1.2. أسرار واعترافات

أرض النار – الضفّة الشرقية

2.

مع بُزوغ الشمس، وصل ثلاثي الأوتشيها إلى الميناء الشرقي لأرض النار. عمّ المكان صوت الأمواج المرتطمة بالسفن، تخلّلته زقزقة طيور النورس المحلّقة فوقها.

قفز رجلٌ ملتحٍ ذو شعر كستنائي كثيف من سفينة شراعية واستقبلهم على رصيف الميناء بابتسامة عريضة كاشفة عن أسنانه المُصفرّة.

— كايتو-سان، مرحبًا! كيف حالك؟

— على أفضل حال! سعيد برؤيتك يا هانا-تشان. أرى أنك مع فريق مختلف، كنت أترقب ذاك الشاب الوسيم...

تمتم تحت أنفاسه وهو يحك لحيته:

— ما كان اسمه يا ترى؟

«هانا-تشان؟»، تساءلت نوبارا مستغربة:

— أتعرفان بعضكما البعض؟

ردّت هاناكو:

— أجل! كان كايتو-سان القبطان خلال رحلتي الأولى إلى أرض الدوامات. إنه يعرف أفضل الطرق لتجنّب الدوّامات والقراصنة. نحن بأمان معه.

ثمّ أردفت مُعرِّفةً بزميليها:

— هذا هيدياكي، قائد فريقنا. ونوبارا-تشان.

قال كايتو وهو يصافحهما:

— تشرفت بلقائكما... لم تقابلي شينيا بعد، أليس كذلك؟

هزّت هاناكو رأسها نافية.

— كلاّ... أهو بحّار جديد؟

— وظّفتُه الصّيف الماضي، بعدما تركني الفتيان دون سابق إنذار... إنه يتعلّم بسرعة بالنسبة لشخص قضى جُلّ حياته على اليابسة، لكنه كتوم.

سأل هيدياكي بهدوء، لكن هاناكو شعرت بانزعاج في نبرة صوته:

— أسوف يأتي معنا أيضًا؟

— بالطبع، فهو مساعدي. لقد تأقلم جيّدًا مع كاتانا-تشان. لم أره يثرثر مع شخص غريب من قبل.

«كاتانا-تشان؟» اتّسعت أعين نوبارا من الحَيْرَة. ابتسمت وهي تتخيّل وجه صديقها الطفولي العبوس عند سماع كايتو يلقِّبه هكذا.

ركب الأربعة السفينة قاصدي المقصورة. فُتِح بابُها فظَهر من ورائه غلامٌ نحيف، يرتدي هاوري أخضرًا، برزت من خلاله بشرته المُحْمَرَّة، ومرفرفًا في مهب الريح مثل شعره الأشقر. عبس لرؤيتهم، ما جعل عينيه الفيروزيتين منغمستين في وجهه أكثر.

— ارفع المرساة يا شينيا!

أفسح الأشقر الطريق لهم دون أن ينبس ببنت شفة.

قالت هاناكو مخاطبة هيدياكي:

— يبدو أننا لا نروقه أيضًا.

هزّ الأوتشيها كتفيه. تصنّع كايتو ابتسامة وترجّاهما أن يتصرّفا على راحتهما، لأنّ القارب سيغادر خلال لحظات.

هرعت نوبارا إلى المقصورة أولًا. هي لم تستقل سفينة من قبل، ففوجئت لاتِّساع الداخل المُضاء بأشعّة الشمس المتدفِّقة عبر النوافذ البيضاوية. احتوت حجرتا النوم على زوجي سريرين متراكبين، وعلى خزائن تحت السريرين السفليين، حيث خبأوا أغراضهم. واشتملت المقصورة على مطبخٍ صغير، وحمّام، وغرفة معيشة فيها طاولة محاطةٌ بمقاعد جلس النينجا الثلاثة عليها. فتح هيدياكي الخريطة التي أعطاه إياها تاجيما، ثم نظر إلى أخته، المندهشة من التصميم الداخلي للسفينة.

— علينا مناقشة الخطّة. نوبارا، ابقي متيقّظة. إن شعرت بـ تشاكرا أحدهما تقترب، أخبرينا بذلك.

— لا داعي أن تذكرني بهذا، نيي-سان! وأيضًا... توقّف عن إلقاء الأوامر عليّ كما لو كنتَ تا... تايتشو!

قالت هاناكو ضاحكة:

— لكنّه القائد فعلًا!

