٣٠
#منظور_ريحان
اخترت فستانا لجوري، و وضعت لها مستحضرات التجميل المناسبة ثم جمعت شعرها في تسريحة تليق بأميرة، بدت مختلفة تماما عما كانت عليه، بدت أنثى فاتنة تخطف الانظار، ابتسمت بخبث حين تخيلت ردة فعل إيليان، ثم وضعت التاج على رأسها و عانقتها، كادت تدمع عينيها تأثرا لكنني نفيت برأسي لتبتسم، ثم تقوم بحماسها المعهود و تنادي الوصيفات
حملت إحداهن فستانا ذهبيا طويلا، و الأخريات حملن بقية الأغراض لتجهيزي، إبتسمت بخفة لتدلف الملكة و هي تحمل علبة خشبية صغيرة، إبتسمت لها، لتفتح العلبة، و كان فيها خاتم ذهبي كبير، أدخلته في إصبعي الأوسط ثم ابتسمت لي باتساع لتقول بنبرتها الدافئة
-" بما أنكي حفيدة زوجي فأنتي بمثابة حفيدتي، رغم أنني ما زلت شابة "
إبتسمت لتردف
-" سموه لا يتخذ سوى القرارات الصائبة و بما في ذلك قراره بتتويجك ملكة لسبيرانزا، لم يكن قراره هذا عبثا، بل عرف أنك الأجدر بهذا المنصب، فهو حكيم و أخذ من الحياة خبرة كافية لمعرفة ما يجدر على الحاكم التحلي به، يؤسفني كون سموه أسير ذاك المرض المزمن، لكنه كان حكيما لتسليمك العرش، عليكي خدمة الشعب يا بنيتي، و الحفاظ على مملكة سبيرانزا، و فعل ما أمكن للحصول على محبة شعب سبيرانزا "
إبتسمت لي، لتضع يدها على رأسي و تقول
-" أعانك الله عزيزتي "
بدأت الوصيفات بتجهيزي تحت إشراف الأميرة جوري، أما أنا فقد كنت أنظر في المرآة شاردة الذهن، لقد عشت بين أحضان عائلة من الدرجة المتوسطة، وقعت في حب شخص لم يحبني بصدق، أصبت بالاكتئاب، و حين قررت بداية صفحة جديدة، ظهرت حقائق غيرت من حياتي بشكل جذري، ليتم ربطي بمسؤولية كبرى، صحيح أنني جيدة في فنون القتال، و تعلمت ما يجدر على الأميرة التحلي به، كما حفظت قوانين القصر، إلا أن هذا مازال غير كاف لتحمل مسؤولية ملايين الأفراد، فأن تكون حاكما لا يعني أن تصدر الأوامر فحسب، بل الأمر أصعب من ذلك بكثير
المساء ...
دخلت قاعة الحفل رفقة بقية الأميرات، لأجلس على المقعد رفقة سموه، إنها ليلة تتويجي، شعرت بجسدي يرتعش، و توترت أكثر من أي وقت مضى، لألمح سوراج، بدا أنيقا جدا، و كان يبتسم لي بخفة محاولا تشجيعي على عدم التوتر، تذكرت حين قال لي مازحا
-" حين تشعرين بالتوتر تأملي وجهي الوسيم و ستتشجعين تلقائيا "
بادلته الابتسامة، ليقف الملك معلنا بداية الحفل، و يتقدم الوزير معتز حاملا التاج بين يديه، استقمت ليضع الملك التاج على رأسي، فيهتف الحضور باسمي، و يبدأ الصحافة بالتقاط صوري، و ما جعلني أضحك بخفة حين تعانق إيليان و جوري من فرط الحماس.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top