم سحبت نفساً عميقاً و زفرته
بعد بعض الوقت وقفت جيون أمام منزل جونغداي من الخارج تنظر إليه بعبوس
تنهدت بضيق لتمسح علي شعرها قبل أن تجر الحقيبة خلفها
" بقدر الخطأ سأحصل علي العقاب لذا لأُصحح أخطائي قبل فوات الأوان "
همست لنفسها بصوتٍ خافت بينما سبابتها تضغط علي زر الجرس ثم أبعدت يدها لتبتلع ريقها بأنفاس مُضطربة بتوتر
جونغداي وقف من مكانه ليحمل أغراضه كي يُغادر و تقدم من الباب ببرود يفتحه
عُقدة ضيّقة تكونت تدريجياً بين حاجبيه حين رأي جيون تقف أمامه
هي قلبها أخذ يقرع الطبول بشوق بينما هو كفه ارتجفت ليضغط بها علي الباب بقوة كي لا ينفضح
"كـ.. كيف حالك؟"
نبست بإبتسامة متوترة ليتقدم منها خطوة
أوشك علي احتضانها لكنه وعي علي نفسه سريعاً فهمهم ببرود يدّعيه ثم تخطاها كي يُغادر لتلتفت معه و استوقفته مُتسائلة
"ألن تسألني لماذا عدت؟"
توقف بمكانه ليضم قبضتيه بغضب مكتوم ثم تحرك كي يُغادر فاستوقفته مُجدداً
"اشتقت إليك لذا..."
رفعت كتفيها نهاية حديثها ليزفر جونغداي بعمق
" ألم تقولي أن لا أتدخل بما يخصك؟"
سأل دون أن يلتفت إليها فتقدمت منه بتردد إلي أن وقفت خلفه بعدة خطوات
" لم فعلت ذلك؟ "
بعبوس همست ليلتفت إليها و بعدم فهم أمال برأسه
"أنا؟ ماذا فعلت؟"
"أعرف أنها زوجتك و لكن..."
صاحت بإنفعال و ضمت شفتيها بنهاية حديثها لتُغلق عينيها للحظات
" لقد تجاهلتني ثم..."
جونغداي رفع حاجبيه بتفاجؤ حين فهم مقصدها ليخفض عينيه بخجل هامساً
" لم أفعل"
همهمت بعدم فهم لترفع عينيها نحوه فرفع عينيه هو الآخر لتلتقي مع خاصتيها
" هل لهذا السبب تركتي المنزل فجأة؟"
تقدم منها يمحو المسافة بينهما و أعين جيون التي تتحرك معه ارتجفت و هي تومئ بتردد
" لا يُمكنني السيطرة علي غيرتي جونغداي...إنها تقتلني "
أدمعت عينيها ببكاء رغم عدم رغبتها بحدوث ذلك فأمال جونغداي ليستند بجبينه ضد خاصتها ثم همس بعد تنهيدة عميقة
" و أنا لم أستطع فعل ذلك"
"جونغداي، جيون...ماذا تفعلان ؟"
نبرة روز الحادة جعلتهما ينتفضان و التفتا ينظران إليها فتحمحم جونغداي قبل أن يُغادر دون التفوه بحرف آخر تاركاً التوأمين ترمقان بعضهما بنظرات حادة
"عُدتي؟"
" هل يُزعجكِ هذا؟"
جيون رفعت أحد حاجبيها بتساؤل فتقدمت منها روز لتجذبها من ذراعها بقوة كي تدخلا المنزل و بطريقهما جيون سحبت حقيبتها
" لماذا غادرتي و أين ذهبتي و لم عدتي الآن؟ و ماذا كُنتِ تفعلين مع زوجي؟"
ألقت أسئلتها بنبرة صارخة بعدما دفعت جيون لتقف أمامها فابتسمت الأخري ببرود و مررت عينيها علي جسد روز من الأعلي إلي الأسفل
"أوووه هل اكتسبتي بعض الوزن أم أنني أتخيل؟"
روز شهقت بفزع لتنظر إلي جسدها و حيث بطنها بصورة خاصة، و علي الرغم من أن ذلك لم يكن واضحاً البتة إلا أن جيون أرادت التلاعب بأعصابها ليس أكثر
"أمزح توأمي العزيزة...إنها مجرد مزحة"
تنهدت بصوتٍ مسموع و هي تُحرك عينيها بالأرجاء ثم تسائلت
" أين ميونغ داي؟"
"و لم تسألين عنه فجأة؟"
عقدت حاجبيها بإستغراب فابتسمت جيون بخفة
"فكرت بذلك..."
