CH 06

...

أنا من خيمت فوق قلعة شاهقة انفث عباب نيراني نحو حصونك الخائرة

...

تتباعت الايام و تعاقبت لياليها و تساقطت اوراق الاشجار تعيريها من حلتها .

شهران تواليا على المعسكر لم تميزهما الكثير من الاحداث عند قائدنا لكنها ليست كذلك بالنسبة لايلا
فقد قضت سويعاتها الطويلة تتدرب بجد على يد بيكهيون و لن تنكر ان قد مرت بوقت عصيب و هي تحاول ان تتاقلم مع حركاته و استفزازه الدائم لها غير تسلطه اللامتناهي و عجرفته المزعجة التي قد سبق و فتكت باعصابها التي تتحكم فيها بصعوبة

هي لن تنكر انها اعتادت على تواجده بمحيطها ومرحه خصوصا انه صعب عليها الاعتياد على الاشخاص و الوثوق بهم  غير مي راي التي قلبت الموازين منذ  لقاؤهما الاول

ظلت شاردة تطالع القمر الباسط نوره وسط ظلمة الليل و قد كانت تلك ليلة اخر ايام تدريبها فبحسب ماقاله قائدها ستبدا بالمشاركة في العمليات الخاصة و هذا ما  يشغل بالها

حركت راسها بلا وعي و سحبت نفسها من امام النافذة لتستقيم تطالع الساعة الحائطية التي تشير للتاسعة ليلا

ابتسمت بغموض و سارعت نحو خزانة ملابسها لتخطف من عندها حقيبتها و تعبئها بفستان مبهرج الالوان و معه قناع كخاصة ملوك فرنسا القدماء

سحبت ملابس داكنة و معها مسدسها الاسود و في غضون دقائق قليلة خرجت من الحمام تناظر نفسها امام المرآة

يعانق الاسود جسدها من راسها الى اخمص قدميها مع حذاء كعب عال جعل انعكاس وجهها بالمرآة يختفي عن ناظريها و هذا مُرضٍ لها

علقت حقيبتها التي سبق و ان عبأتها ووضعت الكمامة على وجهها بعد ان فتحت باب غرفتها بالمهجع الذي تقطن به

تسحبت بحذر خشية ان يلتقطها احد الجنود الذين من الواضح انهم ينعمون بقليل من النوم في هذا الوقت فهي تدعو ان لا يسمعوا صوت طرقات كعبها الخافتة ضد الارضية


"مكانك ! يديك عاليا "


تجمد الدم باوصالها لم وقع على سمعها وطأ تلك الكلمات تلاها صوت سحبة مسدس على مقربة منها

هي حمقاء لدرجة انها خبات مسدسها بحقيبتها و انتشاله من داخلها الان بمثابة السفر للفضاء.

لم يكن منها سوى ان رفعت يديها عاليا باستسلام مولية ظهرا نحو المتكلم و هي تعض طرفا شفتيها بسخط بينما تلعن نفسها بداخلها

"استدر، اعني استديري !"

لبت طلبه و استدارت مخفضة بصرها عنه ولحسن حظها ملامحها لا تظهر مختبئة خلف كمامتها

"هذا الوشم انا اعرفه ! هل هذه انت ايلا "

رفعت بصرها بتفاجئ نحوه لتتجلى لها هيئته و عقلها يحاول ان ينسج لها كذبة تنقذها من هذا الموقف

انزل الاخر مسدسه وتقدم نحوها و بترقب اما هي فقد سارعت تنزع كمامتها لتخطابه بفضول

"لكن لما لست نائما عميل  كيم جين ؟"

"اعتقد انني من يجب ان يطرح هذا السؤال كوني امسكتك تتسكعين بوقت متاخر "

ابتسم لها بهدوء و قد لانت ملامحه البهية نحو خاصتها فضحكت هي بتوتر قبل ان تجيبه

"في الحقيقة مر وقت منذ زيارتي لوالدتي و هي قد بدات تتذمر ، ولانني مشغولة صباحا قررت التسلل لزيارتها ليلا و انتهى بي المطاف معك سيد كيم "

ضحك بهدوء مرة اخرى و اقترب يربت على كتفها ما جعلها تشعر بقليل من الانزعاج كونه يحاول التقرب منها كثيرا هذه الايام و هو شيء غير مريح بالنسبة لشخصية مثلها

"اذن الامر هكذا اسرعي بالذهاب و لا تتاخري من حسن حظك ان القائد غير موجود فهو مشغول بمهمة ليلية خاصة سوف اغطي على غيابك ايلا ، و ايضا ناديني جين فنحن زملاء بالفريق "

