الفتي الانطوائي Chapter 2

في منزل كبير أشبه بالقصور ..

و تحديدًا في إحدى الغرف ذات الظلمة الشبيهه بـ القبو ، كان الفتي يجلس وحيدًا على مقعد المكتب و يقرأ كتابًا على ضوء المصباح أعلاه ، مندمجًا في عالمه الخاص .. و تمامًا كما تسافر بنا الكتب لعوالم أخرى،  كان هو يتخذ الكتب جواز للسفر إلى حيث يريد.

و لكن في لحظةٍ ما الهدوء لم يدم طويلاً حيث إقتحم شخصًا الغرفة بصخب جعل من الساكن يقفز فزعًا ..

و ثوانٍ يشهق بقلب ينبض بالفزع لتحتل ملامح الانزعاج وجهه ليهتف بغيظ:
" لقد أفزعتني أيها الأحمق ! ألم يعلمك أحدهم طَرق الباب و أخذ الاذن قبل الدخول ؟! "

ضحك المعني بـِ استمتاع قائلاً :
" للاسف لا شينو  ."

فرد عليه شين بنبرة انزعاج واضحة:
" هذا ليس مضحكًا البتة!  لماذا دائمًا تزعجني و أنا أقرأ
كتابي المفضل يا أكاي؟!! ."

فرد عليه أكاي بعد ان توقفت ضحكاته المزيفة تدريجيًا ليتنهد و يردف ببعض الحزن :
" لماذا تحبس نفسك بهذا القبو يا شين ؟؟.. لماذا تجلس هنا دائمًا و لا تشاركنا حياتك ؟؟ أنا لم أعد أفهمك ؟! "

رد عليه شين بعد ان تغيرت نبرة صوته المنزعجة للحزن :
" و ماذا كنت تريد مني أن أفعل ؟!... أن أجلس مع أشخاص لا أشعر أبدًا بالانتماء إليهم بسبب تصرفاتهم القاسية معي ؟! "

سكت للحظة ثم نظر لـِ أكاي بعد أن أبعد نظره من على الارض و أردف بضيق :
"هل تعرف ؟ أنا لم أشعر قط أنني من هذه العائلة .. دائمًا أشعر بالغربة بينهم و كأني شخص غريب .. أنا لا أشعر بالانتماء الي هنا يا أكاي ."

تعلقت نظرات أكاي نحوه بحزن و قال و هو يعبث بخصلة من شعره الأسوذ الناعم :
" لا تحزن يا أخي الصغير أنا دائمًا إلى جوارك..و لا تخف من أحد منهم حسنًا !! "

حدق به شين و عيناه الزرقاء لمعت بسبب تلك الدموع التي قررت و فجأة أن تتحرر ، فاقترب من أكاي يلف ذراعيه حول خصره و هو يقول مخفيًا وجهه كي لا يرى دموعه:  أحبك أخي .. أرجوك عدني أنك لن تتركني أبدًا. "

تفاجأ أكاي من تلك الحركة و كيف لا و أخيه ذا شخصية إنطوائية ، لا يحب أن يقترب منه الاخرين و تتسم شخصيته بالغموض !

ولكن تلك النظرة مالبثت الا أن  تغيرت من التفاجؤ الى اللطف وهو ينحني لـِ يبادل أخيه الصغير العناق قائلاً بحماس:
و أنا أحبك ايضًا .. و أعدُك أني سأبقى معك دائمًا فلا تقلق ياصغيري الظريف."

و انتشر ألم اللكمة التى تلقاها على معدته جعلته يتأوه ألمًا بينما يسمع صوته و هو بكامل انزعاجه حينما سمع أخر كلماته الحمقاء و أنامله تمسح تلك الدموع العالقة على رموشه بِـ احراج :
" أحمق!  لا تناديني بصغيري الظريف ثانيةً ..أ فهمت؟! ."

فتعالت ضحكاته ، فهو يعرف أن هذه طريقته في التعامل معه دائمًا و خاصةً عندما يبكي و يحاول اخفاء تلك الدموع حتى لا يكتشف أحد ذلك و يظنه ضعيف!