ردّت نوبارا متذمّرة:

— أوني-تشان! في أيّ صفٍّ أنتِ؟

جاء كايتو مع طبقٍ من السّمك المشوي قدّمه لهم بِحُجّة أنّهم قد يكونون جائعين بعد أن قطعوا مسافة السّير إلى الميناء. شكره هيدياكي بأدبٍ وأخذ عنه الطبق. لاحظ البحار انزعاج الأوتشيها، فاعتذر وغادر المقصورة.

استسلمت نوبارا لقرقرة بطنها، وانقضّت كالقطة على أخيها. تفاداها هذا الأخير رافعًا الصحن عاليًا.

— نيي-سان! لا تكن سخيفًا، أنا أتضوّر جوعًا.

— لقد أحضرنا غداءنا!

— لكنني أريد السمك!

تشبّثت الشابة برقبة أخيها وأعينها تتوسّل إليه، لكن ذلك لم يكفِ لتعكير صفوه. تنهّد هيدياكي قائلًا:

— كفاكِ صبيانية! لا يمكننا تناول طعامٍ أعدّه الغرباء. الشينوبي لا يستسلم لرغباته!

— لكنها خسارة إن تخلّصنا منه! أليس كذلك يا هاناكو ني-تشان؟

خرجت هاناكو من أفكارها، فسحبت نوبارا من خصرها وابتسمت لـ هيدياكي قائلة:

— لا داعي للقلق. آني-ساما يثق بـ كايتو-سان. يمكننا الوثوق به أيضًا.

تنهّد هيدياكي بخفّة ودفع الصحن بين ذراعي أخته التي تحدّته بابتسامة ماكرة. استلقى مرة أخرى في مقعده وعقد ذراعيه. همّت زميلته بالجلوس إلى جانبه.

— جدّيًا، هاناكو، في أيِّ صفٍ أنتِ؟

رفعت الكونويتشي حاجبيها وتلعثمت، قبل أن تنتبه لنبرة المزاح في سؤاله. ما جعلها تضحك بخفة.

أحضرت نوبارا عيدان الطعام من المطبخ وعادت على رؤوس أصابعها. قال هيدياكي بهدوء:

— ليس الآن!

رمت بجسدها على المَقْعَد بعبوس وأخذت تنقر بالعيدان على شفتيها. تجاهلها القائد وواصل حديثه:

— فشل كاتانا في التسلل إلى نطاق عشيرة أوزوماكي. يقول في رسالته أنهم عزّزوا نظامهم الأمني... لكن بفضل طيوره، تمكّن من الحصول على معلومات قيّمة. نوبارا؟

— لا يمكنهم سماعنا من حيث هم... آذانهم مسدودة بالشمع على أي حال! أوكا-ساما على حق، الآخرون لا يعرفون مفهوم النظافة. أتساءل كيف يبدو الأوزوماكي...

تنهدت هاناكو.

— نوبارا-تشان... ما هذا الكلام؟

طهّر هيدياكي حلقه وأردف:

— رُزِق آشينا أوزوماكي، زعيم عشيرتهم، بطفلته الأولى بعد سنوات عدّة من الزواج. وحسب الشائعات، فإنّه نظّم مهرجانًا كاملًا للاحتفال بمولدها. خمّن كاتانا أنه يمكننا اغتنام فرصة الجلبة للتسلل واستعادة اللّفافة دون لفت الانتباه، حيث أنه سيتم دعوة الجميع إلى المأدبة...

صاحت نوبارا:

— بدأت أُغرم بهذه المهمة! متى ستقام المأدبة؟

— غدًا مساءً. حدّد كاتانا الطرق المُؤَدِّية إلى المعبد مع تبيان المناطق التي قد نصادف فيها الحراس، لكن...

تمتمت هاناكو:

— إذا لم ننجح في التّسلّل، فلن ينفعنا ذلك.

— بالضبط. ستكون تجربتك مفيدة لنا، فأنتِ الوحيدة التي ولجت إلى نطاق عشيرة أوزوماكي. لهذا أصرّيت على الزعيم أن تكوني جزءًا من هذه المهمة.

نظرت هاناكو إلى هيدياكي باستغراب. هو السّبب إذن! طبعًا... وإلاّ، لِمَ قد يعهد والدها إليها بمهمة قد أخفقت في إنجازها من قبل؟ فجأة، تملّكها القلق ثانية.

كان أرايا وكاتانا جزءًا من تلك المَهَمّة أيضًا، ولكن بصفتها قائدة الفريق آنذاك، اضطرّت إلى تحمُّل مسؤولية إخفاقها وحدها. وكأنّ تكليفها بمهمّاتٍ — عادت منها حيّة تُرزق، مصادفةً أو بمعجزة — خاضت خلالها صعابًا ما زالت تحرمها من النوم، لم يكن كافيًا عقابًا لها، فقد حرمها آكيرا من راتبها عامين كاملين. كُلّ مرّة أمِلَتْ أن يستقبِلَها بفخرٍ، لم ينسَ يومًا أن يُذكِّرها بمدى حسرته على قلّة نفعها مقارنةً بأقرانها.

