الفصل الثالث
الفصل الثالث|| من المخطئ؟
تلبست المجلس أجواء مشحونة، يزيد من ضغطها الهدوء الذي أعقب تلك العاصفة، حتى كسرها محمد الذي نطق بغيظ يكاد ينفجر موجها كلامه إلى شعيب وموسى:
_ما الذي فعلتماه أيها الأحمقان؟ لمَ هذا التصرف الطائش دون التثبت من الأمر؟
ارتعدت فرائصهما، ولم يجرؤ أحدهما على النبس ببنت شفة؛ شخصيته الحازمة تمنحه هيبة ومكانة عند بقية إخوته، وتفرض احترامه من قبل الجميع، فهو لا يتصرف بشيء حتى يكون واثقا أنه الصواب، لم يكن مقتنعا أبدا بما ظنه الجميع عن خليل، كان يود توبيخهما أكثر، وتبرئة خليل لولا أن والده أوقفه بالقول:
_لا فائدة يا محمد، لقد سمحنا بوصوله إلى هذا بسبب تساهلنا
رد منفعلا:
_غير صحيح يا أبي، خليل ليس هكذا أبدا
أكثر ما كان يحز في نفسه هو الآخر وجود أولئك الأشخاص الذين شهدوا ما حدث، يثق أنهم لن يتركوا خليلا وشأنه بعد الآن، سعى جاهدا ليدافع عن شقيقه حتى يعرف حقيقة ما حدث، لكن والده طلب منه أن يصمت فلم يستطع قول المزيد، كان يعلم أن الحديث مع والده في مثل هذا الوقت أشبه بالنفخ في قربة مخروقة، فضَّل عدم البقاء في المجلس أكثر من ذلك
غادر متجها صوب غرفة خليل ليجده قد أوصد الباب على نفسه، طرق عليه الباب مرارا وتكرارا وهو يناديه ولكن دون جدوى، كان يعلم أن خليلا غاضب الآن، حينما يكون في هكذا حال في العادة ينأى بنفسه عن الآخرين، تركه وذهب هو إلى غرفته، على أمل أن يراه حينما يخرج لصلاة العصر
ما لم يعلمه محمد هو أن خليلا حينها كان جالسا كتمثال من حجر على طرف سريره، يمسك خده المصفوع محدقا بالمرآة التي تقع قبالته، مظهرة له انعكاسه البائس، يلتهم الغضب دواخله، وألم ما تلقاه من والده معنويا أشد عليه من الألم الجسدي، ودَّ لو أنه على الأقل لم يحدث ما حدث أمام تلك الوجوه
**********
علا صوت أذان العصر وهو على تلك الحال، لم يكن ليترك الصلاة بسهولة مهما كان حاله، حاول أن يتمالك نفسه ويذهب للوضوء، نهض من على سريره محاولا الخروج، ليتوضأ دون أن يصادف أحدا من عائلته، وقد كان له ما أراد، لكنه ما إن استقام أمام المغسلة ليتوضأ حتى رأى في المرآة أثر تلك الصفعة، سؤال واحد دوى في عقله آنذاك (ماذا سأقول إن سألني أحدهم عن هذا؟)
ماذا سيقول حقا؟ (صفعني أبي!) ولماذا؟ لكن أكثر ما كان يحز في نفسه هو عند من؟ عند أناس يصطادون في الماء العكر، يكفيه مصيبة أنهم قد رأوا ما حدث
ضَعُفَ في تلك اللحظة ولم يستطع أن يقاوم رغبته بعدم الذهاب، وبدا أنها ستكون أول صلاة له في البيت منذ أن بدأ الصلاة في المسجد، توضأ سريعا ليعود راكضا إلى غرفته، مغلقا الباب على نفسه، عازلا نفسه عن الجميع في لحظات حزن وقهر بغيضة
**********
امتزجت خيوط الظلام مع ثوب السماء العظيم إثر الغروب، معلنة دخول أسوأ ليلة مرت على خليل، طيوف الذكريات تعزف لحنا كئيبا في صدره، منذ أسبوع فقط استطاع إقناع جمال بالذهاب إلى المسجد ليصلي جماعة كما كان من قبل، لن ينسى تلك الفرحة العارمة التي سكنت قلبه آنذاك
