17
Start
جونغداي رفع عينيه نحو باب مكتبه يسمح لمن بالخارج بالدخول فعقد حاجبيه بخفة حين رأي مُساعد سيهون هو من أمامه
"هيونغجاي!"
تمتم بإستنكار ليستقيم بجذعه حين دخل الآخر ليقف أمامه قائلاً
"السيد أوه طلب مني إصطحابك إلي مكتبه"
تنهد بإنزعاج فهو تجاهل إتصالات سيهون و رسائله لكونه لا يرغب بالتحدث معه لكن بالنهاية ها هو أرسل مُساعده و قد يأتي إليه بنفسه بأي لحظة ليتحدث معه.. ليس و كأن هذا شيئ صعب أو مستحيل
"حسناً سألحق بك"
أشار إليه نحو الباب بإبتسامة كاذباً و انتظر ليخرج هيونغجاي لكن الآخر ظل واقفاً بمكانه ينظر إليه بجدية
"أخبرتك سألحق بك"
مُجدداً أشار حيث الباب لينفي هيونغجاي سريعاً
"السيد أوه قال أنك ستهرب و إذا حدث ذلك فسوف يُعاقبني لذا لن أرحل حتي تأتي معي "
" و هل أنا طفل؟"
جونغداي زمجر بغضب لعل الآخر يتركه و شأنه لكن هيونغجاي لا يتلقي أوامره سوي من سيهون و لا يتأثر بأي غضب سوي غضب سيهون
زفر بحنق و بحدة دفع مقعده إلي الخلف ليسحب هاتفه معه ثم غادر كلاهما إلي مكتب سيهون و إبتسامة طويل القامة التي قابلهم بها كانت مُستفزة للغاية بنظر جونغداي بالرغم من أنها لم تكن كذلك أبداً
"اجلسا"
أشار لهما علي المقعدين المُقابلين له علي الجانب الآخر من المكتب فتقدم هيونغجاي أولاً يجلس بطواعية بينما جونغداي قلب عينيه قبل أن يجرّ جسده بملل ليجلس علي المقعد الآخر
" أياً كانت مناصبنا نحن الثلاثة فبالنهابة ثلاثتنا رجال لا نريد شيئاً سوي تحقيق العدالة لذا سنعمل سوياً بسرية تامة و لن نهتم لما يُدعي بصلة القرابة أو المشاعر"
سيهون بدأ حديثه بجدية و هو يتبادل النظرات بينهما ليشيح جونغداي بنظراته جانباً مُدركاً أن جزءاً كبيراً من هذا الحديث موجه إليه هو
" هناك الكثير من الأمور التي لا يعرفها كلاكما لكنني بحاجة لإخباركما بها لأنني لن أعمل وحدي، نحن لا نعرف من الضحية التالية لذا إذا كنت أنا..."
تنهد ليُبلل شفتيه ثم حرك عينيه بين الجالسين أمامه
" فيجب أن تكونا علي علم بتفاصيل ما أقوم به لتستكملا من بعدي"
جونغداي رفع عينيه نحو هيونغجاي الذي بدا جدياً للغاية ثم التفت ينظر إلي سيهون بإنزعاج
" هل يُمكننا التحدث دون ذكر الموت؟ "
" لا يُمكن ذلك جونغداي، إذا كنا سنعمل بجدية فيجب أن نكون واقعيين.. و الآن أخبرني ما الذي حدث بالتحقيق مع بارك تشانيول؟ "
جونغداي ابتلع ريقه بإرتباك و هز رأسه إلي الجانبين سريعاً
"لا شيئ...مُجرد سوء فهم"
سيهون رمقه بعدم تصديق ليُشابك كفيه فوق المكتب فزفر جونغداي
" أنت تعلم لذلك تركتني أتولي أمر التحقيق معه "
" و هل صدّقت ما قُلته إليك؟ "
جونغداي نفي بصرامة ليبتسم سيهون بجانبية
"كما توقعت...تشانيول لم يُخبرك عن جريمتي صحيح؟"
أمال برأسه بثقة ليعقد هيونغجاي حاجبيه بعدم فهم و التفت ينظر نحو جونغداي الذي نفي ذلك
" لم يقصد محاولة قتلي لـ سوشيل بل... "
ابتلع ريقه و تبادل النظرات بينهما مُجدداً
" في الواقع...بارك جونغ مين لم ينتحر بل قُتل أثناء إلقاء القبض عليه... أنا من قتلته"
أخفض عينيه بخجل و قد سمع شهقة مصدومة تصدر عن جونغداي بينما هيونغجاي ملامحه ارتخت ليومئ برأسه
" أنت كنت تعرف؟ "
جونغداي صاح بعدم تصديق و هو يُشير إلي هيونغجاي ليومئ الآخر
" كنت مسؤولاً عن استلام التقرير الخاص بتشريح الجُثة و كذلك ملف التحقيقات من الآنسة هيرين و بالصُدفة علمت بأنه أثناء أداء المهمة وقع خطأ أدي إلي قتل بارك جونغ مين لكن هذا قد يؤذي السيد أوه لذا قاموا بالتلاعب بالتحقيقات كي يبدو و كأنه انتحار"
رفع كتفيه نهاية حديثه لينظر إليه سيهون بصدمة بينما جونغداي لم يكن راضياً بما سمع
" كان يجب أن تُبلّغ عن الأمر "
" أنا عملت مع السيد أوه لسنوات و أثق به أكثر من نفسي لذا أنا أعرف جيداً أنه لن ينحرف عن مُهمته الأساسية لو لم يكن مُضطراً إلي ذلك، هو لا يلجأ إلي القتل دون مُبرر لذا لم أتحدث بهذا الشأن، كما أن من قُتل كان مُجرماً لذا هل يجب أن أهدم حياة شخص نزيه كالسيد أوه من أجل مُجرم؟!"
