11

Start

"هل لي أن أفهم كيف يهربوا أمام عينيك؟"

سيهون أنصت إلي توبيخ قائده و هو ينظر بشرود إلي المكتب أمامه

منظر أولئك الأطفال لم يختفي من أمام عينيه لو للحظة

صورة سوشيل الباكية مرت من أمام عينيه حينها

لا يعلم لماذا جعلته يتجمد بمكانه و كأنه يراها مُقيّدة أمامه ثم الخوف بدأ يتصاعد إلي قلبه تدريجياً إلي أن سيطر عليه

سيهون ليس مُستعداً لأن يفقد سوشيل التي أصبحت جُزءاً هاماً من حياته

جلس خلف مكتبه ينظر إلي اللامكان

عقله غائب عن الوعي تماماً و لا يستطيع رؤية شيئ أمامه سوي ذاك المشهد

جميعهم أطفال لم يتعدوا العاشرة و هو واثق أن أضعاف ذاك العدد كانوا بالسُفن التي هربت منه

صرخ بغضب ليدفع كل ما أمامه علي المكتب فتزامن ذلك مع دخول جون الذي رمش عدة مرات قبل أن يبتلع ريقه بسبب نظرات سيهون التي حملت الكثير من الحدة، الغضب و الحزن

"ماذا تُريد؟"

ابتلع الآخر ريقه و تلفت حوله قبل أن يدخل المكتب ثم أغلق الباب خلفه ليتقدم من سيهون حتي جلس أمامه

"هُـ هناك شيئاً أردت..."

توقف عن الحديث حين فُتح الباب فجأة بواسطة ميونغ داي فالتفت سيهون ينظر إليه بإستغراب

"لم الجميع يدخل مكتبي دون إذن اليوم؟ "

نبرته أبدت إنزعاجه من هذه التصرفات ليعقد حاجبيه حين لاحظ نظرات حادة تتبادل بين هذين الرجلين أمامه ليتسائل

"هل تُطاردان بعضكما؟ "

" لنتحدث لاحقاً"

جون انسحب من المكتب بهدوء لتتحرك معه أعين ميونغ داي حتي خرج الآخر من هناك فأغلق الباب و تقدم ليجلس أمام سيهون

" ماذا يحدث هنا؟"

"سمعت أنك انهرت بعد ما حدث.. أنت بخير الآن؟"

ميونغ داي سأله بإهتمام يتجاهل سؤال سيهون، و الآخر الذي لاحظ ذلك همهم بالنفي يُجاري ميونغ داي فإذا لم يرغب صديقه بالحديث فهو ليس لديه لقوة للنقاش معه

"لا أعتقد ذلك، هذا أكثر المشاهد التي رأيتها طوال عملي سوءاً "

"هكذا هو عملنا أوه سيهون، هكذا هو عملنا"

ميونغ داي همس بإقتناع ليُخرج علبة سجائره و أشعل واحدة تحت نظرات سيهون العابسة

أهو درامي للغاية أم أن صديقه هو عديم المشاعر؟!

_____________

جون عاد بخطواته إلي الدور حيث يقع مكتبه فرأي هيرين تقف هناك مع زميله الذي يجلس معه بنفس المكتب ليضم قبضتيه بغضب في حين استقامت هي بظهرها سريعاً و اقتربت من مكتبه

"غادري مكتبي حالاً"

هسهس بحدة حين أرادت أن تتحدث فزمت شفتيها بعبوس ليقف زميله بتوتر و انسحب من هناك لتجلس هيرين

"لا تلوثي مكتبي بوجودك هنا"

صرخ بها بإنفعال بينما يضرب بيده علي الطاولة بقوة جعلت من جسدها ينتفض بفزع و استقامت سريعاً تلغي فكرة جلوسها

" جون أنا.. "

" لقد فكرت بكل غباء أن أمنحكِ فُرصة"

قاطعها بقهقهة ساخرة فابتلعت ريقها لتخفض رأسها بخجل

" كُنت مُعجباً بكِ هيرين.. "

ضمت قبضتيها ليبتسم هو بإنكسار

" لكن ليس بعد الآن...و من الأفضل أن تتركي بيننا مسافة لأنني بالكاد أُسيطر علي نفسي"

"ما رأيته أنت كان... "

" ما رأيته أنا لا أهتم ماذا كان أو كيف حدث، و ما سمعته ليس بسيناريو دراما تقومين بأدائها أنتِ و ميونغ داي، و أنا مشاعري ليست لعبة أو أنني ساذج كي أصدق أي من تبريراتك لذا غادري مكتبي الآن و لا تجعليني أري وجهكِ مُجدداً "

ضرب علي المكتب بنهاية حديثه فانتفضت هيرين بشهقة مفزوعة و التفتت سريعاً لتخرج من مكتبه فدخل زميله يتسائل بإستغراب

" ما الذي يحدث بينكما؟ "

جون رمقه بنظرة حادة أخرسته ثم ارتمي علي مقعده واضعاً رأسه بين كفيه يُفكر في حل لتلك الكارثة

______________

جيون جلست أمام المسبح بينما قدميها تركتهما بداخل مياهه الباردة و التي اعتادت عليها مع مرور الوقت

عقلها كان شارداً بما سيحدث بالمُستقبل

و الآن هي حتي بعد تركها للمنزل اضطرت للقيام بدور روز

هل ستظل هكذا إلي الأبد؟!

