٧/٣.٥

٣.٥

‏‎"جونغكوك؟"
‏‎كان رأسُ تايهيونغ ثقيلاً على كتفهِ.
كان كتفاه ثقيلينِ على جسدهِ.
بل وشعر أنّ جسده ثقيلٌ على نفسهِ.
‏‎اِلتصق ما اِبتلّ من ثيابه ببشرتهِ، ولم يعُد بإمكانه التمييز بين رطوبةِ الماء والعرقِ.

‏‎كان يعلم أنّ أنظار الأربعةِ مصوّبةٌ نحوه، لكنّ كلّ ما ودّ فعله هو القيامُ وأخذ مَن اِنتظمت أنفاسه واِرتطمت برقبته إلى إحدى الغرفِ والسّماح له بالنّومِ على فراشٍ مريحٍ.
‏‎كان تايهيونغ غائبًا عن الوعي، وكان جونغكوك يتمنّى أن يغيب عن الوعي هو الآخر، لدقائق معدودةٍ، أو أن ينسلّ من غرفةِ المعيشةِ، ومن ما وقع وما قد يقع فيها.
‏‎فلم يبدُ أنّهم قد يقتنعون بالهمهمةِ جوابًا على النّداءِ، وما لجونغكوك جوابٌ سوى الهمهمة.

‏‎خرق نامجون شِباك أنظارهم نحو الأمردِ، بسيره مترددًا باتجاه التلفازِ.
‏‎"مهلاً! قد يكون خطِرًا!"
‏‎صات جيمين ناهيًا، لكنّ كل ما اِستأداه قد كان صوتًا هازئًا، طوى التردّد بين تلافيفهِ. "خطرًا؟ كقنبلةٍ على سبيل المثال؟"
‏‎لم يبدُ نامجون متخوّفًا، ليس بالقدر الذي توقّعه جونغكوك، لكنّ الحذر قد غلّف خطاهُ، واِحتضن لمساته المتفقّدة لإطار التّلفاز.

‏‎نبس، بعد أن اِلتفّ حول الجهازِ، واِبتعدت أصابعه عن الهيكلِ. "لا أرى شيئًا مريبًا. لكن.. جيمين، تعال، أنتَ من عليكَ تفقّده."
‏‎أخذتِ الاِستجابةُ ثوانٍ طويلةً، قبل أن يحثّ جيمين خطاهُ نحو نامجون، ويكرّر أفعاله، بحذرٍ وتركيزٍ أكبر.

‏‎لم يدرِ جونغكوك عمّ كانا يبحثانِ. وإن أرغم عقله على التّفكير، لوجد أنّ نزع البراغي وفكّ التلفاز هو الخيارُ الأمثلُ.
‏‎سيتفادون بذلك التحوّل إلى أشلاءٍ إن صدُقت سخريةُ نامجون واِتضح أنّ قنبلةً قابعةٍ بين الأسلاكِ فعلاً.

‏‎لكنّ جونغكوك لم يتفوّه بما جال في خلدهِ.
‏‎كان، في مكانهِ ذاك، ولحظتهِ تلك، غير معارضٍ كلّيًا لفكرةِ الموت اِنفجارًا.. اِنفجارٌ قد ينهي كلّ شيءٍ في ثانيةٍ واحدةٍ قبل أن تسنح له فرصةُ للومِ أحدهم.

‏‎"لا شيء مريب. لعلّ.. لعلّ أحدهم يتحكّم بهِ عن بعد. إنّه الاِحتمال الوحيد الذي أستطيع التفكير بهِ."
دمدم جيمين، كأنّه غير واثقٍ ممّا يصدر عن فمه.
"يتحكّم به؟"
أومأ، وأخذت أصابعه تعبثُ بطرف قميصه بتوترٍ. "أو أنّ الكتابة مبرمجةٌ لتظهر على الشّاشة في وقتٍ محدّدٍ."

"مهلاً.." نبس هوسوك، رافعًا يدًا لتدلّك رقبته. "قبل كلّ شيءٍ، علينا معرفةُ المغزى منها. جونغكوك، ما علاقةُ يونغي بوالدك؟!"

"هوسوك.." عوضًا عن صوتِ جونغكوك، جاءه خفيض جيمين، الذي قد اِتخذ من طاولةِ التلفازِ مقعدًا له.
لم يبدُ أنّ هوسوك قد قنِع بمجرّد نداءٍ هادئٍ لاِسمهِ، واِنتفخت أوداجه حينما صاح.
"هوسوك هوسوك! اللّعنة على هوسوك! إنّ اِسم والده على الشّاشة، أمِن المفترض بي سؤال الحائط بدلاً عنه؟!"

كان جونغكوك يعلم أنّ الجميع يتوقّع إجابةً منه، وإن لم يظهِر أحدٌ غير هوسوك رغبته.
لكنّ الصّمت، وبقدرِ مقته له، قد كان الخيار الوحيد. فما علاقةُ والدهِ بيونغي؟ لم يمتلك أدنى فكرة.

