part 11

تجهز مركبتها الفضائية تحسباً للهرب 🚀

...........................

: " إنه ابني أنا وليس ابنكِ ثم أنه من حقي عليه أن يزورني لذا أريد أخذه معي للبقاء عندي لمدة شهرين على الأقل... "

كان هذا ما نطقت به كاميلا محادثةً به ليليا وصُدم به هنري الذي يقف أعلى الدرج...

أردفت ليليا وقد أخفت صدمتها بطلب التي أمامها:

" هو ليس ابني الذي انجبته نعم لكنه ابني الذي ربيته ولم اعامله يوماً على أنه ابن زوجي...ثم منذ متى كنتِ تعتبرينه ابناً لكِ؟ لم تعامليه يوماً معاملة الأم لابنها وحين كان معكِ لم ترغبي به وقد كان هو بأمس الحاجة لحبكِ وحنانكِ حينها...ما الذي تغير الأن لتقرري أن تصبحي أماً له ؟! "

قهقهت كاميلا بسخرية وأردفت ساخرة:

" وماذا عنكِ إذاً ؟! ألم تفقدي ابنكِ بعد ولادته بساعات فقط بسبب إهمالكِ ؟! والأن تتحدثين عني وكأنكِ كنتِ أماً جيدة لطفلها... "

نزل كلامها على مسامع هنري كالصاعقة بينما ليليا قد جثت أرضاً بعدما شعرت بضعفٍ في ركبتيها وأغرورقت عيناها بالدموع وأردفت بنبرةٍ منكسرة:

" لم أكن مهملة...لقد خُطف... "

زادت صدمة هنري بينما نهضت ليليا وأردفت بحدة وحزن:

" خُطف قبل أن آراه حتى ! أنتِ تعلمين ذلك جيداً...الإهمال كان من المشفى....المشفى التي يُديرها والدكِ انتِ !! "

رمقتها كاميلا بحقد وأردفت:

" لا تُلقي باللوم على أبي والمشفى ! ما حدث قد حدث بسبب إهمالكِ انتِ وبسبب أعمال روبرت السوداء "

كلامها أغضب ليليا التي صرخت بغضب:

" اخرجي من هنا...اغربي عن وجهي !! "

بحدة أردفت كاميلا:

" أنا سأغادر الأن لكنني سأعود مجدداً وسآخذ ابني رغماً عن الجميع ! "

أنهت كلامها وخرجت من القصر بينما جلست ليليا أرضاً تذرف دموعها أما بالنسبة لهنري فقد عاد لغرفته مصدوماً بما سمعه....

في المشفى....

كان ماتيو نائماً على الأريكة بينما كان لوكاس جالساً بجانب الجد ممسكاً بيده...ذهنه شارد بما سمعه من الطبيب حين سأله عما أصاب جده...

(( استرجاع الماضي ))

لوكاس بقلق:

" أيها الطبيب...أرجوك أخبرني ما الذي أصاب جدي؟! "
تنهد الطبيب وأردف بحزن:

" لن أكذب عليك يا بني....جدك أصابته سكتة قلبية مفاجئة وتأخر إسعافه قد أدى لدخوله في غيبوبة...."

الصدمة ألجمت لسان لوكاس وعجز عن قول أي شيء فربت الطبيب على كتفه وأردف:

" أرجو أن لا تطول غيبوبته..."

إلتفت لوكاس للجد وقد أدمعت عيناه فربت الطبيب على كتفه مجدداً وغادر...

(( العودة للحاضر ))

قبل لوكاس يد الجد وأردف بهمس:

" لا تتركني أرجوك...ليس أنت أيضاً..."

لم يستطع كبح دموعه أكثر ففاضت رغماً عنه وقد احتضن يد الجد بكلتا يديه دون أن ينتبه لماتيو الذي يشاركه البكاء بصمت....

عند هنري...

كان جالساً أرضاً بجانب السرير ولازال مصدوماً بما سمع ويتسائل في نفسه:

" لدي أخ من أبي ؟! خُطف بعد ولادته وقبل أن يراه أبي وزوجته ؟! خُطف من المشفى التي يُديرها المدعو جدي ؟! لا أصدق هذا !! "

أمسك رأسه بكلتا يديه بينما يتمتم بصدمة:

" لا أصدق هذا ! لا أصدق ! "

في الأسفل كانت ليليا لازالت في مكانها تبكي بصمت وحين لمحت روبرت القادم من الخارج مسحت دموعها بسرعة ونهضت تستقبله بابتسامة مصطنعة لكن الأخر لاحظ احمرار عيناها فسألها بقلق:

" ما الأمر ؟ لما كنتِ تبكين؟ "

أجابته بتوتر:

" لـ...لا....أنا لم أكن أبكي..."

