04: رجلُ الكهف.
«وها نحنُ ذا في سنة ألفان وخمسة عشر» أنهى أرتورو حديثه لأتوميس الذي يعقد حاجباه ويخفِض رأسه، لا يزال يستوعب كلامه حتى بعد أن أخبره به وأنها الحقيقة.
رفع رأسه حين سمع شهقات فتاة، كانت ماريسا التي تبكي بحضن سياتا حين استيقظت وأوّل شيء رأته هو الجثث أمامهم.
أزعجه شهيقها وبكاءها لهذا وقف وذهب نحوها، هو بالفعل منزعج ولا يريد إزعاج آخر من طفلة صغيرة تبكي على جثث.
احضتنتها سياتا حين رأته يقترب منهم. «أخبريها أن تصمت وإلا قتلتها فورًا!» هدد لكن صوتها قد ازداد لعدم قدرتها على التنفس لهذا بدأت تشهق بقوّة، قلب عيناه وسحبها من ملابسها لتقف، أمسكها من شعرها وأدار وجهها له.
«نونيا» همس بخفة حين نظر لها ولانت ملامح وجهه، عقد حاجباه حين غطت وجهها بيدها دلالة على خوفها منه، شعر بقلبه ينقبض وتركها وأدار ظهره لها. «نونيا لا تخاف مني، هذه ليست نونيا» همس لنفسه وشعر بالحزن حين تذكّرها.
أعاد نظره للتي تبكي بهدوء، أخرج حشراته وأطلقها على الجثث كي تأكلها كلها ولا يبقى لها أثر، حتى الدماء على الرمال قد أكلته، ولم يبقى سوى الآلة الغريبة التي تمشي في وسط الصحراء.
«الموتُ الذي سأتذكّره» همس بخيبة أمل لذكراها وهزَّ رأسه كي ينساها.
هدأ صوت بكاءها وجلست باستقامة. «هل أنتِ بخير؟» سألها أرتورو لتومئ بهدوء: «أجل، فقط لا أستطيع التنفس بشكل جيد» قالت. «لنعد للفندق، لا يمكننا البقاء هنا حتى لا يجده أحد» اقترحت سياتا ليومئ لها الجميع.
«ما هو الفندق؟» سأل أتوميس بعصبية ليحمحم أرتورو ويجيبه: «هو مكان تستطيع الإقامة به إذا دفعت المال» برر ليفكّر أتوميس. «لن أذهب معكم».
«إذا بقيت هنا سوف يجدك العلماء والباحثين وسوف يجروا عليك تجارب كثيرة ربّما تقتلك، خصيصًا لو بقيت بهذه الملابس» فسّر أرتورو، أخبره بهذا لأن هذا ما سيحدث وأيضًا لأنه خائفٌ منه لكن لا يعلم لمَ، فقط هناك هالة حوله مخيفة، وأنه يطلق على نفسه ملك الموت زاد خوفه، وبما أنهم السبب بإطلاقه يجب أن يتحملوا مسؤوليته.
«ما بال ملابسي يا عديم الفائدة؟» سأل بينما يتقدم منه ليرجع الآخر للخلف بخوف: «لا شيء، هي جميلة لكن سوف يسرقونها منك إذا رأوها» قال بتلعثم ليصغّر الفرعون عيناه ويبتعد عنه. «حسنٌ، سآتي معكم».
مشوا للسيارة التي أتوا منها، جلس جميعهم من دون تفكير بالخلف وأرتورو جلس بالمكان بجانب السائق. «لمَ جلست هنا؟ بالتأكيد العجوز من آلاف السنين لن يقود بنا!» قال رومانو ليقعد أرتو حاجباه بتفكير: «لا أعلم، أنا فقط دون وعي أو تفكير جلستُ هنا» قال وخرج من السّيارة وكان أتوميس يقف بالخارج ينظر لهم.
«أنا لن أدخل هذه الآلة الغريبة» قال ليتنهد أرتورو بداخله، خائفًا لو تنهد بوضوح سوف يلعنه أتوميس. «هذه سيارة، وهي آلة تمشي بنا وتأخذنا للوجهة التي نريدها بوقت أقل ودون مجهود منا، هيّا يجب أن نصل للفندق قبل شروق الشّمس» فسّر أرتورو ليبقى أتوميس واقفًا مكانه.
فتح باب السّائق لينتفض أتوميس من صوتها، دخل أرتورو مكان السّائق وبقي ينتظره حتى دخلها وجلس مكانه، بقي هكذا ثلاثون ثانية حتى انحنى أرتورو لمقعد أتوميس، أغلق باب السّيارة ووضع حزام الأمان له.
عاد لمكانه وأشعل المحرك وبدأ يتحرك بينما ينظر أتوميس حوله بدهشة لهذه الآلة الغريبة، يفكّر أنه لو كان لديه هذه الآلة في وقته كان سوف يستخدمها لدهس الناس كطريقة جديدة للقتل، وسوف يجعلهم يطيرون حين يصدمهم بها مثل ما حدث معه.
وصلوا الفندق وأخذ أرتورو أتوميس لغرفته، بدأ يشرح له كيف يستخدم المرحاض وكيف يستحم، وبما أن أتوميس ذكي كان يفهم ويحفظ كل شيء بسرعة.
«هذه ملابسٌ لك، حين تنتهي من الاستحمام سنكون بالغرفة المقابلة لهذه الغرفة، وربّما سأعود لهنا قبل أن تنتهي حتى» قال وخرج من الغرفة ليبقى أتوميس وحده.
نزع عنه اللفائف البيضاء لتظهر ملابسه الذهبية، نظر لنفسه بالمرآة وابتسم لوسامة مظهره. نزع ملابسه وبدأ يستحم بالماء السّاخن.
