14

Start

سيهون pov

ذات مرة فكرت بالسوء نحو ميونغ داي حين فشلت إحدي مُهماتنا بسببه لكن فيما بعد كرهت نفسي لذلك؛ فقوانين الصداقة لا تحمل ما يُدعي شك و اتهامات بين الأصدقاء

و ذات مرة تشاجرنا بسبب إقامته علاقة مع فتاة أحبته و هو لم يكن ينوي أي شيئ جدي معها لأن ميونغ داي بطبيعته يكره تحمل المسؤوليات ... فقط استغلها كعلاقة عابرة دون أن تُدرك هي نواياه

ثم كان هناك العديد من المرات التي ارتكب بها ميونغ داي شيئاً أحمقاً و أنا طاوعت قلبي الذي يُخبرني بأن صديقي مهما بلغ من البرود لن يكون سيئاً كما يُصور لي عقلي

لكن مع دفعه لي لقتل فتاة بريئة فقط لتبرئة أنفسنا تشوشت مشاعري نحوه

و حين معرفتي بأمر خيانته لجونغداي أدركت أنني كنت مُخطئاً بشأنه و كل موقف مر بنا سابقاً رأيته به حينها كمجرد رجل طائش قادتني أفكاري الآن نحو الحقيقة... ميونغ داي لم يكن طائشاً بل رجل سيئ

و في علاقتنا كنت أنا من أبحث عن استقرار العلاقة و دوامها بينما هو كان أنانياً لا يسعي سوي خلف مصلحته و إن كانت مصلحته تعني هلاكي أنا صديقه المُقرب

لذا حين يأتي موعد رحيلي لن أترك سوشيل بين أنيابهم يتنافسون علي من يقتلها أولاً لأنني واثق من أن ميونغ داي سيسعي خلفها

و جونغداي كان الوحيد أمامي و الوحيد الذي أثق بأنه سيحميها

بجميع الأحوال كنت أعلم بأنه سيأتي يوماً و ينكشف به كل شيئ...محاولتي قتل سوشيل و ما حدث أثناء القبض علي بارك جونغ مين

كل حادث مهما مرت عليه سنوات و اختبأت الحقيقة خلف كذبات مُنمقه فسيأتي يوم، و الحقيقة ستنكشف لذا ليس و كأنني خائف من الإفصاح عن جرائمي

إذا كان هناك عقاباً فأنا أستحقه

لكن أعتقد أن جونغداي لن يُصدقني بسهولة

نظراته تقول ذلك

عينيه ضاقتا و هو ينظر لي بتشوش حتي بدأت قهقهات خافتة تتسرب من بين شفتيه لأتنهد

" تمزح"

حركت رأسي إلي الجانبين ببطئ أنفي ذلك ليُبلل شفتيه هامساً

"أنت الآن تُقحم العمل بالأمور الشخصية لكن هذا قد يتسبب بكارثة، أعرف أن ميونغ داي مُخطئ فيما يتعلق بفتح قضية بارك جونغ مين لكن..."

"مهلاً هل تظن أنني أقول هذا لأنه يُريد فتح القضية من جديد؟ "

قاطعته بعدم تصديق ليومئ هو بتردد

هل يظنني سأضع نفسي بصورة القاتل أمامه فقط للإنتقام من ميونغ داي؟

و أنا من أردت إخباره اليوم بحقيقة خيانة ميونغ داي و زوجته ظناً مني أنه سيُصدقني

سأفعل...أعني ربما يتطلب الأمر وقتاً حتي يُصدقني و يثق بي، و الكثير من المجهود كذلك لكن سأحاول و أعلم أنه لن يكون سهلاً

" من أتحدث عنه هنا ليس ميونغ داي أخيك أو صديقي المُقرب بل زميل لنا بمقر عملنا، عملنا حيث يجب أن تضع الجميع موضع الشك كي لا تندم لاحقاً و هذا ما أفعله أنا"

"ما قُلته للتو..."

همس بإنفعال و رأيت كيف تحاول عينيه النظر بعيداً عني، أعلم أنه لا يُريد تصديقي لكنه سيفعل لاحقاً... أنا واثق من ذلك

" سيبقي سراً بيننا"

ابتسم بتصنع لينظر إلي أخيراً ثم أشار نحو الداخل

" ذاك الرجل بالداخل هو جون صديقي و لن أُخبر أحداً بالحقيقة لكن... دعنا نتجاهل أي شيئ آخر، أنا لم أسمع شيئاً"

"لنفعل ذلك"

أومأت موافقاً إياه ثم ربت علي كتفه

"لكن تذكر أنه أثناء بحثك عن كل شيئ حول سوشيل لم يكن هناك وجود لي... لا تعرف كيف تعرفنا أو كيف تقابلنا، أنا علي عكسك جونغداي... قدماي لم تطأ أسبانيا من قبل لذا لم يصدف و أن تقابلنا هناك أثناء فترة علاجها "

ابتسمت إليه بلطف ليرمش عدة مرات بتفكير

" لاحظت ذلك... لكن لا أظنني أمتلك الحق بسؤالك عن..."

"تلك الليلة التي وضعت بها الملف علي مكتبي كنت أمام منزل سوشيل... "

قاطعته بينما أضغط علي كتفه ببعض القوة

" الليلة التي اختفي بها الملف من فوق مكتبي قضيتها مع سوشيل بمنزلي بعدما تراجعت عن فكرة قتلها... ميونغ داي إذا قام بفتح القضية مُجدداً أنا لن أتردد بالإعتراف بالحقيقة... "

" أنت فقدت عقلك حتماً "

دفع يدي بخشونة ليتراجع بخطواته يرمقني بعدم تصديق و لم يترك لي المجال للتحدث مُجدداً فهو التفت و ركض مُبتعداً عني

مازالت البداية...

