الفصل | 24
▪هَلْ تَسْمَحُ لِي بِأَنْ أَكُونَ جَانِبَكَ المُنِير▪
أصابعه عالم ثاني😭
انستغرامي بحط فيه ستوريات لأوستات الرّواية تابعوني❤ :
y.xeonii
اينجووووي❤
وايت جهزتوا المناديل؟
Ok let's start
...
لطالما كانت الحياة محترفة في دعس القلوب ودهسها بلا رحمة لتمرّ كأنّما لم تترك أيّ حطام خلفها تتخطّاك وتتركك بين يدي الألم الذي يحتضنك بقوّة فيندمج بك وتصبحان واحداً.
بعض النّاس يستسلمون لآلامهم ويصبحون أسرى للكآبة والتّشاؤم، وسجناء لذكرياتهم السّعيدة التي يقتلونها بتلوينها بلون قاتم لا يُناسبها فتصبح زرّاً يضغطون عليه لتتدفّق نحو القلب مُحدثة نوبة شوقٍ وإشتياق ينتج عنها سخطٌ وكره للقدر ..وبهذا يتعمّق الاكتئاب وقد يؤدّي غالباً للانتحار.
والبعض الآخر، القلّة القليلة.. أمثال ميني، يعيشون في خزيٍ من جراحهم يحاولون مداواتها بدفنها والتّصدّي لكلّ العقبات لوحدهم، محاولين اثبات قوّتهم الوهميّة التي لا وجود لها..، لا يبكون وقت الحاجة لذلك بل يخزنون دموعهم ويخرجونها على شكل بسمات وضحكات.. وليس كلّ الضّحك ضحكاً، فبعض الضّحك بُكاء!
حين تقتل تلك الكلمات والصّرخات وكلّ الدموع لتدفنها داخل مقبرة قلبك فأنت بذلك تدفن نفسك حيّا وتُلغي وجودك من الحياة لتتحوّل لِطَيف منافق يضحكُ كالأبله وداخله يبكي..وذلك ليس قوّة بل إنّه عين الجُبن.
وقد يحدث أحياناً أن ينفجر قلبك ويُلقي بكلّ ذلك الرّفات خارجه فتتقيّأ كلّ ألمك لتدخل في دوّامة من اللاإدارك فتتوه في عالم لا تعرف تفاصيله وكأنّك وُلدت لتوّك..ستكون وحيداً جدّاً.
وحيد وتحتضن جسدك الهزيل عند زاوية غرفتك كما تفعل ميني الآن، تلك الفتاة التي تجاهلت آلامها الواحد تلو الآخر ودفنت ذاتها بداخلها مدّعية القوّة وما هو إلّا ضُعف في حقيقته.
حين كانت بالمنزل تستحمّ رنّ هاتفها فردّت عليه تشايونغ واستقبلت ذلك الخبر السّيّء بدلاً عنها وأفزعتها بنطق تلك الكلمات على مسمعها بلا مبالاة حين خرجت وبيدها المنشفة تجفّف شعرها..
" والدك توفّي"
هي قد حطّمتها وصدمتها بلا مبالاتها وكرهها الذي أعماها عن استحضار انسانيّتها ولو لمرّة بحياتها!
هي قد صرخت غير مصدّقة كلامها وراحت تبحث عن هاتفها لتتّصل بوالدتها التي أكّدت لها الأمر وماكان منها إلّا أن تقع أرضاً وتبدأ نوبة ارتجافها المُعتادة فهي تعاني من التّوتّر المفرط الذي يُصيب أعصابها بسبب الصّدمات الكثيرة التي مرّت بها في صغرها.
يدها ترتجف ودموعها تنجرف على خدّها كسيل جارف، وكأنّ عينيها شلّالٌ جارٍ..لم تكن بوعيها البتّة ولم تقل أيّ شيء سوى تلك الكلمات.." أنا لم أسامحك بعد، كيف تغادر بهذه السّهولة؟"
تركتها تشايونغ مكانها وذهبت لغرفتها لتغلقها وتشغّل الموسيقى كي لا يُزعجها صوتُ بكائها..
