#منظور_الراوية

يقال بأن خلف الصبر أشياء جميلة تنتظر
After all patience, beautiful things await

و ما كان خلف صبر عاصم سوى ما لطالما تمناه، بل أفضل مما تمناه، ما كان ليتخيل حياته أفضل من ذلك، كلما شكر الله إلا و أنعم عليه أضعافا، تعالى صوت موسيقى هادئة من ذلك المنزل الكبير، الذي شيده عاصم بناءا على تصميم إستبرق

كان فارس واقفا برفقة عاصم يستقبلان الضيوف من زملائهما في العمل، إضافة إلى أفراد العائلة، بينما إستبرق تساعد الطباخة في تحضير ما تبقى من الحلويات، و سارة تستقبل الضيوف، أما مهى فقد كانت تضع مساحيق التجميل على وجه فتون، وصل معاذ أخيرا، و خرجوا جميعا لاستقباله باستثناء فتون التي منعوها من الخروج من غرفتها ما لم يكن الوقت مناسبا لذلك، ليقول معاذ و هو ينظر إلى فارس

-" كبرت يا صاح، و صرت عريسا وسيما "

ليجيب فارس بغيض مصطنع

-" قل ما شاء الله، هذا ما تقوله عني فما بالك حين ترى خطيبتي "

ليجيب معاذ بمكر

-" حينها سأتخلى عن ناتاليا و أختطفها "

لكمه فارس بخفة، بينما ضحك الجميع باستثناء إستبرق التي كانت تنظر إليهم و ابتسامة دافئة على شفتيها، ليوقظها من شرودها صوت معاذ الذي قال

-" أين أميرتي أروى "

وجه الجميع أنظارهم إلى تلك الصغيرة التي كانت حانقة بسبب إغفال الجميع عن وجودها، لم ترث أيا من ملامح إستبرق أو عاصم، بل كانت مختلفة و مميزة، بخصلات شعرها الشقراء، و عينيها الزرقاء الداكنة

دنا منها معاذ ليبتسم لها بخفة، لكن غضبها لم يخف، فأدخل يده في جيب سرواله ليخرج قلادة ذهبية جميلة، تحمل شكل قلبين، فصلهما ليضع أحد القلوب في رقبة الصغيرة، و الآخر في رقبته، بدت معجبة بهديته، ليقول لها بلطف

-" الآن صرتِ تحملين جزءا من قلبي أيتها الأميرة الصغيرة، ألا أستحق أن أكون صديقك المقرب بفضل هديتي الجميلة "

ابتسمت له الصغيرة باتساع لتجيب

-" بلى، سأمنحك مكانة أعلى من فارسي "

نظر إليها فارس مقوسا شفتيه بحزن مصطنع، لتقول

-" حسنا، بما أنه أيضا أحظر لي الشكولاطة، فستكون مساحتكما في قلبي متساوية، لكن آمل أن تظلا عند حسن ظني "

قهقه الجميع على كلام الصغيرة، لتتخصر مهى و تقول

-" يبدو أن حفل الخطوبة هذا لن يبدأ، و عروسنا الجميلة ستظل سجينة في تلك الغرفة للأبد "

تابع كل واحد ما كان يقوم به، بعد أن حمل عاصم صغيرته أروى

بينما شعرت إستبرق للحظة أنها لمحت طيف ياسمين يبتسم لها برضى لأنها حققت وصيتها .