عليّ حماية سوشيل و لن يُساعدني سواه

و عليّ حمايته من ميونغ داي لذا يجب أن يُصدقني

لكن أولاً... عليّ معرفة كل شيئ حول علاقة ميونغ داي و روز

أيجب أن أتحدث مع جيون؟!

End pov

_____________

"فقد عقله، أقسم أنه فقد عقله"

جونغداي هسهس من بين أنفاسه و هو يجر الحقائب خلفه إلي داخل المنزل ليتنهد حين لمح روز تجلس بغرفة المعيشه

"جـ جونغداي"

ابتسمت بتوتر و وقفت من مكانها تنظر إليه فهمهم بينما يُشيح بنظراته بعيداً عنها بخجل

"سأعود إلي عملي غداً لذا سأضع الحقائب بغُرفة النوم ثم أذهب لإحضار ميون"

روز رفعت حاجبيها بتفاجؤ من نبرة جونغداي الغريبة لترفع كتفيها

" أمي ستُحضره فهي ستأتي غداً لزيارتنا "

حركت عينيها معه و هو يصعد السلالم لترمش بعدم فهم كونه تجاهل الرد عليها

____________

"لا بأس جيون... لا بأس"

تمتمت بينما تُرتب ثيابها بالخزانة الخاصة بها و بين الحين و الآخر تمسح دموعها بعشوائية

"كل شيئ سيكون بخير، إنها المرة الأخيرة... سوف أتخطاه و... "

توقفت عن الحديث حين لمحت ذاك اللغز الذي يحمل صورته فتجعدت ملامحها تُصدر أصواتاً غريبة قبل أن تنفجر بالبُكاء مُجدداً

"لقد وقعت بحب أحمق و أنا أكثر حماقة منه"

صاحت ببكاء لتضع اللغز بأحد أدراج الطاولة الصغيرة بجانب سريرها و مسحت عليها بشهقات عالية قبل أن تُغلق الدرج ثم التفتت لتحمل الحقيبة و قلبت جميع ما بداخلها فوق السرير لتُلقي بالحقيبة جانباً

"ثيابي الجديدة بأكملها أهدرتها بتلك الرحلة كي لا يكشف أمري لكن ذاك الأحمق لم يعرف أنني جيون... ألم يُلاحظ الحقيبة؟ و ثيابي؟ هي حتي أفضل من تلك التي ترتديها روز"

غمغمت بوجه أحمر تكاد تختنق بشهقاتها لتجذب حقيبة عملها و جلست علي الأريكة الصغيرة المُقابلة لشاشة التلفاز

" هل كان يجب أن أفصل القُبلة بتلك الطريقة؟ مازلت أرغب بتقبيله... اااه يا إلهي ما الذي أُفكر به الآن... تباً لك جونغداي هل يجب أن تكون أحمق إلي هذا الحد، أخبرتك أنني لست هي فلماذا تُعيدني إلي نقطة الصفر؟ "

ضربت جبينها بينما تصرخ بإنزعاج من جونغداي

"كدت أموت و أنا أحاول الإعتراف و هو بكل سهولة يعتذر مني و يُلقي اللوم علي نفسه من جديد... اااه بالطبع لن يكون جونغداي إذا لم يفعل ذلك "

قلبت عينيها بسخرية لتمسح دموعها بخشونة

" لأُركز علي عملي... أنا بحاجة إلي رسالة إعتذار"

تمتمت بعبوس لترفع شاشة الحاسوب و بينما هي بإنتظاره أن يُفتح صرخت بإنفعال باكية حين تذكرت ما حدث

" تباً لك كيم أحمق جونغداي "

_______________

سيهون حرك رأسه بحركة دائرية ليرسم ابتسامة مُصطنعه قبل أن يفتح باب المنزل لكن تلك الإبتسامة سرعان ما تحولت إلي أخري صادقه حين ألقت سوشيل بجسدها نحوه تُحيط خصره بذراعيها

"اشتقت إليكِ"

قبّل جانب رأسها بلطف لتبتعد عنه قليلاً تنظر إليه بإبتسامة مُريبة فضيّق عينيه بشك

"هل فعلتي شيئاً ما؟"

"أنت... لن توبخني ،أليس كذلك؟"

رفعت حاجبيها بتوتر لتضيق أعين الآخر أكثر

"تناولتي الراميون الغير ناضج مُجدداً؟"

أمال برأسه بتساؤل فقهقهت سوشيل و هزت رأسها بالنفي

"أنت قُلت أنه لا يجب أن أفعل ذلك"

"أووه نعم و أنتِ تستمعين إلي كلماتي جيداً "

هز رأسه بسخرية و أمسك بيدها كي تبتعد عنه ليُغلق باب المنزل ثم استدار إليها و رفع حاجبيه بتساؤل

" ماذا فعلتي؟ "

"حسناً..."

همهمت بتفكير لتقترب منه بدلال تعبث بأزرار بذلته و هذا لم يكن مُريحاً تجاه ما فعلته هي

" ليس شيئاً سيئاً للغاية .."