شدّت قبضتيها على قماش اليوكاتا. هذا الألم في جوفها لن يتبدّد حتمًا. ودّت لو أنّ تاجيما قاد هذه المهمّة، مع هيدياكي ونوبارا كرفقاء. تجرِبة كاتانا تكفيهم، فبإمكانها رؤية أنّ شقيقها الأصغر يعمل بجد.

نظر هيدياكي في عينيها مستفسرًا:

— كيف تمكّنتِ من التسلل أوّل مرة؟

ملأت هاناكو رئتيها بالهواء. الوقت ليس ملائمًا للأعذار والافتراضات. ما من خِيار لديها سوى أن تكون مفيدة هذه المرة.

— حسنًا... هنالك نِقَاط تفتيشٍ على حدود نطاق عشيرة أوزوماكي، ولعبورها نحتاج إلى رخصة. الأوزوماكي يملكونها، والتجار الذين يتجوّلون بحريةٍ في أرض الدّوامات أيضًا. الحراس يعرفونهم، لذلك لا يدقّقون معهم. هم لا يفحصون بضاعتهم حتى... لذا اختبأت في عربة أحد التجار. فرصة وقوعي في أيدي الحراس كانت ضئيلة، وإن وردت. ومع ذلك، بدت فرص نجاحي أكبر لذا جرّبت حظي.

صاحت نوبارا بحماس:

— مثير! لكن ماذا لو أمسكوا بك؟

— أعددتُ خطّة لكل حالة...

— حسب كاتانا، مع الإجراءات الأمنية الأخيرة، لا يمكننا المجازفة بالاعتماد على التجار. بما أنّ الأوزوماكي يمتلكون ترخيصًا، طلبت منه العثور على ضيوف من خارج نطاقهم، واحتجازهم ومراقبتهم. سنأخذ رخصهم وننتحل شخصياتهم. هذا سيسهّل عبورنا دون إثارة الشبهات.

نطّت نوبارا في مقعدها غاضبة:

— مهلًا لحظة! لا تقل لي أنني من سيتخلّص منهم!

— لن نتخلّص منهم. كما قلت... لا يمكننا المخاطرة بترك آثار وراءنا.

— بالضّبط! وإن تركناهم على قيد الحياة، فسوف يكشفون أمرنا!

— سأخضعهم لـ غنجوتسو قوي. إن سارت الأمور على ما يرام، فسوف ينسون وجوهنا ويسترجعون تلك الذكريات كما لو أنهم حضروا المهرجان فعلًا.

سألت هاناكو متفاجِئةً:

— أتقصد أنك ستتلاعب بذكرياتهم باستخدام الشارينغان؟ أذلك ممكن؟

تردّد هيدياكي للحظة ثم أغمض عينيه. عندما فتحهما، كاشفًا عن الشارينغان، ظهر في قزحيته شكل مختلف عن التوموي الثلاثة الاعتيادية: شكل أشبه بشوريكن سوداء متشابكة على خلفية قرمزية.

— المانغكيو شارينغان خاصتي يمنحني القدرة على التلاعب بذكريات الآخرين.

فتحت هاناكو فمها بذهول وهي تحدّق في هيدياكي. لم تتصوّر قطّ أنه أيقظ المانغكيو شارينغان، ناهيك أن يتمتّع بقدرة كهذه. على حد علمها، تاجيما نفسه لم يوقظه.

انتابتها الرغبة في الاستفسار عن الظروف التي أيقظه فيها، لكن يقينها — بحكم تجربتها — أنّ تطور الشارينغان يصاحب دائمًا مواقف مؤلمة عاطفيًا ونفسيًا، جعلها تمتنع عن السؤال. أخرجها صوت نوبارا من أفكارها:

— لكن يا ني-تشان، لِمَ أخفقتِ بالرّغم من أنّكِ تمكّنتِ من التسلّل؟

سدّت غصّة حلق هاناكو. ليتها حوّلت مسار الحديث إلى مانغكيو شارينغان هيدياكي لتفادي هذا السؤال. ارتجفت شفتاها والكلمات آبية أن تغادرها.

— في الحقيقة... لدي ذكريات سيّئة عن تلك المهمة. لا أُحبِّذ الحديث عنها.

