الفصل | 34
▪إِنّه أَنْت.. دَائِماً أَنْت!▪
اينجوي❤
..
حلَّ صباحُ اليوم الموالي ليستيقظ بيكهيون على أشعّة الشّمس المزعجة.. قد تمدّد بكسل ولامست يده الفراس بحثاً عن ميني لكنّها لم تكن بجانبه.
غطّى عينيه بانزعاج ليردف " آه، هي لا تستمع لي أبداً..لقد نبّهتها ألّا تستيقظ قبلي"
هو كان يخطّط ليخلد للنّوم مجدّدا ولكنّ صورتها بعينيه لا تتركه لينام براحة بالٍ لذا هو قد قفز من مكانه ملتقطاً ثيابه الملقيّة على الأرض ليرتدي سرواله ويذهب للحمّام يغتسل وهناك قد وجد ثياباً أخرى نظيفة جهّزتها ميني من أجله. وبعد استحمامه خرج باحثاً عنها في أرجاء المنزل.
قال بدراميّة وهو في طريقه للمطبخ" لقد اشتقت لها بالفعل!"
كان متأكّداً من أنّه سيجدها في المطبخ فرائحة الكابتشينو التي التقطها أنفه تخبره بذلك.. يالها من نعمة يحسد نفسه عليها.
هو قد لمحها تقف هناك مقابلة إيّاه بظهرها تقوم بتقطيع شيءٍ ما، شعرها الطّويل الذي أسدلته كستائر حريريّة بلون سماء اللّيل، كان حابساً للأنفاس لجماله .
قد اجتاحته رغبة ملحّة في عناق جسد ميني عناقاً خلفيّا مفعماً بالحبّ، فانصاع لرغبته وتسلّلت يداه لتحاوط خصرها مريحاً إيّاها على بطنها وصره التصق بظهرها ليريح ذقنه على كتفها .
قد أفزعها بداية الأمر لكنّها هدأت برؤية وجهه المبتسم من الجانب وما إن استدارت بوجهها كاملا لتنظر له حتّى التقط شفتها دون إذن يأخذها في قبلة صباحيّة جميلة.
فصل القبلة ليطبع أخرى على خدها ويردف بصوته الناعس
" صباح الخير، سيّدة بيون "
اكتفت بالابتسام بخجل على ما قاله، هو ينعتها بالسّيّدة بيون، السّيّدة تعني أنّها متزوّجة وبيون تعني أنّها تنتمي لعائلته، زوجة السّيّد بيون بيكهيون!
بادلته بهمسٍ " صباح الخير.."
ابتسم على خجلها ثمّ نظر لما بيدها، لقد كانت تقطّع بعض الفواكه من أجله.
"يبدو أنّني سأنعم بالدّلال من الآن فصاعداً"
صوته العذب داعب أذنها لقربه الشّديد منها متسبّبا في انكماشها فهي حسّاسة جدّاً..لم تعتد على هذا القرب بعد ومازال قلبها ينتفض فيقوم ولا يقعد لغزله بها، هو محترف في زعزعة كيانها.
هي قد قضت فترة الصّباح تفكّر في ذنبها الذي اقترفته فما وجدت حلّاً أنسب من أن تلزم جِوار بيكهيون ولا تترككه لغيرها فهي لن ترضى أن تكون فتاةً عابرةً في حياته بل ستكمل معه للنّهاية..
التفّت لتبعده عنها قليلاً وتنظر لشعره المبلّل فهو قد خرج من الحمّام قبل قليل.
" لمَ لم تجفّف شعرك؟ " لامست خصلات شعره المبلّلة مركّزة نظرها عليها أمّا هو فقد ركّز نظره على لؤلؤتيها.
" أنتظرك لتجفّفيه من أجلي " قال آخذاً يدها يقبّلها.
" يالك من محتال، هل هذه طريقة دفعك لي؟ " وبّخته مدّعية الإنزعاج قاصدة أنّ تقبيله ليدها ليس طريقة جيّدةً للدّفع فالدّفع لا يكون إلّا بالمال.
هو قد أفزعها وجعلها تشهق حين حملها بين يديه فالتقى وجهه بوجهها بشكل قريب " هل ترغبين في طريقة دفع أفضل؟"
كلامه الجاد بنبرته الخبيثة أفزعها فراحت تتحرّك بعشوائيّة لتنفذ منه لكنّه كان أقوى من تحرّكاتها فاستطاع أخذها للغرفة ليضعها على السّرير ويجلس أمامها بظهره الذي يقابلها.
