العوالم الموازية
نظرتُ إلى الباب الّذي ظهر أمامي فجأةً لعدّة ثوانٍ، كان بابًا عاديًّا مثل أبواب منزلي السّابق، لا يميّزه شيءٌ سحريٌّ سوى أنّه لا وجود لشيءٍ خلفه أو بجانبه، أستطيع فتحه من الجهتين بالالتفاف حوله بسهولة، فتحته وحملت أرنبي الّذي لاحظت بأنّه منزعجٌ منذ فترة، اعتاد على القفز حولي والحماس لمغامرتنا القادمة أكثر منّي!
دخلت ولم تمر بضع ثواني حتى أغلق الباب خلفي تلقائيًّا، المكان مظلمٌ جدًّا ولا أستطيع رؤية أيّ شيء، شعرت بشيءٍ يلمس رجلي، ناعمٌ وطويل، وقد لمس كتفي أيضًا! بدأت أخاف قليلًا..
فجأةً، أُنير المكان بضوءٍ ساطع، ووجدت نفسي في مدخل.. مدينة ملاهي؟ تشبه الموجودة في الأرض كثيرًا، هل يعقل أنّني عدت للمنزل؟
«أهلًا بكِ آنستي، سأكون برفقتك في مغامرة اليوم!» ظهر أمامي قردٌ يرتدي بذلةً رسميّةً باللَّون الأخضر، أراهن على أنّني سألحظ ربطة العنق الحمراء هذه من بعد ألف ميل! و.. قبّعةٌ صفراء؟ حاولت بصعوبةٍ أن لا أضحك على تنسيق ملابسه هذا!
«تعالي من هنا.» لم يعطني الوقت الكافي للتّرحيب به ليمسك بيدي ويجرّني خلفه لداخل مدينة الملاهي، لماذا هي مهجورةٌ هكذا؟
«في رأيك، لماذا المكان ميّتٌ هكذا؟» هل يقرأ هذا القرد الصّغير أفكاري؟ بالطبع لا.. كان ليعرف أنّني لا أملك الإجابة.
«ربّما، لأنّ البشر قد انقرضوا؟ تمّت إبادتهم؟» قلت بسخريةٍ عندما لم أجد تبريرًا مناسبًا للوضع، ولكنّه سرعان ما أومأ برأسه على صحّة إجابتي!
«نوعًا ما هذا ما حصل، تبقّت فئةٌ قليلةٌ فقط من النّاجين!» قال بمرحٍ وكأنّ الأمر عاديّ، يمزح معي صحيح؟ أجل إنَّه شقيٌّ لابدّ أنّه يحبّ النكات.
«ولماذا حصل هذا؟ أيعقل أنّ كارثةً حصلت في غيابي؟» سألته لينظر لي بصدمة، ماذا؟ هل قلت شيئًا خاطئًا؟
«نحن في عالمٍ خياليٍّ آنستي الجميلة، أيّ أنّ هذه الأحداث من نسج خيال شخصٍ ما.» ناظرته بغباء، نسيت أنّنا في مغامرةٍ أخرى!
«ولكن هذا المكان يشبه الأرض بشكلٍ كبير! أين هي العوالم الخياليّة والمخلوقات السحريّة الّتي من المفترض أن تتواجد هنا؟ مثلما حدث فيما سبق من مغامراتٍ!»
سألته بصدمةٍ ليتنهّد ويتجاهلني بينما لا يزال يجرّني خلفه، تبعته بقلّة حيلةٍ، أرى بأنّني سأتعذّب معه قبل أن أعرف تفاصيل ما يحصل هنا.
شعرت بتحرّك أرنبي بين يديّ، نقلت بصري إليه لأراه يتنفّس بسرعةٍ وقطراتٌ من العرق قد ظهرت على جبينه، هل هو مريض؟
نزعت يدي من كفّ القرد لأضعها على جبين الأرنب، حرارته عاديّةٌ، ما المشكلة معه؟
«أين تشعر بالألم؟» سألته ليشير بعينيه على يديه، حملتهما لألحظ بأنّ أظافره تتطاول بسرعةٍ ملحوظة، لم أره بهذه الحالة من قبل!