ردت له الابتسامة باخرى مزيفة قبل ان تعيد كمامة وجهها و تسارع بالنزول نحو المراب

صفعت باب سيارتها التي لاقت من الصفعات ما يكفيها كونها دائما ما تستقبل اولى موجات غضبها

نفضت شعرها بانزعاج بينما تتمسك بالمقود و هي تلعن تحت انفاسها

"اللعنة عليك بارك ايلا ضيعت ربع ساعة بالحديث مع ذلك المزعج فقط "
ضربت المقود و سرعان ما امتدت يدها نحو لوحة تحديد المواقع لتدخل الموقع الذي ستقصده

انطلقت بسرعة متجاوزة اشارات المرور تحاول تعويض ما استنزفته من وقت بالمعسكر و سرعان ما وصلت الى مقصدها
- ملهى هانسل -

اخفت سيارتها عند احد الازقة الخالية من الناس و ترجلت منها نحو المدخل تجر حقيبتها على ظهرها
تسحبت بين الحشود المتجمهرة عند الباب لعلها تستطيع الدخول كونها لا تملك كلمة السر التي تخولها بالولوج للداخل

لكن بفعل بنيتها الصغيرة ضد اجساد الاخرين الضخمة استطاعت تظليل الحراس و هاي ذي تدلف لداخل الملهى

قادتها قدماها نحو غرف تغيير الملابس لتغير ملابسها السوداء لفستانها فاقع اللون قصير الطول عند ركبتيها و الذي تناسق مع قناعها الملكي

خبئت حيقبتها التي تحمل ملابسها العادية عند احدى الاركان و سحبت مسدسها تضعه تحت ملابسه فهي مدركة انها ستحتاجه الليلة

تعالت اصوات الموسيقى الصاخبة لما تقدمت نحو القاعة الرئيسية فتوقفت عند مدخلها تلقي بصرها على الجماهير الحاضرة

مجموعة كبيرة من الرجال ببذلات فخمة ينتشرون في كل مكان يحملون على اعناقهم وشوما مميزة تحدد انتماءهم

و كون الاهازيج المقامة على شرف الرئيس لي جونغسوك زعيم عصابة الثقب الاسود هي استغربت عدم وجود العديد من اتباعه لكن الغلبة هنا لاتباع نظيره الاخر

هذا نوعا ما  نقطة ايجابية تصب لصالحها وسوف تسهل من عملها و ييسر من الخطط التي تضعها نسب عيناها

القت نظرة مستحقرة نحو جونغسوك الغارق وسط اريكة مغطاء بالفرو عند احضانه حشد من العاهرات يطعمنه العنب

تجاهلت منظره و صعدت نحو اعلى لشغل احدي الطاولة المطلة على المكان في الاسفل و جل تركيزها نحو لي الذي يجلس من جانبه والده لي كوانغ ومن حلتهم يبدو انهم بانتظار شخص لينضم يشاركهم مجلسهم يحتسون زجاجات النبيذ

عقدت حاجبيها و يدها امتدت لتعدل قفازات يدها التي تخفي بها وشمها الذي يحمل الكثير من الاسرار لا سيما الذكريات بالنسبة لها

جلست  حالها كحال الاخرين تنتظر ضيفهم الذي سيرافقهم بليلتهم

هدات الاهازيج فجاة ليلتفت الجميع نحو باب القاعة الذي فتح على وسعه استقبالا لضيفهم المنتظر

بذلة رسمية فاخرة شعر مصفف لاعلى مع قلادة فضية تزين عنق صاحبها بينما يداه مغلولة الى جيبه تسايران خطواته الحثيثة و ملامحه الواثقة متجها صوب الطاولة ليتخذ من يسار جونغسوك مجلسا له

اتسعت عيناها اثر ثورة عقلها الذي يحاول ان ينفي وقع ما عكسته له حدقتاها

من تراه على مقربة منها دائما ببذلته السوداء العسكرية و ملامحه المازحة اتجاهها يقابلها الان بهيئة لا تختلف عن خاصة من حولها يجالس زعيم عصابة بينما يحتسي من النبيذ بعجرفة

"انه العميل كيم جين! " تمتمت بها بصدمة و راحت تضغط بقوة على قبضة يدها و عقلها يفسر شيئا واحدا لا غيره

هو خائن ، اذن هو خذل وطنا باكمله و نقض عهدا يوقعه بدمائه قبل قلمه

لم تخطئ يوما عندما قررت عدم الوثوق بالبشر فضلت الوحدة على ان تغدو اسيرة سجون الخيانة تتعذب بين جدرانها