أمّا المسكينة فقد زادت نوبة ارتجافها و أسنانها بدأت تضربُ ببعضها البعض مصدرة صوتاً عالياً.." أبي، أبي"
كانا تعيد لفظة أبي مراراً وتكراراً بعدد المرّات التي لم تتفوّه بها في حياتها، هي حقّاً تعيسة الحظّ.. العالم لم يمنحها فرصة لتبتسم !
تلك الأغنية اللّعينة التي شغّلتها تشايونغ جعلتها تستفيق قليلاً لتهرع لغرفتها والارتجاف مايزال على شدّته..، هي ستتجاهل ما يحدث لها وتدّعي أنّها قويّة كما اعتادت.
"ك..كوني قويّة ميني" تلعثمت بشهقاتها وهي تبحث عن مالها كي تتمكّن من أخذ سيّارة أجرة لبلدتها.
لم تهتمّ لشعرها المبلّل ولا لملابسها الخفيفة فلا وقت ولا وعي يسمح لها بذلك، حين أخذت مالها سارت بخطاها الضّعيفة المتعبة مغادرة نحو محطّة سيّارات الأجرة.
كان الطّريق صعباً عليها، فالجميع ينظر إليها وهي تبكي وقدماها لم تعودا قويّتين كفاية لحملها أكثر من ذلك ولكنّها أجبرت نفسها على الصّمود، هي مسؤولة عن نفسها ولا أحد سيساعدها!
بعد طريقٍ طويل استقلّت سيّارة أجرة أخيراً وتوجّهت لبلدتها، لم تقم بالاتّصال بوالدتها بل اكتفت بالنّظر عبر الزّجاج تائهة في ذكرياتها التي لم تفارقها يوماً.
قد قلّبت كلّ ذاكرتها باحثة عن ذكرى جميلة مع والدها فلم تجد غير ذلك اليوم الذي أحضر فيه هديّة لها وهي ابنة العاشرة في أوّل و آخر عيد ميلادٍ أقامته.. يومها قد أهداها بلورة سحريّة وأخبرها أنّه تمنّى كثيراً أن يقطن بمنزل مشابه للمنزل داخلها.
لم يكن بمقدورها اعتبار تلك الذّكرى حزينة رغم ايشاك والديها على الطّلاق يومها، هما قد أقاما لها حفلة عيدِ ميلادٍ كي يخفّفا وقع الخبر عليها..ولكن، هما قد منحاها رمزاً يجعلها تتذكّر تلك اللّيلة كلّما خلدت للنّوم وكلّما شغّلت تلك الموسيقى ...قد حطّما قلب فتاتهما دون أن يدريا!
الألم قد اعتصر قلبها فتقاطر بدماء الشّوق والحنين، تريد رؤية والدها حيّاً أمامها لا يهمّها إن كان سيّئا إتّجاها أو غير ذلك..المهم أن يكون على قيد الحياة فحسب.
قضت مسافة الطّريق وهي تصارع دموعها محاولة التّحلّيّ بالقوّة لكنّ فشلها فاق نجاحها في ذلك، هذا الألم قد فاق قوّتها ولم تستطع تحمّله ..!
حين توقّفت السّيارة فتحت الباب بسرعة وركضت إلى منزلها طول الطّريق بحكم أنّ السّائق رفض إيصالها لذلك الحيّ الضّيّق..
رغم ضعف رجليها اللّذين أصبحا كالهلام إلّا أنّها كافحت حتّى وصلت للمنزل وراحت تضغط على زرّ الجرس مرّات متتالية وتطرق بكلّ قوّتها تنادي على والدتها غير قادرة على ايقاف سيل دموعها.
لم يطل انتظارها لتفتح والدتها الباب ويظهر وجهها المتعب وعيناها اللّتان أصبحتا حمراوتين لشدّة بكائها.
منظر والدتها المنهارة جعل ميني تتساءل..هل والدتها تحبّ والدها؟!
هل كلّ مشاكلهما نابعة عن حبّ من طرف واحد؟
"أمي" ندهت باسمها بأضعف نبرة مرّت على مسمع والدتها لتلقي بنفسها في حضنها..هي بحاجة للشّعور بالأمان فقدومها لوحدها بهذه الحالة من سيول كان كثيراً عليها.