حاول التذكّر. حاول النّبش والتقفّي عن ذكرى تجمع والده وصديقه المتوفّي. لكنّه قد عاد خاويًا.
إن دارت محادثةٌ ما بينه وبين يونغي، فمن المحتّم أنّها قد دارت بينه وبين أحد الخمسةِ كذلك.
وبقدر اِعترافه بتميّزِ يونغي عن غيرهِ، على نحوٍ أو آخر، فلم يرجّح أنّ والده قد يلتقطُ تلكَ الميزةَ ويضع صديقه على كفّة مغايرة لأصدقائهِ.
لم يهتمّ والده بمن يصاحب يومًا، لا بصديقِ العشرين عامًا، ولا بصديقِ السّبعِ سنواتٍ. فلمَ قد تجمعه رابطةٌ مع يونغي، صديقِ الأربعة أحوالٍ؟

"لقد ذكُرت حقيبةٌ. ومنذ أشهرٍ، سُرقت حقيبةُ السّيد جون، وقد تسبّب الأمر بطرده. لابدّ أنّها الحقيبةُ المقصودة."
ولم يدرِ جونغكوك حقًا إن كان تدخّل نامجون الحادّ بداعي إخراجه من مأزقه أم لإخراس هوسوك مهما تطلّب الأمر.

"صحيح.." همس هوسوك، من ضرب قبضةً على كفٍّ واِسترسل، عاقفًا الحاجبينِ. "لقد كانت تحوي مائة مليون، لم يتم العثور على اللّص.."

‏‎"أيمكن أنّ.." تلاشى صوتُ جيمين، الذي أخذ يقطّب جبينه ناقلاً بصره بين نامجون وهوسوك، قبل أن يواصل الأخير، مهزهزًا رأسه ببطءٍ. "لقد كان يونغي.. هو من سرق حقيبة جون هيونوو!"

‏‎لكن قبل أن يلج ما قيل ذهن جونغكوك، الذي حاول جاهدًا ضحد الاِحتمالِ المذكورِ كلّما راودهُ، صدحَ سوكجين، واقفًا على قدميهِ مواجهًا هوسوك في صورةٍ مكرّرةٍ. "كلّا!"
‏‎"بئسًا، فلتُفق! لستُ أحيكُ الأمر، لقد كُتب أنّه السّارق!"

‏‎أجال جونغكوك نظره في زوايا الغرفةِ، مترقّبًا صرّةً أخرى تنافي ما ينبس به هوسوك، في محاولةٍ لعدم التّركيزِ والتفكير فيما يحدثُ.
‏‎لعلّه قد كان مشوّشًا، وربّما منهارًا، لكنّه قد كان واعيًا بالقدرِ الكافي ليتيقّن من عدم قدرته على اِستيعابِ كلّ ما يحدث دفعةً واحدةً.
‏‎كان طنينٌ مكتومٌ يحوم حول طبلةِ أذنه منذ ثوانٍ، وقد ذكّره الصّوت بالبعوض الذي أرهب تايهيونغ.

‏‎لم ينهَر جونغكوك جسديًا كتايهيونغ، لكنّه قد اِستسلم لحقيقةِ ضعفهِ أمام كلّ ما يحدث.
‏‎أراد أخذ قسطٍ من الرّاحةِ، لمدّةٍ لم يقدّرها، وهروبًا ممّا لم يستدلّه.

‏‎"ها أنت ذا مجددًا، تصدّق أيًا كان ما تودّ تصديقه.. ومن يقف خلفَ الكتابةِ على التلفازِ، إذن؟ أهو شبح يونغي؟"
‏‎قال سوكجين متسائلاً، واِرتفع اِصبعه بهوادةٍ مربكةٍ مشيرًا نحو الشّاشةِ.
‏‎خرس هوسوك، واِنطفأت شعلةُ حماسهِ الآنفِ.
‏‎بدا منتظرًا إجابةً، أو اِقتراحًا من أحدهم، ليرتكز عليهِ ويضيف تفسيرًا موافقًا قد يريحهم لدقائق من الوقتِ، لكنّ الصّمت لم يدفعه سوى للتّحديقِ بذي الشعر الدّاجي.
‏‎"جونغكوك؟"

‏‎جال بصر جونغكوك حول زوايا الغرفةِ، مجدّدًا، ركنًا تلو الرّكنِ، حارصًا على عدم النّظر نحو أيٍّ من المنتظرين لإجابةٍ. إجابةٍ لم تكُن بحوزته.
‏‎فهمسَ، بينما راح يضمّ يديهِ، الواحدةُ تحتضن ذعر الأخرى. "لا أعرف شيئًا."

‏‎ودون رغبةٍ منه، اِلتقطت عيناه اِعوجاج حاجبِ هوسوك. "مالمفترض بهذا أن يعني؟ لقد طُرد والدك من عملهِ، لابدّ من وجودٍ شخصٍ قد دافع عنه وعارض القرار. لعلّه اِنتقام!"

