16
Start
"سأقتل نفسي"
جونغداي غمغم بصوتٍ مُختنق و هو يحتضن رأسه بين كفيه بينما يسحب شعره بحنق
و كلما تذكر ما فعله هو سيصرخ بصوتٍ مكتوم
ربما طوال حياة جونغداي هو لم يحصل علي قُبلة طويلة كالتي حصل عليها صباح اليوم مع جيون
و المشكلة بالنسبة إليه أنه من بدأ القُبلة لذا لن يُلقي باللوم عليها
"لقد اندمجت فقط لأنني شعرت بأنني أُقبّل روز زوجتي"
برر لنفسه ليُخرج أصواتاً كالبُكاء
و بالواقع هو لم يكن تبريراً كاذباً أبداً
جونغداي شعر بالفعل بأنه يُقبّل زوجته
هما توأمين لكن أن تكون لكلاهما نفس الأسلوب بالتقبيل هذا كان غريباً بعض الشيئ
لكن شخصاً ارتكب خيانة كما جونغداي ليس مُتفرغاً لإجراء مُقارنة و دراسة كاملة عن أساليب التقبيل الآن
" جونغداي"
رفع رأسه ينظر إلي باب مكتبه حين أطلّت هيرين برأسها من خلفه فابتسم إليها بلطف و أشار إليها كي تتقدم
الحالة التي أصبحت بها هيرين كانت سيئة حتي أنها ارتكبت أخطاءً واضحة بعدة قضايا عمل عليه كلاهما و جونغداي كره ذلك كثيراً لكنه كان مُتفهماً للغاية خاصة و أنه أكثر من يُدرك أهمية جون بالنسبة إلي صديقته
" كنت قادماً إليكِ، ما رأيك أن نتناول العشاء معاً اليوم؟"
جونغداي أغلق عينيه يحاول منع أفكاره التي تؤنبه بطريقة ما
إذا كنت ستندم لاحقاً فلماذا قُمت بتقبيلها؟ و الأسوأ لم كنت مُعجباً بذلك حينها
"لا أعتقد أنك ستتمكن من تناول العشاء الليلة"
جونغداي فتح عينيه ينظر إليها بإستغراب فقهقهت بخفة و صوتها بدا عليه الإرهاق
"الجميع ينتظر وصول أوه سيهون بالأسفل... هل كنت تعرف أنه مُتزوج؟"
"ماذا؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم فرفعت هيرين كتفيها
" أوه سيهون خرج بمهمة لإستعادة زوجته التي خطفها ابن عمها... هل تعرف من تكون زوجته؟"
طرقت علي المكتب بكفها ليبتلع جونغداي ريقه و هز رأسه إلي الجانبين
" إنها بارك سوشيل، ابنة بارك جونغ مين التابع لعصابة تايلند السوداء، تلك المُتهمة بالتواطؤ مع والدها... الجميع بالأسفل ينتظر قدوم سيهون كي يروا ما سيحدث بينه و بين ميونغ داي "
" ميونغ داي علم بالأمر؟"
جونغداي انتفض من مقعده بفزع لتنظر إليه هيرين بإستغراب و هي تومئ برأسها فتحرك جونغداي من مكانه ليخرج معها حيث يتجمع الآخرين
ربما الكثيرين تجمعوا و المكان كان مُمتلئاً لكن حول ميونغ داي الذي يدخن ببرود كانت الساحة فارغة
فقط النظر إليه من بعيد كان مُخيفاً فهل سيقترب منه أحداً إن لم يكن غير مهتم لحياته
_____________
أمام منزل تشانيول توقفت ثلاثة سيارات شُرطة لينظر رجال الأمن خارج منزله إلي تلك السيارات إلي أن خرج سيهون من إحدي السيارات و تقدم من رجال الأمن يُظهر شارته
" افتح الباب"
ركض أحد رجال الأمن إلي الداخل يُخبر تشانيول بذلك ثم عاد إليهم مُجدداً و سمح لسيهون و رجاله بالدخول
"هل لي أن أعرف ما الذي تفعله الشُرطة بمنزلي و بهذا الوقت؟"
تشانيول تقدم منهم يسأل ببرود فتجاهله سيهون و أشار إلي رجاله لينتشروا بأرجاء المنزل ما جعل من حاجبي تشانيول ينعقدان بإنزعاج
" ما الذي تظن نفسك فاعله؟"
"أتيت لإستعادة ما هو لي"
سيهون تقدم منه يتحدث بإبتسامة مُستفزة ليضحك تشانيول بخفة
" سوشيل لن تُغادر منزلي"
"أمام القانون هي زوجتي لذا لا يُمكنك فعل شيئ"
سيهون رفع كتفيه ببساطة ليبتسم تشانيول و حرك رأسه بعدم تصديق
"أنت جريء للغاية أوه سيهون "
و المقصود رفع حاجبيه بثقة ليتبادلا نظرات التحدي حتي سمع سيهون صوت صراخ هو يعلم صاحبته جيداً
استدار بلهفة ينظر إلي السلالم حيث مصدر الصوت حتي ظهرت إلي مرأي عينيه و هي تحاول التملص من بين يدي رجال الشُرطة
تنهد بثُقل و قلبه أخذ ينبض بعنف حين رؤيتها... عشرة أيام كانت مدة طويلة قضاها بدون زوجته
دون احتضانها ليلاً كي لا تبكي
و دون إزعاجها له صباحاً لكونها لا ترغب بشرب الحليب
توقف رجال الشُرطة نهاية السلالم حين أشار لهم سيهون بتركها فتوقفت سوشيل عن الصُراخ و هي تُمرر عينيها علي المتواجدين
الكثير من الرجال المُخيفين كانوا متواجدين حولها و هذا جعلها تتحرك إلي الخلف بخوف
"سوشيل، عودي إلي الأعلي"
تشانيول أمرها ببرود لتنظر إليه ثم حركت عينيها نحو سيهون و ابتسامته سقطت عن شفتيه تدريجياً حين رأي تلك النظرة التي كانت تُطارده بأحلامه
نظرة التشتت و الضياع
"سوشيل حبيبتي"
همس بتردد و هو يقترب منها بخطوات حذرة فعقدت حاجبيها بعبوس و تراجعت خطوة للخلف
" سوشيل ألا تتذكرين من أنا؟"
ابتلع غُصته و رجال الشرطة خلفه تبادلوا النظرات بإستغراب مما يحدث
"أنت سيئ"
سوشيل هسهست بحنق و أصدرت صوتاً قصيراً مُنزعجاً و هي تشيح بنظراتها بعيداً عنه ثم تكتفت بغضب طفولي
" لقد اشتقت إليكِ و..."