في قريرة نفسه، لم يستطع هيدياكي إنكار رغبته في معرفة ما حدث، وقد زاد تكتّمها فضوله. هو يعرف هاناكو منذ نعومة أظافرهما، وإن لم يتغيّر شيء فيها قطّ، فهو خوفها من تخييب ظنّ أبيها. فمَا الذي حدث خلال تلك المهمة ليجعلها شاحبة بمجرد التفكير فيها؟ وضع يده برفق على كتفها قائلًا:

— إن كان قد وقع لكِ مكروه ما، فإنّ مناقشته الآن تُعدّ فرصة لتفادي وقوعه ثانية، ألا تعتقدين ذلك؟ كما أخبرتكِ، تجربتك قيّمة لنا. لذا لا تترددي في إخبارنا عمّا جرى.

صوته الهادئ خفّف من قلقها، لكن احتمال أن تجد نفسها في نفس الموقف شبه منعدم. فهل من داعٍ للكشف عمّا حدث؟ لم تكن قادرة على كتابة جلِّ تفاصيلِ تلك المهمة في تقريرها، والأسوأ من ذلك أنها كذبت على والدها. أيمكنها أن تأمن هيدياكي على سرِّها؟ لطالما كان ابن عمّها طيّبًا معها، لكن ماذا سيكون حكمه عليها ما أن يعي ما فعلته؟

ارتخت عضلة كتف زميلته، فسحب هيدياكي يده، وأخذت هي في الكلام:

— بمجرد وصولي إلى نطاق عشيرة أوزوماكي، وجب عليّ إيجاد طريقة للوصول إلى المعبد الذي خُبِّئت فيه اللّفافة، لكنه يقع في أراضي قصر الزعيم... ومن المستحيل ألا يشتبه فيّ الحراس. كان عليّ أن أجد طريقة أكثر أمانًا...

حدّق هيدياكي ونوبارا في ابنة عمّهما، منغمسين في قصتها.

— بدل التسرع، قرّرت أن أدرس الوضع أولًا. لذا عملت نادلة في حانة يرتادها رجال أثرياء، معظمهم من التجار الذين يزورون القصر بانتظام لتلبية مطالب زوجة آشينا. استمعتُ إلى محادثاتهم بحثًا عن معلومات قد تفيدني... سُمح لي بالمبيت في الحانة شرط أن أتولى تنظيفها. للتقدم في بحثي، أرسلت قطط النينجا خاصتي لاستكشاف المكان. وبفضلهم، اكتشفت مسارًا تحتأرضي يؤدي إلى داخل المعبد. وهكذا رسمت خطتي ولم يتبقّ لي سوى تنفيذها. أحيانًا شعرت بضيق التنفّس، لكنني ربطت الأمر بسوء التهوية والفطريات في المكان الذي كنت أنام فيه... ثمّ ذا صباح مثل أي صباح، وأنا أرتاد محل شاي لتناول الفطور، شعرت بألم حاد في بطني. خرجت من المتجر أترنح... وعندها فقدت الوعي.

ضمّت هاناكو ساقيها إلى صدرها واستقرّت قزحيتيها في زاوية من عينيها.

— ما أذكره هو... شابة شقراء ساعدتني على النهوض. شعرت بدوارٍ وضيق في صدري، وألمٍ لا يطاق. لم أستطع المقاومة. قالت أنّها تعيش في الجوار وأنّها طبيبة.

— أوه! ني-تشان... لو لم تمرضي، لكنتِ قد نجحت حتمًا!

هزّت هاناكو رأسها نافية.

— كلاّ. تلك المرأة أدركت أنني أجنبية، وأنني لا أملك رخصة...

سأل هيدياكي متفاجئًا:

— أأبلَغتْ عنكِ؟

— كلاّ، لم تفعل، بل عالجتني واعتنت بي. علمتُ أنها أجنبية أيضًا. لم يفاجئني الأمر، فقد كانت شقراء. الأوزوماكي يتميّزون بشعرهم الأحمر.

صاحت نوبارا:

— حقًا؟ لم أكن أعرف هذا!

واصلت هاناكو قصتها:

— بطبيعة الحال، كذِبتُ بشأن هويتي. اختلقتُ قصّةً مفادها أنني فررت من عشيرتي بعدما أجبروني على الزواج من شخصٍ لا أحبّه. بدت ساذجة، لذا لم أكلّف نفسي عناء إخبارها بقصة أكثر تعقيدًا. لا أعلم إن صدّقتني... قالت أنّها تعيش مع أختها المتزوجة من رجل أوزوماكي، وأنّها تدرس الطب، وأنني أعطيتها الشجاعة لتحقيق حلمها بالسفر حول العالم. فتاة غريبة، غبية وذكية على حد سواء. لم أستطع قراءة شخصيتها.