‏‎شعر بحركةٍ خفيفةٍ على كتفهِ، وفكّر في اِلتزامِ الصّمتِ. لكنّ هدوءَ الغرفةِ، الهدوءَ المترقّب لردّه، حال دون ذلك.
‏‎"مالذي عليّ فعله؟ أن أتذكّر كلّ فردٍ عزّى والدي على فقدانه الوظيفة؟"

‏‎لم تصدر عن هوسوك كلمةٌ ثانيةٌ، واِكتفى بالتحديق بجونغكوك.
ولم يستوثق الأخير إن كان بصمته يستسلم، أو يحضّر اِتهامًا قد يلقي به بالهاويةِ.
أيًا كان مردُّ الصّمت، فقد هشّمه نامجون، ثانيةً، باِقتراحهِ تفتيش المنزلِ.
سيجدون شخصًا، أو سمًّا.

‏‎"كيف؟"
‏‎"سنبحث عنهما معًا."
"كلّا، ليس هذا ما أسأل عنه." رفع هوسوك يده ووجّهها نحو جونغكوك. "كيف سنبحث ولدى جونغكوك إجابةٌ لأيّ سؤال قد يخطر في بالك."
"نحن لسنا واثقين من تورّطه في الأمر. علينا ألّا نبدأ بزرع الشّكوك بيننا."

"ماذا؟ هل اِندلع حسّ الصداقة النّبيل داخلك كالسّيد سوكجين؟  لم نعد طلاب ثانويّةٍ بعد الآن، لم نعد نعرف بعضنًا البعض كالسّابق، شئت أم أبيت، وسنموت إن لم نفكّر بكلّ اِحتمالٍ! لعلّ يونغي قد كان أوّل من يموت، لكنّه حتمًا ليس الأخير!"

‏‎"ماذا لو أنّ الرّأس المدبّر هو أحدنا؟" سأل، بعد أخذه نفسًا عميقًا، ورمق الجميع بنظرةٍ حادّةٍ، مرتكزًا على الحائطِ، ولم يبدُ أنّ الاِنصياع لطلبِ نامجون في نيّتهِ.
‏‎"على كل حالٍ، سنضع هذا في الحسبان إن لم نجد أحدًا مختبئًا هنا."

هزّ هوسوك رأسه، وبدا أنّه غير مقتنعٍ كلّيًا بفكرةِ البحث.
كان جونغكوك، هو الآخر، غير مقتنعٍ بالفكرةِ، وخمّن أنّ اِحتمال إيجاد شخصٍ فعلاً غير مرجّحٍ.. فمَن نجح في قتلِ يونغي دون تخليف أثرٍ، لن يواجه عائقًا في التخفّي.

كانت غرفةُ المعيشة مركز البدء، شارك الجميع في التّفتيش، ما عدا جونغكوك، الذي قد فضّل الاِلتصاق بتايهيونغ.
توقّفت الحركة بعد خمس دقائق، وشرعوا الواحد تلو الآخر بتخطّيهما للصّعود إلى الطّابق العلويِّ، وقد واجه الأصغر شيئًا من الصّعوبةِ في مساندةِ رفيقه الخاملِ.
كان من شأن ثيابهما المبلّلةِ إعاقتهما.. بدأ تايهيونغ بالاِرتجافِ وأحسّ جونغكوك بثقلِ الملابس تدفعه إلى الخلف مع كلّ خطوةٍ.
"أنت تبلى بلاءً حسنًا." قال، وقد كانت كذبةً.
ذبلت شفتاهُ وشحب وجهه أكثر من ذي قبلٍ، وتحرّك كما لو كان دميةً خشبيّةً ثقيلةً بين يديّ جونغكوك، لا يسلك سوى الاِتجاه الذي يدلّه عليهِ.

اِقترح نامجون أن يوقفوا خطاهم في الرّواق الأوسع، وأن يبدأ سوكجين وهوسوك بتفتيشهم على حدًى، ثمّ يحين دورهما ليتمّ التحقّق ممّا يحملانِ من طرفه وجونغكوك.
ولم يكن من الصّعب معرفةُ سبب اِستبعاده لجيمين وتايهيونغ.
فالأوّل يرتجف كالورقةِ، والثّاني يبدو كالورقةِ.

في النّهايةِ، ما تمّ رميه جانبًا قد كان هواتف محمولةً، مفتاحيّ السّيارتينِ، إسوارةٌ جيمين الفضيّة وأوراق نقديّةً.

اِستأذن جونغكوك فيما بعد ليختلي بتايهيونغ، ليستطيعا تغيير ما اِبتلّ من ملابسهما، لكنّه قد وجد هوسوك يقف بينهما، متكئًا على الباب منتظرًا إيّاهما.
"على الأقلّ جميعنا رجالٌ." همس، واِفترّت شفتاه عن اِبتسامةٍ صغيرةٍ نحو تايهيونغ. من حدّق به لثوانٍ، قبل أن يبادله اِبتسامةً أصغر.

