- عند كوب الشاي -

في شتاء نوفمبر بعد ان غابت ام النور و الدفئ ، درجات الحرارة تنحني منخفضة عن الصفر ، انتفضت الاشجار اوراقها
و الأغصان رطبة بعد ان كان يكسوها الجليد الذي اصبح ذائباً ، المعاطف الصوفية هي الرداء الموحد للجميع ،
الفودكا و المشروبات الساخنة بين انامل
شاربيها

اجلس في احد المقاهي ذات التصميم العصري
و البسيط تزينه لوحات بألوان غامقة ، الجدران بلون الخشب الطاولات التي تراوحت ما بين الابيض و البني المصابيح المعلقة بالسقف اضافت له
لمسة كلاسكية رائعة و هو احد الأماكن
المفضلة لدي

اشرب الشاي الذي يتخلله نكهة الهيل التي
اضيفت له مذاقاً مميزة
تستغرب كوني أشرب الشاي في مقهى .. !

اجل اشعر اني غريبة عن الأخرين ، فالجميع تقريبا
يحب احتساء القهوة بجميع اشكالها
المرة و الحلوة و التركية ايضا
يتغزلون بيها كحبيب ، يستنبطون منها
الالهام
معتبريها الملجئ الوحيد بعد الحبيب

بجانب كوب الشاي كِتاب مترجم للكَاتب المبدع ' جبران خليل جبران '
الذي يجعلني أبحر بيعداً
عن اصوات حديث الزبائن
و اصوات الملاعق المرتطمة بالفناجين

لأتوقف قليلا واخذ رشفة من الشاي قبل ان يبرد و اتحسس تعادل حلاوة السكر مع لذة الهيل
في غضون ذلك ..

دخل الشاب الاسمر ، الشاب نفسة الذي اراه عند خروجي من الجامعة و احياناً عند الكافيتيريا

يمتلك شعر كثيف بلون اسود رافعه بشكل عشوائي رغم ذلك يبدو مصففا

يجذبني بشدة ، كم اود ان المس شعره
يبدو ناعما ، ربما لو  مررت اصابعي بين خصلاته لتاهت كفارس في الغابة

بالخطوات التي يسير بها ، يرتبك قلبي لينبض
بعشوائية ويضخ الدم ليتدفق
الى وجنتي

غَرقت في سعادة كبيرة و ابتسامة لاأرادية مزغرفة  ثغري
حاجبيه اليل في لونهما كثيفان مرتبان بشدة و عيناه قد ابدع الخالق
في رسم تفاصيلها

جلسَ على احد الطاولات وطلب الكابتشينو ..
بتوتر يحرك ساقه اليمنى باستمرار على
الرغم من انه مزعج لكن انا مستمتعة بذلك

رموشه السوداء قصيرة تتزين بهما عيناه كـكحل وانتفاخ بسيط تحت عينيه ذلك جعلها اكثر جاذبية
انفه مرتب بحق
شفتاه المتوردتان هي ليست بممتلئه
لكن تناسقت بشكل مذهل مع زوايا وجهه ..

و كأن الرب خلق تلك التفاصيل بعناية
ولم يخلق مثله تسعة و ثلاثين آخرين 
وجعله مثالي ، تلك الملامح كافية لتخطف
قلبي من قفصه

مَنحوتة نُحتت بأتقان تام

شَردتُ مُحدقه به لقد سافرت مُحلقة بملامحه
الباردة ، شخص تميل شخصيته للهدوء
و السكينة

لأتماسك نفسي وازيح نظري
تَلفتُ يميناً و يساراً خجلا من احد ينظر الي و انا
شاردة و يأخذ عني
نظرة سلبية

رشفة اخرى من الشاي المعطر بالهيل
افكار اخرى ستعانقني ، ملاحظات ستدركني

الشاب قد انهى كوب الكابتشينو و طلب اخر سفري
النادل قام بطلبه
احظر له كوب سفري لياخذه معه

اختفت الابتسامة من وجهي ارتخى زوج حاجبي
حزنت عيناني ؛ لرؤية الشاب سيغادر

كنت مستمتعة بملامحه الساحرة و معها كوب شاي

انا لا اعرف اسم الشاب او من يكون لكن اعلم انه
يخرج يومياً من الجامعة الساعة ٣:١٥ و يقف مع اصدقائه عند الساعة ٣:٤٥
يوم الاحد يذهب شرقا و بقية الايام يذهب غربا ، ويستقل الباص يوم الثلاثاء
و في العادة يرجع لمنزله سيراً على الاقدام