لكن الآن ماذا؟ ليس جمال وحده هو الذي سيتخلَّف عن المسجد، بل حتى هو أيضا، كان بينهما موعد أن يذهب إلى مسجد الحي معه هذا اليوم، لكنه لم يذهب، فماذا إن قرر جمال الذهاب إلى المسجد دون انتظار حضوره؟ فكرة عابرة بسرعة الضوء طرقت تفكيره
ما إن صنع عقله سيناريو لما سيحدث حتى هب واقفا من مكانه، وبدا أن قرار مغادرته لغرفته سيُتَّخَذ الليلة، عكس ما كان يتوقع، وقف أمام المرآة ليتفحص تلك الصفعة التي رسمت يد والده بفظاعة على وجهه، يبدو أن قليلا فقط منها لا يزال موجودا، لكن لن ينتبه لها إلا شخص ذو نظرات فاحصة، فقد سعى إلى محوها في دقائق حبسه لنفسه تلك، بقيت صلاة واحدة هذا اليوم، فهل سيفيد خروجه الآن؟ أم أن الأوان قد فات؟
**********
في ناحية أخرى كان والده يقلب كفيه أسفا على ما جنته يداه في لحظات الغضب تلك، الآن فقط أدرك أن محمدا كان على حق، وأنه كان يجب أن يسمع من خليل قبل أن يتصرف معه ذلك التصرف، لكن أليس خوفه عليه وتحذيراته السابقة له هي ما دفعه لفعل ما فعل؟ أليس وجود أصحابه في ذلك المجلس وسماعهم لما سمع هو من هاتف خليل كان له دور أيضا؟ كيف لا وهم الذين ما فتئوا يحذرونه من أن يجعل أحد أبنائه يجالس جمالا؟
مهما تكن الأسباب التي دفعته للتصرف مع خليل بذلك الشكل فهي لن تكون مبررا لما فعل، هذه هي الحقيقة التي توصل لها وبات مقتنعا بها، لكنه الآن لا يدري ما يفعل، فهو لم يعتد أن يعتذر لأبنائه، أو أن يعترف لهم أنه أخطأ، عليه أن يراهن على تصرف ابنه الأكبر محمد وحسب، لكن عليه أيضا أن يحسن تصرفاته من الآن فصاعدا
(جمال؟ ماذا عنه؟) يبدو أنه لن يحب صداقة خليل معه أبدا، هو يعلم ويدرك ويقر أن جمالا ليس بذلك السوء، كما أنه لا يريد أن يكون بينه وبين أبنائه جفاء وقطيعة، لكنه أيضا لا يحب ما يفعله خليل من ملازمة له، وعلى أية حال فلا شك أن قرارا ما سيتم اتخاذه في الأيام المقبلة
قاطع شروده الذي كان يجره نحو وادٍ سحيق خروج خليل من غرفته، كان يجلس على أريكة في صالة المنزل، ولأول مرة يمر خليل من عنده دون كلام سوى تحية الإسلام، رد عليه التحية ولم يستطع أن يفتح فمه بحرف واحد وهو يرى ملامح الحزن على وجهه، لخليل محبة ومكانة خاصة في قلبه، تلك المكانة جعلت من مروره الجاف هذا شيئا ثقيلا على قلبه، ولا شك ولا ريب أن خليل كان يعلم هذا جيدا، لكنه خشيَ أن تبرز دموعه الآن، لقد كره أن يبدو بهكذا منظر رغم أنه لا لوم عليه، الناس عادة يسخرون من الكبير إذا بكى، فكيف إن زاد على الأمر أن كان رجلا؟ يبدو أن بكاءهم محرم في قواميس معظم الناس
وإن تحدث مع والده الآن فما الذي سيقوله؟ أليس من المفترض أن يبدأ معه والده الحديث؟ أو هكذا ظن أنه الأنسب، يبرر؟ ألم يكن يريد أن يفعل هذا سابقا ولكنه لم يسمع منه؟ لمَ عليه أن يتحدث معه وهو لا يرغب أساسا في سماعه؟ إذن على والده أن يفتح الباب له إن أراد سماع شيء منه