" هيّا، جفّفيه من أجلي!" قال بحماسٍ لتميل رأسها بتساؤل.
" أين طريقة الدّفع الأفضل؟"
هي قد انتبهت لزلّة لسانها التي تظهرها بمظهر المنحرفة فتداركت الأمر باغلاق أذنيها.
قالت بصوت عالٍ وهي تقفز من على السّرير وتتوجّه للخزانة " لا، لا تجاوب على سؤالي، سأحضر المجفّف وأعود "
" يالك من لطيفة " قهقه معرباً عن رأيه بتصرّفها.
رغم كلّ محاولاته في ازعاجها هي ققد تمكّنت من تجفيف شعره لكن ولأنّها ميني هو لم يسلم من بعض اللّكمات العشوائيّة .
بعد ذلك اتّجها معاً للمطبخ ليتناولا طعام الفطور، وبذهبا معاً أقصد أنّ ميني تعلّقت بظهر بيكهيون وطلبت أن يحملها مقابل تجفيفها لشعره.
قهقهاتهما كانت تملأ المنزل، منزل بيكهيون الذي كان صامتاً خالياً من أيّ حركة معظم الأوقات أصبح صاخباً بفضل تلك الشّقيّة التي يعشقها مالكه.
أنزلها بيكهيون أمام طاولة الطّعام حيث وضعت الطّعام وقام بسحب الكرسيّ من أجلها بنُبل لم تعهده منه.
" تفضّلي أيّتها الأميرة "
قهقهت على نبرة كلامه التي اعتادت على سماعها في المسلسلات التّاريخيّة، جلست لتشكره بأدب.
راقبته وهو يقرّب الكرسيّ الآخر منها ليجلس ملتصقاً بها، قد بدا سعيداً كطفل حصل على سكاكِره المفضّلة.
" فلنرى ماذا أعددتِ! "
فرك يديه بحماسٍ ليلتهم كلّ ما وضعته فوق الطّاولة فيما اكتفت هي بشرب الكابتشينو فبالعادة لا تفطر إطلاقاً ولكنّها اكتسبت عادة شرب الكابتشينو في الآونة الأخيرة.
" ألن تذهبِي للجامعة اليوم؟" تساءل لتنفي الأخرى .
" لا رغبةَ لي بالذّهاب "
نظر نحوها بمكر " تريدين قضاء الوقت معي، اعترفِ"
وطبعا ولأنّها ميني مرّة أخرى تلقّى ضربة قويّة على رأسه كادت تحطّم أسنانه.
" قم بغسل الأطباق لأنّي الشّخص الذي استيقظ باكراً لإعداد الفطور "
..
كانت ميني مستلقية على بطنها تقلّب صفحات مواقع التّواصل الإجتماعي، تُشاهد العديد من الفيديوهات المضحكة لتعدّل مزاجها.
هي حرفيّاً لاتزال قويّة إلّا لوجود بيكهيون بجانبها، هو مصدر للأمان والطّمأنينة.
كانت تُشاهد فيديو لفرقة فتيان وتحرّك فمها تزامناً مع كلمات الأغنية التي لا تعرفها ولكن لا ضرر من التّظاهر بأنّها العضوة التّاسعة معهم.
كادت تغني مقطع الرّاب لولا ظهور ذلك الفتى صاحب النّمش..
"فليكس"
صرخت باِسمه بأعلى صوتها وعيناها جاحظتان لا تصدّق ما تراه، وقبل أن تتجاوز الصّدمة ظهر هيونجين بشعره الطّويل فصرخت للمرّة الثّانية لتغلق فمها من دهشتها.
يبدو أنّهما ينتسبان لفرقة فتيان تروِّج لنفسها عبر مواقع التّواصل الإجتماعي.
فُتح الباب من طرف بيكهيون مقطّب الحاجبين ينظر لحبيبته التي بدت كالمجنونة في عينيه.." هل أحجز لك مكاناً في مشفى الأمراض العقليّة؟"
نظرت نحوه بنظرات عاشقة لتضع يدها على قلبها وتسقط على السّرير لتقول بصوتها الأنثويّ الذي لا يظهر إلّا في مواقف تشعر فيها بالضّعف أمام شابّ وسيم.
