الجزء السادس
مخلَّصي قط : الجزء السادس
ارتاحت بثينة في فراشها بكل سعادة وقطها تستس نائم بجانبها، بينما اهتم ربيع بتنظيف المنزل وترتيبه، واهتم إدريس بإعداد شيء خفيف من الخضروات واللحم لها لكي تتناوله للعشاء وتصبح بصحة جيدة.
بينما الجميع مهتمون بأشغالهم فإذا بالباب يطرق وهذا أمر غريب لأنه نادرا ما يحصل ذلك، أرادت بثينة الوقوف لتفتح لكن أوقفها ربيع قائلا:
-«أنتِ ارتاحي، سأرى من ثم أعود»
توجه للباب وفتحه فانصدم بوجود شرطي يقف على عتباته ويبدو أن الوضع سيكون معقدا قليلا، حدقا ببعضهما ثم قال الشرطي:
-«طاب مساؤك، صاحبة المنزل فتاة أليس كذلك؟»
-«نعم»
-«نادِ عليها»
-«إنها مريضة، هل من مشكلة؟»
-«حسنا دعها، ما الذي تفعله أنت هنا؟»
-«أزورها لأنها متعبة، لماذا هذا السؤال الغريب؟»
-«متأكد؟»
-«خيرا! هل تعرف نواياي أحسن مني؟»
خرج إدريس ليعرف ما الحكاية فتفاجأ بتلك المشاحنات بين ربيع والشرطي، ثم قال هذا الأخير:
-«أنت الآخر، ما علاقتك بصاحبة المنزل؟»
رد إدريس:
-«زميلتي من العمل»
-«أحقا ليس هناك شيء بينكم أنتم الثلاثة؟»
رد ربيع بحدة:
-«شيء مثل ماذا؟ نحن لا نفهم الألغاز»
خرجت عجوز ستينية من خلف الشرطي وقالت بنبرة حادة:
-«هذه الفتاة الفاسقة تأتي بالرجال دوما لمنزلها، إنها تملك بيت دعارة، عليكم إخراجها من هنا فلا أحد يحتمل هذه التصرفات اللا أخلاقية»
رد ربيع بغضب:
-«عفوا؟! بثينة تعمل في الدعارة؟ هل تدركين ما تقولينه؟ إتهامك مقرف وخطير وهي مجرد شابة، ما تشويه السمعة هذا؟»
-«وهل تخاف على سمعتها وهي من أتت بكل هؤلاء الرجال لمكان فارغ؟»
-«شيء يخصها، اتهامك هذا لا أساس له من الصحة»
بسبب غضبه صار يقترب منها شيئا فشيئا فحاول إدريس إبعاده لكنه لم يرضى أن يدخل المنزل حتى يقول كل ما لديه:
-«أولا تتهمين فتاة بتهمة مرعبة كهذه وثانيا تقحمينني كطرف في القصة، أتعلمين ماذا سيحصل لو أنني رفعت دعوى قضائية ضدك؟ سأدمرك، ستقضين ما تبقى من حياتك تجمعين المال كتعويض لي، المرة القادمة قبل أن تتهمي أي فتاة وشخصا آخر معها فلتعلمي أن هناك قانونا يعاقب مروجي الشائعات الكاذبة»
تراجعت العجوز للخلف وهي خائفة وأخيرا بعد فترة من النقاش اتفق الجميع على إغلاق الموضوع شرط أن لا يرفع ربيع دعوى قضائية.