هيونغجاي تحدث بهدوء يُبرر موقفه و مازال جونغداي غير مُعجب بتصرف الآخر فتكتف لينظر بعيداً عن الرجلين أمامه
" شكراً لثقتك هذه هيونغجاي لكنني بالفعل ارتكبت خطأ أُعاني بسببه حالياً "
سيهون همس بتنهيدة مُرهقة ليُمسد جبينه و هو ينظر نحو جونغداي قائلاً
" جونغداي في الواقع أنا لم أكن السبب بتغيير الأدلة، لقد تقبلت الواقع و خطئي الذي ارتكبته لذا كنت مُستعداً للعقاب حتي اكتشفت ما حدث بالتحقيقات مع زُملائي الذين تواجدوا أثناء المُهمة و كذلك تحقيقات هيرين... منذ البداية تبديل الأدلة كانت فكرة هيون و ميونغ داي ثم هيرين هي من تولت التحقيقات و..."
"اهااا فهمت "
جونغداي قهقه بسخرية ثم وقف من مكانه لينظر إليه سيهون بعدم فهم
" هذا كله فقط لأجل زوجتك...إذا لم تكن تحتمل أن يتم التحقيق مع زوجتك كأمر طبيعي ما كان عليك الزواج بإبنة مُجرم منذ البداية.. و الآن ماذا؟ تُلقي باللوم علي أخي فقط لأنه أراد فتح التحقيقات مُجدداً؟"
جونغداي صرخ بوجهه بإنفعال يرفض تصديق هذه الفكرة و بالمُقابل وقف سيهون هو الآخر يضرب بكفه علي المكتب بقوة
" توقف عن تصنع الأعذار لأخيك، أنت من أخبرني بأمر القضية و أنت من كنت علي علم بأنهما يُريدان دس الأدلة لزوجتي لذا أنت من يجب عليك أن تتوقف عن تجاهل الحقائق لأجل أخيك"
هيونغجاي تحرك في مكانه بعدم راحة و هو يتبادل النظرات بينهما ثم اقترب بجذعه إلي الأمام قليلاً ليُمسك بيد جونغداي كي يجلس فرمقه الآخر بنظرة حادة ثم جذب يده بخشونة و ارتمي علي مقعده بأنفاس مسموعة
سيهون جلس في مكانه ببطئ و نظراته الحادة لم تزل، ربما هو أراد تفهم جونغداي إلي اللحظة الأخيرة لكن حديثه عن سوشيل لم يُعجبه حقاً
" لذلك سنعمل في سرية، أعني إذا كان هناك طرفاً سيئاً فيجب علينا التخلص منه أياً كانت هويته و إن لم يكن لنا علاقة شخصية بالطرف السيئ فسيكون هذا جيداً لجميع الأطراف و كذلك نتخلص من شكوكنا"
هيونغجاي نبس بهدوء يحاول تلطيف الأجواء لينظر إليه سيهون و جونغداي بحدة فابتلع ريقه مُعتذراً بخفوت
" لا تعتذر، أنت محق "
سيهون أشار إليه بكفه ثم التفت ينظر إلي جونغداي
" إذا كان ميونغ داي مظلوماً فأنت لن تخسر شيئاً لكن بالمُقابل إذا كان جاسوساً بيننا فحينها سيخسر الجميع و أنت كذلك كما أنك ستُعتبر مُشاركاً له بكل ما يفعل... جونغداي عليك أن تفهم بأنني لست عدواً لميونغ داي، هو صديقي المُقرب و الوحيد بعد خسارتي هيون،أنا لا أسعي إلي التخلص من صديقي و من قلبي أتمني أن أكون مُخطئاً بتفسيراتي لكن بالوقت ذاته لا يجب علي تجاهل كل شيئ...لا يُمكنك تخيل ما أشعر به أبداً لكن علينا قطع الشك باليقين لذا رجاءً ساعدني بذلك فلا خيار أمامي سواكما "
نهاية حديثه أشار بسبابته عليهما الواحد تلو الآخر ليزفر جونغداي غير راغب بفعل ذلك
لكن سيهون كان مُحقاً بنقطة ما... هو يعرف حقيقة فتح هذه القضية
و كذلك يجب قطع الشك باليقين
" ميونغ داي بارد و يبدو كشخص غير مُبالي لكنه ليس سيئاً "
جونغداي دافع عن توأمه بصوتٍ مُختنق ليضم سيهون شفتيه بعبوس كونه هو الآخر كان يظن صديقه هكذا أيضاً
" لنتأكد من الأمر، لن نخسر شيئاً، أليس كذلك؟"
هيونغجاي تحدث بلطف يختم حديثه بإبتسامة بسيطة كي يهدأ جونغداي فأومأ بتردد ثم حرك عينيه في المكان بعشوائية و قدمه بدأت تهتز بالمكان بتوتر
سيهون سحب نفساً عميقاً بعدها قبل أن يبدأ بسرد شكوكه... تفاصيل إلقاء القبض علي بارك جونغ مين سيهون قد سردها علي الرجلين أمامه و كأنه يعيش الحادث مُجدداً
من ثم هو أخبرهما بسبب ذهابه إلي منزل سوشيل المُهترئ و محاولة قتلها، و هيونغجاي كان مصدوماً بما سمعه لكن علي الأقل سيهون لم يقتلها لذا هو لم يكن مُخطئاً تماماً حين وثق بأنه رجل نزيه
" لماذا بارك قال أن ميونغ داي يستحق محاولته لقتله؟ كذلك متي حاول قتله؟ لم يكن هناك أي بلاغ ضده و أخي لم يتحدث عن هذا مُطلقاً"
جونغداي سأل بعدم فهم و هذا قد جذب انتباهه أثناء حديث سيهون كما جذب انتباه هيونغجاي كذلك
" هيون بطبيعته كان حذراً في عمله فلماذا لم يُبدي أي رد فعل علي ما فعله ميونغ داي؟ ميونغ داي معروف ببروده و تهوره لكن هيون؟! "
هيونغجاي طرح سؤاله بتشوش ليعقد كفيه سوياً
"سيدي... هل واثق من أنك تذكر التفاصيل جيداً؟ أقصد ربما..."
