18

Start

سيهون ابتسم ببرود إلي ميونغ داي الذي نفث دخان سيجارته بوجهه قبل أن يُلقيها أسفل قدمه يدعسها بقوة رغم بروده هو الآخر

"لا أعتقد أن هناك مانع من دخولي"

ابتسم بتصنع ليدفع كتف سيهون علي حين غرة حتي أوشك علي فقدان توازنه ثم دخل دون اذن فعقد سيهون حاجبيه بينما يُغلق الباب

"ما الذي أتي بك بالصباح الباكر؟"

"ظننتك تهتم لأمري لكن بالنهاية أنت تصرفت و كأنك لم تفعل شيئاً و ما قمت به كان تجاهلي بالكامل بينما تلتصق بتوأمي الأحمق و الذي لا أعلم من أين ظهرت صداقتكما فجأة"

ميونغ داي أجابه بهدوء ثم التفت اليه ليتوقف سيهون أمامه

"لا يوجد ما قد أخشاه، و لم أتجاهلك لكنني لا أقفز إلي مكتبك يومياً أو شيئاً من هذا القبيل فكيف تقول أنني أتجاهلك؟ "

رفع كتفيه نهاية حديثه ليضحك ميونغ داي بخفة

" تبدو لطيفاً حين تدّعي الغباء "

ابتسم سيهون و أومأ كأنه تلقي مديحاً حقيقياً فمد ميونغ داي كفه نحو الآخر يمسح علي ياقته لينظر سيهون إلي يد صديقه القريبة منه

" هل تظن أن زواجك منها سيمنعني عن قتلها؟ "

" أنت لن تقتل زوجة صديقك"

سيهون نبس بثقة لتتوقف كف ميونغ داي عن الحركة حول ياقة الآخر ثم رفع أحد حاجبيه

" لا تكن واثقاً هكذا لأنني سأفعل ما هو لصالح الجميع"

"و ما لصالحي أن تبقي سوشيل علي قيد الحياة و بجانبي... هذا لأنني أحبها أكثر من أي شخص آخر و لن أسمح بإيذائها "

ختم حديثه بحدة لينظر إليه ميونغ داي للحظات قبل أن يُقهقه

" أكثر من أي شخص آخر؟...هل تُريد إقناعي بأنك أحببت امرأة لم تعرفها سوي من شهر أو أقل، و كذلك تستبدلني بها؟ أنا لن أصدق هذا بالطبع "

" لم أطلب منك تصديق أي شيئ، و لا أهتم إذا اقتنعت بمشاعري نحوها...مهما كان سبب ارتباطي بـ سوشيل فأنا حقاً أحببتها و لن أسمح لك بإيذائها "

أشار إليه بتحذير ليتقدم منه ميونغ داي خطوة ثم هسهس

" تلك المجنونة ستتسبب بمقتل الجميع، تعرف أنها تمتلك دليلاً ضدك بأنك قتـ... "

سيهون وضع كفه سريعاً علي شفتي ميونغ داي يمنعه عن استكمال حديثه و التفت ينظر نحو باب الغرفة بقلق لكنه كان مُغلقاً فأعاد نظراته إلي الآخر بينما يهمس

"سوشيل لا تذكر شيئاً، حتي و إن تذكرت فأعدك بأنني وحدي من سأتحمل المسؤولية لذا لا تُفسد ما تبقي بيننا ميونغ داي"

أمسك بكف ميونغ داي برجاء ليدفعه الآخر بعنف و التفت يضرب علي الأريكة بينما يصرخ بغضب

ميونغ داي تنفس بحدة و التفت مُجدداً ينظر إلي سيهون

" أنت تتخلي عني... "

ابتلع ريقه ليجذب ياقة سيهون بقوة فارتطم به

" أنت أيضاً اخترت جونغداي و تلك المجنونة... "

"ميونغ داي.."

سيهون همس بقلق حين لمح حُمرة تتسرب إلي عيني الآخر و كأنه علي وشك البُكاء

"حسناً...ابقي معها..مع كلاهما... لا أهتم حقاً... لكن لا تنسي أنك من اخترت ذلك"

دفع سيهون إلي الخلف و خرج بعدها من المنزل ليصفع الباب خلفه فتنهد سيهون بينما يمسح علي وجهه بضيق

هل لتوه رأي الضعف و الخوف بأعين صديقه؟!

لم ميونغ داي بدا هكذا؟!

رفع عينيه نحو باب الغُرفة حين سمع صوته يُفتح و من شق صغير صنعته سوشيل بالباب هي نظرت إليه بتردد فابتسم و أشار لها بأن تقترب ففعلت ذلك

"هل غادر؟"

همهم ليُمسك بكفيها و جذبها بلطف كي تقف أمامه ثم اتكأ بمؤخرته علي مسند الأريكة خلفه

"يجب أن أذهب إلي العمل لذا كوني حذرة و إذا حدث شيئاً اتصلي بي"

أومأت بعبوس ثم اقتربت منه لتحتضن رأسه إلي صدرها و بلطف ربتت عليه من الخلف

" اذهب أولاً إلي الطبيب و إذا شعرت بأنك مريض عُد إلي المنزل، لا يهم إذا وبخك رئيسك ما يهم هو أن يكون سيهوني بخير"

