13
Start
Flash back
قبل عامين ...
بارك جونغ مين والد سوشيل كان يجلس بغُرفته يكتب مُذكراته إلي أن قاطعه صوت رنين هاتفه لينظر إلي اسم المُتصل و ابتسم بإتساع ثم خلع نظارته الطبية يضعها جانباً
تحمحم يُنظف حنجرته ثم رفع الهاتف ليفتح مُكالمة الفيديو و حينها ظهرت سوشيل أمامه و بجانبها تشانيول
" سوشيل توقفي عن..."
تشانيول توقف عن الحديث حين سمع قهقهة عمه فتنهد بإحراج و انحني إلي الآخر برأسه
"أعتذر علي الإزعاج عمي، لقد أخبرتها بالفعل أن الوقت متأخر في كوريا الآن لكنها سرقت هاتفي فجأة"
رمق سوشيل بإنزعاج نهاية حديثه لتقلب هي عينيها بعدم اهتمام حتي وقعت عينيها علي والدها و ابتسمت بإتساع
"أبي اشتقت إليك كثيراً"
"و أنا أيضاً اشتقت إليكِ أيتها الشقية "
حرك سبابته علي شاشة الهاتف و كأنه يمسح علي أنفها فكشرت هي ملامحها بينما تُحرك رأسها إلي الجانبين تتفاعل مع والدها
"أنا لست شقية"
"أوه نعم بالطبع لست كذلك أبداً"
تشانيول شخر ساخراً و قلب عينيه فرمقته سوشيل بنظرة حاقدة قبل أن تضرب كتفه
" يااااا، هذا مؤلم"
تشانيول صاح بعدم تصديق و هو يتبادل النظرات بينها و بين كتفه فرفعت الأخري طرف شفتيها بسخرية و تكتفت بينما تنظر إلي والدها
"توقفا عن هذا أيها الطفلين "
جونغ مين هز رأسه بيأس منهما قبل أن يضحك بخفة حين هتفت سوشيل بحماس
" هل مازلت تكتب مُذكراتك لأجلي؟ "
"بجميع التفاصيل كي تشعري و كأنكِ كُنتِ معي بكل لحظة"
قهقهت بسعادة ليبتسم تشانيول و هو يمسح علي رأسها قبل أن يقف من مكانه بينما يسحب الهاتف منها ما جعلها تعبس بشدة
"أنت سيئ"
صرخت به بعبوس و تركت السرير لتركض نحو الحائط فتنهد
" والدكِ لديه عمل بالصباح لذا يجب أن يُغلق الآن "
جونغ مين تحدث محاولاً جعل ابنته تتوقف عن عادتها السيئة تلك لكن تشانيول نظر إليه و هز رأسه إلي الجانبين
"يجب أن أنهي أعمالي كي أتمكن من الحصول علي إجازة لرؤية طفلتي و لكن يبدو أن سوشيل لا ترغب برؤيتي"
لم يُنهي حديثه إلا و قد رآها تلصق وجهها بهاتف تشانيول بأعين مُتسعة بحماس
"هل ستأتي حقاً؟"
أومأ إليها بإبتسامة لتصرخ بحماس و هي تركض نحو سريرها سريعاً
"إذاً هيا أغلق هاتفك و اذهب للنوم "
صاحت من بعيد لتُلقي برأسها فوق السرير مُمثلة النوم فضحك جونغ مين و تشانيول الذي تحرك ليخرج من غُرفتها بهدوء
"هل هي بخير؟"
جونغ مين سأل بقلق ليومئ تشانيول بإبتسامة
" جسدها أصبح بصحة جيدة الآن و..."
"ماذا عن عقلها؟ "
قاطع حديثه بنبرة مُنفعلة قليلاً فتنهد الآخر
"لم تتحسن تماماً لكنها نوعاً ما بدأت تتقبل أنها لم تكن السبب بما حدث، كما أنها لم تنسي وجهي حين غبت عنها لشهر كامل بسبب سفري إلي ألمانيا...لكن أعتقد بأنها مازالت تحتاج بعض الوقت فهي مازالت تمتلك خوفاً تجاه الحمامات و لا تتحمل إذا علمت بأن شخصاً ما قد أمضي وقتاً طويلاً بالداخل "
" هل مازالت تنهار كلما وجدت الباب مُغلقاً من الداخل؟ "
جونغ مين سأل بعبوس ليضم تشانيول شفتيه قبل أن يومئ
" حتي و إن تحسنت حالتها النفسية لا أعتقد بأن خوفها من الحمامات سيتلاشي، علي الأقل سيبقي بداخلها خوفاً تجاهها لكنه لن يبقي بهذا السوء.. لا تقلق عمي، سوشيل تستجيب إلي العلاج بصورة جيدة لذا نحن فقط بحاجة إلي الوقت حتي تعود إلي ما كانت عليه"
"أنا أثق بك لذا اهتم بها رجاءً "
تشانيول همهم إليه قبل أن يُغلق هاتفه و استدار كي يعود إلي غُرفة سوشيل
بينما جونغ مين اقترب من مُذكراته ليُغلق الدفتر ثم ذهب نحو خزانته و وضع الدفتر بين ثيابه مُبتسماً بإتساع
" قريباً سنلتقي، صغيرتي "
تمتم بخفوت ليُغلق الخزانة ثم تراجع بخطواته ليبتسم حين رؤيته زوجته تقف أمام الباب عاقدة ذراعيها إلي صدرها
" صديقك هونغ دونغ ينتظرك بالخارج"
"بهذا الوقت؟"
رفع حاجبيه بتفاجؤ و هو ينظر إلي ساعة الحائط فرفعت الأخري كتفيها بعدم معرفة
جونغ مين خرج من غُرفته حيث يقف صديقه أمام المنزل فابتسم الآخر بإرتباك ليميل جونغ مين برأسه عاقداً حاجبيه
"ما الخطب هونغ دونغ؟ "
تقدم منه و أغلق الباب قليلاً ليبتلع هونغ دونغ ريقه قائلاً
" مين جون كان بالمخزن الآن..."