«كلّ شيءٍ سيكون بخيرٍ لا تقلق، سيختفي الألم بعد قليل.» طمأنته ولا أدري إذا كان سيحصل هذا بالفعل، ولكنّني ضممته لي أكثر لأسمع القرد يقول: «اتركي الأرنب المتحوّل وركّزي معي، إنّنا الآن داخل عالمٍ يُدعى بالعالم الموازي، هل سمعتِ بها من قبل؟»
أومأت بلا، ليكمل حديثه قائلًا: «إنًها عوالمٌ من نسج الخيال، ولكن ما يميّزها هو كونها تتواجد جنبًا إلى جنبٍ مع العالم الواقع!»
هذا مثيرٌ للاهتمام، ولكن.. «لم أفهم جيّدًا، كيف تتواجد بجانب عالمنا الواقعيّ؟» سألته، وقد توقّفنا عن السّير بجانب متجرٍ لبيع الفشار.. ولكنّه مغلق! اشتهيت تناوله كثيرًا.
«سنأخذ العالم الّذي نخوض فيه مغامرتنا كمثال، انظري من حولك جيّدًا، المكان هنا يشبه الأرض كثيرًا أليس كذلك؟ ولكنّه في الحقيقة يحتوي على مخلوقاتٍ سحريّةٍ سنراها قريبًا، وهذا ما لا يتواجد في العالم الواقعيّ، أيّ أنّنا هنا قمنا بمزج عالمين ببعضهما، عالمٌ خياليٌّ داخل عالمٍ واقعيّ! وهذا ما يسمّى بالعالم الموازي.» أومأت له بأنّني فهمت، وقد تحمّست لرؤية المخلوقات الّذي يتحدّث عنها كثيرًا، يا ترى ماذا ستكون؟
تأمّلت المكان حولي لعدّة ثواني، والّتي تحوّلت لدقيقة، وبدورها تحوّلت لنصف ساعة! القرد صامتٌ ويلعب بقبعته، وأرنبي قد نام منذ فترة، وأنا أشعر بمللٍ قاتل!
انتظرت لثواني إضافيّة، قبل أن يقرّر القرد التكلّم ولكنّه نهض فجأةً ليشير بيده لمكانٍ ما، وفور أن التفت إليه لاحظت مجموعةً من النَّاس تقف هناك، وأخيرًا بعض البشر!
«إنّهم ليسوا بشرًا، بل المخلوقات الّتي حدّثتكِ عنها سابقًا.» بدأت أشكّ بأنّه فعلًا يقرأ أفكاري! عليّ أن أتوخَّ الحذر.
«ٍولكنّهم يشبهون البشر كثيرًا! ما الّذي يميّزهم كمخلوقات خياليّة؟» سألته وقد بدأت ألمح أشكالهم بوضوحٍ، لماذا يعرجون ولا يمشون بطبيعيّة؟
«لأنّهم بشرٌ متحوّلون! في هذا العالم الخياليّ، قرّر الكاتب أن يجعل أسطورة الأحياء الأموات حقيقيّة، وها هم أمامنا مباشرةً.» فور انتهائه من جملته استطعت رؤية ملامحهم بشكلٍ أوضح، وفعلًا ليسوا بشرًا عاديين، بل متحوّلون بملامح مرعبةٍ وجسدٌ مليءٌ بالدّماء!
عند رؤيتهم فهمت جيّدًا ما يعنيه العالم الموازي، قام الكاتب بخلق عالمٍ من الأحياء الأموات، ولكنّه بدلًا من صنع أماكن خاصّةٍ بهم قام بمزجه مع عالمنا الواقعي، هذا أمرٌ ذكيٌّ للغاية.
أمسك القرد بيدي وأمرني بأن أغلق عيناي، فعلت ذلك فشعرت برياحٍ قويّةٍ تدفعني من كلّ جانب، ولكنّ ذلك كان لبضعة ثواني فقط، عندما هدأت الأوضاع وجدت نفسي أمام.. صيدليّة؟ ما الّذي نفعله هنا؟
«أراهن أنَّك تتساءلين عن سبب وجودنا هنا، لذلك فلندخل فورًا، ويمكنك ترك أرنبك هنا لو كانت لديه حاسّة شمٍّ قويّة.» تأكّدت بأنَّه باستطاعته قراءة أفكاري.. إنّه يستطيع وبلا شك!