نبرتها تعالت قليلاً لتبتعد عن سيهون و لوّحت بيديها في الهواء بعشوائية

"كان حادثاً، مُجرد حادث و أنا أفتح الثلاجة لذا هذا ليس خطئي "

رفعت كتفيها ترمش ببراءة لينظر إليها سيهون بفراغ محاولاً فهم ما الذي تقوله

"انظر، أنا فتحت الثلاجة.. "

تحركت بمكانها تُمثّل أنها تفتح الثلاجة ليُهمهم سيهون و تكتف رافعاً أحد حاجبيه

"كنت جائعة لذا أردت إخراج الطعام الذي حضرته لأجلي ثم فجأة سمعت صوت شيئ ينسكب"

هزت رأسها بعبوس مُصطنع ليومئ هو بتفكير قبل أن يُقهقه

"الشيئ الذي انسكب كان لونه أبيض؟ "

" واااه أنت رائع، لكن كيف عرفت ذلك؟"

عينيها اتسعتا بلطافة و هي تضحك بفخر ليزم سيهون شفتيه بعبوس و استدار بجسده كإنسان آلي يخطو نحو الثلاجة حتي فتح الباب

و الركن الخاص بالحليب كان فارغاً

"كان هنا زُجاجتين"

همس بعدم تصديق لترتفع سوشيل من خلفه كي تنظر إلي داخل الثلاجة قائلة

" ااه نعم لقد وقعت كلتيهما"

"غطائين مُغلقين بإحكام فُتحا وحدهما و انسكب ما بالزجاجتين"

هسهس من بين أسنانه لتومئ سوشيل بينما تضم شفتيها بأسي مُصطنع

"لقد تفاجئت كثيراً "

نبست و هي تُصدر تأتأة فالتفت نحوها ببطئ لتبتعد عنه تترك بينهما مسافة

"أي عدو ألقي بكِ في طريقي لتُفسدي راتبي؟ "

تنهد ليضم قبضتيه محاولاً تمالك أعصابه و هي أمامه تميل بجسدها إلي الأمام و الخلف ببراءة و كأنها لم تفعل شيئاً

"أيتها الكاذبة الصغيرة"

زمجر بغضب حين فقد أعصابه لتتسع أعين سوشيل تدريجياً و بفزع صرخت حين خطي خطوة نحوها بينما تركض مُبتعدة عن طريقه

" سوشيل تعالي إلي هنا"

صاح بإنفعال و هو يلحق بها بخطوات واسعة لتلتفت إليه برأسها فصرخت حين رأته قريباً منها لتُسرع بركضها أكثر

"لقد كان حادثاً لا يجب أن تُعاقبني"

"نعم، صدقتك"

أصدر صوتاً ساخراً قبل أن يزفر بإنزعاج و ركض نحوها ليرتطم بالأريكة فوقع علي الجانب الآخر منها بينما سوشيل وقفت تنظر إليه بقلق

"أنت بخير؟"

تأوه بألم كإجابة لتضم شفتيها بقهقهة مكتومه و أكملت طريقها نحو غُرفة النوم بينما هو اتكأ بذراعه علي الأرضية محاولاً الوقوف من مكانه

"هذه ليست طفلة بل قطة.. قطة مُشاكسة"

تمتم بإنزعاج و هو يضبط ثيابه ليلحق بها نحو غُرفة النوم فوجدها تلتف بالغطاء حول نفسها ليبتسم بجانبية و تكتف بينما يميل بكتفه يستند به علي إطار الباب

"هل يجب أن أُصدق أنكِ نائمة؟"

أومأت بعنف من أسفل الغطاء ليضم شفتيه بضحكة مكتومه لم يتمكن من كبتها

فك عُقدة ذراعيه و اقترب من السرير بحذر ثم صعد عليه ببطئ ليعتليها مُتكئاً بكفيه علي جانبي رأسها قائلاً

" عقاباً لما فعلته فلن تُشاهدي التلفاز، لا برنامجك المُفضل و لا حتي ذاك الطبيب الوسيم"

جعد ملامحه بإنزعاج حين ذكر أمر ذاك الطبيب بينما سوشيل سحبت الغطاء بعيداً عن وجهها فتبعثر شعرها و هي تنظر إليه بغضب طفولي

"لقد كان حادثاً فلماذا تُعاقبني؟ هذا ظُلم...مستحيل أن تكون ضابط شرطة "

أشاحت بوجهها جانباً عاقدة حاجبيها بإنزعاج ليضم الآخر شفتيه بإبتسامة

" إذا كان بإمكان غطاء زجاجتي حليب أن تُفتحا وحدهما و تنسكبان كاملتين في حادث أليم لبطاقتي فهل تظنين أنه لا يُمكنني أن أكون ضابط شرطه حتي و إن كُنت ظالماً؟ "

رفع حاجبيه ساخراً لتقلب سوشيل عينيها فحصلت علي صفعة علي جبينها جعلتها تتأوه بألم

"هذا وقح، لا تفعلي هذا مُجدداً "

وبّخها بصرامة لتزم شفتيها بعبوس قبل أن تصرخ بوجهه

" أنت سيئ"

تحركت أسفله محاولة الإنسحاب فألقي بثُقله فوقها لتتسع عينيها

" أنت تخنقني"

شهقت بطفولية ليرمش بعينيه ببطئ قبل أن يتنهد

" لا يُمكنكِ الهروب من العقاب بالجلوس أمام الحائط بينما تدّعين غضبكِ مني فهذه المرة أنا سأُعاقبكِ حقاً"

"حقاً؟"

همست بتغنج لتُحرك يديها نحو صدره حتي حطت عليه فأخفض سيهون نظراته ينظر إلي كفيها بأنفاس تبعثرت كما مشاعره

عضت سوشيل علي شفتها السُفلي بإبتسامة خجولة بينما كفيها تحركتا علي صدر سيهون تصعد إلي كتفيه بحذر حتي تعانقتا خلف عنقه فابتلع ريقه بتوتر

" لم العقاب؟ إنه مجرد حليب و انسكب"

همست بخفوت لتضغط بكفيها خلف رأسه تجعله ينحني نحوها فحرك سيهون عينيه بعشوائية محاولاً عدم النظر إلي وجهها

" هـ هذا... لقد.. لقد أهدرتي وجبتي الإفطار و العشاء.. لأسبوع تقريباً"

رمش بضعة مرات ليُحرك عينيه نحوها بتردد حتي تلاقت نظراتهما فزفر بإرتجاف

" ما تفعلينه الآن.."