دخل الشابان لمنزل بثينة فوجداها ما تزال مستلقية في سريرها وقالت:
-«هل من مشكلة؟»
رد إدريس بتوتر:
-«هههه أبدا، يبدو أن أحد الجيران تشاجر في الخارج، لا تقلقي، ارتاحي»
تشبثت بالغطاء بقوة وهي حزينة فلاحظ الاثنان حزنها وقال إدريس:
-«الطعام جاهز، سآتي به فورا»
ركض ليحضر الطعام وبعد أن وضعه أمامها رفضت أن تأكل وصارت الدموع تنزل من عيونها فقال ربيع بتوتر:
-«ما بك؟»
ردت بحشرجة وهي تبكي:
-«سمعت كل شيء»
-«أوه حقا؟ هذا بسببي لأنني صرخت عاليا، آسف لما يقولونه عنك»
-«ليس هذا ما جعلني أبكي»
عانقت ساقيها بقوة وبقيت تبكي دون النظر لوجههما وهي تقول:
-«أنا ف ف فقط...أبكي لأنكما يا رفاق...حقا لطيفان للغاية...لقد دافعتما عني رغم أنني لا أعني لكما شيئا، لقد فعلتما كل ما بيدكما للدفاع عني ونحن لسنا مقربين حتى، لا أعلم كيف أصف مشاعري لكنني حقا...حقا...حقا...سعيدة»
رد ربيع بحزن:
-«لو كنتِ سعيدة لماذا تبكين؟»
قال إدريس:
-«أظن أنها دموع سعادة ههههه»
ردت عليهما وهي ما تزال تبكي:
-«حقا لا أعلم، لكنني ممتنة لكما، شكرا»
ثم نظرت لإدريس وقالت:
-«شكرا لأنك لم تشِ بي للمدير حين كسرت الطبق، أردت قول ذلك منذ زمن ولكن لم أستطع»
رد إدريس:
-«أووه تلك الحادثة مرت منذ أشهر، لا أصدق أنك ما تزالين تتذكرين الأمر»
قال ربيع بابتسامة:
-«بثينة حساسة، كانت حساسة طول الوقت ونحن ظننا شيئا آخر»
قامت بمعانقة قطها بحرارة وقالت:
-«بل أنا ممتنة لهذا القط، بسببه قابلت أشخاصا رائعين وأصبح لدي رفيق سكن واختفت الوحدة تدريجيا، القطط السوداء ليست حظا سيئا بل العكس تماما»
قال إدريس:
-«ههههه أتفق في ذلك، هذا قط خارق للطبيعة، والآن تناولي طعامك وكفي عن البكاء، ومهما كانت مشاكلك فسندعمك دائما، فقط اتصلي بنا وسنكون في الخدمة، أنتِ من الآن أختنا الصغيرة»
ولأول مرة منذ سنوات أصبح لدى بثينة ثلاث أرقام مسجلة في هاتفها، رقم المدير، ورقم ربيع وإدريس، إنها بداية جيدة لصداقة جيدة.
تحسنت صحة بثينة وعادت للعمل في المطعم وبمجرد وصولها رحب بها الجميع، وبينما هم يعملون رأت لارسا ترتب الخضار في الثلاجة فذهبت إليها متوترة وقالت:
-«تحتاجين مساعدة؟»
ردت لارسا ببرود:
-«ليس تماما»
-«ماذا يعني ذلك؟»
-«لا أدري»
-«أوووه حسنا، سأساعدك»
ساعدتها على وضع كل شيء في الثلاجة ثم قالت بثينة بتوتر:
-«هل...تحبين نوعا معينا من الطعام؟»
-«نعم، السوشي»
-«أعرف مطعما قريبا من منزلي يبيع السوشي»
-«هل تعتبر هذه دعوة؟»
-«ليس تماما»
-«ماذا يعني ذلك؟»
-«لا أعرف»
انفجرت لارسا ضاحكة لكنها حاولت كتم ضحكاتها لكي لا يأتي المدير، ثم قالت بهدوء:
-«حسنا، اختاري الوقت الذي يناسبك»
-«ماذا عن يوم غد؟ إنه الجمعة؟»
-«موافقة»
في استراحة الغداء وبينما الشباب في قاعة الاستراحة يأكلون قال إدريس:
-«أصبح عندي رقم بثينة هههههه»