جفلت حين شعرت بشيئ دافئ يلمس وجنتها ثم تنهدت براحة حين كان ذلك كوب من الكاكاو الساخن قد صنعه جونغداي لكلاهما

"شكراً لك"

همست بإبتسامة لتُمسك بالكوب ترتشف منه القليل ثم احتضنته بكلتا كفيها و هي تُعيد أنظارها إلي مياه المسبح

"هذا بارد"

جونغداي قهقه بصوتٍ مُرتجف و هو ينضم إليها يجعل من قدميه تتدليان بداخل المياه الباردة فضحكت جيون بخفة ثم رفعت الكوب مُجدداً تشرب منه

" ستعتاد عليه بعد قليل"

همست بخفوت و أمالت برأسها تنظر إليه بأعين لامعة

تنهيدة مُرهقة غادرت ثُغرها حين رأت جونغداي يبتسم للكوب خاصته حتي تحمحم هو بخجل يهمس

"نظراتك هذه تُربكني"

"و أنت تُربك قلبي بهذه الإبتسامة"

جونغداي جفل ليلتفت إليها ببطئ حتي تلاقت نظراتهما فاتسعت ابتسامة جيون و هي تري كيف ارتبكت نظراته أكثر ليشيح بنظراته بعيداً عنها

" جونغداي"

همهم يُحرك عينيه بالأرجاء كي لا تلتقي مع خاصتيها مُجدداً لتميل جيون برأسها فوق كتفه هامسة بخفوت

" تحدث عن نفسك"

عقد حاجبيه بإستغراب و أخفض نظراته نحوها ليبتلع ريقه...قلبه كان صاخباً بذلك الوقت و جسده بالكاد يُسيطر عليه كي لا يقوم بفعل قد يندم عليه لاحقاً

جونغداي امتلك رغبة بإحتضان زوجته بقوة الآن لكنه لم يكن ليجرؤ علي التصرف بتهور

هو كان واثقاً أنه إذا فعل ذلك فسيقوم بتقبيلها خاصة و أن ما حدث باليوم السابق عاد يتردد إلي عقله لذا أراد وضع حدود لنفسه كي لا تنفر منه

"أنتِ تعرفين كل شيئ تقريباً"

همس يُخمن ذلك كونهما كانا صديقين مُقربين لأعوام قبل أن يتزوجا

" ربما... لكنني مازلت أرغب بسماع صوتك لذا أخبرني بكل شيئ حتي و إن كنت علي علم به"

همست بخفوت لتخفض عينيها حيث كفها الفارغ ثم حركت عينيها نحو يديه اللتان تحتضنان كوبه

بتردد مدت يدها نحو كفيه لينظر جونغداي إلي ما تفعله و حين فهم ما تُريده هو أمسك الكوب بيد واحدة ليتركها تُشابك أناملهما سوياً

جونغداي ابتسم بخفة حين تنهدت جيون بإبتسامة بينما تنظر إلي يديهما المُتشابكتين ليهمس

" اسمي كيم جونغداي..."

"يااا أنا أعرف ذلك، ليس هذا ما أقصده بالطبع"

قهقهت بصخب ليضحك هو الآخر بإحراج ثم تنهد بصوتٍ عالٍ قبل أن يُصدر صوتاً يدل علي التفكير

"تعرفين أنني لم أرغب بالإلتحاق بالشُرطة، أليس كذلك؟"

جيون رفعت حاجبيها بتفاجؤ كونها لم تكن تعرف بذلك ليُهمهم جونغداي

" لكنني لاحقاً أحببت الأمر، في الواقع ليس كثيراً... أنا أحب تسهيل الأمور و التهور بعملي... أنا أرتكب الكثير من الأخطاء بداخل غُرفة التحقيقات لكن بالرغم من ذلك أنا ناجح "

" أنت تتباهي بذلك الآن"

قهقهت ساخرة ليومئ بضحكة بسيطة

"أنا أفعل"

تنهد ليميل برأسه قليلاً ينظر إليها بتردد قبل أن يترك قُبلة فوق رأسها فضغطت جيون علي كفه بتلقائية ليبتسم بخفة

" كنت تحت تأثير دراما شاهدتها و اتخذت قراري بأنني سأكون مثل البطل، يا إلهي كان عليّ أن أُصبح مُمثلاً بدلاً من ذلك"

انتحب نهاية حديثه لتضحك جيون بصوتٍ مكتوم

"أنت أبله جونغداي"

نبست من بين قهقهاتها الخافتة ليضحك هو بصخب مُدركاً لذلك

"شُكراً زوجتي العزيزة علي هذا الإطراء"

" لكنك لطيف و هذا الأهم "

همست لترفع عينيها نحوه فابتسم هو بينما يُهمهم

" و أنتِ لطيفة للغاية"

"أنا لا أُخبرك بهذا كي تردها لي"

همست بينما تُعيد ذراعها إلي الخلف كي تترك الكوب جانباً ثم أخفضت نظراتها حيث يدها هي و جونغداي المُتشابكتين لتضع يدها الأخري كذلك فوق كفه تُربت عليه بلطف

"أتعرف كيف تبدو بنظري جونغداي؟"

"ملاك؟"

همس بتساؤل فأومأت هي برأسها بينما تُصدر ضحكة قصيرة

" أنت ملاك دافئ "

ابتسم ليضغط علي أناملها بخفة هامساً

"هل يُمكننا البقاء هنا إلي الأبد؟"

جيون همهمت لترفع عينيها نحوه حتي تلاقت مع خاصتيه

"أيُمكننا ذلك؟ "

أخفض عينيه ينظر نحو شفتيها للحظات قبل أن يشيح بنظراته جانباً

"لا... لكنني أتمني ذلك"

همس بخفوت فرفعت جيون أحد كفيها لتحتضن به وجنته بينما تُدير وجهه نحوها تجعله ينظر إليها مُجدداً

جونغداي شعر بحالة قلبه تسوء أكثر... هذا كان مؤلماً لكن لم يكن مكروهاً بالنسبة إليه