همس بتوتر ثم تحمحم ليسحب نفساً عميقاً

" يبدو كإغراء... لا تفعلي ذلك"

هز رأسه إلي الجانبين بتنهيدة ثقيله فابتلعت سوشيل ريقها بخجل و هي تسحب يديها بعيداً عنه ثم أخفضت نظراتها عنه تنظر إلي صدره بخجل

" هذا سيئ... أنا آسفة"

زمت شفتيها بعبوس لتتحرك أعين سيهون علي كامل وجهها مُبتسماً بحب حين لمح عبوس شفتيها فانحني يُقبلهما بسطحية لتتسع أعين سوشيل و رفعت عينيها تنظر إليه بأطياف وردية تشربت بها وجنتيها

"هذا ليس سيئاً لكنني..."

أغلق عينيه بإحراج لتميل سوشيل برأسها قليلاً تُناظره بعدم فهم حتي فتح عينيه مُجدداً يتنهد بخجل واضح

"أنا ضعيف أمام تصرفاتكِ لذا لا أريد فعل شيئ قد يجعلكِ تكرهينني أو تخشيني لذا..."

رفع كتفيه نهاية حديثه ليُلقي بجسده بجانبها و هو يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة بينما هي تحركت ببطئ لتستقر علي جانبها الآخر حيث تُعطيه ظهرها

كف سوشيل ارتفعت بحذر نحو صدرها حيث يساره لتبتلع ريقها و أغلقت عينيها بقوة و كأن ذلك سيُهدئ من صخب قلبها

بينما سيهون كان ينظر إلي السقف بأعين تتسع بين لحظة و أخري كلما استوعب ما تفوه به

الوضع كان صامتاً لدقائق طويلة بصورة مُحرجة لكلاهما فحرك سيهون عينيه يسترق نظرة سريعة نحو سوشيل التي بدت و كأنها تتشاور مع نفسها بأمر هام كون كتفها يتحرك كثيراً كما رأسها

أعاد سيهون نظراته حيث السقف مُجدداً ليتنهد قائلاً بتلعثم يحاول تلطيف الأجواء

"مـ مازال.. العقاب قائماً"

"يااااا"

انتفضت الأخري من مكانها تنظر إليه بعبوس و أعين لامعة فرفع حاجبيه

"حسناً سأجعلكِ تُشاهدين برنامجك المُفضل لأنه كان مجرد حادث لكن لن تُشاهدي ذاك الطبيب الوسيم كي تكوني حذرة بالمرة القادمة"

ضاق حاجبي سوشيل بإعتراض فأشار إليها سيهون بسبابته ثم تحرك جانباً ليتكئ بمرفقه علي الوسادة بينما رأسه ارتفعت فوق كفه

"لن أُشاهد برنامجي لكن طبيبي الوسيم.."

همست بعبوس و أوشكت علي البُكاء فجذبها من ذراعها لتقع بجانبه حيث وجهها اختفي بصدره

" لا برنامج و لا طبيب وسيم و لا أي شيئ، أنتِ لا تستحقين"

رفعت رأسها قليلاً لتنظر إليه فابتسم بجانبية بقصد استفزازها

"أنت تفعل ذلك لأنك تشعر بالغيرة"

ابتسمت بخبث طفولي لتنكز صدره بسبابتها عدة مرات فأمسك بيدها يوقفها عن فعل ذلك ثم رفع حاجبيه

" هل تُريدين عقاباً آخر؟ "

شهقت بأعين مُتسعة لتهز رأسها بعنف تنفي ذلك فأشار إليها برأسه أن تنام

"ألن تستحم أولاً؟ "

" لا، لقد أصبحت كسولاً الآن بسبب شخص ما يرتكب حوادث غريبة"

أنهي حديثه بسخرية فجعدت سوشيل أنفها بتقزز

"لكن رائحتك قذرة"

أعين سيهون اتسعت بصدمة فقهقهت سوشيل بطفولية و ببراءة همست

"أمزح"

زفر بحدة فأخفت سوشيل رأسها بعنقه سريعاً تُصدر شخيراً مُزيفاً ليقلب سيهون عينيه و هو يُحيطها بذراعيه

______________

جيون سحبت نفساً عميقاً لتزفره ثم كررت الأمر عدة مرات حتي سُمح لها بالدخول إلي مكتب رئيستها بالعمل

"الآنسة جيون قررت المجيئ إلي العمل"

صفّقت ساخرة و هي تدور بكُرسيها مرة واحدة قبل أن تقترب من المكتب بجذعها مُتكئة عليه بمرفقيها

و نظراتها الساخرة التي رمقت بها جيون تحولت إلي أخري جدية

" اجمعي أغراضك اليوم فلا عمل لديكِ هنا و غداً تقومين بتقديم استقالتك فلن يكون جيداً لسُمعتكِ أن يتم طردك من هُنا"

نبست بجدية فتقدمت جيون من المكتب

"سيدتي، أقسم هذا كان أمراً عاجلاً، أنتِ تعرفين أنني جيدة بأداء عملي فلماذا تطردينني من أول خطأ أرتكبه؟"

" و لأنكِ جيدة و أنا أعرف ذلك فها أنا أطلب منكِ تقديم استقالتك بدلاً من طردك لكن خطئك لم يكن هيناً... لقد تركتي أعمالاً هامة دون تقديم عذر و بسببك نحن نتعرض للهجوم الآن... لقد خيبتي ظني بكِ جيون "