أخذ نامجون، هوسوك وجيمين يبحثون في الغرفتين المتجاورتين تواليًا، وسكن في الرّواق من قضى اللّيلة فيهما.
طال التّوتر جونغكوك حينما أخذ الإجراء وقتًا أكثر ممّا قاسه في ذهنهِ، وخُيّل له أنّ ما لأحدٍ سوى هوسوك يدٌ.
رجّح أنّ الشّاب الذي لم يفتأ يرشقهم اِتهامًا لن يتوانى في اِستغلال كلّ لحظةٍ للبحث عن دليلٍ يدينهم ㅡيدينه ويدين سوكجين، على الأقلّ.
لكنّ باب الغرفة التي رافقته وتايهيونغ ليلاً قد فُتح، وكما اِندفعوا نحو الخارج خالي الوفاضِ في المرّة الأولى، حدث المِثلُ، وبدا هوسوك أشدّهم إحباطًا.

"لم نجد شيئًا."
قال نامجون، ولم يستشعر جونغكوك من حديثه سوى عدم إيجادهم لقارورةِ سمٍّ صغيرةٍ.
حينها، تأكّد أنّ ما من أحدٍ، في الحقيقةِ، يبحث عن شخصٍ مختبئٍ.
لعلّ نامجون ㅡأو جميعهم، إن صدُق جونغكوك، وجد أنّ الإيمان بأن أحد أصدقائه قاتلٌ مهووسٌ خيارٌ أسهلٌ، أسهل من البحث والتّفكير فيمن قد يحمل ضغينةً، من بين الغرباء، لحدّ القتلِ.
وقد بدا ذلك جليًا، في عدم حرص أحدهم أثناء البحث، وعدم تفقّدهم ما خلف الأبواب، على الأقلّ، مخافةً ظهور القاتل المزعومِ.

في النّهايةِ، كان هوسوك الجسور الوحيد وسطهم ليعترف بشكوكهِ.

كانت نهايةُ تفتيش الغرف الأربع مخيّبةً لآمالهم. بعد بحثه رفقة سوكجين في غرفة نوم نامجون، والغرفة الفرعيّة الشّاغرةِ، لم يكن لهما سوى مقابلة الأربعةِ، مجددًا، خالي الوفاضِ.

"على رسلك.." همس جونغكوك، محيطًا كتف تايهيونغ بذراعه.
كانوا مرتكزين في الرّواق، اِنتظارًا لخروج نامجون وهوسوك من غرفةِ النّومِ الرّئيسيّةِ. وحين وقع ذلك، صوحِب الحدث بتعبيرٍ غاضبٍ مرٍّ معتلٍ لوجه هوسوك.
"تبًا!"
"مالأمر؟ ألم تجدا شيئًا؟"
"لا شيء.. لا شخصًا ولا عبوّةَ سمٍّ."
تلاشى صوت نامجون بفعل لكمِ رفيقه للجدارِ وإطلاقه مسبّاتٍ متتاليةٍ، قبل أن يغتنم سوكجين فرصةَ هدوئه في السّؤال. "أيعني هذا أنّه.. قد فرّ؟"

حاول جونغكوك عدم تحريك حاجبيه متعجّبًا، فهل كانوا حقًا يبحثون عن شخصٍ، في المقام الأوّل؟

"أجل. إمّا أنّه قد فرّ.." وقعت عيناه على جونغكوك حين تابع. "أو أنّه أحدنا."

حاول بقدر اِستطاعتهِ عدم التّفكيرِ بتحديقِ نامجون المتواصلِ نحوه طوال مسيرتهم الوجيزةِ قاصدين غرفةَ المعيشةِ، ليتم اِستقبالهم بجثّة يونغي المغطّاةِ بلحافٍ أبيض.
كان عليهم البقاء جماعةً وعدم قيام أحدهم بفعلٍ دون علم الآخرين.
ولم يستطِع التيقّن إن كانت شكوكه، بحد ذاته، أقوى حول اِحتمال كونِ القاتلِ مختبئًا في الغابةِ، أو كونه أحدهم.
لكنْه، على الأقلّ، قد كان متأكّدًا أنّه وتايهيونغ خارج دائرةِ الاِشتباه. دائرةِ اِشتباههِ.. أين قد كان الضّحيةَ والمحقّق في آنٍ.

"علينا الخروج من المنزل."
هزّ نامجون رأسه، مؤشرًا نحو النّافذةِ. "لقد حلّ اللّيل، والرّحلة إلى المدينةِ تستغرقُ خمس ساعاتّ إن اِستعنّا بالسّيارة."

كان محقًا. حلّ البنفسجيّ المتورْد محل الأزرقِ، وما عاد للشمسِ أثرٌ من مكان جلوسه.