ابتلعت ريقها بصعوبة بسبب الغصّة المتشكّلة بحلقها لتتحدّث قائلة " أبي مريضٌ فحسب، أليس كذلك؟"
احتضنتها والدتها بقوّة أكثر ماسحة على رأسها " لا مهرب من الموت، جميعنا سنموت يوماً ما"
" لا، هو لن يموت قبل أن أسامحه أمّي.. مازلت حاقدة عليه بسبب كلّ مامررت به، هو لن يتركني ثانية" انفجرت شهقاتها المتتالية لتشدّ اكثر على ظهر والدتها تبكي أباها!
..
توجّت ميني مع والدتها للمشفى حيث والدها ليريا جثّته بعد ان تمّ تشخيص حالته على أنّه موتٌ طبيعيّ..
فُتِح باب المشرحة لتدخل والدتها أوّلا وتلحق بها هي بخطوات بطيئة مرتجفة، قلبها يقفز بمكانه من شدّة خوفها وأطرافها أصبحت باردة تُشارف على التّجمّد.
قد وقفت بجانب والدتها تمسك بذراعه بقوّة منتظرة منها رفع الغطاء عن الجثّة..
والدها نائم، كما اعتادت رؤيته مغمض العينين. هي لم تتمالك نفسها فهذه آخر مرّة ستراه فيها.
بمجرّد رؤيتها له هربت منها آهات منكسرة لتقع أرضاً فاقدة القوّة من رجليها منسابة الدّمع منكسرة الفؤاد لا تصدّق ما تراه عيناها.
راحت تخدش الأرضيّة بأظافرها المرتجفة محاولة النّهوض وبعد مخاولات كثيرة فاشلة عادت لتقع مغشيّاً عليها.
كانت ضعيفةً جدّاً لتتحمّل هذا الحِمل، في الماضي كانت تُقسم أنّها لن تسامح والدها ولكن الآن وبكلّ بساطة هي قد سامحته من أعماق قلبها على كلّ ذنب اقترفه بحقّها.
..
بعد أربعة أيّام
إنّه اليوم الرّابع منذ وفاة والد ميني وهاهي طريحة الفراش، تنام على سريرها دون أيّ حركة.
وجهها أصبح شاحباً وكأنّ الرّوح غادرتها، قد حاولت مراراً الوقوف على رجليها والتّجوّل في المنزل لكنّها عجزت عن ذلك لينتهي بها الأمر مصابة بالدّوار وواقعة على الأرض..
هي قد فقدت شهيّتها، فأصبحت لا تأكل شيئا سوى حليب الفراولة الذي تشربه مرّتين باليومِ ممزوجاً بدموعها..
حتّى وهي بتلك الحالة قد اشتاقت لبيكهيون وتمنّت لو أنّه بجانبها الآن لتنام بحضنه الدّافئ الذي يشعرها بالأمان والرّاحة ولكنّه كالجميع.. غائبٌ لا يأبه لأمرها.
قد ظنّت في البداية أنّه سيأتي مهرولاً لكنّها غيّرت رأيها فهي ليست بتلك القيمة العظيمة، ربّما قد تمادت في تقدير قربهما أكثر من اللّازم!
تحرّكت بانزعاج بسبب الكوابيس التي باتت ترافقها كلّما نامت لتنهض فزعةً من نومها فقابلتها أشعّة الشّمس الرّبيعيّة الجميلة.
إنّه اليوم الأوّل من شهر مايو~
وما إن تذكّرت أمر والدها باشرت دموعها بالتّشكّل بعينيها لكنّها تصدّت لها لتمسحها بخشونة غارسة برأسها فكرة أنّها قويّة والأقوياء لا يبكون!
عاودت التّمدّد على السّرير ليطرق الباب وتدخل والدتها سائلة إيّاها إن كانت تريد أكل شيءٍ ما فقابلتها الأخرى بالرّفض كالعادة وهذا ما جعلها تغادر حزينة القلب.