"و أنت ما الذي تفعله بالمخزن إلي هذا الوقت ؟ يااا هل عدت إلي تدخين تلك الأشياء الغريبة؟"
صاح بعدم تصديق مُقاطعاً صديقه فاتسعت أعين هونغ دونغ و هو يضع كفه سريعاً فوق شفتي الآخر
" هذه ليست المُشكلة الآن، هناك شيئاً يحدث من وراء ظهرك و أعتقد أن مين جون يورطك بذلك"
" يورطني؟ مين جون؟ لم قد يفعل ذلك؟ "
سأل بعدم فهم ليتنهد الآخر
" أنت من تقوم بفحص المُنتجات قبل تسليم الشُحنات إلي السُفن و تقوم بتوقيع الأوراق لكن مين جون يقوم بتسليم البضائع و هناك... "
توقف عن الحديث حين سمع صوت تصفيق من خلفه ليلتفت ببطئ و جونغ مين رفع عينيه ينظر إلي مين جون الذي ظهر من خلفهم
هونغ دونغ اختل توازنه حين التقت عينيه مع أعين الآخر فتقدم منهما مين جون إلي أن وقف بجانب هونغ دونغ الذي سيفقد وعيه بعد قليل
" الأمر أصبح صعباً عليّ مؤخراً لكن هذا الأحمق جعله سهلاً في الواقع"
مين جون قهقه بسخرية و هو يُشير نحو هونغ دونغ الذي أشار علي نفسه ببلاهة
"ما الصعب عليك مين جون؟"
جونغ مين والد سوشيل تكتف يسأل بعدم فهم ليتبادل الرجلين أمامه النظرات قبل أن يُجيب مين جون بإبتسامة
" عملي أصبح صعباً لذا أنا بحاجة إلي مُساعدتك، و لا تقلق ستحصل علي أكثر من ستة أضعاف راتبك الحالي... يُمكن لكلاكما الإنضمام لي و لن تندما علي ذلك "
ختم حديثه بثقة ليبتسم جونغ مين و هز رأسه
"الأعمال التي أحصل بها علي ستة أضعاف راتبي الحالي ليست من الأعمال التي تجذبني... سوف أتعامل مع الأمر و كأنني لم أسمع شيئاً و سأمنحك فرصة لتتوقف عن ما تفعله لأنني لا أريد للشرطة أن تتدخل بيننا "
" الشرطة؟ الشرطة تعمل تحت إمرتي جونغ مين"
قاطعه بسخرية فتراجع جونغ مين بخطواته و أمسك الباب قائلاً بإبتسامة
" شكراً علي عرضك السخي لكنني أرفض ذلك "
"لا يُمكنكما الرفض، أنت أصبحت علي علم بما يحدث لذا عليك المُشاركة أو ستختفي عن وجه الأرض مع عائلتك و لا يوجد اختيار ثالث "
نبرة مين جون التهديدية أرعبت هونغ دونغ لكنها لم تؤثر بـجونغ مين الذي أومأ بإبتسامة
"تُصبحان علي خير "
ثم أغلق الباب بوجه صديقيه ليلتفت مين جون نحو هونغ جونغ فانتفض الآخر
" ماذا عنك؟ "
" ماذا؟ ماذا عني؟ أنا معك.. بالطبع "
ابتسم بتوتر ليومئ مين جون ببرود ثم أعاد نظراته نحو الباب المُغلق
و بينما جونغ مين كان يقف بغرفته أمام الخزانة يُدون ما حدث بمذكراته مُعتقداً أنه شيئاً مُضحكاً و لن يتكرر، كان مين جون يُفكر بطريقة لجذب الآخر إلي عالمه المُظلم
ربما جونغ مين لم يكن له أي اهتمام بما يحدث و غير مُكترث لتلك المشاكل
لكن تم جره هو و عائلته إلي مشاكل لن يرغب بها رجلاً مثله
End flash back
______________
" لقد تألم بسبب تلك الرصاصة، أليس كذلك؟"
أنفاس سيهون اضطربت حين طرحت سوشيل سؤالها... و كأنها كانت تؤنبه علي فعلته
أو ربما عقله صور له ذلك كونه يحمل الذنب
"مـ ماذا تقصدين؟"
همس بتلعثم لتبرز سوشيل شفتيها بعبوس و هي تجلس مقابلة له ثم شابكت أناملها سوياً لتنظر إليها
" كل يوم أراه يحصل علي رصاصة برأسه من شخص سيئ لذا أنا خائفة.."