" لا، بل الأمراض القلبيّة "
تحرّك ليأخذ الهاتف من يدها وينظر ما به فمن الواضح أنّها رأت شيئاً ما.
رفع حاجبيه وهو يشاهد الفتيان وهم يرقصون لتتّسع عيناه تدريجيّاً، هو يعرفهم فرداً فردَا.
"ما هذا؟ هل أصبحوا مغنّين؟" سأل ناظراً لتلك التي فقدت عقلها.
لقد كانت تنظر للسّقف تبتسم بشاعريّة فصوت فليكس قد أصاب قلبها، و وسامة هيونجين لم تكن شيئاً يمكن نكرانه، وهناك فتى آخر حاز على اعجابها لكنّها لا تعرف اسمه.
فكما قال الشّاعر القدير جيون جونغكوك ' أعرف وجهها ولا أعرف اسمها، أعرف الفيلم لكن لا أعرف اسمه'
وهذا ما حدث معها، شكله ووسامته محفورة في قلبها، أمّا اسمه فستحصل عليه من فليكس.
" أوي، سايكو..هل تغازلين الشّباب أمامي؟" هسهس بغضب ليسحب منها الهاتف الذي كانت قد أخذته منه وراحت تقبل الشّاشة.
" هل ترغبين في أن أحطّم الهاتف بدلاً من الشّريحة هذه المرّة؟" قال مهدّداً وهو على وشك تحطيمه.
" لديّ سؤال واحد، كيف للعالم أن يتحمّل هذا الكمّ من الوسيمين؟" قالت وهي مخدّرة القلب.
وبالعالم كانت تقصد قلبها الذي أصبح مكتظّاً بهم.
"ميني-شي، هل تبحثين عن عقوبة شديدة؟ ماهذا الذي تقولينه و أمام حبيبك؟" هسهس بغضب ولكنّ صغيرته تداركت الأمر لتقفز عليه وتلفّ يديها حول رقبته فكاد يقع لولا توازنه.
هو قد لفّ يده حولها كي لا تقع وراح ينظر لها بانزعاج ممّا فعلته، هو يثق بها ولكن.. من الصّعب أن يتقبّل فكرة غزلها بشابٍ آخر حتى عن طريق المزاح.
" أنتَ الشّخص الواقعيّ بحياتي، هم مجرّد صورٍ أراها بشاشة هاتفي..لذا لا تقلق" قبّلت خدّه لتعود للنّظر لعينيه الحادّتين.
" ياله من عذر، حسنا.. سأقوم بمتابعة كلّ الحسناوات على الانستغرام وأتغزّل بهنّ ففي النّهاية أنتِ الواقعيّة وهنّ مجرّد صور افتراضيّة" قال وهو يرجع شعرها خلف أذنها مُفلحاً في جعلها تغضب وتشعر بالغيرة بنفس القدر الذي شعر هو به.
" أنتَ لا ترغب في الموت، أليس كذلك؟" سحبت أذنيه بعنف زامّة فمها بغضب.
قد جعلته يئنّ بألم على فعلتها لذا أسقطها على السّرير ليأخذ هاتفها ويفرّ قبل أن يتوقّف أمام الباب ليقول " لن تأخذيه إلّا على جثّتي!"
ردّت عليه بطبيعيّة وهي ترمش عدّة مرّات كأنّها فتاة لطيفة ظريفة " أتساءل أين سأدفن جثّتك؟ تعال إلى هنا أيّها الأخرق"
صرخت آخر كلامها لتقفز تلاحقه فيما هرب هو متجنّباً أثاث المنزل كي لا يرتطم به ويؤذي نفسه.
وبعد مطاردتها الشّاقة انتها بها الأمر مسحوبة من خصرها لتقع بحضنه ويقيّدها بقوّة.
أنفايه لفحت بشرة وجهها لتشعل نار الخجل بخدّيها حين قال
" يالحماقتي، بالرّغم من أنّي امتلكت قلبك إلّا أنّي مازلت أغار!"
ابتسمت بخفّة منزلة نظرها.. هو يقيم حفل مفرقعات داخل قلبها.
" يالك من شخصٍ غيور!" تلعثمت بسبب خجلها فهي في حضنه وهذا غير مريح لها.