ظلت عينا الأب تراقبه وهو يمشي نحو باب المنزل حتى غادر، عقدت الندامة لسانه عن سؤاله أين سيذهب، وزاد عقله على ذلك أن أخبره أن موعد صلاة العشاء قد حان، وهو لا شك ذاهب إلى المسجد، لكن ما إن توارى خلف الباب وابتعد حتى بدأت جيوش الوساوس تأكل قلبه، نادى على محمد ليلحقه بسرعة، ليركض المعني ملبيا، ثم خرج سريعا ليتمكن من اللحاق بأخيه
**********
أخذ يسير بخطوات رتيبة، إنها عادته بعد كل شيء، هادئ إلى حد ما، هو في العادة لا يحب مشاركة الآخرين ما في جوفه، قد يكون الأمر ليس من صالحه أن يكتم، لكنه هكذا كما عرف نفسه دائما، لكن أنى لذلك الغشاء الرقيق الذي بدأ يلتمع في عينيه أن يدعه وشأنه؟ يبدو أنه مصر على أن يفضح أمره، بعد أن غالبه كثيرا قبل أن يغادر منزله
ابتلع ريقه في حركة خفيفة؛ كيلا ينتبه له أحد إن كان ثمة من يراه، بتلك الحركة حاول دفع دموعه نحو الداخل لتختفي وتبتعد قسرا، لم يعد يستطيع تحمل شيء أكثر من الذي حدث
التفّت يد ما قفزت من المجهول حول عنقه مرجعة إياه إلى الخلف قليلا، ليصطدم بجسد صاحبها الذي هتف من جانب أذنه:
_ما الذي حدث لتختفي فجأة وكأن عصابة ما قامت باختطافك؟
حرر المتحدث يده ثم سأل سؤالا آخر:
_هل أنت بخير؟
بدا سؤاله ذاك نابعا من قلب قلِق وخائف، لا شك أنه يريد الاطمئنان عليه، بدا أن غيث عينيه يأبى الاختباء، ويبدو أن صاحب السؤال قد لاحظ ذلك، وفجأة أتاه الجواب على شكل لكمة قوية على وجهه جعلته يسقط أرضا، تلا ذلك صوت خليل الغاضب والذي لم يعد يستطيع إخفاضه وهو يقول:
_أحمق وغبي! هل ارتحت الآن؟ ثبتَّ التهم الموجهة إليك وورطتني معك، من طلب منك أن ترسل ذلك الملف اللعين؟ جمال تكلم هيا قبل أن أحطم وجهك
قيلت تلك الجملة الأخيرة تزامنا مع شده لجمال من ملابسه وهو يصرخ في وجهه، لاحظ جمال أثر الصفعة على وجهه فأُلْجِم عن الكلام، يبدو أن شيئا ما قد حدث بالفعل، ابتعد خليل عنه كارها أن يصبح تحت شفقته، بعد أن أدرك أنه لاحظ أثر الصفعة، لم يكن يرغب في الانهيار الآن، نهض مديرا ظهره لجمال الذي ظل على حاله، يقيده الصمت بصدمة، بدا واضحا أن خليل كان يكافح بشدة كيلا ينتقض تجلُّده، فيظهر بمظهر الضعفاء، رغم أنه حمَل قدرا كبيرا من الألم، بسبب تلقيه إهانة وظلما لم يسبق له أن تلقى مثلهما في حياته
لم يستطع جمال أن يقول شيئا سوى:
_آسف! لم تكن نيتي أن أجرعك من الكأس الذي شربت منه
تفهم خليل ذلك فيما حاول أن يقوي نفسه، ثوانٍ حتى التفت ناحيته وسأل:
_لم تذهب إلى المسجد بعد صحيح؟
نهض جمال وهو ينفض يديه وملابسه ثم أجاب:
_نعم، من المستحيل أن أذهب وأنت لست هناك، ليس لدي طاقة لجدالهم، إن أرادوا المجادلة فتحمل ذلك وحدك
حدق به خليل بنظرات غاضبة قائلا:
_قلت لك ألف مرة اذهب لأجل ربك وليس لأجلي، ثم ارتح الآن؛ يبدو أنني سأطرد ليس فقط سيتم مجادلتي
كان جمال يرغب بأن يدافع عن نفسه حين قال خليل جملته الأولى، لكنه ما إن أنهى جملته الثانية حتى غُصَّ بريقه، يبدو أنه سيندم على مزحته تلك أكثر من أي شيء أحمق ارتكبه في حياته، باغتهما في صمتهما ذاك صوت محمد الذي تدخل قائلا:
_لن يطردكما أحد، كُفّا عن تصوير الأمر بشكل أكبر من حجمه