رفعت عينيها نحو سيهون ببطئ قبل أن تُكمل
"ماذا لو أنه يشعر بالألم كل يوم بسبب تلك الرصاصة؟ "
تنهدت بإرتجاف لترفع كفيها تضعهما علي عينيها ثم شهقت باكية فأخفض سيهون رأسه بحزن... هو سبب ما يحدث لها
" إنه مجرد حلم، هذا لا يُمكن أن يحدث لذا لا تقلقي، والدكِ بخير بالسماء"
همس كاذباً و لم يجرؤ علي رفع عينيه نحوها لكن الأخري لم تتوقف عن البكاء
" أنا خائفة"
همست من بين بكائها و اقتربت منه مُجدداً تحتضن خصره لتدفن وجهها بعنقه فتنهد هو بضيق
"أنا آسف لذلك "
تمتم بعبوس هو الآخر ليميل برأسه نحوها
" هيا لننم "
مسح علي شعرها بلطف ليدفعها عنه ثم وقف و مد كفه نحوها
"ماذا؟"
سألته بعبوس و هي تمسح علي وجنتيها بعشوائية فرفع حاجبيه ساخراً
"ألن تنامي؟"
"ااه"
هتفت بإدراك لتبرز شفتها السُفلي بعبوس ثم رفعت ذراعيها نحوه بدلال
"احملني إلي الداخل"
قلب عينيه ليهز رأسه بسخرية ثم انحني ليحملها بين ذراعيه فتعلقت بعنقه سريعاً
" أنتِ مُدللة للغاية"
نقر أنفها بخاصته بإنزعاج مُصطنع فقهقهت سوشيل بينما تؤرجح قدميها بالهواء
و بسبب ما قالته تركت عقل سيهون مُشتتاً طوال الليل بينما يُراقبها و هي نائمة بحضنه
تشانيول قال أنها تنسي الوجوه لكن ماذا لو تذكرت فجأة بأنه القاتل؟
سوشيل ببعض الأوقات تتصرف كشخصية ناضجة، نظراتها، كلماتها و حتي تحركات جسدها تبدو مُختلفة أحياناً
لذا ماذا سيفعل هو لو أن هذه بداية تحسن حالتها ثم مع الوقت تتذكر ما حدث
هو لن يقتلها؟ و إن كانت تُهدد عمله و حياته فهو لن يقتلها
أولاً لأنه لا يُريد قتل شخصاً بريئاً
ثانياً و الأهم هو أن من يتحدث عنها هنا ليست سوي سوشيل... حبيبته ،زوجته والمرأة التي تعلق بها قلبه بصورة سيئة
_____________
" أعتقد أنني بحاجة إلي طبيب"
روز تمتمت بألم و هي تتقدم من السرير لتجلس علي طرفه مُمسكة بجانبها بألم
حركت رأسها بالأرجاء تنظر إلي الغُرفة الفارغة لتزفر بعبوس
"متي نتخلص من هذا؟"
ارتمت بجسدها إلي الخلف لتُغلق عينيها بحزن
______________
جونغداي رفع كف جيون يُقبّل أطراف أناملها الظاهرة بعدما انتهي من تضميد جرحها فقهقهت هي بخفوت بينما تُراقص أناملها بخجل
"ستكون بخير قريباً"
نبس بهدوء فهمهمت جيون لتميل نحوه حين أحاط كتفيها بذراعه حتي حطت برأسها ضد صدره و أحاطت خصره بذراعيها
" أووه لماذا قلبك صاخب يا تري؟"
هتفت ببراءة مُصطنعه لتُحرك رأسها علي صدره محاولة الإنصات إلي قلبه بصورة أفضل فضحك جونغداي بصخب و دغدغ كتفها بلطف بينما يهمس
"أووه لماذا يا تُري؟"
رفع حاجبيه يُجاريها بالحديث لترفع جيون كتفيها
"ربما بسبب الماء البارد"
أشارت إلي المسبح أسفل قدميهما و رفعت عينيها نحو جونغداي ببراءة فقلب عينيه بسخرية بينما يومئ
"نعم، إنه الماء البارد"
قهقه كليهما ببلاهة لتُغلق جيون عينيها حين أمال جونغداي يُقبّل جبينها
" لا أُصدق أن إجازتي انتهت بهذه السُرعة "
تنهد بإحباط ليستند برأسه فوق خاصة جيون التي تنهدت بالمُقابل
علي الأقل هو حصل علي إجازة بينما هي هرعت إليه دون تفكير و لا تعلم إذا كانت ستستمر بعملها بعد الآن
تنهدت هي الأخري بإحباط و عقلها بدأ يرسم لها حياتها بعد أن تعود غداً إلي حقيقتها
" جونغداي"
همست بخفوت لتتحرك برأسها قليلاً حتي استندت بذقنها علي صدره بينما عينيها تنظران إلي شفتيه
جونغداي همهم و أخفض عينيه نحوها ليُغلقهما بإبتسامة حين ارتفعت جيون واضعة شفتيها علي خاصتيه بقبلة سطحية
"ماذا تفعلين؟"
قهقه بخفة حين بدأت بنقر شفتيه بقُبلات سطحيه لتضحك جيون بالمُقابل ثم اعتدلت بجلستها و أخرجت إحدي قدميها من المسبح لتُحيط بها جسد جونغداي و اقتربت منه أكثر بينما ذراعيها رفعتهما تُحيط بهما عُنقه لتجعله يميل نحوها أكثر
" لقد تبللت.. ثيابي.. بسببك "
همس بإبتسامة مُتسعة بسبب قُبلاتها اللطيفة لتُهمهم إليه جيون بعدم اكتراث وهي تومئ برأسها
جونغداي أحاط خصرها بذراعه و جذبها إليه بحركة سريعة ثم انحني يسحب شفتها السُفلي بين خاصتيه لتشهق جيون بتفاجؤ من فعلته لكنها سرعان ما ابتسمت و بادلته قُبلته بقلب صاخب
جيون أنّت بخفوت حين عض الآخر علي شفتها لتميل برأسها إلي الجانب الآخر غافلة عن كف جونغداي التي تحركت علي طرف ثيابها و ببطئ تسللت إلي أسفل قميصها المنزلي فشهقت بخفوت لتفصل القُبلة حين شعورها بأنامله الباردة تُلامس خصرها
أعينهما الناعسة بتخدر تبادلت النظرات للحظات قبل أن يُعيدا تلاحم شفتيهما سوياً يتبادلان القُبلات بشغف لكن كف جونغداي التي تحركت حول خصرها بجرأة أفاقت جيون من شرودها لتدفعه ببعض القوة
جونغداي حرك عينيه علي وجهها عاقداً حاجبيه بإستغراب بينما هي انسحبت بجسدها مُبتعدة عنه بتحركات عشوائية
"أنـ...أنا آسفة و لكن.."