«لا أستطيع، أنا فقط أتوقّع ما تفكّرين فيه.» قال بسخرية ليدخل بسرعةٍ للصيدليّة، تنهّدت بيأسٍ وتبعته، فضولي يتغلّب على كلّ شيءٍ.
تفاجأت من وجود سطرٍ من مصّاصي الدّماء سيصل قريبًا إلى المدخل، هل هذا عالمٌ موازي آخر؟ يبدو بأنَّه كذلك.
«هذه الصيدليّة ستساعدنا في استخراج مميّزات بناء عالمٍ موازي، وهل هو أفضل من باقي العوالم، ولا ننسى بما يتميّز عن العالم الواقعيّ.» قال ليجلس على إحدى الكراسي الشّاغرة ويستخرج موزةً ليبدأ بأكلها، وفور أن انتهى منها أخرج واحدةً أخرى بينما لا أزال أناظره بتعب، مهلًا لحظة! هل أنا من سأقوم باستنتاج كلّ هذا؟
نظرت له ليومئ بنعم، أقسم بأنّه يقرأ أفكاري!
«أخبرتك أنّني ذكيٌّ كفايةً لأتوقّع ما تفكّرين فيه.» كاذب.
تأمّلت الصّيدليّة جيّدًا، بحثت عن أيّ تلميحٍ يقودني لما يريد منّي ذلك الوقح الصّغير أن أستنتجه، ولكن كلّ ما خرجت به هو كون هذا الأمر أصعب من امتحان الرياضيّات..
خطر سؤالٌ مفاجئ في بالي، ما الّذي يفعله مصّاص الدّماء في الصيدليّة؟ تبعت السّطر الممتدّ من طاولة البيع إلى المدخل، ولاحظت كيف أنّ المكان كبيرٌ جدًّا، وعندما وصلت للبائع وجدته هو الآخر مصّاص دماءٍ مثل البقيّة، ولكنّه يبيع لهم الدّماء! وأخيرًا وجدت شيئًا ما.
«إذًا ما الّذي اكتشفته؟» اللّعنة، كيف أصبح خلفي مباشرةً؟ ويتجسّس على أفكاري وكأنّه شيءٌ عاديّ!
«يتميّز العالم الموازي بسهولة بنائه، فالكاتب سيجد عالمًا آخر جاهزًا من أجله لكي يبني أحداث روايته فيه، وهو العالم الواقعيّ! أيّ يقوم بإدخال عالمه الخياليّ سواءً عالمًا من المستذئبين أو مصّاصي الدّماء أو حتّى الفضائيّين داخل الأرض، وبذلك لن يضطرّ الكاتب لكيّ يفكّر كثيرًا في التّخطيط لبناء العالم والزّمكان الخاصّ به، فهو جاهزٌ تمامًا، وكلّ ما يجب عليه فعله هو دمجه واستغلاله بطريقةٍ منطقيّةٍ تناسب فكرة روايته.» قلت بينما آكل موزةً قام بإعطائها لي، خيرًا ما فعل فأنا جائعةٌ للغاية.
«كلّ ما قلته صحيح، ولكن كيف يمكن للكاتب استغلال العالمين بطريقةٍ جيّدةٍ للحصول على عالمٍ موازي مثاليّ؟» ناظرته بانزعاجٍ ورميت قشور الموز عليه ولكنّها لم تصبه، هذا الجاسوس الصّغير! لماذا يطرح أسئلةً صعبة؟
«لا بأس أليس، أنا أملك الإجابة!» همس أرنبي في أذني لينظر له بسعادة، لم أتوقّع أن يمتلكها بتاتًا، سيبقى دومًا صديقي المنقذ لي.
«هيّا أخبرني بسرعة.» طالبته بحماسٍ أن يسرع في مشاركتي الإجابة، ولكنّه طرح سؤالًا شوّشني أكثر فقط.
«كيف تواجدت هذه المخلوقات في عالمنا؟» قال ليتثاءب مجدّدًا، يبدو بأنَّه متعب.
«هذا سهلٌ جدًّا، لأنّ الكاتب أراد ذلك! فدمج العالمين بسهولة! ربّما جعلهم يظهرون من بوّابةٍ سحريّة، أو عن طريق استدعائهم من طرف إحدى المهووسين بكتب السّحر، يمكنه استعمال العديد من التّبريرات لتواجدهم.» قلت ببساطةٍ وقد تذكّرت الرّوايات التِّي قرأتهم سابقًا.