"لا أنت كاذب لقد انتظرتك يوم و يوم و يوم و يوم..."
صرخت بوجهه بإنفعال لتسحب نفساً عميقاً بينما ملامح سيهون ارتخت براحة و ابتسامة مُحبة بدأت تنمو علي شفتيه حين أكملت سوشيل
"و يوم و يوم و يوم لقد نسيت كم يوم قُلت لكنك لم تأتي لأنك لا تُحبني، أنت سيئ "
دفعت صدره بقبضتيها و تحركت نحو الحائط لتجلس أمامه تُعطي ظهرها إلي الجميع فتنهد سيهون بينما يقترب منها غير مُكترث لصورته التي تدمرت أمام رجاله بسبب زوجته الصغيرة
جلس خلفها و رفع يده يُمررها علي شعرها بلطف فحركت رأسها بإنزعاج محاولة إبعاد يده عنها
" من قال أنني لا أحبك؟"
" لا تتحدث معي"
قاطعته بصرامة طفولية ليضحك سيهون بخفة بينما تشانيول عقد حاجبيه بعدم راحة
" سيهوني آسف لأنه جعل سوشيل تنتظر يوم و يوم و يوم حتي نسيت كم يوم قالت..."
"كانوا كثيرين للغاية أكثر من يوم و يوم و يوم"
قاطعته مُجدداً و التفتت تنظر إليه بعبوس
" أنت تكرهني لأنني مجـ..."
"لا، أنا أحبك و أكثر مما تتخيلين، أنا أُحبكِ كثيراً، اسمعي هذا "
قاطعها بإنفعال طفيف و سحب كفها يضعه علي يسار صدره حيث ينبض قلبه بصورة ملحوظة ليتحمحم أحد رجاله محاولاً جذب انتباهه لكن سيهون لم يكترث لهم
"لا تمتلك يداي أذناً كي تسمع بها "
سوشيل قلبت عينيها بسخرية لتضم كفيها إلي صدرها فضحك سيهون بخفة قبل أن يرفع كفه ليضرب جبينها بسبابته
"هذه وقاحة لا تفعلي ذلك أمامي"
"أنت سيئ لذا لا تتحدث معي"
أجابته بلا مُبالاة ليزم سيهون شفتيه
"يااا، أخبرتك أنها لا تُريد التحدث معك لذا خذ رجالك و غادر منزلي"
" سيهوني لم ينم ليوم و يوم يوم حتي لم يعرف كم يوماً أصبحوا الآن"
أخبرها بنبرة طفولية يتجاهل تشانيول تماماً لينظر رجال الشُرطة إلي بعضهم بإبتسامات يحاولون إخفائها و همس أحدهم
"نحن من سنبقي هنا يوم و يوم و يوم "
صديقه نكز كتفه بضحكة مكتومه ليتنهد هو
المُهمة أُرسل بها ثلاثة سيارات شُرطة مُحملة بأكثر رجال سيهون قوة و مهارة لذا هم ظنوا أن الأمر خطير للغاية
لكن لا يبدو تشانيول خطيراً لا هو و لا حتي رجاله
لم يعترضهم أحداً
و رئيسهم هنا هو الكارثة الكُبري لقد تحول إلي طفل بالكامل و فقد هيبته
"لماذا لم تنم؟ هذا سيئ"
سوشيل احتضنت وجنتيه بقلق ليرفع سيهون كتفيه بعبوس
"لأن سوشيل حبيبتي لم تكن بجانبي، انظري إلي عيناي، أصبحت مُتعبة"
سوشيل رفعت حاجبيها و هي تُحرك أناملها نحو عينيه لتُمسح علي جانبيهما بلطف هامسة
"لكنها مازالت جميلة"
قهقه سيهون بخفة ليرفع كفيه مُحتضناً كفيها فوق وجنتيه
" هلا عُدنا إلي المنزل الآن؟"
" أنت اشتقت إِليّ؟ "
سألته بحذر ليومئ سريعاً
" أنت لن تتركني مُجدداً؟"
"هذا لن يحدث أبداً"
همس بصدق لتضم سوشيل شفتيها بإبتسامة خجولة و هي تُحرك عينيها بحركة دائرية
"إذاً احملني"
تنهد سيهون بصوتٍ مسموع قبل أن يخفض كفيه حيث أحاطت ذراعه خصرها و الأخري وضعها أسفل فخذيها ليحملها بين ذراعيه فتعلقت هي برقبته سريعاً و أخفت رأسها بعُنقه
ملامح سيهون الوديعة تحولت إلي أخري حادة حين تلاقت نظراته مع تشانيول و التفت بعدها إلي رجاله لينتصبوا بوقفتهم يستعيدون ملامحهم الجدية
" أحضروه"
أشار برأسه نحو تشانيول فتقدم رجلي شرطة ليقفا خلفه و هو بطواعية لحق بهم إلي الخارج
سيهون وضع سوشيل بإحدي سيارات الشُرطة و صعد إلي جانبها لتتحرك السيارات من هناك
أغلق عينيه للحظات بتنهيدة مُرهقة، هو يعلم جيداً أنه كشف نفسه أمام الجميع
و بالجميع هو يقصد ميونغ داي الشخص الذي لم يرغب بأن يعرف عن أمر علاقته بسوشيل
"سيهوني"
سوشيل همست بخفوت فأخفض عينيه نحوها لتبتسم له ثم احتضنت خصره و استندت برأسها فوق صدره مُغمضة عينيها ليبتسم سيهون بخفة ثم قبّل جبينها بينما كفه أخذت تُمسد كتفها بلطف
-----------
Flash back
بطريقة ما جونغداي كان يعتلي جيون بجذعه فوق تلك الأريكة و كلاهما يتبادل قُبلة غريبة