نظر إليه الأصغر منزعجًا من أخيه الأحمق كما ينعته دائمًا عندما يكونا بمفردهما ..

و لكي يزعجه مجددًا خاطبه بسخرية:
" و لما تنزعج إن كنت أخًـا لطــيـف؟!

تعلقت أنظار الأصغر نحوه مجددًا و إلتزم هذه المرة بملامح الامتنان نحو الواقف أمامه،  هو يعرف جيدًا أن أخيه يفعل ذلك ليخرجه من ضيقه و حزنه ، و هو حقًا ممتن له كثيًرا ، فـ لولا وجوده بـ حياته لما استطاع العيش مع هؤلاء الأشخاص في هذا المنزل الأشبه بالجحيم بعدما عرف الحقيقة التي يخبئونها عنه ، و معاملتهم له كالأعداء جعلته لا يفهم تصرفاتهم،  جعلته يغوص في أعماق الألم و الظلمة وحده  ، مما جعله يريد معرفة لما ؟ .. لما هو وحده من يتلقى تلك المعاملة؟! ... إلى أن جذبه فضوله لقراءة تلك الأوراق! و رغم صدمته بالأمر الا أنه علم أخيرًا سبب تصرفاتهم الفظة معه،  و لكن ذلك لا يعطيهم الحق بأن يهينوه أو يسيئون إليه!  .. كونه متبنى لا يعني فعل ذلك! .. لما في الأساس تبنوه إن كانوا سيعاملوه كالجرذ المتعفن؟!

و لكن السؤال هنا،  من هما والداه الحقيقيان و هل هما أحياء أم لا ؟! .. تلك الاسئلة التي دائمًا ما تخطر في عقله ولا يجد لها اجابة هي تصيبه بالجنون! 

منذ أن اكتشف انه متبني بسبب تلك الاوراق التي كانت بمكتب والده الذي تبناه و هو يشعر بالضياع والحزن و الضيق ، و منذ تلك الليلة التي عرف فيها الحقيقة وهو انعزل عنهم جميعًا عدا أكاي فهو الوحيد الذي لا يشعر انه ليس أخيه بل يشعر بالانتماء إليه كثيرًا فهذا الأكاي دائمًا ما يفهمه و يشعر به ، هو ليس مثلهم ، ربما لأنه لم يتربى بينهم بل تربى مع والدته إلى ان ماتت فهو قد جاء بعدها ليعيش مع والده .. للآن أكاي لم يكتشف أن شين أخيه بالتبني و ليش شقيقًا له .. و الأصغر لم يفكر باخباره بتلك الاوراق فلا يثق بردة فعله إن علم .. يخاف ان تتغير تلك المعاملة معه .. هو يخاف من ذلك و بشدة!  يخاف أن يفقد الشخص الذي احتواه و أحبه كثيرًا!! .. 

خرج من تلك الافكار على صوت اخيه وهو يناديه  :
" هيه.. أنتَ أين ذهب عقلك ؟"

شين:
"ها ؟! ماذا هناك ؟! "

أكاي بإستغراب :
" في ماذا كنت تفكر ؟! "

شين بإبتسامه :
" لا شئ ، شردت قليلاً فحسب. "

" حسنًا هيا بنا كي ننزل فـ الافطار جاهز "

بدى شين معترضًا و لكن أكاي ابتسم و جذب معصمه ساحبًا إياه رافضًا إعتراضه بينما يخاطبه  :
" لا تفكر حتى بأن تعترض،  هذا أمر من اخيك الكبير أفهمت ؟ ".

و للسخرية ضحك شين بمرح على أخيه،  وقال بـ استسلام :
"حسنًا حسنا يا أخي الكبير .. الاحمق.! "

نظر إليه المعني في انزعاج مصطنع :
"ألن تكف عن اهانتي يا ولد ؟ .. ألا ترى انني  أُكبرك بأكثر من سبعة أعوام كاملة ؟! "

رد شين عليه غير مباليًا لما قال :
"  انها مجرد سبعة اعوام فقط لاغير . "

نظر له أكاي بانزعاج حقيقي هذه المره بسبب عدم اهتمام أخيه بكلامه .