"لنكتفي بـ سيهون فقط"
سيهون قاطعه بهدوء ليومئ هيونغجاي بتفهم بينما سيهون أكمل
" الحادث لم يختفي من عقلي لو للحظة واحده لذا أذكر التفاصيل جيداً...كلما حاولت فهم الأمر لا أجد مُبررات لتصرفاتهما،و كذلك قتلي لبارك جونغ مين كان مجرد حادث ربما كنت سأتعرض للعقاب أو التحقيق معي و هذا يحدث دائماً مع ميونغ داي لذا لماذا الجميع اتفق علي أن يتحول الأمر إلي انتحار؟ "
" هل تقصد... أن لهم علاقة بعصابة تايلند السوداء؟ "
هيونغجاي سأل بتردد و هو يسترق نظرة نحو جونغداي الذي عقد حاجبيه بضيق و للأسف هو الآخر قد فكر بذلك
" في الواقع هذه الفكرة ترددت إلي عقلي لكن وضعت احتمالية أولي و هي أن هناك شيئاً مفقوداً بهذه القضية يجب علينا البحث عنه أولاً... "
طرق بسبابته علي المكتب بتفكير ليتحمحم جونغداي مُقاطعاً تفكيره
"مازلت لا أُصدق ما تقوله لكن سأبدأ البحث خلف القضية دون معرفة أحد...سأتعامل مع القضية بحذر و كأن بارك جونغ مين لازال علي قيد الحياة "
" و أنا سأبحث عن ابنه المفقود...الوصول إلي بارك جينيونغ سيُساعد كثيراً"
سيهون أومأ إليهما بالموافقة ليهتف جونغداي بتذكر جاذباً اهتمام الآخرين و دون تبرير فعلته هو ركض إلي خارج المكتب فتبادل الآخرين نظرات التعجب ليتنهد سيهون ظناً منه أن الآخر هرب
لكن بعد بضعة دقائق جونغداي عاد و معه صندوقاً وضعه فوق المكتب
" باليوم الذي أخذ بارك تشانيول زوجتك وصلني هذا الطرد إلي مكتبي "
سيهون رفع حاجبيه بعدم فهم ثم مد كفه بتردد يحمل ذاك الصندوق ثم قام بفتحه
"إنه فارغ"
"نعم كان فارغاً و هذا ما لم أفهمه لكن هذه الرسالة كانت أكثر ريبة"
جونغداي أمال نحو الصندوق يُخرج الظرف المتواجد به تلك الرسالة ليناولها إلي سيهون تحت نظرات هيونغجاي الفضولية
( تبقي ثلاثة و خمسة أشهر، 18<16<18)
سيهون عقد حاجبيه ليمد هيونغجاي كفه نحوه فناوله سيهون الرسالة
" ماذا يقصد بثلاثة و خمسة أشهر؟"
جونغداي رفع كتفيه بعدم معرفة لينظر كلاهما إلي هيونغجاي الذي يحاول حل الأُحجية أمامه
" اما أنها رسالة تهديدية أو أنها رسالة إستغاثة"
بتفكير نبس جونغداي فهمهم هيونغجاي موافقاً إياه ثم وضع الرسالة جانباً ليقول
"أو ربما كلاهما "
" أو ربما هذه لا شيئ و شخصاً ما يحاول اللعب مع الشُرطة...حدث هذا من قبل"
سيهون تحدث يتذكر أن هذا المقلب حدث عدة مرات و ذات مرة كان الفاعل طالب ثانوية يريد جذب الإهتمام إلي نفسه
"هذا وارد كذلك لكن هذه المرة الأولي التي يصلني بها شيئاً كهذا "
جونغداي زم شفتيه بتفكير ليُهمهم سيهون
" سأبحث أنا خلف هذا الأمر و ليُركز كلاكما علي مُهمته، أهم شيئ بهذا الأمر السرية التامة...كذلك أنا سأضع الخطط اللازمة لإفساد المُهمة القادمة لعصابة تايلند السوداء فإلقاء القبض علي أفراد العصابة الكورية سيُساعدنا للوصول إلي البقية لكن أولاً سنحتاج إلي أفراد يتم اختيارهم بحذر كي لا تفسد المُهمة مُجدداً "
" سأتولي أنا أمر جمع أولئك الأفراد "
هيونغجاي رفع يده بحماس و بعقله بدأ يُفكر في الأشخاص المُناسبين لهذا الأمر
______________
سيهون عقد حاجبيه حين اشتم رائحة غريبة قابلته من مقدمة باب المنزل
و كلما تقدم أكثر كلما أصبحت الرائحة أقوي حتي توقف بمقدمة غرفة المعيشة حيث مصدر الرائحة يجلس مع زوجته
"ماذا تفعل هنا؟"
سيهون تسائل ببرود مُنزعجاً من وجود تشانيول بمنزله و في عدم تواجده بالمنزل كذلك
تشانيول توقف عن التحدث مع سوشيل و حرك عينيه نحو الآخر يرمقه ببرود مماثل دون إجابة فحرك سيهون عينيه بالأرجاء
"و أين رجالك؟ ألم تُحضرهم معك؟ أعني ربما ترغب بالإنتقام مني أو شيئاً من هذا القبيل"
