21.2. الكوخ بجانب البحيرة

جلس كاتانا على ضفة البحيرة، وبين رجليه لوحٌ رسم عليه المنظر الطبيعي أمامه: زنابق الماء التي زينت السطح، والمياه الزرقاء التي عكست صورة الغيوم والأشجار.

عندما رفع نظره عن لوحته، لمح شخصًا يكافح لإبقاء رأسه فوق الماء. ترك الأوتشيها لوحته وركض على سطح البحيرة إلى الضحية الغارقة. وضع يديه تحت إبطيها وسحبها لأعلى. عضّ على شفتيه، من ثقل ثوب الكيمونو المبلل. تلعثم مصدومًا حين التقت عيناه السوداوان بعينيها الزرقاوين:

— سنسي؟

تعجّبت بين نوبات سعالها:

— كاتانا-سان؟

وبمجرد أن التقطت أنفاسها، وأخذ خفقان قلبها في التباطؤ، اجتاحت نانامي موجة من الإحراج عندما أدركت أنّه يحملها بين ذراعيه وهو يشق طريقه نحو الشاطئ.

— كيف تفعل لتمشي على الماء؟

— ماذا؟ أنت نينجا طبية، وتحكمك في التشاكرا ممتاز، ولا تجيدين الوقوف على الماء؟

زاد إحراج السنجو، وضاعفه قرب وجهه ونبرته المرحة.

— لم أتعلّم قط كيف أفعل ذلك.

— بدلًا من تركيز التشاكرا في يديك، كما تفعلين عند استخدام النينجوتسو الطبي، ركزيها في ساقيك. سيخلق هذا توترًا سطحيًا بين باطن قدميك وسطح الماء. إنه نفس المبدأ الذي تستخدمه بعض الحشرات للمشي على الماء.

— أود أن أجرب ذلك.

سحب كاتانا يده من تحت فخذي الطبيبة، لكنه أحكم قبضته على خصرها. غمره شعور بالدفء، رغم برودة الهواء وملابسه المبللة. شبك أصابعهما وقاد خطواتها الحذرة. أطلقت نانامي ضحكة متوترة.

— شكرًا جزيلًا يا كاتانا-سان. لقد أنقذت حياتي، لا أعرف ماذا كنت سأفعل لو لم تكن موجودًا.

— أنا حي بفضلك! الخير الذي فعلته عاد إليك.

عندما هبط الشابان على الشاطئ، التقط كاتانا قطعة القماش التي رسم عليها ودعا النينجا الطبية للتدفئة في كوخه، الذي يبعد بضع أمتار عن البحيرة، خشية أن تصاب بالبرد. تردّدت نانامي في قبول دعوته، لكنها وافقت في النهاية.

بُني الكوخ الخشبي تحت شجرة صفصاف وأحيط به مرج من الأزهار، حدّته غابة كثيفة. وعلى مسافة من الباب، صاح ديك رافقه دجاج وفراخ تنقر على حبات أرز مبعثرة على الأرض. غلّف نانامي دفء وهي تخطو إلى الداخل وخفّف من رعشتها، حيث زيّنت الجدران لوحاتٌ تصوّر مناظر طبيعية منارة بضوء النهار. جلست أمام الإيروري في وسط الغرفة وداعبت قطة ملتفّة حول قطط صغيرة متعددة الألوان على وسادة. بدأت السنورية تخرخر تحت يدها، مما أثار ضحكة مرحة منها.

— هذا بيتها! إن أحبتك، فهذا يعني أنه مرحب بك.

— أعتقد أنها أحبت هذا.

مدّ كاتانا يده إلى خزانة ملابسه المدمجة بالحائط وأخرج ثوب كيمونو أسود، أعطاه لضيفته. أمسكته بيد مرتجفة. أوضح لها أنه بإمكانها أن تترك ملابسها لتجف أمام النار وترتدي ملابسه، قبل أن يغادر الكوخ. شعرت السنجو بالانزعاج من ثيابها المبتلّة، التي جعلت حركاتها أثقل، لذا غيّرت ملابسها، رغم شعور عدم الارتياح الذي استقر في جوفها.

