٥

دخلت مكتبها و الغضب يحيطها من كل جانب، لعنته في نفسها لعدة مرات، و تمنت أن يكون كل ذلك كابوس مزعج و تستيقظ منه قريبا، لكن الأماني لا تتحقق، و بينما ما زالت هي ضائعة في أفكارها الضبابية، إستقبلت اتصالا من أنور الذي قال بمرح

-" مرحبا حبيبتي "

-" مرحبا .. "

ليقاطعها قبل أن تكمل كلامها حتى، لقد فهم من نبرة صوتها ما حدث ليقول باستياء

-" رأيته مجددا أليس كذلك ؟ "

لم تجبه، ليقول بغضب

-" طفح الكيل "

أغلق الخط، ليذهب بغضب إلى الشركة المسؤولة عن إدارة سلسلة فنادق إياد، سأل موظفة الاستقبال عن مكتب إياد لتقوده إليه، فتح الباب بعنف ليمسك بياقة قميص إياد الذي كان يقرأ بعض الأوراق باهتمام، ليقول هذا الأخير ببرود

-" ما الذي تريده يا أنور ؟! "

-" و تعرف إسمي أيضا ؟! يا لك من لعين ! "

-" كل شيء يتعلق بها يهمني "

-" لا تذكر سيرتها على لسانك القذر "

-" ليس الأمر بيدي .. لست أنا من أملي على قلبي من يحب و من يكره "

-" هي زوجتي و أم لطفلين فما الذي تريده منها أيها المهوس ؟! "

-" أريد أن أعرف مشاعرها تجاهي "

انهال عليه أنور بالضرب المبرح، و لم يحاول التصدي لضرباته حتى، كان كجبل يأبى التزحزح عن مكانه، استقام أنور ليغادر، لكن قبل أن يفعل إلتفت ليقول بمزيج من الغضب، الغيرة و الشفقة

-" هي لا تحبك .. هي تحبني أنا و تحب أطفالها "

ليقول إياد بهدوء

-" أخبر قلبي بذلك "

فخرج أنور و صفع الباب بقوة خلفه حتى كاد يقلعه من مكانه، عاد لمنزله ليجد ليليان تزين الحديقة، نظر إليها بشرود، كانت ترتدي فستانا صيفيا مختلف الألوان، و شعرها القصير مسرح، بدت أصغر من سنها بكثير، إنتبهت إليه لتعدل نظاراتها الطبية، و تقول بسعادة و طفولية

-" لقد زينت هذا الجزء من الحديقة لأجلكم .. مذهلة أليس كذلك ؟! "

إبتسم ليقول

-" لن تتغيري أبدا "

أمسكت بيديه و همست له

-" أنا لا أحبه صدقني، أنا فقط أكره رؤيته "

-" لا داعي لذكر سيرته مجددا "

أومأت له، ليقول لها

-" اليوم سأعزف لكم على البيانو "

صفقت بحماس لتجره نحو المكتبة قائلة

-" هيا إذن قبل أن تغير رأيك "

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top