نظرات جيون نحوه جعلت من معدته تنكمش بقوة فأطلق زفيراً خافتاً و لم يرغب بقطع نظراته معها

هو لم يكن واثقاً من ما تفعله، أهي تشعر بالمثل أم لا؟ لكن جونغداي كان مُعجباً بتلك اللمعة بعينيها غير مُدرك بأن حالتها كانت أسوأ منه بمراحل

جيون ضغطت بكفها علي وجهه بخفة كي يُخفضه نحوها و جونغداي بطواعية تحرك معها حتي تلامست شفتيهما لتُغلق جيون عينيها ببطئ ثم جونغداي فعل المثل

قُبلة رطبة رقيقه وضعتها جيون علي شفة جونغداي السُفلي قبل أن تنتقل إلي العُليا بينما تشعر به يُبادلها بهدوء مُبالغ

قُبلتهما الرقيقة جعلت من رغبة البكاء تتسرب إلي جيون

هي تشعر بالغيرة و لا يُمكنها السيطرة علي هذا الشعور

أكانت روز من ستحظي بهذا النعيم لو أنها لم تأتي؟!

حركت كفها من وجنته إلي خلف رأسه تدفعه نحوها بتملك دون أن تعي تصرفاتها بينما الآخر ابتسم يُجاريها بتلك القُبلة التي أصبحت أكثر حرارة عن السابق

جونغداي تأوه بخفة و هو يبتعد عنها يفصل تلك القُبلة بينما ينظر إلي قدميه فأخفضت جيون عينيها بتشوش تنظر إلي حيث ينظر هو

"لقد أوقعت الكوب بالمسبح"

همس بإحراج لترمش جيون عدة مرات بعدم استيعاب حتي فهمت ما يقول فوضعت يدها علي فخذه سريعاً بينما تحاول رؤية ما يظهر من قدمه

"هل تأذيت؟"

"لا، كانت دافئة لكنني تفاجئت فقط"

أجابها بقهقهة خافته ليلتفت نحوها فابتلعت جيون ريقها بخجل بينما هو ابتسم حين لاحظ تورد وجنتيها

"حين قُلت أنكِ لطيفة لم أكن أردها لكِ بل قصدت ذلك بالفعل"

همس بخفوت لتعض جيون علي شفتها السُفلي بخجل

جونغداي رفع كلتا كفيه يحتضن وجنتي الأخري ثم اقترب منها ليضع قُبلة طويلة فوق جبينها قبل أن يحتضنها هامساً

" الآن، أُفكر بجدية في البقاء هنا معكِ و إلي الأبد "

_____________

" نعم، لقد فهمت ذلك... حسناً، إلي اللقاء"

سيهون أغلق الإتصال بتنهيدة مُرهقة بعد يوم عمل طويل... أو هل هما يومين؟

بالليلة السابقة سيهون لم يتمكن من العودة إلي المنزل بسبب عمله و للتو هو انتهي... ليس واثقاً حتي إذا كان يملك القوة للخروج مع سوشيل مساءً

فتح الباب كي يدخل ليُقابله صوت التلفاز العالي بغرفة المعيشه

"سوشيل"

صاح بإسمها و هو يتلفت حوله برأسه بينما يُغلق الباب فهو لم يلمحها بغرفة المعيشة لكن بعد لحظات رآها ترفع رأسها لتظهر فوق الأريكة لذا هو أدرك أنها كانت نائمة هناك

التفتت تنظر نحوه بأعين ناعسة ثم تدريجياً عينيها اتسعتا لتركض نحوه

جسد سيهون ارتد إلي الخلف حين ألقت سوشيل بجسدها بين أحضانه لتشهق باكية فعقد حاجبيه بقلق بينما يُربت علي رأسها من الخلف

"هل حدث شيئاً بغيابي؟"

أومأت برأسها بعنف ضد صدره و ذراعيها أحاطا خصره بقوة

"كـ كنت خائفة... ظننتك تركتني.. أنت... أنت تركتني وحدي"

أجابته من بين شهقاتها ليتنهد بضيق ثم أحاطها بذراعيه و أخفض رأسه يخفيه بعُنقها هامساً

"أنا حقاً آسف، كان لدي عمل و لم أتمكن من العودة سوي الآن"

"أكره عملك"

غمغمت بحقد ليومئ بعُنقها موافقاً إياها

" أنا أيضاً أكرهه "

ابتعد عنها قليلاً يتكئ بجبينه فوق خاصتها بينما ذراعيه احتضنتا وجنتيها بلطف

"كنت خائفاً أكثر منكِ"

"حقاً؟"

سألته بعبوس ليومئ بخفة ثم أخفض رأسه قليلاً ليترك قُبلة فوق عينها اليُمني و من ثم اليُسري قبل أن يُعيد جبينه ضد خاصتها

" هل تخشي الظلام كما أفعل أنا؟"

همست بنبرة طفولية ليبتسم سيهون بينما يرمش بعينيه ببطئ حتي أغلقهما بتعب

" بل أخشي بُعدكِ عني و فُقدانكِ"

سوشيل رفعت حاجبيها بتفاجؤ مما قاله بينما وجهها تسربت إليه الحرارة و هي تشعر بدقات قلبها الغير مُنتظمة

أغلقت عينيها بقوة تدّعي عدم سماعها لما قال و اقتربت منه أكثر تدفن وجهها بعنقه

" أريد أن أنام، عيني تحرقني.. لقد بكيت كثيراً بسببك "

همست بصوتٍ مُختنق لتشعر بذراعي سيهون تُحيطان بجسدها من جديد

"أنا حقاً آسف"