"ألا أمل في إيجادِ المساعدة؟ كمتجر العجوز؟ إنّه لا يبعد كثير.. ㅡ"
"لقد قُتل! أليس الأمر واضحًا؟"
لم يكُن من المفاجئ مقاطعة سوكجين من قِبل هوسوك، دون غيرهِ. لكنّ ذلك لم يمنع جسد جونغكوك من الاِرتجاف.
شخصٌ آخر قد قُتِل.

"عمّ تتحدّث؟ لعلّه قد يوفّر لنا المساعدة!" عاقدًا حاجبيهِ، مصوّبًا أحدّ نظراتهِ ردّ سوكجين.
"شخصٌ ميتٌ لا يستطيع مساعدتنا."
كان سوكجين على وشكِ الردّ، لولا يدِ جيمين التي حطّت على كتفهِ. "لا بأس. مهما كان محلّه قريبًا، لا يزال الخروج في هذا الوقتِ خطِرًا. الذْئاب، أتذكر؟ لا ندري أين قد تتواجد."
كان صوتُ جيمين هادئًا ثابتًا لأول مرةٍ منذ حادثةِ وفاة يونغي. لاحظ جونغكوك ذلك، وطالت ملاحظتهُ حدّة عينيّه.

اِحتضنتهُ هالةٌ ثقيلةٌ مريبةٌ، وحاول الاِقترابَ أكثرㅡإن كان ذلك ممكنًا، من تايهيونغ.
بدا أنّ جيمين قد اِتّبع خطى هوسوك، وشرع في إظهارِ وجهٍ لم يعرفه أحدٌ من قبل.

"على كلّ حالٍ.. علينا إيصاد جميعِ الأبوابِ والنّوافذِ للاِحتياطِ. ولاحقًا.. ما إن يطلع الفجر، سنستطيع التوجّه إلى المدينةِ سيرًا."
عادت نبرةُ جيمين المتردّدةُ الرجيفةُ، في حينِ اِبتعد عن سوكجين وتوجّه نحو البابِ الرّئيسيّ موصدًا إيّاه ومرتكزًا عليهِ.

تبعه نامجون، ثمّ سوكجين في إغلاقِ النّوافذِ. بيد أنّ جونغكوك قد تردّد وفكّر مليًا قبل فعلِ المِثل، بعد تأكّده من اِرتياحه لتركِ تايهيونغ لمفرده على الأريكةِ.
لكنّه قد لاحظ ثبات شخصٍ آخر في محلّه، لا لترددٍ، بل لحملقتهِ في جيمين.

"مهلاً، بالتّفكير بالأمر.. " نبس هوسوك، مستوقفًا حركةَ الجميع ومستجذبًا اِنتباههم. "جيمين، أنت تدرس الهندسة الإلكترونيّة."
اِزدرد جيمين ريقه، ورفع أحد حاجبيه. "إذن؟"
"إذن؟" فعل هوسوك المِثل، ورفع أحد حاجبيه. "ألستَ قادرًا على العبث بالتّغطية؟ أجزم أنّك محيطٌ بالأمر علمًا."

"أ.. أجل، بلى، أستطيع." أومأ جيمين ببطءٍ، وظهر خطّان بين حاجبيه. "لكنّ الأمر يتطلّب معدّاتٍ عديدةً. لابدّ أن أكون مختلاً إن فكّرتُ بإحضارها."
لم يتزحزح نظر هوسوك عنه، ليأخذ في  قبض ركبتيه وإجالةِ بصره حول الغرفةِ.
بدا متوتّرًا، بدا خائفًا، بدا آملاً من أحدٍ ما قد ينبس ويدافع عنه. لكنّه لم يجِد غير صوته لصدّ اِتهاماتِ هوسوك.
"يستغرق إيجاد الذّبذبةِ المناسبةِ دقائق، وأحيانًا ساعاتٍ. إن كنتُ الفاعل، لمسّ التشويش التلفاز أيضًا.. طريقة التشويش التي تم تدريسنا إيّاها تؤثّر على كل الأجهزةِ الإلكترونيةِ المتواجدةِ ضمن الحقل المغناطيسيّ."

حلّ صمتٌ ألِفه الجميع، لكنّ نهايةَ المحادثةِ لم تبدُ قريبةً.
واصل هوسوك حدج جيمين بنظره، كأنّما يخبره أنّ حيله لن تنطلي عليه.

شعر جونغكوك بالضّجرِ، بعدما ذاب شعور الخوفِ فيه وما عاد بالإمكان تمييزه.
أراد ولوج دورةِ المياهِ، لكنّه لم يرِد إثارةَ شبهاتٍ أكثر ممّا قد زرعها هوسوك في الآخرين، ولم يعد يثق بأحدٍ بالقدرِ الكافي لتركِ تايهيونغ في معيّته.