سيهون ضحك بخفة و رفع ذراعيه ليُحيط خصرها ثم تنهد بينما يومئ برأسه

بعد دقائق خرج سيهون من المنزل بينما يتلفت حوله بحذر حتي لمح سيارة تقف علي مسافة قريبة من منزله و الرجل القابع بداخل تلك السيارة أخفض الزجاج لتتضح هويته إلي سيهون و لم يكن سوي هيونغجاي مُساعده

هيونغجاي أومأ برأسه إلي سيهون ليومئ الآخر كذلك ثم اتجه إلي سيارته و صعد إليها متوجهاً إلي العمل بينما مُساعده يتولي أمر مُراقبة المنزل

____________

Flash back

فتاة متوسطة القامة، ملامح أنثوية حادة و شعر طويل يصل لمنتصف خصرها

بوقت متأخر من الليل خرجت من سيارة الأجرة أمام بوابة منزلها الخارجية ثم تقدمت من المنزل بخطوات بدي بها الإرهاق حتي وقف أمامها شاباً أطول منها بقليل و بين شفتيه سيجارة لتوه أشعلها

"من أنت؟"

عقدت حاجبيها بإستغراب ليبتسم الآخر بجانبية فأمالت برأسها بعدم فهم لكن سرعان ما صرخت بصوت مكتوم بسبب تلك الكف التي كممت فمها حتي فقدت الوعي

_________

بعد وقت طويل تلك الفتاة فرقت بين جفونها بتأوهات و ملامح تجعدت بألم تشعر به بجميع أنحاء جسدها و بصورة خاصة الجزء السُفلي منه حيث انتُهك دون إرادة منها، بأعين ناعسة نظرت إلي الرجل الذي يجلس علي طرف السرير يرتدي ثيابه لينظر إليها ثم ابتسم بجانبية حين التقت نظراتهما

"من تكون؟"

همست بصوتٍ مُرهق و ضيّقت عينيها تتأكد بأنه لم يكن نفس الرجل الذي رأته قبل أن تفقد الوعي و قد كان كذلك... حتي هيئته مُختلفة عنه

" أخبري والدك بأن يُفكر مُجدداً أو بالمرة القادمة سأحرص علي أن تكوني واعية لما يحدث"

رمق جسدها العاري بنظرة خبيثه فحركت هي رأسها بعدم فهم حتي استوعبت ما حدث

أعينها اتسعت بصدمة و بدأت تصرخ بهيستيرية فقلب هو عينيه و خرج من الغُرفة تاركاً إياها تتخبط بمكانها

" هيون "

ميونغ داي انتفض من مكانه حين رأي الآخر يخرج من الغُرفة و عينيه بتلقائية انخفضت تنظر إلي صدر صديقه العاري قبل أن يبتلع ريقه

" ألقوا بها أمام منزله"

هيون أمره ببرود فأومأ إليه ميونغ داي ثم أشار إلي رجاله بالدخول معه إلي الغُرفة

____________

" أبي...أبي"

بارك جونغ مين و زوجته انتفضا من نومهما بفزع حين سماعهما لصوت صراخ يأتي من الخارج

و المصدر كان ابنهما جينيونغ

كلاهما تبادل النظرات للحظة قبل أن ينفضا الغطاء بعيداً عنهما ثم ركضا حيث مصدر الصوت

"ماذا؟ ماذا يحدث؟"

تسائلا بقلق حين رؤيتهما جينيونغ علي الأرضية أمام المنزل يحتضن جسد ما لتتسع أعينهما تزامناً مع وضوح هوية هذا الشخص و الذي لم يكن سوي ابنتهما

"سورين...ابنتي"

زوجة جونغ مين وقعت بجانب جينيونغ لتجذب سورين من حضنه و احتضنتها هي بخوف و جسدها كان يرتجف بينما تري علامات بشعة علي جسد ابنتها الفاقدة لوعيها

جونغ مين ابتلع ريقه و تقدم من تلك الرسالة المتواجدة بجانب جسد ابنته ثم انحني ليحملها بكف ترتجف

بداخله كان خائفاً من أن ما يدور بعقله هو ما حدث لإبنته و أن يكون السبب بذلك، و هو سرعان ما تأكد من ذلك حين فتح الرسالة

( هل يبدو الأمر الآن أكثر واقعية أم تُريد اثباتاً آخر علي أننا لا نمزح؟ ، لديك فرصة التفكير حتي نهاية هذا الشهر و هذه ستكون فرصتك الأخيرة لكن إذا تهورت مُجدداً تأكد من أننا نعلم كيف نستفيد من جسد ابنتك )

_____________

سورين وقفت أمام المرآة بجسد هزيل تنظر بشرود إلي بقعة بعيدة بينما والدتها تُساعدها بإرتداء ملابسها ببكاء صامت

"أمي، هل انتهيتما؟"

جينيونغ دخل الغرفة يتسائل بهدوء فأومأت والدته دون أن تلتفت إليه ليتقدم هو من سورين حتي وقف أمامها

" هيا لنذهب"

مسح علي كتفيها بلطف ليُقبّل جبينها ثم أحاط كتفها بذراعه ليتقدما من الباب

"هل...يُمكنني دخول الحمام؟"

همست بصوت مختنق و تمسكت بالباب بتوتر ليتبادل جينيونغ النظرات مع والدته قبل أن يُهمهم بالموافقة

"لا بأس سننتظرك بالخارج"

انسحب جينيونغ مع والدته إلي خارج الغُرفة لتلتفت سورين سريعاً تبحث عن مخرج آخر بهيستيرية

" مجرد عرضها علي طبيب نفسي لن يحل الأمر، حق ابنتي..."