هذا اللقاء غير المتوقع أشبه بالحلم. لا تزال غير مصدقة. هل دماغها يخدعها؟ دارت العديد من الأسئلة في رأسها. من يكون؟ وماذا كان يفعل هناك؟ ظنّت أنه من أرض الأمواج وأنه ليس نينجا!

ربطت حزام الكيمونو واستبدلت هذه الأفكار بالامتنان. لم يقصد إيذاءها، لقد أنقذ حياتها! فتحت الباب فوجدت نفسها وجهًا لوجه مع مضيفها. خفق قلبها بشدة وتشنجت عضلاتها. قال بابتسامة مشرقة:

— الجو بارد، دعينا نبقى في الداخل.

تراجعت نانامي إلى الوراء مفسحة المجال له بالدخول. توجه إلى طاولة في زاوية الغرفة وأمسك بإبريق شاي، ملأه بالماء وعلّقه فوق الإيروري.

— خذي راحتك، سنسي! رينا معجبة بك، لا داعي للخوف. سأعد لك بعض الشاي، لا نريدك أن تصابي بنزلة برد.

— رينا؟ آه، القطة!

ضحكت بتوتر وجلست بجانب القطط. انضم إليها الأوتشيها بكوبين صبّ فيهما كمية من السائل الأخضر.

— أتعيش هنا؟

اقشعر كاتانا. اجتاحه مزيج من الفرح والقلق.

— معظم الوقت أكون في أرض الأمواج، ولكنني آتي إلى هنا أحيانًا... هذا المكان يلهمني.

حوّلت نانامي انتباهها إلى اللوحات الملقاة على حصير التاتامي في الطرف الآخر من الغرفة، إلى جانب أكوام من الكتب. لوحة لأم تحمل طفلها. مشهد حريق. لوحة لامرأة شقراء مشطوبة بالأسود.

— رسوماتك رائعة. أسعدني وجودك هنا اليوم.

ارتشف كاتانا الشاي وهو يحدّق في الوجه الذي ظل يطارد أفكاره لأسابيع.

— يسرني رؤيتك ثانية.

— وقد علمتني المشي على الماء! شكرًا جزيلًا لك... لم أعلم أنك شينوبي.

عصرت يد الأوتشيها على كوبه الساخن.

— كلّا، لست... أقصد أنه... يمكنني استخدام النينجوتسو والكنجوتسو والتايجوتسو، لكن... ليس لدي أي انتماء. كان عليّ أن أتعلّم القتال للدفاع عن نفسي. اللصوص يظنّون أنني ضعيف لذا يلاحقونني. لا يمكنني البقاء تحت رحمتهم!

— آه... الآن فهمت موقفك تجاهي.

— لا تفهمي الأمر بشكل خاطئ، سنسي. لقد كنت وقحًا، وأنا أعتذر عن ذلك. لم أقصد التقليل من شأنك، كل ما في الأمر أنّ سلوكه أزعجني.

ابتسمت نانامي قليلًا وأخذت رشفة من الشاي. الآن وقد ارتفعت حرارة جسدها، بات ظهرها وساقيها يؤلمها بشدة. حتى دون أن تفحصهما، هي تعي أنها ستجد عدّة كدمات.

— لا تقلق، أنا أتفهم ذلك. أعتقد أنك متواضع! يعجبني ذلك فيك.

كتم كاتانا ضحكة. هو متواضع؟ كلمة تواضع منعدمة في قاموس الأوتشيها، خاصة عند نسل رجل متعالٍ مثل آكيرا. ولكن ربما بينه وبين هاناكو وتاجيما، هو الأقل إيمانًا بالتفوق المطلق لسلالته.

— إن كنت لا تمانعين سؤالي، كيف وقعت في البحيرة؟ آمل ألّا يكون ذلك بسبب ذاك الرجل.

— كلّا! لحسن الحظ أنه لم يتبعني، على الأقل استطعت التنفس... كنت ألتقط الأعشاب الطبية من أعلى الجرف وسقطت في النهر. لم أكن أعرف هذا المكان، لقد قادني التيار إلى البحيرة.

«سنجو بالقرب من نهر ناكانو... هذه المرأة تلعب بالنار!»