قال هيثم بسخرية:
-«أيعقل أن تلك الفتاة منحتك رقمها؟ ههههه تلك المغرورة؟»
-«وماذا في ذلك؟ ثم هي طيبة جدا»
قال زين بحماس:
-«أعطوني رقمها، أريد أن أتصل بها في الليل وأخيفها هههههه»
-«مستحيل، مجنون»
قالت لارسا بهدوء:
-«شباب! توقفوا رجاءً، دعوا عنكم ألعاب الصبيان»
قال هيثم:
-«لا تدافعي عنها بعد أن قالت عنك ما قالت»
-«لا يهمني ما قالت، مهلا! ما أدراك بِمَ قالت؟»
-«كنت سأخرج لأدخن فسمعت كلامكما، إنها حقا مقرفة، لا بأس أن تسيء إلي لكن إساءتها لك منتهى القذارة، أنتِ فتاة طيبة ورائعة ومن يسيء لك مريض نفسي»
قال مهدي بحزن:
-«أحقا أساءت بثينة لك؟ هذا حقا فظيع! من الذي قد يؤذي لارسا الجميلة»
دخلت بثينة القاعة بعد أن ضربت الباب بقوة ويبدو أنها سمعت ما قالوه عنها، تصنم الجميع مكانهم ثم قال إدريس:
-«آنسة بثينة، تناولي الطعام معنا»
ردت وهي تحدق بهيثم بحقد شديد:
-«هناك بعض الناس هنا لا يعجبونني لذا لن أفعل»
رد هيثم ببرود:
-«أسعدتنا»
ثم قال ربيع:
-«كنا نتحدث عن رقمك، الجميع يريدونه»
-«حسنا، سأعطيه لهم»
انصدموا جميعا من كلامها ولم يأخذوه على محمل الجد فأردفت:
-«نحن زملاء، لا داعي للاندهاش، قد نحتاج بعضنا»
ثم نظرت للارسا وقالت:
-«وقد نكون أصدقاء أيضا»
ابتسمت لها لارسا ووزعت رقمها على الجميع ومر ذلك اليوم على خير ما يرام.
كان يوم الغد يوم عطلة فتوجهت بثينة للحديقة لتلتقي بلارسا ومعها قطها تستس الذي تحمله على كتفها، عندما مرت بجانب أحد المتاجر التي تبيع الهواتف رأت إعلانا بخصوص قرعة سيتم إجراؤها في المساء على هاتف من أحدث هواتف الآيفون فوقفت تتأمله وبجانبه الهاتف الذي سيقدم كهدية داخل زجاج المتجر.
قالت بحزن بعد أن تأملت بما يكفي:
-«لطالما أردت الحصول على آيفون، ربما وقتها سينظر لي الناس على أنني شيء مهم»
نظرت للإعلان مجددا فوجدت مكتوبا فيه "اشترِ تذكرة عليها رقم وفز بالهاتف"
سارت وهي حزينة ثم فجأة توقفت ورجعت للخلف ووقفت مجددا عند الزجاج وهي تضع يديها على بعضهما وتتأهب للتمني قائلة:
-«سأخاطر ببعض المال وأتمنى أن أفوز، أحتاج هاتفا جديدا حقا فهاتفي الحالي في سكرات الموت»
نظرت لتستس وقالت:
-«امنحني بعض الحظ صغيري»
دخلت المتجر واشترت التذكرة التي عليها الرقم الخاص بالسحب ثم غادرت وهي تتمنى أن تفوز هذه المرة رغم أنها منحوسة بالعادة.
وصلت للمكان الذي تنتظرها فيه لارسا فوجدتها جالسة عند النافورة وقالت:
-«آسفة على التأخر»
-«لا بأس، تعالي لنأكل شيئا فأنا جائعة»
دخلتا لتناول الطعام وبعد انتهائهما أصرت لارسا على اصطحابها في جولة في السوق فرأيتا الملابس ومستحضرات التجميل والكثير من الأمور اللطيفة، لم تكن بثينة مكترثة لأمر كثيرا فاهتماماتها مختلفة عن لارسا، لكن أسلوب لارسا المرح واللطيف جعلها تستمتع بالأجواء نوعا ما.