قُبلة مليئة بالمشاعر المُتضاربة من كلا الطرفين
و رغبات مُتناقضة لدي كلاهما بفصلها و إنهاء هذه الفوضي، أو استكمال القُبلة و التعمق بها أكثر
جيون شعرت بأن القُبلة لم تختلف عن السابق عدا عن كونها بنظر جونغداي ليست روز بل هي جيون
لمسات جونغداي كانت هي نفسها و تلك التنهيدات الخافتة نفسها
إحدي ذراعي جيون كانت تلتف حول عُنق جونغداي بينما الأخري أبت الإبتعاد عن يسار صدره الصاخب
و تساؤلات كثيرة جالت بخاطر جيون
لم يُقبلها بهذه الطريقة و هو ليس بثمل؟
هي قلبها صاخب كونها عاشقة له و أن ينبض قلبها بسبب ما يحدث فهذا طبيعي
لكن لم قلبه هو صاخب هكذا؟!
جيون دفعت صدر جونغداي بخفة لتفصل تلك القُبلة و تدريجياً تفرقت جفونهما يتبادلان نظرات مُتخدرة بينما ما يتبادل بينهما صوت تلك الأنفاس العالية فقط
" إذا طردتني مُجدداً سأفقع عينيك"
همست من بين أنفاسها فعقد جونغداي حاجبيه بخفة و استرق نظرة نحو شفتيها المُتفرقتين، بخفة تلتقط أنفاسها من بينهما ثم أعاد نظراته إلي عينيها
"و لم عيناي؟"
قهقه بعدم فهم لتُجعد جيون أنفها بعبوس ثم رفعت كتفيها
" لأن هذا ما أردت فعله بالمرة السابقة حين رمقتني بنظرات الإتهام و الغضب"
" آسف لما قُلته"
اعتذر بصدق ليعتدل بجلسته و بذاك الحديث كلاهما اتفقا دون حديث... ما حدث للتو سيتصرفا و كأنه لم يحدث قط
"إذاً..."
جيون وقفت من مكانها تُصفق بحماس فرفع جونغداي نظراته نحوها لتبتسم هي بإتساع
" سأقوم بتوضيب حقيبتي سريعاً لأنني لن أعود إلي المنزل وحدي بالفعل و أنت تمتلك عملاً كما تعرف"
"الآن؟ ألن تذهبي إلي عملك أولاً؟"
همهمت جيون بتفكير ثم هزت رأسها بالنفي قائلة بمرح
"لا لقد تم طردي"
سارت حيث خزانة ثيابها لتُخرج الحقيبة و بدأت بتوضيب ثيابها بها بينما جونغداي لحق بها بعد لحظات ليقف خلفها مُتكتفاً
" لم تم طردك؟... أعني عملك كان يسير بصورة جيدة و تم تكريمك أكثر من مرة بمدة قصيرة علي عملك الجاد و..."
"حسناً ربما وجدوا شخصاً أفضل "
جيون التفتت نحوه مُقاطعة إياه و بكفها فُستاناً تُشير به في الهواء أثناء حديثها جاذبة انتباه جونغداي نحوه
الفُستان بدا مألوفاً بالنسبة إليه لينظر إليه للحظات قبل أن يُعيد نظراته إلي جيون التي اتسعت ابتسامتها و استدارت تستكمل جمع ثيابها بتلك الحقيبة
جيون اقتربت من الطاولة تسحب غرضاً من الدُرج جذب انتباه جونغداي كذلك لكنه لم يتمكن من رؤيته بوضوح ثم تحركت حيث الحقيبة لتضعه به بصورة مُريبة
"نُغادر؟"
استقامت أمامه بوقفتها بعدما أغلقت الحقيبة ليقطع جونغداي نظراته عن حقيبتها و همهم بإبتسامة بسيطة قبل أن يحمل تلك الحقيبة معه في حين قامت هي بإحضار حقيبة أغراضها الخاصة و الأخري الخاصة بحاسوبها و أوراق العمل ليُغادرا الفُندق
End flash back
-----------------
"هل يا تُري لاحظ الفُستان؟ لقد رفعته إلي أعلي نقطة كي يراه"
جيون همست بأعين ضاقت بشك و هي تضع ثيابها بالخزانة بغرفتها المتواجدة بمنزل جونغداي
"مهلاً، الحقيبة هو حملها لذا بالتأكيد لاحظ الحقيبة"
توقفت قليلاً تهتف بحماس لتضم كفيها أسفل ذقنها برجاء
"إلهي أتوسل إليك أن لا يكون جونغداي غبياً و... "
تنهدت لتخفض كفيها بعبوس ثم هزت رأسها إلي الجانبين
"هو ليس غبياً... فقط لا يُمكنه تخيل مدي قذارة المُحيطين به"
تنهدت مُجدداً لتُخرج إطار اللغز الذي يحمل صورة جونغداي و ابتسمت بحب
"هذا الشخص مثالي إلي أبعد حد "
رفعت الإطار نحو شفتيها كي تُقبّله لكنها شهقت حين فُتح الباب فجأة تُخفي الإطار خلف ظهرها
" جيون... أنا حقاً سعيدة بعودتك "
ملامحها ارتخت تدريجياً بينما تنظر إلي روز بهدوء ثم التفتت لتقترب من أحد الأدراج تضع به الإطار فتقدمت منها روز تنظر إلي ما تفعله الأخري
"هذا جونغداي؟"
همست بتساؤل فابتلعت جيون ريقها و مُجدداً همهمت دون أن تلتفت إلي روز الواقفة خلفها مُباشرة
" جيون..."