زوجة جونغ مين هسهست من بين أسنانها فقاطعها زوجها الذي انضم إليهما للتو أمام غرفة ابنته

" لن نستفد شيئاً بالإبلاغ عن الجاني، دعينا نطمئن أولاً علي سورين"

"أنت...أنت تعرف من الفاعل أليس كذلك؟"

اقتربت من جونغ مين تُمسك ياقته بإنفعال فأمسك بها جينيونغ ليدفعها عن والده بلطف قائلاً

"أمي، لنطمئن علي سورين أولاً ثم لنفعل ما تُريدينه"

"ما هذا الصوت؟ "

جونغ مين عقد حاجبيه بإستغراب حين سمع صوت ارتطام لينظر إلي جينيونغ سريعاً ثم اقتحم ثلاثتهم الغُرفة

" سورين..."

جينيونغ صرخ بفزع و تقدم من الشُرفة المفتوحة لينظر إلي الأسفل فالتقت نظراته مع خاصة سورين التي ابتلعت ريقها بذعر قبل أن تركض بخطوات عرجاء نحو البوابة الخارجية

"امنعها بسرعة جينيونغ"

جونغ مين صاح بخوف فأمسكت به زوجته قائلة بحدة

" سورين لن تُسامحك إذا أوقفتها الآن، دعها تحصل علي حقها و لنُساعدها بذلك، يكفي أنك أفسدت سوشيل المُدللة حتي ألحقت بنا العار"

"رجال الشُرطة متواطئين مع من فعل بها ذلك، هذا إن لم يكن الفاعل من الشرطة "

دفع زوجته بإنفعال لتتسع أعينها كما أعين جينيونغ

"جينيونغ أوقف سورين رجاءً "

أومأ جينيونغ بقلق ثم ركض ليلحق بأخته بينما والديه خلفه بخطوات ظهر بها خوفهما العارم

لكن جينيونغ لم يلحق بـ سورين

تلك كانت المرة الأخيرة للقائها بعائلتها قبل أن تفقد حياتها

و جونغ مين حمّل نفسه ذنب ابنته

لو أنه اعترف لعائلته باكراً بما يحدث معه ، سواء تلك التهديدات التي لم تنقطع عنه لعامين تقريباً، أو حتي معرفته بأن رجال الشُرطة لا أمان لهم... لربما كانت ابنته علي قيد الحياة الآن

مساء تلك الليلة و بعد بحث طويل وُجدت جثة سورين بغرفتها بداخل المنزل

حيث ظن الجميع أنها انتحرت بينما بالواقع هي لم تكن لتمتلك الجُرأة لفعل ذلك

End flash back

_________________

" اطلب المُساعدة من بارك"

جونغداي رفع كتفيه بلا مُبالاة ليرتشف القليل من قهوته حيث كان يتجول مع سيهون بالأرجاء بعد انتهاء عملهما

"بالطبع لن أفعل ذلك، هل أُقدم له سوشيل علي طبق من ذهب؟"

سيهون اعترض بحدة فتنهد جونغداي ليتوقف عن السير و سيهون التفت إليه بجسده

" بارك تشانيول إذا أراد استعادة سوشيل سيفعل ذلك فهو يترك سوشيل لديك بمحض ارادته، لا أعلم بماذا يُفكر و ربما هو يتركها معك فقط كي لا يضغط علي عقل سوشيل و تسوء حالتها و لا أهتم كثيراً لأسبابه لكن ما يهم هو أنني واثق بأنه يتركها لك لأنه يريد ذلك..."

"ماذا تقصد؟ "

سيهون عقد حاجبيه بعدم فهم فقلب جونغداي شفتيه يُهمهم بتفكير ثم هز رأسه

" ما أقصده هو أن الشخص الوحيد الذي يجب أن تثق به فيما يتعلق بحماية سوشيل هو بارك تشانيول، نحن لا نثق بجميع من بالقسم لذا قد تضعها بين يدي القاتل دون أن تشعر...و إذا فكرنا بالأمر، خسارتك سوشيل لإبن عمها أفضل من خسارتك لها أمام الموت"

ربت علي كتف سيهون ثم عاد ليسير مُجدداً فحرك سيهون عينيه معه قبل أن يلحق به

" و أيضاً جميع من بالقسم أرادوا عقد حفل لأجلك أنت و زوجتك احتفالاً بكما...كما تعرف هذه عاداتهم لكن بالنهاية لديك حق الرفض إذا كنت تخشي أن يُصيبها مكروهاً...أنا فقط أُبلّغ الرسالة "

جونغداي مرر عينيه بالأرجاء و هو يتحدث لتضيق عُقدة حاجبي سيهون أكثر

"لماذا تتهرب من النظر نحوي؟"

" أنا لا أفعل "

جونغداي نفي ذلك سريعاً و هو ينظر إلي سيهون

" بلي تفعل ذلك، ليس الآن فقط بل منذ فترة عينيك تتجنبا النظر نحوي مُباشرة...جونغداي توقف عن إلقاء اللوم عليّ بالشك تجاه ميونغ داي، أنت بنفسك أردت مني تقبل أمر التحقيق مع سوشيل فلماذا لا تتقبل أيضاً... "

" أنا خائف"

قاطعه بضيق ليضغط بأنامله حول كوب القهوة

" ميونغ داي توأمي، هو الوحيد الذي تبقي لي من عائلتي و يُمثل كل شيئ بالنسبة لي...أنا خائف من أن تكون شكوكك هذه حقيقة...لا أريد أن..."