في النهاية وبعد ذلك اليوم الجميل من التسوق أعطت لارسا لبثينة كيسا من الأكياس التي اشترتها فتعجبت الأخرى ونظرت بداخلها فوجدت قبعة صوفية ووشاحا باللون النيلي فقالت:
-«لي؟»
-«أجل، الجو بارد هذه الأيام، ارتدي جيدا»
-«لكن...لماذا؟»
-«لقد فكرت فيكِ عندما رأيتها فقررت أن أبتاعها لك»
-«لكن...أنا حتى...خرحت معك اليوم فقط...أعني...لسنا صديقات حتى»
-«ألسنا كذلك؟»
ردت بتوتر:
-«أعني...صداقتنا في بدايتها»
-«هههه وهذا هو الشيء المميز، الهدايا تقرب القلوب»
-«أووه حسنا»
-«ضعيها هيا»
وضعت القبعة والوشاح بهدوء وشعرت بالسعادة لدرجة كبيرة، ورغم ذلك لم تستطع التعبير عن سعادتها بها، نظرت من حولها وقالت بتوتر:
-«أووه انتظري، أنا أيضا أريد أن أشتري لك شيئا»
توجهت نحو طاولة تبيع الاغراض اللطيفة واشترت منها علاقة للهواتف ثم توجهت نحو لارسا وأعطتها إياها وقالت بتوتر:
-«ربما ليست بقيمة هديتك، سأشتري لك شيئا أفضل حين أحصل على راتبي القادم»
أمسكتها لارسا وعانقتها بحرارة وقالت بينما اغرورقت عيناها بالدموع:
-«لا، حقا أحببتها، شكرا، أحب الأشياء الوردية واللطيفة»
ابتسمت بثينة ثم عانقت تستس بحرارة لأنه جلب لها الحظ وبفضله أصبحت عندها صديقة تحبها وتقدر هداياها.
بعد يوم حافل توجهت الاثنتان باتجاه المنزل وبينما تمران من نفس الطريق رأت بثينة المتجر الذي يقيم القرعة على هاتف الآيفون فقالت:
-«مهلا! توقفي، سيُجرى السحب الآن»
-«اشتركتِ بالسحب؟»
-«أجل»
-«أوووه مؤسف! ليتني اشتركت أيضا لكن فات الأوان»
-«تعالي لنرى»
وقفتا عند واجهة المتجر قليلا حتى بدأت الشاشة تمرر الأرقام بسرعة وهما متوتران وتحدقان بشدة والقط نائم.
بعد عدة ثوانٍ توقفت الشاشة على رقم "45610" وعندما نظرت بثينة لرقمها الموجود في التذكرة وجدته نفسه لذا انصدمت بقوة وبقيت تحدق به بدهشة بينما صارت لارسا تقفز وتهتف بسعادة وتعانقها.
حصلت بثينة على الآيفون أخيرا وحدقت به هي ولارسا وهما مندهشتان وقالت لارسا:
-«هل حقا صورته بذاك الوضوح؟ أريني هيا»
فتحتا الكاميرا والتقطتا صورة مع بعض فاندهشتا من الدقة، لكن ما أثر في بثينة حقا هو أنها أول مرة لها تلتقط صورة مع شخص ما، أو بالأحرى صديق حقيقي، حياتها أصبحت مليئة بالعجائب فعلا.
قالت لارسا بسعادة:
-«الآن أصبحتِ ثرية ههههه»
فجأة شعرت بثينة بالحزن حين تذكرت أنها في أزمة مالية وامتلاكها للآيفون لن يغير شيئا، رغم أنه يحزنها التخلص منه.
أول ما فعلته أنها أخذت الآيفون وقامت ببيعه واستخدمت نقوده في أمور مختلفة، أولا لشراء بعض الطعام الفاخر لأنها تأكل الطعام المعلب منذ سنوات ولا ضرر أن تهتم ببطنها قليلا، وثانيا اشترت بعض المستلزمات وملابس جديدة وأبقت لنفسها مبلغا ماليا لتصرفه على نفسها.
من أحد الأشياء التي اشترتها هي بعض طعام القطط لتستس فهو بحاجة لطعام مختلف من حين لآخر لكي ينمو بشكل سوي، وبينما تنظر إليه وهو يأكل شعرت بسعادة وصارت تربت على ظهره.
وبينما تراقبه قالت:
-«هذا القط أجمل ما حصل لي في حياتي، لقد أصبحت محظوظة، وأصبح لدي أصدقاء أيضا، ووظيفة جميلة، وصديقة لطيفة تهتم بي، هل أريد شيئا أفضل من ذلك؟ لذا سأقلع عن الكحول والقمار، وكذلك التدخين، وأعيش حياة سوية مثل باقي الناس»
في تلك الليلة وبينما بثينة نائمة الساعة الثالثة فجرا فإذا بتستس يعض أصابعها ويزعجها بشدة، استيقظت من مكانها ودفعته بعيدا فعاد لإزعاجها مجددا حتى اكتفت منه وحملته لترمي به في الحمام، وبينما تتوجه إلى هناك مرت عبر النافذة فرأت رجلا غريبا بالقرب من منزلها ينظر ناحيتها ثم سار بعيدا واختفى.