— هل أصبتِ بأذى؟

— لا تقلق، يمكنني الاعتناء بجراحي! لكني فقدت سلتي، لذا عليّ أن أعود لإحضار المزيد من النباتات...

فتّش كاتانا في خزانته وأحضر حقيبة جلدية.

— هناك بعض النباتات التي تنمو هنا. إن أردت، يمكنك جمع التي تحتاجينها.

قبلت نانامي بسعادة ورافقت الشاب إلى المروج المحيطة بالكوخ. ولدهشتها، وجدت ضالتها من النباتات الطبية والعطرية، بعضها لم تستطع أن تجده في أي مكان آخر، بما فيها حقل من الخزامى.

جلست مع كاتانا على العشب بعد أن ملأت حقيبتها. أغمضت عينيها واستنشقت بعمق. حدّق الأوتشيها في وجهها وقلبه يخفق بشدة. لماذا ملأه وجودها بالسعادة؟ هذا الشعور عابر. سوف تغادر. لن يراها بعد الآن. سيعود إلى شياطينه، إلى عشيرته، إلى أبيه الذي لن يرضى عنه أبدًا. هذا الإدراك جعل معدته تتشنج. أرادها معه. سيفعل أي شيء ليراها ثانية، حتى لو لم يجرؤ على الاقتراب منها. بودّه أن يسمع صوتها مرة أخرى، على الرغم من أنه يعلم في أعماق ذاته – وذلك يعذبه – أنه ليس مناسبًا لها، وأنه لن يكون صادقًا معها. لأنها من السنجو. سنجو طيّبة القلب وساذجة. ولأنه من الأوتشيها. لم يختر أن يكون عدوًا لها. أسلافه لم يهتموا بما قد يحدث له، ولكنه... أحبها ولن يستطيع حبه تغيير واقعه وولائه لقومه. سألها بصوت هادئ:

— فيما تفكرين؟

فتحت عينيها ورسمت له ابتسامة.

— في الله والكون والحياة.

اتسعت عينا كاتانا في دهشة من إجابتها. ربما توقّع منها أن تتحدث عن الحرب أو عن أمها أو عن أخيها الصغير أو... أن تقول شيئًا له علاقة به. بدت آماله سخيفة فجأة.

— عندما أخرج لجمع الأعشاب، أغتنم الفرصة للتفكير والتأمل في الطبيعة... هذا يساعدني على أن أنأى بنفسي عن مشاكلي وأرى الأشياء بوضوح أكثر مما أراها وأنا غارقة فيها. أبدو هادئة... لكن غضبي ينهشني من الداخل. إنها طريقة لي للاسترخاء والتنفيس عن نفسي.

— أنا أفهم قصدك. الطبيعة ساحرة، أليس كذلك؟ الرسم له نفس التأثير عليّ، ولهذا جئت إلى هنا. والدي... يشبه والدتك إلى حدٍ ما. بل هو أسوأ. دائمًا ما يقلّل من شأني ومن شأن أختي وهذا يزعجني. أعتقد أنني... لو لم أعبّر عن ذاك الغضب في رسوماتي لربما قتلته!

ندم كاتانا على الفور على الكلمات التي قالها. كشفه عن جانب من جوانب نفسه جعله يشعر بالعري.

— يبدو أنه لدينا أمور مشتركة! لم أتوقّع ذلك، لقد بدوت مختلفًا جدًا عني في طريقة رؤيتك للأشياء.

— نحن مختلفان في بعض النواحي ومتشابهان في نواحٍ أخرى، وهذا ما يسمح لنا بالتواصل وتبادل الآراء. ليس من الجميل أن يكون البشر متطابقون، أليس كذلك؟

— أنت على حق. لقد رأيت صورة في منزلك. إنها مصادفة عجيبة، ولكن تلك الأم تشبه امرأة التقيتها في أرض الدوامات، وقد ذكّرتني بها. كانت مختلفة عني أيضًا، لكنها علمتني أشياء كثيرة. في الآونة الأخيرة، صارت أمي تصرّ على أن أتزوج زوج صديقتي المريضة. هذا محض هراء! إنها تتحدّث كما لو أنّ صديقتي قد ماتت، لقد منعتني من علاجها، هل تتخيل؟ وزوجها... إنه لا يكترث لوجودي، يستحيل أن يتزوجني. قد يبدو هذا ضربًا من الجنون، لكني أعلم أنها ستفعل أي شيء لتحقيق مبتغاها. هي الآن تتفاوض مع والدة هذا الرجل لإقناعه بالزواج مني وأخشى أن تفعل شيئًا لصديقتي.