"لو كانت سايكو معزوفة لعزفتها على جمهور أصمّ، تلك هي غيرتي..لذا لا تجعليني أتألّم بتجربتها، فأنا شخصٌ لا يشارك عيني حبيبته مع أحد..لا تنظري لغيري!" قال ليدفن وجهه برقبتها يستنشق عبيرها.
أغمض عينيه ليحلّق في جنّة أميرتها ميني، جنّة عبيرها لا يخلو من عطر ميني الذي يعشقه.
..
في نادي المصارعة كان دو كيونغ سو ورجواره تشانيول الذي أتى لزيارته فاقترح عليه مرافقته لعمله.
كانا يقفان أمام المدخل وبيد كيونغ سو عصى خشبيّة تعود ملكيّتها لبيكهيون المتنمّر.
كيونغ سو لم يرحم أيّ أحد تأخّر على الموعد بل قد أوقفهم وطلب منهم مدّ أياديهم وبضحكته المخيفة ضربهم بقوّة عليها ليأذن لهم بالدّخول بعدها.
مع الفتيات قد استعمل قوّة أقلّ، إلى أن وصلت هايجين خصمة ميني في المصارعة وندّها الوحيد.
تشانيول قد غرق في جمالها وطريقة سيرها وهي ترتدي ذلك الكعب العالي، ملابسها القصيرة جعلت كلا الأخرقين ينوّمان مغناطيسيّا فكادت تمرّ دون عقاب لولا يد كيونغ سو التي أرجعتها للخلف لتقف أمامه.
ابتسم بخبث ليردف بصوته الأجشّ " هل تظنّين أنّك ستنفذين من العقاب؟"
مدّت يدها بقلّة حيلةٍ وكاد يضربها إلّا أنّ تشانيول أمسك بالعصا متعمّداً إظهار جانبه الرّجولي أمامها.
" ليس من النُّبل أن تضرب الفتيات! "
هو كان يرخي قيضته على العصا لذا كان من السّهل على كيونغ سو أن يسحبه بواسطتها إلى أن كاد يقع بسبب فقدان توازنه.
قال ساخراً وهو ينظر لتشانيول الذي يكافح لضبط توازنه" و من ساعدتني في معاقبتهنّ ألم تَكُنَّ فتياتٍ أيضاً؟"
" تبّاً لك " هسهس تشانيول بغضب على كرامته التي مُسحت بها الأرض.
قلّبت هايجين نظرها بملل لتبصق عليهما بتلك الكلمات " أحمقان طفوليّان "
نظرت إليهما باشمئزاز وهما يتقاتلان بالكلام لتدخل للنّادي بعدها.
في تلك اللّحظات ظهر بيكهيون وبرفقته ميني.. قد أتت معه إلى نادي المصارعة!
" أيّها الأخرقان توقّفا." صرخ عليهما بيكهيون ليلتفّا.
وتزامنا مع رؤيتهما لميني التي قدمت للنّادي اتّسعت عيونهما ووقفا متصنّمين في مكانهما يكادان يكذّبان ما يريانه.
" هل قرّرتِ العودة للمصارعة؟ " سأل تشانيول وهو يراقب ميني التي تقترب منهما برفقة بيكهيون.
...
في منزل عائلة بيكهيون نزلت تلك الفتاة بكعبها العالي مصدرة صوتاً عاليّاً بسبب خطاها القويّة على السّلّم الخشبيّ.
كان والدا بيكهيون يجلسان بجانب بعضهما ينتظران نزول تلك الفتاة التي ترتدي ثوباً مخمليّاً أحمر اللّون. كانت الثّقة الشّديدة بادية على وجهها.
جميلة بوجهها المثلّث وبشرتها الحنطيّة، كانت تملك عينين حادّتين زادتهما طريقتها في وضع مساحيق التّجميل حدّة وشراسة.
شفاه متوسّطة الحجم وشامة على أرنبة أنفها الذي بدا بشكل واضح أنّه قد تمّ تعديله..!
كانت تملك جسداً مثاليّاً قد يوقع أيّ شابّ غبيّ وسطحيّ في حبّه، فبالطّبع هو لن يحبّها هي بل جسدها!
توقّفت أمام والدي بيكهيون لتقف كعارضات الأزياء وتردف بصوتها العذب ..
" عمّي، زوجة عمّي.. هل أبدو جميلة؟"
يتّبع...💜
شكراً على الدّعم❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top