رفع كتفيه نهاية حديثه فالتفت تشانيول إلي سوشيل التي تجلس بجانبه ثم ربت علي رأسها بإبتسامة يهمس لها بشيئ ما تلي ذلك وقوفها من مكانها بحماس و حملت حقيبة تُشبه خاصة الهدايا ثم تحركت كي تدخل تحت نظرات سيهون التي بدأت تتحول لأخري غاضبة
" سوشيل، لقد عُدت "
أشار إليها بجدية لتقف بمكانها تنظر إليه للحظات بوجه خالي من التعابير جعلته يتخبط بمكانه و داخله أصبح صاخباً خائفاً من شيئ مجهول لا يعرفه حتي لكن سرعان ما تبدد ذلك حين نمت ابتسامة واسعة علي شفتيها و تقدمت منه تُقبّل وجنته بحركة سريعة
"مرحباً بعودتك سيهوني"
ثم رمقت تشانيول بنظرة سريعة و هي تنسحب إلي الغرفة فعقد سيهون حاجبيه من انسحابها إلي الغُرفة و ما يُزعجه كان تخمينه بأن هذا ما همس لها تشانيول به... لماذا تستمع إليه حتي؟!
حين أغلقت سوشيل باب الغُرفة خلفها تقدم سيهون ليجلس مُقابلاً إلي الآخر ينظر إليه بصمت فاعتدل تشانيول بجلسته و استقام بظهره مُتكتفاً و هو يُبادله النظرات الباردة
"لماذا استعدت سوشيل؟"
رفع سيهون حاجبيه بعدم فهم ليهز تشانيول رأسه إلي الجانبين
"سوشيل أمام القانون فاقدة لعقلها لذا حتي و إن تعافت فشهادتها ضدك كما شهادتي لن يكون لهما أي قيمة، و لو أنك قتلتها و هي بعيدة عنك كان ليكون هذا أكثر أماناً مما فعلته... أخبرني الحقيقة أوه سيهون، ما الذي تسعي إليه؟"
نبرته تعالت قليلاً بنهاية حديثه لكنه تمكن من الحفاظ علي هدوء وجهه و جسده
" ألا يستعيد الرجل زوجته حين يخطفها شخص ما؟ "
سيهون سأله ساخراً ليرمش تشانيول بنظرات فارغة
" و لماذا رجل مثلك تزوج سوشيل؟ لا حالتها العقلية تسمح لك بالوقوع في حبها، و لا حتي ماضي والدها يجعلك تسعي خلف نسب عائلتنا"
شرح وجهة نظره بهدوء فمرر سيهون لسانه علي شفته السُفلي بإنزعاج واضح قبل أن يهز رأسه
"تعلم أنني أكرهك لذا هل تظن بأنني سأمنحك أي إجابة؟! "
طرف شفته ارتفعت بإبتسامة ساخرة ليتنهد تشانيول بعمق
" و أنا لا أثق بك، هل تظن بأنني سأسمح لسوشيل بالبقاء معك إلي الأبد؟"
"افعل ما تُريد، بالنهاية هي زوجتي و لن تتركني"
رفع كتفيه بلا مُبالاة ثم وقف من مكانه يُكمل بهدوء
" أنا و زوجتي ننام مُبكراً "
تشانيول تحمحم ليقف من مكانه و معه حرك سيهون عينيه حتي أصبح الآخر مُقابلاً له
" هل تُحبها؟ "
همس يتسائل بصوتٍ خافت فابتلع سيهون ريقه ثم أشاح بنظراته بعيداً عن تشانيول مُتكتفاً
" علي الرغم من أنني لن أُصدق ذلك لكنه سيكون رائعاً إذا كان حقيقة "
ابتسم بسخرية و تقدم من سيهون عدة خطوات لينظر نحوه الآخر فأكمل
"رؤيتك تتألم و أنا أسحبها بعيداً عنك سيكون أفضل انتقام لما فعلته بعمي"
"و هل تعتقد أنني أحمق لأتركها لك؟"
ارتفع أحد حاجبي سيهون في سخرية حملت الكثير من الغضب بطياتها ليومئ تشانيول بحركة خفيفة تكاد تُلاحظ
" و هل أبدو كأحمق لأترك ابنة عمي مع قاتل والدها؟... في الوقت الحالي سأتركها معك لكن من يعلم؟ قد تعد يوماً و لا تجدها بالمنزل و صدقني حينها سأحرص علي أن لا تجدها حتي و إن فعلت فلن ترغب هي بالعودة معك"
ابتسامته الساخرة زالت يرمق سيهون بنظرات فارغة ثم التفت ليُغادر فضم سيهون قبضتيه بغضب قبل أن يلحق به و أغلق الباب خلفه مُوصداً إياه من الداخل
زفر بحدة و سار بعدها نحو الغُرفة فجفلت سوشيل حين فتح الباب بحركة عنيفة
" سيهوني انظر هذا... "
ابتسمت بإتساع لتستقيم برُكبتيها فوق السرير تتحدث بحماس قاطعه سيهون بتقدمه منها جاذباً إياها من مرفقها نحوه إلي أن كادت تقع
"سيـ ـهون"
همست بتلعثم و مُقلتيها ارتجفتا بينما تشعر بأنفاسه الغاضبة ترتطم بوجهها فهسهس هو بحدة
"ذاك الشخص كيف دخل المنزل؟ "
" أ.. لقد.."