"جونغداي طلب مني العودة لذا عُدت، أنا لست هنا لأجلك أنتِ"
قاطعتها بنبرة صارمة لتستقيم بوقفتها حين شعرت بكف روز تتموضع فوق كتفها
" البارحة أتيت لأجل أمي و أتعرفين ما شعوري حين رأيت وجهك؟.."
التفتت إليها لتبتلع غُصتها و استأنفت
" رغبت بالتقيؤ... أصبحت أكره رؤية نفسي بالمرآة لأنني أري وجهك بي و هذا مُقزز "
"جيون"
روز شهقت باكية لتخفض كفها عن كتف الأخري كي تُمسك بيدها فسحبت جيون كفها سريعاً
" أتعرفين ماذا فعلتي بي؟ لقد أفسدتي حياتي تماماً...جونغداي من جانب و عملي من جانب آخر... فقدت كلاهما و بسببكِ أنتِ "
تحدثت بهدوء مُبالغ عكس رغبتها بالصراخ بوجه شقيقتها لكن جيون خشيت أن تفقد أعصابها كما حدث من قبل
" جيون أنا حقاً آسفة، حياتي فوضي و أنا لا أعرف كيف أتعامل مع هذه الفوضي"
روز حركت يديها بعشوائية و هي تتحدث ببكاء محاولة شرح الأمر إلي الأخري لتعقد جيون حاجبيها
"أنتِ افتعلتي هذه الفوضي لأجل شخص لا يستحق كل ذلك"
"حسناً أعرف ذلك لكنني بحاجتك حقاً لذا لا تتركيني "
صاحت بها بإنفعال مُقاطعة حديثها فضاقت عُقدة حاجبي جيون أكثر
"هل حدث شيئ ما؟ لم تبدين هكذا؟"
همست بقلق لتميل برأسها قليلاً محاولة رؤية وجه الأخري فاقتربت منها روز تحتضن خصرها
" فقط... ابقي بجانبي، أنا بحاجتك "
جيون ابتلعت ريقها و رفعت يديها كي تدفع الأخري لكن كفها دون إرادة منها أخذ يُربت علي ظهر روز بلطف محاولة تهدئتها
________________
سيارات الشُرطة توقفت أمام القسم و جميع المتواجدين بساحة القسم الداخلية استقاموا بوقفتهم ينظرون بفضول إلي تلك السيارات حين خرجت القوات المتواجدة بداخلها بخطوات متساوية يسيرون خلف بعضهم حتي توقفوا علي جانبي السيارة التي يقبع تشانيول بداخلها ليُخرجوه
و من سيارة أخري خرج سيهون مُمسكاً بكف سوشيل لتضغط علي كفه بخوف و ذراعها الأخري احتضنت ذراعه لتخفي وجهها خلفه
"لا تقلقي، أنا معكِ"
سيهون رمقها بجانبية يهمس بنبرة حانية ختمها بإبتسامة بسيطة فاهتزت شفتي سوشيل بإبتسامة متوترة قبل أن تُحرك عينيها إلي الأمام حين بدأ سيهون بالتقدم
جونغداي نظر إلي سيهون بتفاجؤ كونه اصطحب زوجته إلي القسم كذلك ليُحرك عينيه حيث أخيه
و ميونغ داي فقط ألقي بسيجارته أسفل حذائه ببرود يدهسها ثم أخرج أخري يضعها بين شفتيه و عينيه تنظران إلي بقعة بعيدة تماماً عن سيهون
تقدم سيهون إلي الداخل بنظرات حادة مُتوجهاً إلي المصعد كي يتجه إلي مكتبه فلحق به جونغداي سريعاً بعدما رمق أخيه بنظرة أخيرة
"هل هذه زوجته حقاً؟"
أحدهم سأل ليُحرك ميونغ داي عينيه جانباً يستمع إلي الرجال خلفه
" زوجته لكنها ليست طبيعية، أسلوبها ليس طبيعياً أبداً"
و أحد الذين تواجدوا بالمُهمة مع سيهون تحدث بثقة لينكزه آخر قائلاً
"طبيعية أو غير طبيعية هذا ليس شأننا"
"رأيتم نظراته نحوها و كيف تحدث معها ، تباً ليتني زوجة أوه سيهون"
و من تحدث تلقي صفعات علي مؤخرة رأسه ليحمي رأسه بذراعيه سريعاً بينما ميونغ داي زفر الدخان بعنف ليُغادر بخطوات جامدة جذبت الأنظار إليه
"سيهون، ما كان عليك أن تتهور "
جونغداي همس و هو يسترق نظرات نحو سوشيل التي بدت خائفة منه
" لا أقصد بذلك أن أتدخل في حياتك لكن أنت لم ترغب بأن يعرف ميونغ داي..."
