21. SAKURA

ناروتو...

أخبرتكَ ذات يوم أني بقيت معك من أجل آياكو لا غير، لكني كذبت يومها. الحقيقة هي أنني كنت أقع في حبك يومًا بعد يوم وهذا ما أزعجني وأربكني، لأنني تيقّنت بأن مشاعري لم تكن متبادلة. أنت حتى لم تلاحظ مشاعري تجاهكِ، مهووس دائمًا بامرأة لم تعد جزءًا من حياتك. لذلك بنيت جدرانًا حول نفسي، خائفة من أن لمسة أو ابتسامة أو مزحة منك ستجعلني أنهار.

كرهك كان ليكون أهون لو أنك طردتني في الليلة التي جئت فيها لأتحدث معك... لكنك لم تفعل. بل صدقتني، ووقفت معي في واحدة من أسوأ لحظات حياتي. طمأنتني. هذه اللفتات الصغيرة أثرت فيّ بعمق.

لقد فقدت الأمل في أن تعرف يومًا ما كيف تحبني، لذلك شجعت فكرة الطلاق. لم أكن أريد أن أحكم علينا بالعيش معًا بدافع الالتزام. أنا لا أفهم ما مررت به مع هيناتا، ولكن... لم أتصور يومًا أنك قد تخليت عنها بسببي. لم تعطيني هذا الانطباع ولو لمرة واحدة. لقد بدوتَ مجروحًا، لذا افترضت أنها تركتك من أجل شخص آخر. كان عليك أن تنساها يا ناروتو... من أجل عائلتك ومن أجل نفسك.

— هل سبق لك أن حاولت العثور على والديك؟

— لا... لست بحاجة إلى ذلك، أنتم عائلتي.

هذه الكلمات أظهرت لي كم كنا مهمين بالنسبة لك، كعائلة، لكن ربما كانت هي أكثر من ذلك...

أفترض أن مشكلتك تكمن فيّ: أنا لست هيناتا. هذا مؤلم وغير عادل. أحيانًا أبدو مجنونة لإعجابي بحبك لها. ولكنني امرأة أيضًا ولدي كبرياء. كان عليّ أن أخرجك من حياتي.

وضعت ضمادة معقمة على حاجب ناروتو وألصقتها.

— مؤلم! على رسلك يا ساكورا!

— انظر إلى الحالة التي أوصلت نفسك إليها... هل من شيء يستحق ذلك حقًا؟

استلقى على الأريكة محدقًا في السقف.

— هيناتا انتحرت...

— هل...

— لا تزال على قيد الحياة... أعتقد ذلك.

ماذا حدث بالضبط؟ ما يده في هذا الأمر؟ هذا ليس من شأني، لكن لا أستطيع كبح فضولي.

— لقد جاءت لرؤيتي قبل أسبوعين... كانت غريبة للغاية.

— غريبة؟

— مبتهجة بشكل مريب. لقد... قبلنا بعضنا البعض... قالت أنها ستتركه، ربما تشاجرا، لم أحاول أن أفهم.

أكانت تفكر بالعودة إلى ناروتو؟ لماذا انتحرت إذن؟ ما الذي تحملته ليدفع بها إلى هذا الحد؟ بدت مكتئبة للغاية بعد العملية، لكن... سألته بنبرة مترددة:

— إذًا فقد تركته... ألهذا السبب تشاجرتما؟

— كلّا... لقد قلت لهيناتا أنني لم أعد أريدها...

هل فعل ناروتو ذلك حقًا؟

رمقني بنظرة باكية.

— انتحرت بسببي.

ها هو ذا يشعر بالذنب ثانية. ربتُّ على كتفه وقلت بهدوء:

— لا يا ناروتو. لا يمكننا إجبار أحد على أن يكون معنا. إنهاء حياتها كان قرارها... لا يمكننا أن نحكم عليها فنحن لم نعش نفس الظروف، لكنك لم ترغمها على ذلك، هي راشدة وعاقلة ومسؤولة عن تصرفاتها. على أي حال، أتمنى أن تتحسن...

كيري، يوليو 2018.

آياكو تبني قلعة رملية مع والدها، وشعرها الذهبي يلمع تحت أشعة الشمس. انتبهت لنظراتي إليهما، فغمزت لي بابتسامة ماكرة. أرسلت لها قبلة وطلبت منها الاقتراب بإشارة من يدي. ضحكت على مشيتها التي تشبه مشية البطريق. ألبستها قبعتها وأعدت وضع الهلام الواقي من الشمس على جسدها.

— بابا! سأذهب للسباحة!

استلقى ناروتو على كرسي الاسترخاء أمامي ونحن نشاهد آياكو تقفز في الأمواج ضاحكة.

يجب أن أكسر الصمت. أتردد في إخباره عن الأمر منذ بضعة أيام، لكن... إن كان ذلك سيشعره بتحسن، ولو قليلًا، فلماذا الانتظار؟

— تلقيتُ أخبارًا سارة من لي...

— لي؟

— صديقي المختص في الطب الفيزيائي والتأهيل الحركي.

— آه... عريض الحواجب؟

تنهدت بغضب:

— ناروتو!

— ماذا يريد؟ هل أعلن حبه لكِ أخيرًا؟ لا تقولي لي أنك وافقت!

رفعت عيني إلى السماء. هذا الرجل لن ينضج أبدًا.

— حسنًا... سواء وافقتُ عليه أم لا فهذا ليس من شأنك، ولكن ظننتُ أنك قد تكون مهتمًا بسماع أخبار عن هيناتا.

ما أن ذكرت اسمها، غزا الحزنُ وجهه.

— إنها بخير، إنها تتحسن. لم تتعرض لمضاعفات خطيرة بعد غرقها. يقولون أنها لم تبق في نقص الأكسجين لفترة طويلة، مما يعني أنك تدخلت في الوقت المناسب.

سأل بصوت ملؤه السعادة والاطمئنان:

— أحقًا ذلك يا ساكورا؟

أومأت برأسي. ودون أن أدرك ذلك، لامست شفتيه شفتي. لماذا الآن؟

أبعدته عني بقوة وصرخت في وجهه:

— ما خطبك؟ دعني أذكرك بأننا منفصلان، لا تلمسني!

انفجر ضاحكًا.

— غبي!

— هيا يا ساكورا! لقد اشتقت إليك!

— لا، أنا لا أرى ما المضحك في ذلك. هذه قلة أدب!

شبكت ذراعي وأطبقت شفتيّ.

— آياكو تريد أن يكون لها أخ أو أخت!

— ستحصل على مرادها... عندما أتزوج لي!

صرخ بنبرة طفولية:

— أنتِ لست جادة، صحيح؟

أغظته رافعة حاجبي:

— بالطبع أنا جادة!

بدا وجهه جادًا مرة أخرى.

— لطالما شعرت بالذنب... لأنني هجرت هيناتا. لقد حاولت أن أكرهها... أن ألومها... وعندما لم أستطع ذلك، ظننت أنه يمكنني إصلاح خطئي بالعودة إليها. أنا آسفٌ يا ساكورا، لم أكن صادقًا معك.

— لماذا تخبرني بهذا الآن؟

— لأنّ هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالارتياح... أشعر بالحرية... في أن أحبكِ دون الشعور بالذنب.

وضعت قبلة خاطفة على شفتيه.

— وماذا تسمين هذا؟

— لديّ أشياء أريد أن أقولها لك أيضًا.

— حسنًا... كلّي آذان صاغية.

— أنا عطشانة، أحضر لنا بعض المشروبات أولًا!


النهاية

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top