ألحانُ الشخصيّة
الفصل السّابع: ألحان الشّخصيّة
أهلًا يا أصحاب، تريدون سماع غنائي؟ لا بُدّ وأنّكم كذلك.
منذ دقيقتين كان ثيودور يحاول تأدية الأغنيّة، وحسنًا...كدنا ننجح!
بعيدًا عن سايمون الّذي يصرخ في وجهه؛ لأنّه أفسد اللّحن بالكامل، وأوقع مكبّر الصوت باهظ الثّمن الّذي اشتراه الأوّل، لا أعلم لمَ كان متضايقًا.
أظنّ أنكم تعرفون أيّ النّجوم أنا، لا أحد لم يسمع بآلفين السّنج-
«لم تقم بحلّ واجباتك، آلفين!»
هذا ما كان ينقصني، أمسكت مزلاجتيّ وهربت من ديفيد بأسرع ما أملك، تريدون تجربتها؟ انسوا الأمر.
لا بُدّ وأنّكم تتساءلون لمَ سنجابٌ أحمقٌ فاشلٌ في واجباته ويهرب طوال اليوم على مزلاجته يجب أن يكون مشهورًا؟
بالتأكّيد لـوسامتي، الأمر لا يحتاج فلسفات سايمون.
حسنًا، من وجهة نظر أحمق فأنا أحمق قليلًا، توقّفوا عن النّظر إليّ بهذا الشكل، في الواقع سرّ شهرة الشّخصيّة الكوميديّة يكمن في الحماقة! ليس تمامًا، يمكننا القول أنّه يكمن في عنصر المفاجأة، ماذا تتوقّع من أحمق؟ الكثير من الأمور الحمقاء.
بدأتُ أصبح فيلسوفًا أيضًا، سيكون سايمون فخورًا.
كما كنتُ أقول، عنصر المفاجأة هامٌّ للغاية؛ فعندما تقلب توقّعات القارئ ينتج لديك موقفٌ قد يكون مضحكًا وقد يكون مخيفًا، التّفاهة مهمّةٌ أيضًا!
لا يعني هذا أن تجعل شخصيّتك مغيّبةً عن العالم وأيّ شيءٍ يحدث تكون ردّة فعلها متخلّفةً للغاية؛ هذا يفسد واقعيّة القصّة أكثر من اللّازم، لذلك الشّخصيّات المجنونة ليست هي عنصر الضّحك، إنّما العاقلة الّتي تتصرّف بغباء.
دعني أخذ هذا المنعطف الخطير جدًّا جدًّا! ليس خطيرًا تمامًا، إنّه منعطف طريقٍ عاديّ، المبالغة في شخصيّاتك تجعلها مضحكةً بالمناسبة، عندما تبالغ شخصيّتك في اهتمامها، تركيزها، ردود فعلها، وصفها لما حولها، غبائها أو حتّى ذكائها، يصبح الأمر مضحكًا، لكنّ انتبه! فمنعطفٌ آخر أمامي الآن.
ماذا كنتُ أقول؟ أن ننتبه؛ فهناك قصصٌ كوميديّةٌ بالكامل وقصصٌ يكون عنصر الكوميديا فيها جزءًا معيّنًا، لذا تأكّد أن توازن بين الواقعيّة والمبالغة، وفي العادة تكون الشّخصيّة الثّانويّة أنسب للكوميديا من الرئيسيّة، إن أردت أن تتمتّع قصّتك ببعض الكوميديّة الزّائدة.
أخيرًا، العنصر الأهمّ من جهتي… السّخرية! كم أحبّ السّخرية وتحبّني بالأخصّ عندما ننظر إلى كلّ شيءٍ على أنّه يستحقّ السّخرية، تخيّل جنازةً لرجلٍ مقطوع الرّأس بأمرٍ من الملك، هذا يبدو مرعبًا، لكنّ عندما تضيف أنت لمساتك السّاخرة في هذا الموقف، لن يأخذه القارئ على محمل الجدّ، كيف هذا والكاتب نفسه لا يفعل؟ لا أعلم، ابتكر طريقة!
جميع هذه العناصر الثّلاثة، المفاجأة، المبالغة، والسّخرية، يا إلـٰهي منعطفٌ آخر، لمَ توجد الكثير من المنعطفات اليوم؟ أكان الطّريق هكذا دومًا؟ لقد أفسد شرحي المثاليّ، كما كنت أقول، هذه العناصر هي منبع الضّحك في القصّة، وكمؤشرٍ لدمج الإيقاعات الموسيقيّة، عليك أن تتحكّم بكميّتها في قصّتك؛ فمن غير المعقول أن تجد قصّةً جادّةً مليئةً بالسّخرية!