همست بتلعثم محاولة الوقوف من مكانها فسحب جونغداي قدميه من المسبح ليقف مُقابلاً له
"ما الخطب روز؟"
توقفت عن الحركة بمكانها لتنظر إليه بأعين لامعة ثم ضمت شفتيها بعبوس
"هذا هو الخطب"
تمتمت بصوتٍ غير مفهوم لجونغداي الذي أمال برأسه بعدم فهم و تقدم منها محاولاً لمسها لكنها اندفعت إلي الخلف سريعاً تضع بينهما مسافة واسعة
"أعتقد...أنا.. أقصد.. دعنا لا نفعل هذا.. مُجدداً.."
التقطت أنفاسها بصعوبة و كأنها كانت بسباق لتعود إلي الخلف مرة أخري حين حاول جونغداي الاقتراب منها
"جونغداي أنا.. حقاً آسفة لكن... لنعد كما كنا... تبادل القُبلات يبدو شيئاً غير مُريح بالنسبة لي...اشعر بالغرابة لذا.. أنا حقاً آسفة "
استدارت لتخرج من الشُرفة مُتجهة إلي الغُرفة بينما جونغداي راقبها من الخلف بعدم فهم ثم أخفض عينيه ينظر إلي كفه بإنزعاج
"ما كان يجب أن أفعل ذلك، لقد أخفتها "
زفر بحنق ليضرب جبينه بغضب و التفت هو الآخر ليلحق بها
طرق باب الغُرفة فانتفضت جيون لتنظر إلي الباب بفزع مُتناسية أنها أوصدته بالفعل لكن حين حاول جونغداي فتحه هي تذكرت ذلك لتتنهد بضيق مُقتربة من الباب بحذر
" أعرف أنني تماديت، ربما انجرفت خلف مشاعري و لم أُفكر بما تُريدينه أنتِ لذا أنا حقاً آسف"
جونغداي تحدث بهدوء ليتنهد حين لم يتلقي رداً بينما جيون خلف الباب كانت تكتم شهقاتها بكفها
"أنا حقاً حقاً آسف، أعدك هذا لن يتكرر مُجدداً"
و مرة أخري لم يتلقي رداً فالتفت بأكتاف ترهلت و خطي نحو غُرفة المعيشة ينتظر خروجها
_____________
سوشيل عقدت حاجبيها حين لاحظت شرود سيهون فرفعت كوب الحليب تشرب ما به دُفعة واحده لتتجعد ملامحها بتقزز قبل أن تضع الكوب فوق الطاولة بقوة جذبت انتباه سيهون و جفل بينما ينظر إليها بإستغراب
ابتسمت بوجهه بإتساع حين تلاقت أعينهما فابتسم بخفة و بعثر شعرها ثم وقف من مكانه فلحقته سوشيل بنظراتها
" هل ستذهب إلي العمل؟"
سألته رافعة حاجبيها بتفاجؤ فهمهم إليها بالنفي
"لا، هناك صديق لي بالمشفي و يجب عليّ رؤيته"
أجابها بهدوء و هو يضع عُلب الطعام التي جهزها بالثلاجة ثم استدار إليها قائلاً
" لست واثقاً إذا كنت سأتأخر لذا إذا شعرتي بالجوع تناولي ما قمت بتحضيره... لا تتناولي الراميون أو رقائق البطاطا سوشيل"
أشار إليها بتحذير فقلبت عينيها لتحصل علي ضربة علي جبينها و أمال سيهون نحوها ليهمس بينما يرفع حاجبيه بصرامة
"هذا وقح، لا تفعلي هذا مُجدداً "
تنهدت سوشيل بحنق ثم أومأت إليه قبل أن تبرز كلتا شفتيها إلي الأمام
" ماذا تفعلين؟ "
عقد حاجبيه بإستغراب لترفع سوشيل كتفيها ببساطة
