9
هي استيقظت بألمٍ في الرأس، جِفنَيهَا كَانا يرفضَانْ الإرتفَاع وكأنهمَا أُثقلَا بصخرةٍ مَا وهيَّ كانتْ خائفة مِن فتحهمَا، مع ذلك؛ هيَّ فتحتْ عينيهَا ببُطئ، خائفة ممَا قد ترَى.
الحائط كَان الشيء الأول الذِي قَابل عينيهَا.
كانت ممدة علَى سرير مَا، آلة تُصدر طنينًا مُزعجًا ورائحة مُقززة كالدوَاء، رائحة المشفَى التي تكرههَا كثيرًا.
هيَّ حاولت تحرِيك عينيهَا، وكَان رد فعل جسدهَا هُو ألمٌ حاد فِي الرأس فأغلقت عينيها سريعًا ثُم فتحتهم مجددًا، هي حاولت الإعتدَال ولاحظت وجود بعض الخدُوش علَى وجههَا، ضمادَات مُنتشرة بذراعيهَا ولَم يختلف الحَال بقدميها.
چونجكوك كَان يجلس أمامهَا، يُراقبهَا بنظراتٍ تائهة تسكُن عينيه، ذاَت النظرة التِي كانت تعتلي وجهه حين فقدت وعيها.
"هل أنتِ بخير الأن؟" هُو سأل بصوتٍ خفيض.
هي حدقتْ به بإرتياب،أهو هُنا حقًا أم أنْ هذَا من وحي خيَالها؟
"خَالتكْ وعمك هُنا، سوف يأتيان قريبًا" هو همس بلا سبب.
هي ظلَّت صامتة حتَى تكلمت بعد وهلة.
"ا..انا سمعتُك تخبرنِي أنكْ عُدت من غيبوبة بعد ثلاثة أسابيع"
بدَى صوتهَا مُتحشرجًا بينمَا تتذكر مَا حدث قبل فقدانها لوعيها، لا يُمكن أن يكون من وحي خيالها، كَان يبدو حقيقيًا، كُل لحظة معهُ كَانت تبدو وكأنهَا حقيقية، وجوده بدى وكأنه حقيقيًا.
هو رمش عدة مرات ينظر لهَا، لَمْ يظُن أنهَا ستفهم بهذه السرعة، تكورت قبضتيه، هذا كان صعبًا للشرح.
"حِين كُنت فِي الغيبوبة بعد محاولة انتحاري، لَقَدْ استيقظت، ولكننِي مِت لاحقًا"
"مُنذ ثلاثة سنوات توفيت في حادث حَافلة، توفى سبعة عشر راكبًا بالإضافة إلَى عابر طريق، كُنت انا عابر الطريق"
وكأن الكلمات ترفُض الخروج منْ فمهَا، هي لَمْ تستطع الصراخ ب 'انا لا أُصدقك' أو 'توقف عن المزاح' حتَى لو أرادت، لأنهَا بطريقة ما داخلها علمت أنهُ يقُول الحقيقة.
"كَان حادثًا مأساويًا، وحزن الناس لأيام، شمُوع، ذكريَات، وأتذكر زيارتك مع النَاس الأخرين مِن ضمنهم والداي" هو أكمل.
"انا أتذكر لأننِي الوحيد الذِي تُرك في هذا المكَان،انا الوحيد الذِي كان عليه البقاء بعد الحادِث"
دمُوع صامتة غادرت عينيها دُون أن تلاحظ بينمَا تستمع لهُ يخبرها بكُل شيء بينمَا ينظر لقبضتيه، كَان يبدُو حقيقيًا للغاية، ولكنهُ لَم يكُن..
أسمه، أكان مألوفًا طوال هذَا الوقتْ لأنهُ كان مكتوبًا بكل مكان بالصحُف وأخبار التلفاز حِين كَانو يعرضُون أسمَاء ضحايا الحادث؟ لطالمَا لمحت أسمه حِين كانت ترى اسم والدتهَا.
"لماذا؟" هيَّ سألت بصوتٍ مُرتعش.
"لأنهُ في حالتِي لَمْ يكُن حادثًا.." هو قال يُغلق قبضتهُ بقوة كبيرة حتَى تحولت مفاصلهُ للأبيض.
"لقد حَاولت الإنتحار مجددًا"
قَبَل أن تسأل هو أكمل "كُنت محبطًا للغاية من نفسي، لقد حاولت ولَكنْ لَم تُفلح محاولاتي بتغيير شيء، لَم أستطع الرجوع إلَى سابق عهدي" أهتز جسده وهي علمتْ أنهُ كان يبكِي.