"حسنًا.." رفع جونغكوك رأسه مجدّدًا، بالرْغم من عدم اِكتراثهِ بمسرحيّةِ المفتّش والمشتبهِ بهِ القائمةِ.
كلّ ما كان عليه فعلهُ هو اِنتظار طلوعِ الشّمسِ للتوجّه نحو المدينةِ رفقةَ تايهيونغ، مع الأربعةِ أو بدونهم.
"إن كنّا نلعب لعبةَ الاِتّهاماتِ، فأنا، أيضًا، لديّ ما أقوله."

لحظ حركةَ نامجون وسوكجين المفاجئةِ، فيما بدا أنّهما جاهزانِ للإصغاءِ. لكنّ جونغكوك قد رجّح أنّ هدهدتهما راجعةٌ إلى خوفهما من أن تطالهما الاِتهاماتُ الباطلةُ.
"لقد رأيتُ.. جونغكوك وتايهيونغ بالأمس، ليلاً. لقد كانا بمفردهما خارجًا."

أعقف جونغكوك حاجبيهِ، وواجه صعوبةً في اِستيعابِ ما يسمعه.
"لعلّهما من قاما بخرقِ الإطاراتِ."

كان جليًا له أنّ جيمين يحاول رميَ الطّعم ليلتقطه الثّلاثةُ ㅡهوسوك على وجه الخصوص، وليستطيع الفرار من دائرةِ الشّك التي قد وقع فيها.
لكنه لم يستطع تمالك نفسه. كان ليتلقّى الإتّهامَ بصورةّ أفضل إن لم يطل تايهيونغ، تايهيونغ الذي قد تعرّض إلى نكسةٍ منذ ساعتين.
"ما الذي تتفوّه به؟!"

"أجل، جيمين. ما الذي تتفوّه به؟" ضحك هوسوك قليلاً. "لعلّهما قد كانا يتبادلان الأحاديث العاطفيّة فحسب."

"ماذا؟"
اِلتمعت شرارةٌ وسط صدر جونغكوك. أراد فصل لسان هوسوك الذي ما عاد ينطق بكلمةٍ يسيرةِ السّمعِ. ولم يعد يأبه لاِحتمال كونه خائفًا بقدر خوفهم.
"ماذا؟ أليس الاِعتقاد أنّكما خليلانِ واقعان في الحبّ أفضل من اِتهامكما بحبسنا وقتل يونغي؟"

"يا لك من حثالةٍ.."
اِستعدّ جونغكوك للقيام، والتوجّه نحوه، من أجل لكمه ربّما، الإمساكِ بياقةِ قميصه ودفعه نحو الحائطِ، الحائطِ المغطّى نصفه بصورٍ عائليّةٍ ولوحاتٍ زيتيّةٍ، ليشعر بألمٍ أكبر، ربّما.
لكنّ يد تايهيونغ وجدت سبيلها إلى يده، ولم يكن بإمكانه دفعها بعيدًا.

"ألا ترى أنّك تواصل قذف الاِتّهاماتِ منذ مدّة؟ متناسيًا أنّه منزلك في المقام الأوّل؟!"
شعر جونغكوك بالإمتنان نحو سوكجين، وأمعن النّظر في وجه هوسوك الذّابل.
"وإن يكن؟ مجرّد كونه منزلي لا يعني أنّه بإمكاني وحدي القيام بكلّ هذا. بإمكان أيِّ شخصٍ منكم تنفيذ الأمر بسهولةٍ."
قهقه سوكجين للحظاتٍ وجيزةٍ، مؤشّرًا نحو التلفاز. "أجل، بإمكاننا العبث به أيضًا."

"مهلاً.." حين لم يبدُ أن لهوسوك إجابةٌ، تدخّل نامجون، مجدّدًا، بصوته الهادئ. "علينا تفادي إطلاق الشّكوك والاِتهاماتِ. هذا ما يريده القاتل، ألّا نثق ببعضنا البعض."
لكنّ جونغكوك قد تيقّن أنّ نامجون، بحد ذاته، لم يعد يثق بهم بعد الآن.
لم يثق أحدٌ بأحدٍ، وقد تجلّى ذلك في نظراتهم.

‏‎لم يطل الصّمت، ولم يطل تهدهد هوسوك بتوتّرٍ في مكانه، قبل أن يرمي هاتفه النّقال على حجرِ جيمين، قائلاً. "خُذ. حاول العبث به، لعلّ التغطيةَ قد تعود."
‏‎قطّب جيمين جبينه، وأخذ الهاتف بين أصابعه. "إنّ مسألة التغطيةِ ليست معضلةً قد تُحلّ بالعبثِ بالهاتفِ."
‏‎"حاول."
‏‎"إنّني لا أمتلك المعدّات اللّازمة حتّى!"
‏‎"إذن فلتستخدم شوكةً وسكينًا."

لم يمنح هوسوك جيمين فرصةً لكي ينبس بحرفٍ، واِلتفتَ قاصدًا المطبخ.
اِستقام ذو الشَعر الأحمر المتجهّم وتبعهُ، وفي حين كان أكبرهما يصبُّ كوب قهوةٍ، كان هو يبحث عن سكينٍ، والشّوكةُ في يدهُ.