ابتعد عنها قليلاً ليمسح علي وجهها الأحمر بلطف و لم يلحظ حتي أنها تحاول عدم النظر إليه بينما هو أمسك بيدها حين انتهي ليجذبها خلفه إلي غُرفة النوم

" سوف أستحم سريعاً و لن اتأخر لذا رجاءً لا تدخلي الحمام و انتظريني هنا"

أخبرها بذلك بينما يُخرج ثياباً لنفسه، و سوشيل خلفه كانت تجلس علي طرف السرير تعبث بيديها سوياً بشرود قبل أن تهمس بصوتٍ جدي كان غريباً بالنسبة إلي سيهون

"لماذا لا توصده من الداخل؟"

سيهون عقد حاجبيه لتلك النبرة لكنه تجاهل ذلك بعد لحظات و أكمل ما كان يفعله قبل أن يلتفت إليها قائلاً بحذر

" الشتاء مليئ بحوادث الموت التي تحدث بالحمام لذا أنا اعتدت ترك الباب مفتوحاً كوني أعيش وحدي ثم قمت بإغلاقه حين أتيتي أنتِ لكن مازلت أخشي أن أوصده، في الواقع أنا أخاف "

سيهون لاحظ ارتجاف جسد سوشيل حين ذكر أمر الموت ليُكمل حديثه ثم اقترب منها لينحني إلي مستواها

رفع ذقنها بأنامله لتنظر إليه فرأي عينيها تلمعان اثر الدموع العالقة بهما

" لا تقلقي، إذا تأخرت اطرقي الباب و أنا سوف أُجيبك إذا لم أفعل فلتدخلي حينها،حسناً؟ "

ضمت شفتيها بعبوس لتومئ إليه فترك قُبلة علي جبينها قبل أن يلتفت مُتجهاً إلي الحمام

سوشيل أخفضت وجهها لتخفيه خلف كفيها ثم لحظات حتي بدأت شهقات خافتة تتسرب منها

هي تكره أنها تُحب هذا الشعور

تكره أنها تشعر بالحاجة إلي سيهون بجانبها

تكره حقيقة أنها تكّن له المشاعر و التي ليست بمجرد إعجاب أبداً... هذه المشاعر اللطيفة كانت تخنقها بالفعل

سيهون انتهي من حمامه سريعاً و هو ينظر إلي الباب بإهتمام خشية أن تطرقه سوشيل و هو لا يسمعه لكن طوال فترة تواجده بالداخل هي لم تقترب من هناك

و بعد وقت قصير خرج من الحمام يرتدي ثيابه علي جسده المُبلل كونه لم يمتلك الطاقة بالإنتظار حتي يُجففه جيداً

سوشيل كانت نائمة و تُخفي جسدها أسفل الغطاء بعبوس واضح فابتسم سيهون و هو يقترب ليزيح الغطاء قليلاً كي يتمدد بجانبها

وضع كفه أسفل رأسه بتنهيدة خافته لينظر إليها بإهتمام

عينيها حمراوتين و رموشها مُبتلة لذا هو أدرك أنها بكت قبل أن تنم

"آسف"

همس بخفوت ليرفع كفه و يمسح به علي وجنتها بلطف ففرقت سوشيل بين جفونها ببطئ حتي التقت عينيها مع خاصتيه

ابتسامته اتسعت لكن هي عبوسها أصبح أكثر وضوحاً ليعقد حاجبيه

كلاهما اكتفي بتبادل النظرات، سيهون لم يتحدث بالرغم من رغبته لمعرفة ما يحدث بداخل عقلها الآن و ما يجعلها حزينة لكنه كان مُرهقاً و علي مشارف النوم لذا التفريق بين شفتيه بتلك اللحظة و إخراج صوته كان أمراً صعباً

و سوشيل لم ترغب بالحديث أبداً

تبادل النظرات لم يكن مُريحاً بالنسبة إليها فأعين سيهون حتي و هي ناعسة كانت تجعلها مُضطربة و تجعلها تعيش مشاعر لطيفة هي لا ترغب بها و لا تُريحها

سوشيل أغلقت عينيها أولاً تُنهي هذا التواصل فأخفض سيهون يده يُمررها علي طول ذراعها حتي اقترب من خصرها ليحتضنه ثم جذبها نحوه و هي بإستسلام اقتربت منه لتدفن وجهها بعُنقه مُتشبثة بثيابه من جهة صدره بقوة

_______________

"جون، ألن تأتي معنا؟"

جون همهم بالرفض بينما يتحدث مع صديقه علي الهاتف

معظم المتواجدين بالمكتب سيجتمعون سوياً بالملهي للإحتفال بليلة رأس السنه لكن هو لم يكن بالمزاج أبداً لفعل ذلك خاصة و أنه واثق من ذهاب هيرين و التي لا يرغب برؤية وجهها

"مهلاً... هل أوه سيهون سيكون متواجداً؟"

سأل بإهتمام ليتلقي النفي من صديقه

" هذه المرة هو اعتذر، أعتقد أنه يرغب في قضاء الوقت بالراحة فجميع من ذهبوا إلي مُهمة الميناء ليسوا بخير، أتعلم أن جوهون نُقل إلي المشفي بعد المُهمة و..."

جون أنصت إلي ثرثرة صديقه بعدم اهتمام و انتظر حتي يُنهي الآخر حديثه ليُغلق المُكالمة ثم التفت ينظر حوله بضياع

" جونغداي "

تمتم بإنزعاج كونه لم يرغب بإفساد رحلة الآخر لكن بعد كل شيئ هو لم يجد غيره

" مرحباً جون "

سمع هُتاف صديقه الصاخب علي الجانب الآخر ليبتلع ريقه

جونغداي سيُصدقه!