استفسر هيدياكي بفضول:

— أكانت كونويتشي؟

— لا أعلم... لكنني أدركت أنها من السنجو.

كرّر هيدياكي ونوبارا وراءها بمرارة:

— سنجو؟

— أجل. لقد أعارتني ثيابها. عرِفتُ رمز عشيرة سنجو المطرّز على الياقة. مشاعري حول الأمر كانت معقّدة ولا تطاق. كنت ممتنّةً لهذه المرأة التي تُعدّ في الأصل عدوّتي.

— ماذا فعلتِ إذن؟

— عادت أختها وزوجها إلى البيت بعد أيام... ووبّختها على إبقائي.

تساءل هيدياكي:

— حقًا؟ في العادة، يحب السنجو أن يظهروا كرماء حتى مع الغرباء.

— على الأرجح لم يكن لها خِيار، فرغم مظاهر الازدهار والتقدم، الأوزوماكي بالكاد يستطيعون تلبية احتياجات أسرهم. عندما توقفوا عن خوض الحروب وتقديم خدماتهم، فقد معظمهم وظائفهم كنينجا واضطروا إلى تولي أعمالٍ أقل ربحًا. من الناحية الاقتصادية... على عكس أرض النار، حيث تزدهر الزراعة وصناعة الخشب، فإنّ أرض الدوامات جزيرة صغيرة مهدّدة بالكوارث الطبيعية، الحياة هناك باهظة الثمن... أعتقد أنها توقعت ردّ فعل كهذا من أختها، ومع ذلك، لعلمها أنه لا مكان لي ألجأ إليه، سمحت لي بالبقاء للتأكد من تحسّن حالتي. إثارة شفقة الآخرين شعور مزعج للغاية... فمَا أدراك أن يكونوا أعداءك. هذا مخزٍ بحق...

— لم تكن تعلم أنّكِ عدوّتها. لم تتصرف بدافع الشفقة قطعًا، السنجو عادة ما يكونون كرماء، ولكن... لو علمت أنّك من الأوتشيها، لكانت قد تركتك تموتين في الشارع.

— أعي ذلك، لكن...

ابتلعت هاناكو الدموع المجتمعة في تجاويف عينيها.

— شفيتُ بفضلها. ما كان عليّ سوى استعادة أسلحتي من المخبأ الذي احتفظتُ بها فيه في الحانة وتنفيذ خطّتي. لكن حينها فكّرت أنّه... لو سمحتُ لوالدي بأن يضع يديه على تلك القوة المُدمِّرة، فسوف يمحي السنجو والأوزوماكي عن بكرة أبيهم... بما فيهم تلك المرأة التي أدين لها بحياتي. لذا تخلّيتُ عن مهمتي، وكذبتُ على فريقي وعلى أوتو-ساما وفي تقريري. تظاهرتُ بقلّة الكفاءة لإخفاء ضعفي.

استفسر القائد:

— كيف تشعرين حيال ذلك الآن؟ هذه المهمة لا تختلف عن سابقتها. إن فشلنا، فسيرسل آكيرا-ساما فريقًا آخر لاسترداد لفافة خَتْم كيوبي. وسيستخدم قدراته البصرية للتحكّم به وإبادة السنجو والأوزوماكي، وإخضاع جميع العشائر الأخرى، وبالتالي إنهاء الحرب. هل تخططين للوقوف في طريقه مرة أخرى؟

من هي على أي حال لتقف في طريق الزعيم الأعظم لعشيرة أوتشيها؟ لم تعدّ نفسها أكثر إزعاجًا من ذبابة. قصة جديدة لمجد عشيرة الشارينغان تكتب الآن. الأوتشيها هم الشعلة التي تضيء أرض النار والمروحة التي تزيد توهّج تلك الشعلة. العشيرة التي ستجلب السلام الحقيقي لهذا العالم الفوضوي. هاناكو مؤمنة بذلك.

هذا العالم لا يحترم إلاّ الأقوياء. لذا، إن سمح نجاح هذه المهمة لعشيرتها بأن تكون في أوجِّ قوتها، فلن تدع ضعفًا، مثل الامتنان لأعدائها، يُثبِّط عزمها.

— كلاّ. أنا مستعدة.

ملاحظة الكاتبة: شكرًا على قراءتكم هذا الفصل، أتمنى أن تكون هذه البداية قد نالت إعجابكم. إن كان الأمر كذلك فلا تنسوا التصويت ومشاركة رأيكم معي في التعليقات. هل تعتقدون أن هاناكو ستنجح هذه المرة؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top