Chapter ::8::

اقبلت الساعة منتصف الليل ، في هذا الوقت الجميع كانوا نائمون بعمق مختبئين في منازلهم فهذه الليلة كانت ممطرة بشدة غير رياحها الهائجة مع برقها ورعدها الذي اضفوا جوا مرعبا وكأن عاصفة ما ستهب علي تلك المدينة مخلفة اعصارا مدمرا وراءها ولكن ورغم ذلك ابت الطبيعة ان يحدث اعصارا او شئ خارق بها ..

وفي وسط هذه الاجواء المرعبة انتفض الفتي فاتحا عيناة الزرقاء بفزع وبأنفاس مضطربة سريعة إثر ذلك الكابوس المرعب الذي راودة اثناء نومة .

مسح علي وجهه بيدة وهو يحاول الهدوء ويهدأ نبضات قلبة وانفاسة الثائرتين من الاضطراب الذي حل بهما .

دقيقة مرت لينظر للخارج يستمع لصوت الرعد وضوء البرق بانزعاج بينما يهمس لنفسة :" كم اكرة تلك الاجواء المرعبة و خاصة عندما يراودني كابوسا سئ كهذا ".

نهض من علي سريرة ببطء ليغادر غرفتة بتسلل كي لا يستيقظ احد في المنزل متجة لإحدي الغرف ولكن قبل ذلك اتجه لغرفة والدة واخوية ليجدهم نياما او هكذا ما ظنه ولكن احدهم كان مستيقظا وشعر به ايضا يغادر بينما يتسلل ليبتسم بهدوء .

تقدم رين من احدي الغرف ليفتحها ببطء وكما توقع فقد كان هذا الشخص مستيقظا مستلقي علي السرير ينظر للسقف بشرود غير منتبة لصديقة الذي دخل الغرفة بهدوء علي غير عادته فلو كان طبيعيا لكان الان ذلك المستقلي شاردا خارج نافذة غرفتة بعد قفزه رعبا من احد مقالب رين وكان اهل البيت حولة الان بعد استيقاظهم علي صراخ الشارد بينما صوت ضحكات رين تملئ المكان ولكن هذا فقط ان كان رين علي طبيعتة ولكن هو الآن بعد ذلك الكابوس يريد ان ينام مع احدهم وذلك بسبب تلك الاجواء الماطرة بالخارج فهو يمقت هذه الاجواء بشدة .

احس المستلقي بالسرير بجسد احدهم يندس بقربة تحت الغطاء بهدوء لينظر له بتفاجؤ فمتي جاء إلي هنا ؟! وهل هو بخير فهو ليس علي طبيعتة ؟!

قاطع افكارة صوت رين الهامس : ماكس .. هل يمكنني النوم معك اليوم فقط ؟!

اعتدل ماكس ناظرا له بإستغراب : رين ؟! مابك هل انت بخير ؟! اواجهت كابوسا اخر ؟! أنت...

قاطعة رين ضاحكا : مهلا مهلا ماكس .. ماكل تلك الاسئلة ؟!

ابتسم ماكس ليعود لاستلقاءة بينما ينظر للسقف بهدوء ليفعل الاخر مثلة مسترسلا الحديث بجدية: اذا اخبرني بما حدث معك عند الزيارة لعائلتك .

تنهد ماكس لينقلب ينام علي جانبة الايمن متجاهلا رين قائلا : نم يا رين فالوقت متأخر جدا .

ادارة رين بحزن مخفيه بهدوءة : اعلم ان هناك ماحدث لك هناك ماكس وانت منزعج منذ يومين لذا ارجوك اخبرني .

اغمض ماكس عيناة ليرد ببرود : لا لن اخبرك .

سأل بعفوية ودهشة : لماذا ؟!

فتح عيناه بانزعاج ليسقط رين بسرعة علي السرير ويحاصرة بين يديه بغضب وانزعاج وقال بينما ينظر الاخر له بدهشة وعدم استيعاب : وانت ماذا تفعل رين كودو ؟! .. انت ايضا تخفي خلفك الكثير ولا تخبر احدا به حتي انا والآن تريدني ان اخبرك بما يزعجني ؟! .. هه في احلامك .

