16 ] قطاع الطرق
خرجت بعد أن شعرت بتحسن حالتها، و بالرغم من إصرار والدتها على بقائها في المنزل إلا أن عنادها كان أقوى، و بينما كانت تسير في الشوارع بترنح اعترض طريقها بضع قطاع الطرق، أمسكها أحدهم من شعرها بقوة فأغلقت عينيها بألم، طريقة إمساكه لشعرها ذكرتها بشيء، ذكرتها برجل كان يقوم معها بالمثل، لا تذكر ملامحه لكنها تتذكر كيف كان يعاملها بخشونة، تذكرت أيضا طفلا كان يواسيها، فحين يعاملها ذلك الرجل بخشونة و يسجنها في القبو، يتسلل الطفل إلى القبو و يحضر لها الطعام، يمسح دموعها، و يلعب معها مقلدا ذلك الشرير، شعرت بقبضة الرجل على شعرها تخف، لتفتح عينيها فتجد شابا يبرح قطاع الطرق أولئك ضربا، ثم سحبها من يدها ليصرخ في وجهها أن تركض، ركضا حتى ثقل تنفسهما و عجزا عن الوقوف، ركضا حتى وصلا إلى تلك العمارة على بعد ثلاث شوارع، ليصعدا نحو الشقة الثانية، فتحا الباب ثم دخل، ليقول لها بهدوء
-" ستظلين هنا إلى أن نتأكد أنهم قد رحلوا "
لتنتبه للتو أنه ذو العيون الزرقاء الذي صادفته ذلك اليوم، و صوته هو صوت الشاب الذي رقصت معه في الحفل، أردف بعتاب و غضب
-" ما الذي فعلته ؟! كنت مغمضة العينين تنتظرينه أن يؤذيك ؟! ألن تتعلمي يوما كيف تدافعين عن نفسك ؟! أنت كبيرة بما يكفي لتوقفي من يحاول إيذاءك عند حده "
توقف عن الصراخ حين لاحظ شرودها، لتقول بتوتر
-" لماذا تلاحقني ؟! "
إرتبك و نظر في ما حوله، نظر في كل شيء عداها، ليقول
-" إجلسي رزان و سنتحدث لاحقا "
لكنها أبت أن تجلس، نظرت حولها باستغراب لديكور المنزل الأنثوي، ليقول هو بصراحة
-" لقد كانت هذه الشقة لقريبتي، و باعتها لي مؤخرا "
تجاهلت كلامه لتعيد ما قالته
-" لماذا تلاحقني ؟! "
ليجيب بهدوء غريب
-" لأحميك "
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top