هزت رأسها بخيبة لتُبلل جيون شفتيها محاولة الإعتذار لكنها كانت مُدركة أنها أخطأت

" هل يُمكنني الحصول علي فُرصة أخري؟ "

" أعتذر جيون، لكن هذه ليست أوامري و هذا الأمر ليس بيدي"

جيون زمت شفتيها بعبوس تحاول إخفائه ثم انحنت إلي رئيستها قبل أن تُغادر إلي مكتبها

"جيون هناك شخص ينتظرك بالداخل"

زميلها بالمكتب مر من جانبها يُخبرها بذلك بينما هي لم تنتبه لما قاله حيث كانت تسير إلي المكتب شاردة بما حدث و بالكاد تمنع نفسها عن البكاء

الأعين تحركت نحوها بفضول حين دخلت و خطواتها الثقيلة نحو المكتب كانت واضحة فتقدمت منها زميلتها واضعة كفها فوق كتفها لتنتفض جيون بفزع

"ماذا حدث؟"

"تم طردي"

ابتسمت بتصنع تدّعي عدم الإهتمام فضمت الأخري شفتيها و تراجعت بينما تُراقب جيون العابسة

سيهون كان جالساً علي المقعد أمام مكتب جيون لكنها لم تلحظ حتي وجود شخص غريب إلي أن رأت يداً تُساعدها بجمع أغراضها فرفعت عينيها تنظر إليه بإستغراب

" من أنت؟ "

"أوه سيهون"

أجابها بإبتسامة تكاد تُلاحظ فعقدت حاجبيها و عادت تجمع أغراضها

"كما سمعت لقد تم طردي لذا إذا أردت شيئاً جد شخصاً غيري يُساعـ..."

"أنا صديق ميونغ داي"

توقفت عن ما تفعله و تنهدت لتنظر إليه مُجدداً

" إذاً اغرب عن وجهي لأنني لست بحاجة إلي مشاكل أخري يكفيني ما أمر به الآن"

أشارت إليه بعدم اكتراث فضم سيهون شفتيه بإحراج ثم تحمحم

" الأمر لا علاقة له بميونغ داي.. أعني هو كذلك لكن إنه شيئ يخص جونغداي "

همس محاولاً عدم جذب انتباه المتواجدين لما يقوله ليرفع حاجبيه بتفاجؤ حين توقفت جيون عن ما تفعله و نظرت إليه بقلق

" ما به جونغداي؟ هل حدث له شيئاً؟"

و تدريجياً ارتخي حاجبي سيهون ليبتسم بخفة و هز رأسه إلي الجانبين

" نحن بحاجة إلي الحديث "

" علي الجانب الآخر من الطريق هناك مقهي مُقابل لهذا المبني، انتظرني هناك"

همهم بتفهم و استقام بوقفته لينظر من حوله مرة أخيرة قبل أن يخرج من هناك بينما زميلة جيون ركضت إليها لتتحدث معها بشأن أمر طردها

سيهون جلس بذاك المقهي و طلب لنفسه كوباً من القهوة المُثلجة ليعبث بهاتفه فوق الطاولة حتي وضع النادل طلبه أمامه

و دقائق حتي دخلت جيون بصندوق تحمله معها حيث أغراضها التي جمعتها من المكتب لتضع ذاك الصندوق فوق الطاولة ثم جلست مُقابلة إلي سيهون

"حسناً أسمعك"

أشارت إليه بهدوء ظاهر بينما قدميها تهتزان أسفل الطاولة بتوتر فشابك سيهون كفيه فوق الطاولة

"ألن تطلبي شيئاً؟"

"لا، تحدث بسرعة"

نفت ببعض الحدة ليُحرك سيهون رأسه بحركة دائرية مُنزعجاً من أسلوبها الوقح

" دون مقدمات؟"

رفع حاجبيه بتساؤل لتومئ إليه بسرعة

"بدون مقدمات"

"إذاً... أنا أعلم بعلاقة ميونغ داي و روز"

جيون عقدت حاجبيها ليرفع سيهون كتفيه

" و أعلم أن الشخص الذي سافر مع جونغداي كان أنتِ و ليس زوجته"

"أنت سافل تماماً كصديقك"

هسهست بحدة و وضعت يدها حول الصندوق كي تحمله فأمسك سيهون بيدها بقوة و هسهس بالمُقابل

" هل يُمكنكِ أن تستمعي إليّ قليلاً أم أذهب لأُخبر جونغداي بكل شيئ؟"

"يااا هل هددتني للتو؟ "

صاحت بوجهه بإنفعال و أعين مُتسعة فزفر سيهون بحدة و ضغط بأنامله أكثر حول معصمها

"نعم، لقد كان تهديداً لذا أخبريني بكل شيئ قبل أن أذهب و أُخبر جونغداي بالحقيقة"

" رجاءً أخبره، أنا حقاً أتمني أن تُخبره لتنتهي هذه اللعبة القذرة التي بدأها صديقك "

رفعت طرف شفتيها بسخرية لترمق كفه التي تُمسك بيدها ثم جذبت يدها بعنف لتتكتف

" لا أهتم إذا أخبرته فأنا أريده أن يعرف بالحقيقة"

"لم أفهم.. "

ضيّق عينيه بعدم فهم و اقترب بجذعه من الطاولة

" إذا كُنت تريدين من جونغداي أن يعرف الحقيقة فلماذا لم تُخبريه؟ مهلاً هل تعرفين بكل شيئ من البداية؟"

