CH14
...
لأنّه أنتَ.
فقط لأنّه أنتَ.
...
Ella pov
حفيف صوته يتردد في اذني , تلك القشعريرة التي كهربت جسدي و اِرتجاف شفتيّ
تلاها اِنعدام رؤيتي المحيطيّة و موجة الحر التي اِجتاحتني تشد خناقها حول نحري .
لم أعد أتحكم في إدراكي تلبستني روح الشقية الصغيرة التي كنت عليها منذ دهر مضى.
خلت أنّي عن شقيقي بمعزل ،حسبت أنّي قد لففت نفسي بثوب الأمان بعد أن هربت عنه ،
أقنعت ذاتي أنّي مدربة بعناية و أنّي مستعدة لمجابهته يوما.
هأنا الآن أنظر إلى اِنعكاس تلك الشقيّة البائسة شامتة أمامي ساخرة مني بعد أن هدمت كلمات كابوسي ركام البراهين الذي أمضيت سنوات أعده مقتنعة انّي لست خائفة منه بعد الآن.
لابد أنّي كذبت على نفسي كثيرًا .
لابأس بالإعتراف أليس كذلك ايّتها الصغيرة إيل؟
أمي أنا خائفة.
هيوني أنا أحتاجك.
...
X-Ella pov
إنّه أنا لي جونغسوك، إنّه أنا لي جونغسوك، إنّه أنا لي جونغسوك...
تلك الكلمات وقودي لا تخافي إيلا أنا و إيل الصغيرة سنشعل الساحة، سنعوث فسادًا،
الدم، اللون الاحمر، الغضب الدمار، أبي، لي جونغسوك، العالم،
الجميع سيتراقص تحت أنغامنا ،
وفقنا لحبكتنا ،
أشعلي العالم إيلا،
فليهلك العالم إيلا ،
دعي خوفك يطير مبتعدا تحت صبوة غياهبك العتماء و بين لمعة حدقيك الظلماء.
...
أصوات تحطيم اِنتشرصداها بأنحاء منزله الذي غدا فوضى دفتعه لاِعتزال ما بيديه و الركض لغرفة المعيشة داعيا أن تكون إيلا بخير، ولكن بمجرد وصوله أدرك أنّها هي المفتعل لكلّ هذا الخراب،
أناملها ما لمست شيئا إلّا وحطمته،أثاثه ومزينات منزله غدت حطاما تحت قدميها، تلك المختلة التي فقدت التحكم بنفسها تحت نوبة غضب عارمة .
يداها تقطر دمًا، وشفتاها لا تتوقف عن نطق تلك الكلمة
"مُتْ"
ما اِنتهت من شيء إلّا ورجحت الآخر هدفا لها تحت وطأة جنونها و صدمة بيكهيون الذي لا زال غير مدرك لما يحدث فقط قدماه ساقت الخطى نحوها و يداه إمتدت ساحبة إيلا لصدره غير آبهة بشرار نيرانها المتطاير الذي يحرق ما حولها
سكون جسدها بين ذراعيه تلاه اِنعدام صوتها بعد أن لثّم صدره فاهها الهائج.
"لابأس بالخوف، لابأس بالحزن، لابأس بالغضب، لابأس بالبكاء، كل شيء بخير إيل، حضن هيوني الضغير دائما موجود لإحتوائك"
كلماته تلك رفعت رأسها تقابله عيناها ملاحظا سكون حدقتيها المرتجفتين و غرقها وسط لجة من الدموع
"هيوني الصغير".
...
فتاة يافعة ضغيرة تلهث راكضة بعيدا عن منزلها وسط ذلك الصراخ الذي عمه، كل همها بلوغ الصفصافة أعلى التلة،غير آبهة لاِرتعاش أطرافها ولا تهدج أنفاسها وسط دموعها المنسابة بغزارة.
ما فتأت تنطق بحرف حتى حُشِرت داخل حضن صغير مثلها صاحبه يقول مرددا
"إيل ماذا حدث"
"هيوني الصغير"
نطقت هجاء اِسمه الذي تدعوه به تلاه وابل رواية ما أصابها تشكي له ألمها وسط شهقاتها المتعالية
حتى ربت على كتفها مطمئنا إياها بقوله
"لابأس بالخوف، لابأس بالحزن، لابأس بالغضب، لابأس بالبكاء، كل شيء بخيرإيل، حضن هيوني دائما موجود من أجلك"
...