"قُبلة وداع"
" لا تُشاهدي سوي قناة الأطفال"
دفع جبينها بسخرية ليستقيم بجذعه
" سأذهب الآن"
ربت علي رأسها لتعبس بينما هو ابتسم ثم حمل أغراضه كي يُغادر
"سيهوني"
انتحبت بعبوس و هي تلحق به ليضم شفتيه بإبتسامة و لم يلتفت نحوها إلي أن فتح الباب قليلاً فوقفت خلف الباب تمنعه عن فتحه أكثر
" ماذا تفعلين الآن؟"
قهقه دون إرادة منه بعدما فشل في إخفاء إعجابه بتصرفاتها هذه بينما هي نقرت علي شفتيها عدة مرات قبل أن تبرزها إلي الأمام
تنهد بإبتسامة ليميل نحوها يُقبّل شفتيها بسطحية ثم استقام بوقفته
"هذا جيد؟"
همس بتساؤل فهمهمت سوشيل بإبتسامة خجولة ليُقبل شفتيها مُجدداً ثم استند بجبينه ضد خاصتها حيث كانت هي تقف خلف الباب و نصف جسد سيهون علي الجانب الآخر من باب المنزل
"يجب أن أذهب"
نبس و قبّل شفتيها لتضحك سوشيل بخفة ثم رفعت كفيها تحتضن وجنتيه
"لا تتأخر "
أومأ لينقر أنفها بخاصته و كاد يتحدث لولا سماعه لصوت من خلفه
"ما الذي تفعله؟"
عينيه اتسعتا بفزع و التفت سريعاً ينظر إلي ميونغ داي الذي يقف أمامه ببرود بينما يدي سيهون أمسكتا بالباب جيداً محاولاً إخفاء سوشيل حيث كانت هي تقف خلف الباب
"ما الذي أتي بك إلي منزلي؟"
عقد حاجبيه بإنزعاج فرفع ميونغ داي كتفيه بلا مُبالاة و تقدم كي يدفع الباب فرفع سيهون كفه أمامه يمنعه عن ذلك
"لا يُمكنك الدخول"
"لماذا؟"
قهقه ساخراً و تكتف ليتنهد سيهون بصوتٍ عالٍ بينما أعاد كفه إلي خلف الباب نحو سوشيل فأمسكت بكفه سريعاً ليضغط عليه بلطف كي لا تخف
"لديك نساء بالمنزل؟"
سأل بإبتسامة خبيثة و تقدم مُجدداً فدفعه سيهون ببعض القوة التي جعلت من الآخر بحالة ذهول
سيهون ضغط علي يد سوشيل مُجدداً قبل أن يسحب كفه بعيداً عنها ليخرج من هناك و أغلق الباب بينما تتولي كفه الأخري دفع ميونغ داي
"أنت تتصرف بغرابة الآن سيهون "
" و أنت تتصرف بحقارة و دناءة"
الآخر هسهس من بين أسنانه و حين اقتربا من سيارة ميونغ داي سحب ياقته بعنف و دفعه نحو السيارة ليُحاصره ضدها بينما إحدي يديه مازالت تُمسك بياقته
" أخبرني بكل شيئ"
ميونغ داي رمق يد سيهون التي تُمسك بياقته ثم رفع عينيه نحو سيهون ببرود
" لا يوجد شيئ لأُخبرك به"
" بلي يوجد... "
صرخ به بإنفعال ليضم قبضته الموجودة فوق السيارة ثم زفر
"لماذا؟ لم فعلت ذلك بجونغداي؟"
"و ما دخلك أنت؟"
أجابه بإنزعاج ليعقد سيهون حاجبيه
"ما دخلي؟.. ميونغ داي أنت تخون أخيك، إنه توأمك و الذي يُحبك كثيراً و أنت تعرف هذا جيداً.. لم تفعل هذا به؟ "
" لا عُذراً لكنني لم أفعل به شيئاً..."