ابتلعت ريقها بخوف من نظراته، و قبضته القوية حول ذراعها جعلتها تُدرك أنها ارتكبت خطئاً بحق حين فتحت الباب و سمحت بدخول تشانيول إلي المنزل دون إذن سيهون
"ما الغير مفهوم بأن لا تفتحي الباب لأي شخص كان هااا؟"
صرخ بها بإنفعال فجفلت بأعين مُتسعة و فرقت بين شفتيها محاولة التبرير لكنه جذبها نحوه أكثر يضغط بأنامله علي ذراعها ما جعل من ملامحها تتجعد بألم
"أنتِ غبية؟ هل تعرفين حتي من يكون لتسمحي له بدخول المنزل؟ ماذا لو أنه شخص آخر؟ماذا لو حاول قتلك أو إبعادكِ عني؟"
سيهون لم يكن بوعيه... ربما لو كان كذلك لسيطر علي انفعاله حين رؤيته دموع سوشيل تتسرب من عينيها و جسدها بدأ ينتفض بشهقات مكتومة
"لا فائدة من الحديث معكِ "
دفع ذراعها لتقع إلي الخلف ثم خطي نحو الخزانة يُخرج ثياباً لنفسه و بعنف أغلقها و رمق سوشيل بنظرة غاضبة قبل أن يتجه إلي الحمام
أغلق باب الحمام خلفه بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة ليستند بجبينه ضد الباب من الداخل بينما وجهه قد اكتسب اللون الأحمر يوحي بإختناقه
للتو أدرك ما فعله مع سوشيل
و للتو هو أدرك أنه غير قادر علي حماية سوشيل
لا يُمكنه منع تشانيول من دخول منزله، و لا يعرف من قد يكون القاتل المجهول و متي سيسعي خلفها
و لا يعلم حتي إن كانت عصابة تايلند ستسعي خلفها كما أذت أختها الكبري من قبل أم لن يفعلوا
زم شفتيه بعبوس ليخفض عينيه حيث قفل الباب بتردد ثم أوصده
علّق ثيابه بالمكان المُخصص لها ثم تقدم من الحوض يملأه بمياه باردة و حين حطت قدمه بداخلها شهق بخفوت بينما جسده بدأ يغرق تدريجياً بتلك المياه حتي اختفي بداخلها
أغلق عينيه ببطئ كاتماً أنفاسه و قد ترك دموعه الحارة تمتزج مع المياه الباردة
بعض الذكريات ترددت بعقله و كأنه يعيشها الآن مُجدداً
تلك الأيام التي قضاها مع صديقيه المُقربين حيث لا يوجد غموض أو شك بينهم
ضحكاتهم و صوت توبيخ هيون لميونغ داي بسبب تدخينه المُستمر
لكن إحدي تلك المشاهد لم تكن ذكري حقيقيه ، بل أمنية يتمناها سيهون...حيث درج الأماني مُستحيلة التحقيق
هو، ميونغ داي وهيون يجلسون بإحدى الحدائق العامة فوق ملاءة و بجانبهم ثلاث صناديق خشبية لطيفة المظهر مليئة بالأطعمة و الفواكه
يجاورهم عائلة هيون الصغيرة حيث زوجته الراحلة و أطفاله...بينما سوشيل تجلس مُتربعة و فوق فخذيها طفل صغير تُداعب شعره
صورة لطيفة للغاية و تحقيقها لم يكن صعباً بل مُستحيلاً
صديقه لم يعد موجوداً
علاقته بصديقه الآخر امتلأت بالشكوك التي تُعذب سيهون بقسوة
و سوشيل؟...هو كان واعياً تماماً لوجود شيئ بداخله دائماً ما يتجاهله لكن الآن يبدو و كأنه مُستسلماً له... شيئ يُخبره بأن علاقته مع سوشيل لها نقطة نهاية قريبة و لن تكون نهاية سعيدة
الفراق محتوم بهذه العلاقة و تأخيره لن يمنعه من الحدوث
مع شرود سيهون بأفكاره هو لم يعي للوقت الذي مر دون التقاط أنفاسه إلي أن اختنق فتخبط بمكانه محاولاً الإستقامة لتصدر منه شهقة عالية يلتقط نفساً عميقاً و هو يتمسك بجانبي الحوض بعد خروج رأسه من الماء
"سيهون، أنا آسفة"
صوت بكاء سوشيل و صراخها الهيستيري جعله يفزع، كونه كان شارداً فهو لم يسمع طرقها علي الباب أو حتي ندائها المُتكرر له و هذا جعلها تفزع و ترتبك
"سيهون، رجاءً افتح هذا الباب"
ضربت علي الباب بقوة صارخة بصوتٍ مُختنق فاتسعت أعين سيهون يعي الأمر ثم استقام من مكانه سريعاً ليركض نحو ثيابه يرتديها بعشوائية بينما يقول بصوتٍ مسموع
"أنا بخير"
جذب قميصه بعنف حين علق برأسه ليفتح الباب بعدها بثياب مُبتلة كما شعره فارتجفت شفتي سوشيل بعبوس و تقدمت منه سريعاً تحتضن خصره
"أنا آسفة"
غمغمت بصوتٍ مكتوم لتدفن رأسها بصدره بينما حصار ذراعيها لخصره اشتد فتنهد هو بينما يُحيط جسدها هو الآخر هامساً
" اهدئي، أنا بخير"
"لقد ناديتك كثيراً و أنت لم تُجيبني، ظننت أن شيئاً سيئاً حدث لك"
ابتعدت عنه برأسها و هي تتحدث بشهقات تتخلل حديثها الباكي فزم سيهون شفتيه بأسف ثم قبّل جبينها هامساً بلطف
"أنا حقاً آسف"
" انظر ماذا فعلت لي..."