سيهون التفت ينظر إليه سريعاً فابتلع جونغداي ريقه لينظر نحو سوشيل ثم أعاد نظراته إلي سيهون مُجدداً و تنهد
" أنت واثق مما فعلت؟"
"لا، لكنه كان الحل الوحيد أمامي لإستعادة سوشيل قبل أن أخسرها إلي الأبد "
ضغط علي كف سوشيل بخفة لترفع نظراتها نحوه فحرك عينيه إليها و ابتسم بلطف يُحيط كتفها بذراعه و قبّل جانب رأسها
جونغداي هز رأسه و حرك نظراته إلي الأمام مُبتسماً ليتكتف حتي وصل كلاهما حيث مكتب سيهون
" إذاً... ماذا ستفعل مع بارك تشانيول؟ أنت لن تسجنه أليس كذلك؟"
جونغداي سأل بعدم ثقه بينما الآخر كان مشغولاً بوضع زوجته علي مقعده الجلدي خلف مكتبه ثم سحب معطفه يضعه فوقها ليهمس بلطف و هو يمسح علي شعرها
" تشعرين بالبرد؟"
سوشيل همهمت بالنفي و ابتسمت إليه بإتساع ليبتسم هو الآخر بالمُقابل
" سيهون، أنا هنا "
جونغداي صفّق بيديه يجذب انتباه سيهون ليلتفت إليه الآخر بملامح باردة عكس نظراته التي رمق بها زوجته منذ لحظة سابقه
" قم بالتحقيق معه، أثق بأنك ستتصرف"
" شكراً لثقتك بي لكن لم..."
و تمت مُقاطعة جونغداي حين أشار إليه سيهون بعينيه نحو سوشيل فزفر جونغداي
" أكره هذا العمل"
صرخ بغيظ و استدار ليُغادر بينما سيهون التفت ينظر نحو سوشيل
تنهد بعمق حين رآها تعبث بالأوراق أمامها بإبتسامة بينما تتصرف و كأنها سيدة المكان
و سيهون خمن أنها فقط تُقلد ما تراه بالتلفاز
جونغداي فتح باب غُرفة التحقيقات حيث كان يجلس تشانيول ليجلس مُقابلاً له و بالنسبة إلي جونغداي هذا الموقف مُحرج أكثر من التصرف مع جيون بعد قُبلتهما
"سيد بارك أنت مُتهم بإختطاف زوجة..."
"عُذراً لم أعرف أنها زوجته"
تشانيول قاطعه ببرود فعقد جونغداي حاجبيه مُدركاً أن الآخر كاذباً
"لكن..."
"ابنة عمي عادت معي من أسبانيا و اختفت فجأة من منزلي لذا كنت أبحث عنها حتي وجدتها... لم أعرف بأنها تزوجت أو أن لها علاقة بأي شخص في كوريا عداي، هذا حتي رأيت الشرطة تقتحم منزلي "
رفع كتفيه بلا مُبالاة و جونغداي شعر بالإهانة و كأن الآخر يُخبره بـ'أنت أحمق لذا نعم أنا أكذب عليك بوجهك'
" لكنني أتيت مع أوه سيهون إلي منزلك بطريقة سلمية للغاية و أخبرناك بالحقيقة "
" و هل كان معكما وثيقة زواج تُثبت ما قُلتماه؟ "
جونغداي همهم بعدم فهم ليبتسم تشانيول بإستفزاز
" أنتما لم تمتلكا أي إثبات علي ما قُلتماه و تصرفي طبيعي للغاية أم هل سيتم زجي بالسجن لأنني أحاول حماية ابنة عمي المريضة "
رفع أحد حاجبيه بتحدي ليضم جونغداي شفتيه بغيظ
التحقيق مع بارك تشانيول أتلف أعصاب جونغداي، هذا الرجل كان بارداً و مُستفزاً للغاية بالنسبة إليه لكن بعض الأسئلة التي ترددت بعقل جونغداي هو لم يرغب بطرحها بداخل غرفة التحقيقات
لذا انتظر حتي خرج كلاهما من هناك ليتكتف جونغداي أمام الآخر يسأل بجدية
" لم تبدو بارداً هكذا؟ تعرف أن سيهون أعلن بعلاقته مع سوشيل لذا لا يُمكنك أخذها مُجدداً أو السفر معها بدون إذنه"
تشانيول رمقه بهدوء للحظات قبل أن يرفع كتفيه بلا مُبالاة
"لا أهتم لأي شيئ سوي ابنة عمي، اعتراف أوه سيهون بعلاقتهما أمام الجميع يعني إظهار حقيقة أنها علي قيد الحياة و هو ذات صلة بها... لن يستطيع قتلها و هذا ما أُريده أنا "
نهاية حديثه أمال نحو جونغداي يهمس بخبث ليُحرك جونغداي عينيه معه و هو يبتعد
"و لم سيقتلها؟ هي زوجته، حتي و إن لم تكن فإن سيهون ضابط نزيه و... "
" لا تكن واثقاً هكذا، صديقك مُعتاد علي القتل، أم أنني مُخطئ؟ "
ربت علي كتف جونغداي بإبتسامة مُستفزة بينما الآخر كان شارداً بما قيل
هذا يبدو مألوفاً و مُخيفاً بالوقت ذاته
________________
سيهون فتح باب المنزل بينما يقف خلف سوشيل يُحيطها بذراعه بحذر حتي فُتح الباب لتركض هي نحو الداخل سريعاً و هي تصرخ بحماس فعقد حاجبيه بإبتسامة و هو يلحق بها إلي أن رآها تحتضن شاشة التلفاز
"انتبهي"
نبس بهدوء و هو يقترب منها يسند الشاشة كي لا تقع فاستقامت سوشيل بوقفتها و هي تنظر إليه بإبتسامة مُتسعة
"اشتقت إلي كل شيئ، ذاك الطويل لم يتركني أشاهد طبيبي الوسيم"
"يجب أن أكون شاكراً له إذاً"