لكن لم أدون ملاحظة كونه اتى الى هنا
اسرعت بالبحث في حقيبتي لاجد قصاصة ورق
و كتبت عليها
" يوم الاربعاء المصادف من التاريخ ٢٧ من شهر
نوفمبر الشاب في المقهى المفضل كسر
روتينه "

لأكون اكثر دقة ، قد اعرف عنه الكثير لكن لا اعرف ما يفعل في يوم السبت
كون هذا اليوم عطلة ولم يسبق لي ان صادفته في مكان ما بالصدفة

اخذت كتابي و دفعت سعر ما طلبته وخرجت لاجده
عند عامود الكهرباء متكئ عليه
و يدخن ، يحمل سيجارته بيده اليمنى و كوب الكابتشينو بيده الاخرى

هذهِ المرة الاولى التي أراه فيها يدخن سيجارة
اخرجت قصاصة اخرى دائما احتفظ
بها في حقيبتي لاسباب طارئة او لسبب كهذا
و دونت عليها

" اليوم نفسه ٢٧ من نوفمبر متكئ على عامود كهرباء يدخن "

وضعتها عـلى حَافة الكتابي لكِ يَتسنى لي لاحقاً ان أجمعها مع أخواتها لكن لم تُثبت جيدا عندما
اغلقته سَقطت القصاصة من دون علمي

ثم غادرت المكان لابتعد قرابه شارع لاسمع احد ينادي وعندما استدرت وجته
يالهي ماذا سافعل ؟
ماذا ساقول ؟! وماذا سيقول لي ؟

أناملي بَدت بالرجف توردت وجنتاي امسكت
كتابي بقوة من شدة ارتباكِ

ليمد يده و بين سبابة و الوسطى من انامله
قصاصة هي تشبه التي عندي
و قال
" يا آنسة انها لكِ "

امسكت بها و اطلعت عليها انها قصاصتي احمريت
خجلا نظرت له كان يبتسم من
المؤكد انه قد قرئها
طاطأت راسي من الخجل اشعر ان قلبي
من شدة نبضاته سيخرج ويقع ارضاً

اردف
" اذن هل ترغبين بسيجارة ؟ "

تكلم معي ..!! انه يطرح السؤال عليِ !
اجبته

" شكراً لك ، لكن انا لا ادخن "
بالكاد خرجت تلك الكلمات من فمي

" انا اسمي جوزيف ، هل ستدونين هذا بقصاصة؟ "

في هذهِ الحضة لم استطع التحكم بساقيِ ارتفعت حرارة جسدي قد أسقط خجلا قلبي يدق بقوة أشعر انهُ سيخرج من مكانه لم استطع التركيز على ما افعل او كيف اخفي خجلي ، لم اخجل من قبل بهذا الشكل

نظرت له متعجبة ورجعت خطوة الى الوراء

ابتسم ابتسامة جانبية و استرسل

" انا امزح ما بكِ .. ! "

بادلته بالأبتسامة

وبتاريخ ٢٠١٨ / ١١ / ٢٧ عرفت فيها اسمه

بدأ صوت الرعد يُزين المكان ، ليبتسم لي
و يظهر اللؤلؤ المختبه خلف شفتاه
" اظن بأني لدي الوقت لأكون الرجل النبيل "

رفعت احد حَاجِبي مستفهمة ما يقول
" رجل نبيل !؟ "

أجابني بكل هدوء مُصاحباً لشعوره بعض الثقة
" اجل " و اردف مكملاً لكلامه " الوقت تأخر بعض الشيء أسمحي لي ان اسطحبكِ للمنزل "

كنت في حيرة من أمري هل سيكون من الجيد ان يوصلني حَد مَسْكني ؟

اجبته بعد ان أتخذت قراري
" لا بأس أن لم أكن اعَطلكَ عن شيء "

اردف و سماء وجهه مرتخية مع ابتسمة جميلة و مريحة
" وقتي متاح لكِ "