"جـ جونغداي هناك شيئ.. هناك شيئ أريد إخبارك به"

جونغداي عقد حاجبيه بإستغراب ليترك قميصه جانباً ثم تقدم ليجلس على طرف السرير يُهمهم يحثه علي التحدث

"البارحة.. لقد سمعت هيرين تتحدث علي الهاتف مع شخص ما.."

"و؟"

أمال برأسه بتساؤل حين التزم الآخر الصمت فضم جون شفتيه للحظات قبل أن يُكمل

" شعرت بوجود شيئ خاطئ بما كانت تقوله، شيء مثل ملفات و قضية"

"هذا عملنا الطبيعي"

جونغداي قاطعه بإستنكار ليُهمهم الآخر

" لكن دس الأدلة المُفبركة بداخل ملفات القضايا ليس عملنا "

"ماذا تقصد؟"

عقد حاجبيه بعدم فهم

" لم أستطع كبت فضولي لذا تبعتها حتي رأيتها تُقابل ميونغ داي.. اسمع.. أعرف أنك لن تُصدقني لكن أقسم أن هذا ما حدث "

جون انفعل بحديثه بالنهاية خشية أن لا يُصدقه الآخر و بالمقابل جونغداي انفعل هو الآخر يصرخ به

" أيها الأحمق أكمل حديثك إلي النهاية لا تُثير قلقي أكثر "

" سيقومان بفتح قضية قديمة تتعلق بعصابة تايلند السوداء "

جونغداي عقد حاجبيه مُجدداً قبل أن يسأل

" قضية بارك جونغ مين الخاصة بشركة الشحن؟"

"هل تعرف بذلك؟"

جون همس بقلق لينفي جونغداي برأسه

"لقد سأل عن المسؤول عن التحقيق بالقضية و أنا أخبرته بأنها هيرين لذا أعتقد أنها القضية التي تقصدها لكن لم أفهم ما المُشكلة بذلك؟ "

" المُشكلة هي أنهما يُريدان إلقاء تُهمة علي ابنة السيد بارك و ابنه المفقود بأنهما متواطئين مع والدهما "

جونغداي استقام سريعاً من مكانه

أوشك علي السؤال عن التفاصيل لكن المُكالمة انتهت

أعاد الإتصال مراراً و تكراراً بـ جون لكن هاتف الآخر كان مُغلقاً

جون وقف ينظر ببرود للرجل المُقابل له

ميونغ داي رفع سلاحه بوجهه و جون لم يكن مُهتماً أبداً لهذا.. هو لا يخشاه

" غبي للغاية لأن تُفكر بأنني سأتركك بهذه السهولة"

المقصود لم يُبدي ردة فعلٍ سوي أنه تراجع بضعة خطوات بحذر يترك مسافة بينهما

" لن تستخدم السلاح... إنه الخاص بالعمل لذا إيجاد القاتل سيكون سهلاً"

رفع كتفيه بلا مُبالاة ليضحك ميونغ داي بسخرية قائلاً

"قوي المُلاحظة "

جون وجد نفسه فجأة مُقيداً بمجموعة من الرجال الذين ظهروا من حيث اللامكان

اقتحموا المكان كما فعل ميونغ داي لكن لم يحظي معهم بمحادثة قصيرة كما حدث مع الآخر

جسده الضخم لم يُفيده كونهم كانوا بأضعاف حجمه و لم يكن واحداً أو اثنين فقط

اقتربوا به من النافذة تحت محاولاته الفاشلة في التحرر منهم و لم يتركوه سوي بعد أن ألقوا به من هناك

ميونغ داي أعاد مسدسه إلي مكانه و ابتسم ينفض الغُبار الوهمي عن كتفه بينما يهمس ببرود

"ساذج للغاية"

______________

جيون انتهت من ارتداء ثيابها لتحمل المعطف ثم خرجت من الغُرفة باحثة عن جونغداي فوجدته يقف أمام المسبح بينما يسير يميناً و يساراً محاولاً الإتصال بشخص ما

تقدمت منه بحذر حتي وقفت قريباً منه لكنه لم ينتبه لها

"يااا سيهون لماذا لم تُجب منذ البداية"

"كنت نائماً"

أتاه صوت الآخر مُرهقاً و يحمل آثار النوم فتنهد

" هل زوجتك بخير؟"

سيهون عقد حاجبيه لينظر إلي سوشيل النائمة بجانبه و استقام بجذعه بينما يُهمهم

"بخير، لم تسأل عنها فجأة؟"

جونغداي مسد جبينه بتوتر بينما يهز رأسه

" لا أعلم...جون كان يتحدث معي بشيئ يخص أبناء بارك جونغ مين لكنه أغلق الهاتف فجأة و لم أتمكن من التواصل معه مُجدداً"

"شيئ مثل ماذا؟"

سيهون انسحب من الغُرفة يتسائل بقلق بينما يتلفت خلفه كي يتأكد من أن سوشيل لن تسمعه

" هو قال بأن القضية سيتم فتحها مُجدداً، أعتقد أن ميونغ داي يُريد الوصول إلي أبناء بارك... سيهون يجب أن تُخبرهم بالحقيقة، زوجتك ليست بكامل قواها العقلية، هي حتي بدأت العلاج قبل أن ينضم والدها لتلك العصابة و لم..."

