14: نسيان.

وصلتُ المشفى وبسرعة البرق غيّرت ملابسي وذهبت كي اتفقده، لا زال على حالته ولا يوجد أي مضاعفات، هذا شيءٌ جيد جدًا.

ثوان وأتى إيجاكس لأحييه.
«هل هناك أي مضاعفات؟» سأل لأنفي برأسي ويومأ هو. «صحيح، اليوم سوف اتصل على فريق زرع الأعضاء كي اتأكد من جدوله» قلت ليلتفت نحوي ويقول: «هل تحتاجين المساعدة؟» سأل لأنفي برأسي «لا، يمكنني تدبر أمري، لكن شكرًا لك» قلت ورنَّ جهاز العمل لأستأذن منه وأذهب لعملي.

---
«شكرًا لكم، سأحرص على فعل كل شيء موجود هنا» قلتُ لهم عبر الهاتف وأغلقته، نظرتُ للجدول المطبوع أمامي لأتفقده أكثر. هذا جدول يتضمن الأشياء التي يجب أن يفعلها نيرو طيلة رحلة شفائه من الجراحة.

-حضور تدريبات رياضيّة لإعادة التأهيل ما يقارب 3 أشهر لاستعادة لياقته. تُساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على إيصال مستوى لياقته البدنية أعلى، فسيكون جسمه قادرًا على استخدام الأكسجين بفعالية أكبر.

-إعداد روتين يومي مخصص لتناول الأدوية حتى لا ينساها. وأن يحافظ على أن يُبقي معه قائمة بكل أدويته في جميع الأوقات حال احتاج إلى عناية طبية طارئة، وبالطبع هذه ستكون وظيفتي.

-تحديد أطعمة معينة له وأن يبيّن له اختصاصي التغذية من فريق الزراعة كيفية إعداد الطعام بأمان لتقليل خطر الإصابة بالعدوى من الطعام.

-النظافة والحياة الصحية كي تقوى مناعته لأن عدم وجود جهاز مناعة قوي يجعل متلقي الزرع عرضة للعدوى. يجب توخي الحذر في إعداد الطعام والنظافة لأنه يكون أكثر عرضة لإلتهاب المعدة والأمعاء.

وبهذا نعلم أن نيرو يجب له العيش في بيئة صحية، لذا عندما يتحسّن ويستطيع الخروج من المشفى سوف أذهب لتنظيف منزله وأحضر له طعام يناسب حالته.

أرسلتُ الجدول بأكمله لإيجاكس، وقفت وذهبت لغرفة تغيير الملابس لأن عملي هنا انتهى. كانت الغرفة شبه هادئة، أجل الجميع يثرثر لكن ليس عندما تكون تارا وإيدجار هنا، عادةً تارا، آليك وجاكسون يتشاجرون لهذا هو هادئ، اشتقتُ لهما. اليوم بتاريخ التاسع من مارس ولا يزال هناك وقت طويل حتى يعودا، أخبراني أنهما سيعودان في نهاية الشهر لأن الحياة بعيدًا عن العمل رائعة، حقراء!

خرجتُ من المشفى وذهبت للسوق كي أشتري بعض الأغراض للمنزل، وبالطبع طعام صحّي لأبي كي يباغتني مرة أخرى عند الطبيب أنني لا أعتني به بالشكل المطلوب.

وصلتُ المنزل وكان يشاهد التلفاز، رتبت الأغراض بالمطبخ، طبختُ له بعض الطعام وتناولناه ثم ذهبت للنوم، بالطبع مع جميلتي إيسِن.

---
مرّ خمسة أيام بسرعة البرق، نفس الروتين اليومي لكن البارحة اختلف الوضع حين استيقظ نيرو، وبسبب عدم حدوث أية مضاعفات، تم نقله إلى قسم المرضى الداخليين العام حتى يتحسن أكثر. متوسط مدة بقائه في المشفى بعد الجراحة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.

هذه الفترة لن أكون بهذه الأهمية لأن فريق زراعة الأعضاء هم من سيهتمون به، وظيفتي تبدأ حين يخرج من المشفى. أما حاليًا فقط أعطوه العقاقير المثبطه للمناعة التي يجب تناولها كل يوم لمنع رفض الأعضاء. رفض الجسم للأعضاء المزروعة هو أكثر ما يشغل الاهتمام، سواء مباشرة بعد الجراحة وطوال حياة المريض. لأن الرئتين تأتي من شخص آخر، وسيقوم الجهاز المناعي للمتلقي 'برؤيتها' على أنها جسم غريب، ويحاول مقاومتها.

---
-لن أعود للمنزل بعد العمل مباشرة، سوف اتأخر.

أرسلتُ الرسالة لأبي، رآها ولم يرد علي، رائع!
أنا حاليًا بطريقي لمنزل نيرو كي أنظفه، وبما أن اليوم الجمعة هذا يعني أن غدًا إجازة، لهذا سوف آخذ وقتي بتنظيفه. عرض علي إيجاكس المساعدة لكنني رفضت، أريد ترتيبه لوحدي كي ارتاح، لا زلت لم أعتد على إيجاكس بالشكل الكبير كي نكون وحدنا لوقت طويل.