كونه يرافقني انه امر مربكٌ بعض الشيء لم اعتد على ذلك
انه ذكي في استخدام تعابير وجهه ، كونه يرفع زوج حاجبيه ويرافقها بأبتسامة ليكسب ثقتي .. رائعٌ حقاً

استرسل لكسر السكوت بينا
" لم تعرفينني عن اسمكِ بعد ! "

ألتفت أليه بعد ان أنهى جملته ، كنت متفاجئة من سرعة هذا التأقلم ، تأقلم !!
قد يكون اجتماعياً ، لكن انا لم ألحضه يُكون صداقات كثيرة ، او حتى يناقش زملائه ، كان يحدد بشكل واضح علاقاته مع الجميع كُنت اظن انه يميل للأنطوائية
او كنت على سرعة في الحكم عليه
، أجبته
" اسمي جينفير "

قطرة مطر تائهة تصطدم بوجنتي و الاخرى على كتفي ، فتحت كفي في الهواء
لأجد عليها دموع السحب المتكونه في السماء

ثواني معدودة و قامت بالبكاء بكثرة ، مسكينة تلك السحب من الذي يتجرء و يحزنها ..

لم اعد اشعر بالقطرات و هي تتساقط على وجهي او على معطفي
احسست بـ سترة جلدية ؟!!

بعد انتزع جوزيف سترته قام بحمايتي بها وضعها فوق رأسي لكي لا أبتل اكثر

نظرت لعينيه و قلت
" و ماذا عنك سَتبتل ملابسك و تمرض "

أجابني من دون اي مبالاه
" هذا ليس مهماً ، لنكمل سيرنا "

" أذن لنسرع "

اصبحت خطواتنا اسرع من ذي قبل ، للمرة الاولى التي اجرب بها هذا الشعور
سماع خطواتنا و اصوات المطر و ايضاً القليل من الضجيج الشارع
كان هذا ممتعاً و مليء بالسعادة فلم تختفي ابتسامتي، اردف جوزيف متسائلا
" هل تقربنا من منزلك ؟ "

استرسلت مجيبته من دون النظر أليه
" أجل "

انا الآن اسمع خطواتي المرتطمة بالأرض الضَحلة أبطأت من خطواتي لعل طبلة اذني تسمع صوت مشيته أستدرت لم اجده لقد تركني !
هل يعقل هذا ؟
بغضون بضع ثواني استطاع الاختفاء من دون ترك اثر .. سترته مازلت احتمي بيها !!

حسناً لا بأس بأكمال الطريق وحدي الشقة ليست ببعيدة

دخلت شقتي و اغلقت الباب خلفي ، خلعت عن جسدي المعطف ووضعت على السرير ، و السترة علقتها بجانب المرآة

اخذت بتنشيفها
كيف له ان يرتديها بهذا الوقت من الشتاء ؟ اعني انها لن تكون كافية لتدفئه
تفوح منها رائحة جوزيف ، يا ألهي انها مذهلة
انتهت من تنشيف المياه منها

جلست على الكرسي الموضوع امام المرآة
شَردت بالفراغ تفكر
لمَ لم يكمل جوزيف طريقه معي ؟
هل يعقل انه عرف انني اسكن بهذه العمارة !؟
حسنا لنفترض انه اعتقد اني اسكن في شقة
هل يعقل انه اخذ يفكر بأني سأجعله يدخل مخل للأدب ان يكون شاب و فتاة في شقة واحدة ولا تربطهم اي صله لذلك اختفى !!
كان بأمكانه ان يرفض الدخول وحسب لمَ كل التعقيد ؟

لتتغير تعابير وجهها الى العبوس اعتقد اني الوحيدة تفكر بهذا الشكل
تنهدت ثم سلسلة من الافكار تقتحمها

ماذا لو انه يستغلني لاني ساذجة ؟!
اجل فهاذا ما يحدث في الروايات شاب وسيم و لعوب يستغل فتاة لطيفة
اصحبت قلقة ، بدأت تضم شفتيها و التسائلات عالقة في جمجمتها

أخذت نفسا عميقاً لتملئ رئتيها ثم زفرت علي ان اخفف من تفكيري ، غيرت ملابسها و رتبت كل شيء من حولها لترمي جسدها على السرير