و استمرا في الحديث مع بعضهما البعض إلى ان وصلا الي غرفة الطعام و هناك كان أهل ذلك المنزل يجلسون على مائدة الطعام و يبدو انهم كانوا ينتظرون مجيئهما أو بـ الأدق ينتظرون أكاي فهم لا يهتمون اذا أكل شين طعامه ام لا فـ هو لا ياكل الطعام معهم علي اي حال..


----------

عندما وصل أكاي و شين إلى تلك الغرفة تفاجأ
كل من في تلك الغرفة من ذلك الفتى الذي قرر مشاركتهم الافطار بعد غياب طويل جدًا ..

توتر شين من تلك النظرات التي وُجهت إلييه ما بين الاستغراب و التفاجؤ من قدومه من بعد ذلك الغياب الطويل منه و الرفض بـ مجالستهم في أي مكان.

أراد العودة إلى غرفته و لكن يد أكاي أوقفته حينما شدت على يده تحثًّهُ على الذهاب معه و عدم التراجع بسبب التوتر أو الخوف ..

نظر شين إلى أكاي نظرة مترجية لكي يتركه يذهب ، و لكنه وجد نظرته المطمئنة تنطق بدلا من الكلمات مع ابتسامة تزين ثغره  " ثق بي! "

فـَ أرجع بصره من على أخيه بعدما ابتسم له و نظر للأشخاص الذين يجلسون في تلك الغرفة ، ليتنفس مع تنهيدة عميقة يشجع نفسه في داخله :
« اهدأ شين .. اهدأ أنه مجرد فطور سأحضره و أذهب بعدها للمدرسة فقط من أجل أكاي .»

جلسا الاثنان قرب بعضهما البعض بعدما ألقيَا التحيه على العائلة ..

يختلس النظرات إلي كل شخص موجود على المائدة فـ على رأسها كان كبير العائلة الذي يتسم بتلك الهيبة و الهالة المخيفة و جواره لبث إبنه البكر والد أكاي «تاكاشي » وهو في العقد الرابع من العمر و جواره أخيه الاوسط «أكاش» صاحب العقد الثالث من العمر و بالقرب منه أخيه الاصغر«كاجي» في الثامن و العشرين من العمر و جانبهم كانت كلاً  من زوجة الابن الاكبر «ميرا» و زوجة الابن الاوسط «كامينا » ، و تنتهي العائلة بأولاد هذه العائلة و منهم فتيً في عمر شين تقريبًا يدعى «جاكي » ثم« اكاي » « شين » يسار  ذاك العجوز .

قطع ذلك العجوز نظرات الاختلاس تلك موجهًا كلامه للذي يجلس علي يساره :
"مرحبًا .. كيف حالك يا شين ؟! "

جفل شين حينما سمع صوت جده فرد عليه بنبرة منخفضة تسللت إليها درجة ترددٍ طفيفة:

"مـ..مرحبًا جدي... أ أنا بخير."

ابتسم ذاك الجد لحفيده الصغير المتوتر ..و قال كي يُزيل عنه ذاك التوتر  :
" هل انت متحمس للمدرسة ؟! "

نظر شين لجده بـ ابتسامة :
" نعم .. انا متحمس كثيرًا و لكن ياجدي .. ما هي المدرسة التي سأدرس بها ؟! .. تعلم أنا لم أكن أدرس سوى بالمنزل. "

زالت ابتسامة الجد و حل محلها البرود و هو يخفي داخله ذلك القلق من الاجابة عليه فـ هل سيغضب و يحزن من ذلك الخبر المفاجئ له ؟؟

نظر الجد نحو حفيدة الكبير «أكاي » علَّه يريحه من القلق الذي يسيطر على دواخله فهو يعرف كل شئ عن
أخيه الصغير فهو مقرب إليه أكثر من أي أحد بـ هذا المنزل..

نظر ذاك الشاب لجده بابتسامة و هو يحثه على اكمال كلامه .. فـ أعاد الجد نظره لـِ حفيده الصغير و نبس:
" شين .. "

نظر إليه شين باستغراب لمنادته و قال :
" ماذا جدي ؟ "

فأردف الجد بتنهيدة و هو ينظر نحو حفيده :
"من اليوم ستذهب إلى مدرسة داخلية ."