ضحكت بسخرية على مثل ذلك موقف تراه امامها يتوسطهم جونغسوك على جانبيه كوانغ و جين و يركع امام قدمي جونغسوك احدهم يتوسله و يتضرع ان يمنحه الغفران

قلبت عيناها على ملامحه و ادركت بعدها هويته
فهو بارك سيو جين احد اكبر اعوان لي و من اصحاب النفوذ بالعصابة ، ويبدو انه قد ارتكب ما لايحمد عقباه و عند زعيمهم  الخطا يصبح خطيئة و الزِلة تصبح ذنبا

لاحظت احد النادلين يتقدم من لي بحذر بعدما طلبه الى ان امره ان يتوقف عند منتصف القاعة بينما هي ظلت تترقب ما ينوي فعله

اتسعت عيناها لما راته يوجه مسدسه نحو الاخير بعد ان اعطاه احدى ابتساماته الشامتة تسطح ارضا تفيض منه الدماء تلطخ الارضية اللامعة و قد صدح  صدى طلقته النارية تلاها قهقهات جونغسوك الساخرة

ضربت الطاولة بقوة و استقامت جاعلة ممن حولها يولي اهتمامه لها حتى من بالاسفل قد رفعوا رؤسهم نحوها وهي نفسها مصدومة مما راته

"يبدو انك تستمتع كثيرا ما رايك ان نرفع مستوى المتعة هنا فالوضع صار مملا " صرخت بها بحنق تحاول السخرية و نظرها موجه نحو القابع اسفل يطالعها بطريقة تستفزها

نظرته تلك لها جعلت من مستوى الحمم عندها يتصاعد و نظراتها الان قد تفتك بمن يقترب من محيطها

سحبت مسدسها بخفاء من ورائها و بسرعة صوبته نحو المعني و قدميها متسمرتان مكانهما

هل يمكننا القول ان السيل قد بلغ الزبا ؟
ام انها قد ضاقت ذرعا من تصرفاته ؟

ليست غبية لتلك الدرجة حتى تعرض نفسها للخطر وسط حفنة من الرجال قد يجعلون من جسدها طريح الارضية قبل ان يمتد اصبعها للزناد حتى
لكنها استطاعت و من خلال فحصها السابق لكل من بالقاعة ان تدرك ان الغلبة للتابعين هنا تحت امرة عصابة القمر الداكن المنافسة لخاصة جونغسوك

لم تتزح قيد انش عن مكانها و يداها كلتاهما متمسكتان بمسدسها الاسود مصوبة نحو لي وفي غضون اي ثانية قد تسحب الزناد

احست فجاة باجساد ملتفة حولها قلبت عيناها بتوجس فلمحت مجموعة من المسدسات موجهة نحوها حتى استدارت نحوهم بسرعة

مجموعة من الرجال الملثمين يصوبون نحوها يغطيهم السواد حالهم كحال وشمهم البارز بوضوح على اعناقهم يحمل كلمة بالصينية
-ظلام -

هل ستنفي ما تراه الان ام تصدق ما سبق ان ان حلله لها عقلها او تلعن نفسها كونها وقعت رهينة تسرعها الذي اوقعها  بالمشاكل

كل هذا دار بخلدها بينما تطالع اتباع جونغسوك الملتفين حولها و من كل النواحي و هي تحاول بصعوبة ان تحافظ على ملامحها الباردة امامهم

"هل تفاجئت صغيرتي لما لا تطلقين علي ؟" قاطع حديثه نحوها صوت مجموعة من الطلقات المتفرقة تضرب بنواحي القاعة تلاها اقتحامها من طرف عديد كبير من جنود القوات الخاصة

انكمشت ايلا حول نفسها حتى وقفت مرة اخرى تفحص جسدها و استغربت كونها لم تنل اي طلق حتى ادركت ان جماعة لي ليست من اطلقت بل القوات المسلحة التي من المفترض انها معهم

اندفعوا يطلقون النيران بكل مكان و قد هرع من بالقاعة يحاولون الفرار من الكارثة التي اظلمت على سمائهم بينما ايلا سحبت نفسها بسرعة متوجهة نحو اسفل و لقد اقسمت على ان لا تفقد فريستها هذه الليلة و لو على حساب منصبها

صوت الطلقات هو كل مايسمع و اسراب من الجنود تنتشر عند كل بقعة من الملهى على وسعها ظلت  الجري بينما تواصل الارتطام بالنسوة و الرجال الهائجين يبطؤون من سرعتها و هي بعينها تبحث عن جونغسوك او احد حاشيته

و بتلك لحظة لمحت القائد بيون يقيد مجموعة من التابعين باصفاد رمادية

يتبع ...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top