جيون نظرت إليه للحظات مُترددة كونها لا تشعر بالراحة لـطويل القامة الجالس أمامها خاصة و أنه صديق ميونغ داي و هي واثقة أنها سمعت اسمه يتردد عدة مرات بالمنزل لذا يبدو قريباً من الآخر

" هل ميونغ داي من أرسلك؟ ما الذي يسعي إليه هذه المرة؟ "

" ليس ميونغ داي أو غيره، أنا من أتيت للتحدث معكِ لأنني لم أتمكن من إخبار جونغداي بما يحدث، هذا صعب للغاية و لا يُمكنني تخيل ما قد يُصيبه و علي الأغلب سيظنني كاذباً"

رفع كتفيه بتنهيدة مُرهقة فضربت جيون بيدها علي الطاولة بإنزعاج

" أليس كذلك؟ هذا ليس تأثيره عليّ بل هو وجهه البريئ ما يجعلك تتوقف عن الحديث دون شعور كي لا تجرح مشاعره، يا إلهي هذا صعب للغاية "

هزت رأسها إلي الجانبين نهاية حديثها و هي تضم شفتيها ليضحك سيهون بخفة

"لم تضحك؟"

أشارت إليه بعينيها بإنزعاج فنفي برأسه

" لقد رأيت ميونغ داي مع روز ليلة رأس السنة و بالصدفة اكتشفت أنهما علي علاقة... في الواقع أردت إخبار جونغداي بالحقيقة حين عاد البارحة لكنني لم أتمكن من فعل ذلك لذا أردت مُقابلتك لربما تُخبرينني بما يحدث... "

رفع كوب القهوة يشرب منه قليلاً ثم وضعه علي الطاولة أمامه بينما أعين جيون تتحرك معه بحذر

" لماذا لم تسأل ميونغ داي؟ أليس صديقك؟ "

" لا أعتقد أن إجابته التي منحني إياها ستنال إعجابك "

رفع حاجبيه نهاية حديثه فقهقهت جيون بسخرية

" هل قال أن روز هي من ألقت بنفسها عليه؟"

تحمحم سيهون بإحراج و اعتدل بجلسته لتتنهد جيون

"لقد حذرتها منه كثيراً و هي لم تستمع إليّ "

" مازلت لا أفهم، لماذا كلاهما يستغل جونغداي؟ و أنتِ تُشاركينهما "

" أنا لا أستغل جونغداي و لا أشارك أحداً"

قاطعته بإنفعال ليعقد حاجبيه بإنزعاج بينما هي أغلقت عينيها للحظات محاولة الهدوء

"أنا فقط أحاول حماية مشاعر جونغداي..."

همست بعبوس و فتحت عينيها ببطئ لتمسح علي وجهها بعشوائية

" قبل زواج جونغداي و روز بأشهر طويلة حصلت علي اعتراف واضح و صريح من ميونغ داي بشأن مشاعره نحوي لكنني رفضته كوني مُعجبة بجونغداي...ثم أصبح ميونغ داي علي علاقة بروز ظناً منه أنني قد أغار أو شيئاً من هذا القبيل... و ربما كانا علي علاقة من قبل ذلك فأنا أشك بهذا...و ذلك انتهي بوجود طفل بينهما و الضحية جونغداي الذي قرر تحمل المسؤولية كي لا يُصيب أبي مكروهاً حين يعلم بحمل روز التي رفضت إجهاض الطفل و تشبثت به بأنانية بينما والد الطفل قد تخلي عن كلاهما بالفعل ... "

ابتلعت غُصتها بينما أعين سيهون انخفضت تنظر إلي قطع الثلج بداخل القهوة و كأنها ستُهدئ تلك النيران التي بدأت تشتعل بداخله لكنها كانت بلا جدوي

" لقد حذرت جونغداي بطريقة غير مباشرة أن لا يُكمل هذا الزواج لكنه لم يفهم ما قصدته أبداً.. أو ربما تجاهل ذلك عن قصد... روز استغلتني مرة لأخرج بموعد مع جونغداي بدلاً منها كونها لم تكن تتحمله.."

قهقهت ساخرة لتمسح دموعها التي بدأت تتساقط علي وجنتيها فرفع سيهون عينيه نحوها

" ظننتها ستكون مرة واحدة و وافقت لأنني رأيت كم كان جونغداي مُتحمساً لموعده مع زوجته لكن لم أعرف أن الأمور سوف تصل إلي هنا... "

شهقت باكية لتُخفي وجهها خلف كفيها بينما تُكمل بضعف

"" أنا أحب جونغداي و لم أقصد أبداً أن أفعل هذا به... أقسم أنني لم أُرد يوماً أن أستغل مشاعره بهذه الطريقة لكنني لا أعرف كيف أنسحب "

سيهون زم شفتيه وهو يُراقبها بهدوء... نوعاً ما هو كان قادراً علي فهم مشاعرها لكنه لم يعرف كيف يواسيها

" لقد حاولت إخباره... "

مسحت علي وجهها الأحمر لتنظر إلي الطاولة بشفاه ترتجف

" لكن جسدي خانني و لم أتمكن من التفسير أكثر... و كذلك جونغداي ،هو لا يُفكر أبداً بصورة سلبية لذا من الصعب إخباره بالحقيقة"

سيهون همهم بتفهم لتبتلع جيون ريقها و رفعت عينيها نحوه هامسة

" أنا لا أُمانع إذا أخبرته بالحقيقة صدقني، أنا فقط أريده أن يعرف أنني لست مثلهما "

" جونغداي لن يتحمل إذا علم بأن زوجته و شقيقه يخدعانه بهذه الطريقة القذرة لكن علي الأقل ليُدرك أن هذه العلاقة لا يجب أن تستمر"