دفع سيهون بعيداً عنه و استقام بوقفته ليُرتب ثيابه ثم تكتف قائلاً بغضب طفيف
"روز هي من ألقت بنفسها نحوي... "
تنهد ليُقهقه بسخرية
"و بالطبع أخي البطل تزوج بها حين أخبرته بأنها تحمل طفل رجل لا يريده...أنا لم أطلب منها التشبث بذاك الطفل و لم أطلب من توأمي الغبي أن يتخذ دوراً ليس له...هو من وضع نفسه بهذا الموقف لذا لا تُلقي باللوم عليّ "
" أنت وغد سافل "
سيهون هسهس من بين أسنانه ثم لكم الآخر بقوة جعلته يندفع إلي الخلف حتي ارتطم بالسيارة
" كان يجب عليك أن تتوقف بعد أن تزوجا "
صرخ به بغضب و سوشيل التي تقف خلف النافذة تُراقبهما بحذر ابتسمت بخفة حين رأت ملامح زوجها بوضوح
و مُجدداً هي أدركت كم يكون زوجها وسيماً أثناء غضبه
" سأُخبر جونغداي بكل شيئ"
"لا تتدخل في حياتي سيهون"
أمسك ياقة سيهون بإنفعال ليبتسم المقصود بجانبية
" أنت خائف الآن "
" لست كذلك و لا أهتم.. كما قلت هو من وضع نفسه بهذا الموقف"
هسهس ببرود و بالرغم ذلك نظراته الحادة نحو سيهون و قبضته التي تُمسك بياقته أبدت غضبه بوضوح
" أنت تُفسد حياة أخيك و حياة طفلك"
"ألا تعلم أن الجميع قد أُفسدت حياته بالفعل... لكن بسببك أنت "
رفع حاجبيه بسخرية ليعقد سيهون حاجبيه بعدم فهم
" ماذا تقصد؟"
"لا شيئ"
"بل هناك أمراً أنت تعرفه و أنا لا... هذه ليست المرة الأولي التي تتفوه بها بهذا الهراء "
ميونغ داي ابتسم بجانبية ليترك ياقة الآخر ثم أمال ينظر نحو منزل سيهون فاختبأت سوشيل بسرعة حين شعرت بعينيه قريبة للغاية من موقعها
"كان عليك أن تقتلها بتلك الليلة سيهون... لا تعرف أن بتركك لها علي قيد الحياة قد أفسدت حياة الجميع و أنت لست بخارج هذه القائمة"
"لماذا تتحدث عن القتل بهذه البساطة و كأنه أمر عادي؟ هذه ليست مهنتنا حتي"
سيهون زفر بإنزعاج و هو يدفع وجه صديقه يجعله ينظر إليه ليرمقه ميونغ داي بملل
" تتحدث ببراءة و كأنك لم تقتل والدها "
رفع حاجبيه بسخرية ليتنهد سيهون و هو ينظر إليه بهدوء ثم أخفض نظراته عنه
" لقد أتيت لأُخبرك فقط أن ملف القضية قد تم فتحه مُجدداً لأن بارك جينيونغ مازال مُختفياً"
"فعلت ذلك دون التفكير بي، لماذا دفعتني لأذهب كي أقتلها و الآن تقوم بفتح هذه القضية و أنت تعرف..."
سيهون انفعل مُجدداً بحديثه فقاطعه ميونغ داي بينما يُربت علي كتف طويل القامة
" أعرف أنك لم تقتلها، أنت ساذج و لا تعرف ما هي مصلحتك لذا طلبت من الأحمق الآخر أن يجلب لك معلومات حولها فقط كي تجد حجة مُقنعة بأن لا تقتلها لكن أتعلم؟... أنت وضعت نفسك بهذا الموقف، و إذا تم جرّك إلي هذه القضية أو اعترفت تلك المجنونة بأنك حاولت قتلها كما قتلت والدها فأنا لن أُساعدك... لقد أعطيتك النصيحة من قبل و أنت لم تستمع لي "
رفع كتفيه بلا مُبالاة ليدفع سيهون الذي تجمد بمكانه وهو يُفكر بكلمات صديقه
_______________
جيون pov
بإرتجاف مددت كفي أُدير المُفتاح لينقبض قلبي حين سماع صوته يُعلن فتح الباب
لم أعد أتحمل بعد الآن
لا يُمكنني وضع المزيد من الأعذار لنفسي فأنا مُخطئة بحق جونغداي
أنا أنانية و أعترف بذلك
خائفة من ما قد يُصيبه حين يعرف ما نقوم به من خلف ظهره لكنني مازلت أنانية لأن جزءاً بداخلي يخشي أن يكرهني أيضاً
و أنانية لأنني أسمح لنفسي بالإنجراف خلف مشاعري دون مُراعاة لمشاعر جونغداي
سحبت نفساً عميقاً لأفتح الباب مُتجهة نحو الخارج
سأُخبره بكل شيئ و ليحدث ما يحدث
جونغداي يجب أن يعرف
حين رآني أقف بمقدمة غُرفة المعيشة انتفض من مكانه سريعاً ينظر لي بنظرة أنا أعرفها جيداً...
تلك النظرة حين يظن نفسه مُخطئاً
تقدم مني و كان علي وشك الحديث لكنني رفعت كفي بوجهه سريعاً أوقفه عن ذلك ليبتلع ريقه بوضوح
"أنت لست المُخطئ بذلك حسناً؟ لا تعتذر كي لا أصفعك الآن"
صرخت بوجهه بإنفعال دون قصد حتي رأيت حاجبيه المرفوعين بتفاجؤ
أظنني بالغت بردة فعلي لشدة توتري
"جونغداي..."
قلبي علي وشك أن يتوقف
هذا أصعب مما تخيلت يوماً
" أنا...أنا لست..."
أريد نطقها بجدية لكن لساني يأبي ذلك
"ما الخطب روز؟ "
عقد حاجبيه و هو يتقدم مني بتردد لأُدير رأسي بإنزعاج من نفسي
كيف للساني أن يُصبح ثقيلاً فجأة هكذا؟!