صرّ كاتانا على أسنانه. على الرغم من اقتناعه بأنّ زواجهما مستحيل، إلّا أنّ فكرة زواج نانامي من شخص لا تحبه آلمت قلبه.

— هذا صعب لكن... لا تدعيها تجبرك على شيء لا تقبلينه.

هزّت نانامي كتفيها.

— أخبرتني المرأة التي التقيتها في أرض الدوّامات أنها هربت من عشيرتها لأنها أُجبرت على الزواج من شخص لا تريده. بدا لي الأمر غريبًا وجريئًا آنذاك، خاصة وأنها كانت مريضة. لابد أنها كانت يائسة للغاية لتقدم على هذه المخاطرة! ولكن عندما وجدت نفسي في موقف مشابه، فكّرت في الهروب أيضًا، أتعلم؟ ما زلت خائفة على أخي الصغير وأمي تضغط عليّ كثيرًا. أريد أن آخذ أكيناري وأبتعد عن هنا، ربما إلى تانزاكو أو أرض الدوامات عند أختي. سأبحث عن عمل وأعيد بناء حياتنا من جديد. أكثر شيء يعيقني هو عدم قدرتي على القتال، إن هاجمنا أحدهم فلن أستطيع الدفاع عن نفسي أو عن أخي. لطالما حلمت بزيارة العالم، لكنني أعلم أنها لن تكون رحلة آمنة حين أفكّر فيما حدث لك، وما أخبرتني به سابقًا، وما يخبرني به بعض المصابين...

— أفهم ذلك. أنت محقة، لا أريد أن أخيفك، لكن امرأة وطفل... أنت أكثر عرضة للخطر مني. في تانزاكو، رأيت العديد من الشابات اللاتي تم بيعهن ليصبحن عاهرات. إن أردتِ... سأسعد بتعليمك بعض التقنيات الدفاعية.

— أأنت جاد؟ لا أريد أن أضيع وقتك من أجل لا شيء، كاتانا-سان. أنا أعرف نفسي، لا يمكنني قتل شخص حتى لو هاجمني! لا أستطيع.

أطلق الأوتشيها تنهيدة غاضبة.

— سنسي... أنت تنقذين الأرواح ولا تسلبينها... لكن ماذا لو أصبح الأمر قضية حياة أو موت؟ افترضي أنّ هناك معتدٍ سيقتل أخاك والطريقة الوحيدة لإيقافه هي قتله. ربما لا يكون خطيبك السابق شخصًا سيئًا وأنت متمسكة بأمل أن يعود إلى رشده لأنك رأيته في أفضل أيامه... لكن هل ستفكرين بهذه الطريقة عندما تواجهين مجرمًا يحاول سلب حياتك أو حياة أخيك؟ مهما قلتِ له، ومهما توسلت إليه وبكيت، فلن يوقفه شيء! يتغيّر الناس عندما يكونون مهيئين لقبول التغيير. ابدئي بإقحام هذه الفكرة في رأسك وأنا أعدك بأنني سأدرّبك لتصبحي أقوى.

— أنا أعي المنطق فيما تقوله، لكن إن اعتقد الجميع أن لهم الحق في قتل بعضهم البعض، فستعم فوضى عارمة! انظر فقط إلى كل هذه الحروب. لا تصدّق ما يقوله بوتسوما-ساما وهاما-ساما، بالنسبة لهم، الحرب وسيلة لإيقاف الأوتشيها، والدفاع عن الفقراء واستعادة السلام والعدالة، لكن... الجنود الآخرون يقاتلون من أجل الانتقام! دافعهم الرئيسي هو أن يرقد الأشخاص الذين فقدوهم في قبورهم بسلام، ولا يهمهم ما سيحدث للعالم. هذا سخيف! نفس الأشخاص الذين قتلوا ماتوا لنفس السبب. إنها حلقة مفرغة. لم يعد لحياة الإنسان معنى، نحن نعيش لنموت من أجل شخص قد مات! بالنسبة لي، الحياة ثمينة، وإنقاذ الأرواح يعطي معنى لحياتي.