نزلت والدتها الدّرج متّجهة للمطبخ بالطّابق الأرضيّ فأوقفها صوت رنين الجرس فغيّرت طريقها لتتحرّك نحو الباب وتفتحه ليظهر ابن صديقة طفولتها .. بيون بيكهيون!
" بيكهيون-آه"
حضوره اليوم مفاجئ وغير متوقّع؛ لأنّه اليوم الرّابع وقد انقضى كلّ شيء!
دلف المنزل بهدوء يتبع والدة ميني لغرفة استقبال الضّيوف الواقعة يساراً فور دخول المنزل وعلى اليسار كان المطبخ، كان يتبعها ويجول بنظره في المكان باحثاً عن طيفها لكنّها غير موجودة.
أيقظته والدتها من شروده حين سألت "يبدو أنّك سمعت الآن فقط"
ذلك مُخجِلٌ بحقّ؛ فمن المفترض أن تبكي ميني في حضنه طول الأربعة أيّام الفارطة، كلّ هذا بسبب تشايونغ اللّاإنسانيّة.
"لا، لم أكن على علم بما حدث..آسف" زمّ شفته بتذكّره لفعلة حبيبته، أو من كانت حبيبته!
" هل ميني بخير؟ أين هي؟" سأل وعيناه تبحثان عنها في كلّ مكان .
اغرورقت عينا الوالدة لتجيب بقلب منكسر " لا أعلم مابها، لقد فقدت كلّ قوّتها وانهارت.. ظنّنت أنّها قويّة؛ فهي قد أظهرت لا مبالاة في جنازته ليُغشى عليها لاحقاً وتبقى طريحة الفراش، حتّى أنّها تستفرغ كلّ شيءٍ تأكله وتبقى نائمة طول النّهار بسبب الأرق الذي يصيبها ليلاً، ربّما لأنّها تخافُ اللّيل"
هو قد تابع كلماتها كلمةً كلمة، ومع كلّ جملة تقولها يُلقي اللّوم على نفسه؛ فلو كان هنا لجعلها تأكل رغماً عنها، ولاحتضنها ليلاً كي تشعر بالطّمأنينة ويُزيل عنها الخوف...تباً لتشايونغ!
" هل أحضرت لها طبيباً؟"
"أجل، وقام بوصف دواءٍ يُساعدها على النّوم ويفتح شهيّتها لكنّها لم يُفد معها، وأظنّ أنّه السّبب في نومها نهاراً!"
"هل يمكنني رؤيتها، آسف لعدم وقوفي بجانبكم منذ البداية" قام وانحنى بأدبٍ شاعراً بالخِزي..هما وحيدتان تماماً ولا رجل لهما غيره.
هو سيكون رجل هذا المنزل~
فتحت والدتها الباب لتظهر ميني التي تنام على جانبها باتّجاه النّافذة تقابلهما بظهرها وشعرها الطّويل مبعثر على الفراش من خلفها.
أشارت له الوالدة ليدخل وغادرت كي لا تُزعجهما فيما اقترب هو بخطواته الهادئة وقلبه المضطرب، بوجه متهكّم نادمٍ على تجاهله لها تلك الأيّام.
امتدّت يده لتمسح على شعرها ممّا سبّب استيقاظها فنومها لم يعد عميقاً بسبب خوفها فأبسط حركة باتت تفزعها...
" بيكهيون" بيكهيون وليس بيون بيكهيون أو بيكهيون-شي.
ابتسم بدفء ليعيدها للتمدّد معدّلاً شعرها ويردف بصوته العميق " سأكون بجانبك من الآن فصاعداً"
سكتت ولم تقل شيئاً مفضّلة أن تتكلّم لغة العيون بدلاً من الكلمات العقيمة، كانت تنظر إلى عينيه مباشرة تحكي له قصّة ألمها بدموعها التي تجمّعت بعينيها..
"آسف، ماكان عليّ البقاء بعيداً عنك"
جلس على السّرير بقربها ليسحبها من يدها ويلقيها في حضنه يضمّها بقوّة ليلتئم قلبها الجريح وتكفّ روحها عن الألم.