همس بسخرية لتعبس سوشيل و زمت شفتيها فقهقه هو بينما يقترب منها حتي أحاطها بذراعيه بقوة
"اشتقت إليكِ كثيراً سوشيل"
"أنا أيضاً اشتقت إليك و لكن سيهون أنت تقتلني"
تحركت بين ذراعيه بإختناق لكن الآخر سحب نفساً عميقاً يستنشق رائحتها فتنهدت سوشيل لتُحيط خصره بذراعيها و تحركت للأعلي قليلاً كي تحمي أنفاسها من عناقه الضيق حولها
"هل كنتِ بخير هناك؟ تشانيول ذاك لم يكن سيئاً معكِ؟ "
سأل بإهتمام ليبتعد برأسه عنها قليلاً و احتضن وجنتيها يُمسدهما بإبهاميه بلطف
"لا.. هو كان جيداً... اااه هل تعرف أنه يمتلك الكثير من الصور مع أبي؟"
عينيها اتسعتا بلطافة نهاية حديثها ليتنهد سيهون بهيام
" يا إلهي كم اشتقت إلي هذه الأعين اللطيفة "
همس و هو يُقبّل عينيها الواحدة تلو الأخري فقهقهت سوشيل بخجل ثم تمايلت بدلال قائلة بحماس
" تشاني كان شخصاً جيداً للغاية، هو لم يجعلني أشرب الحليب و لم يُخبرني أن أنام باكراً أبداً"
سيهون رمقها بنظرات فارغة ليضغط علي وجنتيها حتي برزت شفتيها فرمشت عدة مرات
" تشاني؟"
رفع حاجبيه بإستنكار فقهقهت هي ببلاهة و حركت رأسها بين كفيه كي يترك وجنتيها حتي فعل ذلك بملامح مُمتعضة
" سيهوني يشعر بالغيرة؟ "
نكزت صدره بسبابتها و هي تتراقص بمكانها بدلال فقلب سيهون عينيه لتعبس سوشيل
تركت خصره لتُحيط وجنتيه بصفعة خفيفه جعلته يشهق ثم جذبته نحوها مُقبّلة شفتيه بقوة
"لا تفعل ذلك فهذا وقح"
همست أمام شفتيه بصرامة مُزيفة تحاول تقليده فقلب سيهون عينيه مُجدداً لتُقبّل هي شفتيه
" سيهوني هذا وقح"
صوتها كان كفحيح الأفعي لكن طفولي أكثر بينما كفيها تجذب رأسه إلي الأسفل أكثر تجعل من عينيهما مُتقابلتين
" سيهوني"
بنفس النبرة نطقت بإسمه مُجدداً ليُهمهم إليها
"سيهوني"
أمالت بجذعها إلي الخلف قليلاً و هي تجذبه معها فهمهم بصوتٍ مسموع أكثر
" سيهوني"
"ماذا؟"
ضحك بخفة ليُحيط خصرها بذراعيه يجذبها إليه فاتسعت ابتسامة سوشيل
" حين أفعل هذا و أنا بجانبك أسمع صوتاً غريباً"
وجنتيها توردتا بخجل و هي تُمسك بكفه تسحبها حيث يسار صدرها ثم احتضنته بكلتا يديها و هي تضغط عليه
"دوم دوم دوم دوم... هو يفعل ذلك "
عينيها اتسعتا و هي تصف الصوت فرفع سيهون حاجبيه بتفاجؤ مُزيف ليقترب منها
"و هل كفك يمتلك آذان "؟
سوشيل حركت عينيها بدائرية تُفكر بذلك ثم قهقهت ببلاهة و هي تهز رأسها إلي الجانبين تنفي ذلك فضحك سيهون هو الآخر
" انتظريني هنا "
أمسك بيدها يجرّها نحو الأريكة كي تجلس هناك ثم سار نحو الغُرفة بخطوات واسعة لتُحرك سوشيل عينيها معه بفضول إلي أن عاد و معه عُلبة صغيرة
جلس سيهون علي الأرضية ثم ربت بجانبه لتجلس سوشيل
"ماذا تفعل؟"
"هذا هاتفك، بسبب الأحداث التي مررت بها نسيت تماماً أمر شرائي له حتي اختفيتي أنتِ و لم أعرف كيف أجدك لذا تذكرته مُجدداً"
تحدث و هو يخرج الهاتف ليضعه علي الطاولة أمامه ثم أخرج الشريحة غافلاً عن أعين سوشيل التي ترمقه بلمعان
"هل كُنت قلقاً علىّ حقاً؟ "
بنبرة جدية سألت فحرك سيهون رأسه نحوها ينظر إليها للحظات قبل أن يستدير بجسده إليها و سحب كفيها يُمسكهما بين خاصتيه
" أنتِ أهم شخص في حياتي سوشيل، لا أعرف كيف أصف مشاعري نحوك لكن ما أعرفه أنني لن أعيش لحظة واحدة بدونك... تلك الأيام التي قضيتها بعيداً عنكِ أقسم كنت بالجسد بلا روح، لذا مهما حدث لا تتركيني، لا تنسيني أبداً سوشيل... مهما حدث يجب أن لا تنسي وجودي، هلاكي سيكون بفقدانك هل فهمتي؟! "
شفتي سيهون ارتجفتا بوضوح ليضمهما بعبوس و سوشيل حركت عينيها علي وجهه بأعين احمرت أطرافها تُنذر بالبُكاء
وقفت علي رُكبتيها لتسحب يديها من خاصتيه ثم اقتربت منه أكثر تحتضنه فأحاط خصرها سريعاً و دفن وجهه بعنقها
_______________
" كنت تعرف؟ "
جونغداي شهق بفزع و انتفض بمكانه حين ظهر صوت ميونغ داي من اللامكان يسأل ببرود فعقد جونغداي حاجبيه و التفت ينظر إلي مصدر الصوت فوجد الآخر يجلس بالظلام بغرفة المعيشه
" أنت لم تأتي و تسألني إن كان ذلك حقيقياً لذا أنت تعرف أنه كان مُتزوجاً من تلك الـ..."