«بالطّبع! وهذه هي الإجابة عزيزتي أليس.» أخذ منّي ردّه هذا بضعة دقائق لأجد الحل، التفتُّ لأنادي القرد بسعادةٍ ولكنّني وجدته بالفعل في انتظاري، أخبرتكم أنّه يقرأ أفكاري.
«لا أفعل، أنت تتوهّمين هذا فحسب.» تجاهلت إنكاره لجريمته، وبدأت الحديث بحماسة «إجابة سؤالك هي أنّه يجب على الكاتب أن يجعل كلّ أحداثه منطقيّة، ويستغلّ العالم الواقعيّ في تبرير تواجد عالمه الخياليّ! فالقارئ لن يستمتع بقصّةٍ ذات أحداثٍ مبهمةٍ وغير منطقيّة، رغم أنّه عالمٌ خياليٌّ ولكنّه يحتاج لتبريراتٍ وواقعيّةٍ خاصّةٍ به هو، سأعطيك مثالًا.» أنهيت حديثي لأجلس على كرسيٍّ شاغرٍ بعد أن تعبت من الوقوف بينما القرد لا يزال يقفز هنا وهناك، هل هو مركّزٌ فيما أقوله؟ والأهمّ، ألا يتعب بتاتًا؟
تابعت حديثي قائلةً: «لو أخذنا عالم مصّاصي الدّماء هذا كمثال، كيف تواجد هذا العالم؟ وكيف سنعلم بتواجده؟ وكيف تمّ إخفاؤه عن أعيننا كلّ تلك المدّة؟ كلّ هذه الأسئلة يجب أن يجيب عليها الكاتب بتبريراتٍ منطقيّةٍ لكي يقنع القارئ ويجعله يصدّق ويستمتع بهذا العالم الخياليٍ، ويجب أن يستعمل العالم الحقيقيّ في فعل هذا، مثلًا وجود كتاب سحرٍ مخفيٍّ في منزلٍ مهجورٍ يحتوي على تعويذة فتح الباب الّذي يفصل عالم مصّاصي الدّماء عن عالمنا الواقعيّ، أو استطاعة مصّاصي الدّماء كسر التّعويذة بطريقةٍ خاصّةٍ اكتشفوها.»
«أحسنتِ! إجابتك صحيحةٌ ومقنعةٌ للغاية، والآن، أريد مزيدًا من الأخطاء الّتي يمكن للكاتب الوقوع فيها أثناء خلقه لعالمه السحريّ!» قال وقد أخرج موزةً أخرى، ألا يشبع بتاتًا؟
«الموز يعطيني طاقةً كبيرةً لكي أقفز طوال اليوم، وأجل أنا مركّزٌ فيما تقولينه طوال ما هو صحيح، وأخيرًا القفز يجعلني متعبًا لذلك لا أشبع بتاتًا.» قال ليقفز هاربًا من أمام عيني، يبدو بأنّه يستمتع بقراءة أفكاري.
مثل العادة تأمّلت المكان حولي، وحاولت تذكّر بعض الرّواية الّتي قرأتها سابقًا في هذا الموضوع، سؤاله هذا كان سهلًا جدًّا! وأخيرًا شعرت بأنّ واحدًا منهم سهل الإجابة.
لم أتكبّد عناء الالتفات نحوه، أعلم بأنّه هنا بالفعل.
«الوصف أّيها الكاذب، إسهاب الكاتب في وصف الزّمكان أو الشّخصيّات أو حتّى الأحداث يجعل من الرّواية مملّةً للغاية، لذلك يجب أن يتجنّب تكرار وصف شيءٍ وصفه سابقًا، والأشياء البديهيّة المعروفة لنا في عالمنا هذا فلا داعي لوصفها كذلك!»
«مثيرٌ للاهتمام، ماذا أيضًا؟» سألني وقد قفز أمامي ليعطيني موزةً أخرى، إنّه بالفعل يحب الموز للغاية.