والشّخصيّات الرئيسيّة هي من تعطي الطّابع العامّ للقصّة، تريدها قصّةً مضحكة؟ أنا مثالٌ أفخر به، تريد قصّةً عاديّةً لكنّها تحوي جانبًا مضحكًا؟ يمكنك استعارة ثيودور كشخصيّةٍ ثانويّة. ولكنّ كلّ شيء بثمنه.
أجل، تذكّرت… ليست الشّخصيّات وحدها من تجعل المشهد مضحكًا، بل جوّ هذه الشّخصيّات والأحداث الّتي تجري معها، أسلوبك بحدّ ذاته يجب أن يكون مضحكًا، لا نستعمل الكلمات البليغة من العصر الجاهليّ على سبيل المثال في قصّةٍ كوميديّة، أو الجمل القصيرة المتقطّعة الّتي بالكاد تصف المشهد، أو شِعرًا مُسهبًا طويلًا عريضًا لتصف الذّبابة الّتي حطّت على أنف الرّئيس الأمريكيّ عندما قرّر افتتاح أوّل خطابٍ له بعد رئاسته!
عندما نسخر فنحن في العادة نسخر لنوضّح أنّ هذه الشّخصيّة المثيرة للسّخرية هي شيءٌ نعاديه في الواقع، لا ندعمه ونريد إظهاره بمظهرٍ سيّءٍ، لذا إن كنت تريد إبراز سوء نبلاء بريطانيا، لتكن لديك شخصيّة دوقٍ أحمق، واجعله ساخرًا قدر الإمكان، مصطلحاتي في تطوّرٍ ممتاز!
لقد طالت خطبتي كثيرًا، هذا مدعاةٌ للفخر بالفعل، لكنّي آلفين ولست سايمون، لذا ربّما يجب عليّ التوقّف هنا والاختباء في مكانٍ ما لكيّ أنجو من ديفيد ومن الواجبات القاسية، إذًا يا رفاق، هل نقول وداعًا؟
بالطّبع لا، أنا هنا بجواركم دومًا وأبدًا كمثالٍ رائعٍ للشّخصيّات الكوميديّة المغرورة قليلًا، لا تنظروا نحوي هكذا!
احرصوا على موازنة جوانب شخصيّتكم الكوميديّة، لا تبالغوا حتّى تصبح تافهةً للغاية ولا تظهروها كمجنونٍ عديم الفائدة، أظهروها كشخصٍ عاقلٍ لكنّه ساخر ويقلب التوقّعات، ومن ما سبق نعلم أنّ الجانب الأخلاقيّ والنفسيّ هم الأساس، لذا وازنوا جيّدًا بينهما!
ألقاكم في فصولٍ أخرى، هيّا اذهبوا لحلّ واجباتكم.
هل عرفتم كيف نبني الشّخصيّات؟ الأمر ليس بهذه السّهولة، لذا استمرّوا في التمرّن والمحاولة، في الواقع فعاليّة اليوم ستساعدكم.
يمكنكم اختيار نكتةٍ عاديةٍّ وتشريحها وتفصيصها، أين السّخرية فيها؟ أين المبالغة وأين المفاجأة؟ هكذا سنفرّق جيّدًا بين العناصر الثّلاثة، بل وربّما نبني من تلك النّكتة فقرةً مضحكةً للغاية!
حسنًا هذا مجرّد تدريبٍ شخصيّ، فعاليّتنا بسيطةٌ خفيفة، يمكنكم كتابة مشهد الجنازة الّذي تحدّث آلفين عنه، لمَ برأيكم تمّ قطع رأس الرّجل وما هي ردّة فعل الشّخصيّتين اللّتين تحملان جثّته؟ كيف هي الجنازة؟ نريد أن نضحك حتّى تؤلمنا بطوننا، لا أن نبكي على الرّجل المسكين.
كان هذا الفصل من كتابة العضوين شادو ونيلوڤر.
المصدر: كتاب تقنّيات كتابة الرّواية لنانسي كريس، فصل الشّخصيّات الهزليّة.
بالتّوفيق في ذلك، حافظوا على رؤوسكم يا رفاق.💜✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top