"كل شيء تغير، الجميع أصبح يعاملنِي بطريقة جيدة بعد رجُوعي من الغيبوبة ولكنْ بدَى الأمر وكأنهُ كذبة، لَمْ أندم علَى محاولة انتحاري بل ندمت علَى عدم موتي!"
كيف أستطاع؟ هي أرادت الصراخ باكية، كَيف أستطاع أن يحاول الإنتحاول مجددًا!
"لَمْ أستطع التعايش مجددًا، كَان هذا صعبًا للغاية، المَوت بدَى وكأنهُ أسهل من المرور بذَات اللعنة كُل يوم وتحديق النَاس بِي، أتظنين أننِي لَمْ أستطع الشعُور بهذا؟" ظهر الغضب بصوته.
هَطَلتْ الدمُوع من عينيه وكان هُناك صراع بداخل سُوچِين لتمحيهم عن وجهه ولكنهَا ولَمْ تفعل ونظرتْ بعيدًا تُعاود البُكاء."اذًا لما تندم علَى انتحارك الأن؟"
"لأننِي اذا لَم أمُت، رُبما كنت أستطيع تغيير شيء مَا إن حاولت أكثر، الموت لَمْ يغير شيئًا، بكَى والداي، وبكَى أخي، ولكنْ كُل شيء عاد لطبيعته بوقتٍ قريب" هو كان يرتعد ولكنْ كَان يبدُو أكثر هدوئًا من قبل "بينما كُنت انا الوحيد الذي خسر فرصته"
"كُنت بالسابعة عشر حينها، لو كنت حيًا لكنتُ بالواحد والعشرين الأن، المتنمرين، وزملائي في الصف هم سيذهبون للجامعة الأن، ظننتُ أنني الوحيد الذي كان يعاني اكتائبًا ولكنْ لَم أكُن" هو مسح خديه مجددًا حين عادت دمُوعه للنزول "العالم لا يتمحور حَولي"
"البقاء عالقًا هُنا لم يغير شيئًا، لَقَدْ مضى الجميع قُدُمًا، حتَى كُل من توفِي بالحادثة ذهبو بعيدًا" هو نظر لعينيه المُمتلئة بالدموع "من ضمنهم والدتك"
"لقد علقت، ليس لأنهُ كان انتحارًا؛ بل لأننِي ندمتْ، ظننتُ أننِي لم أندم ولكن بأعماقي لقد فعلت، أُشاهد الجميع يمضي ويحظَى بحياته بينمَا قد توقف وقتي هُنا، أتمنى لو أستطيع العودة مجددًا، رُبمًا هذا هُو ثمن خطيئتِي"
"اذًا..." عاودت الدمُوع النزول من عينيها ولكنها تمكنت من الحديث "اذًا لما قُلت أنكْ ستذهب بعيدًا اليوم؟"
هو سحب شفاهه الجافة أسفل أسنانه ونظر للأسفل "لَم أكُن واثقًا في البداية، ظننتُ أننِي سأعلق هنا للأبد، ولكننِي قابلتُ أخرين مثلِي ولقد أخبرونِي أنهُ لمدة ثلاث سنوات فقط"
"بعد أيَام الحدَاد، المُخطئين أمثالي الذِي يعلقُون هُنا يتم إعطائهم ثلاث سنوات ليدفعوا ثمن أخطائهم، إن استطاعو التخلص من ندمهم وأن يمضو بعيدًا عن أخطائهم سينتقلون للحياة الأُخرى" هو تنفس يُظهر ابتسامة خفيفة "علَى الأقل، هذا ما أخبروني به"
هي حاولت تجاهل ابتسامتهُ الحزينة بينمَا تستطيع الشعُور بكَيف يُؤلمه هذا كُل تلك المدة "وماذا لو لم..يتخلصوا من ندمهم؟"
"يصبحُونًا سرابًا أو أشباحًا أو ما شابه، يعلقون للأبد إلى حين يتوقف الوقف أو يمُوت العالم، ينسون هويتاهم وما هُم ولكن لا ينسُون ندمهم وأخطائهم لذا هذا ما يحصل لهم"
"هذا ما سيحصل..لك؟" أصبح صوتهَا منكسرًا.