شعرت بالقلق منه وأدركت أنه واحد من جماعة العقرب، لكن المشكلة أنها صرفت بعض أموالها على ما تحتاجه لذا لن تستطيع إعطاءه المبلغ كله دفعة واحدة.
في يوم الغد ذهبت للمطعم وعندما وصلت عند الباب الخلفي تنهدت بعمق وقالت محدثة نفسها:
-«يجب أن ألقي التحية عليهم أولا، لا ينفع أن يبادروا هم للأبد، حسنا، ابتسامة صغيرة وصباح الخير وينتهي الأمر»
بينما تفكر خرج المدير ونظر لها:
-«ماذا تفعلين عندك؟ العمل ينتظر»
قالت بتوتر وهي تحاول الابتسام بتكلف:
-«صباح الخير أيها المدير»
تعجب منها لكنه رد بسرعة:
-«صباح النور بثينة»
شعرت بالإحراج من شكلها فدخلت بسرعة وقابلت النادلين مهدي وزين يلعبان بالهاتف فقالت بينما تبتسم بصعوبة:
-«صباح الخير»
رفعا رأسيهما ورأيا ابتسامتها التي تبدو مصطنعة للغاية فابتلعا ريقهما وقال زين:
-«ماذا تفعلين؟»
توقفت عن الابتسام وعادت لبرودها وعبوسها المعتاد وقالت:
-«لم تعجبكما؟»
-«تبدين مخيفة»
قطبت حاجبيها انزعاجا ثم دخلت قاعة الاستراحة لتضع أغراضها فرأت ربيع هناك يضع أغراضه في الخزانة فتنحنحت وابتسمت وقالت:
-«صباح الخير»
استدار نحوها وحين رأى الابتسامة شعر بالخوف وقال بتوتر:
-«صباح الفل، لكن من قال أنك مضطرة للابتسام؟»
-«لا أعلم، هذا ما يفترض أن أفعله لأكسب ود الناس صحيح؟»
-«لا، كوني فقط على طبيعتك»
عبست بوجهها وبقيت تشاهده وهو يخبئ أغراضه ويرتدي مريلته فتوترت وهي تحاول قول شيء ما، وفي النهاية تكلمت مع بعض القلق:
-«هل تريد...الذهاب...لمنزلي اليوم؟ ورؤية قطي؟»
استدار نحوها مصدوما حتى أنه أوقع مريلته، ثم قال:
-«حقا؟ هل هي دعوة جادة وليس مقلبا؟»
-«أجل»
قفز بحماس وقال:
-«ما أسعدني! علي أن أشتري لك البوضة على هذا الخبر السار الذي صنع يومي»
أسرع نحوها وصافح يدها عدة مرات متوالية وهو سعيد ثم خرج من القاعة، تركها متصنمة ورافعة يدها في الهواء كما لو أنها لم تستوعب ما حصل للتو.
في نفس اللحظة دخلت لارسا القاعة بعد أن كانت في الخارج تستمع لكل شيء فابتسمت بخبث وقالت:
-«صغيرتي صارت تدعو أحدهم للمنزل، هل يعقل أنها واقعة في الحب؟»
صرخت بثينة بتوتر بعد أن تحول وجهها للأحمر:
-«فهمتِ الأمر بشكل خاطئ، أنا فقط أفعل هذا لأنه يحب قطي، ليس لدي دوافع أخرى حقا»
-«هههه لا داعي للخجل فأنتِ شابة ناضجة عزيزتي ولا ضرر أن تبحثي عن شخص يلائمك»
-«لكنني حقا لا أفكر هكذا تجاهه»
-«هههه لن تنكري طويلا، سيتبين كل شي لاحقا»
بعد مغادرتها جثت بثينة أرضا وهي تمسك رأسها وتقول بتوتر:
-«لكن الأمر ليس كذلك حقا، أشعر بالوحدة بمفردي وأظن أن البقاء مع أصدقائي سيساعدني، لا أريد أن يفهمني أحد بشكل خاطئ»
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top