١٥
يقال بأن الكوابيس هي انعكاس مخاوفنا، لكن ماذا لو كانت كوابيسك هي الأجوبة على أكبر فراغ في ذاكرتك ؟ ماذا لو كانت تلك الكوابيس هي الحل لأكبر لغز في حياتك ؟
زاد كلام ميليا من حيرة لمار و تشتت أفكارها، و كانت تشعر بأن زيارتها لڤريزيا قد تجيب على بعض الأسئلة العالقة في ذهنها، و رغم أن ميليا حذرتها مرارا من كون ڤريزيا لا تريد أن يتعرف أحدا عليها أو يعيق مخطط ثأرها، إلا أن ذلك لم يمنع لمار من زيارتها، فقد كانت الأسئلة تحوم في ذهنها
" ما الذي كنت أريد إخبار مها به ؟ "
" لماذا ارتميت من السيارة فجأة ؟ "
" ما علاقة مقتل شقيقة ڤريزيا بأدهم و مها ؟ "
" من أخبر ميليا بعودة ڤريزيا و تفاصيل حياتها الجديدة ؟ "
" من قتل شقيقة ڤريزيا ؟ "
" من قتل مها ؟ "
" لماذا قام أدهم باختطاف مها ؟ "
كانت غارقة في فوضى أفكارها، لم تعرف من أين يجدر بها البدأ بملاحقة الحقيقة، حاولت تذكر تفاصيل الكوابيس التي كانت تراها، لعلها تجد خيطا رفيعا يقودها للحقيقة، لكنها لم تستطع التفكير بأي شيء مهم
دخلت إلى مكتب ڤريزيا، بعد أن أخبرتها مساعدتها أن إحدى قريباتها قد جاءت لزيارتها، و قد تفاجأت لمار أن ڤريزيا قد عرفتها، فتساءلت بداخلها
-" لماذا تقول ميليا بأنها لا تعرفنا ؟! أيعقل أنها تعرفني و لا تعرف ميليا !؟ "
بدا القلق على ملامح ڤريزيا، فأسرعت تغلق باب المكتب، و منعت المساعدة من إدخال أي شخص آخر. لكن لم تكن هي الوحيدة التي شعرت بالقلق في ذلك الموقف، بل كانت صدمة لمار أكبر إذ أن الواقع بدا كتجسيد لكوابيسها، ينتابها شعور غريب بوجودها قريبة من ڤريزيا، دعتها هذه الأخيرة للجلوس إلى جانبها على أريكة مقابلة للمكتب، لكن لمار حافظت على مسافة بينها و بين ڤريزيا، إذ أنها غريبة رغم كل شيء، و ما زالت هناك الكثير من القطع الناقصة في ما يحدث، لتكسر ڤريزيا الصمت بنبرة متوترة و قلقة
-" لا يجب أن تتواجدي هنا، لا يجب أن يراك أحد "
-" لا أتذكر شيئا مما حدث، لكنني أرى صورتك في كوابيسي كثيرا، علي أن أعرف ما حدث .. أنا بحاجة لمساعدتك "
-" ما الذي نسيته بالضبط ؟! "
أدركت لمار عند سماع ذلك السؤال بأن ڤريزيا لن تخبرها بالحقيقة إن عرفت بأنها لا تتذكر أي شيء، لذا قالت بأنها لم تنس الكثير، لكن وجود قطع ناقصة في ذهنها يجعلها مشتتة الذهن و تائهة، لتجيب ڤريزيا
-" لا أدري ما تريدين معرفته بالضبط، لكنني تقابلت معك في جنازة شقيقتي "
تذكرت لمار الأشخاص الملحفين بالأسود في كوابيسها، لقد كانت تلك جنازة !
لتستأنف ڤريزيا كلامها
-" لم أرك قبل جنازتها أبدا، و حتى في الجنازة بدت تصرفاتك غريبة، بدوت في صدمة، سألتك إن كنت تعرفينها لتجيبي بأنها لم تكن تستحق نهاية كتلك بعد كل ذلك الألم، لم أفهم ما تقصدينه، لكننا عرفنا في ما بعد بأنها كانت تتعالج من الاكتئاب "
بدا كلامها صادقا للمار، و انتظرت بفضول أن تتابع ڤريزيا كلامها.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top