نظرات عتب نظر بها خليل إلى شقيقه تمكنت من قول ما أراد قوله دون أن ينبس بحرف، لكن من ناحية محمد لا حق له في معاتبته، فقد بذل جهده في كل شيء، ثم إنه أبقاه على باب غرفته دقائق دون أن يرد عليه حتى، ورغم ذا كان محمد رزين العقل، حكيم التصرف، تقدم نحوه وضرب على كتفه بخفة قائلا:
_لا تقلق يا أخي فثقتي بك لم تهتز أبدا، أعلم أنك أعقل من أن تفعل شيئا خاطئا، ورغم كل ما حدث أرجوك كن متفهما ولا تتهور
_أتهور بماذا؟ وأتفهم ماذا يا محمد؟ أتفهم الإهانة التي تلقيتها؟ أنا لست طفلا، لمَ تنظرون إليّ هكذا؟
كلماته كانت بمثابة خنجر أودع في قلب محمد طعنات عدة، هو محق نوعا ما، أن يتم معاملته وكأنه طفل صغير، ويتم التدخل في قراراته يجعله يراهم مقللين من شأنه، في الأمر إهانة في حقه من وجهة نظره، سيما إن وجد من يقول أنه يتصرف بناءً على عاطفته، كم لقبا سيطلقونه عليه بناءً على وجهات نظرهم هذه؟ أمسك محمد يده وهو يقول:
_أنت رحيم، رحيم فقط الناس لا يجيدون استخدام الألقاب المناسبة، والآن دعنا نذهب سويا إلى المسجد
سحبه وراءه وهو يقول لجمال:
_أنت أيضا تعال معنا، لا تبقَ واقفا هنا
بابتسامة واسعة أنهى كلامه ثم مضى في طريقه، تاركا حرية الاختيار لجمال باتباعهما من عدمه، تبعه هذا الأخير بصمت، صمت الظاهر هو فقط، وفي داخله الكثير من الأشخاص يتساءلون ويتجادلون، ويثيرون ضجة كبيرة، يبدو أنه هو الآخر على موعد مع معاناة جديدة، وخلسة منهما تمرد منسلا من خلفهما وابتعد، وأكملا سيرهما إلى المسجد، ومضت تلك الليلة بسلام نوعا ما مقارنة بتوقعات خليل
إن الأمر غريب، غريب حقا! لمَ يقصد بعض الناس دربا ليسدوا به الطريق إلى الله؟ لمَ تنحصر عقولهم ضمن أن تكون عابدا زاهدا، أو لا تحسب نفسك في جملة المسلمين؟ أليس هؤلاء ينفرون الناس من الدين بدلا من أن يحببوهم إليه؟
**********
اهتز هاتف خليل إثر تلقيه مكالمة هاتفية، نظر إلى الشاشة ليجد اسم يوسف متربعا أعلاها، يوسف مسافر الى حيث يقيم جده، في رحلة عائلية استغلالا للعطلة الصيفية، من الطبيعي أن يسعد بهذه المكالمة، كيف وإن كانت هي أول مكالمة بينهما بعد الذي حدث معه
فتح المكالمة ليرد التحية على صديقه بسعادة، كانت مكالمة عادية نوعا ما، كل منهما اطمأن على الآخر بشكل عام، لكن بدا أن كلا منهما يخفي شيئا، لكن الأسوأ منهما في تمثيل أن كل شيء بخير هو خليل، كان صمته يطول، وأحيانا يطلب من يوسف إعادة كلامه متعذرا بضعف الإرسال، حينها صارحه يوسف قائلا:
_أنت تخفي شيئا ما، هل حدث شيء في الآونة الأخيرة؟ أرجوك لا تخفي عني شيئا
حلق صمت طويل جعل يوسف يظن أن المكالمة قد قطعت، لكن خليل أجابه حينها:
_قلت أنك ستعود بعد أيام، حينها سنتحدث بشكل أفضل
لم يعجب يوسف ما قاله، وأراد أن يعرف ما حدث الآن، لكن خليلا كان أدرى كيف يصرفه عنه فقال:
_أنت الآخر تخفي شيئا، يمكنني معرفة ذلك حينما تطيل النطق في بعض الكلمات بشكل متكرر، يبدو أن فكرك يشرد لبرهة ما يجعلك تتأخر في اختيار كلمة مناسبة لتكمل بها حديثك، هيا اعترف!