ابتلع جونغداي غُصته ليُمسد جبينه بكفه الآخر

" لا أريد أن تتحول حياتي إلي جحيم..."

سيهون أخفض رأسه بعبوس مُتفهماً للآخر ثم تنهد

" يجب أن أعود إلي المنزل "

جونغداي أومأ إليه بينما يُحرك عينيه بدائرية محاولاً عدم البكاء فعاد سيهون بخطواته إلي الخلف قبل أن يلتفت مُغادراً حيث ترك سيارته

كلاً منهما عاد نحو منزله بضيق يحتل صدره...ميونغ داي أثناء ارتكابه لأخطائه لم يُفكر لحظة بأن هناك من يهتم إليه... لم يهتم لوجود أشخاص قد يتسبب في جرحهم بسبب سلوكه

و ربما هو لم يكن لديه خيار

جونغداي توقف أمام الباب بمجرد أن فتحه حين رأي ميونغ داي يقف قريباً للغاية من جيون و يده تُمسك بمرفقها بينما يتحدث معها بشيئ لم يسمعه هو

أغلق الباب بصوتٍ مسموع فدفعت جيون ميونغ داي سريعاً ليبتعد عنها و ابتسمت بتصنع بينما تنظر إلي جونغداي الذي تقدم منهما

"ماذا تفعلان؟"

سأل بهدوء ليرمقه ميونغ داي بنظرة غريبة لم يفهم معناها ثم خرج من المنزل فحرك جونغداي عينيه معه حتي اختفي من أمامه و أعاد نظراته إلي جيون

"هل كان يُزعجكِ؟"

" و هل تهتم للأمر؟"

همست بهدوء و ابتسامتها المُصطنعة تبددت كأن لم تكن

"و إن لم أكن أهتم فلماذا قد أطرح هذا السؤال؟"

هسهس بحدة و تقدم منها خطوة لتتراجع خطوتين مُقابلها عاقدة حاجبيها بتوتر

"لم تبدو هكذا؟"

"كيف أبدو؟"

قاطعها بنبرة أكثر حدة ليميل نحوها حين اتكأت بمؤخرتها علي مسند الأريكة

" لا تبدو...بخير"

أجابته بتقطع و رفعت كفها ليستقر علي وجنته بينما ابهامها تحرك أسفل عينه بلطف فتحرك وجهه مع لمستها بتلقائية

"هل ستتصرفين الآن و كأنكِ تعرفينني؟ "

همس بصوتٍ خافت للغاية فضحكت جيون لتجذب كفها بعيداً عنه و أعين جونغداي تحركت مع كفها إلي أن استقر بجانبها

"ألا أعرفك؟"

رمش ببطئ و تدريجياً ظهرت عُقدة بين حاجبيه حين استشعر هيجان بيسار صدره لم يكن طبيعياً

جونغداي استقام بجذعه بحركة بطيئة و عينيه تتفحصان وجه جيون للحظات قبل أن ينسحب من هناك مُتوجهاً إلي غُرفته

خلع ملابسه العلوية بعنف مُتقدماً من خزانة ثيابه باحثاً عن شيئ آخر يرتديه و بعد أن وجد ما يُلائمه استدار لتقع عينيه علي روز التي تنظر إلي هاتفها تُقلب به بإندماج أغضب جونغداي فتقدم منها بخطوات واسعة و جذب الهاتف من يدها لتنتفض من مكانها سريعاً محاولة استعادة الهاتف

" معلومات عن الإجهاض؟"

جونغداي ضيّق عينيه يقرأ المقال الذي أشغلها عنه فقفزت من خلف يده التي تمنعها عن الاقتراب و سحبت منه الهاتف لتحتضنه إلي صدرها

"لماذا تقرأين عن الإجهاض؟"

"هـ هذا...أثارني الفضول لأعرف ماذا كان سيحل بي لو أنني اخترت الإجهاض سابقاً"

صاحت به كاذبة لتتراجع إلي الخلف خطوتين حينما انتهت من حديثها

"و بم سيفيدك هذا؟ لقد أنجبتي ميون و انتهي الأمر فلماذا تبحثين خلف الماضي؟"

التفت إليها بكامل جسده و تقدم منها لتتراجع بخطوة واسعة

" و ما دخلك أنت بم أبحث أو لماذا؟ "

" ما دخلي أنا؟ أنا زوجك روز...أنا هنا أحاول مسايرة الحاضر بينما أنتِ عالقة بالماضي... ألا تشعرين بأن هذه تُعد خيانة بحقي؟ أن تُفكري بأشياء تخص رجل آخر بينما لا تُلاحظين وجود زوجك هنا؟"

هز رأسه بتشوش فابتلعت روز ريقها لتضم شفتيها للحظات

" الماضي كان جزءاً من حياتي لذا لا يُمكنني التصرف و كأنه لم يكن "

" لكن يجب أن تحترمي علي الأقل الرجل الذي حاول مُساعدتك، و قليل من هذا الإحترام أن تشعري بوجودي، يجب أن تُلاحظي حين لا أكون بخير، يجب أن تشعري بي حين أحتاج إلي..."