"أنا لـ ـست.. هي "
همست بتقطع لأراه يتوقف عن الإقتراب مني
" لستِ من؟"
سأل بحذر لأزفر بإرتجاف ثم ضممت شفتاي بإختناق
"روز"
اسمها قصير لكنه كان ثقيلاً و طويلاً للغاية بهذه اللحظة التي نطقته بها
لم أفهم سبب هدوء جونغداي و نظراته نحوي التي لا تُبدي أي شيء أو حتي تفاجئه
بينما هو كان هادئاً كنت علي عكسه صدري يعلو و يهبط بوتيرة سريعة و أنا ألتقط أنفاسي بصوتٍ عالٍ
و لوهلة وجدت الرؤية تُصبح ضبابية أمامي
ثم لم أعد أري شيئاً... لم أفقد وعيي تماماً لربما فقدت السيطرة علي أعضائي بسبب توتري
End pov
-------
أعين جونغداي اتسعت حين بدأ جسد جيون في التمايل قبل أن يقع فهرع نحوها ليضع كفه أسفل رأسها حين أوشك علي الارتطام بالأرضية
"روز"
همس بتوتر ليعتدل بجلسته بينما يضع رأسها فوق فخذه مُحتضناً وجنتها بلطف و ذراعه الأخري تُحيط جسدها
"روز أفيقي"
جيون أنّت بخفوت حين صفع وجنتها بلطف فتنهد براحة ليحملها بين ذراعيه و اتجه بها إلي الغُرفة يضعها فوق السرير
" حبيبتي"
بلطف قبّل وجنتها بينما يجلس علي رُكبتيه بجانب السرير و يديه تحتضنان كفها
جيون سحبت نفساً ثقيلاً لينقبض قلب جونغداي بقلق
"دعينا نذهب إلي المشفي"
هتف بتوتر و تحرك من مكانه كي يقف فضغطت جيون علي كفه بضعف لتُفرق بين جفونها ببطئ بينما تُحرك رأسها نحوه حتي تلاقت أعينهما فرفع جونغداي كفه الأخري سريعاً يحتضن وجنتها
" آسف...لن.."
جيون أغلقت عينيها تُقاطع إعتذاره بعبوسها الذي أبدي انزعاجها منه فتنهد جونغداي و هو يمسح بإبهامه علي وجنتها بـ رقّة
" لقد أفسدت كل شيء لكن دون قصد صدقيني"
همس ليميل برأسه نحوها حتي استقر بجانبيه فوق الوسادة بجانب وجنتها
" ربما أخفتك و قمت بتشويش أفكارك لكنني لم أقصد فعل ذلك.."
أمال برأسه قليلاً لينظر إليها عن قُرب فتحركت جيون ليكون وجهها مُقابلاً لخاصته
" جونغـ..."
فرقت بين شفتيها محاولة التحدث فهز جونغداي رأسه يمنعها عن ذلك بينما مُقلتيها تحركتا بشرود مع تلك الدمعة التي انزلقت من إحدي عيني جونغداي
" لنبدأ من جديد لن أُمانع ذلك، هذه المرة سأكون حريصاً علي أن لا أُخيفك مُجدداً"
ارتجفت شفتي جيون بعبوس لتعض علي شفتها السُفلي و هي تميل برأسها إلي الجانب الآخر كي لا تري وجه جونغداي و تشعر بالذنب أكثر من ذلك
كلاهما لم يتوقع أن تنتهي هذه الرحلة بهذه الصورة... كانا هادئين للغاية طوال رحلة العودة
تلامس كفيهما بالصُدفة كان يجعل من كلاهما ينتفض و كأنهما لامسا كهرباء أو شيئاً من هذا القبيل
جونغداي كان حذراً للغاية بالتعامل معها، و هي تشعر بالذنب أكثر مُدركة أنها لا تمتلك الجُرأة الكافية لمواجهته بالحقيقة
"سأنزل هنا"
همست بكلماتها الأولي منذ حديثهما بالليلة السابقة و جونغداي دون اعتراض أوقف سيارة الأجرة سامحاً لها بالنزول
وقفت علي جانب الطريق تنظر إلي الأرضية بعبوس حتي غادرت سيارة الأجرة ليضم جونغداي قبضتيه
تنهدت بإرتجاف لتُخرج هاتفها كي تتصل علي روز لكن حين سماع صوت الأخري هي أغلقت الهاتف سريعاً كارهة لسماع صوتها بهذه اللحظة
( كفي اليُسري جُرحت بسبب الألعاب النارية لذا ضمدي كفك و عودي إلي المنزل الآن)
اكتفت بإرسال رسالة للأخري ثم أغلقت الهاتف لتنظر حولها بضياع... و للحظات بدت قوية قبل أن تنهار باكية
______________
سوشيل حركت عينيها بحذر نحو باب غُرفة النوم حيث دخل سيهون منذ فترة و لم يخرج
هو لم يبدو بخير منذ اليوم السابق، تحديداً منذ لقائه بميونغ داي
ميونغ داي الذي أفسد مزاج صديقه و دب الرُعب بقلبه
انتفضت بجذعها حين خرج من الغُرفة فجأة و صفع الباب خلفه بقوة فوقفت من مكانها و لحقت به سريعاً محاولة إمساك ذراعه لكن أعينه الغاضبة كانت تمنعها عن ذلك
"سـ سيهون"
صاحت بتلعثم حين فتح الباب المنزل ليتوقف عن الحركة و هو يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعه فسحبت سوشيل نفساً عميقاً و اقتربت منه بحذر حتي وقفت خلفه تماماً
"ألن تتناول الـ..."