"لا أعلم، انهاأخر أيامي هُنا وكُنت مستعدًا لها حتَى قابلتك"
"علمت أنكِ تملكين ذات الرغبة، ولم أكن بتلك القوة لأخرجك منها، كان الأمر يحدث وكنت أراكِ طوال الليل هُناك تستعدين للموت" ملأ صوتهُ العميق المكَان وهيَّ استطاعت الشعُور بكُل كلمة.
"كما قلتُ كان هذا مكاني المفضل، وكنتُ أراكِ دائمًا هُناك، كُنت دائمًا أمامك تعلمين.." هُو ابتسم "ولكنكِ لم تستطيعي رؤيتي أبدًا كالناس الأخرين"
"اذًا..كيف؟"
"لا علمت..، علمتُ أن التحدث إليكِ سيكون بلا فائدة وأنتِ لا تستطيعين سماعي ولكنْ لم أستطع الجلوس ومشاهدة القطار يقترب منكِ لذَا استجمعت كامل ارادتِي وتحدثتُ إليكِ"
"ولقد رأيتيني، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات نظر أحدهم بعيني، لا أعلم كيف حدث الأمر، ولكنْ أدركتُ أنهَا رُبمَا فرصة أعطتهَا الحياة لكِ، لقد خسرتُ جميع فرصي ولكنِي لم أُردكِ أنْ تخسري خاصتك أيضًا"
"لذا بقيت معك، أردت أن أريكِ الفرص التي تملكينهَا لتعيشي، عن طريق سماع أمنياتك، لَم أكن من حققهَا لكِ، كنتُ فقط استمع ولقد تفاجئتُ بدوري، ولكن بعدها لاحظت." هو توقف مجددًا.
"كانتْ هذه فرصتِي أيضًا، أعطتنِي الحياة فُرصة رُغم أننِي لستُ حيًا"
"أثنَاء إمضائي للوقت معكِ، وأمنيتك بالموت تلاشت شيئًا فشيئًا، تواصلت معكِ خالتك، لم يكُن عليكِ التفكير بالموت مرة أُخرَى، هذا كان اليوم الوحيد الذي نسيت به ندمِي، بإمضاء الوقت برفقتك"
"بعد ثلاث سنوات تلك كانت المرة الأولى التِي شعرتُ بهَا أننِي حيٌ مُجددًا"
هيَّ بكت بصمت تستمع للقصة كَاملة وبعد لحظَات هي شعرت بيده تلمس خاصتهَا فأمسكتها بقوة.
"يدكِ دافئة" هُو قال يشعُر بالحرارة خلال جسدهَا علَى عكسهَا فهي لم تشعر بأي حرارة.
"لا تحاولي الموت مرة أُخرَى سوچين"
تلك كانت المرة الأولى التِي نادَاها بهَا بإسمهَا."الحياة مليئة بالفُرص، عليكِ فقط أن تجديهَم"
أشتدت قبضتهُ علَى يدهَا "وأن تتمسكِ بهم هكذَا"
"تبدو كرجل عجوز" ضحكة شقت بكائهَا.
"انا كذلك! أشعر كرجل عجوز بقى هنا لثلاث سنوات لا يفعل شيئًا" هو ضحك حتَى ظهرت اسنانه "أيمكنكِ التخيل؟"
هي أومأت برأسها تضحك ثُم سمعت صوت البَاب يُفتح.
خَالتهَا، عمهَا، برفقة طبيب "لقد استيقظت!" صاحت خالتهَا تركُض إليها باكية، بدت مُتعبة وأكبر مما تتذكرهَا سوچين "كُل شيء بخير الأن" هي عانقت سوچِين بين ذراعيها.
استدعَى الطبيب مُمرضة ما وبوهلة أصبح المكان مُزدحمًا، كانت عمتهَا تُخبرها بأشياء وأن والدهَا أصطدم برأسها ثم استعاد وعيه في مركز الشُرطة، وانها ندمت لترك سوچين مع ذلك الوحش ولكن أيٌ من هذا لم يهم سوچين.
كانت عينيها تبحث عنهُ فقط.
وهو قد ذهب.
عندمَا لاحظت أنهُ لن يعود مجددًا هي بدأت بالبُكاء وظن الجميع أنهَا تحظَى بصدمة عصبية.
غادرت الشرطة ليبدأو التحقيق بعد مدة، طلب الطبيب بعد المهدئات لها لأنها كانت تفقد صوابها.
ولكنها لم تكُن، هي كَانت تبكِي للمرة الأخيرة مُنذ أن فكرت بالحياة مجددًا، هي كانت تبكِي لأجله.
____________________________________
البارت القادم هو الخاتمة•́ ‿ ,•̀
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top