"جونغداي أنا لست والدتك"

قاطعته بإنزعاج و تكتفت فصرخ بها بإنزعاج

" و جيون أيضاً ليست والدتي"

التقط أنفاسه بحدة بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة فعقدت روز حاجبيها

" جيون؟! ما بها جيون؟ "

" لا يُمكنني تحمل هذا بعد الآن "

جونغداي هسهس بإنزعاج و اقترب ليسحب وسادة من فوق السرير قبل مُغادرته نحو غُرفة المعيشة

جيون حركت عينيها بعيداً عن التلفاز حين شعرت بشخص ما خلفها لتُعيد نظراتها حيث التلفاز مُجدداً بعدما وجدته جونغداي

بلا قميص و غاضب...هذا نوعاً ما... مُثير للغاية

تنهدت بصوتٍ مسموع دون قصد منها لتمسح علي شعرها بخجل بينما تحاول التركيز مع ما يُعرض بالتلفاز لكن تحركات جونغداي الغاضبة فوق الأريكة لم تُساعدها بذلك

استرقت نظرات نحوه تراه يقفز علي جانبه الأيمن تارة و الأيسر تارة أخري مشغولاً بالتحدث مع نفسه ثم قلبت عينيها لتُغلق التلفاز و صعدت إلي غُرفتها فتوقف هو عن الحركة مُراقباً إياها

جونغداي كان غاضباً من نفسه بسبب قلبه الذي أصبح خائناً بالفترة الأخيرة و بوقاحة كان ينبض لأفعال جيون، و إهمال روز له كما تصرفاتها الباردة و الغير مُبالية تجاهه جعلته ينزعج أكثر

أغلق عينيه واضعاً ذراعه فوقهما ليخفيهما من الإضاءة، و تدريجياً غضبه بدأ يتلاشي مع شعوره بالنعاس

"تُصبح علي خير"

سمع همساً خافتاً يكاد يُسمع بجانبه ثم شعر بغطاء يوضع فوق جسده لكنه فقط ادعي النوم حتي شعر بإبتعاد صاحبة الصوت و التي لم تكن سوي جيون

أبعد ذراعه من فوق عينيه لينظر نحو السلالم حيث كانت تصعد إلي غُرفتها مُجدداً

جيون توقفت بمكانها للحظات ليعقد حاجبيه بخفة و بالرغم من شعوره بها تلتفت إليه لكنه لم يدّعي النوم

و مُجدداً قلب جونغداي أصبح صاخباً حين تلاقت نظراتهما فابتسمت جيون و لوّحت إليه بخجل قبل أن تركض إلي غُرفتها

_____________

" أعتذر هيونغجاي، لكنني لا أثق بشخص آخر كي يقوم بهذه المُهمة"

سيهون نبس بأسف ليبتسم هيونغجاي و هز رأسه سريعاً

"لا داعي لهذا، إنه عملي سيد أوه و أنا سعيد للغاية لأنك تثق بي"

همهم المقصود و ربت علي كتفه ليتراجع بخطواته حين صعد هيونغجاي إلي سيارته مُجدداً و انتظر حتي غادر ليدخل هو إلي المنزل

صوت التلفاز العالي يعرض برنامج سوشيل جعله يبتسم بإتساع بينما يتقدم من الأريكة حيث تجلس هي و أمال يُقبّل وجنتها من الخلف فانتفضت بفزع لكنها سرعان ما ابتسمت بإتساع حين وجدته سيهون

"سيهوني"

"لم تقفي لإستقبالي أمام الباب كالعادة هااا"

قرص أنفها بعبوس مُزيف بعدما جلس بجانبها فقهقهت هي ثم هتفت بحماس

"انظر"

رفع حاجبيه بإبتسامة بينما هي كانت تبحث بين مجموعة من الصور المُبعثرة حولها إلي أن وصلت إلي الصورة التي تقصدها لتضعها أمام سيهون

" هذه أنا "

همست بصراخ مكتوم لتضع كفيها أمام شفتيها بقهقهات طفولية حين أمسك سيهون بتلك الصورة و ابتسم هو الآخر بحب

" انظروا إلي هذا الوجه المُمتلئ اللطيف"

انتحب بلطافة بينما يُحرك سبابته فوق وجنتي سوشيل بتلك الصورة محاولاً تجاهل النظر نحو والدها الذي يحملها لكن عينيه خذلته ليسترق نظرة نحوه بسببها مرت ذكري سريعة من أمام أعين سيهون حين هوي جسد والدها علي الأرضية غارقاً بدمائه

" هل تشانيول أتي البارحة لهذا السبب؟"

سألها بهدوء فأومأت بعنف و هي تعض علي شفتها السُفلي بإبتسامة مُتسعة

" لقد أحضر لي هذه الصور لأنني أحببتها، أردتك أن تري أبي و تري سوشيل الصغيرة لكنك صرخت بوجهي"

زمت شفتيها نهاية حديثها بعبوس فضم سيهون شفتيه بخط مستقيم

" آسف لأنني أفرغت غضبي بوجهك "

جذبها من خلف رأسها بلطف ليميل مُقبلاً جبينها ثم استقام من مكانه

"سوف أحضّر العشاء لأجلكِ"