نظر الجميع لكبير العائلة بتفاجؤ و استغراب بالاضافة للاستنكار من كلامه عدا أكاي الذي كان يعرف هذا من قبل بينما رمش شين بعدم فهم و قال لجده :
" ماذا تقول ياجدي؟  هل تريدني أن أذهب لمدرسة داخلية ؟! "

" أجل يا شين ."

التوتر كان يبلغ أقصاه،  الخوف و الصدمة و الاستنكار من تلك الحقيقة لكنه تمالك نفسه بينما يسأله بأمل:
" .. و .. وهل جاكي سيكون معي ام لا ؟! "

لكن أمله تلاشى و هو يسمع إجابة جده الباردة:
" لا. ، لن يذهب جاكي للمدرسة الداخلية .. معك. "

هنا كان عليه أن ينهض،  لكنه توقف معطيًا ظهره لجده للحظة قبل أن يلتفت ينظر لأكاي بيأس ثم وجه حديثه لجده بانكسار  :
" حسنًا .. أنا أعرف أنكم تودون التخلص مني .. لا أعلم لماذا ؟ .. هل  .. هل هذا لانني ... . "

سكت و لم يستطع ان يكمل كلامه لانه أحس بأنه سيبكيه فقط! .. بينما جده عقد جبينه مستغربًا طريقة كلام حفيده الذي لم يكمله .. هل يظنه  قد إتخذ ذاك القرار للتخلص منه ؟! هو مخطئ! .. لقد أخذ ذلك القرار ليحميه من أعدائه !!

نطق جده محاولاً جعله يفهم الأمر:
" هذا ليس صحيحًا يا شين.  فعلت ذلك لمصلحتك فقط . "

تحرك أخيرًا مبتعدًا عن مرمى أنظارهم بينما يقول  :
لا بأس يا جدي بقرارك أنا موافق .. أستأذن .. سأجهز ما أحتاجه كي أغادر. "

نظر إليه الجد و هو لا يعلم كيف يشعر حفيده الان بسبب ذلك الكلام الغريب الذي كان يقوله ، هو حتي لا يستطيع رؤية ملامحه جيدًا  بسبب شعره الذي امرد يغطي عيناه و ملامحه ..

هو فعل هذا مع أكاي لكي يحميه من أعدائه .. نظر لـ أكاي و هو يتذكر تلك المحادثة ليلة امس ...

                       ««Flash back »»        


دخل أكاي إلى جده الذي كان جالسًا خلف مكتبه في هدوء ليخاطبه بينما يستند على الباب بعدما أغلقه مكتفًا ذراعيه إلى صدره:

" ماذا كنت تريد يا جدي ؟ لماذا طلبتني في مثل هذا الوقت المتأخر ؟؟! "

استوى الأكبر أكثر مريحًا ظهره للخلف:
" أريدك في شيء مُهم أكاي بخصوص شين .. ولا اريد من احد ان يعرفه."

عقد جبينه بـ استغراب:
" ماهو ياجدي ؟"

" أكاي أنا طلبتك لانني اعرف انك اكثر المقربين من شين .."

لم يتحدث أكاي الذي زاد استغرابه ليومئ محثًا الجد على الحديث،  فتنهد المعني و رادف كلماته السابقة بـ:
"

..أكاي أنت تعرف أن شين في خطر و الخطر هذا من عائلتنا،  و لم اكتشف حتى الآن صحة تورط العائلة في ذلك الحادث الذي ماتت فيه ابنتي والدة شين .. تعرف أن شين ليس يتيم كما يعتقد الجميع هنا ،  و لقد فعلت ذلك لإخفائه دون أن أخبره بالأمر ،  .. و أريدك أن تساعدني في هذا الأمر بما انك الأقرب اليه . "

اعتدل أكاي متنهدًا: 
"حسنًا جدي ، أنا سوف أساعدك و لكن.. مالذي تريدني ان أفعله .؟! أو كيف أبدأ؟ "