تنهد روبرت وأردف بينما يجلس على الأريكة ويشير لها بأن تجلس بجانبه:

" تعرفين أنه لا يمكنكِ الكذب علي...يمكنني بسهولة أن اكتشف كذبكِ...لذا اجلسي وأخبريني ما الأمر؟ "

تنهدت هي بقلة حيلة ثم تقدمت وجلست بجانبه وبتردد أردفت بينما تشابك أصابع يديها بتوتر:

" كاميلا كانت هنا..."

امتعض وجه روبرت قبل أن يردف بإنزعاج:

" ولما أتت؟ ماذا تريد؟ "

نظرت ليليا نحوه وأردفت:

" إنها تريد أخذ هنري...قالت أنها تريد إبقاءه عندها لمدة شهرين..."

عقد روبرت جبينه وسألها بإستغراب:

" لهذا السبب تبكين ؟! "

هزت رأسها بالنفي فسألها روبرت :

" فما هو السبب إذاً ؟ "

أشاحت ببصرها عنه ثم أردفت:

" كاميلا فتحت جُرحي الذي لم يندمل..."

: " تقصدين ابننا ؟! "

نطق بصدمة فأومأت هي بالإيجاب وأردفت بينما عادت دموعها للنزول مجدداً:

" قالت أني فقدتُ ابني لأني كنتُ مُهملة...لكنه خُطف قبل أن آراه حتر فكيف أكون السبب في اختفائه آنذاك؟! "

احتضنها روبرت وأردف بهدوء في محاولة للتخفيف عنها:

" لا تهتمي لما قالته تلك الحقودة...انتِ لستِ السبب في اختطافه...ثم حُري بتلك الكاميلا أن توجه كلامها لنفسها قبل أن توجهه إليكِ فمن أكثر إهمالاً منها لابنها ؟! "

أبعدها عن حضنه وأمسك بكتفيها بينما يقول بابتسامة مطمئناً التي أمامه:

" لا تقلقي سأبحث مجدداً عن ابننا...أعدكِ "

ابتسمت له ثم مسحت دموعها لكن ابتسامتها تلاشت حين تذكرت أمر هنري فأردفت:

" لكن ماذا عن هنري؟ هل ستدعها تأخذه ؟! قالت بأنها ستأخذه رغماً عن الجميع....لابد أنها ستلجأ للشرطة..."

تنهد روبرت وأردف:

" هنري لم يعد طفلاً صغيراً لنقلق عليه منهم...ثم ليس لدي وقت ولا طاقة للتعامل معها ومع المشاكل التي قد تفتعلها لذا سأسمح لها بأخذه ولكن كما قالت لشهرين فقط... "

تنهدت ليليا بقلة حيلة فابتسم روبرت وأردف:

" لا تقلقي هنري سيكون بخير..."

أومأت له بابتسامة فأخرج هاتفه متصلاً برقم كاميلا...

في المشفى...

اتصل لوكاس بصاحب المطعم وأخبره بأنه لن يأتي للعمل اليوم وبعد انتهاء المكالمة أخذ ماتيو واتجه للمنزل بما أنه لا فائدة من البقاء في المشفى...

بعد وصولهما للمنزل بدل كلاً منهما ملابسه ثم قام لوكاس بإعداد العشاء وجلسا يأكلان بهدوء أو بالأحرى لم يُقلبان الطعام فقط...

انتبه لوكاس لكون ماتيو لا يأكل فأردف:

" مات...عليك أن تأكل كي لا يحزن منك الجد حين يستيقظ... "

رفع ماتيو نظره للوكاس ونطق بسرعة:

" متى سيستيقظ ؟ "

ابتسم لوكاس بهدوء وأردف:

" قريباً...قريباً جداً..."

ثم قال في نفسه:

" أرجو ذلك..."

بينما ماتيو قد ابتسم بسعادة وبدأ بالأكل فابتسم لوكاس على شكله مُفكراً بأن الأطفال محظوظين كونهم لا يحملون أي هم وبأبسط كلمة أو فعل تعود ضحكتهم وكأن شيء لم يكن...

بعد العشاء قام لوكاس بغسل الأطباق ثم جلس مع ماتيو لمشاهدة أفلام الكرتون وبعد ساعتين كان ماتيو قد نام في مكانه فقام لوكاس بإغلاق التلفاز ثم نهض وحمل ماتيو إلى سريره وغطاه جيداً ثم عاد للجلوس أمام التلفاز دون تشغيله فقد كان باله مشغول بحال الجد...