"هوسوك، ما الذي تفعله؟" أنبر نامجون بالسّؤال الذي جال في بالِ جونغكوك.
"ما تراني فاعلاً؟" ومتهكّمًا، قال.

رجّح جونغكوك أنْ هوسوك قد قرّر اللّجوء للعدوانيّةِ والسّخريةِ لإخفاء ضعفه.
أراحه هذا الإحتمال، فقد كان أفضل من التّفكير بأنّ الخوف والضغط قد أجبرا هوسوك على إظهارِ حقيقتهِ.
لم يرِد الاِستسلام لفكرةِ اِمتلاكِ صديقه شخصيّتينِ، يلعب بهما كما يلعب بالنّردِ.

كانوا في موقفٍ حرِجٍ، حرِجٍ للحدّ الذي لم يعد جونغكوك متأكدًا ممّا قد يصدر عنه، بعد مرورِ ساعةٍ أخرى.
كان جائعًا، كان ظمئًا، لكنّه لم يكُن ببلاهةِ هوسوك للمخاطرةِ.

"ضع الكوب جانبًا، لا نعلم ما الذي قد مسّه السّم. لا تجازف."
اِبتسم هوسوك، ورفع كوب القهوةِ إلى شفتيه. ولم يكُن جونغكوك ليصدّق اِرتشافه منها لولا رؤيتهُ لاِرتفاع تفاحة آدم واِنخفاضها.

"إن كان السّم على الكوب أو القهوة، أو أي غرضٍ آخر هنا، لكنّا جميعًا موتى الآن. لستُ أخرقًا كما تعتقدون."
فعلاً، خمّن جونغكوك، لم يكُن هوسوك أخرقَا كما اِعتقده.

"على حدّ علمنا، لم يُستهدفٌ أحدٌ سوى يونغي. إذن، فلا ضرورةَ لوضع السّم على كلّ شيءٍ."

"إجاصة.." همس جونغكوك، بصوتٍ كاد يختفي. لكنّ جيمين بدا وكأنّه قد سمعه، وتراجع بعض خطواتٍ نحو الخلف، متمتمًا بذعرٍ. "واحدة.. لقد تناولتُ واحدة.."

لم تسنح الفرصة لسوكجين، الذي قد فتح فمه، ليقول ما أراد. فظهر جيمين قد اِرتطم بذراعِ هوسوك، وتحوّل لون القميص الأبيض إلى بنيّّ.
"تبًا! جيمين!"

"الإجاصة.. لقد تناولتُ إجاصة!"
كان جيمين هلِعًا، محدّقًا بالأرض التي اِلتقطت الشّوكة الواقعة.

"لا بأس، لن يحدث لك شيءٌ! إنّ التسمّم آنيّ!" صاح سوكجين مطمئنًا، ليرفع الذّاعر عينيه نحوه، منتظرًا تأكيدًا آخر.
"إنّه سيانيد البوتاسيوم. كنت لتموت فورًا إن كان على الإجاصة."

"إذن؟" رغم تقطيبه لحاجببهِ إثر الحادثِ، قال هوسوك. "إن لم يتسمّم يونغي بفعل الإجاصة، ما الذي حدث؟"
"لكنّ الإجاصة قد كانت آخر ما تناوله، وقد وقع بعد قضمةٍ واحدةٍ."

وقد بدا أنّ جونغكوك الوحيد الذي اِنتبه.
فكّر في اِحتمال اِلتزامِ الصّمتِ، لكنّ لسانه راح يهمس قبل أن يعي ذلك. "يونغي يحبّ الإجاص الأخضر."

لم يكن يونغي محبًّا للفواكه، لكنّ الأمر اِختلف إن تعلّق بالإجاصِ، الإجاص الأخضرِ.
وتذكّر جونغكوك تساؤله الأخرس لسبب اِقتناء رفاقه لإجاصةٍ خضراء وحيدةٍ، رغم وجود محبّها بينهم.

"لابدّ أنْ القاتل قد سمّم الإجاصة الخضراء فحسب."
"ألا يؤكّد هذا أنّ القاتل أحدنا؟"

اِزدرد هوسوك ريقه، وأومأ. "إذن، فقد كنتُ محقًا. القاتل أحدٌ يعرف يونغي جيدًا.. ومن قد يتسلّل بيننا دون أن نلحظه؟"
أومأ نامجون ووافق على مضضٍ، فالمرارةُ التي اِنبثقت فجأةً على ملامحه لم تفشل في جذب اِنتباه جونغكوك، الذي ما عاد يدرك إن كان البقاء ساكنًا حلًّا أم معضلةً.
"على كل حالٍ، علينا توخّي الحذر. أيًا كان القاتل، ومهما كان ما يسعى خلفه، علينا ضمان بقائنا سالمين ساعاتٍ قليلةً فحسب، ثمّ سنترك المنزل."