" لا، لست جائعة "

هزت رأسها سريعاً ثم أعادت اهتمامها إلي الصور مُجدداً

" إذاً سوف أستحم ثم أعود لنري هذه الصور معاً"

أعين سوشيل ارتجفت بصورة واضحة حين ذكر أمر استحمامه و بتردد هي أومأت إليه لتُراقبه بنظراتها و هو يتوجه إلي الغُرفة و إلي أن دخل الحمام

سيهون لم يستغرق وقتاً بالداخل و سرعان ما انضم إلي سوشيل التي شعرت بالراحة حين جلس بجانبها

" جفف شعرك كي لا تمرض "

حذرته بجدية فرفع سيهون حاجبيه بتفاجؤ ثم قهقه ليرفع المنشفة عن عنقه واضعاً إياها فوق شعره

"أشعر بالكسل لتجفيفه، افعلي هذا من أجلي"

رمش عدة مرات بينما يبرز شفته السُفلي بلطافة فقهقهت سوشيل و اعتدلت لتجلس فوق رُكبتيها أمامه

احتضنت وجنتيه بصفعة خفيفة فجفل و هو يُحرك رأسه معها ثم رفع عينيه نحوها حين جذبت المنشفة لتُجففه

"هذه الصفعة تؤلم"

همس بقهقهة خافته لترمقه سوشيل بنظرة جدية ثم همهمت و هي تخفض المنشفة فوق عينيه بينما تُحركها من الأعلي فوق خُصلاته

" أنت تستحق هذا لأنك مُستهتر للغاية"

وبخته بإنزعاج ليبتسم سيهون بإتساع و رفع ذراعيه يُحيط بهما خصرها جاذباً إياها لتلتصق به أكثر

" إذاً اهتمي بي أنتِ"

هزت سوشيل حاجبيها بهمهمة مُستفهمة و ببطئ رفعت المنشفة عن عينيه إلي أن تلاقت نظراتهما لينظرا إلي بعضهما بصمت حتي ارتفع طرف شفتي سوشيل بإبتسامة تكاد تُلاحظ

"أحب عينيك"

همست بقهقهة خافته و عينيها تأبي الإبتعاد عن خاصتيه لتُحرك إبهاميها علي جانبي عينيه

"فقط عيناي؟"

سأل بهمس لتضحك سوشيل بخجل و هزت رأسها إلي الجانبين بحركة خفيفه

"لا، أنا أحب سيهوني كله... عينيه ،أنفه، عينيه، شفتيه، عينيه، ساقيه الطويلتان، عينيه و..."

" لقد قُلتِ عينيه أربع مرات"

قاطعها بضحكة صاخبة لتومئ سوشيل بقهقهة بلهاء ثم رفعت يديها إلي الأعلي قائلة بحماس

"هذا لأنني أحب أعين سيهوني بهذا القدر الكبير"

وسعت المسافة بين ذراعيها ثم ألقت بنفسها فوق سيهون مُحيطة عنقه بذراعيها فأمال بجسده إلي الخلف قليلاً و ذراعيه تجذبانها نحوه أكثر بينما يضحك

" أنا حقاً أحبك"

أمالت بجبينها فوق خاصته هامسة بصوتٍ ارتجف قليلاً لتتسع ابتسامة سيهون و صوت ضحكته تلاشي تدريجياً مع إمالة سوشيل نحوه حتي تلامست شفاههما بسطحية

سوشيل ارتفعت بشفتيها نحو أنفه تاركة قُبلة رقيقه فوقه ثم ابتعدت عنه قليلاً لتنظر إلي عينيه فرفع سيهون أحد كفيه نحو وجنتها يمسح عليها بـ رقّة

" أنا أيضاً أحبك كثيراً... "

همس و جذبها من وجنتها بينما جسده يرتفع نحوها ليُقبل شفتيها بسطحية

"أكثر مما تتخيلين سوشيل"

بذراعه التي تُحيط خصرها جذبها و هو يستدير بجسده يجعلها أسفله ثم اعتلاها لتبتسم سوشيل بخفة

" لماذا؟"

سيهون همهم بعدم فهم لسؤالها فأحاطت عنقه بذراعيها تجعله يقترب منها ثم همست أمام شفتيه

"لماذا تُحبني أنا بينما هناك الكثير من النساء الجميلات، الناجحات و الرائعات؟...أنا شخص مريض سيهون، أنا لن أكون أبداً زوجة جيدة لك لذا لماذا قد تقع بحبي؟"

بعدم رضا سيهون عقد حاجبيه لتتنهد سوشيل

"التفكير بهذا يؤرقني، أنا لا أجد إجابة لهذا، أعني ماذا لو تغيرت فجأة؟ ماذا لو أصبحت شخصاً آخر؟ هل ستبقي تُحبني أم أنك تتسلي بوجود امرأة مجنونة معك بنفس المنزل و مع تغيري ستكره هذا "

" أنا الآن أكره هذا بالفعل.."