"جونغداي لا تُخبر أحداً، لا يجب أن يعرف أي أحد بأن سوشيل علي قيد الحياة "

سيهون قاطعه بهسهسة حادة ليرفع الآخر حاجبيه بتفاجؤ

" لكن زوجتك... "

" لا تقلق، أنا سأحاول التصرف بهذا الشأن، لكن كُن أميناً علي هذا السر و لا تُخبر أحداً بشأن سوشيل "

جونغداي تنهد بإستسلام قبل أن يُهمهم موافقاً ثم أغلق الهاتف ليُحرك رأسه بحركة دائرية بإنزعاج

"هل يوجد خطب ما؟"

جيون سألته بهدوء فالتفت ينظر إليها قليلاً ثم ابتسم بخفة و هو يقترب منها

" نعم يوجد "

" ما الأمر ؟ "

سألته بقلق ليُمسك بكفها ثم قبّله بلطف هامساً

"أمتلك زوجة جميلة و هذا يجعلني قلقاً من أن يسرقها مني الآخرين"

"دبق"

جيون قهقهت بخجل لتضرب صدره و هي تبتعد عنه فأغلق باب الحديقة و هو يلحق بها نحو باب المنزل

"واثقة أنكِ لا ترغبين بالذهاب إلي مطعم راقي أو شيئاً من هذا القبيل؟"

"لا، لنتجول بالأرجاء سيكون أفضل "

" أعرف مكاناً رائعاً للإحتفال "

"و هذا سيكون أفضل بالنسبة لي"

ابتسمت بإتساع و جونغداي شابك كفيهما سوياً بينما يسيران مُبتعدين عن المنزل

سيهون أغلق الهاتف و ألقاه علي الأريكة خلفه بغضب قبل أن يتكئ بمؤخرته علي مسندها

هو لا يفهم حتي ما الذي سيستفيده ميونغ داي من إعادة فتح تلك القضية

كان شارداً بما قاله جونغداي و لم يلحظ تلك الأعين التي تنظر إليه بهدوء منذ أن استمعت إلي ما قاله

"سيهون"

همست بجدية ليرفع رأسه نحوها سريعاً

"استيقظتي؟"

ابتسم بإتساع و أشار لها بالإقتراب منه فـ فعلت حتي وقفت أمامه

"اغتسلي و ارتدي ثيابكِ سريعاً كي نخرج"

نبس ليُمسك بيدها بين كفيه فرمقت كفيهما بهدوء هامسة

" لماذا لا تُريد أن يعرف الآخرين أنني علي قيد الحياة؟ هل تخجل مني؟ هذا لأنني مجنونة، أليس كذلك؟"

عقد حاجبيه بعدم فهم إلي أن أدرك أنها سمعت مُكالمته فاستقام و هو ينظر إليها بإنزعاج

" لقد أخبرتكِ كثيراً أنكِ بخطر و لذا لا أريد أن يعرف أحد بأنكِ علي قيد الحياة، و هذه المرة الأخيرة التي أسمعك بها تتحدثين بشأن الجنون و هذه التُرهات، هل تفهمين؟ "

دون قصد منه انفعل نهاية حديثه فانتفضت بفزع بينما هو تركها و اتجه إلي الغُرفة لتلحق به بعبوس

" إذا كان غبياً ما أخبركِ أنكِ مجنونة فلا يجب أن تُصدقيه بل يجب أن تُصدقيني أنا فأنا من يعرفك هنا و ليس أولئك الحمقي الذين لا يعرفون شيئاً "

صاح بها مُجدداً و التفت ينظر إليها، كانت عابسة و علي وشك البُكاء لكنه لم ينوي الإعتذار منها لأنه المُحق هنا

"إذاً أخبرني بشيئ جيد أُصدقه "

همست بينما تبرز شفتيها لينظر إليها سيهون بحاجبين معقودين

" ماذا؟ "

" قُل شيئاً جيداً مثل أنني جميلة و هكذا أمور"

أشارت إليه بينما تشرح الأمر لينظر إليها سيهون قليلاً ثم قهقه بعدم تصديق

"سوشيل"

"هيا، أخبرني"

رفعت حاجبيها تحثه علي ذلك فقهقه و هو ينظر حوله بإحراج ثم فكر... لماذا هو ضعيف هكذا أمامها ونسي غضبه بلحظة؟! أوه نعم هو واقع بالحب

"حسناً، أنتِ جميلة "

لوّح بيده بلا مُبالاة مُزيفة لتضع سوشيل كفيها أمام شفتيها تضحك بخجل

سيهون حاول عدم الالتفات إليها لكن صوت قهقهاتها جذب أنظاره فالتفت يرمقها بنظرة جانبيه حتي ابتسم رغم محاولاته الفاشلة بعدم فعل ذلك

"جميلة و فاتنة"

همس بإبتسامة مُحبة و قهقهات سوشيل تعالت مُجدداً فضحك هو بخفة بينما يتقدم منها

"هل يُعجبكِ ذلك؟"

أومأت بعنف ليضحك بينما يُبعثر شعرها

"لطيفة"

____________

"أين كُنت إلي الآن؟"

ميونغ داي توقف عن التقدم حين خرجت روز من الظلام تنظر إليه بأعين لامعة لينظر إليها قليلاً قبل أن يتجه إلي الغُرفة الواسعة بالداخل حيث كان كلاهما يمكث بفندق ما بعيداً عن المنزل و عن أعين الآخرين

"ميونغ داي أنا أتحدث معك، لا تتجاهلني"

صرخت به بإنفعال قبل أن ترتجف اثر بكائها الصامت فزفر هو بحنق و بإبتسامة مُصطنعة التفت لينظر إليها

"ما بكِ حبيبتي؟ هل حدث شيئ بغيابي؟"

ارتجفت نظراتها حين تقدم منها يُحيط خصرها بذراعيه ليُقبّل شفتيها بسطحية

" لم يكن لديك عملاً اليوم و لكنك اختفيت و للتو عُدت، ألن نحتفل سوياً؟"

برزت شفتها بعبوس ليضحك هو بخفة ثم ابتعد قليلاً و هو ينظر إليها من الأعلي إلي الأسفل