فقال بجدية:
" أريد أن أبعد شين عن هذه العائلة لفترة
كي أحميه من ذلك الشخص الذي لا يريده بيننا . "

صدم أكاي بما قاله له جده ورد :
" ما.. ماذا تقول يا جدي ؟! هل تريد أن يبتعد شين عنا و يكون وحيدًا .. هل تريد أن تفعل هذا به؟! .. جدي
لقد أصبحت شخصية شين انطوائية جدًا بسبب المعاملة السيئة نحوه من العائلة!! "

تنهد جده بهم ليرد بقلة حيلة:
"أكاي أنا أفعل هذا من أجله و من أجل راحته و مستقبله .. لا أريده أن يكون عُرضة للخطر .. لا أريده ان يكون انطوائي دائمًا ..  أريده أن يتعرف على أصدقاء و أن يتفاعل معهم .. وبقاءه هنا سيجعله شخص انطوائي اكثر و ليس ذاك الطفل المرح .. هو طفل بعد كل شئ لذلك أريده أن يعيش طفولته بسلام . "

تعلقت نظرات أكاي نحوه وقال مستسلمًا:
" حسنًا يا جدي .. ما الذي سوف تفعله و انا معك به ؟!"

نظر الجد لحفيده بإبتسامه حزينة :
" لقد قررت.. سوف أرسله إلى مدرسة داخلية ."

صدم أكاي أكثر من جمله جدة .. هل حقًا سيبتعد شين عنه؟! لن يراه الا في المناسبات فقط وعند زيارته؟!

أفاق من تلك الصدمة ورد بعدم تصديق :
" انت تمزح جدي هل تريده ان يعيش في مدرسة داخليه ؟!"

فأومأ الجد يؤكد له رغبته بارساله،  فـ لا حل أخر في باله سوى ذلك!

أكاي باستغراب:
"ولكن كيف تقول انك تريده ان يعود الي شخصيته المرحة و أنت سوف تبعده عنا و بالاخص عني انا !! .. حالته النفسية سوف تتدهور ياجدي .. ارجوك جدي ألغي ذاك القرار! "

" لا يا أكاي .. "

"لكن جدي!  هو سوف يكون وحيدًا هناك .. ليس لديه احد معه لا أنا ولا حتى جاكي سنكون معه !!"

فابتسم الجد بمكر :
"و من قال انه لن يكون هناك أحد معه ؟! "

نظر أكاي نحوه و إلي تلك الابتسامة الماكره بشك وقلق:
"ماذا تقصد ياجدي ؟؟!! .."

أردف الجد بينما ينظر لأكاي:
" الذي أقصده هو .. انك ستكون معه انت وجاكي ."

نظر نحوه أكاي وهو لا يفهم شيئًا من كلام جده :
" كيف هذا؟! انها مدرسة للاطفال وانت تعرف اني طالب جامعي فكيف أكون مع ذاك الطفل ؟! لا أستبعد أن يكون جاكي معه فهم في نفس العمر تقريبًا و لكن .. انا أكون معه ؟!!! لا أصدق هذا !! "

" بل ستكون المدير و صاحب تلك المدرسه أقصد الاكاديمية . "

اكاي اتسعت عينيه بصدمة مشيرًا لنفسه ببلاهة :
" أنا ؟!! "

ضحك الأكبر على صدمة حفيده و نطق بخفة و لطف:
" أجل أكاي .. أنت ستكون صاحب تلك الاكاديمية  و مديرها ."

أكاي و هو مازال لا يصدق الذي قيل له :
" و لكن ياجدي ..."

قاطعه جده كأنه يعرف مايفكر به حفيده :-
" أعرف ما ستقوله و هو انك طالب جامعي  .. أعرف هذا ، و لكن أنت ستكون المدير و هذا يعني أنك ستكمل حياتك الجامعية بلا مشاكل.. فما رأيك ؟؟؟"

رد أكاي بعد تفكير بسيط:
"حسنًا جدي أنا موافق بتلك الفكره المجنونة ... اذًا هل هناك أي مفاجآت أخري مجنونة ؟! "

رد الجد بـ ابتسامته الماكرة تلك :
"  ضيف الشرف سيكون هناك ايضًا . "

استغرب أكاي ورد باستنكار :
"ومن هو ضيف الشرف ذاك ياجدي العزيز ؟! "

الجد ضحك بمرح من كلمة أكاي الاخيرة وقال :
" أنه سر ."