انهي جملتة بتركة ومعاودة النوم متجاهلا له بينما الاخر ظل ساكنا فترة الي ان انقلب علي جانبة عكس الاخر قائلا بنفسة بحزن ودمعة من عينيه فرت من غير ارادة منه : " ماذا افعل ماكس ؟ .. انت لا تعرف ما اشعر به عندما اتذكر تلك الايام السيئة بحياتي .. لا تعرف كم انا اشعر بالخطر والخوف مما قد يحدث!! .. ليس خوف علي نفسي ولكن يخالجني شعورا بأنكم ستكونون ضمن الخطر وهذا ما لا ارغب به .. لا اريدكم ان تتركوني كما فعلت امي .. لا اريد .. لا.. ".

قاطعت افكارة يد ماكس الذي مسح تلك الدمعة التي فرت من عينية قائلا بابتسامة حزينة : رين لا تنزعج مني اعتذر .. وان كنت تريدني ان اخبرك ماحدث سأخبرك فقط لا تبكي .

عبس رين لينظر له بوجهه المحمر مستنكرا : متي بكيت ايها الغبي ؟! انا لم ابكي .

ضحك ماكس بخفة ليمسح احدي دمعاتة قائلا بسخرية : وماذا تقول عن هذه الدموع التي تنهمر بغزارة ياصغيري رين ؟!

نظر رين بدهشة قائلا لنفسة بانفعال : ماذا يحدث معي هذه الايام ؟! دائما لا اسمح لدمعة واحدة بالانسياب فكيف الان .

تنهد ماكس قائلا بإنزعاج : هذا لانك كتمت بما يكفي لكتمانة والآن حان الوقت لتحريرة وحتي لو كان عقلك يرفض الاعتراف فقلبك ومشاعرك يعترفان .

استلقي رين بهدوء مفكرا بكلمات ماكس ليتنهد ماكس ويستلقي بجانبة قائلا : سأخبرك ماحدث .

استدار رين اتجاهه بحماس طفولي : اذا اخبرني انا مصغي .

ضحك ماكس عليه ليبدأ بالحديث .

.
.
.
قبل يومين ....
في صباح هذا اليوم توقفت احدي سيارات عائلة كودو امام بوابة ذلك المنزل الفخم ليتحدث السائق لماكس الذي كان ينظر لهذا المنزل بهدوء عكس مشاعرة المتخبطة داخلة .. قال باحترام : سيد ماكس لقد توقفنا .

انتبه ماكس علي السائق لينظر له ويهتف بابتسامة بالكاد ظهرت علي وجهه : شكرا علي التوصيلة ياعم .

ابتسم السائق ليومئ بخفة بينما نزل ماكس من السيارة لتبدا بالسير من تلك المنطقة تاركة ماكس ينظر لمنزل والديه واسرتة بشئ من الحزن والالم .

اخذ يسير داخلا من بوابة المنزل وكل مكان يتذكر وجهها الحنون حينما كانت تلعب معه في حديقة القصر حيث كان يركض بصغرة وهي تركض وراءة لتمسكة وضحكاتهما تملئ المكان .

رفع احدي يديه ليمسح تلك الدمعة التي نزلت بغير ارادة منه قبل ان يراها احد ويسير للداخل ليفاجئ عائلتة برجوعة علي امل ان يقابلوه بسعادة وشوق .

في الداخل ألقى التحية بهدوء وهو ينظر لافراد عائلتة الذي وقفوا بصدمة وهم يرونه واقفا امامهم والذي لم يروه لاكثر من سنة بسبب دراستة ولانه اصبح يعيش مع صديقة .

اول من تقدم كان شقيقة الاكبر الذي قال بجمود قبل ان يذهب للعمل : مرحبا بعودتك ماكس .

زالت تلك الابتسامة الصغيرة التي رسمت وهو يري شقيقة الاكبر سيمون يتقدم ناحيتة وارتسمت ابتسامة ساخرة بدلا منها لانه ظن ان احدهم سيأخذه بعناق قوي بشوق ولكن لا احد فعل فبقية اخوتة وهما رايان و ميرام التوأمان تجاهلوه وذهبوا لغرفهم بعد خروج اخية الاكبر من المنزل ذاهبا للعمل ليقبض علي يديه بألم وحزن ويسير قاصدا غرفتة وفي طريقة توقف وهو ينظر لغرفة والديه بينما يفكر بـ هل والده سيأخذه باحضانة مرحبا به كما كان يفعل عندما كان صغيرا ؟! ... نفض تلك الفكرة عن عقلة ورسم ابتسامة ساخرة ليبدلها بأخري حزينة وهو يتذكر والدته .. كم يشعر بالحزن فمنذ رحيلها والجميع يتحاشونه ، ماذا فعل ليفعلون به كل هذا ؟! هل غلطتة انها قامت بإنقاذة من ذلك الحريق ؟! ام انه المخطئ لانه كان صغيرا بذلك الوقت ولم يستطع فعل شئ ؟! ام لانه من كان يجب ان يموت بدلا منها ؟! ام ..