دفعته عنها بعبوس و هي ترفع أكمام قميصها تُريه ذراعيها حيث قبضته قد تركت آثاراً خفيفه
" هل تكرهني الآن؟ لم فعلت ذلك؟ و أيضاً... أنت قُلت أنني مجنونة و.."
"لقد قُلت غبية"
صحح لها بهدوء ليُمسك بذراعيها حيث آثار كفه السابقة و مسح عليها بلطف
" هناك فارق، أنتِ غبية لأنكِ تتصرفين بتهور، لقد قُلت أنكِ بخطر لذا يجب أن تكوني حذرة لكن ماذا فعلتي أنتِ؟! لقد فتحتي الباب لشخص غريب "
" تشاني ليس غريباً "
قاطعته بعبوس طفيف فعقد حاجبيه بإنزعاج
"أنتِ تتهورين الآن أيضاً حين تنطقين اسمه بهذه الطريقة"
قهقهت سوشيل بطفولية لتُحرك عينيها بحركة دائرية خجولة فابتسم سيهون بينما يُحرك كفيه نحو وجنتيها ليمسح دموعها برقة
" سوشيل رجاءً لا تفتحي الباب لأي شخص مُجدداً و إذا حدث شيئاً غريباً اتصلي بي بسرعة...بما أن الجميع علم بوجودك الآن فهذا يعني أن الخطر قد تضاعف لذا احذري"
أومأت بعنف لتستنشق ماء أنفها بينما تميل بوجهها مع حركة أنامله علي وجنتها ما جعل من ابتسامته تتسع
"ما رأيك أن نذهب إلي البقالة؟ "
عينيها اتسعتا بلطافة و أمالت برأسها بعدم تصديق ليضم سيهون شفتيه بإبتسامة ثم رفع حاجبيه بتساؤل فأومأت بعنف
" أريد مثلجات"
"لا، سنُحضر الحليب فقط"
رفض بنبرة مُستفزة لتتجعد ملامحها بإمتعاض
" سأمنحك قُبلة لكن لا تشتري هذا الشيئ "
صرخت بفزع ليضحك سيهون بصخب ثم أمال يُقبّل شفتيها بسطحية
"يُمكنني الحصول علي القُبلة و ذاك الشيء أيضاً"
رفع كتفيه بلا مُبالاة ثم تخطاها إلي الغرفة لتلحق به بعبوس
" لا رجاءً، أنا حقاً لا أحبه...من يتناول الحليب يومياً هااا؟ "
جذب معطفاً لها ثم تقدم منها ليُساعدها بإرتدائه قائلاً بسخرية
"إذاً تعرفين اسم ذاك الشيئ؟ "
ربت علي رأسها حين انتهي ثم مد يده نحوها لتُمسكها بعبوس
"أنا مريضة، نحن لن نخرج"
اقتربت منه لتدفن وجهها بصدره بتعب مُزيف فقلب سيهون عينيه بملل
" الحليب جيد للمرضي"
"يا إلهي"
ابتعدت عنه و هي تصرخ بضيق فضحك بصخب بينما يجذبها معه إلي الخارج
أغلق الباب و هو يُحيطها بذراعه بحذر
"لا يوجد أشرار بالخارج"
همست له بخفوت حين لاحظته كيف ينظر بالأرجاء قبل أن يتحركا فالتفت ينظر إليها ثم همهم بينما يحاول التصرف بأريحية أكثر كي لا يُخيفها
"سيهوني، أنت لم تتمكن من النوم بدوني، أليس كذلك؟"
سألته فجأة فعقد حاجبيه بإبتسامة ثم نظر نحوها قبل أن يُهمهم بينما يُخفض ذراعه عن كتفها ليُشابك أناملهما سوياً
" سيهوني أنت لم تنظر إلي امرأة أخري غيري في غيابي صحيح؟"
رفعت حاجبيها و هي تجحظ بعينيها مُتسائلة بشك ليضحك هو بخفوت
" لقد أحضرت الكثير من النساء إلي المنزل في غيابك"
شهقت بصدمة و توقفت عن السير ليجذبها كي لا تتوقف
"بالطبع أمزح"
"حقاً تمزح؟"
أدارت عينيها بتساؤل فهمهم هو بالمُقابل
" حتي و إن بحثت فلن أجد امرأة أخري تملأ مكانك بقلبي أو بحياتي"
تنهد بصوتٍ مسموع نهاية حديثه لترفع سوشيل عينيها نحوه ترمقه بإبتسامة تكاد تُلاحظ
"هل أنت شخص سيئ؟"
عقد حاجبيه بضيق حين شعر بالإتهام بنبرتها أكثر من كونه مجرد سؤال، و دون أن يلتفت لها تسائل بهدوء بينما خطواته أصبحت أبطأ عن السابق
" تشانيول من قال ذلك؟"
همهمت بتردد ليومئ برأسه
"أخبرتك من قبل أنني سيئ لذا نعم، هو محق"