"لا"
قاطعها ببرود و خرج بعدها ليصفع الباب خلفه ما جعل من جسدها ينتفض بفزع تزامناً مع خروج شهقة منها
عبست و هي تنظر إلي الباب بأعين لامعة و بثقل سارت حيث النافذة لتزيح الستائر قليلاً كي تنظر إليه من خلالها حتي صعد إلي سيارته و غادر من هناك غافلة عن تلك الأعين التي تُراقبها من مسافة ليست بالبعيدة
أخرج سيهون هاتفه يجعله مُتصلاً بسيارته ثم اتصل علي رقم جونغداي بينما أنامله تطرق علي المقود بتوتر
"مرحباً سيهون"
أجاب بنبرة مُنكسرة و مُختنقه فعقد سيهون حاجبيه لينظر إلي هاتفه ثم أعاد نظراته إلي الطريق
"هل وصلت؟"
"أنا بطريقي إلي المنزل الآن"
أوقف سيهون السيارة علي جانب الطريق ليسحب الهاتف نحو أذنه قائلاً
" لا تعد إلي المنزل، سوف أرسل إليك موقعاً قابلني هُناك الآن"
تنهد جونغداي ليُمسد جبينه بإرهاق
"الآن؟ أنا مُتعب من السفر"
"لا تتأخر"
سيهون قاطعه بجدية و أغلق الهاتف بوجه الآخر قبل أن يُرسل إليه رسالة بالموقع حيث يُريد لقائه فاعتدل جونغداي بجلسته و هو ينظر إلى الموقع ثم رفع عينيه نحو السائق الذي يجلس أمامه
" أعتذر لكن سنُغير وجهتنا"
_____________
جونغداي خرج من سيارة الأجرة بعدما طلب من السائق انتظاره ثم تقدم من بوابة المشفي حيث كان الموقع الذي أرسله إليه سيهون، و سرعان ما لمح الآخر يقف مع رجال الأمن أمام الباب المؤدي إلي داخل المبني فتقدم منه بخطوات واسعة ليلتفت سيهون إليه حين لاحظ نظرات رجال الأمن
" اااه هذا المُحقق كيم جونغداي"
رجال الأمن و الذين وصل عددهم إلي ثلاثة نظروا نحو جونغداي و انحنوا إليه بإحترام فأشار سيهون نحو جونغداي بأن يلحق به بينما اثنين من رجال الأمن كانا خلفهما
" ما الذي يحدث هنا؟"
جونغداي بعدم فهم همس و هو يميل نحو سيهون بينما كلاهما كان يتوجه إلي المصعد ليصعد خلفهما رجلي الأمن
" شخص ما حاول قتل جون.. "
سيهون تحدث بجدية فاتسعت أعين جونغداي بصدمة و تحرك ليقف أمام سيهون
"جون من قسم التحقيقات فلماذا..."
"ليس نفس القاتل "
بعدم فهم عقد جونغداي حاجبيه ليضم سيهون شفتيه للحظات قبل أن يُبرر
" نحن ببداية الشهر لذا ليس نفس القاتل، هناك أمر مُريب يحدث..."
"مهلاً سيهون"
جونغداي قاطعه بتشوش و تزامن ذلك مع فتح باب المصعد فتحرك سيهون كي يخرج و جونغداي لحق به سريعاً
" ذاك القاتل ليس مُرتبطاً بتاريخ مُحدد.. ليس لأنه ارتكب جريمتين بالتاريخ ذاته أي أنه لن يقتل بغيرهما "
" و كوريا ليست آمنة من القاتلين حتي نظن أن قاتل واحد هو من يقوم بهذه الجرائم هذا إلي جانب أنه لم يتصل بي لإستفزازي و لم يتخلص نهائياً من جون، لقد غادر قبل أن يتأكد من موته و هذه ليست عادته "
بحدة سيهون شرح الأمر ليتوقفا بخارج غرفة العناية ينظران إلي جون من خلال النافذة الخاصة بالغرفة
" كيف وجدتموه؟ "
جونغداي همس بصدمة و هو ينظر إلي جسد الآخر، كان مُغلفاً بالضمادات فتنهد سيهون لينظر إليه بجانبيه
" تم إلقائه من نافذة منزله و لحسن حظه كان يوجد ناقلة أثاث مفتوحة لذا وقع فوق الأرائك المتواجدة بها لكن رأسه أُصيب بشدة، ربما أكثر من جسده... مازال بغيبوبة و لا نعلم هل الضربة أثّرت علي ذاكرته أم لا"
تنهد كلاهما بضيق ليعبس جونغداي و هو ينظر إلي صديقه من خلف النافذة بينما سيهون استدار لينظر إليه مُتكتفاً
" أنا و أنت فقط من نعلم بأن الشخص الذي بالداخل ليس جون "
أعين جونغداي اتسعت لينظر إلي الآخر و حين أوشك علي الصراخ بصدمة أوقفه سيهون بوضع كفه فوق فمه و اقترب منه ليُهسهس
"القائد بنفسه لا يعرف ذلك، أنا لن أنتظر أن يحميه شخص آخر ثم يصلني خبر وفاته لاحقاً... لن أقع بنفس الفخ مُجدداً "
" ماذا تقصد؟ "
بعدم فهم عقد حاجبيه ليبتلع سيهون ريقه
"أقصد أنني يجب أن أتعامل مع جميع من بالمكتب كأعداء لكن أنت الشخص الوحيد الذي لا يُمكنني أن لا أثق به "
" لماذا أنا؟ لماذا ليس ميونغ داي؟ "
حرك رأسه مُضيّقاً عينيه بتشوش
" لا يُمكنني الثقة به، لا يُمكنني الثقة بشخص..."
زم شفتيه يلتقط أنفاسه قبل أن يُكمل حديثه المُنفعل
" لا يُمكنني الثقة بشخص كان يُريدني أن أقتل زوجتي "
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top