31: صراع.
استلقت على جانبها حين لم تستطع النوم مجددًا، أفكارها الكثيرة تؤرقها ولا تعلم ماذا تفعل بشأنها. نفضت عقلها منها وجلست على السرير، أمسكت الهاتف بتردد، لا تعلم هل يجب أن تتصل بها أم لا، أو حتى هل تخبرها أم تخفيه؟ هو ليس سرّي كي أبوح به لكن ما فعله شيء كبير جدًا، هو... قتل، أجل أحبّه لكنه قتل، قتل والدته! وأيضًا... قتل المشرفة، قتل التي أحبّها، ولا أعلم لو أستطيع تقبّل هذا أم لا.
اتخذت قرارها، ستخبرها بكل شيء وليحصل ما سيحصل. اتصلت بها لتجيبها بعد ثوان «نورسين؟ الساعة الثانية فجرًا، ماذا هناك؟» قالت لتخذ نفسًا عميقًا «هل يمكنكِ المجيء؟ لدي شيءٌ أريد إخباركِ به» قالت بهدوء «هل كل شيء بخير؟ صوتك لا يوحي بالخير» قالت لتنفي الأخرى برأسها كما لو أنها أمامها «فقط تعالي» قالت بصوت مختنق «ربع ساعة وأكون عندكِ» قالت لتغلق الخط.
نظرت للكتاب بيدها، أعادت فتحه بتردد وذهبت لجزء إيجاكس، غير متأكدة أنها تود قراءة ما كتبه مرة أخرى، نظرت للكلمات المخلوطة بدموع بعينيها.
«لا أعلم من أين أبدأ، هل أقول أنني سعيدًا لأن ما يحصل معي هو بسبب لعنة وليس أنني مريض نفسي، أم أنني ملعون؟ أنني ملعون بسبب شيء لم أقم به حتى، وحدث منذ وقت طويل. لكن سأكتب ما حدث معي مثلما فعل الجميع.
بدأت الأفكار الغريبة تظهر قبل أن أقتل والدتي، بدأت الأفكار والتخطيطات لقتلها تتراكم بعقلي دون معرفة مصدرها، وفجأة وجدت نفسي أنفّذ خططي وقتلتُ والدتي، نفذتُ من الأمر لأنه تبيّن أنني بريء وكنتُ أدافع عن نفسي.
ثم حينها خرج بعقلي، عرّفني على نفسه، يلقب نفسه بنشرَوان، أنه ناتج أمراضي النفسية والحياة السيئة التي واجهتها، وحين تشكّل أمامي أخبرني أنني أتخيّله.
بدأت أقتل وأقتل، كان هذا يقتلني من الداخل لكن لم أستطيع إيقافه، حاولت منع نفسي لكن لا جدوى، قيدت نفسي بالسلاسل مثلما فعل مايسون لكنني تحررت بقوًى غريبة، حتى المنومات القوية لم تأخذها مفعولها.
حاولت منع نفسي لكنني لم أستطع، في كل عملية قتل أحاول التوقف لكن لا أستطيع، هو يجبرني على البحث عن معلومات الضحايا، يتحكّم بجسدي، وكل ما علي فعله هو رؤيته يقوم بكل هذه الأشياء بينما أبكي داخلي وهو يتجاهلني.
حتى أتى اليوم وعلمت أنه شيطان، هو لم يخبرني بهذا، علمتُ أنها لعنة على عائلتي ولستُ مريضًا نفسيًّا كما أقنعني، أنني إنسان طبيعي لكنه شيطان لعين استخدمنا لينتقم من إنسان لعين شيطانيّ التفكير.
والأسوأ أن ما يحدث معي ليس له نهاية، وسأبقى هكذا للأبد، ملعون... وفي تاريخ خمسة سأقتل مرة أخرى، وكأن هذا ما كان سينقصني؛ ضحية أخرى لأعذّب نفسي بها.
لا أعلم إذا كان هناك أحد سيقرأ هذا، أو حتى لمن ستذهب اللعنة بعدي، لكن أنا آسف، آسف لكل روح أخذتها دون قدرتي على منع هذا، أعتذر من كل قلبي الضعيف والمحطّم».
مسحت دموعها حين أنهت قراءة آخر سطر، يا إلهي ماذا أفعل! أريد أن أعلم هل ما أفعله صحيح أم لا، فليساعدني أحد.
سمعت طرق الباب لذا ذهبت وكانت تارا، قامت باحتضانها حين رأت حالتها المزرية، صعدا لغرفتها وجلسا على السرير «هل أنت بخير؟» سألت لتنفي برأسها، فتحت فاهها كي تقول لها كل شيء لكن قاطعها صوت رسالة من هاتفها، أمسكته وكانت من إيجاكس، بلعت ريقها وفتحتها بتردد.
-مرحبًا نورسين، هل يمكنكِ لقائي اليوم؟ أعلم أنكِ مريضة ويجب أن ترتاحي لكنه شيء مهم حقًا، وسأكون شاكرًا لكِ كثيرًا. قابليني عند فندق نيون في الساعة الخامسة والنصف.
قرأت الرسالة وشعرت بقلبها سيخرج من صدرها لسرعة نبضه، جمعت الأفكار مع بعضها، هو يقتل نساء يدخنّ وهي تدخن، اليوم الخامس من يونيو، اليوم المقرر للقتل، هل... سيقتلها؟
لا لا، إيجاكس لن يفعلها، ثم طلبها كي يسأل عن الدفتر، لكن كيف يعلم أنها هي من أخذته؟ لقد نسيه في منزلك يا غبية هي تثق بإيجاكس، أو... هل أفعل حقًا؟ صراعها سيقتلها قبل أن يفعل هو.