أغمض عينيه سامحاً لتلك الدّمعة بالمغادرة تزامناً مع صوتها المختلط بشهقاتها.. هو قد حرّك بداخلها كلّ ما كتمته سابقاً فحرّره.
"انتشلني من هذا الوجع، لم أعد أقوى على تحمّله" قالت لتتشبّث بقميصه دافنة رأسها .
ابتلع ريقه بصعوبة بسبب تلك الغصّة التي تشكّلت بحلقه مردفاً " سآخذك لمكان جميل ..تجهّزي ريثما أشغّل السّيّارة"
أنهى كلامه ليبعدها عنه ويداه تحاوطان وجهها، هو لم ينزل عينيه عن عينيها.. ينظران إلى بعضهما البعض وحديثُ العيون يحدث ضجّة يفهمها القلب.
هو قد اقترب منها ليطبع قبلة حبّ على جبينها ظنّتها قبلة شفقة...!
ابتعد بعدها ليعاود النّظر لعينيها الآسرتين الباكيتين وراح يمسح دموعها ليبتسم لها بدفء مردفاً " لن تضطري للبكاء وحدك ثانية، أعدك بالبقاء بجانبك للأبد"
بادلته الابتسامة واضعة يدها فوق يده " أحتاج لدليل"
قالت ذلك لترفع يده أمام يدها مجهّزة خنصرها ليقوم بوعدها كما يفعل الأطفال، هو قد رآى الأمر تافهاً قليلاً لكنّه انصاع لرغباتها التي يرغب في تحقيقها جميعاً!
"وعد"
...
"اعتني بها، ولا تتأخّرا كثيراً" قالت والدتها التي تقف أمام الباب موجّهة كلامها للجالسين داخل السّيّارة.
"لا تقلقي"
انطلق بعد أن طمأنها متّجها للمكان الذي بحث عنه في الانترنت؛ لأنّه يتذكّر جيّداً أنّ مزاج ميني يُضبط بزيارتها لأماكن خلّابة كالرّيف، ومدينة جونجو تعجّ بأماكن تاريخيّة جميلة.
حلّ اللّيل سريعاً وبيكهيون يقود ويتحدّث في آن واحد غير متوقّف عن ذلك كي لا يترك ميني لأفكارها السّوداويّة..هو لم يترك موضوعاً إلّا وتطرّق إليه حتّى عن حبّه الشّديد للعيون الجميلة قاصدا عينيها فقط، فكلّ العيون عيناها وكلّ الجمال هي!
بعد مدّة قصيرة وصلا للمكان المحدّد والذي وجد صعوبة في إيجاده باستعمال محدّد المواقع..
ترجّل من السّيّارة ليركض للجهة الأخرى يفتح الباب لميني ويُساعدها في النّزول فهي مصابة بدوار مستمرّ يصعِّب عليها الوقوف بشكلٍ سويّ، وقد رجّح الطّبيب أنّ ذلك بسبب توتّرها الشّديد و الضّغط المهوّل الذي حلّ على أعصابها.
احتضنت يده اليسرى يدها اليمنى؛ أمّا يده الأخرى فقد ارتاحت أصابعها على كتف ميني يضمّها نحوه كي تحافظ على توازنها.
صدح صوت إغلاق السّيّارة أوتوماتيكيّا ليهتف بيك " انطلاق"
كانا أمام تلّة عالية بعض الشّيء، تطلّ على بحيرة صغيرة مُضاءة بضوء القمر السّاطع مضيفاً على الجمال جمالاً.
صعداها ليقفا على حافّتها وهو مايزال مسنداً ميني التي اراحت رأسها على كتفه محدثة فوضى عارمة بداخله، ولأنّها هي .. قد أُعجب بكونه مشتّتاً مشرّداً يحتاجُ لاتّخاذ قلبها سكناً له.
هو يحبّها ولا شكّ في ذلك، إنّها فتاة أحلامه التي حلم بها طول حياته.. هي تلك الفتاة المميّزة التي لن يكرّر الزّمن جنونها مرّتين!
على تلّة يطغى عليها اللّون الأخضر وبعض ألوان الزّهور الملوّنة التي تفتّحت بمجيء الرّبيع وارتوت بحبّ كحبّ هذين الواقفين لوحدهما.