سيهون نبس بتفكير لتومئ جيون موافقة إياه

" لكن هذا يعني أنه... سيعرف بأنني كذبت عليه "

جيون همست بتلعثم ليضم سيهون شفتيه محاولاً التفكير بشيئ آخر فابتسمت جيون و نفت برأسها

" لا بأس، هذه الحقيقة لذا هو يجب أن يعرف"

سيهون نظر إليها بتردد قبل أن يومئ

" لكنه يعرف بمشاعري نحوه لذا إذا أخبرته لن يُصدقني مهما قدمت له من أدلة "

" و أنا أيضاً لا أعرف كيف أُخبره بذلك فكما قُلتي سابقاً، جونغداي لا يُفكر بسلبية أبداً"

رفع كتفيه نهاية حديثه ليتنهد كلاهما و التزما الصمت للحظات يحاولان التفكير بشيئ ما حتي صفّق سيهون

" يمكنكِ التلميح إليه ليكتشف بنفسه بدلاً من إخباره "

" و كيف أفعل ذلك؟ "

أمالت برأسها بإستغراب ليومئ سيهون برأسه

" سنفكر سوياً "

" بالمناسبة... أنا آسفة لأنني قُلت عنك سافلاً مثل ميونغ داي، أنت أفضل منه"

همست بإحراج فضحك سيهون بخفة و هز رأسه إلي الجانبين بمعني 'لا بأس'

_______________

" صباح الخير بُني "

جونغداي توقف بنهاية السلالم ينظر بتشوش إلي مصدر الصوت حتي لمح والدته بالقانون تقف بجانب زوجته بغرفة المعيشه بينما تحمل ميون

" اووه، مرحباً أمي"

ابتسم بخفة ليتقدم منها فتركت ميون مع روز و مدت ذراعيها إلي جونغداي ليحتضنها بلطف

"اشتقت إليكِ "

" هاااي إنه مجرد أسبوع أيها الشقي"

قرصت أنفه بمزاح فرفع جونغداي حاجبيه بعدم فهم لينظر إلي روز التي قهقهت بتوتر قائلة

"أمي ستبقي معنا اليوم لذا أخبر جيون أن لا تتأخر"

جونغداي همهم بتساؤل فأشارت إليه روز بحاجبيها ثم التفتت إلي والدتها

" أمي، اصعدي إلي الغُرفة لترتاحي قليلاً "

والدتها تبادلت النظرات بينها و بين جونغداي ثم ابتسمت لتومئ إليها و بطريقها إلي الأعلي قبّلت وجنة جونغداي ليضحك بخفة

" جونغداي "

روز اقتربت منه حين صعدت والدتها لتهمس بخفوت

"حاول التحدث مع جيون، أمي ستقلق إذا عرفت بأنها لا تعيش معنا بعد الآن و كذلك أبي إذا عرف قد تسوء حالته"

تنهد ليومئ إليها دون أن ينظر إليها ثم التفت ليُغادر إلي عمله فعقدت حاجبيها بإستغراب

______________

تزامن دخول جونغداي إلي مقر العمل مع دخول كُلاً من سيهون و ميونغ داي

ثلاثتهم تبادلوا النظرات بصمت ليتقدم جونغداي أولاً نحو المصعد يتجاهلما فابتسم ميونغ داي نحو سيهون قبل أن يلحق بأخيه

"سافل"

سيهون هسهس بحنق ليتوجه هو الآخر إلي المصعد و وقف بالأمام حيث كان التوأمين خلفه

"متي عُدت؟"

ميونغ داي سأل ليهمس جونغداي بخفوت

"البارحة"

"هل علمت بما حدث إلي صديقك؟"

سأل مُجدداً ليُهمهم جونغداي

"أنت لم تعد إلي المنزل البارحة؟ "

جونغداي همس بتساؤل فهمهم ميونغ داي ليخرج سيهون من المصعد أولاً

"ميونغ داي"

المقصود التفت ينظر إلي توأمه بإستغراب حين أمسك بيده يمنعه عن الخروج من المصعد لكن كل ما فعله جونغداي هو أنه ابتسم إليه ثم ترك يده

"فقط... اشتقت إليك "

" ساذج "

ميونغ داي قهقه بسخرية و اقترب يُبعثر شعر الآخر قبل أن يخرج من المصعد ليلحق بـ سيهون

وضع كفيه بجيوب بنطاله بإبتسامة جانبية بينما يلحق سيهون و الذي تجاهله بوضوح رغم معرفته بأنه يسير خلفه إلي أن وصل مكتبه ليُغلق الباب إلا أن كف ميونغ داي منعته

سيهون رمقه بنظرة جانبية قبل أن يتقدم من مكتبه ليجلس بمكانه بينما ميونغ داي أغلق الباب و هو يقلب عينيه بسخرية ثم اقترب ليجلس مُقابلاً إلي سيهون

"سيهون، تعرف أن تصرفاتك هذه طفولية أليس كذلك؟"

طرق بسبابته فوق الطاولة ليبتسم سيهون بخفة ثم شابك كفيه سوياً فوق المكتب أمامه قائلاً بهدوء

"لطالما فكرت أنني درامي كما تقول أنت خاصة و أنني أتأثر بكل شيئ لكن الآن فقط تأكدت بأنك أنت من لا تمتلك قلباً"

ميونغ داي ابتسم بخفة ليومئ برأسه

" أنا لا أمتلك قلباً لكنك مازلت درامياً"

أشار إليه بسبابته ليقلب سيهون عينيه ثم عاد بظهره إلي الخلف

"ليس مُضحكاً "

" هيا سيهون، هل ستكرهني الآن؟ "