حشرت نفسها اسفل اللحاف دقيقة دقيقتان ، تغط عينها بنوم هنيئ

في صباح اليوم الثاني
بتاريخ ١١ / ٢٨

تستيقظ و يعانقها الحماس بأناملها تقوم بتشغيل سيمفونية هادئة تلائم مزاجها ، تقوم بتغيير ملابسها
أرتَدت سروال جينز مع بلوزة صفراء ، قامت بتمرير المشط بين خصل شعرها الكنستنائية و تسدله ليصل الى منتصف ظهرها
بعض مساحيق التجميل لا ضير من ذلك ، تَخرج من غرفتها قاصدة المطبخ تعد لنفسها الشاي مع قطعة كرواسون بالجبن
أنتهت من افطارها و اكتست معطف نسيج صوفه بلون بني اخذت سترة الشاب جوزيف لعلها تصادفه و تشكره

تَصل للجامعة ملامح وججها مشيرة الى السعادة المطلقة فالأبتسامة لم تفارقها و لا السعادة فارفت قلبها .. ميل الساعة يشير الى ٣:١٤ تقف خارجاً عند مدخل الجامعة منظرة ظهور الاسمر جوزيف
هي لم تلحظ وجودة في اي مكان فتحولت معالمها الى الحزن
مابال تلك العضلة الي تستقر يسار صدري !؟
هل هي محبطة ؟

ركبت الباص للرجوع الى عشها و الخيبة تداهم قلبها
'لا بأس ففي اليوم التالي سيكون متواجد'

اليوم الثالث و بعده الرابع الخامس السادس و السابع
هي لم تلحظ خياله

لم يكن يجلس على طاولة ٥ في الكافتيريا التابعة للجامعة
ولم يكن على المسطبة ليحتمي بظل الشجرة
وحتى لم يتواجد مع صديقيه عند التمثال الذي يتوسط الحديقة

ما الذي جرى بهذا العالم ؟! هل هو مريض بسبب ذلك اليوم فقد تَبللت ملابسه ؟
كل هذا بسببي ، كان من الافضل ان لا اخذ سترته

هل قرر ذلك الفتى ان يختفي عن انظارها ؟!

كل ما كانت تفعله هو ان تشم الرائحة الصادرة من تلك السترة
اي نوع من العطر يستخدم ؟ انه مثير ..!

مر أسبوعان
مساءاً ١٢ / ١٨

جاسة عند نافذتها المطلة على المباني و البنايات ذات الطراز الاكلاسيكي و بعضها الاخر من الطراز الحديث التي زينتها
المصابيح مع مقطوعة تناسب ذوقعها و كوب شاي معطر بالهيل

وفي حلقة تفكيرها الاسمر ذو الشعر الكثيف ، حيث تسائلت
هل انا حقاً معجبة بتفاصيل جوزيف ؟
تلك الرموش القصيرة و الشعر الكثيف و الشفتان المتوردتان و بَشرة البَضَّ

كل ما تفعله خلال هذه السابيع هي
ان انسج صورته مع الواقع و اتخيل كيف كان
يقضي و قته في الجامعة
و كيف يحتسي الكابتشينو ..

مازالت تظهر ابتسامته عند سهاد جفوني
تلك الابتسامة التي تظهر اسنانه البيضاء خلف
شفتيه

هو لا يعلم انيِ افتتح حواسي برائحة المتشبثة في سترته

انا اُدْرك للتو اني لست معجبة !!
انا إعتَلقتُ و شَغفتُ و وَلعْتُ به

٦:٣ مساءاً ١٢ / ١٩

في المطعم المفضل لها و على الطاولة التي اعتادت الجلوس عليها ، يزين طاولتها كوب نقش علية
ساعة ' بيغ بن '
وهذا ما تَشتر به مدينتها
يحتوي على شاي اسود و بجانبه كُتَيب

كانت ترتدي سروال جينز مع بلوزة داخلية بلون ابيض و سترة جوزيف ذات لون قاتم على العلم بأنها لا تناسب حجمها
لكن قررت أرتدائها كشيء من الحب او التقدير

كانت شاردة في تألق النقوش التي زينت كوبها ، تحسس رائحته الزكية

يَتطفل أحدهم و يقاطع شرودها بصوت أحتكاك
سِيقان الكرسي مع الارضية
ثم جلس
من الذي يتجرئ و يجلس بنفس الطاولة التي تجلس عليها الحنطية