ضغطت بكفها علي خاصته تجذبه كي يتوقف ففعل ذلك بينما يلتفت برأسه نحوها و قدميه تتقدمها بخطوتين
"ماذا؟"
"إذاً هل يجب أن أذهب إلي تشانيول؟"
أمالت برأسها بتساؤل لتقترب منه خطوة ثم أمسكت بكفه الأخري هامسة
" أنا لا أريد الذهاب معه لكن هو قال أنك سيئ و أنت قُلت أنك كذلك فهذا يعني أنه مُحق بما قال، أنت ستقتلني صحيح؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل و قد تلألأت عينيها ترتجفان بتوتر في حين عقد هو حاجبيه
"هل قال بأنني سأقتلك؟"
رمش عدة مرات مُنزعجاً فأومأت هي بتردد
" هذه الشخصية تماماً التي تُلقب بالمجنون لذا لا تكوني كهذا الأحمق أبداً "
" لا يجب أن تسب الآخرين، هذا سيئ "
تمتمت بعبوس ليقلب سيهون عينيه و ترك كفيها ليحتضن وجنتيها جاعلاً إياها تنظر إلي عينيه مباشرةً
" أنا أحبك..."
همس بصدق ليقشعر جسد سوشيل بينما كفيها تشبثا بمعطفه بتلقائية
" ربما أنا سيئ لكنني لن أؤذيكِ أبداً لذا لا تُصدقي ما يقوله ذاك الشخص عني...لا يُمكنني قتلك لأنني لم أعد أستطيع العيش بدونك و قد أخبرتك بهذا مُسبقاً و لا أُمانع تذكيرك بهذا بكل لحظة كي لا تنسي"
جذب وجهها نحوه ليميل مُقبّلاً جبينها ثم ابتسم قبل أن يُشابك أناملهما سوياً كي يُكملا طريقهما
تقدمها سيهون بخطوة يفتح باب المحل لأجلها ثم بدآ بالتجول بالداخل بينما كف سيهون تتشبث بخاصتها و اليد الأخري تتولي دفع عربة التسوق و وضع الأغراض التي يُريدها بها
" فقط كي تعرفي أنني أفضل من ذاك تشانيول.."
قلب عينيه حين ذكره الآخر لترفع سوشيل حاجبيها بعدم فهم و حركت عينيها معه حتي رأته يُخرج زجاجات العصير من الثلاجة
"لنستبدل الحليب بالعصائر لفترة من أجلك فقط"
"نعم، سيهوني هو الأفضل"
صرخت بحماس لتُقبّل وجنته ثم تقدمت منه لتختار النكهات التي تُريدها، و عينيه تبتسمان لرؤيتها بهذا القرب منه و هذه السعادة و الحماس بجانبه
______________
"لا، لا أظننا سنحضر فأنا مشغول، و كذلك ميونغ داي لا يبدو بخير مؤخراً... لا أعرف بشأن روز، حسناً...بالطبع سنحاول.. إلي اللقاء"
أغلق جونغداي هاتفه تزامناً مع إغلاقه لباب المنزل ليضع الهاتف بجيبه و هو يتقدم إلي غرفة المعيشه حيث صوت التلفاز عالٍ
ابتسم حين رؤيته جيون تجلس أمام قناة الأخبار تُتابعها بإنغماس لم تعي بسببه وجود جونغداي ثم حرك عينيه جانباً حيث تجلس روز شاردة و ميون بين ذراعيها يكاد يقع
"احذري"
تقدم منها سريعاً ليحمل ميون فجفلت روز و رفعت عينيها تنظر إلي جونغداي الذي أخذ يُقبّل الصغير بلطافة بينما جيون نظرت نحوهما بعدم فهم كونها لم تلحظ ما حدث
" أنتِ بخير؟"
جيون تقدمت من توأمها تتسائل بقلق و هي تتحسس جبين الأخري حين لاحظت شحوب وجهها فعقدت حاجبيها حين دفعت روز كفها بإنفعال
"أنا...فقط أرغب بالبقاء وحدي"
وقفت سريعاً لتحمل ميون من بين ذراعي جونغداي ثم تحركت نحو الأعلي بينما جونغداي حرك عينيه معها حتي اختفت من أمامه فتنهد بضيق
" بداخل عقلك أنت الآن لا تُلقي اللوم علي نفسك بسبب تغيرها هذا صحيح؟"
جيون سألته بشك مُضيّقة عينيها فالتفت ينظر إليها جونغداي بعبوس للحظات قبل أن يومئ
" لكنني حقاً مُخطئ، قبل عودتنا قمت بأمر لم يجب علي القيام به و منذ ذلك الوقت وهي..."