Ella pov
كلمات جونغسوك أم كلمات القائد
أولهما أوقعتني بين شباك قرينتي،
شخصيتي الأخرى، غيهبي المعتّم.
بسنتي الثامنة عشر شُخِصت بتعدد الشخصيات
بعقري تعيش شخصيتان،
أولاهما الشقيّة البائسة، نفسي الضعيفة، الأنا التي كنت عليها أيام طفولتي.
أما الثانية، فسرمد داكن يبغى الدمار ويهواه.
أُدرك تماما أنّي فقدت سيطرتي وأنّ ذاتي الظلماء قد عاثت خرابا بعد كلمات شقيقي ،
لكنّي الآن أجد نفسي ساكنة باكية بين أحضان الرقيب.
لتوي أتذكر هيوني و كلماته التي أعادها بيكهيون على مسامعي،
لقد ناديته بهيوني لتوي،
هل هو نفسه رفيق طفولتي ؟
خارت ركبتياي لأركع أرضًا أُحاول الإستيعاب لأجده على مقربة مني يداه تمسكان بي بينما يسألني
"هل أنتِ بخير إيل"
عجزت عن كبح جماح مشاعري التي سال فيضها دمعا فحروفا تترجاه
"هل أنتَ هيوني حقًّا؟ هل أنتَ هيوني رفيقي ؟ لكن كيف مازلت حيا؟ كيف أدركت أنّني نفسها إيلا التي تعرفها؟ كيف..."
قاطع كلماتي فشهقاتي بحضن آخر و أجابني ماسحا على رأسي
"نعم أنا هيوني الذي كان الناجي الوحيد من مجزرة ذاك اليوم. أنا هيوني الذي بحث عنك طويلا ولم يجدك. أنا هيوني الذي يعرف إيل خاصته من عياناها اللامعتان قبل وشمها المرقع عند معصمها. أنا هيوني الذي اِشتاق لإيل ولا يريد أن يفقدها مجددا، ولذلك أود أن أعرف ماحدث ليس اليوم بل طوال هذه السنين. "
اِبتعدت عنه لأروي له حكايتي التي طمستها بحجري طوال هذه السنين.
...
بعد أن علمت والدتي بخطة والدي و عصابته بإحداث المجزرة سحبتني معها هاربة من بيته.
لقد وثقت بوالدتي بعد أن قالت لن تري والدك مجددا. الفرحة التي اِجتاحتني حينها وودت لو ازّف خبرها على مسامع هيوني، لكن وقتها كانت أمي قد قصدت بيت رفيقها بارك سيو جين
أيام قلائل بعدها لم أعد أملك الحق لإخبار هيوني
خبر المجزرة المعروض على التلفاز منعكس على عيناي، لكن عندما ركضت لأختبئ بحضن والدتي قابلني نهر الدماء المتسرب من جثتها فقطراته المتساقطة من كف بارك.
كلماته آنذاك
"لقد أوصاني والدك بالتكفل بوالدتك وأوصتني هي بأن أتكفل بك، الآن تعالي لحضني إيل"
كمية التعذيب التي تلقيتها يومها تشهد عليها ندوب جسدي
اُلقيت بعدها داخل غرفتي غير قادرة على البكاء، كأنما أنا روح عند برزخ لا حية ولا ميتة،
كل ما اِستطعت التفكير فيه حينها هو الإرتماء بين ذراعي هيوني و أن اشكو له موت وادتي،
تعذيبي،
أن أشكو له موت هيوني،
لكن هيوني لم يعد موجودا.
تبناني بارك و تفنن في تعذيبي، لكني هربت ملتحقة باكاديمية الشرطة و قد فادتني بدائع ما علمني إيّاه والدي .
غدوت محققة، غدوت أقوى،
زرت والدتي كثيرا، و بكيت عند قبرها.
كرهتها،
والدتي بقدر حبي لها كرهتها.
كرهت حياتي، أيامي،
جسدي المغطى بالندوب .
رغبت بالموت لكنني خفته.
خفت أن ألقى والدي و جونغسوك مجددا.
أردت هيوني فقط، أردت أن اشكو له همي.
لكنّه لم يكن موجودا.
لكنه الآن أمامي موجود.
يتبع...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top