ترفع انظارها على الذي تطفل ..
ألتقطت عينها أبتسامة صغيرة مع نظرة امتلئت
بالثقة .. و سَمار

لتتنبس بتهدج و بَـوجه صادم
" جوزيف !!! "

اردف و مازالت الابتسامة متألقة في وجهه
" اجل " و قال " يبدو ان سترتي اعجبتكِ "

اردفت و هي تتأمل زويا تفاصيله
" لا اعرف ما افعل ؟! "

الشعلة التي في قَلبها توقدت و أشتعلت لهفة و شوق بعد ان خَمدت تلك الايام الماضية
هي الان تود ان تعتصره بعناقها ، يتدفق الحب من عينيها ، مقلتيها انها تلمعان

استرسلت و هي تنظر الى السوداويتين
" لا تعلم ما أصاب قلبي من لوع و لهيب "

تغيرت ملامحه المبتسمة الى شيء من القلق حيث قَطب حاجبيه مستفهماً
" اخبريني ما اصابكِ ؟! "

" دعني فقط اعانق عينيك " و أكملت قائلة
" لمَ اختفيت عن ناظري طوال تلك الفترة ، هل تعمد على جعلت تلك العضلة تتمزق شوقاً "

" لن يكفي قَول أسف ، حينما غبت عن ناظركِ كنت املئ قلبي بكِ "

لتسقط بنت العين الضعيفة من مقلتي الحنطية

" ماذا تقصد ؟ "

أبتسم لها و اكمل حديثه
" قررت فعل ما تفعلين لقد كنت معكِ في الجامعة انا لم أختفي فقط غيرت ما افعل
لم اجلس على طاوله ٥ في الكافتيريا
لم اقابل اصدقائي عند ٣:٤٥ ،
بِتُ افعل ما تفعليه .. علمت انكِ تجلسين على طاولة ٧ لتكون طاوة ٥ أمام عينكِ ، تـقفين عند مدخل الجامعة لتكون انظاركِ مطلة على الموقف السيارات حيث يكون هناك اصدقائي و الاهم انكِ  تحبين الشاي "

مسحت ما كان يُعيق نظرها السائل الملحي الذي يقف عند حافة أهدابها ، اردفت
" أيعني هذا انك لم تمرض بعد تلك الليلة "

أمسك يدها التي أمْست باردة أبتسامة دافئه تُزين تضاريسه
" لا لم امرض ، هل خلتِ انني مرضت !؟ "

طأطأت رأسها الحزن رسم بين تفاصيلها
" و أعَتقدُ ان ذلك بسببي "

يرفع رأسها بأبهامه و سبابته ، اردف بنبرة خافتة
" لا اريد لهذا الوجه ان يحزن "

نظرت على عينيه مجدداً ، واردفت
" لا يكفيني وجودك امامي ، اريد ان احتفظ بكَ داخل جَناني "

قامت عن كرسيها و شدت يد جوزيف لجعله ينهض من كرسيه ، اردفت و عينها تترجى
" هل يمكنني ان اطفى القليل من لهيب قلبي ؟ "

نظر لها بشيء من الحيرة لم يكن يعلم ماعليه فعله
ليتنبس بقول
" أجل !! "

وقفت على رؤس اصابع ، حاوطت كلا ذراعيها بعنقه ، ألتسق الجسدان معاً
على الرغم من قوامها الطويل ، الا ان طولها قد تاه عن قوامه 

تجاهلت جميع الانظار التي حطت عليها من قِبل زبائن المقهى
فهي مشغوله بالرائحة التي تداعب حواسها و أناملها التي تحسست شعره الكثيف ، الدفئ ينبعث منه

همست بقرب أذنه

" عطرك بمثابة كأس خمر "

أبعدت جسدها عنه و استرسلت متسائلة
" فاجئني و قل لي انك تستخدم عطراً معين "

ابتسم لها و أجاب
" لا أستخدم العطور الا نادراً ، انها رائحة جسدي و حسب .. ! "

" لقد فاجئتني بالفعل "

" ماذا ستفعلين الآن ؟! "

" سأدون في قصاصة ' عند كوب الشاي أدركت أني غرقتُ بكَ ' "

و في تاريخ ٢٠١٨/ ١٢ /١٩ .. انا على علم بأن احدهم يسكن جَناني


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top