انزعج أكاي من جده و لم يرد مجادلته أكثر ، فهو علي أي حال لن يخبره ،  يعرف جده جيدًا و هو أنه عندما يقرر شيئَا يكون مرتب ومخطط له جيدًا ... و هو أيضا يثق في جده فابتسم لِـ جده و قال :
"أنا أثق بك و بقراراتك،  جدي .."

ابتسم الجد بـ لطف:
" هذا هو حفيدي اللطيف .. هيا إذهب للنوم فـ الوقت تأخر."

"حسنًا يا جدي .. تصبح علي خير ."

" و أنت ايضًا ."

                  « End the flash back.»  

أفاق الجد من ذكرياته ليلة أمس على صوت أكاي و هو يقف ليلحق بشين :
" جدي لا تقلق.. سوف اذهب اليه."

ذهب أكاي وراء شين ليرى ان كان حزينا ام لا ،
في حين أن باقي العائلة أكملوا طعامهم و كأن الذي كان يحصل قبل قليل مجرد فلمًا .. عدا الجد وحفيده الاخر المقارب لعمر شين " جاكي" فهو يهتم لامر شين ، ولكن لا يظهر ذلك له.. و كذلك كان شين يهتم لأمره و لا يبين ذلك أيضًا بل دائمًا ما يعاملان بعضهما ببرود مصطنع..

نظر جاكي للطريق الذي ذهب فيه اولاد عمه أكاي وشين الي ان اختفيا عن انظاره ثم اعاد نظره للطعام ببرود مصطنع كأنه لا يهتم و لكن في داخله يتمني أن يكون شين بخير ..  أنظار جده تابعته مبتسمًا بلطف فهو يعرف جاكي جيدًا .. ويعرف انه وشين يهتمان ببعضهما البعض و لكن بطريقتهم الغريبة تلك.

*****

في تلك الغرفة دخل ذاك الفتي و هو حقًا لا يعرف هل يفرح أنه سيبتعد عنهم ام يحزن لانه سيفارق اكاي ؟ .. لا يعلم بما تشعر نفسه الآن گأن الزمن توقف به تلك اللحظة ...

افاق من تلك الافكار المتخبطة علي تلك اليد الحنونة التي كانت تمسح تلك الدموع التي نزلت دون ان يشعر بها ، فمتى هو بكي ؟!!..

نظر مستغربًا لصاحب تلك اليد التي دائمًا ما تُمسك بيده ، كيف لم يشعر به وهو يدخل الغرفة؟ .. لكن هو حقا لم يشعر بتلك الدموع و متى سمح لها أن تتحرر! .. افاق من استغرابه على صوت أكاي وهو يكلمه :
" شين لماذا تبكي ؟!.. "

نظر شين له بحزن :
"لا اعلم ."

تعجبت ملامح الأكبر و استنكر جوابه الغريب لكنه لم يرد أن يضغط عليه،  و مهما حدث سيظل واقفًا إلى جانبه دائمًا!

أردف شين :
" انا حقًا لا اعرف هل أفرح لأني سأبتعد عنهم.... أم أحزن لأني سأفارقك ؟! "

نظر أكاي إليه بحزن و اشفاق،  هل يخبره انه سيكون معه
أم يجعلها مفاجأه له؟! "

ما لبث أن رد:
" لا بأس أخي الصغير فحتى إن ذهبت بعيدًا عني ، فـ أنا  سـ أكون الي جوارك دائمًا .. ثق بي حسنًا !! "

و رغم طمئنته الا أن دموعه أبت البقاء فهم معانقة خصر أخيه بحزن مفرط،  هو لن يقاوم الآن،  لن يخفي مشاعره،  كل ما أراده هو اهتمام،  حب من جهتهم،  لكن كل ما حصل عليه هو نظرات اشفاق تعجزه،  ألمه فاق هدوده فأخذ يبكي بحضن الأكبر نابسًا باستسلام:

" أنا أثق بك يا أخي ولكن... ولكني لا أريد أن أبتعد عنك ابدًا ."