" فستان جديد؟ يبدو جميلاً"

و غضبها تبدد يحل محله ابتسامة خجولة كونه لاحظ ذلك لتُخفض عينيها عنه

" العشاق جميعهم يخرجون اليوم لذا كنت أبحث عن مكان راقٍ و مثالي يليق بكِ جميلتي"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ من مزاجه الجيد لترمش بضعة مرات حين ترك قُبلة علي وجنتها قبل أن يبتعد عنها و هو يخلع ثيابه قائلاً

"انتظريني حتي أُبدّل ثيابي ثم سنذهب بعدها"

___________

جونغداي تلفت حوله مُعجباً بهذه الأجواء و بجانبه جيون كانت مُعجبة أكثر بما تراه هي

بالنسبة إليها وجه جونغداي أفضل منظر قد تراه عينيها و صوت الأمواج ما كان يُضيف لهذه اللوحة جواً أكثر شاعرية برأي جيون

كلاهما كانا يسيران بجانب بعضهما بجانب الشاطئ و بسبب الهواء كان بإمكانهما الشعور بقطرات مياه تطير نحوهما خاصة حين تقترب الأمواج من نهاية الشاطئ حيث كلاهما

جونغداي اصطحبها إلي منطقة حيث يحتفل الغُرباء مع بعضهم دون قيود و يُفجرون الألعاب النارية فوق المياه ليبدو المنظر ساحراً أكثر

لكنه وجد أنه سيكون أفضل لو شاهدا من بعيد كونه لن يكون مُعجباً إذا اقترب أحدهم من زوجته فأكثر المتواجدين بذلك الحفل الصغير ثملين و لا يبدون آسيوين... ربما هو شعر بالغيرة

كفه ارتطم بخاصة جيون التي تُجاوره ليستفيق من شروده و أخفض عينيه ينظر إلي كفها ثم ابتسم قبل أن يمد يده نحوه يُشابك أناملهما سوياً

جيون أخفضت عينيها بتفاجؤ تنظر إلي ما يفعله حتي جذبها نحوه لتلتصق به بينما يضع كفيهما بداخل جيب معطفه

"هذا.. دافئ"

جيون همست بخفوت تبتسم بخجل و هي تشعر بوجنتيها تتوردان ليضحك جونغداي بخفة حين لاحظ ذلك

" هل أبدو كزوج قاسٍ و أنا أجعل المرة الأولي لنا سوياً بأن نكون وحدنا في مثل هذا الجو السيئ؟"

همس يتسائل بإبتسامة لتنظر إليه جيون بقهقهة خافته

"يبدو و كأنك ترغب بالتحدث فقط، رأس السنة دائماً ما يكون يوماً بارداً و الطقس سيئاً جونغداي"

قلبت عينيها لتهز رأسها إلي الجانبين فضحك هو بصخب

" حسناً أعترف، لكن ربما أنا أريد سماعك تمتدحينني... هذا يُسعدني في الواقع"

رفعت عينيها نحوه ليهز حاجبيه بإبتسامة جعلت من ابتسامتها تتسع ثم تنهدت بخفوت

" أنا أحب الشتاء، الجو البارد هو المُفضل لي حين تكون معي ..."

توقفت عن السير ليتوقف هو الآخر فجذبته جيون كي يقف أمامها بينما هي تقترب منه أكثر

"لأنه إذا كنت معي لن أشعر بالبرودة لأنك دافئ للغاية"

رفعت كفها الأخري تعبث بمعطفه بخجل فوضع أنامله أسفل ذقنها يجعلها تنظر إليه

" أنتِ..."

همس ليقترب منها أكثر فابتلعت ريقها بينما تُهمهم بخفوت

"تُحبينني؟"

رمق شفتيها بنظرة سريعة قبل أن تعود عينيهما للإلتقاء سوياً

جيون أرادت الصراخ بوجهه بأنها تفعل

أرادت الصراخ بأعلي صوت كي يسمعها العالم أجمع
ترغب بإخبار الجميع كم هي عاشقة لهذا الرجل و بكل تفاصيله لكنها لا تستطيع

لأنها ليست جيون بهذه اللحظة ..

جونغداي همهم بتساؤل يحثها علي الحديث فزمت شفتيها و هي تضغط بأناملها علي معطفه أكثر ثم جذبته نحوها بينما ترتفع بجسدها قليلاً لتدفن وجهها بعنقه

هو شعر بحرارة وجهها رغم برودة الجو فتنهد ليُحيطها بذراعه بينما ذراعه الأخري بداخل جيبه ضغط بها علي أناملها بلطف و هو يشعر بوخزات طفيفة بقلبه

____________

" إذا لم تنزلي الآن فسوف نُغادر إلي المنزل و تشربين الحليب"

سيهون هسهس بنفاذ صبر كون الأخري كانت تلتصق بمقعدها و تتشبث بحزام الأمان رافضة النزول

لكن بعد تهديده بدأت تفك عُقدة يديها حول الحزام ثم تدريجياً هي انسحبت خارج السيارة ليُغلق سيهون الباب و اتكأ بيده علي هيكل السيارة بجانب رأسها بينما يتسائل بإنزعاج

" هل يُمكنني فهم سبب هذا التصرف السخيف؟ لقد خرجتِ كما تُريدين فما خطبك الآن؟"

رفعت عينيها نحوه بعبوس ليتنهد مُعترفاً بداخله مُجدداً أنه ضعيف أمام هذه النظرات

سوشيل بشفاه ترتجف حركت عينيها جانباً كي تنظر خلفه فالتفت لينظر حيث تفعل

لم يكن هناك شيئاً سوي باب المطعم المفتوح و العاملين يستقبلون الزبائن... كانوا ثنائيات ،رجال ببذلات رسمية و نساء بفساتين مُختلفة و راقية