"لا ليس منذ ذلك الوقت...هي كانت بخير تماماً حين عودتكما و لم تتغير هكذا سوي بعدها لذا لست أنت السبب"
قاطعته بجدية لتضم قبضتيها بإنزعاج حين هز رأسه إلي الجانبين
" جيون...أنتِ لا تفهمين لكنني حقاً أخطأت و هي لم تكن بخير بسببي... "
" بل أنت من لا تفهم شيئاً أبداً، حياة الجميع لا تدور من حولك بل في الواقع ولا أي منهم يتأثر بأفعالك لأنك لا شيئ بالنسبة إليهم فحياتهم مليئة بالكثير من الأمور الأهم منك لذا حين تُفكر بهذه الطريقة تبدو مُثيراً للشفقة ليس أكثر من ذلك، و أيضاً هم لن يهتموا إن كنت مُثيراً للشفقة لأجلهم لذا توقف عن التفكير بهذه الطريقة المزعجة و الغبية "
صاحت به بإنفعال عاقدة حاجبيها نهاية حديثها حين استوعبت ما تفوهت به، و نظرات جونغداي المنكسرة جعلتها تبتلع ريقها مُدركة أنها تمادت
" لا شيئ..سوي مثير.. للشفقة "
تمتم بتقطع لتبتلع جيون ريقها مُجدداً قبل أن تومئ إليه بتردد
" نعم...أنت لا شيئ سوي مثير للشفقة"
تجاوزته لتصعد هي الأخري فأمسك جونغداي برسغها حين مرت من جانبه ثم همس بحاجبين معقودين
"إذا كنت لا شيئ و مثير للشفقة فلماذا وقعتي بحُبي؟ "
ارتجف جسد جيون و قلبها اضطرب حين التفت برأسه نحوها ينظر إلي عينيها مباشرة و ربما تلك كانت المرة الأولي التي يتحدث بها جونغداي حول مشاعرها بطريقة مباشرة هكذا
" للأسف حتي و ان امتلكت السلطة للتحكم بالعالم بأسره فسيبقي القلب أقوي متمرد قابلته و الذي لن يخضع لك أبداً..."
"أيراني قلبك مُثيراً للشفقة لذا وقع بحبي؟"
قاطعها بنبرة حادة قليلاً بينما يضغط علي رسغها بخفة فأزاحت يده بعيداً عنها و تنهدت هامسة
"قلبي يراك كل شيئ بهذا العالم "
ضمت شفتيها بعبوس و هي تشيح بنظراتها بعيداً عنه ثم تحركت لتصعد إلي غُرفتها فتحرك هو الآخر ليصعد إلي غُرفته بأكتاف مُنخفضة
مثيراً للشفقة تبدو كعبارة مؤلمة علي أن تستخدمها جيون لوصفه
"روز"
همس بتردد و تقدم من جانب السرير حيث روز نائمة تنظر إلى الأرض بشرود ليجلس بجانبها
"هل يُمكنني أن أسألكِ عن أمر ما؟"
حركت عينيها نحوه بصمت فابتلع ريقه ليخفض عينيه عن خاصتيها و نظر إلي كفيها المُتشابكين فوق معدتها
"هل أنتِ مُنزعجة مني؟... أقصد بسبب ما حدث بيننا.."
مد يده بتوتر نحو كفيها المُتشابكين و أمسك بكفها الأيسر بين يديه
" أحياناً أشعر بأن زواجنا يُزعجك، نحن لم نعد كما السابق،لا نتحدث كما كنا نفعل حين كنا مجرد صديقين و كذلك..."
"أنا مُتعبة و أريد البقاء وحدي جونغداي "
قاطعته بإنزعاج لتسحب كفها بينما تتحرك نحو الجانب الآخر تُعطيه ظهرها فتنهد جونغداي بضيق
أنزل عينيه ينظر إلي كفه بعبوس إلي أن أدرك أمراً ما
كف روز كان بخير و لا ضمادة حوله
_____________
سيهون قلب الحساء بعبوس قبل أن يعطس فجفلت سوشيل لتنظر إليه بقلق
"لا تذهب إلي العمل، أنت مريض"
"سأكون بخير قريباً"
شهق يشعر بالحكة بأنفه لتزم سوشيل شفتيها و تكتفت
" هل أنت طفل؟ كيف تخرج بهذا الجو البارد دون تجفيف شعرك؟"
سيهون رمقها بنظرة جانبية ثم قهقه بسخرية
"هل تم توبيخي للتو؟"
همهمت و هي تومئ بعنف لتطرق علي الطاولة بقوة
" لن تخرج من هنا و أنت مريض "
أزاحت مقعدها إلي الخلف و ركضت نحو الباب بسرعة فاتسعت أعين سيهون و هو يلحق بها مُمسكاً بيدها قبل أن توصد الباب بالمفتاح
"لا يُمكنني التغيب عن العمل"
جذب المفتاح ليضعه بجيبه ثم تنهد حين عبست
"أعرف أنكِ قلقة لكنني سأكون بخير حقاً "
احتضن جانب عنقها بكفه بلطف و أمال يُقبّل جبينها لتتشبث بطرف قميصه
"سيهوني أنا..."
قاطعها صوت رنين الجرس ليُمسك سيهون ذراعها بتلقائية ثم تقدم ليري من الزائر
" اذهبي إلي غُرفتك و لا تخرجي دون إذني"
أومأت بطواعية لتذهب إلي الغُرفة سريعاً بينما هو حرك رأسه بحركة دائرية ثم تنهد قبل أن يفتح
" كيف حالك صديقي؟"
To be continued....
👀👀
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top