انبطح كاتانا على العشب وحدق في السحاب. معها حق، لكنها مثالية. حالمة. ساذجة. لقد رأى ما يكفي من هذا العالم ليدرك ذلك. في مرحلة ما من حياته، اعتقد أنه لو حكم والده أرض النار وفرض قوانينه الصارمة، سيصبح هذا العالم مكانًا أفضل. نظريًا، نعم، ولكن كلّما رأى نفاق والده، كلّما فقد الأمل. النظام والسلام والعدالة... مجرد كلمات يستخدمها لتحريك الجيش وتحريضه، لأنها تجعل الناس يحلمون بواقع أفضل. لكن آكيرا لا ينظر إلى أبعد من أنفه، العالم ومعاناة الآخرين – حتى معاناة أبنائه – لا تهمّه كثيرًا. الثورة التي ذكرها القائد ساتوشي نتيجة منطقية لأنانيته. لن يتفاجأ إذا اتضح أنّ هيدياكي يتآمر عليه حقًا، فذكاء ابن عمه لن يسمح له بأن يبقى عبدًا له لبقية حياته.

— أنت محقة، إنها حلقة مفرغة، ومهما فعلت، لا يمكنكِ تغيير الناس أو السيطرة عليهم. إذا قرروا الانتقام، لا يوجد شيء يمكنك فعله لإيقافهم. لا يمكنك التحكم سوى في أفعالك. قلتِ أنّ حياتك ثمينة، إذًا يجب أن تحميها! إن حاول أحدهم قتلك أو قتل أخيك، فلا تترددي في قتله. إن حاول أحدهم اغتصابك، فلا تخافي من إيذائه لحماية نفسك. لا تخضعي للظلم، أنتِ لا تفعلين ذلك انتقامًا، بل لإنقاذ حياتك وحياة الأبرياء الآخرين.

استلقت نانامي على ظهرها وحدّقت في وجه الشاب الهادئ. حطّ طائر على رأسه ينقر شعره المجعّد الناعم.

— شكرًا لك يا كاتانا-سان. إن أردت... يمكنني أن أعلّمك النينجوتسو الطبي أيضًا. وبهذا، ستكون قادرًا على معالجة جروحك إذا تعرضت لهجوم، لكني أحذّرك، أنا تلميذة سيئة في القتال!

ضحك الأوتشيها بخفة.

— لا تقلقي، أنا مدرّب جيّد!

— متباهي!

— كوني أنت الحكم.

عاد الشابان إلى الكوخ. أرادت البقاء لوقت أطول، لكن نانامي خافت من ردّ فعل والدتها. لذا، على الرغم من أنّ ثوب الكيمونو الخاص بها ظلّ رطبًا، إلّا أنها ارتدته وحملت الحقيبة الجلدية المليئة بالأعشاب الطبية. عرض عليها كاتانا أن يرافقها ليدلّها على طريق العودة، ووافقت بسهولة. سلكا طريق الغابة، بعيدًا عن نهر ناكانو، وانتهى بهما المطاف في منطقة سنجو.

— الكثير من الأوتشيها يمرّون من الجانب الآخر، لذا من الأفضل أن تأتي من هذا الطريق... من أجل سلامتك.

— لم أكن أعلم، شكرًا على إخباري بذلك!

— لا شكر على واجب.

— بالمناسبة، من السيدة التي في الصورة؟ تبدو فاتنة وغامضة.

ابتلع كاتانا ريقه. قال بابتسامة صغيرة:

— إنها أمي.

— آه! إنها تشبهك بعض الشيء... لم يخطر ذلك على بالي.

— وقلتِ أنها تشبه امرأة قابلتها في أرض الدوامات؟

— صحيح. اسمها هاناكو بالمناسبة، من المتعب تلقيبها بالمرأة التي قابلتها في أرض الدوّامات!

انفجر كاتانا ضاحكًا ولوحّ للطبيبة التي اتجهت إلى الغابة وهي تبتسم له.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top