تقدمت منها خطوتين لتميل روز برأسها
" إذا أنتِ ستبدأين مع جونغداي من جديد فلماذا لا أمنح ميونغ داي فرصة؟ تعرفين..هو يمتلك مشاعر نحوي لذا..."
"جيون"
روز هسهست بحدة مُقاطعة إياها فرفعت جيون حاجبيها ببراءة
" ابتعدي عن ميونغ داي و لا تُفكري بالأمر حتي"
"روز لا تكوني أنانية...لقد تخليت عن عملي و عن حياتي بأكملها لأجلك لذا لم لا تعيشين حياتك و تتركيني أعيش أنا الأخري كما أريد "
تحدثت بنبرة بريئة مُصطنعة و ختمت كلماتها بإبتسامة مستفزة لتُربت علي كتف روز قبل أن تحمل حقيبتها و صعدت إلي الأعلي بخطوات مُتراقصة تستفز الأخري
جيون ألقت حقيبتها فوق السرير تُغني بصوتٍ عالٍ سعيدة برؤية جونغداي
قهقهت بينما تدور حول نفسها تتذكر ما قاله ثم وضعت كفيها أمام شفتيها بعدم تصديق
لم يحدث شيئاً بين جونغداي و روز
هو قال ذلك بنفسه
"لم يا تري لم يفعل ذلك؟"
سألت بإبتسامة و هي تُخرج أغراضها من الحقيبة إلي أن أخرجت ذاك اللغز الذي يحمل صورته و بقوة قبلته ثم تنهدت
"إنه يُفقدني عقلي"
تنهدت لتتقدم من خزانة ثيابها تضع اللغز خلف ثيابها المُعلّقة
______________
علي طاولة العشاء اجتمع الثلاثة المتواجدين بالمنزل
جونغداي، تُقابله جيون و بجانبه تجلس روز ترمق توأمها بنظرات غاضبة
"ميونغ داي لن يأتي؟"
جيون سألت بإهتمام مُزيف لتعقد روز حاجبيها بينما جونغداي أومأ قائلاً
"منذ فترة لم ينم بالمنزل، ربما حصل علي حبيبة ما"
قهقه بمزاح لتضحك جيون بخفة بينما روز لم تبدو مُعجبة بما قيل
"أين كُنتِ طوال الأيام الماضية جيون؟ أنتِ لم تعودي إلي منزل والدينا"
"كنت بمنزل صديق لي"
أجابتها بلا مُبالاة بينما تهز كتفيها لينظر إليها جونغداي
" صديق؟ رجل؟ "
روز سألت لتومئ جيون فعقد جونغداي حاجبيه و روز تسائلت مرة أخري
"كنتما وحدكما بالمنزل؟"
همهمت جيون لتتناول طعامها غافلة عن تلك الأعين التي تُراقبها بغضب غيوراً من ما سمعه للتو
جيون انسحبت أولاً لتصعد إلي غُرفتها فلحق بها جونغداي يمنع إغلاق الباب بقدمه ففتحت الباب بإبتسامة
"جونغداي"
تقدم منها فتراجعت بظهرها حتي أصبح بداخل غُرفتها و أغلق الباب خلفه ليستند عليه بظهره
تكتفت جيون و قلبت شفتيها حين ظل صامتاً لوقت طويل مُكتفياً بالنظر إليها بهدوء
"إذا لم ترغب بشيئ اخرج من الغُرفة"
"من صديقك ذاك الذي قضيتي معه أسبوعين كاملين وحدكما؟"
ابتسامة ارتسمت علي شفتي جيون و رفعت كتفيها ثم أخفضتهما دون إجابة منطوقة ليتقدم منها جونغداي عاقداً حاجبيه
"جيون، لا تعبثي معي"
" لمَ أشعر و كأنك تتخلي عن مبادئك الآن؟ "
همست بعبث و تقدمت منه خطوة فاسترق جونغداي نظرة نحو شفتيها ثم رفع عينيه نحو خاصتيها
"جيون"
"لم أنسي الطريقة التي تركت بها يدي حين كنت قلقة عليك"
حركت رأسها بعبوس فتنهد جونغداي يُردد اسمها مُجدداً و هو يتقدم خطوة أخري منها
" جيون "
" قد يكون حبيبي...تعلم أنا فتاة يافعة و جميلة لذا..."