أومأ الجميع، ما عدا تايهيونغ. وتوجّه جيمين بهوادةٍ نحو طاولةٍ صغيرةٍ قرب النّافذة.
ولم يمنع جونغكوك نظره من ملاحقته.

كان جيمين يدافع عن نفسه فحسب، وكان من الطّبيعيّ أن يصوّب شكوكه نحوهما. لكنّه قد كان غاضبًا، وخشي أن يظهر غضبه على وجههِ. فلِم قد قرّر جيمين رمي تايهيونغ في الحفرة لإنقاذ نفسه؟ لم يستطع إيجاد مبرّرٍ.

"سأذهب لتغيير ملابسي."
حينما سكنت الغرفةُ، قال هوسوك، معيدًا نظراتِ الهلع إلى الوجوه.
"أجُننت؟ ما الذي كنتُ أقوله منذ حينٍ؟"
"ماذا؟ أعليّ خلع قميص جيمين واِرتداؤه لأنّه المتسبّب في هذا؟ علي تغيير ثيابي."
"إذن، سأذهب معك."
اِرتفعت زاويةُ فم هوسوك في اِبتسامةٍ، ورفع كتفيهِ في سخريةٍ. "أتعتقد أنّني سأموت ما إن أطأ الطّابق العلوي؟ إن كان بعضكم ضعفاء، فأنا لستُ كذلك. بإمكاني حماية نفسي."
"أنصت.. ㅡ"
"ثمّ، إن حدث وقُتلت، ستتأكدون أنّ القاتل ليس أحدكم، وسأموتُ بطلاً في سبيل الخير. وأشكّ أنّك قد تودّ رؤيتي أتعرّى أمامك، أليس كذلك؟"
لكنّ السّبب في تهوّره قد كان واضحًا.. لم يكن متأكدًا من قدرته على حماية نفسه، بل متأكدًا من عدم إمكانية تعرّضه للهجوم، طالما أنّ جميع من يشكّ بهم يبعدون طابقًا عنه.

صعد هوسوك الدّرج، وحلّ هدوءٌ خانقٌ جديدٌ.

اِشتدّ صوت حيواناتِ اللّيل، وتمكّن من بلوغ مسامعهم رغم إيصادهم لكلّ بابٍ ونافذةٍ.. واِشتدّ ضمأ جونغكوك.

‏‎"أشعر بالغثيان." اِلتفت نحو تايهيونغ، الماثلِ بوجهٍ باهتٍ محدّقًا بالأرضِ.
‏‎"هل.." جالت عيناه يمينًا وشمالاً. "أعليّ إحضار العطر؟ أم ليمونًا.. عصير ليمون؟"
‏‎كان بإمكانهِ رؤيةُ اِبتسامةِ تايهيونغ الجانبيّةِ، متبوعةً بضحكةٍ خفيفةٍ. "لا أريد العطر. ولا أريد العصير. أريد النّوم."

‏‎كان جونغكوك على وشكِ أخذ ذراع صديقهِ بين أصابعهِ، ومساعدته على الاِستقامةِ على قدميهِ قاصدًا الدّرج بنظرهِ. لكنّ صوت اِرتطامٍ، صادرٍ عن الطّابقِ العلويّ، قد حال دون ذلك، وعوض الدّرجِ، كان السّقف محطّ تركيزِ نظره ونظر الجميع.

‏‎"هوسوك!"
‏‎لم ينتظر نامجون إبداء جيمين لمزيدٍ من معالمِ الهلعِ وركض متوجهًا إلي حيث وقع الاِرتطامُ.
‏‎لحقه جيمين سريعًا، ثمّ سوكجين متردّدًا بخطًى أقلّ سرعةٍ.

تردّد جونغكوك هو الآخر. لم يرد مواجهةَ هوسوك بعد ما حدث، ولم يرد ترك تايهيونغ بمفرده لمجرّد تفقّد مصدر الضّجيج.
لكنْ يدًا قد أخذت تضغط على ذراعهِ، وصوتٌ واهنٌ خاطبه. "علينا الذّهاب أيضًا. لعلّه قد وقع."
"لا بأس. فليقع، لا شأن.. ㅡ"

لا شأن لنا؟ كان جونغكوك على وشكِ قولها.
بيد أنّه قد تيقّن من بطلانها، حينما أُضيئت شاشةُ التلفازِ مجدّدًا.
فاِصطفاف اِسم هوسوك، واِسم تايهيونغ، وتوسّط اِسم جيسان لهما، دلّ على تعلّق أيًّا كان ما وقع في الطّابق العلويّ بتايهيونغ، بهما.

لم يكن عليك اِغتصاب يون جيسان، جونغ هوسوك.

و‏‎لم يبدُ أن لِلأوائهم نهايةٌ قريبةٌ.


。。。

والله احب هوسوك


الفصل قابل للتعديل، من فضلكم، إذا صادف أحدكم خطأ يعلق حتى أصححه 😶💕

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top