21 ] القبو
حين طرقت أمها الباب لأخذها من عند صقر، أمسكها صقر من ذراعها بخشونة و قال لها بتهديد
-" إن أخبرت أمك عن ضربي لك ستتأذين، أمك لا تعرف أحدا هنا لتتركك عنده، فستضطر للخروج من العمل و البقاء معك بالمنزل، حينها لن تجدا مالا لشراء الطعام، و ستتشردان في شوارع المدينة، لذا فكري جيدا قبل أن تحاولي إخبارها "
إرتعبت الطفلة، و أمسكت بيد والدتها بقوة، لترحل الإثنتان بعد أن شكرت أمها العم صقر على اعتنائه بابنتها، لم تستطع رزان أن تنام طوال الليل، تفكر في تهديد العم الشرير لها
قررت أمها تركها عند العم صقر مجددا، و رغم أن الطفلة رفضت ذلك مرارا إلا أنها لم تملك المبرر لرفضها، لذا أجبرت على العودة إلى ذلك المنزل المخيف، طلب منها صقر تنظيف الأرضية، و لم يكن ينوي من ذلك سوى إيجاد غلطة منها لمعاقبتها، و لكن هذه المرة كانت العقوبة أقسى بكثير من الصفعة، فقد سجنها في القبو المظلم، كانت تصرخ رعبا و تترجاه أن يخرجها، لكنه لم يهتم لصراخها، لتسمع صوت همس يدنو منها و يخبرها بأن الأمور ستصبح على ما يرام، إحتضنت رجليها و جسدها يرتعش من الخوف، لتمسك تلك اليد الصغيرة بيدها و يهمس لها صاحبها
-" لا تخافي، أنا أيضا سجين هنا مثلك "
ضحك بخفة ليردف
-" لكنني اعتدت الأمر، و لم أعد خائفا مثلك "
إرتخى جسدها و بدأت بالثقة به، لتقول له بهدوء
-" هل يؤذيك ؟ "
-" سابقا أجل، لكن الآن لم يعد يؤذيني، يسجنني في القبو طوال الوقت، يحضر لي الطعام ثم يغلق الباب بإحكام و يرحل "
لم تجد ما تقوله بعد ذلك، و ساد الصمت، إلى أن أخذ ذلك الفتى الصغير قنديلا قديما و أشعله، لتبصر ملامحه، كان الفرق الوحيد بينه و بين مجد هو لون عينيهما، قال لها محاولا تلطيف الجو
-" هل تريدين لعب لعبة القط و الفأر ؟ "
أومأت له ليبدآ اللعب بهدوء خشية أن يسمعهما صقر، في حين كان مجد ينتظر الوقت المناسب لدخول القبو و الاطمئنان عليهما .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top