زفر ليقف من مكانه بغضب فعاد جونغداي بخطواته ليتقدم من الآخر حتي وقف بمقدمة غرفة المعيشه
"و ماذا إن كنت علي علم بالأمر؟"
ميونغ داي قهقه ساخراً بينما يهز رأسه بعدم تصديق فتقدم جونغداي خطوة منه
" ميونغ داي، هذه حياة سيهون لذا لا تتدخل بها و تجعله يشعر بالضغط بسبب..."
"سيهون يكون صديقي أنا و ليس أنت إذا لم تنسي ذلك جونغداي، لذا لا تتدخل فيما لا يخصك "
قاطعه بهسهسة حاقدة لتضيق عُقدة حاجبي جونغداي أكثر
" و إن يكن...هذه أيضاً حياة سيهون الخاصة إذا كانت زوجته ابنة رجل عصابات أو هي بنفسها امرأة سيئة فلا دخل لك بحياته... سوشيل ليست كوالدها و ليس لها أي علاقة بعمل والدها لذا اتركه و شأنه "
" أنت ساذج و غبي مثله تماماً"
ميونغ داي هسهس مُجدداً ليتخطي أخيه و صعد إلي الأعلي حيث غُرفته فزفر جونغداي هو الآخر قبل أن يصعد إلي غُرفته
بطريق جونغداي إلي غُرفته رمق غُرفة جيون بنظرة مُترددة، لا يوجد سبب واحد لزيارتها بهذا الوقت
إلي جانب خجل جونغداي من ما حدث بالصباح لكنه مازال يرغب برؤيتها
تحمحم ليتقدم من الباب بخطوات واسعة ثم طرقه بخفة و ابتلع ريقه مُنتظراً إذنها بدخوله
و أثناء ذلك هو تحرك بمكانه بتوتر، لذا تمني لو أنها نامت فقط لكن انتهاء تلك الأمنية برأسه تزامن مع فتحها الباب بإنفعال
ضيّقت عينيها تنظر إليه بحذر فابتسم جونغداي ثم رفع اصبعه أمامها
"هل يجب أن أحمي وجهي الآن؟"
قهقه بمزاح لتضم جيون شفتيها بإبتسامة مُتذكرة حين صفعته بسبب ميونغ داي ثم تحركت تفسح له الطريق بالدخول
"أردت فقط التأكد من أنكِ لازلتي بالمنزل"
برر سبب تواجده بغُرفتها بهذا الوقت بينما يتقدم بخطواته إلي الداخل حتي وقف أمامها حيث كانت تحتضن هي جانب الباب
" لم أُغادر بعد، لا تقلق"
تثاءبت بنعاس ليخفض جونغداي عينيه حيث شفتيها و ابتلع ريقه بصعوبة ثم أعاد نظراته إلي عينيها
" إذاً... تُصبحين علي خير"
لوّح بيده بتوتر فهمهمت جيون ثم أغلقت الباب خلفه حين غادر إلي غُرفته
__________________
كشخص لم يحصل علي الراحة أو نوم هانئ لأيام طويلة كان من المُفترض أن يكون سيهون غارقاً بنومه الآن إلي حين موعد عمله لكنه و براحة استيقظ قبل أن يدق المنبه بأكثر من ساعة و نصف
عينيه المُقوستين بإبتسامة كانتا تُراقبان زوجته النائمة بعمق
حرك كفه أسفل أنفها يشعر بأنفاسها الحارة يتأكد من أنها متواجدة بجانبه بحق ثم قهقه بخفة لتلك الدغدغة التي شعر بها
سيهون قلبه يُحلّق سعادةً أكثر من أي وقت مضي
بذراعه التي تستقر أسفل جسد سوشيل دفعها نحوه برفق حتي لامس جبينها شفتيه و ترك قُبلة طويلة عليه تلحقها تنهيدة عميقة
و هذه اللحظات الهادئة و الدافئة أرادها أن تطول بقدر الإمكان
سوشيل أنّت أثناء نومها حين شعرت بالإختناق لتفتح عينيها ببطئ فقابلها صدر زوجها الذي يُقيدها بين ذراعيه بإحكام و بتنهيدة خافته هي اقتربت منه أكثر تدفن وجهها بعنقه تشعر بالدفئ أكثر كلما كانت قريبة منه أكثر و أكثر
منبه سيهون لم يُكمل نغمة واحدة ليُغلقه سريعاً قبل أن يُزعج نوم سوشيل و بحذر سحب جسده بعيداً عنها ليرمقها بنظرة أخيرة قبل أن يتجه إلي الحمام
و سيهون كان حريصاً للغاية علي أن لا يتأخر بالداخل علي الرغم من أن سوشيل نائمة بالفعل لكنه ينوي جعلها عادة لديه فقط كي لا يُخيفها
غادر المنزل بهدوء تام دون إيقاظها كي تحصل علي القدر الذي تُريده من النوم بينما فوق طاولة المطبخ غطي أواني الإفطار الذي جهزه لأجلها، و عُلب الغداء كانت بالثلاجة بالفعل
ملامح سيهون الجدية و هو يخطو إلي داخل القسم كانت مُخيفة كعادتها و هذا جعل من المتواجدين يتشوشون حول تلك الإشاعات التي انتشرت حول سيهون
بالطبع هو لن يتعامل معهم كما يفعل مع زوجته لكن ملامحه هذه لا تُساعدهم بتخيله يتحول إلي طفل لطيف و هو يتحدث معها أو مع أي شخص آخر
دخل إلي مكتبه و خلفه مُساعده يُثرثر حول قضية يعملان عليها حتي أشار له سيهون بالصمت ليضم الآخر شفتيه
"هل أخبرت أحداً بما توصلت إليه؟"
"لا سيدي، مازال..."