" هل تشعرين بالدّوار؟ " سألها لتومئ بالإيجاب فساعدها لتجلس ويده تحرّكت لتضمّها إلى حضنه يمسح على ذراعها كحركة توحي باعتنائه بها.
" بيكهيون" للمرّة الثّانية هي تناديه باسمه فقط وما أجمل وقعه من بين شفتيها!
رفعت رأسها لتنظر إلى عينيه مباشرة بنظرات هدّت كيانه وشتّت شمله.. هو يمسك نفسه كي لا يقبّل شفتيها المغريتين.
"ماذا؟"
"سأترك المصارعة، تلك هي وصيّة والدي الأخيرة" قالت بهدوء غير مبدية أيّ ندم على ما قالته.
"هل فقدتِ عقلك؟" قال باستنكار مقطّب الحاجبين.
" أجل، لأنّي سأُقدم على فعل آخر سأندم عليه..آسفة" همست بآخر كلمة وهي ترتفع قليلاً لتقترب منه ونظرها على شفته.
قرّبت وجهها من وجهه المتجمّد لتحطّ شفتها على شفته في قبلة سطحيّة أشبه بقبلة الوداع وسرعان ما ابتعدت تزامناً مع سقوط دمعات الألم..ألم من نوع آخر هذه المرّة.
هي أرادت فعل شيءٍ ستندم عليه لاحقاً؛ فالنّدم على ما فعلته أفضل من النّدم على ما لم تفعله!
ولأنّها آخر مرّة ستراه فيها تشجّعت لتقبيله وتركه خلفها في طيّ النّسيان وتُكمل حياتها كفتاة عاديّة منعزلة..غير آبهة لقلب هذا الأخرق .
" سعيدةٌ بامتلاك ذكراك في قلبي " ابتسمت ماسحةً دموعها مقابل المتجمّد الشّارد بملامحها.
" ألن تردّ على هاتفك؟"
أيقظه صوت رنين الهاتف ليتفاجأ بكونه رقم تشايونغ، كان سيتجاهلها لينهي هذا الموضوع الذي بدأته ميني غير أنّها أصرّت عليه ليردّ كي لا تشعر بالذّنب ففعل وأوّل ما قاله بعد سماع صوت المتكلّم..
"محاولة انتحار؟"
أغلق الهاتف ليلعن منتفضاً من مكانه وقد ساعد ميني في الوقوف كذلك " سأوصلك للمنزل أوّلاً"
رؤية قلقه عليها وسرعة قيادته للتّخلّص من ميني بايصالها لمنزلها قد أوضحت لها جيّداً منزلتها في قلبه، وجعلها تدركُ أنّها فتاة قذرة قامت بتقبيل حبيب زميلتها التي اعتبرتها صديقة لها يوماً ما.
هي مجرّد حُثالة معاقة المشاعر مكروهة من الجميع، فبعد هذا الحادث كلّ ثقتها التي بنتها انهارت لتتركها تحت حُطام تأنيب الضّمير.
حتّى أنّها سارعت في الاستحمام لعلّها تزيل عنها هذا الوسخ والقرف الذي حلّ بروحها النّقيّة.. هي لن تطمع في حبيب فتاة أخرى حتّى لو كان بيون بيكهيون الذي سيطر على عقلها!
لكن في قرارة نفسها، هي كانت منزعجة من عدم مبادلته لها... هي هي قذرة لهذه الدّرجة؟
أين ذهبت ميني الطّيّبة التي لن تبني سعادتها على تعاسة الآخرين؟!
يتّبع...💜
هلاو، شلونكم؟
كما ترون لقد خربت أم جد عم هذا الفصل، ما بعرف ليش صرت لاقي صعوبة في الكتابة رغم أن الأفكار بعقلي مرتبة😭😭😭
الرواية التّالية بعد انتهاء موسم التّزاوج رح تكون " زواج القرن" لبيون بيكهيون نشرت بدايتها شوفوها❤
رأيكم؟
أكثر جزء أبكاكم؟
أكثر جزء عجبكم؟
شكراً❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top