بالجهة الأخرى من الغرفة كانوا يجلسون بهدوء والصّمت يعمُّ المكان.
«لمَ أنتِ في غرفة لوحدكِ؟» سألت سياتا ماريسا لتقعد حاجباها وتجيب: «لا أعلم...وجدتُ حقيبة بها بعض الملابس الرجاليّة لهذا ربّما هي لكم يا رفاق، أو أن هناك زميل بالغرفة معي لكنه غير موجود» قالت بينما تحكُّ رأسها دلالة على استغرابها.
«لا يهم هذا، السؤال المهم هو لمَ فتحنا القبر من الأساس وخرجت لنا هذه المشكلة؟» سأل برونو ليبدأ الجميع بالتفكير. «ذاكرتي شبه ضبابية، أتذكر أننا دخلنا الغرفة لأنني وضعتُ بعض الدماء على الحائط، وكنتُ أصوّر ما حولي، لكنني لا أذكر لمسي للقبر» قال أرتورو ليوافقه الجميع.
«سأعيد كلام برونو وأقول لا يهم هذا، السؤال المهم هو ماذا سنفعل مع العجوز الذي أقدم من جدتي!» سأل رومانو ليعود الصّمت للمكان، جميعهم خائفين ولا يعلمون ماذا سيفعلون.
«سوف أبقى هنا مع ماريسا بالغرفة، من المستحيل أن أنام مع رجل الكهف في غرفة واحدة، هو لك» قال برونو والذي يكون شريك أرتورو بالغرفة. «لمَ يجب أن أكون الذي يبقى معه!» اعترض أرتورو. «لأنكَ من اقترح الذهاب للإهرامات لهذا لو لك» قالت سياتا ليتنهد الآخر.
أما بالجهة الأخرى نعود لأتوميس الذي يستمتع بالماء السّاخن ويبتسم بينما يفرك شعره، مدَّ يداه وأخرج الحشرات منها لتملأ حوض الاستحمام. «اشعروا بالماء مثلي يا صغاري» قال وبدأ يرشّهم بالماء لتتحرّك الحشرات ويقهقه هو.
حين انتهى خرج من الحمّام ليرى أرتورو أمامه والذي كان يشرب الماء، التفت أرتورو حين سمع الباب يُفتح وبصق الماء من فمه وبدأ يسعل حين رأى أتوميس العاري.
«ماذا؟ ألم ترى رجل عارٍ من قبل؟ فتيان هذه الأيام مثيري للشفقة وقليلي رجولة» قال وحرّك رأسه بغير تصديق بينما لا يزال الآخر يصارع الحياة ووجهه أصبح أحمر.
بدأ يرتدي الملابس وحين انتهى وقف ونظر لنفسه من المرآة. «هذه الملابس لا تظهر جسدي الجميل ومفتول العضلات» قال والتفت متأملًا نفسه.
«خروجكَ دون ملابس يعد قلة احترام للغير هنا وفي معظم بلاد العالم» قال أرتورو بصوتٍ خافت وهو لا يزال يتنفس بصعوبة.
«قلة الاحترام هي أن تخفي كل هذا الجسد الرائع خلف مجموعة من الملابس الشنيعة» قال بصوتٍ جاد وجلس على السّرير لكن وقف فورًا، أعاد الجلوس لينخفض السّرير للأسفل، بدأ يقف ويجلس بسرعة وهو يبتسم للشعور المضحك.
«ما هذه الآلة الغريبة؟ طريقة تحركها مضحكة» سأل ليقف أرتورو ويذهب نحوه: «هذا يُسمّى سرير كي تنام عليه، هيّا جرّب» نزع الغطاء عنه وأشار له، استلقى ورأسه على الوسادة وغطاه أرتورو، بقي ساكنًا عدّة ثوان حتى بدأ يتحرك يمينًا ويسارًا يقهقه على كيف يتحرّك السّرير معه.
«من المفترض أن تنام» قال أرتورو لينفي الآخر برأسه: «بقيتُ نائمًا مئات السنين لذا سأتخطى هذا شكرًا» قال ووقف عن السّرير. «إذًا أنا سأنام لأنني متعب، لا تقم بفعل أي شيء غبيّ» قال وجلس على السرير لينظر له الآخر بغير تصديق.
«أنت سوف تتركني لوحدي وتنام، وأيضًا لديك الجرأة كي تخبرني بما أفعل أيّها الخادم عديم القيمة!» همس بغضب وحمل أرتورو الخائف من مقدمة قميصه. «أعتذر» قال وهو يغمض عيناه ليتركه الآخر.
«أسامحك، وسوف آخذ السّرير أما أنت نَم على الأرض كعقاب لك لأنكَ تحديتني» قال واستلقى على السرير، هو لا يهمه العقاب أكثر من الشعور المضحك الذي يجلبه له التّحرك على السّرير.
أما أرتورو تنهد وذهب للنوم على أريكة كانت بالغرفة آملًا ألّا يقوم الطفل السعيد بشيء غبي.
---
1084 كلمة.
ما تعرفوا تحبوا أتوميس لأنه طفل ولا تكرهوه لأنه سايكو. 😭
وهنا نحب نشكر النوفيلا لأني كنت من المتأهلين للجولة الثانية، يعطيكوا العافية ويا رب أكون من المتأهلين للجولة الثالثة كمان. 👈😔👉
أرتورو وهو بورّي أتوميس المكان: 😭
وأنا أخلي الحكّام يفكروا فيني وبروايتي: 😭😭
وأنا بقول لأبوي اني تأهلت للمسابقة وهو بقلي إذا ما فيها جائزة مادية ما بهمني: 😭
باايي. 😭😭🏃♀️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top