"و لا تُخبر أحداً"
سيهون قاطعه بصرامة فعقد الآخر حاجبيه و تقدم يجلس علي المقعد أمام مكتب سيهون حينما أشار له سيهون بذلك
" هذه المرة سنعمل بصمت"
"لكن سيدي المعلومات التي أحصل عليها يجب إعلام الرئيس بها و كذلك... "
" أعرف بكل هذا هيونغجاي "
سيهون قاطعه مُجدداً ثم طرق بأنامله فوق الطاولة عدة مرات قبل أن يُكمل
"الأشخاص الخمسة المشكوك بأمرهم أنهم الجواسيس بمكتبنا تم التأكيد أنهم لم يكونوا كذلك لكن بالمُقابل نحن خسرنا مُهمتين أثناء التحقيقات معهم... و هذا يعني أن الجاسوس مازال بيننا يعمل علي كلا الجانبين و نحن كنا مُخطئين"
هيونغجاي عقد حاجبيه بتفكير للحظات حتي فهم ما يقصده سيهون ليومئ إليه
" لقد فهمت مقصدك سيدي و سوف أحرص علي تنفيذ ما تأمرني به "
" هذا ما توقعته منك تماماً "
سيهون ابتسم بالمُقابل ليعقد الآخر كفيه سوياً و اقترب من المكتب أكثر يُنصت إلي سيهون
بينما بمنزل جونغداي حيث انضم الجميع إلي طاولة الإفطار
و الوحيد الذي يشعر بالسعادة و الراحة بينهم هو جونغداي فقط
بينما هالات سوداء كانت تُحيط بثلاثتهم، جونغداي كان الوحيد بينهم الذي تُحيطه هالة وردية و قوس قزح كبير يميل فوق رأسه بينما همهمات تصدر عنه في نغمة لطيفة جذبت انتباه جيون نحوه
و ربما الهالة السوداء حول جيون فرقعت لتنمو ابتسامة مُتسعة علي شفتيها حين رؤية جونغداي بهذه السعادة
بدا كجونغداي السابق و الذي لم يراه أحدهم منذ فترة طويلة
ميونغ داي تحرك من مكانه كي يُغادر لكن إبتسامة جيون جذبت انتباهه لينظر حيث تفعل هي و تلقائياً التقي حاجبيه بعقدة غير سعيدة بما يراه
" أيوجد علي وجه جونغداي شيئاً لا نراه نحن آنسة جيون؟"
هسهس بجانب أذنها لتتسع ابتسامة جيون أكثر ثم حركت شفتيها قليلاً كي تهمس له هي الأخري بخفوت
" تعرف جيداً ما أراه فلماذا تطرح سؤالاً لن تُعجبك إجابته؟"
رفعت حاجبيها ببراءة مُصطنعة حين ابتعد قليلاً لينظر إليها بنظرته الغاضبة و المُخيفة لكنها لم تؤثر بجيون قط
" علام تتهامسان؟"
جونغداي سأل بلا مُبالاة مُصطنعة رغم إدراكه التام لعدم تقبله لهذا القُرب بينهما
" إذا أردنا منك سماعنا لتحدثنا بصوتٍ عالٍ "
ميونغ داي أجابه ببرود ثم غادر بعدها بينما أعين جونغداي كانت تتحرك معه بإنزعاج فهو قد نجح بإفساد مزاجه لتعبس جيون هي الأخري
روز دفعت مقعدها إلي الخلف بصمت ثم سارت نحو السلالم حين سمعت بجهازها الصغير صوت بكاء ميون فحرك جونغداي عينيه معها كما فعلت جيون
جونغداي لاحظ أن زوجته تتصرف بغرابة لكنه فقط ظن أن ذلك بسبب ما حدث بينهما بتلك الرحلة
بينما جيون كانت مُدركة أن روز ليست بخير
لكن و لا أي منهما علم بالسبب الحقيقي
"لأُخبرك بالحقيقة..."
جيون هتفت بإنزعاج ليجفل جونغداي و التفت إليها بإستغراب
"تناول الطعام وحدي كان مُمتعاً أكثر من ذلك، كنت قد نسيت إزعاج ميونغ داي و هدوء روز المبالغ لكنك أعدتني إليهما مُجدداً و لا أعرف كيف سأتحملهما"
"تتذمرين كالأطفال الآن، بالسابق كنتِ أكثر إخافة من ميونغ داي"
رفع حاجبيه بإبتسامة ساخرة فزمت الأخري شفتيها بعبوس قبل أن ترفع كتفيها
" أنت أكثر من يعرف بأنني لست مُخيفة لكنني لا أتصرف علي راحتي بمكان لا أشعر بالأمان فيه "
همهم جونغداي بتفهم ليقترب بجذعه من الطاولة و استند عليها بمرفقيه يهمس بإبتسامة
" إذاً... أصبحتِ تشعرين بالأمان بالمنزل؟"
" لا..."
هزت رأسها بصراحة فعقد جونغداي حاجبيه لتضحك الأخري بخفة
" لكنني لن أبخل عليك بإبتسامتي الجميلة كيم.. جونغ..داي "
نطقت إسمه بتقطع و هي تميل برأسها إلي اليمين تارة و اليسار تارة أخري ثم وقفت من مكانها تحمل الأطباق نحو الحوض فقهقه هو و عينيه تتحركان معها
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top