"جيون"
هسهس بحدة مُقاطعاً إياها فابتسمت هي بالمُقابل هامسة أمام شفتيه
" أعرف اسمي جونغداي "
" لكنني لا أعرف مشاعري"
تنهد بإرهاق فتخطته جيون لتفتح باب الغُرفة ثم التفتت إليه
"حين تعرفها أخبرني "
زفر بعنف و اقترب من الباب ليقف أمامها ثم صرخ بوجهها بهمس
"أنتِ تُفقدينني عقلي"
"أوه أنت أيضاً"
أجابته بمزاح ليضحك جونغداي بخفة و بنظرة سريعة رمق شفتيها قبل أن يتنهد
"لقد اشتقت إليكِ حقاً جيون"
"و أنت واثق من ذلك؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل فقهقه بخفة ثم أومأ
"نعم، واثق من ذلك "
_____________
" حسناً تايانغ يبدو كشخص جدي لكنني مصدوم للغاية بـ سوهيوك"
سيهون همس و هو يميل نحو هيونغجاي حيث كلاهما يراقبان تدريبات المجموعة الخاصة بمهمة عصابة تايلند
" لم تعتقد بأن سوهيوك يمتلك لقب جونغداي الصغير؟ إنه مرح، ثرثار و صاخب لكنه جيد بعمله"
هيونغجاي رفع كتفيه ثم أكمل بجدية
" سوهيوك يمتلك جسداً صغيراً و قامة متوسطة لكن قدميه سريعتين...تايانغ في حالة فشل الخطط يجد الحل البديل سريعاً دون الخروج عن الأوامر فعقله يعمل بسرعة لا يُمكنك تخيلها لذا نحن بحاجة له "
" لقد اخترت مجموعة لطالما بدت ضعيفة بالنسبة لي في الواقع و تحتاج إلي المساعدات "
سيهون مسد جبينه بإحراج فابتسم هيونغجاي
" إحدي هواياتي هي مُراقبة الآخرين و تفسير تصرفاتهم لذا أنا أعرف الكثير... مثال علي ذلك أنا لم أثق يوماً بميونغ داي، هيرين و حتي هيون علي الرغم من ثقتي بك و احترامي لك أنت و جونغداي "
سيهون عقد حاجبيه بإستغراب
" و لماذا هيون و هيرين ؟ "
رفع هيونغجاي كتفيه بعدم معرفة
" بالنسبة لي هيرين لم تبدو بتلك البراءة و السذاجة...عينيها الحادتين حين تُجيب مُكالماتها السرية أو نظراتها التي ترمق بها هيون و ميونغ داي كانت تبدو غريبة... و كأنها لشخص داهية، و هيون لم يفرق عنها بشيء"
" لم ألحظ يوماً أن هيرين تمتلك نظرة حادة...تبدو كطفلة حمقاء طوال الوقت "
كلاهما ضحك ليومئ هيونغجاي
" لكن... هل واثق من استبعاد جونغداي من هذه التدريبات؟ "
سيهون أومأ إليه ثم التفت بجسده كي يُقابله
" ميونغ داي جيد بتقمص شخصية جونغداي و قد يخدعنا دون أن نعرف بذلك...لكن هناك شيئاً غريباً يحدث "
" شيئ مثل ماذا؟ "
" أعتقد أن ميونغ داي يعرف بما يدور بين ثلاثتنا لكن بالرغم من ذلك هو لم يفعل شيئاً "
هيونغجاي عقد حاجبيه بإستغراب
"هل لذلك طلبت أن لا نتحدث بتفاصيل المهمة بمكتبك؟ هل تشك أنه وضع جهاز تنصت أو شيئ من هذا القبيل؟ "
" لا أعرف، لست واثقاً لكنه تردد إلي مكتبي عدة مرات و رائحته كانت عالقة بالمكان لذا أنا واثق من دخوله "
" ربما يحاول قتلك إذا..."