أتاه صوت ضحكات يوسف ليجعله ذلك يبتسم، علق يوسف ضاحكا:
_تمكنت مني إذن، حسنا نحن الآن متعادلان، أتمنى أن أستطيع العودة سريعا، فعلى كل حال ما حدث معي ليس بالشيء الكبير، لكنه استطاع أن يشغل تفكيري، أتمنى أن يكون ما حدث معك ليس كبيرا أيضا
أراد خليل التظاهر بأنه ليس بالشيء الكبير فرد على يوسف سريعا كي لا يشك بأمره:
_حالما نلتقي سنرى أيا مما حدث معنا هو أكبر أهمية
_إن شاء الله، وحتى ذلك الحين احرص على أن تكون بخير
بتلك الكلمات رد يوسف ثم لم يطل حديثهما، فقد انتهت المكالمة ليعود كلا منهما إلى حال سبيله
**********
مرت الأيام برتابة كئيبة في الأسبوع الذي تلا تلك الحادثة، ثم في الأسبوع الآخر ازدادت همسات وهمزات المبغضين، مرضى القلوب الذين كانوا يكرهون جمالا، ثم أضحى خليل في دائرة كراهيتهم، ما كان يحير خليلا هو كيف لهؤلاء أن يكونوا بهذا السوء من الأخلاق؟ بلا شك هذه ليست الأخلاق التي تعلموها من دينهم، ليتهم فحسب يكفون عن تشويه الدين بتصرفاتهم الهوجاء هذه
التهمت تلك الأفكار رأس خليل الذي كان يمشي قبيل الفجر إلى جامع الرحمن، لقد بات يكره الذهاب إلى مسجد الحي، الآن فقط أدرك حقيقة مشاعر جمال
عادته أن يخرج قبل الفجر إلى المسجد، لكن مسجد حيهم كان قريبا، ولا خطورة عليه إن ذهب، لكن جامع الرحمن بعيدا، ومع هذا كان يخاطر ويذهب
في حين كانت أقدامه تقرع الطريق باطمئنان شاهدت عيناه شابا يقف على الجسر الذي يصل بين طريقين باتجاه الجامع، ما إن اقترب منه حتى عرفه، وجد نفسه يهمس بخفوت:
_معاذ!
¶____________________¶
انتهى الفصل الثالث
إذا كنت لم تقرأ المقدمة بعد فاذهب واقرأها فورا
وإذا كنت قد قرأتها تعال لنتحدث قليلا
كنت قد ذكرت في المقدمة أني سأنشر كل فصلين معا، كي تكتمل الرواية في العشرين جزءا من النسخة الأولى، لكن عُرضت عليَّ ملاحظات بأن أغير ذلك، وأنشر كل فصل بمفرده، وبعد تفكير قررت أن آخذ بهذا الرأي
وعليه فإن الفصل الأول والثاني سيبقيان كما هما، معا، وبقية فصول الرواية سيتم نشر كل واحد منها على حدة، والبعض منها سيكون في فصول النسخة الأولى، والبعض الآخر سيكون في فصول جديدة
آمل فقط أن يناسبكم هذا ❤
وبالمناسبة ما رأيكم بطريقة كلا من خليل ويوسف لمعرفة أن الآخر يخفي شيئا؟ هل لديكم طريقة معينة تكشفون بها شرود الآخرين؟
وبمناسبة ظهور معاذ نهاية الفصل أود القول أن
هذه المرة ستأخذ الشخصيات حقها في الظهور، وسيتبين كثير من الأمور، وستكون الأحداث القادمة أشد حماسا إن شاء الله
اصمدوا معي حتى النهاية لتروا بأنفسكم ذلك :)
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top