«ماذا هناك نورسين؟ أنت تخيفيني» قالت تارا لتنظر لها الأخرى، مترددة هل تخبرها أم لا، إذا أخبرتها وبالفعل تم القبض على إيجاكس فلن يتم تصديقها، فلا يوجد هناك أدلة على أنه قتل، وسوف يحدث به مثلما حدث مع مايسون، سيضعونه في مصحة نفسية.
لكنها لو لم تفعل ستذهب غدًا للموعد، ولا تعرف إذا سوف يتم قتلها أم لا، لا تعرف إذا تثق بإيجاكس أم لا رغم أن نشرَوان يتحكّم به.
«إيجاكس دعاني لموعد غدًا وأنا متوترة، أعلم سبب سخيف ولا يستحق أني تأتي لأجله بهذا الوقت، لكنني خائفة، وكثيرًا» قالت لتبتسم الأخرى وتحضنها بسعادة «وأخيرًا هذا الأحمق دعاكِ إلى موعد، وهذا ليس شيئًا سخيفًا أبدًا!».
هكذا سوف تذهب بثقة، لو حصل شيءٌ لها ستعلم نورسين أنه إيجاكس لأنه كانت معه، وفي حال لو يكن إيجاكس سوف تقتله، ستأخذ سكينة معها للاحتياط فقط.
---
بقيا يتحدثان لنصف ساعة، واتفقتا أن تأتي تارا غدًا كي تحضّرها، وحين ذهبت أعادت الجلوس على سريرها، نظرت للكتاب وبغضب رمته على الأرض عند قدماها.
حدقت به لتلحظ اسمها بين السّطور، عقدت حاجباها وأمسكته مرة أخرى، كانت الكتابات في نهايته، وهي لم تتفقده كاملًا بسبب صدمتها مما رأته. وضعته أمامها لتبدأ بالقراءة.
«هذه المرة الأولى التي أتعرّف بها على فتاة جميلة كَهِيَ، لن أنكر أنني في البداية كرهتها، وكثيرًا حتى، ربّما بسبب معاملتها الباردة لي. أظن، بل متأكد أنها شتمتني خمسون مرة على الأقل باليوم الواحد بعقلها، أعني مثلما فعلتُ أنا.
ثم بدأتُ أراها على حقيقتها، بدايةً من عملية نيرو، علمت أنها تهتم بأصدقائها والمقربين لها كثيرًا، لا أنكر أنني استحققتُ معظم شتائمها لأنني كنت حقير.
ومع الاعتناء بنيرو بدأتُ بالإعجاب بشخصيتها القوية واللطيفة بنفس الوقت. لا أنكر أنني قلقت حين علمت أنها تدخن، لم أود قتلها، لديها أشخاص لتعتني بهم، ووجود المشرفة شبه أراحني.
ثم حصل ما أخافه وبدأتُ بالإعجاب بها، منعت نفسي كي لا يحصل مثل ما حصل سابقًا، لكن المواقف بيننا لم تساعدني أبدًا. حتى أتى الموعد الثاني للقتل، وقال نشرَوان أنها الضحية التالية، صرختُ به وغضبت ومنعته من مسّها، والأغرب أنه لم يقل شيئًا رغم غضبه، ولحسن حظّي كان لدي عملية يومها ولم أستطع القتل حتى.
ثم... وقعتُ بحبّها، وقعت بحب تفاصيلها من الألف للياء، أحببتُها من كل قلبي، ووددتُ إخبارها بكل شيء لكنني كنتُ خائفًا، خائفًا أن يفعل بها نشرَوان شيء سيّئ، هو يكرهها ولا أعلم لمَ حقًا.
أحبّها، نورسين كلارك».
قرأت اسمها لتجهش بالبكاء، لا تصدق أنه يحبّها، لا تصدق أنه دافع عنها ولم تكن الضحية، هي تحبّه! كيف فكرت أنه قد يقتلها؟ بالتأكيد لن يقتلها، وسوف تذهب اليوم كي تثبت هذا له!
---
تحضرت للذهاب، ودعت تارا والأصدقاء وأخذت الكتاب معها، الجميع يعرف بالموعد بينهما، هذا جيد في حال حدث شيء.
وصلت الموقع وكان واقفًا هناك ينتظرها، ابتسم لها بجانبية لتردها بتردد، هي لا تعلم إذا كان إيجاكس موجود هناك أم لا، تتمنى فقط أن يكون...
أشار لها بالمشي لتعقد حاجباها، ألن نجلس في فندق؟ بالطبع لا يا حمقاء، كيف سيهرب؟ الغرفة ستكون باسمه لذا سوف يكتشفون أنه القاتل لو... قتلها.
«هناك شيء أريد إخباركِ به، ليس هنا لأنه مهم» قال لتومئ له. بقيا يمشيان بصمت حتى وصلا إلى مكان شبه مهجور، وقفا بهدوء لتنظر له.
«إيجاكس؟» سألت بخوف، نظر لها وعَلَا وجهه ابتسامة جانبية بينما يخرج السكين من جيبه ويلوّح بها بيده «لستُ إيجاكس يا صغيرة» قال لتشعر أنها ستقع على الأرض مما سمعته، أغمضت عينيها متقبلّة لقدرها المحتوم.
---
خخخخخ، كيف؟ "-"
برأيكم هل سيقتلها؟ 👀
إيجاكس؟
نورسين؟
راما؟ 😭
نقد أو رأي؟ أو حتى توضيحات أو شيء مو مفهوم؟ بكون سعيدة للإجابة. *-*
أحبكم إيميز، كونوا بخير. 😔🖤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top