خرج من افكارة علي صوت باب غرفة والدة وهي تفتح ليستدير بسرعة ليمسح تلك الدموع التي تساقطت علي وجنتيه كي لا يراه احد وتتحول ملامحة للهادئة بينما يستدير لوالدة الذي سألة ببرود : هل أتيت ماكسي ؟!

قابل وجه والدة بهدوء الذي يقابلة ببرودة المعتاد دائما معه وتلك اللحظة تذكر كايتو ومعاملتة مع رين لا يعرف لماذا ؟! هل هو يغار الآن من صديقة ؟! او لان والدة لا يعاملة كما يعامل كايتو ابنة رين ؟!

تحدث بهدوء وهو يتحاشي النظر إليه : مرحبا ابي .

رد ويليام بهدوء : اهلا ماكس .

شعر ماكس انه يريد البكاء في اي لحظة لينطق بهمس : اسمح لي ابي سأذهب لغرفتي .

اومأ والدة بهدوء ليستدير ماكس ويدخل لغرفتة ويغلق خلفة الباب تاركا والدة الذي تنهد بحزن وهو يري ابنة الاصغر هكذا .. هو لم يكن يريد ان يعاملة هكذا ابدا ولكن لا يعرف لما لا يستطيع ان يعاملة كما كان يفعل دائما ؟ هو فقط عندما ينظر له يراها به لانه يشبهها كثيرا لهذا يتحاشاه رغم انه ود ان يأخذه بعناق قوي يظهر مدي شوقة لطفلة الصغير ولكن هو فقط لا يستطيع ، وبالرغم من انه يري ابنائة الثلاثة الاكبر من ماكس يتجاهلونه ولكنه لا يستطيع ان يفعل لهم شئ ابدا يشعر بالعجز منذ ان ماتت زوجته الحبيبة قبل ست اعوام .

دخل ماكس الي غرفتة مغلقا بابها وراءة ليقف ساكنا لدقيقة كما حال غرفتة.

شهقة قوية خرجت منه ليضع يديه الاثنان علي فمة مانعا شهقاتة الاخري من الخروج ..

جثي ارضا بألم وحزن شديدين لما حال به الامر هكذا من تجاهل عائلتة له ليشعر باليتم وهو صغير ، دموعة لم تتوقف عن الانهمار كأنها تخبرة آن الآوان لتخرجني بعد كتمان طويل الامد لأظهر علي صفحتي وجهك البيضاء ..

اطلق العنان لشهقاتة لوقت طويل ودموعة تتسابق علي وجنتيه ، لما يفعلون هذا به ؟! اليس هو من هذه العائلة ؟! لما يتجاهلونه اذا ؟! هل كانت والدته هي من تربطهم معا ؟! والآن بعد رحيلها انقطع ذلك الرابط ؟! هما لم يعودون عائلتة المحبة بعد رحيلها واخوتة لم يعودوا اخوته الذي يعرفهم وحتي والدة لم يعد يفهمة ولا يفهم لما يتجاهلة ولكن .. لما يبكي الآن ؟! هو توقع هذا منهم فلما البكاء ؟! هو لن يبكي من اجلهم ولا من اجل هذا الموضوع مجددا ؟! عليه ان يكمل يومه فقط ليعود لذلك القصر حيث عائلتة الجديدة وعليه فقط نسيان ان له عائلة لن يزورهم مجددا مادام الجميع هنا يتجاهلونة ولا يرغبون به .

مسح دموعة بشئ من العنف ليستقيم متجه لدورة المياه ليغسل وجهه لكي يستطيع الخروج بدون ان يشعرون بشئ .

بعد ساعة ...
نزل لاسفل للغداء بعد مناداة احد الخدم له ليشاركهم لاول مرة بعد مدة طويلة لا يعلم متي كانت .

نظروا له بهدوء وارتسمت ابتسامة بسيطة علي وجه والدة ولكن ماكس لم يرها بسبب نزوله وهو شارد الذهن الي ان جلس وهو لا ينظر لهم حتي .