وبشكلٍ مفاجئ ظهرت صورة هنري في عقله فبحث عن هاتفه حوله كي يتصل به ويطمئن عليه وحين أمسك بالهاتف أدرك أنه لم يأخذ رقم هنري !

فضرب جبينه ثم رمى هاتفه جانباً وتنهد بيأس من كل شيء...

في صباح اليوم التالي...

في قصر اتشارلز توجهت تلك الخادمة بأمر من سيدها لمناداة هنري من غرفته فأخبرها المعني أنه سينزل بعد قليل...

وبالفعل بعد دقائق نزل هنري وجلس مع والده وليليا لتناول الطعام بصمت قطعته ليليا حين قالت بتسائل :

" صديقك لوكاس لم يأتي بالأمس...ألديك فكرة عن السبب؟ "

: " لا...أرجو ألا يكون قد وقع له أمر سيء..."

قالها هنري لتردف ليليا:

" أرجو ذلك أيضاً..."

ارتشف روبرت من كوب الشاي خاصته ثم وضعه على الطاولة وأردف:

" ألم يتصل بك أو العكس؟ "

هنا أدرك هنري بأنه لا يعرف رقم لوكاس فتنهد من غباءه وأردف:

" الأن فقط أدركت أننا لم نتبادل أرقام هواتفنا..."

قهقه روبرت وليليا على شكل هنري الذي عبس ثم أردف بخفوت :

" لا أعرف عنوان منزله أيضاً..."

أردفت ليليا دون وعي:

" اتسائل إن كان رئيس البلدية يعرف عنوانه..."

نظر هنري لها وسأل بإستغراب:

" ولما قد يعرف رئيس البلدية عنوان لوكاس؟! "

توترت ليليا ونظرت لروبرت بتورط فتنهد هو وأردف:

" لأنه في الواقع كان يعمل كعامل نظافة حتى اليوم الذي قابلته فيه خالتك ليليا..."

صُدم هنري وسقطت الملعقة من يده فأردفت ليليا:

" لكنه ترك ذلك العمل بطلب من والدك قبل أن يصبح صديقاً لك..."

نهض هنري وصعد لغرفته دون أن يتفوه بأي كلمة... دلف للغرفة وأغلق الباب واستند عليه ثم جلس أرضاً في مكانه...

: " إذاً هو ترك عمله بسببي !! كيف يعيش إذاً وهو يتيم الأبوين ؟! هل أنا جعلتُ حياته صعبة فوق صعوبتها ؟! ليس هذا هو مفهوم الصداقة ! ليس هذا ! "

قالها هنري مؤنباً نفسه بينما يفكر بأنه سابقاً والأن لم يكن صديقاً جيداً لا لصديق طفولته ولا للوكاس...

في منزل لوكاس...

كان هو وماتيو قد تناولا طعام الفطور ثم جهزا نفسيهما للذهاب إلى المشفى...

بعد مدة وصلا لوجهتهما وتوجها لغرفة الجد الذي لازال على حاله كما بالأمس...

جلس ماتيو بجانب الجد بينما يستمع للوكاس الذي أردف يُحدثه:

" مات...أنا سأذهب لبعض الوقت...أنت ابقى هنا حتى أعود...حسناً؟ "

أومأ ماتيو فابتسم لوكاس وبعثر شعر الأصغر ثم نهض وخرج من الغرفة ثم من المشفى بأكمله ثم ركب دراجته وانطلق....

في قصر اتشارلز...

صعد روبرت لغرفة هنري وطرق الباب ففتح هنري الباب وتفاجأ بوالده الذي أردف:

" يجب أن نتحدث..."

افسح هنري المجال لوالده بمعنى " ادخل " ففعل روبرت وجلس على حافة السرير ثم أردف:

" اجلس واسمعني جيداً..."

امتثل هنري وجلس فبدأ والده الكلام قائلاً:

" والدتك تريد رؤيتك...لذا ستذهب للبقاء عندها لفترة..."

تجهم وجه هنري وأردف معترضاً:

" لا أريد ذلك...لا أريد رؤيتها حتى ناهيك عن البقاء عندها ! "

تنهد روبرت وأردف بحزم:

" قلتُ سنذهب يعني ستذهب...أنت تعلم ما المشاكل التي قد تفتعلها أمك وأنا ليس لدي وقت للتعامل معها لذا لا تعارضني..."

نهض وسار بإتجاه الباب بينما يردف:

" قالت أنها ستأتي هي لإصطحابك بعد ساعتين من الأن لذا جهز نفسك... "

خرج مُغلقاً الباب خلفه فزفر هنري أنفاسه بضيق وتوجه للباب مُقفلاً إياه ثم بدأ برمي كل ما يقع نظره عليه أرضاً فتحطمت أغلب الأشياء وحتى أن يديه قد أُصيبتا ببعض الجروح لكنه لم يهتم لذلك....