تحدث بمرح ليتنهد سيهون

" أنا بالفعل أصبحت أكرهك "

" يااا، ألن يبقي شخصاً ليذكرني بعد موتي؟ كنت أملي الوحيد "

عبس بزيف ليعقد سيهون حاجبيه بإنزعاج و بحركة سريعة سحب دفتراً صغيراً من فوق طاولته يُلقيه نحو الآخر فالتقطه ميونغ داي قبل أن يرتطم برأسه

"لم تذكر الموت الآن أيها المُزعج؟ "

" جميعنا سنموت قريباً لكنني قبلك لذا أريد أن اتأكد بأنك لن تنسي أمري حتي تلحق بي "

رفع كتفيه نهاية حديثه لينظر إليه سيهون بهدوء

" لو أنك لم تخن جونغداي لوجدت من يتذكرك بالخير دائماً"

"سيهون..."

ميونغ داي وقف من مكانه يضبط ثيابه بوجه جدي أكثر من السابق ليُحرك نظراته بعدها نحو سيهون

" لا تنسي أنني أنا صديقك و ليس جونغداي "

ابتسم بزيف و استدار ليُغادر فتنهد سيهون بمجرد أن أغلق صديقه الباب

_____________

" هذا طرد لك "

جونغداي رفع عينيه عن الأوراق المُبعثرة أمامه حين وضعت هيرين طرداً مُغلّفاً أمامه ليبتسم بإنكسار لملامحها الباهتة و العابسة

" لا تقلقي، جون سيكون بخير قريباً"

همهمت إليه بعبوس ليُبلل جونغداي شفتيه بتردد راغباً بالتحدث معها بشأن قضية بارك جونغ مين لكن حين تحركت هيرين لتخرج من المكتب هو تراجع عن تلك الفكرة

تنهد ليُخفض عينيه نحو الطرد ثم مد يده يفتحه ليجده صندوقاً فارغاً بداخله ظرف يحمل رسالة فعقد حاجبيه قبل أن يسحب الظرف بحذر يفتحه

( تبقي ثلاثة و خمسة أشهر 18 ➡ 16 ➡ 10)

جونغداي عقد حاجبيه بعدم فهم ليُعيد قراءة الرسالة عدة مرات بوضعيات مُختلفة لعله يصل إلي شيئ ما لكنه لم يفهم فحرك رأسه إلي الجانبين قبل أن يُعيد الرسالة إلي الصندوق و ألقي به أسفل مكتبه بعشوائية

___________________

بمنزل سيهون حيث كانت سوشيل تتجول بلا وجهة فقط تسير بملل و صوت التلفاز بغرفة المعيشة كان مُرتفعاً للغاية

تنهدت بعبوس و بعثرت شعرها بإنزعاج لتدور حول نفسها دون توقف

و بسبب صوت التلفاز المُرتفع هي لم تتمكن من سماع صوت رنين الجرس منذ المرة الأولي أو حتي الثانية

مر وقت طويل حتي شعرت بالتعب من الدوار لتجلس علي الأرضية بمكانها تنظر حولها بأعين ناعسة محاولة الرؤية بصورة واضحه إلي أن سمعت صوت رنين الجرس لتنتفض من مقعدها ثم ركضت نحو الباب بحماس ظناً منها أن سيهون قد عاد

و بدون تفكير هي فتحت الباب و ابتسامتها المُتسعة تلاشت تدريجياً حين لم يكن هو

________________

بينما بمكتب سيهون الذي كان مشغولاً بالعمل علي قضية ما، تنهد حين رأي رقماً مجهولاً ليفتح هاتفه بملل

"كنت أنظر إلي زوجتك المجنونة للتو...يبدو بأن الصغيرة تشعر بالملل"

قهقه بصخب ليستقيم سيهون بجلسته بفزع

"شيئاً مُسلياً حدث للتو"

همس بتلاعب قبل أن يضحك مُغلقاً الهاتف بوجه سيهون فأخفض هاتفه يضعه جانباً محاولاً تنظيم أنفاسه

ابتلع سيهون ريقه بصعوبة و عينيه تنظران إلي الهاتف مُجدداً

وقف من مكانه سريعاً بينما يحمل أغراضه الخاصة مُغادراً المكتب و مُتجاهلاً أي شيئ آخر

سوشيل دخلت حياته و أصبحت جزءاً منها لذا هي بخطر

تنفس بضيق و هو يحاول فتح باب منزله لكن كفه التي ترتجف كانت تُضيع وقته أكثر

"سوشيل"

نادي بصوتٍ حاول جعله طبيعياً و بداخله تمني أن تظهر من اللامكان و تحتضنه كما تفعل دائماً لكنه لم يجد لها أثراً

التلفاز بغرفة المعيشة كان مفتوحاً و الفوضي عارمة بغرفة المعيشة

"سوشيل"

نادي مُجدداً و نبرته اهتزت بينما يجر خطواته نحو الحمام بخوف و علي الرغم من أن الباب كان مفتوحاً إلا أنه تقدم أكثر كي يتأكد أنها ليست بالداخل و هي بالفعل لم تكن كذلك

صوت ندائه لها تردد بأرجاء المنزل لتُصبح وتيرة تنفسه سريعة كما خطواته يركض من مكان إلي آخر باحثاً عنها

المنزل كان صغيراً لكن سيهون استغرق وقتاً بالبحث بأرجائه و لم يترك بُقعة لم ينظر بها حتي وقعت عينيه علي ورقة متواجدة علي طرف السرير فتقدم منها بخطوة واسعة و سحبها بحركة عنيفة ليقرأ ما بها قبل أن يضم قبضته حول الورقة بغضب



To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top