" هل تكرهين التجمعات؟ "

سألها بحذر و هو يُعيد نظراته نحوها فضمت سوشيل شفتيها بشهقة مكتومه هامسه

"تبدون جميلات كما بفيلم سندريلا"

همهم بعدم فهم فالتفتت سوشيل كي تفتح باب السيارة مُجدداً قائلة بصوتٍ مُختنق

"لنعد إلي المنزل"

سيهون وضع يده سريعاً علي الباب يمنعها عن ذلك و حاجبيه قد التقيا بإستغراب من تصرفاتها إلا أنه أدرك ذلك سريعاً حين لاحظ ما ترتديه سوشيل

" هل هذا لأنكِ لا ترتدين فُستاناً مثلهن؟"

و بحذر مُجدداً هو تسائل فانخفضت يد سوشيل بعيداً عن المقبض و التفتت إليه ببطئ بينما تنظر إلي الأرض بعبوس ثم أومأت إليه

" هكذا تبدو النساء بالموعد حين يخرجون مع أزواجهم بالتلفاز..."

أشارت خلفه بعبوس ثم أشارت إلي نفسها قائلة بإنفعال

" لكنني أبدو كأخيك الأصغر بهذه الثياب الصبيانية"

شهقت باكية و فزع سيهون لذلك

"مهلاً سوشيل... سوشيل انظري إلي"

همس بينما يحتضن وجنتيها محاولاً جعلها تنظر إليه لكنها لم تكن تُنصت إليه و ما تفعله هو البكاء فقط

لكن سيهون لم يُفكر بأمر الفساتين مُطلقاً فأثناء بحثه علي ثياب تُناسبها هو أراد إيجاد شيئ يمتلك قلنسوة كبيرة تُخفي وجهها جيداً دون الحاجة لقناع يخنقها كما بالمرة السابقه

" أنتِ تبدين جميلة و لا تحتاجين إلي فستان كي تظهري ذلك صدقيني"

سيهون شعر بالغباء لما يقوله لكن هو فقط كان يتفوه بما قد يجعلها تهدأ و ظن أنه نجح حين انخفض صوت بكائها تدريجياً و هي تنظر إليه بعبوس

"لكنني أردت أن أكون زوجة جميلة و أنت تتفاجأ حين رؤيتي بالفستان الأحمر ثم..."

قاطعتها قهقهة سيهون الصاخبة لتضم شفتيها بخجل بينما تخفض رأسها

"أنا في الواقع أتفاجأ بكل لحظة لستِ بحاجة للفستان الأحمر سوشيل"

أخبرها من بين ضحكاته فرمقته بنظرة مُنزعجة و هي تمسح دموعها بعشوائية

" هيا أعدني إلي المنزل "

ضربت يده بإنزعاج كي يُبعدها عن الباب فابتسم سيهون بحب يجعلها تتوقف عن ذلك دون وعي

" تفاجأت من قبل حين رأيتكِ نائمة بعمق، ثم أتفاجئ حين تقومين بإحتضاني فجأة، أنا أتفاجأ طوال الليل بينما أنتِ نائمة بين أحضاني، و في الواقع أنا أكون بحالة ذهول و أوشك علي فقدان وعيي حين تقومين بتقبيلي فجأة..."

همس بخفوت يصنع تواصلاً مع عينيها إلي أن لاحظ ارتجاف نظراتها فاتسعت ابتسامته و هو يرفع أنامله نحو وجنتها يُمررها عليها بلطف

" المرة الأولى التي تفاجأت بها كانت حين رأيتك للمرة الأولي... نظرة عينيكِ كانت جذابة و تسحبني نحوها دون إدراك "

حين تذكر ذلك اليوم هو ابتسم، عينيه بدأتا تتحولان إلي هلالين صغيرين يجعل من نبضات قلب سوشيل غير متزنة لتُفرق بين شفتيها تلتقط أنفاسها بثُقل

"منذ الوهلة الأولي و أنتِ لا تفعلين شيئاً سوي مُفاجأتي و جعل قلبي يخفق سوشيل "

تنهد بهيام ليميل نحوها مُغمضاً عينيه

"ألم تقل أنك لا تمتلك أموالاً كافية؟ لماذا أتينا إلي هنا؟"

ضغط علي جفونه بقوة ليتنهد بنفاذ صبر قبل أن يفتحهما لينظر إلي الغبية أمامه التي أفسدت الأجواء بسؤالها هذا ثم استقام بوقفته قائلاً بهدوء

" لقد أردتِ موعداً كما بالتلفاز الذي سيُفسد حياتي بلا شك لذا ها نحن هنا "

أمسك بياقتها يجرّها خلفه نحو الداخل غير مُكترث لتلك النظرات التي يتلقاها من الآخرين

بجدية هو يمتلك زوجة مُزعجة

"أوه سيهون"

أخبر النادل الذي انحني إليه بينما يُشير إليه بالدخول يوجهه حيث طاولتهما بالدور العلوي

كانت بمكان غير واضح للآخرين حيث توجد قطعة خشبية طويلة يعلوها زجاج يمتد إلي السقف تفصل بين كل طاولة و أخري

سيهون جلس يُعطي ظهره للحائط كي يتمكن من مُراقبة المكان بينما جعل سوشيل تجلس مُقابلة له خلف ذاك اللوح كي لا يري أحداً وجهها

بينما بالأسفل و أمام ذاك المطعم خرجت روز من سيارة ميونغ داي ليخرج هو الآخر ثم اقترب منها ليعقد ذراعيهما سوياً قبل أن يتوجها إلي الباب

"كيم ميونغ داي"



To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top