جلس على السرير يلهث بتعب تزامناً مع طرق أحدهم لباب غرفته فصرخ هنري بغضب:

" من هناك؟! "

ليأتيه صوت الطارق قائلاً بهدوء:

" أنا لوكاس..."

نهض هنري وفتح الباب ثم عاد للجلوس في مكانه بينما لوكاس قد صُدم بالفوضى التي تعمُ الغرفة فأغلق الباب وتقدم نحو هنري وجلس بجانبه وسأله بقلق:

" ماذا حدث؟! "

فأخبره هنري بما دار بينه وبين والده فعقد لوكاس جبينه وسأل مستغرباً:

" ولما أنت مستاء لهذه الدرجة؟! "

فتنهد هنري وأردف:

" إنها قصة طويلة يا لوكاس...سأخبرك بها لاحقاً حين أعود من ذلك المكان المشؤوم..."

أومأ لوكاس وأردف:

" حسناً كما تريد...الأن دعني أعقم جروح يديك...لديك علبة إسعافات؟ "

أومأ هنري وقال بينما يشير لأحد الدروج:

" إنها في ذلك الدرج..."

أحضر لوكاس علبة الاسعافات وقام بتعقيم جروح هنري ثم قام بوضع عدة لاصقات طبية وأردف:

" انتهيت..."

شكره هنري ثم أردف:

" لم تخبرني لما لم تأتي بالأمس؟ "

تنهد لوكاس بحزن وأجابه:

" أُصيب جدي بسكتة قلبية...ودخل في غيبوبة..."

شعر هنري بالحزن لكنه تسائل في نفسه إن كان لدى لوكاس جد لما عاش في الميتم إذاً ؟!

أدرك لوكاس ما يفكر به هنري لذا أردف:

" إنه ليس جدي الحقيقي...إنه جد زميلي الذي أخبرتك عنه سابقاً..."

تذكر هنري أن لوكاس حدثه عن هذا الرجل من قبل فأومأ بتفهم ثم خطر بباله أمر عمل لوكاس كعامل نظافة وكاد يتحدث لولا طرق الباب الذي قاطعه فأردف بإنزعاج:

" ادخل "

ففتحت الخادمة الباب وشهقت عند رؤيتها لمنظر الغرفة الفوضوي لكنها تداركت نفسها وأردفت:

" سيدي لقد جاءت والدتك...ووالدك يطلب منك النزول حالاً..."

امتعض وجه هنري وأردف بنفس نبرته السابقة:

" حسناً...أنا قادم..."

أغلقت الخادمة الباب وغادرت بينما هنري قد التفت نحو لوكاس وأردف بتوتر:

" اسمعني لوكاس...لا تخرج من الغرفة الأن...انتظر حتى نغادر ثم اخرج...حسناً؟ "

قطب لوكاس حاجبيه مستغرباً وأردف:

" لماذا ؟! "

أردف هنري بنفس التوتر:

" أرجوك لا تسألني...فقط افعل ما قلته "

أومأ لوكاس فشكره هنري وعانقه وهو بادله العناق ثم فصلا العناق وودعا بعضهما...

خرج هنري من الغرفة ونزل للأسفل والانزعاج واضح عليه فابتسمت والدته بإنتصار بينما تقدمت ليليا نحوه وأردفت:

" اعتني بنفسك جيداً..."

أومأ لها ثم غادر مع والدته رغم أنه لا رغبة لديه ابداً بالذهاب معها...

شاهد لوكاس ابتعاد سيارة والدة هنري من أمام القصة فخرج من الغرفة ونزل للأسفل وبالنسبة لروبرت وليليا فقد فهما أن هنري طلب من لوكاس ألا يظهر أمام والدته لذا لم يستغربا خروجه بعد مغادرتهما...

استأذنهما لوكاس وغادر متجهاً للمشفى ولم يدرك كلاً من لوكاس وهنري أنهما نسيا أمر تبادل أرقام هواتفهما...

.............................

يتبع....

رأيكم؟

ما رأيكم بالأحداث حتى الأن؟

تبين أن لدى هنري أخ من والده وقد خُطف من المشفى قبل أن تراه أمه حتى فما رأيكم وتوقعاتكم حوله؟

لما برأيكم والدة هنري أصرت على أخذه؟

وما مصير الجد يا ترى؟

ولا تنسوا أن القادم أحلى معي دوماً 🙂

إلى اللقاء















Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top