لانت مللمحه بحزن،  بينما ينحني عليه ليبادله عناقه بقوة هامسًا:
" ثق بي لن أبتعد عنك أبدًا . "

ظل أكاي و شين على تلك الحالة لفتره ثم ابتعد و قال بمرح وهو يمسح دموع اخيه الصغير :
" لا تكن دراميًا هكذا يافتي فهذا يجعلني متعلقًا بك اكثر فـ أنت اخي الصغير الظريـــف !! "

و عبست ملامحه بانزعاج ليدفعه عنه و بالكاد ترك أمر لكمه بقوة على أن ينبس بغيظ و هو يهرب من أمامه :

كُف عن نعتي بهذه الألقاب الغبية يا أحمق فـ هذا مزعج حقًا !! "

ضحك أكاي عليه و هو مرتاحًا لأنه خرج من حزنه للتو ، ونظر نحوه رادفًا بخفة:
"هيا بنا نجهز اشيائك التي ستأخذها معك فأنا سأوصلك الي مدرستك الجديدة "

نظر شين له بنصف عين و قال بغيظ :
"توصلني اليها هاه ؟! لتحرجني أمام زملائي الجدد لكي يقولون انني طفل مدلل .. لا يا أخي شكرًا لا اريد معروفك هذا ايه المزعج . "

ضحك أكاي بمرح على ملامح اخيه المنزعجة ورد ببراءة : "أنا ؟! .. لا لن اناديك هناك بأخي الظريف .. بل سأناديك بأخي اللطيف فقط .. كما من كان يبكي بحضني للتو لأني سأبتعد عنه هاه؟"

تلقى نظرة قليلة الحيلة و يائسة من الأصغر  بقلة ، ولم يرد ان يجادله فهو لن يتغير ابدًا .. لذلك لم يعطي لكلامه بالاً فهو يريد ان يغتنم تلك الثواني قبل الدقائق مع اخاه فقد لا يراه مجددًا أمامه دائمًا .

كلاهما بدأ بتجخيز الحقائب و كل ما يحتاجه الأصغر بينما يضحكان و يمرحان معًا،  و شين فقط كان يغتنم فرصته بوجود أخيه جواره!

حين انتهى كلاهما ذهب أكاي مع شين لوضع الحقائب بصندوق السيارة و ما ان وصل حتى تفاجأ من أن جاكي جهز أغراضه للذهاب معهما،  تلك اللحظة فقط أدرك أن جده تلاعب به و جاكي من الأساس كان ذاهبًا أيضًا لنفس مدرسته و حينها فقط ارتاح قلبه فربما لن يشعر بالوحده ما دام جاكي موجودًا،  حتى لو لم يتحدثا!

ثلاثتهم استقلا السيارة التي تحركت بهم إلى تلك الأكاديمية الداخلية للفتيان دون أن يعرف أحدهم،  ما المصير الذي يسنتظرهم هناك!

*
*
*

يتبع..............

أظن أن السرد يتغير كليًا،  لذا عودوا للقراءة كأنها قصة جديدة و ليست قديمة 👈👉👀❤️

البارت من 2980 كلمة 😂 لا اعرف كيف كنت اكتبه طويلا هكذا ، و الان انا منعدمة الشغف لا أسمح سوى ب 2000 كلمة و انزله 😂💔 ياااه ذكريات

لكن و رغم طوله الا أني حقًا لم أكن راضية عما كنت أكتبه قديمًا و رغم أنه لاقى مشاهدات عالية الا أن نسخته القديمة لا تستحق اصلا 🙂👌

و الحمدلله قررت و بكل فخر أن أغير طريقة سرده عن القديمة التي اشمئز منها 😫

ارجو أن تستمتعو به مجددًا

و بما أن أغلبكم يحبون اعادة قراءة القديم لأجل عدم وجود شئ نافع فطريقة التغيير هذه ستشعركم و كأنها رواية أخرى

باي 💜👈👉

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top