نظر له والدة بهدوء ولكن داخلة كان يشعر بالالم والحزن علي ابنة الاصغر لانه بكي بشدة بغرفتة وذلك كله بسببهم ولكنه ورغم معرفتة وملامحة التي تظهر عليها البكاء بعيونة المنتفخة وانفة المحمر لم يستطع الدخول لغرفتة ومواساتة قليلا فقط .. وهل يحق له مواساتة الآن بعد ان فقد الحق بذلك عند وفاة والدته بعد انقاذه من الحريق امامة ؟!

قاطع افكارة نهوض ماكس بهدوء مستأذنا منه للعودة لغرفتة ولاول مرة يتحدث معة بقلق عند رؤيتة انه لم يأكل شيئا : ماكسي صغيري انت لم تأكل شيئا .

تفاجأ ماكس من نبرة والدة القلقة بينما عاد والده لهدوءة قائلا : ماكسي انت لم تأكل الا القليل ألم يعجبك الطعام ؟

رد ببساطة وبرود : لقد شبعت شكرا.

انهي جملتة صاعدا للاعلي حيث تقبع غرفتة ليتركهم ينظرون اليه بمشاعر مختلفة .

ظل ماكس طوال اليوم بغرفتة يلهو بهاتفة حتي لا يتذكر اي ذكريات سيئة بعقلة ولم ينزل للاسفل لكي لا يلتقي بهم الي ان انتهي هذا اليوم .

في صباح اليوم الثاني استيقظ ماكس علي صوت رنين هاتف السائق الخاص بكايتو يخبره انه عليه العودة ليودع اخوتة ووالده بهدوء وبعدها ذهب ليلتقي باصدقاءة الذين كانوا ينتظرونة بالسيارة خارج المنزل ليركب بالسيارة وبعدها انطلقوا حيث سيذهب به السائق للمشفي التي بها كارلوس .

.
.
.

انهي حديثة بهدوء بينما عيناه مغمضان وهو ينام بالقرب من رين ليفتح عيناه ناظرا لرين ليفاجأ بردة فعلة .

كان رين يجلس بهدوء بينما عيناه توحي بحزن دفين وغضب بعدما استمع لحديث رفيقة عن عائلتة ليستغرب الاخر من هدوءه فإعتدل جالسا بقربة متسائلا بأستغراب : رين ما بك ؟! هل .. كنت مخطئا بحديثي ؟!...

قاطعة نظرة رين له بغموض والاخر يبادله نظرات الاستفهام بينما ران صمت ليس بقصير علي الغرفة قاطعة رين بهدوء: انا متعب سأنام .

انهي كلماتة بالاستلقاء معطيا ظهرة للاخر الذي مازال ينظر له بعدم استيعاب فمابالة الآن ؟! هل اخطأ بشئ ؟! ألم يكن من يريده ان يحكي له ماحدث ؟! أليس من كان متحمسا لسماع ماحدث ؟! اذا لما رد الفعل هذا ؟!

استلقي بجانب الاصغر ليغمض عيناه ويشد علي يديه بشئ من الألم ولم يشعر ان الاخر ايضا حزينا وغاضبا مما حدث له ولكنه لم يستطع اظهار ذلك ليستلقي بدون حديث اخر بينهما ولم يعلم ان حديثة فتح جروحا بقلب الاخر لم تلتئم بعد وذلك بسبب معرفتة بأن والدة ماكس أنقذته من حريق وماتت هي مثل والدتة التي ضحت ب حياتها من اجلة ، وحقا كم ان الام مضحية!! تضحي بحياتها من اجل صغارها ومن اجل من تحبهم !!

غفي الاثنان متجاهلين احزانهما التي ارهقتهما بعمرهما الصغير وكلا منهما قرر قرارا متخذه علي امل ان يغلقوا صفحة من الماضي ويعيشون حاضرهم .

فتح باب غرفة ماكس ببطء ليدخل كايتو بهدوء وينظر للنائمين بابتسامة لطيفة ليقترب منهما ليغطيهما الاثنان ليدفئا ليطبع قبلة علي جبين كلاهما ويرحل تاركا الاثنان ينعمان بنوم هنيئا .

---
*يتبع...

توقعاتكم ؟

ما هو القرار الذي اتخذه رين ؟

ماذا ستؤول اليه ايامهم القادمة ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top