هيونغجاي استقام بفزع لينظر إليه سيهون بنظرة حادة جعلته يبتلع كلماته بينما سيهون حرك رأسه ببطئ حتي تمركزت نظراته ببقعة فارغة ينظر إليها بشرود
_______________
جونغداي جلس بغرفة المعيشة المُظلمة يهز قدمه بتوتر من أفكاره ليسترق النظرات نحو السلالم التي تؤدي إلي الأعلي حيث الغُرف و بحركة سريعة يُعيد نظراته إلي الأرضية أسفل قدميه
لكن تلك الفكرة التي تدور بعقله لا تجعله يهدأ
جونغداي لم يعد قادراً علي كبت أفكاره التي تُخبره بأن جيون هي من كانت معه دائماً
و عدم تواجد أي شخص معه بالمنزل بهذا اليوم جعله يفكر بالبحث عن الحقيقة لكن قدم تتقدم نحو غرفة جيون خطوة و الأخري تتراجع خطوتين
زفر بعمق ليحكم قبضته حول مقبض الباب الخاص بغرفة جيون ثم فتحه بتردد لينظر إلي الغرفة الفارغة يتفحصها بعينيه قبل أن يدخل
دفع الباب ليفتحه تماماً ثم تقدم بخطواته و هو يُحرك عينيه بالأرجاء حتي توقف أمام خزانة ثيابها
فتحها بتردد و لم يكن بحاجة للبحث حيث قابله ذاك الفستان الذي شعر بأنه رآه من قبل
عقد حاجبيه ليسحب الفستان المُعلّق و معه ذكريات ومضت بعقله فأغلق عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما مُجدداً قبل أن يبدأ بالبحث ببقية ثيابها
جونغداي وجد الثياب التي قضت بها زوجته عطلتهما بالمنزل الصيفي و بالرغم من ذلك هو لم يجد أي نسخة من تلك الثياب بخزانة روز
عينيه وقعتا علي الحقيبة المتواجدة بجانب الغرفة ليبتلع ريقه بصعوبة ثم أعاد نظراته إلي الخزانة يستكمل بحثه
"اللغز..."
همس بتفاجؤ حين حطت كفه علي شيئ مربع الهيئة مألوفاً بالنسبة إليه ليسحبه كي يراه فقهقه بعدم تصديق
كان اللغز الذي منحه لزوجته بتلك العُطلة موضوعاً بإطار و بنهاية ذاك الإطار مثبّت تذكرتي السينما التي فازا بها بمسابقة الدجاج الحار
اهتز كتفي جونغداي بقهقهة مكتومة ليترك الإطار بمكانه و أخفي وجهه خلف كفيه
و قهقاته المكتومة تدريجياً تحولت إلي ضحكات صاخبة مصدومة أدمعت عينيه بسببها
"يا إلهي...إنها جيون"
To be continued.....
👀 👀👀
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top