قاطعها بإنزعاج و استقام ليبتعد عنها يجلس علي طرف الأريكة فانسحبت هي بجسدها إلي الجانب و ضمت قدميها إلي صدرها بينما تنظر نحوه بعبوس

" أكره حين تتحدثين و كأن هناك ما ينقصك، و تلك الطريقة الغبية التي تتحدثين بها عن نفسك أيضاً أكرهها "

تحدث بإنزعاج دون أن يلتفت إليها ثم زفر بحدة

"لا تمتلكين الحق بتحديد من قد يليق بي، و لو أن هناك امرأة أخري تليق بي فلماذا لم أقع معها بالحب؟ الإجابة بسيطة و هي أنكِ الشخص المُناسب لي...إذا اختارك قلبي فمهما كانت شخصيتك سأتقبلها أنا... "

التفت برأسه نحوها نهاية حديثه و تنهد حين رؤيتها تبكي بصمت فترك مكانه و اقترب ليجلس علي ركبتيه علي الأرضية بجانبها

" سوشيل... "

همس ليمسح علي شعرها من الخلف ثم حرك يديه نحو خاصتيها ليُمسك بهما و أكمل

" حبيبتي... مهما كانت شخصيتك... طفولية أو ناضجة، جيدة أو سيئة أنا حقاً لا أهتم...أنا فقط أريدك أنتِ... لماذا تُفسدين لحظاتنا بهذه الأحاديث؟ لماذا لا تثقين بي؟ لماذا يجب دائماً أن أُكرر نفس الكلمات و بالنهاية أيضاً لا تثقين بي؟"

حاجبي سيهون ارتخيا بحزن فعبست سوشيل أكثر ثم أمالت نحوه لتحتضنه و دفنت وجهها بعنقها

" آسفة "

" أنا من يجب أن أكون آسفاً لأنني أجعلك لا تشعرين بالأمان و الثقة بي "

استقام بجذعه ليحتضنها بقوة و تنهد بإرتجاف

" أنتِ لا تعرفين ما تفعلينه بي حين تتحدثين عن نفسك بهذه الطريقة"

ابتلعت سوشيل ريقها لتضغط بقبضتها علي ثيابه كـ رد منها

__________________

" غداً الأول من شهر فبراير و بالرغم من ذلك لم يحدث شيئاً "

سيهون همس بتفكير عاقداً حاجبيه لينظر إليه جونغداي بإستغراب

" لم يأتِك أي إتصال؟ "

هز سيهون رأسه إلي الجانبين بخفة ينفي ذلك فتنهد جونغداي قبل أن يومئ إليه

"أتمني أن تظل الأمور هادئة هكذا دائماً و... "

التزم الصمت للحظات فرمقه سيهون بنظرة مستفهمة

" من الأفضل أن تُفكر بالأمر مُجدداً...نحن نحتاج إلي مساعدة هيونغجاي لذا مُراقبته لزوجتك طوال اليوم ليست لصالحنا...رجاءً سيهون ،حاول التفكير بأمر بارك تشانيول مرة أخري "

سيهون زفر بحدة كرفض قاطع علي الأمر فأغلق جونغداي عينيه بإنزعاج و أشاح بوجهه جانباً قبل أن يقف من مكانه قائلاً

" لدي عملاً أقوم به قبل عودتي إلي المنزل "

همهم سيهون بتفهم و راقبه و هو يتقدم من الباب كي يُغادر

" جونغداي... "

المقصود التفت إليه برأسه فحرك سيهون رأسه بحركة دائرية قبل أن يسأل

" تلك الحفلة التي تحدثت عنها سابقاً...هل مازال العرض قائماً؟"

جونغداي نظر إليه قليلاً ثم أومأ بإبتسامة بسيطة

"إذاً...أخبرهم أنني لا أمانع ذلك"

بعدها جونغداي غادر إلي مكتبه ليجذب سيهون أغراضه الخاصة و غادر هو الآخر نحو منزله

زفر بإنزعاج حين اشتم رائحة مألوفة ليصفع الباب بقوة جعلت سوشيل تنتفض من مكانها بتلقائية و التفتت برأسها تنظر حيث مقدمة غرفة المعيشة إلي أن ظهر سيهون إلي مرئي عينيها

" تشانيول كان هنا؟"

هسهس بحدة فابتلعت ريقها لتشيح بنظراتها جانباً

"لا...بل مازلت هنا"

سيهون التفت ينظر إلي الآخر الذي خرج من الحمام لتوه ثم تقدم منه قائلاً بسخرية

"هل نحن مقربان لتتجول بمنزلي بأريحية يا هذا؟"

"اووه هل كان يجب عليّ الحصول علي إذنك لتلبية نداء الطبيعة بحمام منزلك؟ أعتذر بالمرة القادمة سأتصل بك قبلها"

ابتسم بتصنع يختتم حديثه الساخر هو الآخر ثم تخطي سيهون ليجلس بجانب سوشيل علي الأريكة

" اذهبي إلي الغُرفة سوشيل؟ "

سيهون أمرها بجدية فوقفت من مكانها سريعاً ليُمسك تشانيول بمعصمها يوجّه حديثه إلي سيهون

" أنت تفتقر إلي آداب الضيافة أوه سيهون "

" سوشيل"

و سيهون تجاهله تماماً يُهسهس بإسم زوجته بحدة فجذبت سوشيل يدها من يد تشانيول ثم ركضت نحو غرفة النوم

حين أغلقت سوشيل باب الغُرفة تلاقت نظرات الرجلين الحادتين ليتقدم سيهون و يجلس مُقابلاً إلي الآخر

"لم أتيت إلي منزلي مُجدداً؟"