أخرجت المفتاح من تحت السجادة لأفتح الباب، سعلتُ بسبب الغبار الكثيف، لم يتم تنظيفه منذ شهران وأكثر. أوّل شيء فعلته هو فتح الشبابيك كي يتم تهوية المنزل، معظم الأثاث غاب لونه بسبب الغبار، يحتاج المنزل إلى تنظيف كامل، وقد يأخذ أكثر من أسبوع، جيد أنه لديّ وقت قبل أن يأتي نيرو لهنا.

ذهبتُ لغرفته لأنه سيبقى وبدأت بها، أخرجتُ الملابس منها ووضعتهم بغرفة أخرى، قبل أن يأتي لهنا سوف أغسلهم لأنهم سوف يتسخون مرة أخرى لو غسلتهم الآن. حتى الغرف بأكملها، سوف أعيد ترتيبه قبل أن يأتي، لكن سيكون أسهل لأنني سأحرص على تنظيفه وتعقيمه كل ثلاثة أيام.

أنزلتُ الستائر ووضعتها بالغسالة، ستأخذ وقت كي تجف على أية حال. أزحتُ السرير ونظفت تحته وعند الحائط. مسحتُ الغبار عن السرير، الخزانة، النوافذ وكل شيء بالغرفة ثم الأرضية، ثم أخرجتُ الوسائد والفراش كي أمسحه بالكامل، وغيّرت الملائات جميعها.

نظرتُ لها بفخر بينما امسح جبيني، كما لو أنها غرفة جديدة، وهذه الغرفة الجديدة أخذت مني ستة ساعات، مجهود رائع!

جلستُ على المكتب في غرفته، أخرجتُ علبة السجائر ثم بدأت بالتدخين، يجب أن ابتعد عنه طالما سأعتني بنيرو كي لا يتأثر. وضعت رأسي على المكتب بإرهاق وأخذتُ نفس عميق منها ثم زفرته.

منزل نيرو كئيب، بصراحة استغربت عندما وجدته بهذه الحالة، ظننت أن والداه نظفّاه أو شيء من هذا القبيل. والداه جيدان ويهتمان لابنهما كثيرًا، لكن للأسف اضطرا للسفر خارج البلاد قبل شهر بسبب عملهما، لكن حتى لو لا أصدق أنهما لم يهتما للمجيء ورؤيت-... يا إلهي في الواقع نسيت إخبارهما أنه وجد رئتان وقام بالجراحة!

شهقت واختنقتُ بسببها، سحبتُ هاتفي وبسرعة اتصلت بوالدته، يا لغبائي! أشعر أنه سيتم قتلي من قِبلهما لأنهما اعتمدا علي لإخبارهما بكل التطورات، لكن حتى لو لم أخبرهم لِمَ لم يتصلا كي يطمأنا عليه؟
الساعة الآن بعد منتصف الليل، آمل أن يجيبني أحدهما.

رننت وانتظرت عدة ثوان حتى أجابت «نورسين! هل كل شيء بخير لتتصلي بهذا الوقت؟» قالت السيدة أوزويلد لأبتسم بغباء «في الواقع، لا أعلم كيف أقول هذا» قلت بتردد «هل حصل شيء لنيرو؟» سألت بخوف لأنفي برأسي ويدي «لا لا، في الواقع هو بأفضل حال، قبل أسبوع تقريبًا وجدنا له متبرع وأجرينا له الجراحة وهو بخير، للآن، لا نعلم لو ستحصل أي مضاعفات. فقط أعتذر أنني لم أخبركما قبلًا لكنني كنت مشغولة، قليلًا».

قلت بخجل وصفعتُ جبهتي، تنفست براحة من الجهة الأخرى وسمعتُ صوت شهقاتها «هل تتكلمين بجدية؟ يا إلهي شكرًا! شكرًا لكِ كثيرًا على هذا الخبر السعيد» قالت ببكاء لأبتسم «حُبًّا وكرامة سيدتي، وأعتذر مرة أخرى لأنني لم أخبركما باكرًا».

«لا بأس عزيزتي المهم أن نيرو بخير، سوف نأخذ اليوم أسرع رحلة لشيكاغو كي نطمئنَّ عليه ونراه، هو مستيقظ، أليس كذلك؟».

«أجل، هو مستيقظ. وفكرة جيدة أن تأتيا لأنه بحاجة للدعم المعنويّ والعاطفيّ من الجميع. أرجو أن تصلا بالسلامة لهنا» قلت ثم ودعتها، أغلقتُ الخط ورميتُ رأسي على المكتب، كان هذا وشيكًا! لولا تذكّري لما علما بشيء.

وقفت وأغلقتُ النوافذ ثم المنزل وعدتُ لمنزلي.استحممت لأنني اتسخت كثيرًا. رميتُ نفسي بإرهاق على السرير، احتضنتُ إيسِن، قبّلت رأسها وذهبت بنوم عميق.

---

فصل... مدري، أحبكم. 🖤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top