«الشّخصيّات شيءٌ مهمٌّ وأساسيٌّ للغاية في الرّوايات الفانتازيّة بالنّسبة لي، وكثيرًا ما أركّز في تفاصيلها وأحفظها عن ظهر قلب، لذلك أكره عندما يخلّ الكاتب بواقعيّة شخصيّاته! مثلًا قرأت روايةً من قبل عن فتاةٍ يتيمة الأبوين، حزنت عليها كثيرًا وتعاطفت معها، ولكن بعد ثلاث فصولٍ جاء الكاتب ليقول بأنّها ستتّصل بوالدتها في إحدى الأزمات الّتي واجهتها! عليه أن يحدّد ما إذا كانت يتيمةً أم لا، ولا يتلاعب بعقلي هكذا، لذلك يفضّل أن يسجّل تفاصيل كلّ شيءٍ يخلقه في ملفٍّ جانبيّ، سواءً تفاصيل الشّخصيّات أو الأحداث المهمّة.» أخذت موزةً ثالثةً من يده بعد أن جعلني أعشقه، لماذا لم ألاحظ بأنَّه لذيذٌ لهذه الدّرجة من قبل؟
«أحببت ما قلته، ماذا أيضًا؟» أخذت دقائق أخرى لأفكّر في أمورٍ أخرى، لأفرقع أصابعي بحماسٍ عندما تذكّرت شيئًا مهمًّا للغاية.
«أرجو من الكتّاب أن يهتمّوا بتعريف العالم الخياليّ هذا لنا جيّدًا! هناك البعض منهم من يقول أشياءً غريبةً ومبهمةً لنا في الرّواية فنتحمّس لمعرفة ما هي ولكن تنتهي الرّواية ولا يقوم بتوضيحها لنا! مثلًا في إحدى القصص الّتي قرأتها خلق الكاتب عالمًا يأتي فيه اللّيل كلّ ثلاثة ساعات! ويتناوب مع النّهار في هذا، وللآن لا أعلم لماذا يحصل هذا، وأصبحت القصّة مملّةً لي لاحقًا، وكذلك في إحدى القصص تمّ معاملة الحرب العالميّة الثّانية وكأنّها لم تحصل! تمّ تشويه التّاريخ بنجاحٍ وهذا خطأ.» قلت له لأحمل أرنبي وأتّجه لمخرج الصيدليّة بعد أن فعل القرد هذا.
«هذا صحيحٌ أليس، رأيت هكذا أخطاءًا من قبل، لذلك ختامًا لمغامرتنا هذه، هل استنتجت الفرق بين العالم الموازي والواقعيّ؟» سأل لأشعر بالحزن لاقتراب مفارقتي لهذا القرد الشقيّ.
«نحن كقرّاءٍ نعلم ما يوجد في العالم الواقعيّ ومقتنعين به تمامًا، ولكن لا يحصل نفس الشّيء مع العالم الموازي، حيث يجب أن يبرّر الكاتب كلّ شيءٍ لنا ولو كان بسيطًا له ليصبح واقعيًّا ومنطقيًّا، وهذا هو الفرق الأساسيّ، فعند الرّبط بينهما يجب المحافظة على واقعيّة كلّ واحدٍ منهما واستغلال مميّزات الآخر لخلق عالمٍ خياليٍّ مثاليّ!»
«هذا ملخّصٌ جيّدٌ لما ناقشناه طوال مغامرتنا لليوم، أتمنّى أنّك استمتعت بها واستفدت منها، وكما تعلمين لكلّ روايةٍ بدايةٌ ونهاية، وها قد حان وقت نهاية مغامرتنا لليوم.»
قال لأشعر بدموع خفيفة تتجمع بعيناي، سأشتاق له كثيرًا.
«ّهل يمكنني زيارتك مرّةً أخرى؟» ابتسم ليقفز علي يحضنني بلطف.
«يومًا ما أليس.. يومًا ما.» همس في أذني ليقفز مجدّدًا على الأرض، وقبل أن التفت للمغادرة أعطاني سلّة موزٍ كبيرةً كهديّة، شكرته ولوّحت له لأبدأ في السّير نحو مغامرتي القادمة، أتمنّى أن تكون ممتعةً كما سبق.
كانت معكم العضو غرايس الّتي ختمت الفصل بعد تهديداتٍ من قائدتها اللّطيفة، دمتم بود.🖤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top