" سيكون من الغريب أن أترك ابنة عمي لدي قاتل والدها دون رؤيتها أو الإطمئنان عليها من حين إلي آخر"

رفع كتفيه بإبتسامة ساخرة ليزفر سيهون بحنق

"توقف عن ذكر هذا الأمر، ماذا لو سمعتك سوشيل؟"

"اووه أعتذر"

تشانيول قلب عينيه ثم تكتف

" يوجد رجل بالخارج يُراقب سوشيل لذا حين رأيته لم أرغب بالمُغادرة إلي أن تأتي أنت "

أشار برأسه نحو النافذة التي تُخفيها الستائر فعقد سيهون حاجبيه و وقف من مكانه ليسحب الستائر قليلاً ثم همهم

" إنه هيونغجاي مُساعدي... "

التفت ينظر إلي تشانيول ثم أكمل

" لقد عيّنته لمُراقبة سوشيل "

" شخصاً واحداً لن يكفي...يُمكنني وضع حراسة مُشددة عليها و..."

تشانيول تحدث بهدوء ليُقاطعه سيهون بإنزعاج

"سوشيل زوجتي أنا و أنا من سيحميها"

و الآخر قلب عينيه ليقف من مكانه و تقدم من سيهون

"غرورك هذا لن ينفعك بشيئ، كلانا يُريد حماية سوشيل لذا دعنا نساعد بعضنا بهذا الأمر "

" أنا أريد حمايتها منك أيضاً، هل تستوعب هذا؟"

سيهون قهقه ساخراً ليتنهد تشانيول ثم هز رأسه إلي الجانبين

" سوشيل...لن أصطحبها معي إذا لم ترغب هي بذلك لأنني لا أريد أن تسوء حالتها...لذا استمع إلي الآن...جميع رجالي موثوق بهم أكثر من رجال الشُرطة خاصتك...سأستدعي خمسة رجال لمُراقبة المنزل و حماية سوشيل "

تشانيول تحرك مُبتعداً عن سيهون و أخرج هاتفه يستدعي رجاله بينما سيهون عقد حاجبيه بضيق رغم رغبته برفض مساعدة الآخر لكن رجال تشانيول بالفعل كانوا الخيار الأفضل له

" سيصلون بعد دقائق لذا سأنتظر حتي أعطيهم الأوامر "

جلس واضعاً قدماً فوق الأخري يبتسم بإستفزاز فزفر سيهون و اتجه إلي غرفة النوم ليصفع الباب خلفه ما جعل من سوشيل تنتفض من مكانها و اتجهت إلي جانب الغُرفة مُبتعدة عن سيهون بخوف

" لم أكن سأفتح له لكنه بقي واقفاً أمام الباب لوقت طويل "

بررت موقفها سريعاً لينظر إليها سيهون قليلاً ثم أومأ

"لا بأس...تعالي إلي هنا"

أشار إليها بأن تتقدم ففعلت ذلك بتردد حتي وقفت أمامه و حين رفع كفه ليحتضن وجنتها جفلت بذعر لكنها سرعان ما تنهدت براحة حين مسح علي وجنتها بلطف

" أنت لست غاضباً مني؟ "

همست بقلق ليبتسم و نفي برأسه ثم قبّل جبينها

"تشانيول مازال بالخارج لذا لا تخرجي حتي أسمح لكِ بذلك"

"في الواقع لا أريد الخروج سأبقي هنا بالغُرفة"

رفعت كتفيها بلا مُبالاة فهمهم إليها سيهون و قبّل جبينها مُجدداً قبل أن يعود إلي الخارج مرة أخري

رمق تشانيول بجانبية و هو يتقدم من المطبخ ليُخرج زجاجة العصير ثم أحضر كوبين و وضعهما علي الطاولة أمامه

و تشانيول الذي يشعر بالملل كان ينظر حوله حتي لمح سيهون الذي ينظر إليه فوقف من مكانه و تقدم من الآخر بينما يضع يديه بجيوب بنطاله

"كيف تترك سوشيل طوال هذه الفترة دون حراسة؟"

"لا أحد كان يعلم بوجودها"

أجابه بجدية ثم مد كوب العصير نحوه ليُمسك به تشانيول ثم أصدر همهمة مُتفهمة

"لكن من أين تعلم أنه لم يكن هناك حراسة؟"

سيهون سأل بشك فضحك تشانيول بخفة و جلس علي الكرسي المتواجد أمام طاولة المطبخ

" لقد أتيت مع رجالي إلي هنا سابقاً و لم يكن هناك أحداً "

أصدر سيهون 'ااه' مُتفهمة ثم استند بمرفقيه فوق الطاولة ليُصبح أقرب إلي تشانيول

"بارك تشانيول..."

المقصود همهم ليُحرك عينيه مع سيهون الذي مرر سبابته حول حرف كوب العصير

"أين بارك جينيونغ؟ لماذا لا يسأل عن سوشيل؟ "

رفع عينيه نحو تشانيول ليتبادل كلاهما النظرات لبعض الوقت قبل أن يقطع تشانيول هذا التواصل و رفع الكوب يرتشف ما به دُفعة واحدة

" هذا السؤال مُضحك... تعلم! كوميديا سوداء"

قهقه بسخرية ليقلب عينيه بعيداً عن سيهون

"ماذا تقصد بذلك؟ "

" أعتقد أن رجال الأمن قد وصلوا"

To be continued.......

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top